المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التباكي على الحسين



عبير الورد
01-28-2007, 11:14 PM
التباكي
التباكي تمثيل البكاء، ويكون بالصوت، أو بتنغيص عضلات الوجه، أو بالحركة والضرب على الجبهة أحياناً بدون ذرف دمع، والتباكي يكون دائماً بالنسبة إلى من آمن بلزوم البكاء على فاجعة ولكن استعصى عليه الدمع لأسباب صحية ترجع إلى نفاد الدمع الذي هو بخار الدم في عروق المقلة، أو لعدم انطباع المشهد في خاطره حتى يجرح شعوره فيتأثر ويبكي.
وحيث إنّ من يحاول فرض البكاء على نفسه في كارثة ولو من دون أن تستجيب طبيعته يكون مؤمناً بوجوب التحيز إلى جانب المظلوم والتظاهر ضد الظالم وإن لم يتجاوب عملياً، فيعتبر في طريق التجاوب غير أنّ عدم استجابة طبيعته يكشف عن أنّه يعاني بعداً أصيلاً في كيانه، وتباكيه يكشف عن أنّه يعمل لإزالته، وكل من يعمل لإصلاح نفسه لا بد أن يفوز، لأنّ من سار على الدرب وصل، ومن عرف نقطة ضعفه وجاهد لتحويلها إلى نقطة القوة نجح، لهذا يستحق المتباكي ثواب الباكي لاشتراكهما في أداء واجبهما تجاه مأساة يحاولان استخلاص عبرها.
وقد أشار المعصومون (عليهم السلام) إلى تساوي ثواب البكاء والتباكي في عدة مناسبات، ورغّبوا في التباكي بنفس الإلحاح الذي رغّبوا به في البكاء.
ففي كنز العمال أنّ النبي (ص) قرأ على جماعة من الأنصار قوله تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً) فبكوا إلا شاباً منهم قال: لم تقطر من عيني قطرة وإنّي تباكيت، فقال(ص) : ((من تباكى فله الجنة)).
وفي كنز العمال أيضاً روى جرير أنّ النبي (ص) قال: ((إنّي قارئ عليكم (ألهاكم) فمن بكى فله الجنّة، إنّي قارئها عليكم الثانية فمن بكى فله الجنة، ومن لم يقدرْ أن يبكي فليتباك)).
وفي مجموعة الشيخ ورام أنّ أبا ذر حدّث عن النبي (ص) أنّه قال: ((إذا استطاع أحدكم أن يبكي فليبك، ومن لم يستطع فليستشعر قلبه الحزن وليتباك، فإنّ القلب القاسي بعيد عن الله)) .
وروى الصدوق في الأمالي عن أبي عمار عن الإمام الصادق(عليه السلام): ((يا أبا عمار، من أنشد في الحسين بن علي (عليه السلام): فأبكى خمسين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين (عليه السلام): شعراً فأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين (عليه السلام): فأبكى عشرين فله الجنة، ومن أنشد في الحسين (عليه السلام): فأبكى عشرة فله الجنة، ومن أنشد في الحسين(عليه السلام): فأبكى واحداً فله الجنة، ومن أنشد في الحسين (عليه السلام): فبكى فله الجنة، ومن انشد في الحسين (عليه السلام): فتباكى فله الجنة)).
فالبكاء والتباكي عملية واحدة، ولها أثر واحد وثواب واحد غير أنّها لو صدرت ممن جمع المؤهلات الصحية والنفسية تكون بكاءً، وإن صدرت ممن فقد إحدى المؤهلات الصحية أو النفسية تكون تباكياً.

أمل الظهور
01-29-2007, 12:47 AM
كل الشكر

ربي يعطيك العافيه

بالتوفيق

عبير الورد
01-29-2007, 01:37 AM
يعطيك العافيه غاليتي على الرد الجميل

همس القوافي
01-29-2007, 07:14 PM
اشكرك يالغلا على الموضوع

ربي يعطيك العافية

عبير الورد
01-29-2007, 08:39 PM
يعطيكم العافيه على الردود الحلوه
وعظم الله لكم الأجر على مصابنا ومصابكم