المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوبة



ضياء
02-17-2007, 03:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

واجعلنا اللهم من التوابين المستغفرين المنيبين ....

احببت ان اطرح لك هذا الموضوع الرائع ...




وهو قراءة في كتاب /

قصص التوابين

لحجة الاسلام الشيخ : علي مير خلف زاده .



قال الرسول الأكرم (ص) : "التائب حبيب الله"، إن من حب الله وحرصه علينا وشفقته بنا ومنَه انه حتى وان كنا عاصين مذنبين وبعد ذلك تبنا ، الله عزوجل يفرح بتلك التوبة فرحا شديدا حيث جاء في الروايات " الله أفرح بتوبة عبده من العقيم الوالد" والى ما ذلك من روايات تُظهر مدى فرح الله عزوجل .


تأثير التوبة في تطهير الذنوب متوقف على مدى الندم والحسرة .

التوبة عند رؤية العذاب ودنو الأجل غير مقبولة ، لأنها توبة اضطرارية ولا تُقبل ، حيث أن حكم التوبة واجب فوري .


مراحل التوبة /

1: مرحلة التخلية / ترك الذنوب والإقلاع عنها .
2: مرحلة التحلية / الإكثار من الأعمال الصالحة وفعل الخيرات .

أن يستبدل الذنوب بالمعطيات الحسنة ولا يكتفي فقط بترك الذنوب وغسلها عن صفحة القلب.

شروطها /

الإمام علي (ع) سمع رجلا يقول: استغفر الله . فقال أمير المؤمنين: ثكلتك أمك ،أتدري ما الاستغفار ؟؟ إن الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معانٍ :

1/ الندم على ما مضى .
2/ العزم على ترك العودة إليه أبدا .
3/ تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله ليس عليك تبعة .
4/تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.
5/ أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالإحزان حتى يلصق الجلد بالعظم ، وينشأ بينهما لحم جديد .
6/أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية . عند ذلك تقول: أستغفر الله .


كما انه من الأفضل تدارك الذنب بما ينافيه ، مثلا: ذنب الغيبة نتداركه بصيانة اللسان وضبطه .


إكمال التوبة /

وهي عدة أمور واردة عن أئمتنا سلام الله عليهم :

1/ صيام ثلاثة أيام . عن الإمام الصادق سلام الله عليه "التوبة النصوح صوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة "

2/غُسل التوبة / حيث قال الرسول الأكرم (ص) لمن جاءه تائبا "فقم الساعة واغتسل وخَر لله ساجدا".

3/ صلاة ركعتين أو أربع ركعات . جاء في الحديث عن الصادق عليه السلام " ما من عبدٍ أذنب ذنبا فقام فتطهر وصلى ركعتين واستغفر الله إلا غفر الله له وكان حقا على الله أن يقبله لأنه سبحانه قال: ومن يعمل من سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما" .

4/ الاستغفار وقيام الليل وقراءة الأدعية الواردة بشأن التوبة في الصحفية السجادية وغيرها من كتب الأدعية .

5/ تكرار التوبة والاستغفار. قال الرسول الأكرم (ص) "إذا أكثر العبد من الاستغفار رُفعت صحيفته وهي تتلألأ".

6/ استحباب الدعاء في كل وقت ، إلا أن وقت السحر له تأثير خاص في تطهير النفس حيث أثنى القران على المستغفرين بالأسحار وعدَهم من المتقين .



بقي لنا أن نستعرض نماذج وقصص للتوابين .


فكونوا معنا حتى نتم قراءتنا لهذا الكتاب ...

نور الهدى
02-19-2007, 03:16 PM
الله يعطيك العافية

وعساك على القوة

وتسلم يدينك اخي ضياء

بنتظار التكملة

تحياتي لك

اختك ام محمد

ضياء
02-19-2007, 11:03 PM
ام محمد ...

دائما تبثين الامل ...

الامل الذي افتقدته ...

حتما سأعود ما دمتِ ستنتظرين ...

موفقة اينما كنتِ ...

ضياء
02-21-2007, 12:19 PM
نماذج وقصص للتوابين ...

سنبدأ بقصة عن نبي الله موسى عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام وستكون منطلق لإستعراض القصص المتبقية .


