المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان شبكة هجر الثقافيه حول قناة المستقلة الفضائيه



عاشقة الزهراء
06-19-2004, 03:32 PM
أصدرت «شبكة هجر الثقافية والشبكات الحوارية الفكرية» بياناً حول ما يحصل من تشويه متعمد ومتكرر لأسس ومسار الحوارات المذهبية في «قناة المستقلة الفضائية»، وذلك من خلال نماذج ووقائع مختلفة ومتكررة، وعبر محاور عديدة ومتنوعة، أتضح أن هذه القناة – وللأسف الشديد – تسير في مسار مشبوه من حيث توظيف هذه الحوارات للإساءة المتعمدة للإسلام عموماً، وللشيعة خصوصاً، وللوحدة الوطنية في أقطارنا المختلفة، عبر تخليها عن الضوابط العلمية المتوخاة في مثل هذه الندوات والحوارات..

فيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين

قال تعالى في محكم كتابه: ﴿ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذْ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ﴾ صدق الله العلي العظيم

مقدمة ضرورية:

نظراً إلى ما حصل من تشويه متعمد ومتكرر لأسس ومسار الحوارات المذهبية في قناة المستقلة الفضائية، وبرغم إبداء حسن النوايا المتكرر من قبل ممثلي الطرف الشيعي في مثل هذه الحوارات، وسعيهم المستمر لترسيخ الثوابت العقائدية المشتركة، ومقاربة نقاط الالتقاء الفرعية الأخرى، ومناقشة المختلف منهما عبر أسلوب العرض المنصف والمستقل لكل طرف، دون اللجوء لأسلوب الجدل العقيم والاستفزاز الرخيص الذي ينسف مهمة التعريف الأساسية من كل طرف لنفسه وعقائده وخصائصه، ووفق مسار تقاربي وليس صدامي، كما هو معتمد من مناهج البحث العلمي الرصينة.

وقد أثبت الشيعة دوماً وفي نفس الوقت، شجاعتهم الأدبية ببيان استعدادهم لخوض أي نقاش علمي وبشفافية تامة، وكذلك رغبتهم المستمرة في تجاوز الاسلوب التحريضي والاستفزازي في أي مناقشة مقارنة مع أي مذهب آخر، وتجلى ذلك جلياً حين تم اختيار القناة للعلماء المتمكنين والواعين لرسالتهم الإسلامية «الحوار حول أسس الحكم في الإسلام والشيخ الفاضل قطب من الأزهر الشريف نموذجاً».

واعتماداً على نهج القرآن الكريم والسنة المطهرة للنبي الأعظم والعترة الهادية وفتاوى العلماء الأعلام «حفظهم الله» التي لا تبيح بأي شكل من الأشكال الاشتراك او المساهمة في هذا الأسلوب المشين في التعريف برموز الأمة الإسلامية من العترة الهادية ، والتاكيد على ضرورة لم شمل الأمة، وضرورة التزام الضوابط العلمية في دراسة سير وتراجم العظماء كما هو معروف اكاديمياً وعلمياً.

مسار مشبوه و إساءة متعمدة للاسلام:

وبعد ما تأكد لدينا، نحن المتابعين من المتخصصين في مجالات الحوار المذهبي والوطني، ومن خلال نماذج ووقائع مختلفة ومتكررة، وفي محاور عديدة ومتنوعة، أن هذه القناة – وللأسف الشديد – تسير في مسار مشبوه من حيث توظيف هذه الحوارات للإساءة المتعمدة للإسلام عموماً، وللشيعة خصوصاً، وللوحدة الوطنية في أقطارنا المختلفة، عبر تخلي القناة المذكورة عن الضوابط العلمية المتوخاة في مثل هذه الندوات والحوارات، وقد قمنا بلفت نظر هذه القناة عبر كل القنوات المتاحة للاتصال بها وتحذيرها من تخليها عن الأسلوب الصحيح في إدارة الحوارات من حيث الأهداف والآليات العلمية من حيث التوقيت والعنوان والمحاور والاستضافة والاستشارة والتجهيز المسبق والمتكامل.

