المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبعاد شخصية الإمــــــــ 2 ــــــــام الخميني (قدس الله سره)



BaTi(^_^)GooL
06-27-2004, 11:09 PM
إليكم تكملة الموضوع عن الإمام الخميني قدس الله سره

الامام (ره) والبعد القيادي:

ثانياً: على الرغم من عدم وجوده في إيران خلال مدّة أربع عشرة سنة عاشها في المنفى، إلاّ انه كان يقود ويوجّه أحداث الثورة الإسلامية عن بعد. فعلى امتداد فترة الأربع عشرة سنة هذه كان الضغط والكبت على أشدّه، وخاصة في السنوات الاخيرة منها، أي من عامي 1349 و1350 وحتى عامي 1354 و 1355 [هـ ش]، حيث كانت تظهر إلى الوجود أحزاب وجماعات سياسية وغير سياسية، ولكنها كانت تضمحل وتتلاشى تحت وطأة الضغوط التي يمارسها النظام، أو انها كانت تفقد مزاياها وخواصّها، وبعضها الآخر يحظى بدعم سياسي دولي بسبب ارتباطه بالشرق أو بالغرب، وخاصة بالشرق، حيث كان يحصل على الدعم والتوجيه من هناك. أمّا نهضة الامام الخميني فلم تكن تعتمد على تشكيلات حزبية داخل البلاد، بل كان للإمام تلاميذ وأصدقاء ومعارف يحملون أفكاره في أوساط الجماهير. وهو حينما كان يصدر بياناته لم يتوجه بالخطاب إلى أولئك التلاميذ والاصدقاء على وجه الخصوص، إنّما كان يخاطب ويوجّه عموم الجماهير، واستطاع طوال فترة الأربع عشرة سنة تلك ان يزرع في الاذهان بذور النهضة الإسلامية أولاً، وان يوسّع مداها على صعيد الشعب ثانياً، حيث كسب اليها قلوب وأفكار وإيمان الشباب لكي يهيّئ الارضية لقيام تلك الثورة الكبرى. وان الكثيرين قدّموا أعمالاً كبرى وتضحيات جسام، ولكن لولا مركزية الامام لما تحقق أيّ من هذه الانجازات، ولحبطت جميع الجهود، ولسرى اليأس الى النفوس. والشخص الوحيد الذي لم يصبه الإعياء أو اليأس هو الامام الخميني الذي كان الآخرون يستقون القوّة والعزم من قوّته وعزمه.

ثمّ تلا ذلك توجيه تلك الحركة الثورية والنهضة الكبرى طوال مدّة أربع عشرة سنة، وبفضل قائدها الكبير تمّ اجتياز كل العراقيل والموانع التي واجهتها، إلى درجة اندحرت معها الافكار المعادية للإسلام ونُحيّت جانباً. وأثبت الفكر الإسلامي يوماً بعد آخر تفوّقه على الأفكار الأخرى، وكان وجود الإمام ملموساً في كل الاحداث المهمّة.

وفي عام 1347 طرح الامام حينما كان في النجف ـ مركز الفقاهةپـ فكرة ولاية الفقيه استناداً إلى ثوابت فقهية راسخة.

من الطبيعي ان “ولاية الفقيه” من مسلّمات الفقه الشيعي . وأمّا ما يقوله بعض أنصاف المتعلمين من ان الامام الخميني ابتكر فكرة ولاية الفقيه من عنده ولم يقرّها سائر العلماء، فهو ناجم عن الجهل بهذا الموضوع. والمطلع على آراء الفقهاء يدرك ان ولاية الفقيه من الواضحات في الفقه الشيعي، وكل ما فعله الامام هو انه استطاع صياغة هذه الفكرة على أسس رصينة وأدلة متقنة وتقديمها بشكل مقبول ومفهوم لكل صاحب رأي ومطلع على المذاهب السياسية وعلى القضايا السياسية في عالمنا المعاصر.

أعزائي، لم يشعر المجاهدون في إيران بالوحدة خلال فترة الاربع عشرة سنة تلك، وبخاصة السنوات الاخيرة منها، بل كانوا يشعرون على الدوام ان الامام على اتصال دائم بهم.


الامام (ره) والعظمة الروحية:

وتجلّى في حادثة وفاة نجله بعد آخر من أبعاد شخصيته الكبرى؛ هناك بطبيعة الحال علماء وأكابر وشجعان كثيرون، إلاّ ان الاشخاص الذين امتدّت وتجذّرت هذه المثل العظمى في أعماق مشاعرهم وفي سويداء قلوبهم ليسوا كثيرين. وهذا الرجل الذي شارف على الثمانين من عمره في ذلك الوقت، نقل عنه انه قال عند وفاة نجله الفاضل ـپحيث كان نجله في الواقع عالماً ممتازاً ورجلاً بارعاً وأملاً للمستقبل ـ جملة واحدة، وهي “ان وفاة مصطفى من الالطاف الإلهية الخفية”، معتبراً وفاته رحمة إلهية خفية! بمعنى انه نظر إلى تلك الحادثة وكأنها لطف من اللّه به. فالشدائد والمصائب التي نزلت بهذا الرجل في عهد الثورة وتحمّلها كالطود الشامخ تكمن جذورها في هذه العظمة الروحية التي جعلته ينظر إلى وفاة نجله بمثل هذه النظرة.

