المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصو شاب وشابة في القطار طويلة بس حلوة ومفيدة



القلب الجريح
05-28-2004, 03:38 PM
شاب و شابه في رحلة بالقطار
طبعا طويلة القصة بس حلوة لا تفوتونها
سئمت من العمل المتعب و المتكرر..
وتعبت أعصابي من الجهاد...
ولأجل التخلص من هذه المشاكل قررت السفر الى الشمال لاسبوع بقصد الاستجمام...

كنت افضل أن أعيش و حدي في تلك الفترة و لا التقي بأحد يزعجني و رجحت السفر بالقطار ..
لما فيه من الراحة و فرارا من الازدحام ...

حجزت تذكرة في الدرجة الاولى وكل غرفة تسع لاربعة من الركاب..

وصلت الى محطة القطار حاملا حقيبتي الصغيرة وتوجهت الى الدرجة الاولى..
واتخذت مكاني في الغرفةوجلست افكر حول المسافرين الذين سيشاركونني هذه الغرفة ...

وأشخص بصري نحو باب الغرفة لارى من سيكون جليسي فيها!!

وبعد لحظات....

وإذا بفتاة على أعتاب العشرين من العمر حسناء هيفاء..

سافرة ذات شعر أشقر ,مرتدية ثوبا قصيرا ضيقا ظهرت منه محاسنها..
و بدت مفاتنها وكأن جسمها مخلوق من الرخام الابيض...

دخلت قائلة:مساءالخير

رددت عليها بالتحية واستولى علي القلق و الارتباك !!
و جعلت أفكر في العدد الباقي وكيف ستنقضي هذه الليلة الغامضة المجهولة!!

واخيرا....

شتت أفكاري صفير القطار اعلانا للمغادرة
و انطلق سائرا...
وقفت على قدمي...
انظر من النافذة الى المودعين ثم جلست على المقعد الذي اخترته مسبقا.

اما الفتاة....
فقد اختارت مكانا مقابلا لمكاني و لم تجلس بجانبي..

عادت الي أفكاري و شعرت بأن الموقف بالنسبة لي حرج جدا!!
ولعل بعض الناس يتمنى لو تتاح له هكذا فرصة و يعتبرها ساعة العمر و احلى و أغلى الايام....


--------------------------------------------------------------------------------

وأما انا فلم انسى نفسي و ديني و اعتقادي و مقدساتي و كنت

--------------------------------------------------------------------------------

اشعر اني مسلم مؤمن,
ومعتقد انه لا يسمح لي باي تصرف شاذ مع هذه الفتاة ..

وما يضرني ان كان الملايين من المسلمين لا يبالون بهذه القيم و يستهزئون ؟
يكفيني اني مسلم مسؤول عن نفسي و كل امرئ بما اكتسب رهين.

رفعت رأسي و إذا بالفتاة تراقبني و تتعجب من هذا السكوت والصمت الشاذ !!

عدت الى التفكير حول هذه الموجودة..!

أسأل نفسي:

هل هذه مسلمة أو..؟
لا أظن أنها مسلمة..!

واي اسلام يسمح لفتاة أن تسافر وحدها و هي في هذا السن ؟!!!

وكيف يوافق اهلها أن يرسلوها و حدها وهم يعرفون المجتمع
ويقرأون في الصحف حوادث الاختطاف و الاغتصاب بل و مآسي الاغتيال!!!

وهم يشاهدون مضاعفات تلك الجرائم من الفضيحة و العار و الخزي الذي ينكس رؤوس أسرة الفتاة !!!

المختطفة أو ماشابه؟!!

مسكينة هذه الفتاة!
مخدوعة هذه الفتاة!
مظلومة هذه الفتاة!
ظلموها و جعلوها فريسة!
طرحوها في غابات السباع!

جعلوها لقمة طرية شهية ثم ألقوها في طريق الذئاب!
خدعوها بالحرية!
شجعوها على المجازفة و المخاطرة!


انها ريحانة.....
انها زهرة قد تفتحت قبل قليل بعد ان كانت برعما......

ليس صخرة أو حجارة تدوسها الاقدام
وليست كرة ترمي بها الارجل!

استمرت بي الهواجس حول الفتاة و لكنها قطعت شريط التفكير
وقد ضاق صدرها من سكوتي المزعج لها,

وقالت:استأذن هل تسمح لي بسؤال؟
....
...
..
.
وقالت استاذ هل تسمح لي بسؤال؟

--------------------------------------------------------------------------------

قلت: تفضلي.

قالت: هل أنت مثقف؟
قلت :نعم لا بأس بثقافتي, طالب جامعي.

قالت: هل ثقافتك تأمرك بهذا النوع من الحياة الشاذة؟
قلت: وأي شذوذ تقصدين؟

قالت: سكوتك , صمتك , وانك لا تُقَدِّر عواطفي!

قلت : وهل أنت مثقفة؟
قالت:طبعا ,خريجة الثانوية مع معدلات جيدة.

قلت : ثقافتك سمحت لك أن تخرجي بهذا الزي؟
اين الحشمة؟
أين الكرامة؟

اسمحي لي أن أسألك قبل كل شيء : هل أنت مسلمة ؟
قالت: عجيب منك هذا السؤال؟!

إنني مسلمة والحمد لله مؤمنة بالله و برسوله و بالقرآن و شريعة الاسلام
وإسمـــي عفــــــــاف.

وهنا لم أتمالك من الضحك.....ضحكــــت ضحكا عالـــيا.

احمر وجه الفتاة و توردت و جنتاها ولاح الغضب على محياها و قالت:
ولماذا الضحك؟
هل تضحك لانني مسلمة و مؤمنة؟!!

!قلت : عفوا ان الاسلام ألبسك حلة العفاف فأين تلك الحلة؟
والاسلام توجَّك بتاج الحياء فأين ذلك التاج؟!

ان هذا الاسم(عفـــــــاف) لا ينسجم مع هذا الفعل (التبرج ) فإما تبدلي هذا الاسم أو تغيري هذا الفعل حتى يصدق الاسم على المسمى...
أليس هكذا يا عفــــاف؟!!

وبعد هذا كله أسألك هل الثقافة تفرض على المسلمة أن تكون هكذا؟ّّ
أليس من الممكن ان تجتمع الثقافة مع الدين؟!
وهل العلم يناقض الفضيلة؟!
وهل المعرفة والحضارة تصطدم مع الاخلاق ؟

أليس من الممكن للفتاة المثقفة (مثلك) أن تكون محافظة على شرفها و عفافها و سمعتها؟

ثم أسألك ما الفرق بينك و بين الفتاة اليهودية و المسيحية؟!!
وما الفرق بينك و بين بنات الجنس او بنات الشوارع و الشواطئ؟!!

