ابو طارق
05-01-2007, 03:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من كرامات ابو الفضل العباس (ع)
الحاج رضا عبدالغفّار من أهالي مدينة كربلاء المقدّسة، له مشاركة في نيل الشرف من خلال تعريفه لكرامةٍ أُخرى لأبي الفضل العبّاس عليه السّلام، لم يكن سَمِعها أو رُوِيت له، بل عاشها بأحداثها ووقائعها.. إذ يقول:
خلال مسلسل الاعتقالات والاعدامات التي مارسها النظام السابق مع أبناء الشعب العراقي طيلة العقود المنصرمة.. كان آخرها في غُرّة محرم الحرام عام 1424هـ، شهر سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، شهر التضحية والشهادة والفداء.
خرجت الجماهير في مدينة كربلاء المعلاّة على هيئة مسيرات عزائية مَهيبة تُعرَف بـ « عزاء طويريج »؛ تجديداً للعهد والولاء مع الإمام الحسين سلامُ الله عليه في ذكرى شهادته المفجعة هو وأهل بيته وأصحابه في أرض الطفّ. وبالرغم مِن منعنا لأكثر من ثلاثين سنة مِن هذه المسيرة المباركة، إلاّ أنّنا انطلقنا في ذلك العام بروحٍ حسينيّة فدائية تنطلق من الحناجر والقلوب أصوات تدوّي وتناوي:
ـ يا حسين.. يا حسين.
ـ أبد والله ما ننسى حسينا.. أبد والله ما ننسى حسينا.
اتّجهنا نحو الصحن الحسينيّ الشريف، وإذا بنا نُواجَه برشقات من الرصاص المكثّف أطلقه رجال الأمن، لإخماد صوت الحقّ والعدالة، وخنق الصرخات الحسينيّة الولائيّة.. على أثر ذلك سقط عددٌ كبير من الشهداء والجرحى، فيما أُلقي القبض على عددٍ آخر ليس بالقليل ليُمارَس معهم شتّى ألوان التعذيب البدنيّ والنفسيّ، لا لشيء سوى أنّهم نادَوا: أبد والله ما ننسى حسينا.
كان لولدي ( والحديث ما يزال للحاج رضا عبدالغفّار ) شرف المساهمة في تلك المسيرة المقدّسة، فوقع في أسر رجال الأمن هو وطائفة مِن إخوته المؤمنين في ذلك اليوم الدامي، ونُقل على الفور إلى بغداد للتحقيق معه، وتقديمه للإعدام.
ما إن سمعتُ بالخبر حتّى خنقتني عَبرتي، وبقيتُ حائراً مذهولاً لا أدري ماذا أفعل، فجأةً.. وجّهتُ وجهي صوبَ حامل راية الحسين عليه السّلام، ذلك هو أبو الفضل العبّاس عليه السّلام، توسّلتُ به، وطلبتُ منه سلامة وَلَدي وجميع أولادنا ممّن أُسِر في يوم عاشوراء.
أما زوجتي، فكأنّ قلبها التهب ناراً، فصعدت سطح المنزل وخاطبت العبّاس عليه السّلام من خلال النظر إلى قبّته المهيبة، ودموعها منهمرة، وقلبها متعلّق بأمل أن يُطلَق سراح ولدها.. وكان منها أن قالت:
ـ أُقسم عليك يا أبا الفضل بأُختك زينب وأخيك الحسين، إلاّ ما رَدَدتَ علَيّ ولدي.
ثمّ انفجرت بالبكاء المبكي.
التحَفْنا بالرجاء، وصبرنا على الانتظار المرير، فما مرّ إلاّ أربعة عشر يوماً حتّى كانت النازلة التي قصمت النظام، فازداد خوفي على ولدي، وراودني اليأس منه، وحَسِبتُه التحق بقوافل الشهداء. نفد صبري، واضمحلّ أملي ساعةً فساعة، ولم يَبقَ لي إلاّ توسلٌ خاشع بقاضي الحوائج قمر بني هاشم عليه السّلام.
مضى يومان من الحرب الأمريكيّة، يومها أطلق النظام سراح جملةٍ من المؤمنين، كان من بينهم ولدي، إذ كتب الله له عمراً جديداً ببركة التوسّل بباب الحوائج أبي الفضل العبّاس عليه.. « ما خابَ مَن تمسّك بكم، وأمِن مَن لجأ إليكم ».
