المتأمل
04-11-2007, 08:55 AM
من أهم ما ورد في روايات الأئمة عليهم السلام وكثيرا ما حثوا عليه هي مسألة الإنصاف أو إنصاف الغير وهي من محاسن الصفات المشار لها في كتب العلماء وأهل السير والسلوك ولعل المشكلة هي من الذي يراعي هذه المسألة ويقوم بأدائها أو على الأقل بتنشيطها في الواقع الخارجي
والإنصاف في اللغة هو بمعنى العدالة ومن الواضح أن هذا المعنى للإنصاف يشير إلى كون هذا الموضوع من الأمور العرفية الواضحة التي لا تحتاج إلى المزيد من البيان وذلك لأن العدالة في المقام لا تعني العدالة الاصطلاحية التي ينص عليها الفقهاء في كتبهم الفقهية سواء كانت بمعناها الأخص وهو التشيع أم كانت بمعناها الأعم وهو عبارة عن فعل الواجبات وترك المحرمات بل المراد من العدالة هنا هو إعطاء كل ذي حق حقه فيقال أعطى فلان النصف من نفسه أو يقال أنصف فلان إلى فلان ومن الواضح أن هذه الصفة من أبرز صفات الأنبياء والرسل والمقربين والأولياء والصالحين ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله {أن الإنصاف من علائم الإيمان } ومن الأمور المهمة في مسألة إنصاف الآخر هي إنصاف من لم يكن منصفا معك وهذه من حسن الخلق ومع ما لي هذا الخلق الحسن من أهمية قصوى في حياة الفرد، ولا أظن أحداً لا يتلفت إلى أهميته، إلا أن هناك بلاء يعانيه المجتمع الإسلامي مردّه إلى عدم انتشار هذا الخلق النبوي بين أفراده إلا على مساحات قليلة وضيقة، بحيث يغلب على الطبقة الإسلامية عدم التناصف والإنصاف بين الأفراد بل الأكثر من ذلك أن ترى من يوصي الآخرين بالإنصاف ويفتقر هو إلى ذلك فعندها تكون المشكلة أشدّ وأخطر لأن من الواضح أن هذا يجعل المرض يتغلغل في الوسط الإسلامي ويصيـبه بحالة من السلبية ويعجبني أن أنقل لكم رواية وردت في أصول الكافي عن عبد الأعلى بن أعين قال{ كتب بعض أصحابنا يسألون أبا عبد الله عن أشياء وأمروني أن أسأله عن حق المسلم على أخيه المسلم فسألته فلم يجبني، فلما جئت لأودعه قلت سألتك فلم تجبني؟ فقال إني أخاف أن تكفوا إن من أشدّ ما افترض الله على خلقه ثلاثاً إنصاف المرء من نفسه حتى لا يرضى لأخيه من نفسه إلا بما يرضى لنفسه منه }هذا وقد تعرضت النصوص إلى أن هناك بعض الأفراد لا يمكن أن ينصفوا الآخرين بمعنى أنه لا مجال لأن ينـتصف منهم ولم تـتعرض النصوص لبيان النكتة والعلة في عدم إمكانية الانتصاف منهم ولعل منشأ ذلك يعود لافتقارهم لمقومات أداء موجبات الإنصاف إذ عرفت أن الإنصاف موجبه الإيمان والارتباط بالله عز وجل ذلك أنه خلق الأنبياء والصالحين، كما عرفت أن موجبه الإحساس بروح الأخوة الإيمانية وما شابه ذلك وعلى أي حال فقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين(ع) { ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة أبداً العاقل من الأحمق والبر من الفاجر والكريم من اللئيم}.
ودمتم بألف خير
والإنصاف في اللغة هو بمعنى العدالة ومن الواضح أن هذا المعنى للإنصاف يشير إلى كون هذا الموضوع من الأمور العرفية الواضحة التي لا تحتاج إلى المزيد من البيان وذلك لأن العدالة في المقام لا تعني العدالة الاصطلاحية التي ينص عليها الفقهاء في كتبهم الفقهية سواء كانت بمعناها الأخص وهو التشيع أم كانت بمعناها الأعم وهو عبارة عن فعل الواجبات وترك المحرمات بل المراد من العدالة هنا هو إعطاء كل ذي حق حقه فيقال أعطى فلان النصف من نفسه أو يقال أنصف فلان إلى فلان ومن الواضح أن هذه الصفة من أبرز صفات الأنبياء والرسل والمقربين والأولياء والصالحين ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله {أن الإنصاف من علائم الإيمان } ومن الأمور المهمة في مسألة إنصاف الآخر هي إنصاف من لم يكن منصفا معك وهذه من حسن الخلق ومع ما لي هذا الخلق الحسن من أهمية قصوى في حياة الفرد، ولا أظن أحداً لا يتلفت إلى أهميته، إلا أن هناك بلاء يعانيه المجتمع الإسلامي مردّه إلى عدم انتشار هذا الخلق النبوي بين أفراده إلا على مساحات قليلة وضيقة، بحيث يغلب على الطبقة الإسلامية عدم التناصف والإنصاف بين الأفراد بل الأكثر من ذلك أن ترى من يوصي الآخرين بالإنصاف ويفتقر هو إلى ذلك فعندها تكون المشكلة أشدّ وأخطر لأن من الواضح أن هذا يجعل المرض يتغلغل في الوسط الإسلامي ويصيـبه بحالة من السلبية ويعجبني أن أنقل لكم رواية وردت في أصول الكافي عن عبد الأعلى بن أعين قال{ كتب بعض أصحابنا يسألون أبا عبد الله عن أشياء وأمروني أن أسأله عن حق المسلم على أخيه المسلم فسألته فلم يجبني، فلما جئت لأودعه قلت سألتك فلم تجبني؟ فقال إني أخاف أن تكفوا إن من أشدّ ما افترض الله على خلقه ثلاثاً إنصاف المرء من نفسه حتى لا يرضى لأخيه من نفسه إلا بما يرضى لنفسه منه }هذا وقد تعرضت النصوص إلى أن هناك بعض الأفراد لا يمكن أن ينصفوا الآخرين بمعنى أنه لا مجال لأن ينـتصف منهم ولم تـتعرض النصوص لبيان النكتة والعلة في عدم إمكانية الانتصاف منهم ولعل منشأ ذلك يعود لافتقارهم لمقومات أداء موجبات الإنصاف إذ عرفت أن الإنصاف موجبه الإيمان والارتباط بالله عز وجل ذلك أنه خلق الأنبياء والصالحين، كما عرفت أن موجبه الإحساس بروح الأخوة الإيمانية وما شابه ذلك وعلى أي حال فقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين(ع) { ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة أبداً العاقل من الأحمق والبر من الفاجر والكريم من اللئيم}.
ودمتم بألف خير