المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبعاد شخصية الإمـــــــــــ 1 ــــــــــام الخميني (قدس الله سره)



BaTi(^_^)GooL
06-23-2004, 02:44 AM
أبعاد شخصية الإمام الخميني (قدس الله سره)



السيد القائد الخامنئي(دام ظله)





أبعاد شخصية الامام (ره)

أودّ ان أنقل لكم، وللطليعة الشابة منكم على وجه الخصوص، ما تيسّـر لي إدراكه وما شاهدته ولمسته من هذا الرجل الفذ على امتداد الفترة الزمنية التي عشتها كتلميذ ومريد له. لقد قيل الكثير عن الإمام؛ من قبل أصدقائه ومن قبل أعدائه، ومن الإيرانيين وغير الإيرانيين، ومن المسلمين وغير المسلمين، وأشادوا جميعهم بهذه الشخصية الفذّة. ولا كلام لنا في هذا؛ على اعتبار ان عظمته وعلوّ مكانته محرزة لدى الجميع، بيد ان هذه الحالة ذات طابع اجمالي عام. وأعتقد ان شبابنا ـپالذين يسيرون اليوم قدماً بنشاط وهمّة على الدرب الذي اختطه أمامنا هذا الرجل الكبير ـ راغبون بمعرفة المزيد عن إمامهم. وهآناذا ألقي على أسماعكم ما استطعت ان أتلقّاه وأفهمه وألمسه من هذا الرجل على مدى حوالي ثلاثــين سنة التي أتيــحت لنا فيها معرفته عن كثب؛ حيث كنّا في برهة ندرك شيئاً ومظهراً وبُعداً من أبعاد هذه الشخصية العظيمة. وأشير إلى ان فترة السنوات الاحدى والثلاثين التي مرّت منذ أيّام شبابي وإلى حين رحيل الإمام، مضت منها اربع عشرة سنة قضاها في المنفى، ويبدو على الظاهر اننا كنّا بعيدين عنه، إلاّ اننا في الحقيقة لم نكن في معزلٍ عن جوّ توجهاته الفكرية ومنهجه؛ أي اننا كُنّا في الواقع خلال هذه السنوات الاربع عشرة مع الإمام.

صحيح ان تلاميذ الإمام ومعارفه كانوا يحبونه إلى أقصى حدّ، إلاّ ان ما قيل فيه لم يكن نابعاً من المحبّة، بل كان نابعاً ممّا يتصف به الإمام من خصائص. والشيء الآخر هو انه لم يكن يتكلّف أو يتعجل اظهار ما في شخصيته من محاسن وجوانب مشرقة، وانما كان يتكشّف بُعد من تلك الأبعاد حيثما اضطره التكليف الشرعي إلى اتخاذ موقف ما أو القيام بعملٍ ما.

أبدأ بحديثي منذ عام 1337[هـ ش]، وهي السنة التي ذهبت فيها إلى قم ورأيت الإمام الخميني هنالك عن قرب للمرة الأولى. وكنّا من قبل ذلك قد سمعنا ونحن في مشهد عن وجود أستاذ كبير في قم يحبّ الشباب، ومن الطبيعي ان طالب العلوم الدينية حينما يرد إلى قم يبدأ بالبحث عن أستاذ يدرس على يده؛ ففي الحوزات العلمية ليس ثمة إلزام في اختيار الأستاذ، وإنّما يختار كل طالب الأستاذ الذي يرغب فيه وفقاً لمرامه. وكان الأستاذ الذي يجتذب اليه الطلبة الشباب المتعطشين منذ الوهلة الاولى هو الشخص الذي كان معروفاً بين تلاميذه في تلك الايام باسم “السيد روح اللّه”. وكان الشباب الافاضل المثابرين المتحمّسين مجتمعين في حلقة درسه. وفي مثل هذا الجوّ كان دخولنا إلى قم.



الامام (ره) والتجديد العلمي:

كان الإمام الخميني مظهراً للتجديد العلمي والتبحرّ في الفقه والأصول. وكنت قد شاهدت من قبله أستاذاً بارعاً في مشهد، وهو المرحوم آية اللّه الميلاني، الذي كان من الفقهاء البارزين. وكان زعيم الحوزة العلمية في قم آنذاك هو المرحوم آية اللّه العظمى البروجردي الذي كان أستاذاً للامام الخميني. وكان هنالك أيضاً أساتذة كبار آخرون. إلاّ ان الوسط الدراسي الذي كان يجتذب اليه القلوب الشابّة المتلهفة الدؤوبة المتحفّزة نحو تفعيل الطاقات، هو درس الفقه والأصول الذي كان يلقيه الامام. وأخذنا نسمع تدريجاً من الطلبة الأقدم منّا بأنّ هذا الرجل فيلسوف كبير أيضاً، وكانت دروسه الفلسفية أوّل دروس فلسفية في قم، غير أنه يرجح في الوقت الحاضر تدريس الفقه. وسمعنا كذلك ان هذا الرجل كان معلّماً للأخلاق، وكان هنالك اشخاص يحضرون دروسه في الاخلاق، وقد أبدى اهتماماً جادّاً بتقوية الفضائل الاخلاقية لدى الشباب، وهذا ما لمسناه عن كثب أثناء دروسه عبر سنوات طويلة. وإلى هذا الحد كانت شخصية هذا الرجل ـ الذي يزخر باطنه بالخصائص المجهولة ـ معروفة بالنسبة إلى اكثر الناس آنذاك بصفته أستاذاً عالماً ومربياً فاضلاً ومهذّباً لأخلاق الطلبة والتلاميذ.



