المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيطان يحبُّ أيضاً/ لـ السيد محمد الخباز



ابي اعرف ليش؟
11-17-2006, 06:49 PM
ناصباً خيامي في الداخل المعتمِ، وهو -كعادته- جاء يشاركني قهوة الشعر وتمرة الوجع،ولما رحل سقطت منهُ رقعةٌ مختومةٌ باسمه الأسودِ «أهرومان»[1] ، ومحروسةٌ بتعاويذَ،فما من عينٍ تُدركُ مكنونها إلا وأصابها شكٌّ ما، كذلك حل بي حينما فتحتها ووجدتُهذه القصيدة:
لبعضِ الصداقات أعمارها
أيها الربُّ
كالبشرالخالدينَ.


لبعض الصداقات أعمارها
يا صديقي المفضل
يا من أغارُ علىذلك اللوز من غمزةٍ
غمزةٍ واحدة
على ذلك الورد من شمةٍ
شمَّةٍباردة
وينتفضُ القلبُ جهراً
كطائركَ الجاهليِّ تبلَّلَ بالقطرِ لمَّا
أمرُّ على مسجدٍ ثملٍ،كالجمالِ
ووجهكَ قنينةٌ في يديهِ
فأهمزُ خيلالمسافةِ تحتي
كأنيَ لم أسمع السيفَ، ثم أقول :
لبعضِ الصداقاتأعمارها.


أفكرُ فيكَ
إذا ما حضنتُ المخدَّةَ فوقَ السريرِ بكلتايديَّ
وأبكي بكاءَ النوافذِ في البردِ
ثمَّ أقولُ:
لبعضِ الصداقاتأعمارها.


أفكر في حيلةٍ
منذُ أَدركني منكَ رأيُ النساءِ
وضِغنٌ غلىمثلَ مرجلِ قينٍ بصدري،
لأعرفَ ماذا تقولُ عليَّ، وعنيَ
أنتَ وآدمُ
هذاالحبيبُ البغيضُ
الذي أجلَهُ مِلتَ عنيَ، ويلي
أغارُ عليكَ،ومازلتُ
لكن
لبعضِ الصداقات أعمارها.


تقولُ ليَ المعجباتُ،بمكرٍ،
: ألا يعرفُ الحُبُّ حقلكَ
يا أيها الشاعرُ النرجسيُّالجميلُ
فأُعرضُ عن عرضِهِنَّ السخيِّ لأجلكَ، يا للغباءِ
وأخفيكَ عنهنَّ حتىولو فَضَحَتْني
المنابعُ إمَّا ذكرتُكَ
لكن
لبعضِ الصداقاتأعمارها.


أندمُ بعض الدموعِ
فيخطرُ لي أن أُعيد المياهَ إلى شجر القلبِيوماً
بإرسالِ ليليَ عبر الحَمَامِ إليكَ
ولكنني
إذ تجفُّ
كما اعتدتُأرفعُ رأسيَ حينَ أسيرُ
مُصِرَّاً، أقولُ:
لبعضِ الصداقاتأعمارها.


أراهم ينادونَ باسمكَ أينَ ذهبتُ
ألا يرأفونَ بمائيَ، يا أيهاالربُّ،
مائيْ الذي يشتهيكَ
ولا يستطيعُ نداءكَ
بعد خروجيَ من جنةِالحُلمِ
أحملُ جُرحي على منكبيَّ
، كصخرةِ «سيزيفَ»[2] ، مندهشاًمن
تخليكَ عني كثوبٍ عتيقٍ تمزَّقَ من حِدَّةِ الكبرياءِ
ألا يعرفُ الحبُّقلبكَ يا أيها الربُّ؟
كيفَ نسيتَ اللياليْ
وتلكَ الكؤوسَ
وضِحْكَاتناالرائقاتِ
بعيداً عن الناسِ في ردهةِ النورِ
يا نورُ
يا ليلُ
كيفَنسيتَ شفاهي
وقُبْلاتنا في الظلامِ؟
وكيفَ أطاعكَ قلبُكَ؟
حقاً، أتملكُقلباً ؟، بدأتُ أشكُّ بذلكَ
منذُ بدأتُ أشكُّ بأنكَ أنتَ
وأنيأنا.


