المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرف من اخبار سيرة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وكلماته



النور الزينبي
05-24-2004, 08:20 PM
تواضعه: روى أبو بصير قال: دخل أبو عبد الله (ع) الحمام، فقال له صاحب الحمام: أخليه لك، فقال: لا حاجة لي في ذلك، المؤمن أخف من ذلك.


عن يعقوب بن السراج قال: كنا نمشي مع أبي عبد الله (ع) وهو يريد أن يهنئ ذا قرابة له بمولود له، فانقطع شسع نعله، فتناول نعله من رجله ثم مشى حافيا، فنظر إليه ابن أبي يعفور فخلع نعل نفسه من رجله، وخلع الشسع منها، وناولها أبا عبد الله، فأعرض عنها، وأبى أن يقبلها، وقال: لا، إن صاحب المصيبة أولى بالصبر حتى يجد لها حلا، فإن غيره ليس بأولى منه بالصبر عليها. وعنه (ع) قال: من رقع جبته وخصف نعله وحمل سلعته فقد برئ من الكبر.


تصرفه مع خادمه: جعفر بن أبي عائشة قال: بعث الصادق غلاما له في حاجة فأبطأ فخرج الصادق في أثره فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه، فلما انتبه قال: يا فلان والله ما ذاك لك تنام الليل والنهار؟ لك الليل ولك منك النهار.

خشيته من ان يدخل الرعب على قلب خادمته: انه دخل سفيان الثوري على الصادق فرآه متغير اللون فسأله عن ذلك فقال: كنت نهيت ان يصعدوا فوق البيت فدخلت فإذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم والصبي معها فلما بصرت بي ارتعدت وتحيرت وسقط الصبي إلى الارض فمات، فما تغير لوني لموت الصبي وإنما تغير لوني لما أدخلت عليها من الرعب. وكان (ع) قال لها: أنت حرة لوجه الله لا بأس عليك، مرتين.


اهتمامه بالصلاة: عن أبي بصير قال: دخلت على ام حميدة اعزيها بأبي عبد الله عليه السلام فبكت وبكيت لبكائها ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله عليه السلام عند الموت لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال: أجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة، قالت: فلم نترك أحدا إلا جمعناه قالت: فنظر إليهم ثم قال: إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة.

عمله لطلب الرزق لعياله عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: استقبلت أبا عبد الله عليه السلام في بعض طرق المدينة في يوم صائف شديد الحر فقلت: جعلت فداك، حالك عند الله عزوجل وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنت تجهد نفسك في مثل هذا اليوم!! فقال: يا عبد الاعلى خرجت في طلب الرزق لا ستغني عن مثلك.

عن أبي عمرو الشيباني قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام وبيده مسحاة وعليه إزار غليظ يعمل في حائط له، والعرق يتصاب عن ظهره فقلت: جعلت فداك اعطني أكفك، فقال لي: إني احب أن يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة.


صدقة السر: عن هشام بن سالم قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا أعتم وذهب من الليل شطره، أخذ جرابا فيه خبز ولحم والدراهم فحمله على عنقه، ثم ذهب إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه، فلما مضى أبو عبد الله عليه السلام فقدوا ذلك فعلموا أنه كان أبو عبد الله صلوات الله عليه. أعتم أي دخل في عتمة الليل وهي ظلمته.


سيرته مع سائل يستجدي الناس: عن مسمع بن عبد الملك قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام بمنى، وبين أيدينا عنب نأكله، فجاء سائل فسأله فأمر بعنقود فأعطاه فقال السائل: لا حاجة لي في هذا إن كان درهم قال: يسع الله عليك، فذهب، ثم رجع فقال: ردوا العنقود فقال: يسع الله لك ولم يعطه شيئا، ثم جاء سائل آخر، فأخذ أبو عبد الله عليه السلام ثلاث حبات عنب فناولها إياه، فأخذها السائل من يده ثم قال: الحمد لله رب العالمين الذي رزقني فقال أبو عبد الله عليه السلام: مكانك فحثا ملء كفيه عنبا فناولها إياه، فأخذها السائل من يده، ثم قال: الحمد لله رب العالمين الذي رزقني، فقال أبو عبد الله عليه السلام: مكانك يا غلام! أي شئ معك من الدراهم؟ فإذا معه نحو من عشرين درهما فيما حزرناه أو نحوها فناولها إياه فأخذها. ثم قال: الحمد لله، هذا منك وحدك لا شريك لك فقال أبو عبد الله عليه السلام: مكانك فخلع قميصا كان عليه فقال: البس هذا، فلبسه فقال: الحمد لله الذي كساني وسترني يا أبا عبد الله أو قال: جزاك الله خيرا، لم يدع لابي عبد الله عليه السلام إلا بذا، ثم انصرف، فذهب قال: فظننا أنه لو لم يدع له لم يزل يعطيه لانه كلما كان يعطيه حمد الله أعطاه.