الامام (ره) معلم الاخلاق:

في عام 1340[هـ ش] توفي آية اللّه البروجردي الذي كان مرجع التقليد في عهده، وطرحت أسماء مجتهدين كبار من قبل اصدقائهم للتصدي لأمر المرجعية، وتبيّن في تلك الاثناء ان الدروس الاخلاقية التي كان يلقيها الإمام لم تكن مجرد كلام أو محض معلومات يلقيها على أسماع الآخرين، بل انه أوّل من يعمل بتلك الدروس التي يراد منها تهذيب الأنفس، وثبت للجميع ان هذا الرجل زاهد بالمنصب والرئاسة، حتى وان كانت تلك الرئاسة مرجعية أو زعامة روحية ومعنوية، وانه لا يسعى من أجل المقام والمنصب والجاه، بل ويحاول ما استطاع منع الآخرين من السعي لأجل هذه الغاية.



الامام (ره) الواعي الغيور:

بدأت إرهاصات النهضة الإسلامية بعد سنة ونصف من وفاة المرحوم آية اللّه البروجردي. وفي النصف الثاني من عام 1341[هـ ش] تجلّى بعد آخر من أبعاد هذه الشخصية، تجسد في وعيه وشدّة ذكائه وتفطّنه لأمور لم يكن غالباً يُفطن لها، هذا من جهة، وغيرته الدينية من جهة أخرى. فالكثير قد سمعوا حينذاك قرار الحكومة بإلغاء شرط الإسلام والقسم بالقرآن عن النواب المنتخبين لعضوية المجلس الوطني، إلاّ ان الكثيرين لم يلتفتوا إلى مدى خطورة هذا الأمر، لكنه في الواقع كان على جانب كبير من الاهمية والخطورة؛ ففي الوقت الذي كان فيه المجلس الوطني آنذاك مجلساً صورياً، والسلطة هي التي كانت تشكله، ولم يدخله إلاّ المرشّحون من قبلها، وكانت العملية كلها عملية تنصيب وليست عملية انتخابات شعبية، ولكن مع كل ذلك لم يكن النظام ليتجرّأ على طرح القرارات المتعلقة بالنقابات، وقرار اسقاط شرط الإسلام حينما كان المجلس قائماً، لأنه كان يخشى ردود فعل المجلس فعمد إلى حلّه، واتخذ تلك القرارات وراء الكواليس. وهذا ما يدل على ان وراء هذه القضية كلاماً كثيراً وغايات خطيرة. ولم يلتفت أحد حينـــها إلى هذا الأمر، إلاّ ان الإمام الخميني أدركه وتصدى له، ودفعــته غيرته الدينية إلى الأخذ بزمام المبادرة في هذه القضية والشروع بمجابهة هذه المشاريع المناهضة للإسلام، حتّى وان بدت قليلة الأهمية. وهذا ما قام به فعلاً.

توجـد هـاهنا قضـية مـهمة، وهي ان الامام الخـميني لم يـكن راغباً بحيازة قصب السبق حتّى في ميدان الجهاد، حيث نقل لنا بنفسه انه كان يتحدث ذات مرّة في دار المرحوم آية اللّه الحائري مع أحد المراجع المعروفين وكان زميلاً له في الدراسة، فقال له: كن في المقدمة ونحن نسير وراءك. وكانت غاية الامام ان يتمّ أداء التكليف، اذ كان المهم بالنسبة له هو أداء الفريضة التي كان يشعر بأنها ملقاة على عاتقه، ولم تكن قضية التصدّي والتقدّم ذات أهمية بالنسبة له.