جاء في كتاب زبدة القصص ان موسى(ع) نادى ربه ذات يوم في مناجاته من فوق جبل الطور : يا إله العالمين ، فجاءه الجواب : لبيك ، ثم قال: يا إله المطيعين ، فجاءه الجواب : لبيك .

ثم قال : يا إله العاصين ، فجاءه الجواب : لبيك ، لبيك ، لبيك .

فقال موسى على نبينا وعليه السلام : إلهي ما الحكمة أنني عندما دعوتك بأحسن اسمائك أجبتني مرة واحدة ؟؟ ولما قلت : يا إله العاصين ، أجبتني ثلاث مرات .


فجاءه الجواب: يا موسى ان العارفين يعولون على معرفتهم ، والمحسنين على احسانهم ، والمطيعين على طاعتهم ، لكن العاصين ليس لهم سوايَ، فإن يئسوا مني فبمن يلوذون ؟؟؟



موفقين يارب ...

ام باسم
02-21-2007, 06:44 PM
مشكور اخي ضياء
بارك الله فيك
موفق يارب

ضياء
02-22-2007, 03:37 AM
ام باسم ...

شكرا لتواجدكِ الكريم هنا ،،، وكوني معنا هنا ...


قصتنا التالية هي قصة شاب شاب فاسق ....


جاء في كتاب شرح الصحيفة السجادية انه كان في زمن رسول الله (ص) شابا فاسقا لا يصغي لكثرة النصائح من أبيه . وكان غرور الشباب يمنعه من الانصياع لنصائح ابيه ، ولما تعب الاب من كثرة مشاكسته طرده .

بعد مدة مرض الابن ، وتناهى الخبر الى اسماع الاب ، الا انه لم يعره اهتمام وقال انني اعتبره ابنا عاقا .

توفي الابن ولم يشارك الاب حتى في تشييع جنازته ، وتولى اخرون امر تكفينه وتشييعه . وفي الليل رأى الاب في عالم المنام ان ابنه يمرح سعيدا في مكان رفيع . فسأله : هل انت ابني ؟؟؟ قال له الابن : نعم يا أبة . قال له الاب : كيف بلغت هذه المنزلة مع ما كنت عليه في الدنيا ؟؟ قال الابن : كلامك صحيح يا ابي كنت هكذا حتى اخر ساعة من حياتي ،ولكني لما رأيت نفسي شارفت على الموت ، وان اقرب الناس الي ، وهو أبي ، قد تخلى عني ولم يرحمني ندمت على سوء افعالي وتبت الى الله ، وعند ذلك قلت بقلب منكسر : يا أرحم الراحمين ، لقد عصيتك فاصفح عني وارحمني وتوجهت اليه لحظة واحدة من اعماق قلبي وبتوبة خالصة لوجهه الكريم .


وهذا لا يعني ان ننتظر حتى اذا شارف علينا الموت ثم نتوب ، على العكس تمام يجب ان تكون هذه القصة بمثابة الدافع القوي للمبادرة والمسارعة الى التوبة ...


ونحن نقو كما قال الشاب اعلاه : يا أرحم الراحمين ،لقد عصيتك فاصفح عني وارحمني ...


موفقين دائما ...

الليل الأليل
02-22-2007, 06:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
سلمت اناملك ضياء على ما قمت بوضعه
ووفقك الله لما تحب وترضى وجلها في ميزان اعمالك
وجلنا الله من التوابين والمستغفرين له
فلا تبخل علينا بمواضيعك المفيده والمميزه
ننتظر منك المزيد.

نور الهدى
02-22-2007, 04:02 PM
الله يعطيك العافية اخي ضياء

وعساك على القوة

وبنتظار التكملة


تحياتي لك
اختك ام محمد

ضياء
02-25-2007, 08:41 AM
الليل الاليل ...

كنَ قريبا من هنا ، سعيد جدا بتواجدك وحضور ، فلا تجافي هذه الصفحة ، انتظرني حتما سأعود ان شاء الله ...


ام محمد ...

دائما داعمة ومحفزة ، لذا يتوجب علي العودة دائما آخيتي ، كوني من المنتظرين ...

موفقين دائما يارب ...

