نور الهدى
03-24-2007, 11:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْم الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وكما نلاحظ فإن أسماء القيامة في القرآن متعددة ، وقد استعمل في هذا الآية اسمين منها ، وهذه نقطة مهمة لا أدري هل تعرض المفسرون لها وما هو
الإرتباط بين الإسمين: الجمع والتغابن ، ولماذا قال: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ، فأشار الى جمع لغير يوم الجمع، وما الفرق بين قوله تعالى: يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ
الْجَمْعِ، وقوله: ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة، (سورة الجاثـية: 26) ثم لماذا استعمل هنا الإشارة بالبعيد فقال: ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ؟ !
مهما يكن ، فقد سميت السورة بالتغابن وهو من التفاعل ، فما السر في هذا التفاعل التغابني؟وأي معان عظيمة ولطائف يقصدها الله تعالى من التغابن بين البشر في يوم القيامة ؟
لابد لفهم القرآن من طلب المدد من كلمات الوحي من كلام النبي وأهل بيته الأطهار صلى الله عليه وآله بقدرة فكرية وقوة فقهية ، لنفهم به كلام الله تعالى .
وهنا حديث عن النبي صلى الله عليه وآله كما في عدة الداعي لابن فهدالحلي قدس سره ص 103: (إنه يفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيام
عمره أربع وعشرون خزانة عدد ساعات الليل والنهار . فخزانة يجدها مملوءة نوراً وسروراً ، فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وزع على أهل النار لأدهشهم عن الإحساس بألم النار ، وهي الساعة التي أطاع فيها ربه.
ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعة، فيناله منها عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قسم على أهل الجنة لنغص عليهم نعيمها، وهي الساعة التي عصى فيها ربه !
ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها خالية ليس فيها مايسره ولايسوؤه، وهي الساعة التي نام فيها ، أو اشتغل فيها بشئ من مباحات الدنيا ، فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكناً من أن يملأها حسنات، ما لايوصف . ومن هذا قوله تعالى: ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ) . انتهى.
فكل ساعة من عمر أحدنا خزانة ، لابد أن يفتحها يومئذ ليرى بماذا ملأها: إقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً . (سورة الإسراء:14 ) ونلاحظ أن تفسير التغابن عند الخزانة الثالثة عندما يرى تلك الخزانة الفارغة الخالية ، فالغبن هو أن يكون ما حصل عليه أقل مما ذهب منه ، أن يكون المثمن أقل
من الثمن الى حد الغبن! وبهذا الغبن اهتزت قاعدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، وجعلت أصالة اللزوم في العقود في الشريعة من أجل تدارك ما فات بالغبن! إن الفقيه الذي يفقه خيار الغبن، يجب أن يفهم سورة التغابن ، ويدرك هذا الحديث النبوي ، وينظر في ساعات عمره التي تمضي ، خاصة في الظرف الممتاز من ساعات العمر ، كيف يجب أن يستفيد منها؟!
إن ساعاتكم في عاشوراء الحسين عليه السلام فيها تغابن لايقاس بأي تغابن آخر! والعمدة في الموضوع أن العالم الديني عليه أن يعمل بما استطاع لاجتناب الوقوع في تلك الحسرة التي تفوق الوصف: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. ( سورة مريم:39 )
أما كيف نجبر ذلك الغبن وننجو من يوم التغابن ، فإن النبي صلى الله عليه وآله بين لنا الطريق على لسان الإمام العسكري عليه السلام إذ قال: ألا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا ، كان معنا في الرفيق الأعلى.
يقول صلى الله عليه وآله : بعلومنا، لا بأي علم !
ويقول: وعلمه شريعتنا ، لا أي شريعة ! فذلك الذي هو موضوع الكلام ، وذلك الذي يكون معهم في الرفيق الأعلى . أما معلم العلوم الأخرى فللكلام عنه موضع آخر .