من الطبيعي ان الآخرين لم يكن لديهم من الجرأة والإقدام على الدخول في هذا المعترك مثلما كان لدى الامام، وقد أخذ هو بزمام الأمور في هذا الميدان بشكل تلقائي وبدأ بمجابهة النظام اعتماداً على الجماهير. لم يكن أحد من أكابر الحوزة العلمية والمراجع يظن ان الحركة الدينية سوف تستطيع، سيما في ظروف الكبت الرهيبة تلك، ان تحصل على مثل هذا الدعم الجماهيري، إلاّ ان الامام صرّح منذ ذلك اليوم بأنّه يتحرك بمساندة الشعب، وانه سيدعو الشعب اذا ما اقتضت الضرورة إلى التحشّد في البراري القريبة من قم، وكان واثقاً انه لو دعا الشعب لاجتمعت له كل إيران، ولحصل اجتماع جماهيري هائل تعجز الحكومة الفاسدة، في ذلك الحين، من معالجته.



الامام (ره) القائد الشجاع:

تجلّى وقتئذٍ بُعد جديد من شخصية هذا الرجل على الصعيد العملي تمثّل في مقدرته القيادية، وشجاعته السياسية، ومعرفته بدقائق الاساليب التي يتّبعها العدو، ووعيه بأهداف العدو. وعندما حلَّ عام 1342 [هـ ش]، وهو العام الثاني من أعوام النهضة، واتّسم بالمذابح والقسوة وكثرة الضغوط، أشرق الامام الخميني كالشمس في سماء آمال الشعب الإيراني، فكان بركاناً من الفداء اجتمعت فيه كل الخصال اللازمة للرجل الوطني وللرجل الإسلامي وللرجل العالمي، وكان يتحلّى بالشجاعة والصراحة والقدرة على تعبئة الجماهير، سواء في بداية عام 1342 حين هجمت القوات الخاصة على المدرسة الفيضية وعلى الحوزة العلمية في قم، أم في الخامس عشر من خرداد عام 1342 حين تجسدت عظمة الامام، اذ شعر الشعب الإيراني من ساعته ان له سنداً وملاذاً، وان هناك قمّة شامخة يمكنه ان يتطلع اليها ويبني آماله عليها. وعلى هذا النحو ظهر الامام على الساحة في الخامس عشر من خرداد.



الامام (ره) ومعالم الايثار والفداء:

وبعد تلك الاحداث سادت حالة شديدة من الضغط والكبت صاحبتها أحكام بالسجن والنفي على الكثير من الناس. ولم يكن دخول السجن وما يرافقه من مصاعب مشكلة عصيبة بالنسبة لنا نحن الذين كنا حينها في مرحلة شبابنا؛ اذ كان السجن لنا أشبه ما يكون بالتسلية. أمّا بالنسبة للامام فقد كان حينها في حوالي الثالثة والستين من عمره، ولكن مع ذلك كان قادراً على استنهاض الأمة بمشاعره الجيّاشة، إلاّ ان دخول السجن أو النفي بالنسبة لشخص في مثل هذه السن لم يكن بالأمر الهيّن. ومع كل ذلك تجلّت فيه معالم الايثار والفداء وتحدّي المخاطر. وكان هذا ايضاً بعد آخر من أبعاد شخصيته؛ بمعنى انه لم يكن هنالك مانع يستطيع الحيلولة بينه وبين مُثُله العليا أو سعيه لأداء تكليفه الشرعي. وانتهت أحداث عامي 1342 و 1343 إلى نفي الامام لمدّة اربع عشرة سنة، في البداية إلى تركيا ثم إلى العراق.

وفي فترة النفي ظهرت أبعاد جديدة من شخصية هذا الرجل الفريد، الذي قلّما تجد له نظيراً في عصرنا، وهي أبعاد نادراً ما يلاحظ المرء بعضها في حياة الشخصيات الكبير، وهي:



الامام (ره) المنظّر:

أوّلاً: طرح نفسه كمنظّر فكري نهض بمهمّة التخطيط والتنظير لحكومة ولنظام ولإرساء أسس بناء وكيان جديد، دون ان يكون أمام عينيه نموذج سابق ملموس، لكي يخطط على ضوئه. وذلك لأن التخـطيط لبناء إســلامي، يأخـذ متطلبات الحيـاة العصرية والقضــايا المطروحة في عالم اليوم بنظـر الاعتبار، يعدّ بحدّ ذاته تنظيراً لنظام جديد.


اللهم صلِ وسلم على محمد وآل محمد


ونكمل لكم أبعاد الإمام قدس الله سره في موضوع ثاني

النور الزينبي
06-25-2004, 10:42 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد

بارك الله فيك اخي الكريم على هذا الموضوع الممتاز

ونحن بأنتظار موضوعك الثاني على احر من الجمر

دمعه حزن
06-26-2004, 09:54 AM
ألف شكر لك باتي جول

تسلم على الموضوع القيم

الله يعطيك الف صحة وعافية

وبانتظار المزيد

دمتم لنا بخير

BaTi(^_^)GooL
06-26-2004, 07:30 PM
العفو وما تقصروعلى الرد الجميل والمووع الليلة سيكتب ان شاء الله