حمد حسن
04-28-2007, 08:57 AM
بقلم/ زكريا العباد
رغم أنّ تعريف المثقف واسع ومليء بالإشكالات إلا أن كثرة الحديث النظري في هذا الجانب لا تبدو لي مغرية، سأفكّر في اتّجاه آخر.
السؤال المقلوب يفتح لي باباً على الإجابة: ماذا لو لم أكن مثقفاً؟ يا له من سؤال مخيف، كم هو مزعج هذا الكابوس، أن لا تكون مثقفاً، لماذا؟
لأني أتذكّر في الإجابة هذه المقولة: كن في الفتنة كابن اللبون، لا ظهراً يركب، ولا ضرعاً يحلب. والحياة كلها فتنة، هل يعني هذا أن غير المثقفين هم باستمرار أدوات يحركها آخرون للوصول لأهدافهم دون أن يعووا أنهم مركوبون أو أن من غير الطبيعي أن يركبوا؟ إنها ظاهرة الاستحمار التي تحدّث عنها علي شريعتي.
السلبية الثانية لعدم كونك مثقفاً فهي أن تكون دجاجة يستحلب منها الآخر دراهم من ذهب، دون أن تشعر بأن من حقك أن تشرب حليبك أو أن تقبض ثمن بيضتك!!.
إذا لم تكن لك استراتيجيتك الخاصة بك فأنت واقع بلا ريب ضمن استراتيجية الآخرين، إذا لم تكن لك خطتك الخاصة فأنت جزء من خطة الآخرين، هذا ما تضمنه لك الثقافة الحقيقية لا الثقافة الشائهة، أن لا تكون ألعوبة للآخر.
الثقافة الحقيقية أن تمتلك رؤية واضحة تحليلية لماضيك وأن تعرف في أي نقطة على خارطة حاضرك تقف وأن تتسع خارطتك لتشمل مستقبلك، أي أن تعرف بالضبط أين ستصبح بعد سنة وبعد سنتين وبعد خمس سنوات وعشر سنوات.
الثقافة الشائهة هي ما يرضعك به الآخر من ثقافة مليئة بهرمونات تزيد من إنتاجك للحليب ومن نشاطك الغريزي ومن رغبتك في الرقص ومن انحناءة عنقك من الذلّ أو من كثرة التواضع حتى تصبح خبيراً في مراقبة النمل والزواحف وعاجزاً عن رفع رأسك لأن الضياء يزعج عينيك. هي أن يربيك الآخر حتى يحين وقت ذبحك.
الثقافة الحقيقية هي أن تخلق التغيير لا أن تنتظر أن يغيّرك الآخر أو أن تقتحمك الأزمة.
بعد كلّ هذا أتساءل: هل أنا مثقف بالفعل؟
أعتقد أن الجواب هو مع الأسف الشديد: بالطبع لا، لكني أعتقد أيضاً أن الأهم في الموضوع والخطوة الأولى في طريق الألف ميل هي التفاتك إلى أهمية الثقافة «والتي يصحّ لديّ أن أسميّها بالوعي» ثمّ الوعي بمتطلباتها المعرفية بعد الاعتراف بعدم توافرها لديك.
الثقافة حركة تكاملية للفرد والمجتمع تكون أولى خطواتها تقييم الذات تقيماً سليماً وفق معايير العلوم الحديثة ثم معرفة الطريق نحو التقدّم ثم تطبيقه والصبر عليه فالتغير عملية جهاد في البناء والهدم تحتاج إلى الكثير من الصبر.
قد ترغب في أن تكون مثقفاً لتفرّ من استغلال الآخر ولكن، ما احتمال أن تغريك المعرفة بقوانين اللعبة بأن تقوم باستغلال غيرك؟ هل تحتاج إلى الأخلاق إذاً للسيطرة على تضخّم غول الأنا داخلك؟ تأمّل بروحك وعقلك.
رغم أنّ تعريف المثقف واسع ومليء بالإشكالات إلا أن كثرة الحديث النظري في هذا الجانب لا تبدو لي مغرية، سأفكّر في اتّجاه آخر.
السؤال المقلوب يفتح لي باباً على الإجابة: ماذا لو لم أكن مثقفاً؟ يا له من سؤال مخيف، كم هو مزعج هذا الكابوس، أن لا تكون مثقفاً، لماذا؟
لأني أتذكّر في الإجابة هذه المقولة: كن في الفتنة كابن اللبون، لا ظهراً يركب، ولا ضرعاً يحلب. والحياة كلها فتنة، هل يعني هذا أن غير المثقفين هم باستمرار أدوات يحركها آخرون للوصول لأهدافهم دون أن يعووا أنهم مركوبون أو أن من غير الطبيعي أن يركبوا؟ إنها ظاهرة الاستحمار التي تحدّث عنها علي شريعتي.
السلبية الثانية لعدم كونك مثقفاً فهي أن تكون دجاجة يستحلب منها الآخر دراهم من ذهب، دون أن تشعر بأن من حقك أن تشرب حليبك أو أن تقبض ثمن بيضتك!!.
إذا لم تكن لك استراتيجيتك الخاصة بك فأنت واقع بلا ريب ضمن استراتيجية الآخرين، إذا لم تكن لك خطتك الخاصة فأنت جزء من خطة الآخرين، هذا ما تضمنه لك الثقافة الحقيقية لا الثقافة الشائهة، أن لا تكون ألعوبة للآخر.
الثقافة الحقيقية أن تمتلك رؤية واضحة تحليلية لماضيك وأن تعرف في أي نقطة على خارطة حاضرك تقف وأن تتسع خارطتك لتشمل مستقبلك، أي أن تعرف بالضبط أين ستصبح بعد سنة وبعد سنتين وبعد خمس سنوات وعشر سنوات.
الثقافة الشائهة هي ما يرضعك به الآخر من ثقافة مليئة بهرمونات تزيد من إنتاجك للحليب ومن نشاطك الغريزي ومن رغبتك في الرقص ومن انحناءة عنقك من الذلّ أو من كثرة التواضع حتى تصبح خبيراً في مراقبة النمل والزواحف وعاجزاً عن رفع رأسك لأن الضياء يزعج عينيك. هي أن يربيك الآخر حتى يحين وقت ذبحك.
الثقافة الحقيقية هي أن تخلق التغيير لا أن تنتظر أن يغيّرك الآخر أو أن تقتحمك الأزمة.
بعد كلّ هذا أتساءل: هل أنا مثقف بالفعل؟
أعتقد أن الجواب هو مع الأسف الشديد: بالطبع لا، لكني أعتقد أيضاً أن الأهم في الموضوع والخطوة الأولى في طريق الألف ميل هي التفاتك إلى أهمية الثقافة «والتي يصحّ لديّ أن أسميّها بالوعي» ثمّ الوعي بمتطلباتها المعرفية بعد الاعتراف بعدم توافرها لديك.
الثقافة حركة تكاملية للفرد والمجتمع تكون أولى خطواتها تقييم الذات تقيماً سليماً وفق معايير العلوم الحديثة ثم معرفة الطريق نحو التقدّم ثم تطبيقه والصبر عليه فالتغير عملية جهاد في البناء والهدم تحتاج إلى الكثير من الصبر.
قد ترغب في أن تكون مثقفاً لتفرّ من استغلال الآخر ولكن، ما احتمال أن تغريك المعرفة بقوانين اللعبة بأن تقوم باستغلال غيرك؟ هل تحتاج إلى الأخلاق إذاً للسيطرة على تضخّم غول الأنا داخلك؟ تأمّل بروحك وعقلك.