وأي علامة من الاسلام موجودة فيك؟!
بالله عليك هل تعرفين للخلاعة و الاستهتار معنى غير هذا الزي الذي اخترتيه لنفسك؟!!

قالت:....
...
..
.
قالت :اليس الاسلام دين الحرية ؟الا تؤمن بالحضارة؟

--------------------------------------------------------------------------------

قلت:الاسلام دين الحرية ولكن في حدودها المعقولة لا المطلقة,
والا اختل النظام و ضاعت الحقوق و انهدرت الكرامات.

قالت:والحضارة؟
قلت:انني اؤمن بالحضارة في مجال العلم و الثقافة و أكفر بالحضارة اللاأخلاقية.

قالت: وما تقصد بالحضارة اللاأخلاقية؟
قلت:أقصد الحضارة الغربية التي اجتاحت اكثر البلدان الاسلامية
مثل الاختلاط بين الجنسين في المدارس و السهرات والحفلات
و مثل الملاهي و المخامر و المقامر و السينما و مثل السفور و التبرج
و البغيض الذي اختارته المرأة المسلمة لنفسها و و افقها على ذلك ذووها و اسرتها.

الحضارة اللا اخلاقية معناها :
عدم الاعتراف بالفضيلة من الحياء و العفاف و الشرف و الوقار
والسوق الى الرذيلة و التفسخ و الفحشاء و الفساد.

هل سمعت يا اختاه :
ان في بعض البلدان الغربية نوادي للعراة من الجنسين فالرجال و النساء يدخلون النادي عراة كما خلقهم الله بلا ساتر و لا ستر كأنهم بهائم

وهم يحسبون انهم في أوج الحضارة و المدنية و الثقافة!!!!

تغيرت ملامح الفتاة و كأنها قد غرقت في عالم من التفكير و قالت:
ولكن الحمد لله اذ لا يوجد في البلاد الاسلامية أمثال هذه المخازي

قلت:نعم و الحمد لله ولكن توجد دونها بدرجات.

قالت : مثل ماذا؟
قلت:مثل المأكل و الملبس و المظهر و العادات و التقاليد و القوانين

انظري الى الشاب المسلم كيف يقتدي بالغربيين في ملابسه الملونة
و شعره الطويل والسلسلة الذهبية التي يطوق بها جيده و صدره
و يفتح أزرار قميصه و يكشف صدره إلى سُرته كأنه يستعرض بضاعته.

وانظري الى الفتاة المسلمة (وانت تمثلينها)وقد اخترت يا عفاف يا مسلمة
لنفسك هذه الطريقة اقتداء بالنساء الغربيات وعن طريق الموديلات الجديدة
فهي أم المشكلات فأصبحت المرأة فاقدة لكيانها و لمعنوياتها و مجدها و سيادتها

أسألك بالله عليك:

أليست الحضارة غيرت مجرى تفكير بعض المسلمين فأصبح الدين عندهم خرافة!!!!؟
والمقدسات الاسلامية أساطير و أباطيل!!!!؟
والمرأة العفيفة في رأيهم شاذة!!!!؟
وصار الرجل الغيور معقدا متعصبا!!!!؟
وصار الملتزم بالديانة رجعيا!!!!؟

وبالعكس:

صار المستهتر متحرر!!!!؟
والمنحرفة متقدمة!!!!؟
والخلاعة و الفجور حضارة و مدنية للقرن العشرين!!!!؟
واما الاختلاط فهو يعتبر عندهم أرقى درجات التقدم و الحضارة و الثقافة!!!!؟

ولو ذكرت لك الاحصائيات التي سجلتها مخافر الشرطة و مكاتب المحاكم
و ادارات المدارس و عن مضاعفات الاختلاط وضحاياها لضاق صدرك و لسئمت من الحياة!

أرجوك يا أختاه أن لا تنزعجي من هذا الكلام
فإنني لا أخصك بكلامي هذا
وإنما اتكلم بصورة عامة ..

قالت:....
...
..
.قالت:لا والله ما انزعج من كلامك فقد صرت اعيش في عالم اخر

القلب الجريح
05-28-2004, 03:40 PM
--------------------------------------------------------------------------------

وقد انفتحت امامي آفاق واسعة يطير عقلي في ارجائها
ويسبح في غمراتهاارجوك ان تسترسل في حديثك ولا تبخل علي بشيء من المعلومات

فاننا نحن الفتيات نجهل اكثر هذه القضايا
وصرنا ندور في هذا الفلك ولا نعلم عواقب الامور
بل ولا نعلم الدوافع التي دفعتنا الى هذا الطريق
وسلمتنا الى هذا التيار الجارف...!!

قلت: ان الفتاة التي تحافظ على عذرتها تعتبر
عند الغرب غبية و خاملة و شاذة و كسلانة و غير مرغوب فيها!!

والفتاة السافلة الساقطة التي تستقبل الزائرين ليلا نهارا هي الفتاة المثالية!!

بالله عليك هل ينسجم هذا السلوك مع اي دين من الاديان؟
او اي فلسفة و اي منطق؟!!

ان خيانة المرأة زوجها صارت من اسهل الامور عن الغربيين
فلا دين و لا حياء و لا مسؤولية ولا خوف لا من الله
لا من القانون ولا من الناس ولا من الفضيحة

اي انسان تطيب نفسه ان يستظل بظلال هذه الحضارة و يعيش في كنفها؟!!

وفي بعض بلاد الغرب تصطحب طالبات الثانوية في حقائبهن اليدوية حبوب(....)
الى المدرسةولا تخجل الطالبة ان تسأل المدرس بكل صلافة عن افضل انواعه؟!

بالله عليك هل تعرفين في قاموس اللغة خلاعة و صلافة اقبح من ذلك؟!!!

هنا اشمأزت الفتاة و قالت:قبحا و تعسا لذلك المجتمع السافل الساقط
الذي يسمح ان تبلغ الفتاة الى هذه الدرجة من الاستهتار و الفجور

قلت:وقبل سنوات حدثت مأساة في بعض البلاد الاسلامية اقشعرت منها الجلود
قالت: وما هي؟

قلت: رجل كان له صديق سوء خائن وكان يصطحبه في كل ليلة
و كانت زوجة الرجل شابة جميلة تحضر عندهما و تشاركهما في الحديث و السهر
فما كان من الصديق الا خيانة الرجل في غيابه و استمر الحال
دون علم الرجل حتى انجبت المرأة خلالها اطفالا اربعة
مرت الايام حتى انكشف للرجل خيانة الصديق فذهب للمحكمة
ورفع شكوى ضدهما وقد اعترفا كلاهما بالفجور.