الوقوف صفا واحدا للتصدي للفتنة:

ونظراً لما سبق بيانه من نقاط – ونحن نمتلك الأدلة المفصلة لها ولكن نعرض عن ذكرها توخياً للاختصار – فإننا نهيب بالجهات التالية التعاون في ما يلي:

1- الحقوقيين والقانونيين من ابناء الأمة الإسلامية، ومناصري الحوار الموضوعي والهاديء والعلمي بين الأديان والمذاهب والحضارات: إعداد ما يلزم لرفع دعوى قضائية على قناة المستقلة وطاقم الضيوف المنتخب من قبلها الضيفان الحاليان: «عثمان الخميس» و «محمد الخضر» والضيف السابق: «أبو منتصر البلوشي»، وكل من ساهم في التحريض على إثارة مشاعر الكراهية الدينية والعرقية والتكفير والإقصاء عبر الاستضافة المباشرة أو الاتصالات الهاتفية، والدعوة - عبر وسائل إعلامية تحكمها قوانين المملكة المتحدة – إلى قتل الآخر بناء على المذهب أو العرق، كما حصل من الضيف: «ابو منتصر البلوشي في حلقات سابقة» ، والسعي المستمر لتأجيج هذه الخلافات وتوظيفها في خدمة الجهات المتطرفة القامعة للحوار والداعمة لتكفير الآخر واستئصاله، وإظهارها بمظهر المهاجم والمحتكر لتمثيل قطاع عريض من المذاهب الإسلامية رغم وجود مرجعياتها الدينية والعلمية المعتمدة مثل الأزهر الشريف والقيروان وغيرها، ورفضها القاطع لمثل هذه الحوارات ومساراتها وآلياتها المشبوهة والعقيمة.

وكذلك نهيب بالأخوة المسؤولين والقانونيين المحترمين والمخلصين من المثقفين والمفكرين في دولة الكويت لمحاسبة المتجاوزين على ثوابت الوحدة الوطنية وإثارة مشاعر الكراهية الدينية أو العرقية، وأن لا تكون قضية ياسر الحبيب نموذجاً للمعايير المزدوجة في مسألة تطبيق القوانين ومراعاة ثوابت وعناصر الوحدة الوطنية.

2- التجار ورجال الأعمال وكل قادر على المساهمة: المساهمة في دعم مصاريف رفع هذه الدعوى القضائية ضد المذكورين أعلاه، وسوف يتم الإعلان عن رقم الحساب المخصص لذلك في كل المجالات الإعلامية المتاحة، وسيتم توظيف موارده للصرف على هذه الدعوى وأي دعوى مماثلة ضد أي انتهاكات مشينة أخرى من هذه القناة او الشخصيات الأخرى، ودعم مشاريع القنوات العلمية المتخصصة.

3-اصحاب القلم وأعلام الحوار وأصحاب الفكر: المساهمة في توثيق كل الانتهاكات المشينة للقوانين المدنية والجنائية – خصوصاً فيما يتعلق بالجانب الإعلامي المنظم لمثل هذا الأداء - والضوابط العلمية وميثاق الشرف الإعلامي، وتهيئة المواد الصوتية والمرئية والمكتوبة والقرائن الحسية والشهود لإعانة الجهات القائمة على إعداد ملف الدعوى.

4- منتديات الانترنت والقنوات الإعلامية المختلفة: المساهمة في الكشف والتنديد بهذا الابتزاز العلني للدول والشعوب والمرجعيات الدينية المختلفة عبر إثارة القضايا الخلافية دون وجود: الهدف الموضوعي والمحدد بدقة، والمسار الشريف والنزيه لمجريات الحوار، والنية الودية والمخلصة لإنجاحه، والإجراءات والاستشارات المطلوبة من جهات التخصص والتمثيل الشرعي لكل جهة. بل وتجاوز كل ما ذكر والدخول في أساليب التفافية ونقض لكل الاتفاقيات المبرمة مع القناة المذكورة كما حصل (كنموذج) في موضوع «نشوء المذاهب والفرق الإسلامية»، عبر التجاهل المتعمد للضيف المنتخب من قبل الجهات الشرعية والتخصصية، وإبداله بضيف آخر وموضوع آخر مخصص لمناقشة مذهب محدد بعينه بدل أن يناقش لنشوء المذاهب والفرق، وفي قضية فرعية لا يمكن التعامل معها دون الاتفاق على القواعد الأساسية الممهدة والمؤطرة لها «أحمد الكاتب وموضوع المهدي نموذجاً»، وما حدث مع ضيوف آخرين من الطرف الشيعي «الشيخ علي الكوراني والشيخ علي آل محسن نموذجاً»، بل وحتى مع أطراف أخرى من المذاهب الإسلامية الأخرى «استبعاد السيد السقاف من الدورة الثانية حول شخصية بن تيمية نموذجاً»، والتجاهل التام لكل الجوانب الموضوعية في أي ندوة او مناظرة علمية محترمة، فهل يعقل ان يتم الاتفاق على محاور وآلية في نفس الحلقة؟

