عماد علي
11-22-2006, 12:03 AM
نص الحديث
قال(عليه السلام) : و لما جعل المأمون الى علي بن موسى الرضا(عليه السلام) ولاية العهد دخل عليه آذنه و قال: إن قوماً بالباب يستأذنون عليك يقولون نحن شيعة علي(عليه السلام) ، فقال(عليه السلام) : أنا مشغول فاصرفهم، فصرفهم، فلما كان اليوم الثاني فجاءوا و قالوا كذلك مثلها، فصرفهم، الى أن جاءوا هكذا يقولون و يصرفهم شهرين، ثم أيسوا من الوصول.
و قالوا للحاجب: قل لمولانا: أنا شيعة أبيك علي بن أبي طالب و قد شمت بنا عدونا في حجابك لنا، و نحن ننصرف هذه الكرة و نهرب من بلدنا خجلا و أنفة مما لحقنا، و عجزاً عن احتمال مضض مما يلحقنا بشماتة الاعداء، فقال علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أأذن لهم ليدخلوا، فدخلوا عليه فسلموا عليه فلم يرد عليهم ولم يأذن لهم بالجلوس، فبقوا قياماً، فقالوا: يابن رسول الله: ما هذا الجفاء العظيم و الاستخقاف بعد هذا الحجاب الصعب؟ أي باقية تبقى منا بعد هذا؟
فقال الرضا(عليه السلام) إقرءوا «و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير» ما اقتديت الا بربي عزوجل فيكم و برسول الله و بامير المؤمنين و من بعده من آبائي الطاهرين(عليهم السلام) . عتبت عليكم فاقتديت بهم. قالوا: لماذا يا ابن رسول الله؟ قال: لدعواكم أنكم شيعة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) . و يحكم، انما شيعته الحسن و الحسين و أبوذر و سلمان و المقداد و عمار و محمد بن أبي بكر الذين لم يخالفوا شيئاً من أوامره. قالوا: يابن رسول الله، فانا نستغفر الله و نتوب اليه من قولنا، بل نقول كما علمنا مولانا، نحن محبوكم و محبوا أوليائكم و معادوا اعدائكم.
فقال الرضا(عليه السلام) لخادمه، اكرموهم.
شرح الحديث
إن هذا الحديث يبعث على الحيرة و العجب، حيث ندعى باننا شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، في حين أن الذين جاءوا يستأذنون الامام الرضا (عليه السلام) للقائه كانوا أفضل منا، و من المعلوم إن هذا الادعاء كبير جداً، حيث ورد في قول للامام الصادق(عليه السلام) يصف فيه شيعة أهل البيت (عليهم السلام) قوله: «إنما أصحابي من له أشد الورع و خاف من عقاب الله و رجا ثواب الله، هؤلاء أصحابي»
و مما لا شك فيه ولاريب بأن التقوى هي مرحلة أدنى من الورع، لان التقوى تعنى اجتناب المحارم في حين أن الورع يعني إجتناب الشبهات، و الامام الصادق (عليه السلام) يقول: إن أصحابي هم أشد ورعاً و خوفاً من الله، و هم يرجون ثواب الله و مطيعون لأوامره طاعة لاريب و لاشك فيها.
إننا نتصور أن هذا الأمر من الأمور البسيطة، و بامكاننا من خلال التوسل و الزيارة و الدعاء أن نكون من شيعة علي(عليه السلام) ، و لا نريد هنا أن نقلل من قيمة الدعاء و الزيارة، ولكن مسألة الانتماء الى مذهب التشيع يحتاج الى الشيء الكثير، التشيع، يعني التضحية و الايثار و المعرفة و التقوى و كل الفضائل الاخلاقية و الانسانية، يجب أن تكون كل حياتنا، في المنزل و السوق و الدوائر و الاحتفالات و السفر و الحضر، كل شيء فى حياتنا يجب ان يعطر بعطر الولاية، يجب أن نبدأ من أنفسنا و أُسرنا، هذه الولاية التي كان يريدها الامام الرضا(عليه السلام) حيث قال: على المدعين كذباً أن يتوبوا.
و يجب أن نبدأ بانفسنا، لان الشيعة و التشيع أمر لا يثبت بالادعاء و القول.
أرجو من الله العلي القدير أن يوفقنا، و أن نخرج من حد حب علي (عليه السلام) و من حد الادعاء الى الحد الذي وصفه الامام الصادق و الامام الرضا(عليهما السلام) .