منقول
من كرامات ابو الفضل العباس (ع)
الحاج رضا عبدالغفّار من أهالي مدينة كربلاء المقدّسة، له مشاركة في نيل الشرف من خلال تعريفه لكرامةٍ أُخرى لأبي الفضل العبّاس عليه السّلام، لم يكن سَمِعها أو رُوِيت له، بل عاشها بأحداثها ووقائعها.. إذ يقول:
خلال مسلسل الاعتقالات والاعدامات التي مارسها النظام السابق مع أبناء الشعب العراقي طيلة العقود المنصرمة.. كان آخرها في غُرّة محرم الحرام عام 1424هـ، شهر سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السّلام، شهر التضحية والشهادة والفداء.
خرجت الجماهير في مدينة كربلاء المعلاّة على هيئة مسيرات عزائية مَهيبة تُعرَف بـ « عزاء طويريج »؛ تجديداً للعهد والولاء مع الإمام الحسين سلامُ الله عليه في ذكرى شهادته المفجعة هو وأهل بيته وأصحابه في أرض الطفّ. وبالرغم مِن منعنا لأكثر من ثلاثين سنة مِن هذه المسيرة المباركة، إلاّ أنّنا انطلقنا في ذلك العام بروحٍ حسينيّة فدائية تنطلق من الحناجر والقلوب أصوات تدوّي وتناوي:
ـ يا حسين.. يا حسين.
ـ أبد والله ما ننسى حسينا.. أبد والله ما ننسى حسينا.
اتّجهنا نحو الصحن الحسينيّ الشريف، وإذا بنا نُواجَه برشقات من الرصاص المكثّف أطلقه رجال الأمن، لإخماد صوت الحقّ والعدالة، وخنق الصرخات الحسينيّة الولائيّة.. على أثر ذلك سقط عددٌ كبير من الشهداء والجرحى، فيما أُلقي القبض على عددٍ آخر ليس بالقليل ليُمارَس معهم شتّى ألوان التعذيب البدنيّ والنفسيّ، لا لشيء سوى أنّهم نادَوا: أبد والله ما ننسى حسينا.
كان لولدي ( والحديث ما يزال للحاج رضا عبدالغفّار ) شرف المساهمة في تلك المسيرة المقدّسة، فوقع في أسر رجال الأمن هو وطائفة مِن إخوته المؤمنين في ذلك اليوم الدامي، ونُقل على الفور إلى بغداد للتحقيق معه، وتقديمه للإعدام.
ما إن سمعتُ بالخبر حتّى خنقتني عَبرتي، وبقيتُ حائراً مذهولاً لا أدري ماذا أفعل، فجأةً.. وجّهتُ وجهي صوبَ حامل راية الحسين عليه السّلام، ذلك هو أبو الفضل العبّاس عليه السّلام، توسّلتُ به، وطلبتُ منه سلامة وَلَدي وجميع أولادنا ممّن أُسِر في يوم عاشوراء.
أما زوجتي، فكأنّ قلبها التهب ناراً، فصعدت سطح المنزل وخاطبت العبّاس عليه السّلام من خلال النظر إلى قبّته المهيبة، ودموعها منهمرة، وقلبها متعلّق بأمل أن يُطلَق سراح ولدها.. وكان منها أن قالت:
ـ أُقسم عليك يا أبا الفضل بأُختك زينب وأخيك الحسين، إلاّ ما رَدَدتَ علَيّ ولدي.
ثمّ انفجرت بالبكاء المبكي.
التحَفْنا بالرجاء، وصبرنا على الانتظار المرير، فما مرّ إلاّ أربعة عشر يوماً حتّى كانت النازلة التي قصمت النظام، فازداد خوفي على ولدي، وراودني اليأس منه، وحَسِبتُه التحق بقوافل الشهداء. نفد صبري، واضمحلّ أملي ساعةً فساعة، ولم يَبقَ لي إلاّ توسلٌ خاشع بقاضي الحوائج قمر بني هاشم عليه السّلام.
مضى يومان من الحرب الأمريكيّة، يومها أطلق النظام سراح جملةٍ من المؤمنين، كان من بينهم ولدي، إذ كتب الله له عمراً جديداً ببركة التوسّل بباب الحوائج أبي الفضل العبّاس عليه.. « ما خابَ مَن تمسّك بكم، وأمِن مَن لجأ إليكم ».
منقول