اجابته الولائم العامة وحديته في المنكر: عن هارون ابن الجهم قال: كنا مع أبي عبد الله بالحيرة حين قدم على أبي جعفر المنصور، فختن بعض القواد ابنا له، وصنع طعاما ودعا الناس، وكان أبو عبد الله عليه السلام فيمن دعا فبينما هو على المائدة يأكل ومعه عدة في المائدة، فاستسقى رجل منهم ماء، فاتي بقدح فيه شراب لهم، فلما أن صار القدح في يد الرجل قام أبو عبد الله عليه السلام عن المائدة فسئل عن قيامه فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ملعون من جلس على مائدة يشرب فيها الخمر. وفي رواية اخرى ملعون ملعون: من جلس طائعا على مائدة يشرب عليها الخمر.



تعففه عن الربح الفاحش: عن ابى جعفر الفزاري قال: دعى أبو عبد الله عليه السلام مولى له مصادف فاعطاه الف دينار وقال له: تجهز حتى تخرج إلى مصرفان عيالي قد كثروا قال: فجهزه بمتاع وخرج مع التجار، فلما دنوا من مصر استقبلهم قافلة خارجة من مصر فسألوا عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة وكان متاع العامة فأخبرهم انه ليس بمصر منه شئ، فتحالفوا وتعاقدوا على ان لا ينقصوا متاعهم من ربح الدينار دينارا، فلما قبضوا اموالهم انصرفوا إلى المدينة فدخل مصادف على ابى عبد الله عليه السلام ومعه كيسان في كل واحد الف دينار فقال: جعلت فداك هذا رأس المال وهذا الآخر ربح فقال عليه السلام: ان هذا الربح كثير ولكن ما صنعتم بالمتاع؟ فحدثه كيف صنعوا وكيف تحالفوا فقال: سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين لا تبيعونهم إلا بربح الدينار دينارا، ثم اخذ الكيس ثم قال: هذا رأس مالي ولا حاجة لنافي هذا الربح ثم قال: يا مصادف مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال،

الضيف: عن ابن أبي يعفور قال: رأيت عند أبي عبد الله عليه السلام ضيفا، فقام يوما في بعض الحوائج، فنهاه عن ذلك وقام بنفسه إلى تلك الحاجة، وقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن أن يستخدم الضيف.


اعطاء اجرة الاجير قبل ان يجف عرقه: عن حنان عن شعيب قال: تكارينا لابي عبد الله عليه السلام قوما يعملون في بستان له وكان أجلهم إلى العصر فلما فرغوا قال لمعتب: أعطهم اجورهم قبل أن يجف عرقهم.


سيرته في ضيعة كانت له: عن يونس أو غيره عمن ذكره، عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت له: جعلت فداك بلغني أنك كنت تفعل في غلة عين زياد شيئا وأنا احب أن أسمعه منك قال: فقال لي: نعم كنت آمر إذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم ليدخل الناس ويأكلوا و كنت آمر في كل يوم أن يوضع عشر بنيات يقعد على كل بنية عشرة كلما أكل عشرة جاء عشرة اخرى يلقى لكل نفس منهم مد من رطب وكنت آمر لجيران الضيعة كلهم الشيخ والعجوز والصبي والمريض والمرأة ومن لا يقدر أن يجيئ فيأكل منها لكل إنسان منهم مد فإذا كان الجذاذ أوفيت القوام والوكلاء والرجال أجرتهم وأحمل الباقي إلى المدينة ففرقت في أهل البيوتات والمستحقين الراحلتين والثلاثة والاقل والاكثر على قدر استحقاقهم وحصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار وكان غلتها أربعة آلاف دينار.


