المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة: المذهبية والطائفية «قنابل موقوتة»



سعيد درويش
04-16-2007, 11:25 PM
http://www.msa7a.net/up/uploads/a4f4a03ace.jpg (http://www.msa7a.net/up)

حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس من ظواهر التعصب والمذهبية والطائفية التي «تشتت شمل الأمة وتعوق بناءها وازدهارها وتقدمها الحضاري».

مؤكداً أنها «قنابل موقوتة إن لم يتداركها عقلاء القوم».

وشدد على أن الأمة في حاجة ماسة إلى إشاعة ثقافة الحوار والتسامح، والتوجّه بثقافة الإسلام إلى العالمية، فهو أفضل من الصراعات المذهبية.

وأضاف خلال صلاة الجمعة في المسجد الحرام في مكة المكرمة أمس: «تباً للطائفية والمذهبية إذا كانت تجر البلاد والعباد إلى فتن لا يعلمها إلا الله»، متسائلاً: «ألم يئن الأوان للخروج من الفتن الطائفية؟».

ولفت إلى أن أعداء الأمة أدركوا خطورة هذا السلاح، فعمدوا إلى تأجيجه بين أفراد الأمة الإسلامية في الدهاليز السياسية.

وذكّر بـ «استجرار فلسطين إلى الاختلافات، مما يخشى معه تقديم القضية لقمة سائغة للأعداء، إلا انه بعد اتفاق مكة التاريخي الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اطمأنت النفوس بانتهاء تلك الخلافات بإذن الله».

وأشار إلى أن «العراق يرزح تحت الفتن الطائفية والمذهبية، وما يشاهد من قتل وجثث علاوة على ما خلفه الغزو والاحتلال الغاشم، ينذر بكارثة إنسانية كبيرة، ولا يغرب عن البال ما يدبر للبنان وما يجر إليه على أساس الهوية والمذهبية والطائفية».

وأوصى المسلمين بالرجوع إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم، معتبراً أنها المخرج لهم من الاختلافات المذهبية والطائفية.

وتساءل: «من قال إن آل بيت رسول الله ليسوا أئمة لأهل السنة، ألم يكونوا أئمة هدى ومصابيح دجى؟ ألم يكن آل البيت يترضون على صحابة رسول الله؟ ألم يرو أئمة أهل السنة الحديث عن جعفر الصادق رضي الله عنه؟ لماذا لا تعود الأمة إلى ذلك إن هي أرادت نصرة الإسلام، التي لا تتحقق في ظل الصراعات والاختلافات؟».

ولفت إلى أن فئات من أبناء الأمة الإسلامية يتناسون في مزدحم الحياة وكثرة الاختلافات مبدأ كريماً وأصلاً عظيماً، بل وقاعدة إسلامية كبرى هي قاعدة الوحدة والاجتماع التي تعد من أصول الدين، فالله عز وجل يقول في محكم كتابه: ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ﴾.

ورأى أن من أهم موجبات الوحدة الإسلامية الاستعداد للعدو المشترك الذي يريد ضرب الأمة وتدميرها على اختلاف مذاهبها.

داعياً أهل الفكر والعقل والسياسة من أبناء الأمة إلى أن يلتزموا بحقن الدماء ويجرموا إهدار دم المسلم.

وشدد على أن من يعتبرون أن قضايا العالم الإسلامي وصلت إلى حد اليأس متخاذلون، مؤكداً أن الوصول إلى الحلول من الممكنات متى ما خلصت النوايا، يساندها العمق العلمي في درس هذه الظواهر.