ضياء
02-25-2007, 09:07 AM
اما قصتنا اليوم فهي عن :




"كان في بني اسرائيل شاب عبد الله عشرين سنة ثم عصاه عشرين. ثم نظر في المرآة فرآى الشيب في لحيته فساءه ذلك فقال:


"إلهي أطعتك عشرين سنة ثم عصيتك عشرين سنة فإن رجعت اليك أتقبلني؟؟؟ فسمع قائلا يقول :
(( احببتنا فأحببناك ، وتركتنا فتركناك ، وعصيتنا فأمهلناك ، وان رجعت قبلناك ))...


ثم انه تاب وصار من جملة العباد ، وهذه الرحمة الالهية لا شك ولا ريب انها تشمل جميع العاصين .




لا زال هناك المزيد ....


لا تنسوني من فاضل دعائكم ...



موفقين دائما يارب ...

الليل الأليل
02-26-2007, 06:14 AM
سلمت ضياء على الطرح الا كثر من رائع
فا نحن من المنتظرين لكل ما هو مفيد وراائع...

ضياء
02-26-2007, 11:04 PM
الليل الاليل ...

تواجد يسعدني كثيرا ، كنَ قريبا من هنا ، فلا زال هناك المزيد ...


جاء رجل الى الامام الحسين عليه السلام وقال له :يا ابن رسول الله اني مسرف على نفسي ، فأعرض علي ما يكون زاجرا لها او مستنقذا ...

قال الحسين عليه السلام : إن قبلت من خمس خصال فقدرت عليها لا تضرك المعصية ...

قال الرجل : جاء الفرج .

قال الحسين عليه السلام : إذا أردت ان تعصي الله عزوجل فلا تأكل رزقه .
قال الرجل : كيف ؟؟ إذن من أين آكل ؟؟؟ وكل ما في الارض رزقه .
قال الحسين عليه السلام : أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه .

قال الرجل : لا بأس هات الثانية فربما كانت فرجا ومخرجا .

قال الحسين عليه السلام : إذا أردت ان تعصيه فلا تسكن شيئا في بلاده .
قال الرجل : سبحان الله ! هذه أعظم من تلك ، فأين أسكن ، وله المشرق والمغرب ؟؟
قال الحسين عليه السلام : يا هذا أيليق بك ان تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه ؟؟

قال الرجل : لا حول ولا قوة إلا بالله ، هات الثالثة ، فربما كانت أهون الثلاث .

قال الحسين عليه السلام : إذا أردت ان تعصيه فأنظر موضعا لا يراك فيه ، وهناك افعل ما شئت .
قال الرجل : ماذا تقول ؟؟!! ولا تخفى عليه خافية .
قال الحسين عليه السلام : أتأكل رزقه وتسكن بلاده ثم تعصيه ، وهو بمرآى منك ومسمع .

قال الرجل : هات الرابعة وإلى الله المشتكى .

قال الحسين عليه السلام : إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له أخرني حتى أتوب .
قال الرجل : لا يقبل مني ذلك .
قال الحسين عليه السلام : أكرهه على القبول .
قال الرجل : كيف ؟؟ وأنا لا أملك لنفسي معه شيء .
قال عليه السلام : إذا كنت لا تقدر ان تدفعه عنك فتُب قبل فوات الآوان .

قال الرجل : على كل حال بقيت الخامسة فهاتها .

قال عليه السلام : إذا جاء الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى الجحيم فلا تذهب معهم .
قال الرجل : حسبي حسبي ، أستغفر الله واتوب اليه ، ولن يراني بعد اليوم فيما يكره .


موفقين دائما يارب ...

ولا تنسونا من فاضل دعائكم ...

نور الهدى
02-27-2007, 10:18 AM
الله يعطيك العافية

وعساك على القوة

والله يوفقك دنيا واخرة

وجعله الله في ميزان اعمالك


بنتظار البقية

تحياتي لك اخي الكريم

اختك ام محمد

ضياء
02-27-2007, 01:05 PM
ام محمد ...

ويعطيش الف الف عافية ، وعساج دوم على القوة ، كوني قريبة آخيتي من هنا ...

لا زال هناك المزيد ...

موفقة يارب ...