• أين الاعداد والتجهيز والاتفاق المسبق الموثّق والمكتوب؟

وما سبق من إحضار اطراف تتبنى مذهباً واحداً في موضوع سيرة بن تيمية، مرة بشكل مناظرة، ومرة باستضافة شخصية واحدة، وهو خلاف ما نراه الآن من استضافة شخصيات لا علاقة لها بشخصية الندوة، وعدم وجود مدخلية موضوعية لتواجدها في التعريف بالإمام الصادق ، إن لم يكن العكس من الإساءة والتجريح هو الصحيح.

وما حدث من الانتهاكات الصريحة والتجاوزات الفاضحة أوسع من يحيط بها بيان يتوخى الاختصار والإشارة.

5- كتـّـاب المنتديات والصحفيين الأحرار: المساهمة في كل ما ذكر أعلاه، وعدم الانسياق وراء الاستفزازات الواضحة من القناة المذكورة وضيوفها، وبعض ادعياء الحوار الدخلاء من أي جهة كانت، وعدم تجاوز أخلاق الحوار الإسلامية ومفاهيمه وأطره القرآنية، والتأكيد على مراعاة الجوانب العلمية وأصول البحث المرعية الأكاديمية والحوزوية، وعدم السماح لأي تجاوز للخلق المحمدي الأصيل في منتدياتنا والحوارية وكتاباتنا الصحفية.

6- ممثلي المدارس والجامعات والحوزات العلمية ومكاتب المرجعيات الدينية لكل المذاهب الإسلامية: المساهمة في بيان الموقف الشرعي من هذه الممارسات المتكررة من هذه القناة وضيوفها من حملة الفكر الإقصائي والإرهابي المتطرف، وتنسيق الجهود في مقاطعة هذه القناة، وإعداد الآلية المناسبة لانتخاب وترشيح ممثلي كل طرف، والذين يعبرون بحق عن فكره وأخلاقياته، وتحديد الآليات المناسبة لإيجاد حوار نافع وفي أجواء صحية خالية من ملوثات التطرف والتكفير والإسفاف والتهريج البعيد عن الضوابط الشرعية والعلمية التي أمرنا بها القرآن الكريم وسيرة النبي الأعظم والسلف الصالح من أئمة المسلمين.http://www.rasid.com/media/lib/pics/1087633186.jpg

وستبقى أقلام الفكر الإسلامي الواعي والأصيل، وعيون المثقفين الأحرار، بالمرصاد لكل انتهاك لهذه التجاوزات المتعمدة من الإساءة إلى وحدة الأمة ورموز الإسلام وثوابت الوحدة الوطنية، وستعمد الشبكات الحوارية والأقلام الصحفية لكل الوسائل القانونية المتاحة لمنع هذا التهريج والإسفاف الذي يرتدي عنوان حرية حرية الرأي وجمع الكلمة، ويستبطن حرية الإساءة لرموز ومقدسات المسلمين، ويستغل الاختلاف المشروع: لتغذية نوازع التفرقة، وشرعنة وجود التيار التكفيري والإرهابي.

ويسر «شبكة هجر الثقافية» وزميلاتها من الشبكات الحوارية أن يكون لها شرف إعداد وصياغة هذا البيان الذي تم بتعاون مميز واستشارة متواصلة مع العلماء الأعلام والأخوة الإداريين الكرام من بقية المنتديات الحوارية الإسلامية عموماً والشيعية خصوصاً، والمبرّزين من أقلام الحوار الجاد والهادف.

ويمكن لأي شبكة أو موقع تبني هذا البيان أو تحرير أو إضافة أي مادة بما يتوافق وخصوصياتهم المختلفة، والمهم هنا هو تسجيل موقف موحد ضد استخدام مبدأ الحوار كقيمة سامية وإنسانية، لخدمة اهداف مشبوهة ومنحرفة.

وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح ورفعة شأن الأمة الإسلامية على جميع الأصعدة.

شبكة هجر الثقافية