تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قضية الإمام المهدي "عجل الله فرجه"



ماجد البحراني
05-27-2007, 10:07 AM
ليس في قضية الإمام المهدي (ع) أي خلاف بين مفكري وعلماء الإسلام بل إنهم اتفقوا وإن اختلفت مفاهيمهم على التسليم بظهور المهدي وأنه من أهل بيت النبوة ومن ولد محمد صلى الله عليه وآله وسلم يدل على هذا حديث الرسول الكريم : ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لأطال الله ذلك اليوم حتى يخرج ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ).
تؤكد هذه الفكرة الحقيقة القرآنية التي تؤكد على وراثة الأرض من قبل الصالحين والمستضعفين من العباد وذلك بقوله تعالى : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحين ) .
وقوله تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ولا يشركون بي شيئا ) .
هذه الحقائق تنسجم مع واقع إلهي رسمه الخالق البارئ للخليقة عندما وضعهم تحت الاختبار والابتلاء والتمحيص واعطاهم نور العقل والمعرفة وحرية العمل والعبادة وهو سبحانه يعلم أن هذه الظروف سوف تفرز صراعا دائما بين الخير والشر وتبقى المعركة سجالا بين خطين خط الهدى وخط الضلال خط الأنبياء وخط الجاهلين الطغاة ولكي تكون حجة الله تعالى بالغة على عباده يظهر فيها عدله أنه لن يعذب أحدا إلا بحق فقد بعث لهم الرسل والأنبياء مزودين بالمناهج والمعجزات وكان آخرهم وخاتمهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار الذي اختتم الله سبحانه وتعالى برسالته المحمدية رسالات السماء . وهي قانون إلهي كله معجزات ولا يأتيه الباطل والتحريف من بين يديه ولا من خلفه فإذا ما عملت البشرية به وأدركت مراميه ومعجزاته فستنال سعادة الدنيا وسعادة الآخرة ارتحل النبي الكريم إلى الرفيق الأعلى بعد أن بين كل شيء وبقي القرآن الكريم مؤكدا على كل ما قاله وعمله رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار وحافظا لسنته التي لا يمكن أن تخالف القرآن ونستقرئ في سيرة حياته صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار كما نفهم من ثنايا القرآن الكريم أن الصراع باق أبدا بين الخير وأهله والشر وأهله لكن الشر مهما انتصر فلا بد ولا مناص من أن يتحقق وعد الله الحق المتمثل بظهور المهدي المنتظر (ع) محطما أوثان الجهل والجاهلية وعروش الظلم والظالمين وليملأ هذه الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا وسيكون هذا المصلح المبعوث المنتظر من ولد فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار ومن ذريتها المباركة بإجماع المفسرين لقوله تعالى :
( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) . إن وراثة الأرض لا بد وأن تكون للصالحين المجاهدين الذين استضعفوا من قبل الجبابرة الطغاة ولا بد أن تكون الغلبة في النهاية لمن يدافع عن الحق وأهله مؤمنا بما جاء به القرآن الكريم وبما بلغ عنه رسول الهدى.؟؟؟؟
إن الجهاد في صف المستضعفين والانتصار لحق أهل الحق وهو واجب على كل مسلم مؤمن بظهور المنقذ منقذ البشرية من الظلم والفساد وحتى يتحقق ذلك يجب أن يبقى المسلم المؤمن في جاهزية تامة متسلحا بإيمانه وبفضيلته ريثما يلتحق بإمامه القادم المنتظر مثله في ذلك مثل من يعلم أن حاكما كبيرا سوف يأتي لزيارته فهو سيكون بانتظاره بأفضل اللباس واللباقة المناسبة اللائقة بالزائر العظيم يقول الرسول صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار : ( الانتظار أسمى درجات العبادة ). قلنا إن المسلمين لا يختلفون حول موضوع ظهور المهدي فهو أمر مسلم به ولكن الاختلاف يدور حول هل أنه سوف يلد ولادة في بعض العصور ويظهر كما أمره الله سبحانه وتعالى أم أنه كان قد ولد في زمن سابق كما تقول شيعة أهل البيت مستندين قي ذلك إلى أقوال الرسول صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار المؤكدة أنه ابن الحسن العسكري الإمام الحادي عشر(ع) وأن الله تعالى قد غيبه مرتين وأنه عاش فترة وغاب أخرى وكان يدعوا الناس ويعلمهم أمور دينهم عن طريق رجال خاصين كانوا رسلا بينه وبين الناس فأي الرأيين هو الحقيقة. وفيه ما يقبله العقل والشرع : هل أنه موجود بيننا ومغيب أم أنه سوف يولد مستقبلا فإن كان سوف يولد مستقبلا فهذه قضية لا تحتاج إلى نقاش أما الثانية فتحتاج إلى براهين وأدلة.
حقيقة الظهور :