وقال الرجل للمحكمة :
انني اشك في هؤلاء الاطفال الاربعة وانني اطلب من المحكمة
ان تصدر قرارا ينفي هؤلاء الاطفال عني .

فاصدرت المحكمة القرار المزبور وقطعت كل صلة بين الاطفال و الرجل!!

ورجعت المرأة الى دار ابيها منكسة الرأس مفضوحة عند القريب و البعيد
محطمة الشرف مشوهة السمعة ملوثة الصحيفة ويرافقها اطفالها ضحايا جريمتها!!

وهؤلاء االطفال ماذا لو كبروا تشتد بهم المحنة اذا علموا انهم مجهولوا النسب
فتتكون عندهم عقدة الحقارة النفسية ويكون مصيرهم اسود مظلما.!!

نعم كل هذا من بركات الحضارة و التقدم!
كل هذا من جراء الاختلاط و نبذ الاخلاق!!

ساد السكون علي و عليها فترة من الزمن
ورأيتها مستغرقة في التفكير فقلت لها:
يا اختاه فيم تفكرين؟!

قالت:أتفكر في موقف ابي و امي تجاهي
وفي جنايتهما و تقصيرهما في حقي!!

فوالدي:
الذي كان يرعاني و يغمرني بعاطفته..
لماذا اهمل تربيتي في جانب الاخلاق و الدين و الفضيلة!!!

لقد كنت طفلة لا اعرف المجتمع ولا اعرف عواقب الامور
ولم يحصل عندي النضج والرشد و الفكر و العقل
فهل كان والدي مثلي يجهل المفاهيم و القيم!!

انه كان يشجعني على الدراسة لكن لم اسمع منه كلمة واحدة
طيلة حياتي يرغبني على المحافظة على شرفي
أو يمنعني من التبذل و التبرج ....
و يا ليت الامر كان ينتهي هنا فقد كان يشتري لي المجلات المملوءة بالسموم
الداعية الى الانحراف وتزيد في الحياة مشاكل وتعقدات و مآسي...

واشترى لنا التلفاز فكان عدوا داخليا وكان إثمه أكثر من نفعه!!!
فكم سلبت الافلام المثيرة حياء الشابات المراهقات!!!
وكم أيقظت غريزة الجنس !!!
لقد تعلمنا دروسا الشياطين أكثر و أحسن من الدروس المدرسية
وكان والدي يشاركنا التفرج على تلك الافلام الجهنمية
ولا يشعر بأضرارها الروحية و النفسية.!!!!

فما ذنبي ان فتحت عيني في بيت يرأسه رجل مثل أبي؟!!!!
*
وهنا اختنقت المسكينة بعبرتها وتركتها تمسح دموعها بجانب ثوبها...
رأيت من الافضل أن لا أستمر معها في الكلام...
حتى يتلطف الجو ولكنها انطلقت وكأن قريحتها قد تفتحت
وكأنها وجدت من تشكو اليه آلامها

فأضافت تقول:
....
...
..
.
قالت:وأما والدتي سامحها الله فانها مجمع التناقضات
يتبع

القلب الجريح
05-28-2004, 03:42 PM
ففي الوقت الذي كانت تحافط على ديانتها و صلاتها و حجابها مع كبر سنها
فانها كانت تخيط لي ملابس بدون أكمام و تحاول ان تكون ملابسي قصيرة ضيقة جدا
وخاصة حينما ظهرت آثار الانوثة و انتقلت الى مرحلة المراهقة.

كانت تداوم على تجميل شعري و ترجيله فكأنني عروس في ليلة زفافها
واعتادت على ذلك في صبيحة كل يوم قبل مغادرتي البيت الى المدرسة.

ما أمرتني بالصلاة وما علمتني الصلاة
كنت أراها تقف عند المغسلة تغسل وجهها و يديها
وما كنت اعلم انها تتوضأ للصلاة

كنت أحب الصلاة..
أحب ربي...
أحب العبادة...
ولكني ما كنت اعرف كيفيتها
ومن اين اتعلم؟؟؟!
ومن يعلمني؟!!!

والمعلمات في معزل عن هذا ولا يرغبن في التحدث عن هذه المواضيع

قل لي يا استاذ ما ذنبي اذا كنت لا اعرف الصلاة؟!
..اليس الذنب ذنب والدتي؟!!!
وهل يغفر الله لوالدتي هذا التقصير او هذه الجريمة في حقي؟!!

وهنا رفعت طرفها نحو السماء وقالت:
معذرة اليك يا ربي
يا الهي
يا سيدي

ثم تغيرت نبرات صوتها و انفجرت بالبكاء
وغطت وجهها بيديها
وارتفع نحيبها
وكان جسمها يهتز من البكاء

تركتها تبكي لتغسل ذنوبها بالدموع
انها دموع الندم و الاستغفار
دموع التوبة و الانابة
حالة الخضوع و التوجه الى الله
حالة يحبها الله من عبده

واستمرت بالبكاء و كانت تردد:
(ربي ربي)بين شهيقها و انينها

وانكسر لها قلبي و توترت اعصابي
وقمت الى حقيبتي و اخرجت منها علبة كلينكس
و وضعتها بالقرب منها كي تسمح دموعها
وتلوت عليها الاية:اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدى

طلبت مني ان اعيد الاية فتلوتها مرارا
فرفعت عينيها التي اغرورقت بالدموع نحو السماء فكأنها تستعطف ربها و تسترحمه

استوفت نصيبها من البكاء فارتاح ضميرها من العذاب النفسي
ثم فتحت حقيبتها اليدوية و اخرجت منها مفتاحا صغيرا
ثم فتحت حقيبتها الاخرى فأخرجت منها معطفا فضفاضا فستقي اللون و بنطلونا أسودا
ولبستها و أخرجت قطعة من الحرير الابيض و قنعت بها رأسها و رقبتها
فازدادت فتنة و جمالا و عظمت في عيني و كبرت في نفسي
فكأنها ارتدت جلباب الشرف ولبست تاج العز و الفضيلة

فقلت في نفسي:
لقد صدق من قال:الحجاب للمرأة حشمة ووقار و عز و كرامة

وصلنا الى محطة يمكث فيها القطار حوالي نصف ساعة
انتهزت هذه الفرصة لاداء صلاة المغرب و العشاء في المحطة
فاخبرتها بذلك و رافقتني حتى انتهينا من الفريضة
فسألتها :
هل ترغبين بتناول شيء من المرطبات او العشاء؟

فشكرتني على ذلك و أظهرت عدم رغبتها ولكني اشتريت مقدارا من الساندويج
حتى وافقت على مشاركتي في تناول العشاء

عدنا الى القطار واتخذ كل مكانه وبعد لحظات سمعنا صفير القطار
وانطلق بنا..
وكانت الفتاة تتنهد و تصفق بيد على اخرى أسفا على ما مضى

ثم التفتت الي و قالت:
اخي الكريم!
لا اعرف كيف اشكر الله على هذه الصدفة الطيبة في هذه الليلة السعيدة
في حياتي التي لعلها اسعد ليلة عشتها

انها ليلة ثمينة و لقاء لا يوصف ...
انني اعتبرك ملاكا سماويا من ملائكة الرحمة

أنك غيرت مجرى حياتي و اسلوب تفكيري
انك اوجدت في نفسي الوعي و الادراك بالمسؤولية

ما عرفت الحياة الا في هذه الليلة
ما عرفت نفسي الا في هذه الساعة

قطعت عليها كلامها و قلت:
لا ياختاه انا لا استحق منك هذا الثناء
ولا ادري كم أخطأت في التعبير؟
وكم أسأت اليك في الكلام؟
وكم ازعجتك بحديثي الصريح معك؟!!