ثم تلت ذلك هجرته من العراق وسفره إلى الكويت ثمّ إلى فرنسا، اذ قال حينها اذا لم يسمحوا لي بالإقامة في بلد سأظل أتنقّل من مطار إلى مطار وسأوصل صوتي إلى أسماع العالم كلّه. وهناك ايضاً انعكست تلك الشجاعة وذلك الثبات وسعة الصدر وتلك المقدرة القيادية الإلهية التي قلّما تجد لها نظيراً في التاريخ. ثم أعقب ذلك مجيئه إلى إيران وتعامله مع الأحداث وتأسيسه للحكومة الإسلامية.


آفاق شخصية الامام (ره) بعد تأسيس الحكومة الإسلامية:

أما ما تجلّى من أبعاد شخصيته من بعد تأسيس الحكومة الإسلامية، فكان أهم وأعظم مما شوهد منها من ذي قبل؛ حيث انعكست شخصيته الفذة على أفقين: الأول أفق القائد والمتصدي لزمام الامور، والثاني أفق الزاهد والعارف؛ لأن مزج هاتين الصفتين مع بعضهما عمل لا يتسنى للإنسان مشاهدته إلاّ لدى الأنبياء مثل داود وسليمان (ع) ومثل خاتم الأنبياء (صلى اللّه عليه وآله وسلّم). وهذه حقائق لمسها الشعب الإيراني طوال سنوات متمادية، وشهدناها نحن عن قرب. هكذا تكون التربية الإسلامية والقرآنية، وإلى مثل هذا دعا الامامُ الجميع، وأراد نظاماً إسلاميّاً لتربية أناس من هذا القبيل، مثلما كان هو مظهراً بارزاً له.


البعد القيادي والحكومي:

تجلّت شخصية الامام الخميني في مقام القيادة والحكومة كرجلٍ واعٍ ومدبّر وشهم وبارع وجريء، وكانت العواصف العاتية ليست ذا بالٍ بالنسبة له، ولم تكن هناك من حادثة قادرة على إلحاق الهزيمة به أو إرغامه على الانحناء لها؛ فكان أكبر من كل الاحداث المريرة والعصيبة التي وقعت على مدى عشر سنوات من زعامته. ولم تتمكن أيّ من وقائع الحرب أو الهجمة الامريكية أو مؤامرات الانقلاب العسكري وحوادث الاغتيالات الرهيبة والحصار الاقتصادي والممارسات العدوانية التي اتخذت أبعاداً وصوراً شتّى، من أن تفتّ عضده أو تشعره بالوهن والضعف، بل خرج منها أصلب عوداً وأشد شكيمة؛ لأنه كان يؤمن بالشعب ويثق برأي الشعب. وكان يحبّ الشعب من أعماق قلبه.

لقد اجتمعت في شخص الامام أغلب المزايا والمواصفات التي امتاز بها القادة العالميون على حدّ ما تقصّيت وما توصلت إليه؛ فقد كان عاقلاً وبعيد النظر ونبهاً وعارفاً بطبيعة الأعداء وكثير الثقة بأصدقائه، وكانت ضرباته لأعدائه قاصمة، فقد توفرت فيه كافة الصفات الواجب توفّرها لدى الإنسان من أجل ان يكون قادراً على تبوّؤ مثل هذا الموقع الحساس، وإرضاء ربّه وضميره.

اللهم صلي على محمد وآل محمد

دمعه حزن
06-28-2004, 11:54 AM
اللهم صل على الحبيب محمد وآل محمد

مشكور باتي جول على الموضوع القيم

جزاك الله خيراً .. وجعله فى ميزان حسناتك

الله يعطيك الف صحة وعافية

دمتم لنا سالمين

أبو أحمد
06-28-2004, 09:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الإمام الخميني (رضوان الله عليه )

شخصيةٌ حملت أبعاد وجهات مختلفه

لو تعمقنا في شخصيته من خلال مواقفه وفعالياته

في المجتمع الإيراني لعلمنا أنه كان مسدد من قبل الله

لأن إنتصاره على الشاه كان بقوة إيمانه القوي والراسخ

وذوابنه في حب الله عز وجل ، فهذا هو الخميني الرهبري

الذي هز عروش الطغات في أمريكا وغيرها ، بيد الله وجبروته

ولم يخف منهم في أي وقت ،

ففي الطائرة وقت رجوعه من فرنسا كان كل من في الطائرة

يخشى من وقوع مكروه لهم ، ولكن الإمام كان يسبح الله بسبحته

وهو مبتسم وكأن شيء لن يحدث .

أشكر كاتب هذا الموضوع وأتمنى من الله أن يجعلنا من المتمسكين

بطريقه للوصول لطريق أجداده (عليهم السلام )

أبو أحمد

BaTi(^_^)GooL
06-29-2004, 03:26 AM
مشكورين على الرد والله بسمع منك أخي أبو أحمد