نور الهدى
06-05-2007, 12:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين ابو القاسم محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
مأخوذ من محاضرة للشيخ حبيب الكاظمي
إن من موارد ابتلاء المؤمنين في كل زمان: مسألة الابتلاء بالوسواس فى العبادة والطهارة، وهنا لا بد من الإشارة إلى
أنّ الأمر له شِقان:
الشِق الأول: من المعروف أنّ هناك مرضا عالميا، وهو مرض الوسواس القهري، الذي يصيب حتى الكفار والفسقة.. فهناك
بعض الكفار أو المنحرفين ليست له عبادة، ولكن له وسواسا من الجراثيم، فمثلاً: يخاف دائما أنْ يُبتلى بالأمراض من
جراء المصافحة وغير ذلك.. فهذا مرض يبدو أن له جذورا عضوية في وجود الإنسان.. ولهذا يلاحظ بأنّ بعضَ العقاقير تعطى في هذا المجال.
الشق الثاني: وهو أن هذه المسألة بالنسبة للمؤمن من الممكن علاجها عن طريق كلمة واحدة.. فإذا جيئ بوسواسي
وقيل له: ما الذي يدفعك إلى مثل هذه المسألة؟.. ومالذي تخافه؟.. ولماذا تغتسل ساعةً كاملة؟.. فأنت تصب الماء
لمدة ساعة، وهو حرامٌ بيّن إذا أدى ذلك إلى الإسراف، وإلى هدر الوقت وما شابه ذلك.. فإنه سيقول: أريد أنْ أتقرَبّ
إلى الله عز وجل.. وإذا قيل له: لماذا تعيد الصلاة؟.. هل تعيدها خوفاً من عدم قبول صلاتك السابقة؟!.. فإذا كان الأمر
كذلك، وقيل له: إنّ صلاتك صحيحة، والله عز وجل لا يريد منك أكثر من ذلك، وفتاوى علمائنا جميعاً تقول: إنّ
الوسواسي لا يعتني بوسوسته.. فهل يبقى هنالك مجال لهذا المرض بعد ذلك؟..
يقول الراوي: (ذكرت لأبي عبدالله عليه السلام رجلاً مُبتلى بالوضوء والصلاة -أي الوسواسية-) ..أي وسواسي، فإنه
يتوضأ، ويصلي كثيراً.. (وقلت: هو رجلٌ عاقل).. والغريب أنّه رجل عاقل، ولكنه مُبتلى بهذا المرض.. (قال عليه السلام
: وأي عقل له، وهو يطيع الشيطان؟..).. أي لماذا هذا التناقض في الوصف؟.. كيف يكون مبتليا بالوسواس، ويكون
عاقلا في نفس الوقت؟.. فالوضوء الثاني، والغسل الثاني، والصلاة الثانية، من الذي أمر بها؟!.. إن من الواضح أن
الذي أمر بذلك هو الشيطان.
(فقلت له: وكيف يطيع الشيطان؟!..) أي أن هذا الرجل وسواسي، ويحافظ على صلاته ووضوئه، وهو يبالغ في ذلك..
فكيف يمكن لهذا أن يطيع الشيطان؟!.. (فقال عليه السلام: سله هذا الذي يأتيه من أي شيء هو؟.. فيقول: ذلك من
عمل الشيطان).. فإذاً، هو يعترف بأنّ تكراره لصلاته ولوضوئه، إنما هذا بإيحاءِ من الشيطان اللعين الرجيم.. والذي
يطيع الشيطان لم يُطع الرحمن.. والعقل ما عُبدَ به الرحمن، واكتسب به الجنان
والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين ابو القاسم محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
مأخوذ من محاضرة للشيخ حبيب الكاظمي
إن من موارد ابتلاء المؤمنين في كل زمان: مسألة الابتلاء بالوسواس فى العبادة والطهارة، وهنا لا بد من الإشارة إلى
أنّ الأمر له شِقان:
الشِق الأول: من المعروف أنّ هناك مرضا عالميا، وهو مرض الوسواس القهري، الذي يصيب حتى الكفار والفسقة.. فهناك
بعض الكفار أو المنحرفين ليست له عبادة، ولكن له وسواسا من الجراثيم، فمثلاً: يخاف دائما أنْ يُبتلى بالأمراض من
جراء المصافحة وغير ذلك.. فهذا مرض يبدو أن له جذورا عضوية في وجود الإنسان.. ولهذا يلاحظ بأنّ بعضَ العقاقير تعطى في هذا المجال.
الشق الثاني: وهو أن هذه المسألة بالنسبة للمؤمن من الممكن علاجها عن طريق كلمة واحدة.. فإذا جيئ بوسواسي
وقيل له: ما الذي يدفعك إلى مثل هذه المسألة؟.. ومالذي تخافه؟.. ولماذا تغتسل ساعةً كاملة؟.. فأنت تصب الماء
لمدة ساعة، وهو حرامٌ بيّن إذا أدى ذلك إلى الإسراف، وإلى هدر الوقت وما شابه ذلك.. فإنه سيقول: أريد أنْ أتقرَبّ
إلى الله عز وجل.. وإذا قيل له: لماذا تعيد الصلاة؟.. هل تعيدها خوفاً من عدم قبول صلاتك السابقة؟!.. فإذا كان الأمر
كذلك، وقيل له: إنّ صلاتك صحيحة، والله عز وجل لا يريد منك أكثر من ذلك، وفتاوى علمائنا جميعاً تقول: إنّ
الوسواسي لا يعتني بوسوسته.. فهل يبقى هنالك مجال لهذا المرض بعد ذلك؟..
يقول الراوي: (ذكرت لأبي عبدالله عليه السلام رجلاً مُبتلى بالوضوء والصلاة -أي الوسواسية-) ..أي وسواسي، فإنه
يتوضأ، ويصلي كثيراً.. (وقلت: هو رجلٌ عاقل).. والغريب أنّه رجل عاقل، ولكنه مُبتلى بهذا المرض.. (قال عليه السلام
: وأي عقل له، وهو يطيع الشيطان؟..).. أي لماذا هذا التناقض في الوصف؟.. كيف يكون مبتليا بالوسواس، ويكون
عاقلا في نفس الوقت؟.. فالوضوء الثاني، والغسل الثاني، والصلاة الثانية، من الذي أمر بها؟!.. إن من الواضح أن
الذي أمر بذلك هو الشيطان.
(فقلت له: وكيف يطيع الشيطان؟!..) أي أن هذا الرجل وسواسي، ويحافظ على صلاته ووضوئه، وهو يبالغ في ذلك..
فكيف يمكن لهذا أن يطيع الشيطان؟!.. (فقال عليه السلام: سله هذا الذي يأتيه من أي شيء هو؟.. فيقول: ذلك من
عمل الشيطان).. فإذاً، هو يعترف بأنّ تكراره لصلاته ولوضوئه، إنما هذا بإيحاءِ من الشيطان اللعين الرجيم.. والذي
يطيع الشيطان لم يُطع الرحمن.. والعقل ما عُبدَ به الرحمن، واكتسب به الجنان