لم تمهلني الفتاة و قطعت علي و قالت:
عفوا يا اخي لا ارضى لك هذا التنازل!
لقد احسنت و اجدت
وقد اتعبتك هذه الليلة و سلبت عنك الراحة
انا مدينة لك ما دمت في الحياة لا انسى احسانك و فضلك


فهل تسمح لي بسؤال؟!
ارجو ان لا يكون محرجا !!

قلت :تفضلي يا عفاف اسالي عما بدا لك بكل حرية ...

تلعثمت و ابتلعت ريقها و اطرقت برأسها
كأنها تخجل من السؤال و احمر و جهها...
و اخيرا قالت:
.
.هل انت متزوج؟!
....
...
..
.

القلب الجريح
05-28-2004, 07:24 PM
قالت: هل انت متزوج ؟

--------------------------------------------------------------------------------


شعرت بالدم يصعد وجهي و رأسي
وازدادت سرعة دقات قلبي
و تحيرت في الجواب

ما هو هدف الفتاة من هذا السؤال؟!
لا اريد أن اخدش عواطفها و لا أمس بكرامتها.
لقد شعرت بأني أحترمها احترما يليق بكل فتاة مؤمنة
ومحافظة و الان كيف أرد عليها السؤال؟!!

واخيرا قلت:لا و مع الاسف!

سكتت هنيئة و قالت:
هل يمكن ان تخبرني عن السبب؟
قلت:أخشى ان تنزعجي من كلامي!

قالت:كلا لا انزعج ابدا..
قلت: أنتِ السبب ..

قالت متعجبة:انا ؟!!
قلت : نعم انتِ بصفتك تمثلين بقية الفتيات..

ان الزواج الذي هو امنية كل شاب و شابة
و هو من سنة الله و رسوله و سنة الفطرة البشرية..

الزواج الذي يعتبر نقطة تحول في حياة المتزوج
وانتقال من حياة العزوبة الى الحياة الزوجية السعيدة

هذا الزواج أصبحنا نحن الشباب نهابه و نخاف منه
من جراء تصرفاتكن الشاذة ايتها الآنسات!!
انتم جنيتم على أنفسكم و علينا ايضا!!

قالت:وما هي جنايتنا عليكم و على أنفسنا!!!!!
قلت:انني أتكلم بصفتي شاب و أحس بأحاسيس الرجل
ولعل 99% من الشبان يشاركونني هذه الفكرة

اننا اذارأينا فتاة حسناء سافرة و كأنها نصف عارية
نطمع فيها و نود أن نشبع رغباتنا منها
و لا يهمنا أنها شريفة أم لا!
ولا يهمنا حسبها و لا نسبها!
ولا اخلاقها و لا اتجاهها الديني او سمعتها!

وإنما يهمنا أن نشتري جسمها بثمن بخس تلبية لغرائزنا فقط
ولا مانع لدينا أن نمطر عليها الكلمات المعسولة المزيفة
جلبا لقلبها و خداعا و مكرا

قالت:وما هي الكلمات المعسولة؟!
قلت: الكلمات الحلوة في مذاق الفتاة كحلاوة العسل..

قالت وهي مبتسمة:مثل ماذا؟
قلت: مثل يا عزيزتي
يا عمري
يا روحي
يا حبيبتي
يا فريستي
..
..

وهنا انفجرت الفتاة بالضحك و القهقهة
استمرت بالضحك و كان صدرها يرتجف من شدة الضحك
و أخذت قطعة من ورق الكلنكس و مسحت بها شفتيها و

قالت:
استاذ انك بالاضافة الى ثقافتك و ديانتك
أريحي و مرح..
لطيف الطبع..
وهنيئا لتلك الفتاة التي تشاركك في حياتك
نعم ارجوك اكمل حديثك
انطلق..
حديثك حلو عذب شيق..

قلت: طبعا لانه يتعلق بالزواج..

ضحكت الفتاة و قد توردت خداها فازدادت جمالا و اشراقا..

قلت:ولكن..
نظرة الشاب الطائش الى الفتاةليست منبعثة من الحب النزيه
..
بل هي آثار الرغبة الجنسية فحسب
ان نظرة الشاب الى الفتاة المبتذلة كنظرة الذئب الى الشاة
ونظرة الهر الى الفأرة
ونظرة الوحش الى فريسته
ليست بدافع العاطفة
بل بدافع الشهوة ...

والكثير من الشباب الطائش لا يهمه ان يجعل الفتاة ضحية رغباته
و ميوله الجنسية
ويسلبها شرفها
ويفضحها عند اهلها
ويدنس كرامتها
ويحرمها من الحياة الزوجية
ويختم على جبهتها بخاتم الشقاء الابدي
كما حدث كل هذا و يحدث بصورة دائمة خفية و مستمرة!!

قالت:نعم صدقت الصحف مليئة بذكر هذه الجرائم و الجنايات
ثم قالت:
لماذا لا تكون نظرتكم الى الفتاة كنظرة الزوج الى زوجته؟
او الرجل الى خطيبته؟

قلت:
....
...
..
.
قالت: لماذا لا تكون نظرتكم الى الفتاة كنظرة الزوج الى زوجته؟
يتبع

القلب الجريح
05-28-2004, 07:26 PM
قلت: لقد تقاربت وجهات نظرنا
والان يمكن لنا ان ندرك السبب الاصلي لهذه المور:

ان الرجل حينما يريد ان يتزوج و يبني البيت الزوجي
ويشيد الصرح العائلي يفتش في المرأة
وعن الحسب و النسب
والاخلاق و الاداب
وحسن السمعة في الزوجة

وبعض الرجال يبحثون في الفتاة عن الدين
..الذي يشمل العفاف و النجابة..

ونحن حينما ننظر الى الفتاة المتبرجة لا نثق بها
أذا انها مسلوبة الرصيد..
ونراها غير صالحة للزواج..

