المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باعة الثقافة والغرام يتزاحمون في سوق «واقف» بالقطيف



سعيد درويش
03-04-2007, 04:26 PM
http://www.nokiacastle.com/up/uploads/10f4ce3753.jpg (http://www.nokiacastle.com/up/)

http://www.nokiacastle.com/up/uploads/17f77b3ea4.jpg (http://www.nokiacastle.com/up/)

يحلو لعشرات المثقفين في القطيف أن يختزلوا المسافة نحو عالم الكتب ودور السينما التي يقطعون الحدود للوصول اليها، بالتوجه إلى سوق شعبي يقع في الزاوية الغربية من مدينتهم، يطلق عليه سوق «واقف»، وينشط في الفترة المسائية ليومي الخميس والجمعة، ويأتي على بعد أمتار شمالي سوق الخميس الشهير.

في سوق «واقف» كان الباعة قديماً يحملون بضائع مستعملة وأخرى مقلدة، وثالثة شبيهة بالخردة، تتعلق بشكل أساسي بالحاجات المنزلية والمنسوجات والصناعات الخزفية والسلال المصنوعة من الخوص، لبيعها لمستهلكين مستعجلين يجدُّون في البحث عن قطعة غيار لآلة قديمة أو قطعة زينة لزاوية مهمة في المنزل.

أما اليوم، فسوق «واقف» أصبح «بوتيكاً» كبيراً للأنتيكات القديمة، والأجهزة الكهربائية، والمسابح والخواتم والعطور والجلديات والمأكولات وحتى الأسماك الطازجة، والطماطم البلدي.

لكن ما يلفت الانتباه اليه، هو الحشد الكبير والمتنوع لباعة الثقافة وهؤلاء خليط من عشرات الشبان الذين يسابقون الخطى نحو المكتبات الخارجية لجلب الروايات والكتب التي يسمع عنها المثقفون ولا يرونها إلا في مثل هذا السوق وبسعر يعادل نصف قيمتها، وكانت رواية «بنات الرياض» قد أخذت مكانها في سوق «واقف» قبل أن تختطفها الأيدي من اسفل طاولات العرض في معرض الكتاب العام قبل الماضي.

وكذلك الحال بالنسبة لروايات أخرى مثل رواية «البحريات» لأميمة الخميس و«الجنية» لغازي القصيبي، و«القرآن المقدس» لطيف الحلاج، و«الآخرون» لصبا الحرز، و«جاهلية» لليلى الجهني، وكذلك كتب الفلسفة والشعر والأدب والسحر والسياسة والدين وغيرها.

والكتب القديمة احدى مميزات هذا السوق، فكثيرا ما يحمل مثقفون مفلسون أو وارثون ليس لهم ترف الثقافة كتباً يعلوها الغبار ليعرضوها في هذا السوق بأبخس الأثمان، لا فرق فيها بين كتب نادرة أو دواوين شعر قديمة أو روايات عالمية، أو أعداد من مجلات فكرية او تراثية.

وإلى جوارهم يبيع متذوقون قدامى للفن الكلاسيكي باسطواناته المشروخة، وأغنيات مسجلة على اشرطة «الكاتريج» القديمة، لرواد الفن القديم، من ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم للمطربين الشعبيين المحليين والخليجيين كعيسى الاحسائي ومحمد زويد وغيرهما.

في زوايا الكتب داخل السوق، هناك باعة يختطفون انتباه الجمهور وخاصة فئة الباحثين عن كتب تؤدي دور «منشطات» الرغبة، من بينها كتاب «رجوع الشيخ إلى صباه».. ذائع الصيت، وهو كتاب شهير في «القوة على الباه» كما يصفه مؤلفه الشهير بابن كمال باشا، المتوفي سنة 1519، وهو الكتاب الذي الف برغبة من السلطان سليم خان الذي كان قد اشار اليه بترجمة أو تأليف هذا الكتاب، وشرح مؤلفه في مقدمة الكتاب أن مقصوده من تأليف هذا الكتاب «الإباحي» لم يكن «الممتع الذي يرتكب به المعاصي.. بل قصدت إعانة من قصرت شهوته على بلوغ أمنيته في الحلال».. ولا يزال هذا الكتاب بعد أكثر من نحو 500 عام من تأليفه يطبع ويتداول، كبديل للفياجرا.

أما الاسطوانات المدمجة والأفلام التي يتم عرضها في هذا السوق الشعبي فهي غالباً أفلام ما زالت تقدم في صالات العرض، وبعضها يعرض بحقوق حصرية في المحطات الفضائية المشفرة، وفي الاسبوع الماضي كان سعر فيلم «عمارة يعقوبيان» 15 ريالاً وهو سعر أقل من ثمن تذكرة الدخول وتكاليف عبور الجسر نحو دور السينما في البحرين.

وفي الغالب، فإن العديد من المثقفين يمرون بهذا السوق لالتقاط الجديد، ولكن في الفترة الأخيرة طرأ مشاركون من الباعة الشباب استطاعوا ان يختطفوا وهج هذا السوق، هم الشبان الذين يبيعون افلاماً يسمونها «رومانسية» وهي افلام أجنبية وعربية مختارة لاجتذاب الباحثين عن المتعة والغرام، ومعظم هذه الأفلام تحمل أفيشات وصوراً فاضحة، والكثير منها افلام إباحية موجهة للمراهقين، وبعضها يحمل إشارات أصلية أو مقلدة لأفلام اميركية وأوروبية فاضحة، وما يميزها في هذا السوق أنها مترجمة أيضاً للغة العربية. ويقف باعة هذه الأفلام، إلى جانب باعة ملتحين يبيعون اسطوانات الانشاد الديني المبتهج والحزين، وافلاما دينية وكتب الدعاء والحديث والتاريخ.

أغلب الباعة في سوق واقف هم من الشباب الذين يبحثون عن فرص الكسب الحلال، وبدخول باعة الاسطوانات الإباحية للسوق، التي يروجها ايضاً شباب لم يجدوا فرصاً بديلة للعمل، اصبح السوق مثيراً لإشكاليات بين الباعة أنفسهم ومع المتسوقين، فالعديد يخشون أن يؤدي الافراط في عرض هذا النوع من الأفلام لحملات ومداهمات تفتيش من قبل رجال الهيئة الذين كانت لهم حملات مفاجئة خلال الاسابيع الماضية، كما ان الكثير من الجمهور المحافظ الذي يملأ جنبات السوق يبدي استياءه من وجود صور جنسية تتصدر اغلفة الأشرطة والاسطوانات.

على بعد أمتار من باعة الثقافة وباعة الغرام، يقف رجال وأطفال يعرضون أسماك الخليج الطازجة، ومنتجات المزارع المحلية من الفواكه والخضار، ويتزاحم بعض الصبية بعربات يجرون داخلها بضائع المتسوقين، مقابل مبالغ زهيدة يحصلون عليها، وفي الأثير تنطلق اصوات الباعة مع اصوات التسجيلات مع رائحة الشواء الذي يقدمه باعة من الشباب المحليين لزبائنهم المتسوقين.

عاشق لزينب
03-04-2007, 05:17 PM
الله يخلي هالسوق انشاء الله ويخلي أهله والله أنه سوق كامل مكمل
كل شي تبيه تلاقيه
مشكووووور أخوي سعيد على الموضووووووع

العجمية
03-04-2007, 10:30 PM
شكرا اخةي درويش على الصور و السوق واايد زين يشغل الاوادم :p