يقولونَ: نهواكَ، ويلي أمامي
وقلبي يعضُّ على شفتيهِ
من الحنقِالفظِّ،
يقضمُ أظفارهُ بارتباكٍ
وحينَ أكونُ لوحديَ
يُخرجُ أرديةَ الوجهِمن صُرَّةِ الصدرِ
يَجْهَشُ،
يقلبُ طاولةَ العقل،ِ
يكسرُ قارورةَالصمتِ،
ينهارُ فوقَ أريكةِ تلك الدموعِ الوثيرةِ،
يصرخُ فِيَّ : لماذا...
لماذا رفضتَ السجودَ
وسلمتني للفراغِ الرماديِّ هذا
كحريةِالصخرِ
: هيهِ
ألا أيها القلبُ،
نَهْنِهْ عنِ الوجدِ، لا ويلَ منيعليكَ
تَعَذَّبْ
تعذَّبْ
ومن ثم ردد معي ما أقولُ:
لبعضِ الصداقاتأعمارها.


هنا في عروقِيَ
حبكَ ينمو يتيماً، بدون مُرَبٍّ،
يعيرهُالآخرونَ، فيحضرُ من صفهِ باكياً
رامياً للحقيبةِ
يصرخُ : أينَ أبي يا.. ؟
يقولونَ أن أبي والدٌ للجميعِ
يوزِّعُ أعوادَ حلوىً لذيذةَ في كلِّ «فرضٍ» عليهم
يباركهم بـ«الريالاتِ» في كل عيدٍ
وكيسِ هدايا،
لماذا أنا
مَنْلوحديَ لستُ أراهُ؟
سنيناً طويلةَ، كالنخلِ، أفرشُ قلبي لهُ آخر الليلِسجادةً
كم تصلي عليها الدموعُ
وبعضُ الأماني التي لَمْ تَعُدْ للزيارةِ منزمنٍ، ما عَرَاها؟
لعلَّ، كما قيلَ حقاً،
لبعضِ الصداقاتأعمارها.


الصداقاتُ ذي طفلةٌ
حينَ تولد حتى بروز الغواياتِ في جسمهاالبضِّ
والكُلُّ يُهرقُ، من أجلهنَّ عيونَ الجمالِ،
عصيرَ الحياةِ علىالأرضِ، لكنها
في القصيدةِ
كالبشر الخالدينَ تشيخُ وترحلُ يوماً،
وتتركنا،في الضبابِ، وحيدينَ حقاً
نقولُ:
لبعضِ الصداقات أعمارها.


فهل
للقطيعةِ، يا أيها الربُّ، عمرُ؟


[1] «أهرومان» : هو مصدر قوى الشر لدى الأيزيدية والزرادشتية، وهو إله الظلام لدىالمانوية، وهو إبليس لدى المسلمين، ويُكتب أحياناً «أهرمون»، وفي بعض المصادر «أَبَدون» كما في سفر الرؤيا 9:11.


[2] في الأسطورة الإغريقية: سيزيف في الجحيموعقابه أن يرفع صخرة من القاع حتى قمة جبل شاهق، وقبل أن يصل بقليل تسقط منه لأسفل،فيعود ليبدأ من جديد، بلا نهاية.

ابي اعرف ليش؟
11-18-2006, 12:43 PM
الله يسلمش

مشكورة على التوااجد

القلب_الحنون
11-18-2006, 05:26 PM
شكراً لك والى الأمام
تحياتي واحترامي لك

شمعه تحترق
11-19-2006, 02:16 AM
سلمت لهذا النقل أخي
جميل وجودك هنا وكم أسعدنا
سيتم نقل القصيده لمكانها المناسب(الخواطر المنقوله)

ابي اعرف ليش؟
11-19-2006, 03:51 PM
الله يسلمكم