فكيف نطيب نفس الشاب ان يتزوج فتاة جعلت جسمها معرضا
لانظار الالاف من الرجال طيلة سنوات؟

وكيف يثق الشاب ان يتزوج فتاة(يقال لها عذراء)
ولا يعلم كم من الايدي عبثت بجسمها؟!
وكيف يطمئن القلب من ماشيها و حاضرها و مستقبلها؟!

ان مستقبلها غامض مجهول كماضيها
بسلوكها وضعت على نفسها علائم الاستفهام
ان الثقة و الاطمئنان مفقودان
*
سكتت لاعرف ما في قلبها
ولاعرف موقفها تجاه هذه الآراء

قالت:هذا هو السبب؟!
قلت: هذا احد الاسباب وهناك غيرها..

قالت: منها؟
قلت: منها غلاء المهر و التكاليف القاصمة للظهر
والتقاليد المحطة للاعصاب وو...

قالت:ما اظن ان جميع الفتيات كما وصفت
ولا يصح ان تحكم حكما غيابيا على كل فتاة!!

قلت: انت تدافعين عن الفتيات
ولا ترضين لهن الحكم الغيابي

قالت:جرب حظك ولو مرة لعلك تظفر بفتاة تحبها و ترتضيها
قلت:قد جربت حظي مرة
وذلك حينما أصر اهلي ان اتزوج..
فاستسلمت لهم مكرها و خطبوا لي بنت الجيران
وعم عائلة متوسطة وليسوا من الطبقة الراقية

خطبوها ووافق اهلها على الزواج..
ووافقت البنت لكنها قالت اريد ان اشترط
..على خطيبي بشروط و اريد ان اكلمه بنفسي

اقشعر جلدي من هذا الحكم العجيب
وحضرت الى دارهم و أنا مرتبك مضطرب
وبعد التحية سألتني عن عمري و مستوى ثقافتي
و حرفتي و مقدار راتبي

فكأنها محقق عدلي!!
وكأنني متهم بجريمة !!

فأجبتها بكل صدق و أمانة
ثم قررت هي مقدار المهر وكان المبلغ فوق الاستطاعة
واشترطت علي ان اقدم اليها الهدايا من الذهب
و غيره ما تبلغ قيمتها مقدار المهر!!

وان اقيم حفلة الزواج في اضخم فندق
!!و أدعو اكبر عدد ممكن من الرجال و النساء

وان اصطحبها معي الى بلاد الغرب لقضاء شهر العسل
بل شهر البصل !!

وهنا ابتسمت الفتاة و قالت و هي ضاحكة:
شهر البصل!
شهر البصل!

ثم اكملت:
وافقت على هذه الشروط نزولا على رغبة اهلي
ولكنها اشترطت على ان أنفصل عن اهلي
و أستأجر دارا نعيش فيها معا لا ثالث معنا

مع العلم ان دارنا كانت تشتمل على غرف عديدة
غيرمسكونة لكنها رفضت !!

فقمت لها و قلت لهم سأخبركم عن رأيي:
الفرار مما لا يطاق من سنن المرسلين..!!

عادت الابتسامة الى الفتاة و قالت:
لقد احسنت يا اخي ان هذه البنت قاسية القلب
انانية!
لا تحب الا نفسها!
ولا تقدر ظروف الناس!
ولا تعرف شروط الحياة!

قلت: اما يحق لي ان اخاف من الزواج بعد هذه التجربة المرّة؟!!

انظري يا اختاه الى البيوت و المساكن
فان في كل دار عددا من الفتيان و الفتيات ينتظرن الزواج
ولكن الشروط قاسية
والتقاليد الجهنمية الذي حرمتهم من لذة الابوة و الامومة!!
*
وانقبض وجه الفتاة من هذا الكلام
وكأنها شعرت ان الكلام يمسها بصورة غير مباشرة

قالت: وأخيرا هل تبقى أعزبا ما دمت حيا؟!!
قلت:
....
...
..

--------------------------------------------------------------------------------
يتبع

القلب الجريح
05-28-2004, 07:27 PM
قالت: وأخيرا هل تبقى أعزبا ما دمت حيا؟!!

--------------------------------------------------------------------------------


قلت:لا طبعا
أفتش عن ضالتي المنشودة و غايتي المقصودة


قالت:ما هي الشروط التي تعجبك في الفتاة التي تبحث عنها؟
قلت:يعجبني ان تكون سمراء
عينا عجزاء
مربوعة

قلت:والبيضاء؟
قلت:من سعادة الرجل ان تكون زوجته بيضاء

قالت:وهل هناك شرط اخر؟!
قلت:بل شروط
يعجبني ان تتفق زوجتي معي عقيدة و فكرة
وتنسجم معي نفسية و اتجاها
ةتحافظ على كرامتي و عواطفي

يعجبني ان تكون صديقة أطمئن اليها و أثق بها
و غير ذلك من الشروط

قالت:وهل هناك حاجة الى هذا التقيد؟
وهل هناك ضرورة بالالتزام بهذه الشروط؟!

انني اظن ان هذه غير ضرورية
فإن الملايين من البشر يتزوجون و لا يلتزمون بهذه الشروط!!!

قلت: نعم وان الملايين من البشر تتكون في حياتهم مشاكل
ومصائب تعود الى عدم الانسجام والاندماج
ولوراجعت احصائيات الطلاق في العالم لصدقت كلامي..

ان حياة الرجل مرتبطة بحياة المرأة 100%
فالحياة الزوجية
والعائلية
والاجتماعية
والاقتصادية
والصحية
والدينية
أصلها و اساسها المرأة
فهي اساس السعادة لزوجها و علة الشقاء

قالت:كلامك لا يخلو ن المبالغة و الغلو!
ولا أظن للمرأة هذه المكانة و الاهميةفي المجتمع البشري

قلت:عفوا يا عفاف....!
ان مكانة المرأة أكثر من هذا
فالحديث يحتاج الى تفسير و تفصيل
فلعلك بحاجة الى الراحة و النوم

قالت: كلا ان راحتي ان استمع الى حديثك القيم الثمين الذي لا يمل منه
قلت:شكرا يا اخت عفاف على هذه العواطف و التقدير

ان المرأة بامكانها ان تجعل بيتها الزوجي جنة عدن
وذلك عن طريق تلطيف الجو بالعاطفة
والمحبة..
والانسانية..
والاخلاق..
وعند ذلك يحن الزوج الى بيته بكل شوق و رغبة
وتكون زوجته في نظره أجمل من أي ملكة جمال في العالم
ويكون بيته احب اليه من القصور الشاهقة الشامخة
وتكون حياته أحلى عنده من حياة الجنة

فلا يرغب الى امرأة اخرى
ولا يحب لن يسهر في الملاهي و السينما والمقاهي وامثالها
لان في بيته افضل انواع التسلية
والذ انواع المتعة

كما في الحديث النبوي:
تسره اذا نظر اليها
وتحفظه اذا غاب عنها)

فتكون حياته الزوجية معتدلة مستقيمة
لا يحتاج الى الانحراف الجنسي ولا الشذوذ الجنسي..