ضياء
03-02-2007, 07:02 PM
قصتنا التالية /



انقطع الغيث عن بني اسرائيل في زمن موسى عليه وعلى نبينا افضل الصلاة ، فجاءوا الى موسى عليه السلام يتشاكون الفاقة والحاجة ، وقالوا له ادع لنا ربك لينقذنا من هذه الهلكة . فخرج موسى عليه السلام بهم الى الصحراء وصلى بهم صلاة الاستسقاء ودعوا ربهم لينزل عليهم المطر .الا ان المطر لم ينزل رغم كثرتهم اذ كان عددهم سبعين الف ، مع إلحاحهم بالدعاء .

فرفع موسى رأسه الى السماء وقال : اللهم اني ادعوك ومعي سبعون الف فلا تستجيب لنا ، فهل نقصت منزلتي عندك؟؟؟ فاوحى الله عزوجل اليه : ان بينكم رجلا عصى الله اربعين سنة ، فقل له يخرج من بينكم حتى انزل عليكم المطر .

فقال موسى : ياربي ان صوتي ضعيف فكيف اُسمعه سبعين الف رجل ؟؟ فاوحى الله عزوجل له انك ان قلت نحن نوصل صوتك اليهم ، فصاح موسى بصوت جهوري: من عصا الله اربعين سنة فليقم وليخرج من بيننا ، لأن الله عزوجل قطع عنا الغيث بسببه .

نهض ذلك العاصي وتلت يمينا شمالا فلم يجد احدا قد خرج ، فادرك انَه هو المقصود . فقال في نفسه: ماذا اصنع ، اذا قمت ورآني الناس عرفوني ، وفُضحت بينهم ، واذا انا بقيت لا ينزل الغيث. فجلس مكانه وندم من اعماقه ومن صميم قلبه على قبائحه ومعاصيه . وتاب لربه .

ظهرت الغيوم على الفور وتراكمت ونزل عليهم الغيث ، وسقوا بأجمعهم .فقال موسى عليه السلام: يارب لم يخرج من بيننا احد، فكيف سقيتنا ؟؟؟ فنودي "سقيتكم بالذي منعتكم به" فقال موسى عليه السلام: هل تريني هذا العاصي ؟؟؟ فقال له ربه : لم أفضحهُ عندما كان عاصيا ، هل أفضحهُ الآن بعد ما تاب ؟ يا موسى اني عدو النمامين . أفهل أنم ؟؟؟ ، وانا ستار العيوب ، فهل اهتك ستر عبادي ؟؟؟


الهي بالزهراء وابيها
وبعلــها وبنيــها
والسر المستودع فيه
صلي على محمد وال محمد
واســـتر عيـــوبــنا
واغفر لنا سيئاتنا
ولا تؤاخذنا ان نسينا او أخطاءنا
اللهم نبهنا من نومة الغافلين
بحرمة محمد واله المنتجبين الطاهرين

أحبتي لا تنسوني من فاضل دعائكم


موفقين دائما ...

نور الهدى
03-03-2007, 06:00 PM
الهي بالزهراء وابيها
وبعلــها وبنيــها
والسر المستودع فيه
صلي على محمد وال محمد
واســـتر عيـــوبــنا
واغفر لنا سيئاتنا
ولا تؤاخذنا ان نسينا او أخطاءنا
اللهم نبهنا من نومة الغافلين
بحرمة محمد واله المنتجبين الطاهرين

الله يعطيك العافية

وتسلم الايادي
ام محمد

ضياء
03-08-2007, 01:42 AM
ام محمد ...

شكرا للمتابعة ، والحضور الداعم ...


قصتنا الان هي /




أقبل جماعة من الأوباش ذات يوم على الحاج مؤمني ، وكان من أصحاب المرحوم الشيخ محمد تقي المجلسي رضوان الله عليه ، وقالوا له : سنأتي هذه الليلة إلى دارك . تحير الرجل في أمره ، لأنهم إن جاءوا إلى داره يأتون معهم بالات الطرب واللهو ، ويمارسون الفسق والفجور ، وإذا هو منعهم فسوف يناصبونه العداء ويجلبون له المتاعب على الدوام . فاضطر للاستجابة لطلبهم . وتوجه إلى المرحوم الشيخ المجلسي محتارا ، وذكر له المأزق الذي هو فيه .