إن الذي خلق الكون اللامحدود بكل ما فيه من عجائب وآلاء ومعجزات وخلق السماوات والأرض وجعل فيها ملائكة يسبحون لا يسأمون ثم خلق الجن ومنهم فريق الشياطين الذين نصيبهم إغراء الناس وفتنتهم وجعل في هذا الكون ملايين القضايا الغيبية وجعلنا نؤمن أن دعوة المظلوم تخترق السماوات وتقطع مليارات الأميال في لحظة واحدة إذ ليس بينها وبين الله تعالى حجاب ثم جعلنا نؤمن بالوحي الذي ينزل على الأنبياء أسرع من الحس والإدراك ومن الفكر والحركة فكيف لا يمكن الإيمان بعد هذا كله بأن الإمام المهدي المنتظر حي مغيب وكيف نقول أن هذا الأمر غير مقبول لا عقلا ولا شرعا .
إنه إذا كانت القضية تتعلق بطول العمر حتى ألف أو ألف وخمسمائة سنة فهذا أمر لا يرفضه العلم ولا العقل ولا الشرع لأن العلم في عصرنا هذا قد توصل إلى تنمية الخلايا على صعيد الإنسان والحيوان والنبات وأعطاها ما يجعلها تعيش أكثر من العادي والمألوف ويؤكد العلم أن حياة الإنسان وإن كانت مرتبطة ببعض الأسباب كالهرم مثلا فإن العلم يستطيع أن يمد في حياة الخلايا الجسدية وأن يجددها لتستمر في البقاء مدة أطول وذلك بالأسلوب العلمي وبالأودية اللازمة وبتنظيم الحياة في الغذاء والنوم والرياضة والعمل أما أن نقول أن الزمن أو الوقت محدود بالنسبة للإنسان فهذا يخالف العقل والشرع الذي يهلك نفسه يموت قبل أوانه ولنأخذ مثلا على ذلك في حوادث السيارات أو التأثيرات والنتائج السلبية للدخان والخمر والمخدرات والتخمة فهذه كلها عوامل تقصر في حياة الإنسان والله سبحانه وتعالى يقول : ( وجعلنا لكل شيء سببا ) .
النتيجة:
أن من لا يؤمن بحقيقة الإمام الثاني عشر المنتظر يخالف رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار ويخالف القرآن الكريم لأن جميع كتب الصحاح تمتلئ بالروايات المتواترة والأحاديث المتضافرة على حقيقة ظهور المهدي وإن المهدي عليه السلام وإن الذين ينكرون هذه الحقيقة لا يصدرون في ذلك عن عقل ولا عن سند شرائعي ولكنهم وجدوا على ذلك أبائهم الأولين فاتبعوا عقائدهم وسننهم وخضعوا لبيئتهم خضوعا أعمى أو لم يقل الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار : ( لا تذهب الدنيا ولا تنقضي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ) والروايات تقول إن الغيبة الكبرى للإمام المهدي (عج) الذي يجدد دين الله تعالى وسنة جده رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار قد انقطع فيها اتصال عن الأمة بعد أن أعلم بذلك وأوصى بالرجوع إلى الفقهاء حتى تتهيأ له ظروف الظهور وممارسة مهمة الإصلاح الإسلامي وإقامة دولة العدل الإلهي الكبرى على وجه الأرض بقيادة هذا الإمام الذي اختاره الله لأصعب الأدوار في الحياة إنه الإمام المنتظر ابن رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار وأن الأحاديث المتعلقة بذلك والواردة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار تؤكد الإمتداد الطبيعي لدور أبائه الكرام وربطهم بهذه السلسلة وأنهم اثنا عشر خليفة كمثل قوله صلــ الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار ــــى : ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا من بعدي ). وقول صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار ( مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ). محنة الأمة الإسلامية في هذا الزمان هو أنها إما أن تصدق أن الأئمة اثنا عشر وآخرهم هو المهدي المنتظر وإما أن تكذب وجود أهل البيت الذي أقرهم القرآن الكريم وعندها يكون إنكارهم للأئمة وللمهدي وللنص القرآني الشريف ويكون إخفاء الناس للحقيقة هو من اجل الدنيا وحياء من الناس ومجاملة إذ كيف يخالفون ما شاهدوا عليه أبائهم الأولين كما بينا منذ قليل
إن مسألة المهدي المنتظر من أكبر القضايا الإسلامية من حيث الأهمية والمكانة لأنها تشكل منعطفا خطيرا بين الإيمان بغيبيته وظهوره أو عدم الإيمان به وبعد وفاة والده العسكري ونظرا لأهمية مرحلة الاتصال بين الإمام المهدي وبين رساله وسفرائه والاتصال الحسي والسري المنظم بهم والذي اتصف بالدقة والضبط التنظيمي فإنه كان يتصل بأربعة من سفراءه ويوصل من خلالهم الأوامر والتوجهات إلى أتباعه الذين كانوا يعيشون مرحلة السرية والكتمان ويعلمون في ظل الاضطهاد والإرهاب السلطوي العباسي فان هذا العمل يهيء لنا صورة واضحة حتى نهييء أنفسنا لا ستقباله وإقامة دولة المهدي الكبرى .