وهنا معنى الحديث:من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الاخر)

واما اذا انعكس الامر فإن البيت الزوجي ينقلب الى جحيم
واذا جاء الرجل اى بيته فكأنه يقاد الى السجن
واذا نظر الى زوجته هاجت أحزانه و اسودت الدنيا في عينيه

فلا حب و لا وفاء
ولا عاطفة و لا تجاوب

وفي هذه الصورة يشعر الرجل انه غير متزوج
فاقد للبيت الزوجي فإما ان يبحث عن زوجة اخرى
او يفتش عن الوسائل التي تتجاوب مع رغباته النفسية و الميول الجنسية
فهناك النزاع والمشاكل و الويلات و الدموع و المحاكم ...

أرأيت يا عفاف ان الحياة الزوجية مرتبطة بالمرأة صلاحا و فسادا؟!!

قالت: أتمنى ان لا ينتهي حديثك
فقد تكهربت بحديثك
وكأنك ساحر تسحر بكلامك كما في الحديث:
(ان من البيان لسحرا)

قلت:
....
...
..
.
يتبع


--------------------------------------------------------------------------------

القلب الجريح
05-28-2004, 07:29 PM
قالت: أتمنى ان لا ينتهي حديثك

--------------------------------------------------------------------------------


فقد تكهربت بحديثك
وكأنك ساحر تسحر بكلامك كما في الحديث:
(ان من البيان لسحرا)

قلت:الزوجة اذا صارت اما فهي المعلمة
وهي المدرسة
فاذا كانت الام تحترم زوجها و تحافظ على كرامته فان الاطفال يقتدون
بها وينظرون الى ابيهم بنظر الاحترام

والاطفال فيما بينهم يتبادلون المحبة و المودة
ويلعبون معا و يدرسون معا ولا يعرفون معنى الحقد و العداء
يلتفون حول ابيهم
يتسلقون على اكتافه
ويتساقطون في حجره
ويتبادلون معه القبلات

واذا نظروا الى امهم يعتبرونها ملاك الرحمة
ومثال العاطفة
يتفجر الحنان من حركاتها و نظراتها
*
قطعت الفتاة علي كلامي
وتنهدت و تأوهت وما أدري اي شيء تذكرت
رأيتها تنظر في حجرها كأنها تريد ان تبكي!!

سكت برهة واذا بها تقول:
انطلق في كلامك..

قلت:فهي تلاعب أطفالها
ولا تسمح لهم ان يتعلموا الرذائل من الكلام
هي التي تعلمهم الانسانية
الاخلاق الحسنة
وهي التي تحافظ على نظافة ثيابهم
وابدانهم وفراشهم

والمصيبة كل المصيبة
اذا انعكست القضية
فكانت الام فاقدة للعاطفة
غير مبالية بما تقول وتفعل
لا تعرف معنى التربية والاخلاق
ولا تفهم معنى النظافة و النظام
وتسب اولادها بكلمات
وتهين زوجها امام اطفالها

فهناك الحياة المعقدة
وهناك الشقاء وهناك الجحيم

أليس هكذا يا اختاه عفاف؟!!
قالت :بلى كأنك عشت مع مختلف الطبقات من الناس
انني اصدق كلماتك كلها
لانها تذكرني بمشاهداتي وتجاربي خلال سنوات قليلة

هل يمكن ان تحدثني عن دورها في المجال الاقتصادي؟

قلت:ان المرأة تستطيع ان تجعل زوجها الفقير ثريا يملك اموالا طائلة
وهذا اذا سلكت طريق القناعة في المأكل و الملبس و المسكن

وانني اعرف فتاة كانت عزيزة عند اهلها
قد تربت بالنعيم و الدلال فتزوجها شاب فقير كان راتبه ضئيل
واستأجر غرفتين للزواج وكان صاحب الدار يضايق العروسين
ويسلبهما حرية الخروج من البيت ليلا

فقررت الفتاة ان يمتنع زوجها عن شراء الاشياء غير اللازمة
وتقتنع بالواجب في المأكل فقط
واختارت التقشف لفترة قصيرة
حتى استطاع زوجها عن طريق توفير راتبه ان يشتري قطعة من الارض
وتدريجيا اكتمل بناء هذا البيت بعد ثلاث سنوات
فاستراحوا من الايجار و التنقل

وهكذا كانت حياة الزوجين سعيدة و حلوة

لكن ماذا لو كانت المرأةتكلف زوجها بالتكاليف
المجهدة من انواع الترف و الاسراف و التبذير
في المأكل و الملبس و الترفيه و اقامة الحفلات
لكانت تحطم زوجها اقتصاديا
وما كان زوجها يملك من الارض شبرا واحدا

أرأيت يا عفاف كيف يمكن للمرأة ان تعين زوجها
و تساعده على التخلص من مشكال الحياة

تبسمت عفاف وقالت:
ان المرأة هي حوراء من الحور العين
ومن اين يستطيع الرجل ان يظفر بفتاة تقدم عقلها على عاطفتها
وتؤمن بالتدبير في معيشتها
والتفكير في سبيل تامين حياة افضل لها و لزوجها !!!

ان هكذا فتاة نموذجية وممتازة بمزايا خاصة
فريدة من نوعها و حيدة بين اترابها و زميلاتها

وهل توجد اليوم فتاة قد توفرت على هذا المقدار
من الحكمة و الحنكة و الذكاء؟!!
فتكون بعيدة النظر و عميقة التفكير
تخطط لحياتها الخطط الناجحة و يساعدها الحظ والتوفيق
فتصبر على الضيق اياما قليلة تعقبها راحة طويلة

ومن اين يحصل مثل هذه الفتاة؟!!!
وهل يربي زماننا أمثال هذه الطيبات الشريفات العاقلات؟!!!

قلت:ولماذا لا يمكن؟!!
؟!! اليست الامور اختيارية
اليست المرأة مختارة في تصرفاتها و في اختيار نوعية الحياة؟!!