فكر المرحوم المجلسي وقال : لا ضرر في مجيئهم فليأتوا ، وسوف آتي أنا أيضا . أعد الرجل المجلس وجاء الشيخ المجلسي قبل الأوباش .
ولما دخلوا وجدوا الشيخ المجلسي قد حضر ولن يتسنى لهم بوجوده أن يمارسوا الطرب واللهو كما يحلو لهم .

توَهم احدهم انه يجب أن يقول شيئا يغيظ به سماحة الشيخ المجلسي حتى يغضب ويغادر المجلس وتكون لهم الحرية في اللعب واللهو ، فبادر بالقول : أيها السيد ما العيب الذي يراه الناس في سلوكنا ويؤاخذنا عليه ؟؟؟ قال الشيح المجلسي : وما السلوك الحسن الذي يستحق المدح فيكم ؟؟؟ قال: حتى وان كان فينا ألف عيب فنحن معروفون بالوفاء ، إذا أكلنا الملح والطعام عند احد لا ننسى ذلك طوال حياتنا .

قال الشيخ المجلسي : هذه خصل حميدة لكني لا أرها فيكم . قال الشخص : اسأل عنا من شئت ، وانظر هل أكلنا الملح والطعام مع احد ثم أسأنا إليه ؟؟؟

قال الشيخ (رحمة الله عليه) : اشهد أنكم وان كنتم تراعون لأحد حرمة فأنكم لا تراعون لله أية حرمة ، تأكلون من نعمته وتعصونه .


أثرت كلمات الشيخ هذه في نفوسهم جميعا فأخذهم الخجل ولم يتحدثوا بكلمة واحدة ، ثم أنهم غادروا بعد برهة . وفي الصباح الباكر طرق الأوباش باب دار الشيخ المجلسي وقالوا : لقد نبهتَا البارحة من غفلتنا وجعلتنا نندم على أعمالنا ، فأتمم فضلك علينا وأرشدنا إلى ما فيه صلاحنا .

ودأب الشيخ على إرشادهم إلى طريق التوبة وعمل الخير .


لاتنسونا من فاضل دعائكم
موفقين دائما لكل خير

نور الهدى
03-11-2007, 05:53 PM
الله يعطيك العافية


بنتظار التكملة خيو


ام محمد

حزن العمر
03-11-2007, 06:44 PM
أخي الكريم
ضياء

الله يعطيك العافية على
الموضوع المفيد والله يجزيك
خير الجزاء ،، شكرا لك

تحيتي العطرة
حزن العمر

ضياء
03-20-2007, 11:19 PM
ام محمد ...

ويعطيش الف الف عافية ،،،

متابعة رائعة ،،،


حزن العمر ...

العفو ، وشكرا للمتابعة المميزة ،،،


قصتنا التالية /




ورد أن عددا من قطاع الطريق كانوا يجوبون الصحراء بحثا عن مسافر يسلبونه متاعه وفجاءة شاهدوا رجلا قادما فأسرعوا نحوه على خيلهم ولما وصلوا إليه قالوا : أعطنا كل ما عنده من مال ، قال: الحقيقة أني لا املك أكثر من ثمانين دينارا وعلى دين قدره أربعون دينارا ، والأربعون الأخرى أريد إنفاقها على شؤون حياتي والعودة إلى الوطن ، فقال لهم رئيس قطاع الطريق : خلوا سبيله ، يبدو من ظاهره انه رجل معوز ولا مال لديه فتركوه وذهبوا إلى موضع آخر ، بانتظار قافلة ترد ليسلبوها ، وبعد انتظار دام عدة ساعات لم يجدوا احد ، أما الرجل الذي كان عنده ثمانين دينار فقد وصل إلى المقصد الذي يبتغيه ووجد الدائن وأعطاه دينه البالغ ، أربعين دينار وعاد لوطنه .

فقبض عليه قطاع الطريق مرة أخرى وقالوا له : أعطنا كل ما لديك من مال فقال لهم: لقد ذكرت لكم الحقيقة ،فلم يكن لدي أكثر من ثمانين دينار دفعت منها أربعون دينارا لشخص كان يطلبني ، ولم يبقى عندي ألان سوى أربعين دينارا ،أريد إنفاقها على شؤون حياتي .