تدبيره للمال لكي لايضيع: عن الإمام الكاظم (ع) قائلا: إن رجلا أتى جعفرا صلوات الله عليه شبيها بالمستنصح، فقال له: يا أبا عبد الله، كيف صرت اتخذت الأموال قطعا متفرقة، ولو كانت في موضع واحد كان أيسر لمؤونتها وأعظم لمنفعتها. فقال له الإمام: اتخذتها متفرقة، فإن أصاب هذا المال شئ يسلم هذا، والصرة تجمع هذا كله.


تعظيمه لحرمة المؤمن: قال المفضل: سمعت أبا عبد الله الصادق (ع) يقول: لا يفترق رجلان على الهجران إلا استوجب أحدهما البراءة واللعنة، وربما استوجب ذلك كلاهما. فقال له معتب: جعلت فداك، هذا حال الظالم، فما بال المظلوم؟! قال (ع): لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته، ولا يتغافل عن كلامه، سمعت أبي يقول: إذا تنازع اثنان فعاد أحدهما الآخر فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول له: أي أخي أنا الظالم. حتى يقطع الهجران بينه وبين صاحبه، فإن الله حكم وعدل يأخذ للمظلوم من الظالم. وقال جابر بن عون: إن رجلا قال لجعفر بن محمد الصادق(ع): إن بيني وبين قوم منازعة في أمر، وإني أريد أن أتركه، فيقال لي: إن تركك له ذلة. فقال(ع): إن الذليل هو الظالم.



الاستخفاف بالمؤمن استخفاف بأهل البيت: كان عنده(ع) جماعة من أصحابه فقال: ما لكم تستخفون بنا؟ فقام إليه رجل من أهل خراسان فقال: معاذ الله أن نستخف بك أو بشئ من أمرك. فقال (ع): إنك أحد من استخف بي. فقال الرجل: معاذ الله أن أستخف بك!! فقال له(ع): ويحك، ألم تسمع فلانا ونحن بقرب الجحفة، وهو يقول لك: احملني قدر ميل، فقد والله أعييت. فوالله ما رفعت له رأسا، لقد استخففت به، ومن استخف بمؤمن فبنا استخف، وضيع حرمة الله عز وجل.

النور الزينبي
05-24-2004, 08:27 PM
حرصه على حل مشكلات الشيعة: ابن حنيفة السابق قال: مر بنا المفضل وانا واختي نتشاجر في ميراث فوقف علينا ساعة ثم قال: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه واصلح بيننا بأربعمائة درهم ودفعها الينا من عنده حتى يستوثق كل واحد منا، ثم قال: أما انها ليست من مالي ولكن ابا عبد الله امرني إذا تشاجر رجلان من اصحابنا في شئ اصلح بينهما وافتديهما من ماله فهذا مال ابي عبد الله.


التفقد والصلة: وقال مصادف: كنت عند أبي عبد الله الصادق فدخل رجل فسلم عليه، فسأله الإمام: كيف من خلفت من إخوانك؟ فأجاب الرجل وأحسن الثناء وأطراهم. فسأله الإمام: كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم؟ فقال الرجل: قليلة. قال الإمام: كيف مساعدة أغنيائهم لفقرائهم؟ فقال الرجل: قليلة. قال الإمام: كيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم؟ فقال الرجل: إنك تذكر أخلاقا قل ما هي فيمن عندنا. قال الإمام: فكيف يزعم هؤلاء أنهم شيعتنا؟!



مفهوم طلب الاخرة: عن عبد الله ابن أبي يعفور قال: قال رجل لأبي عبد الله (ع): والله إنا لنطلب الدنيا ونحب أن نؤتاها فقال: تحب أن تصنع بها ماذا؟ قال: أعود بها على نفسي وعيالي وأصل بها وأتصدق بها وأحج وأعتمر فقال(ع): ليس هذا طلب الدنيا هذا طلب الآخرة.



طرف من من كلماته (ع):

-تعلّموا الصدق قبل الحديث.