قالت:كأنك ترجو أن تفوز بفتاة كهذه؟!
قلت:يا ليت!
يا حبذا!
يالها من سعادة و رحمة
....ان الله على كل شيء قدير

ضحكت الفتاة وقالت:
عسى ان يحقق الله لك الآمال و يوصلك الى الاماني

قلت:قلت لعلك رأيت بعض الرجال الذي يبطئ عنه الشيب
وتدوم طراوة شبابه و نضارة وجهه ويلازمه النشاط بصورة دائمة
يتمتع بالصحة و السلامة وكل ذلك من بركات الزوجة
التي تزول همومه اذا نظر اليها
وتحترمه كلما دخل البيت

فهر في بيته المتواضع كأنه في قصر
تحافظ على عواطفه ان لا تنخدش وان لا يرى ما يكرهه

وقد رأيت رجلا خظى بالزوجة الصالحة
فكان الرجل اذا رجع في كل يوم من محل وظيفته الى الدار
كانت زوجته تنتظره فإذا دق الجرس اسرعت زوجته وفتحت له الباب
وسملت عليه و تبسمت في وجهه ابتسامة تنسي اتعابه

وعند الغداء تاكل زوجته معه وتضاحكه و تحدثه
وبعد يذهب الى غرفة النوم ليستريح فتنذر الزوجة الاطفال
ان لا يرفعوا اصواتهم لان اباهم بحاجة الى النوم
فتذهب الى المطبخ لتحضر الشاي ومتى ما استيقظ زوجها تقدم له الشاي

ونفس هذه التشريفات تتكرر في المساء
فإذا آوى الرجل الى سريره لينام يجد زوجته
....
...
..
.

--------------------------------------------------------------------------------
يتبع

القلب الجريح
05-28-2004, 07:32 PM
ونفس هذه التشريفات تتكرر في المساء

--------------------------------------------------------------------------------


فإذا آوى الرجل الى سريره لينام يجد من زوجته
كل حب وعاطفة وحنان
واستعداد من التزين و التجمل والتعطر

*

أنظري يا عفاف كيف تحافظ هذه المرأة
على صحة زوجها وعلى شبابه و اعصابه

فهو دائما مسرور لان زوجته لا تدعه ان يحزن
من مشاكل الحياة و مرارة الدهر

قالت:
ان هذه المرأة من الذهب
بل اغلى من كل غال و نفيس

لا يمكن تقديرها او تثمينها
انها لذة الحياة و جمال الدنيا
ومثال السعادة و منبع الخير
انها عزيزة و مقربة عند الله
.. وعند ملائكته

لو كانت النساء كلهن هكذا..
لما كان في الدنيا فجور..
ولا فساد ولا نزاع و لا صراع ..
بل كانت اجمل من الجنة.
*
نظرت الى الساعة اليدوية التي زينت بها معصمها
وقالت:

الساعة تشير الى الوحدة بعد منتصف الليل
ولم يبق من رحلتنا هذه سوى ساعات قلائل حتى نفترق
ويذهب كل واحد منا الى المكان الذي يريده

فهل تسمح لي يا اخي أن أسألك سؤالا نهائيا
وهو آخر سؤال
ولا أستطيع ان أكتم هذا السؤال
ولعلك تعتبره من سوء الادب
..و قلة الحياء
وتجاوز للحدود..!

فليكن ما يكن
هذه القضية تتعلق بمصيري
و سعادتي..

وقد اضطربت أن ابوح لك بما في صدري و قلبي

وكلامي هذا لا يخلو من المغامرة
فما أصنع فان القضية خارجة عن ارادتي
ولا أستطيع كتمانها
و حبسها أكثر من هذا

فهل تسمح لي؟

*

رأيتها تتنفس بسرعة
فكأنها قد ركضت مسافة كيلومتر
وقد احمر وجهها
وهي تنظر الى فتخجل
وتنظر الى الارض
وتنتظر مني السماح لها بالسؤال

قلت:
اسالي يا عفاف عما تريدين
ولماذا انت تضطربين هكذا ؟!!
لا داعي لهذا الهياج العصبي!

ارتاحي!
اهدئي!

*

أرادت ان تتكلم ..
فكأن البكاء قطع صوتها..
.. فتنحنحت

وقالت:
....
...
..
.

--------------------------------------------------------------------------------
يتبع

القلب الجريح
05-28-2004, 07:33 PM
أرادت ان تتكلم ..

--------------------------------------------------------------------------------

فكأن البكاء قطع صوتها..
.. فتنحنحت

وقالت:
قسما بشرفي و حياتي ومقدساتي
اني عذراء ولم تصل الى جسمي يد اي رجل في حياتي
ولم يمسسني بشر

وانني اعاهدك واعاهد ربي على ان :
اكون لك وفية مطيعة لا اعصي لك امرا
ولا اخالف لك قولا
واقبل كل شرط تشترطه علي

احافظ على ديني و صلاتي و حجابي
انقلب الى امرأة محجبة و عفيفة بجميع معنى الكلمة
أقنع بكل ما حضر من القوت
ولو كان رغيفا واحدا من خبز الشعير لا اكلفك بشيء

اكون طوع امرك و عند ارادتك
اساعدك على كل ما تحب
واتكيف بكل ما شئت

فهل ترغب ان تتزوج بي مع هذه الشروط؟؟؟
*
كانت تلك الساعة احرج ساعة في حياتي
تحيرت في الإجابة
شعرت برجفة استولت على اعصابي
نظرت الى اصابعي رأيتها ترتعش و ترتجف

ما اصنع؟!
ما أقول لهذه الفتاة؟!
هل أكسر قلبها بالرفض؟!

وقد تنازلت هي الى درجة من الاستسلام!
انها تريد مني اجابة سريعة!
فما اصنع؟!
*
قلت:
لعل والدك لا يرضى و لا يوافق على هذا الزواج
ولابد من الاستئذان منه!

قالت:مع الاسف ان والدي قد فارق الحياة منذ كنت صغيرة
و ليس لي وليّ يملك امري سوى امي العجوز
فانها ترضى بما ارضى و تختار ما اختار لنفسي
فأنا مالكة نفسي
وأمري بيدي فما تقول بعد هذا؟!