أمر رئيس قطاع الطريق أتباعه بتفتيش كل متاعه وبعد أن فتشوه ، لم يجدوا أكثر من أربعين دينار فقال له رئيسهم : قل لي ما الذي جعلك تصدقني مع انك كنت عرضة للقتل ، قال : كنت في صغر سني قد وعدت والدتي أن لا أكذب ، ضحك قطاع الطريق عند سماعهم لهذا الكلام ، ولكن انقدحت على الفور ومضة من نور في قلب رئيسهم ، وندت عنه حسرة باردة وقال : يالعجب ، أنت وعدت أمك أن لا تكذب وبقيت متمسكا بوعدك إلى هذا الحد ، ونحن لا نتمسك بالوعد الذي قطعناه لربنا أن لا نعصيه كان هذا الصدق الذي أبداه هذا المسافر المؤمن سببا في تغيير سلوك رئيس قطاع الطريق ودفعه إلى التوبة والكف عن قطع طريق الناس ، وانتهاج طريق السير لله .


دعائكم اقصى بغيتي
موفقين دائما

هبة السماء
03-21-2007, 02:14 AM
الهي بالزهراء وابيها
وبعلــها وبنيــها
والسر المستودع فيه
صلي على محمد وال محمد
واســـتر عيـــوبــنا
واغفر لنا سيئاتنا
ولا تؤاخذنا ان نسينا او أخطاءنا
اللهم نبهنا من نومة الغافلين
بحرمة محمد واله المنتجبين الطاهرين

مشكور اخوي ضياءعلى الموضوع المميز
لقد قراته كاملا
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتكم
دعائي لكم بالتوفيق في الدارين

همسات وله
03-22-2007, 11:09 AM
جزاك الله الف خير
والله يجعله في ميزان حسناتك
والله يعطيك العافيه وعساك عالقوة دوم
تحياتي لك اخي العزيز ضياء
اختك همسات وله

ضياء
03-23-2007, 09:07 PM
هبة السماء ...

العفو خية ، تواجد كريم ، وبارك الله بكم ،،،


همسات وله ...

ويعطيش الف الف عافية ، وشكرا للمرور الرائع ...



قصتنا التالية /



شعوانة

كانت بالبصرة امراة تسمى ( شعوانة ) مشهورة بالتهتك والرقص والبغاء ، وما كان مجلس فساد يقام إلا وفيه شعوانة . كانت ذات يوم تسير هي وجواريها في احد الازقة وصادف ان مرت عند باب دار احد الزهاد في ذلك العصر ، وتناهى الى سمعها هناك صوت بكاء وعويل من داخل الدار .

أرسلت احدى جواريها لتأتيها بخبر ما يجري ، وامرتها ان تعود اليها سريعا، وقالت في نفسها : ان في البصرة عزاءً ونحن لا ندري عنه . دخلت الجارية الدار ولم تعد ، فأرسلت وراءها بجارية اخرى ، ولكن الثانية لم ترجع هي الاخرى ، وارسلت بعدها بسائر الجواري ولم تعد اليها اية واحدة منهن .

غضبت وقالت : ما الخبر؟؟؟ ارسلت جميع الجواري ولم تعد واحدة منهن . لابد وان هناك سر في هذه الدار !!! وما هذا العزاء بعزاء اموات ، بل عزاء احياء هذا عزاء المذنبين ، العاصين ، المجرمين ، واصحاب الصحائف السود. ثم قررت ان تدخل بنفسها الدار لتطلع على حقيقة الامر .

دخلت الدار فوجدت عبدا صالحا على المنبر وناسا كثيرين حول المنبر يبكون وكان الواعظ يفسر الاية الكريمة " واذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا" وانهم اذا لقوا فيها تربط اعناقهم بسلاسل من حديد : "واذا لقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا ". فيناديهم مالك :ويحكم سرعان ما تعالت اصواتكم!! لا زلتم في البداية ، وهل رأيتم حرها ؟؟ ان وراءكم عذابا وآلاما اكثر فكيف ستفعلون؟؟؟

ما ان سمعت شعوانة تفسير هذه الاية حتى استشعرتها في اعماقها وقلبها واخذت تبكي ونادت : وهل اذا تاب العبد تُقبل توبته مع كل هذه الذنوب ويجعل له مكانا في الجنة ؟؟؟ قال لها الشيخ : الله ارحم الراحمين توبي يتوب الله عليكِ وان كانت ذنوبكِ كذنوب شعوانة .