اللهــــــــــــم اجعلني ممن تشملهم رحمتك وعنايتك في الدنيا والآخره
اللهــــــــــــم أقسم عليك بذاتك المقدسة وبحقيقة أوليائك الكرام أن تجعلني من الذين يليق بهم هذا الأمل الكبير وأنت أصدق الصادقين وأنت سبحانك إذا أردت شيئا قلت له كن فيكون
والسلام

عاشق الزهراء
05-27-2007, 01:06 PM
مشكووور خيوووو
ماجد ع الموضوع
تسلم ايدك
تحاتي عاشق الزهراء

سندس الأستبرق
05-27-2007, 01:31 PM
مشكوررررر أخوي ماجد
على هذا الموضوع المتميز
تمنياتي لك بالتوفيق.
تــــــــــــــحـــــــيــــــاتي.............

ماجد البحراني
05-27-2007, 02:29 PM
شكرا جزيل للأعضاء ( عاشق الزهراء , سندسق الأستبرق ) على ردودهم

نور الهدى
05-27-2007, 02:56 PM
اللهــــــــــــم اجعلني ممن تشملهم رحمتك وعنايتك في الدنيا والآخره
اللهــــــــــــم أقسم عليك بذاتك المقدسة وبحقيقة أوليائك الكرام أن تجعلني من الذين يليق بهم هذا الأمل الكبير وأنت أصدق الصادقين وأنت سبحانك إذا أردت شيئا قلت له كن فيكون
والسلام


الله يعطيك العافية


وتسلم الايادي


وجزاك الله خير الجزاء

ماجد البحراني
05-27-2007, 08:45 PM
مشكورة أختي أم محمد على ردش وأتمنى لش كل التوفيق بحق محمد وآل محمد