قلت:فما دعاك الى هذا الامر بهذه السرعة و الارتجال؟!
واي شيء أعجبك مني؟!
مع العلم انك لا تعرفين عني شيئا!
ولعلي لا اكون كما تحبين؟

قالت:أنت أمنيتي التي كنت أبحث عنها
انت رؤياي التي كنت احلم بها
انت رجائي الذي كنت احدث نفسي بها
انت كما احب فارجو ان اكون كما تحب

عرفتك و عرفت عنك كل شيء
عرفتك رجلا فاضلا غيورا
متدينا و مثقفا و مؤمنا ناضجا
تحمل ضميرا طيبا و قلبا طاهرا

وثقت بك و اطمأن قلبي لك
رأيتك أهلا لأخدمك ولأكون شريكة حياتك
لأعيش في جوارك
لأقضي حياتي تحت ظلك
فأنت ابي و انت اخي
وانت زوجي وانت مالك امري
وانت سيدي

فما تقول بعد هذا؟!
وما عذرك؟!
*
سكتت الفتاة بعد ان أغلقت علي كل باب
حبست عني كل جواب
فقلت لها:
أمهليني لحظات لأتفكر حول الموضوع

قالت:أمهلتك تفكر على مهلك
لا تستعجل..تفضل
*
هاجمتني الافكار هجمة و احدة
تفكرت أنه يجوز لي الان شرعا ان انظر الى الفتاة
نظرة اختبار لاني أريد أن أتزوجها

جعلت انظر الى وجهها
والى عينيها وحاجبيها
وفمها و خديها
الى شعرها الاشقر المنشور على اكتافها
البارز من تحت القناع الابيض الذي قنعت به رأسها

فهي لا طويلة و لا قصيرة
ولا سمينة و لا هزيلة
متوسطة طولا و عرضا

قلت في نفسي:
لا بأس فيها ولماذا ارفضها؟!
ولعلي لا اظفر بمثلها
ولا بمن هي دونها

وما يدريني عن مستقبلي
ومن اين افوز بامرأة تعاهدني هذه المعاهدة؟!
وتوافق على كل الشروط؟
وتستسلم هذا الاستسلام

فلعل الله تعالى خلقها لي و خلقني لها!
ولعل الله يبارك لي فيها
ويرزقنا السعادة في الحياة

كنت افكر حول الموضوع
والفتاة تنتظر مني الجواب
و يعلم الله كيف كانت تعيش الفتاة تلك اللحظات
وهي بين اليأس و الرجاء
وبين الفوز و الخيبة
وبين الظفر و الفشل

واخيرا رفعت لها رأسي
وقلت:
....
...
..
.

--------------------------------------------------------------------------------
يتبع

القلب الجريح
05-28-2004, 07:35 PM
واخيرا رفعت لها رأسي

--------------------------------------------------------------------------------

وقلت:
موافق ...

فقامت من مكانها و فقت بيد على اخرى
وضحكت قائلة:اهلا و الف مرحبا
اللهم لك الحمد و الشكر ..!

ثم توجهت نحوي و مدت يدها لتصافحني.

قلت:عفوا يا عفاف لا يجوز لي الآن ان أصافحك
ولا أن تصافحيني حتى يتم العقد
ونتذاكر حول الصداق اي المهر

قالت:لا اريد منك شيئا من المال
قلت:لا يمكن ذلك ولابد من الصداق شرعا
حسب اتفاق الزوجين.

سكتت قليلا و تفكرت حول الموضوع
وقالت:
اجعل صداقي نسخة من كلام الله المجيد
فاني قد رضيت منك ذلك..

كان في حقيبتي قرآن ثمين ذو ورق ممتاز و طبعة أنيقة
فأخرجت القرآن من حقيبتي فنظرت اليه و أخذته مني و قبلته

ثم قالت: نعم هو هذا صداقي و فيه الكفاية انشاء الله
اتفقنا على هذا و كتبت صيغة الزواج على ورقة
و علمتها اجراء العقد
احمر وجهها وكان الضحك المنبعث من الحياء
يمنعها من اجراء صيغة العقد

واخيرا...

قالت:زوجتك نفسي على الصداق المذكور
و هو هذا القرآن المجيد!
فقلت:قبلت و رضيت.

قالت:انكحتك نفسي على الصداق المذكور!
فقلت:قبلت النكاح.

فقالت:انتهى؟ّ!
قلت:نعم مبروك..

قالت: اما نحتاج الى شهود؟
قلت:الطلاق يحتاج اما ازواج فلا لكن يستحب..
ومن اين لنا الشهود في هذه الساعة و في هذا المكان؟!

فقالت:هل يجوز الان ان اصافحك؟
قلت:نعم نحن الان زوجان و قد تكونت بيننا العلاقة الزوجية
على كتاب الله و سنة نبيه..

فقامت و تقدمت نحوي على استحياء...
و مدت يدها الي فمددت يدي...
و صافحتها بكل حرارة .!

فجلست بجنبي و قالت:
هل تسمح لي ان انزع المعطف؟
قلت:اصنعي ما شئت فنحن الان على خلاف ما كنا عليه قبل الان.
*
نزعت المعطف و مدت يدها الى القناع الابيض
وجذبته من رأسها
وتغير مجرى الحديث
وتلطف الجو...

طار النوم من عيوننا و جعلنا نخطط لمستقبلنا
ونتذاكر حول مواضيع شتى تتعلق بحياتنا الزوجية.

في الساعة الخامسة صباحا و صلنا الى البلد المقصود
ونزلنا من القطار
وساعدتها في حمل حقيبتها
وتوجهنا نحو الفندق

انقلبت سفرة الراحة و الاستجمام
الى شهر العسل
قضينا في تلك البلدة اسبوعا كاملا
وكانت الفتاة قد جاءت لزيارة خالة لها

وبعد اسبوع رجعنا معا الى الوطن
ورافقتني الى الدار و عرفتها لاهلي ففرحوا فرحا كبيرا
ووقعت العروس منهم موقع الرضا و القبول
واعجبوا باخلاقها أيما اعجاب
وشرعنا بتجهيز الغرفتين اللتين قررنا ان نسكن فيهما
و فرغنا من التأثيث و التجهيز

ونحن الآن نعيش أسعد عيشة
راضين بما كتب الله لنا
وكل واحد منا مسرور بصاحبه سعيد في حياته

--------------------------------------------------------------------------------
النهاية

منقوول


انتهى بعون الله
بس عطونا رايكم

هذا اذا قريتوها

ميمو
05-29-2004, 02:16 PM
اخي القلب الجريح

بصراحة ما لحقت اكمل القصة لانها كتير طويلة ولازم امشي هلا


ولكني قرأت جزءا كبيرا منها


بس عنجد العبرة منها كتير حلوة
وهي قصة مفيدة

واعدك بان اتمم قرائتها غدا

وشكرا الك على اهتمامك بهاي المواضيع المفيدة

وجزاك الله خيرا

القلب الجريح
05-29-2004, 08:47 PM
تشكري خية عالمرور

يسلمو وان شالله

نجيب ليكم كل جديد

ميمو
05-30-2004, 10:37 AM
القلب الجريح
بصراحة انا كملت قراءة القصة

القصة كتير حلوة

وكمان النهاية كتير بتجنن(5)

مزبوط انه القصة طويلة

بس كتير حلوة

ومفيدة

ويسلمو ايديك

وفي انتظار جديدك

القلب الجريح
05-30-2004, 11:42 AM
يسلمو خية
ومشكورة للعودة واكمال القصة

واكيد انا شفت فيها فايدة كتيرة
مشان هيك حطيتها هون
وشكرا