منقول من كتاب الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع )
تحياتي للجميع
اختكم ام محمد
نسألكم الدعاء
أن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْم الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وكما نلاحظ فإن أسماء القيامة في القرآن متعددة ، وقد استعمل في هذا الآية اسمين منها ، وهذه نقطة مهمة لا أدري هل تعرض المفسرون لها وما هو
الإرتباط بين الإسمين: الجمع والتغابن ، ولماذا قال: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ، فأشار الى جمع لغير يوم الجمع، وما الفرق بين قوله تعالى: يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ
الْجَمْعِ، وقوله: ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة، (سورة الجاثـية: 26) ثم لماذا استعمل هنا الإشارة بالبعيد فقال: ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ؟ !
مهما يكن ، فقد سميت السورة بالتغابن وهو من التفاعل ، فما السر في هذا التفاعل التغابني؟وأي معان عظيمة ولطائف يقصدها الله تعالى من التغابن بين البشر في يوم القيامة ؟
لابد لفهم القرآن من طلب المدد من كلمات الوحي من كلام النبي وأهل بيته الأطهار صلى الله عليه وآله بقدرة فكرية وقوة فقهية ، لنفهم به كلام الله تعالى .
وهنا حديث عن النبي صلى الله عليه وآله كما في عدة الداعي لابن فهدالحلي قدس سره ص 103: (إنه يفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيام
عمره أربع وعشرون خزانة عدد ساعات الليل والنهار . فخزانة يجدها مملوءة نوراً وسروراً ، فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وزع على أهل النار لأدهشهم عن الإحساس بألم النار ، وهي الساعة التي أطاع فيها ربه.
ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعة، فيناله منها عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قسم على أهل الجنة لنغص عليهم نعيمها، وهي الساعة التي عصى فيها ربه !
ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها خالية ليس فيها مايسره ولايسوؤه، وهي الساعة التي نام فيها ، أو اشتغل فيها بشئ من مباحات الدنيا ، فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكناً من أن يملأها حسنات، ما لايوصف . ومن هذا قوله تعالى: ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ) . انتهى.
فكل ساعة من عمر أحدنا خزانة ، لابد أن يفتحها يومئذ ليرى بماذا ملأها: إقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً . (سورة الإسراء:14 ) ونلاحظ أن تفسير التغابن عند الخزانة الثالثة عندما يرى تلك الخزانة الفارغة الخالية ، فالغبن هو أن يكون ما حصل عليه أقل مما ذهب منه ، أن يكون المثمن أقل
من الثمن الى حد الغبن! وبهذا الغبن اهتزت قاعدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، وجعلت أصالة اللزوم في العقود في الشريعة من أجل تدارك ما فات بالغبن! إن الفقيه الذي يفقه خيار الغبن، يجب أن يفهم سورة التغابن ، ويدرك هذا الحديث النبوي ، وينظر في ساعات عمره التي تمضي ، خاصة في الظرف الممتاز من ساعات العمر ، كيف يجب أن يستفيد منها؟!
إن ساعاتكم في عاشوراء الحسين عليه السلام فيها تغابن لايقاس بأي تغابن آخر! والعمدة في الموضوع أن العالم الديني عليه أن يعمل بما استطاع لاجتناب الوقوع في تلك الحسرة التي تفوق الوصف: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. ( سورة مريم:39 )
أما كيف نجبر ذلك الغبن وننجو من يوم التغابن ، فإن النبي صلى الله عليه وآله بين لنا الطريق على لسان الإمام العسكري عليه السلام إذ قال: ألا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا ، كان معنا في الرفيق الأعلى.
يقول صلى الله عليه وآله : بعلومنا، لا بأي علم !
ويقول: وعلمه شريعتنا ، لا أي شريعة ! فذلك الذي هو موضوع الكلام ، وذلك الذي يكون معهم في الرفيق الأعلى . أما معلم العلوم الأخرى فللكلام عنه موضع آخر .
منقول من كتاب الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع )
تحياتي للجميع
اختكم ام محمد
نسألكم الدعاء