قالت ياشيخ : انا شعوانة ، تبت الى الله ، ولن اعاود ارتكاب الذنوب ، قال لها : مادمتِ قد تبتِ ، تاب الله عليكِ ، وغفر الله لكِ ذنوبكِ.

كانت توبة شعوانة صادقة ، فانفقت كل ثروة حصلت عليها من هذا العمل ، واعتقت كل غلمانها وجواريها ، واتخذت لنفسها صومعة في الصحراء وانهمكت بالعبادة والرياضة الى ان ذاب لحكها .

جاءت ذات يوم الى الحمام لتغتسل ونظرت الى بدنها فوجدت نفسها قد صارت ضعيفة وقد لصق جلدها بالعظم فتحسرت وقالت : آه يا شعوانة هكذا صار حالك في الدنيا ولا اعلم ماذا سيكون شأنكِ غدا في الاخرة .

فجأة سمعت صوتا ينادي: يا شعوانة لا تبعدي عنا والزمي بابنا لنرى ما سيكون عليه شأنكِ غدا في الاخرة . فكبر شأنها شيئا فشئا حتى غدت من الاولياء وصاروا يعقدون مجلسا تتحدث هي فيه وتهطل دموعها .

أجل ، كل من يتصالح مع ربه ويهجر الذنوب يبلغ هذه المنزلة .


موفقين دائما ...
دعائكم اقصى امنياتي ...

هبة السماء
03-24-2007, 04:18 AM
بارك الله فيك اخي الكريم على الوعظ الحسن
وجزاك الف خير وجعله في ميزان حسناتكم
تحياااتي

ضياء
04-15-2007, 10:45 PM
هبة السماء ،،،

شكرا للمتابعة الرائعة ،،،


توبة العابد


روي انه كان في جبل لبنان رجل من العبَاد منزويا عن الناس في غار في ذلك الجبل ، وكان يصوم النهار ويأتيه كل ليلة رغيف يفطر على نصفه ويتسحر بالنصف الاخر .

كان على ذلك الحال مدة طويلة لا ينزل من ذلك الجبل اصلا ، فنقطع عنه الرغيف ليلة من الليالي فاشتد جوعه وقل هجوعه ، فصلى العشائين وبات في انتظار شيء يدفع به الجوع فلم يتيسر له شيء .

وكان في اسفل ذلك الجبل قرية سكانها من النصارى . فعندما اصبح العابد نزل اليهم واستطعم شيخا منهم فاعطاءه رغيفين من خبز الشعير فاخذهما وتوجه الى الجبل وكان في دار ذلك الشيخ كلب اجرب مهزول ، فلحق العابد ونبح عليه وتعلق باذياله فألقى عليه العابد رغيفا من الرغيفين ليشتغل به عنه . فأكل الكلب الرغيف ولحق العابد مرة اخرى واخذ في النباح ، فألقى العابد اليه الرغيف الاخر فأكله ولحقه ايضا ، واشتد هريرة ونباحه وتشبث بذيل العابد ومزقه فقال العابد : سبحان الله ! اني لم ارى كلبا اقل حياءً منك ، ان صاحبك لم يعطيني الا رغيفين ، وقد اخذتهما مني . ماذا تطلب بهريرك وتمزيق ثيابي ؟؟؟ فأنطق الله الكلب فقال : لست انا قليل الحياء ، اعلم اني ربيت في دار ذلك النصراني احرس غنمه واحفظ داره واقنع بما يدفع لي من خبز او عظام ، وربما نسيني فأبقى اياما لا آكل شيئا . بل ربما تمضي ايام هو لا يجد لنفسه شيئا ولا لي . ومع ذلك لم افارق داره منذ عرفت نفسي ولا توجهت الى غيره . بل كان دأبي انه ان حصل شيء شكرت وإلا صبرت . واما انت بإنقطاع الرغيف عنك ليلة واحدة لم يكن عندك صبر ولا كان لك تحمل حتى توجهت من باب رازق العباد الى باب نصراني وطويت كشحك عن الحبيب وصالحت عدوه المريب . فقل من منا اقل حياء ؟؟؟ فلما سمع العابد ضرب بيديه على راسه وخر مغشيا عليه .



آحبتي لا تحرموني دعائكم

موفقين دائما ....