قال(عليه السلام) : و لما جعل المأمون الى علي بن موسى الرضا(عليه السلام) ولاية العهد دخل عليه آذنه و قال: إن قوماً بالباب يستأذنون عليك يقولون نحن شيعة علي(عليه السلام) ، فقال(عليه السلام) : أنا مشغول فاصرفهم، فصرفهم، فلما كان اليوم الثاني فجاءوا و قالوا كذلك مثلها، فصرفهم، الى أن جاءوا هكذا يقولون و يصرفهم شهرين، ثم أيسوا من الوصول.
و قالوا للحاجب: قل لمولانا: أنا شيعة أبيك علي بن أبي طالب و قد شمت بنا عدونا في حجابك لنا، و نحن ننصرف هذه الكرة و نهرب من بلدنا خجلا و أنفة مما لحقنا، و عجزاً عن احتمال مضض مما يلحقنا بشماتة الاعداء، فقال علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أأذن لهم ليدخلوا، فدخلوا عليه فسلموا عليه فلم يرد عليهم ولم يأذن لهم بالجلوس، فبقوا قياماً، فقالوا: يابن رسول الله: ما هذا الجفاء العظيم و الاستخقاف بعد هذا الحجاب الصعب؟ أي باقية تبقى منا بعد هذا؟
فقال الرضا(عليه السلام) إقرءوا «و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير» ما اقتديت الا بربي عزوجل فيكم و برسول الله و بامير المؤمنين و من بعده من آبائي الطاهرين(عليهم السلام) . عتبت عليكم فاقتديت بهم. قالوا: لماذا يا ابن رسول الله؟ قال: لدعواكم أنكم شيعة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) . و يحكم، انما شيعته الحسن و الحسين و أبوذر و سلمان و المقداد و عمار و محمد بن أبي بكر الذين لم يخالفوا شيئاً من أوامره. قالوا: يابن رسول الله، فانا نستغفر الله و نتوب اليه من قولنا، بل نقول كما علمنا مولانا، نحن محبوكم و محبوا أوليائكم و معادوا اعدائكم.
فقال الرضا(عليه السلام) لخادمه، اكرموهم.
شرح الحديث
إن هذا الحديث يبعث على الحيرة و العجب، حيث ندعى باننا شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، في حين أن الذين جاءوا يستأذنون الامام الرضا (عليه السلام) للقائه كانوا أفضل منا، و من المعلوم إن هذا الادعاء كبير جداً، حيث ورد في قول للامام الصادق(عليه السلام) يصف فيه شيعة أهل البيت (عليهم السلام) قوله: «إنما أصحابي من له أشد الورع و خاف من عقاب الله و رجا ثواب الله، هؤلاء أصحابي»
و مما لا شك فيه ولاريب بأن التقوى هي مرحلة أدنى من الورع، لان التقوى تعنى اجتناب المحارم في حين أن الورع يعني إجتناب الشبهات، و الامام الصادق (عليه السلام) يقول: إن أصحابي هم أشد ورعاً و خوفاً من الله، و هم يرجون ثواب الله و مطيعون لأوامره طاعة لاريب و لاشك فيها.
إننا نتصور أن هذا الأمر من الأمور البسيطة، و بامكاننا من خلال التوسل و الزيارة و الدعاء أن نكون من شيعة علي(عليه السلام) ، و لا نريد هنا أن نقلل من قيمة الدعاء و الزيارة، ولكن مسألة الانتماء الى مذهب التشيع يحتاج الى الشيء الكثير، التشيع، يعني التضحية و الايثار و المعرفة و التقوى و كل الفضائل الاخلاقية و الانسانية، يجب أن تكون كل حياتنا، في المنزل و السوق و الدوائر و الاحتفالات و السفر و الحضر، كل شيء فى حياتنا يجب ان يعطر بعطر الولاية، يجب أن نبدأ من أنفسنا و أُسرنا، هذه الولاية التي كان يريدها الامام الرضا(عليه السلام) حيث قال: على المدعين كذباً أن يتوبوا.
و يجب أن نبدأ بانفسنا، لان الشيعة و التشيع أمر لا يثبت بالادعاء و القول.
أرجو من الله العلي القدير أن يوفقنا، و أن نخرج من حد حب علي (عليه السلام) و من حد الادعاء الى الحد الذي وصفه الامام الصادق و الامام الرضا(عليهما السلام) .