- لست أحبّ أن أرى الشاب منكم إِلا غادياً في حالين، إِما عالماً أو متعلّماً، فان لم يفعل فرّط، وإِن فرّط ضيّع، وإِن ضيّع أثم.

- خف اللّه كأنك تراه وإِن كنت لا تراه فانّه يراك، وإِن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإِن كنت تعلم أنه يراك ثمّ بدرت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين عليك.

- من أراد اللّه بالقليل من عمله أظهر اللّه له اكثر ممّا أراد، ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه، وسهر من ليله، أبى اللّه عزّ وجلّ إِلا أن يقلّله في عين مَن سمَعه.

- مَن أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر اللّه له ما أذنب ذلك اليوم، ما لم يسفك دماً أو يأكل مال يتيم حراماً.

- ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقوراً عند الهزاهز، صبوراً عند البلاء، شكوراً عند الرخاء، قانعاً بما رزقه اللّه، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة. ثمّ قال: إِن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق أخوه، واللين والده.

- المؤمن له قوّة في دين، وحزم في لين، وإِيمان في يقين، وحرص في فِقه، ونشاط في هُدى، وبرّ في استقامة، وعلم في حلم، وكيس في رفق، وسخاء في حق، وقصد في غنى، وتجمُّل في فاقة، وعفو في مقدرة، وطاعة للّه في نصيحة، وانتهاء في شهوة، وورع في رغبة، وحرص في جهاد، وصلاة في شغل، وصبر في شدَّة، في الهزاهز وقور، وفي الرخاء شكور، لا يغتاب، ولا يتكبّر، ولا يقطع الرحم، وليس بواهن، ولا فظ، ولا غليظ، ولا يسبقه بصره، ولا يفضحه بطنه، ولا يغلبه فرجه، ولا يحسد الناس، ولا يُعيِّر ولا يُعيِّر، ولا يسرق، ينصر المظلومِ، ويرحم المسكين، نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، لا يرغب في عزّ الدنيا، ولا يجزع من ذلّها، للناس همّ قد أقبلوا عليه، وله همّ قد شغله، لا يُرى في حكمه نقص، ولا في رأيه وهن، ولا في دينه ضياع، يرشد من استشاره، ويساعد من ساعده.

- وقوله لأبي بصير: أما تحزن؟ أما تهتم ؟ أما تتألّم؟ قال: بلى، قال عليه السلام: اذا كان ذلك منك فاذكر الموت ووحدتك في قبرك، وسيلان عينيك على خدّيك، وتقطّع أوصالك، وأكل الدود من لحمك، وبلاك وانقطاعك عن الدنيا، فإن ذلك يحثّك على العمل ويردعك عن كثير من الحرص على الدنيا.

- اذكروا أخاكم اذا غاب عنكم بأحسن ما تحبّون أن تذكروا به اذا غبتم.

- من لم يكن فيه ثلاث خِصال لم ينفعه الايمان: حلم يردّ جهل الجاهل، وورع يحجزه عن طلب المحارم، وخُلق يداري به الناس.

- لا تُسمّ الرجل صديقاً سمة معرفة حتّى تختبره بثلاثة: تغضبه فتنظر غضبه يخرجه من الحقّ الى الباطل، وعند الدينار والدرهم، وحتّى تسافر معه.

- الرجال ثلاثة: رجل بماله، ورجل بجاهه، ورجل بلسانه، وهو أفضل الثلاثة.

- وجدت علم الناس كلّهم في أربعة: أوّلها أن تعرف ربّك، والثاني أن تعرف ما صنع بك، والثالث أن تعرف ما أراد منك، والرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك.

- أربعة تذهب ضياعاً: مودَّة تمنحها من لا وفاء له، ومعروف عند من لا شكر له، وعلم عند من لا استماع له، وسرّ تودعه من لا حصانة له


مع تحيات النور الزينبي

القلب المكسور
05-31-2004, 11:02 AM
يعطيك الله العافيه يارب ..

جزاكِ الله على الموضوع الرائع ..

مشكورة وماتقصري ..

شجن
06-04-2004, 06:29 AM
مشكورة خيوه

وبارك الله فيك

زينب
06-05-2004, 02:50 AM
شيق وجميل مع تقدير لك