ام باسم
04-28-2007, 12:43 PM
قال سبحانه وتعالى )فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ( نلاحظ أن هذه الآية الكريمة تركز على الجانب الأخلاقي والضمير والوجدان والناحية السلوكية والأخلاقية في الإنسان فما أحوج الإنسانية للعمل بهذه الآية الكريمة في هذا العصر, فالإنسانية غارقة من رأسها إلى أخمص قدميها في المشاكل بسبب البعد عن الله عزّ وجل وشريعته, ولو تصورنا أن إنسان في أي مكان من الدنيا سعيد ولا يعاني أي مشكلة أو تخلف أو عداوة لقلنا أنه يعمل بمقتضى هذه الآية وهي السبب, وما نراه من كوارث وزلازل تغير وجه الأرض وحروب وما ينتج عنها من الترمل والتعاسة وكثرة البؤساء هذه كلها نتيجة أعمال الإنسان وما تكسبه يده , لأن القرآن الكريم يقول ) ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ( والدعاء يقول " اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء " وكل الأعمال الشريرة كالعقوق وسوء الخلق مع الناس هي أسباب للبلاء , في بعض الأحيان ينزل من السماء جزء ملتهب من كوكب ويصل للأرض ويسمى شهاب أو نيزك وهي من آيات الله تعالى لأنه تعالى حكيم فيعاقب به المسيئين أو يبتلي به عباده الصالحين ويمتحن به إيمانهم , يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو أحب الخلق إلى الله عز وجل ( ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت ) فكلما كان الإنسان أقرب إلى الله تعالى فعليه توقع الامتحان أكثر و أكثر سواء بالفقر أو بأهله أو جيرانه أو غيرهم وما ذلك إلا درس للجميع كما يقول مولانا أمير المؤمنين "ع" ( ما أكثر العِبَر و ما أقل المعتبر ) أي أن المجريات والقصص والجهل والتخلف يجب أن يعتبرها الإنسان ويبْني بها شخصيته ويستغل كل شيء ليستفيد منه فمن هنا قصة ومن هنا حكمة ومن هناك خطاب ومقال ليصبح لديه قلب واعي ويكون رسالي .وفي الحديث عن المقامات فهناك فرق بين الدخول مثلاً على مديرة وبين الدخول على وزيرة وفرق بين العالمة وبين النبي والإمام حينما نتحوّل بكل وجودنا إلى أذن تسمع وقلب يعي فالتالي أعلى مكانة ممن يسبقه, فلكلٍ مقامه ومكانته الخاصة وعلينا رعايتها, فكيف بنا إذا كان من نقصده هو الجليل جل وعلا الذي لا مكانة فوقه وهو أعلى الموجودات بل من أوجد كل المقامات وأصحاب المقامات وهو مقام يستحق الرهبة والارتعاد كما السعفة وقت الوضوء والصلاة بل في كل لحظة من حياتنا نتيجة لمعرفة مقام الله جل وعلا مثلما كانت سيرة أهل البيت "ع" فالمؤمن يجب أن يعرف المقامات العليا ويترك المحدودية في التفكير والتحامل والحقد على الناس والحسد لهم ويعطي كل ذي حق حقه من الإكرام والاحترام ليعيش في سعادة ويسعد من حوله.