منار
08-20-2006, 03:18 PM
كانت أمي بعين واحدة
كنت كرهتها
لأنها تسبب لي الكثير من الاحراج
كانت تطبخ للطلاب و المعلمين لكي تساند العائلة ..
ذات يوم بينما كنت بالمدرسة المتوسطة قدمت امي لتلقي علي التحية
لقد كنت محرجاً جداً .. كيف استطاعت ان تفعل هذا بي !!
لقد تجاهلتها , احتقرتها ... رمقتها بنظرات حقد ... و هربت بعيداً
باليوم الثاني أحد طلاب فصلي وجه كلامه لي ساخراً
" مسكيــن أنت امك تملك عيناً واحدة "
أردت ان ادفن نفسي وقتها , و تمنيت أن تختفي امي للأبد تختفي لكي أرتاح منها ومن إحراجها
فواجهتها ذلك اليوم قائلاً :
" أن كنت فقط لاتريدين ان تجعلي مني مهزلة , فلم لا تموتين ؟فحياتك معي تسبب لي الكثير من الإحراج "
مكثت امي صامتة ... و لم تتفوه بكلمة واحدة
لم أفكر للحظة فيما قلته , لأني كنت سأنفجر من الغضب
كنت غافلاً عن مشاعرها
اردت الخروج من ذلك المنزل , فلم يكن لدي شيء لأعمله معها
لذا أخذت أدرس بجد حقيقي , حتى حصلت فرصة للسفر خارج البلاد لكي أبتعد عن تلك البائسة
بعد ذلك تزوجت ... و امتلكت منزلي الخاص ، كان لي اطفال .. و كونت اسرتي
كنت سعيداً بحياتي الجديدة
كنت سعيداً بأطفالي , و كنت في قمة الارتياح
في أحد الأيام ... جائت أمي لتزورني بمنزلي
هي لم تراني منذ أعوام ... و لم ترى احفادها و لو لمرة واحدة
عندما وقفت على باب منزلي , اطفالي أخذوا يضحكون منها
لقد صرخت عليها بسبب قدومها بدون موعد فتذكرت لحظتها تلك الأيام البائسة حين كنت معها
" كيف تجرأتي و قدمتي لمنزلي و ارعبت اطفالي ؟ "
" أخرجي من هنا حالاً "
جاوبت بصوت رقيق " عذراً , أسفة جداً , لربما تبعت العنوان الخطأ "
منذ ذلك الحين ... اختفت امي
وفي أحد الأيام , وصلتني رسالة من المدرسة بخصوص لم الشمل
لذا كذبت على زوجتي و اخبرتها اني مسافر في رحلة عمل
بعد الانتهاء من لم الشمل .... توجهت لكوخي العتيق حيث نشأت
كان فضولي يرشدني لذلك الكوخ
احد جيراني أخبرني " لقد توفيت والدتك ! "
لم تذرف عيناي بقطرة دمع واحدة
وقال مكمل لحديثه : كان لديها رساله أرادت مني أن أوصلها لك بعد وفاتها
قلت في نفسي وماذا عساه تريد تلك المخُزية !!
" أبني العزيز , لم ابرح افكر فيك طوال الوقت , أنا آسفة لقدومي لبيتك و ارعابي لأطفالك ,
لقد كنت مسرورة عندما عرفت انك قادم بيوم لم الشمل بالمدرسة , لكني لم اكن قادرة على النهوض من السرير لرؤيتك أنا آسفة ..
فقد كنت مصدر احراج لك في فترة صباك سأخبرك ..
عندما كنت طفلاً صغيراً تعرضت لحادث و فقدت احدى عيناك لكني كأم , لم أستطع الوقوف وأشاهدك تنمو بعين واحدة فقط لذا فقد اعطيتك عيني ...
كنت فخورة جداً بابني الذي كان يريني العالم , بعيني تلك
مع حبي لك ... أمك "
، ، ،
قصة آلمتني كثيراً حين قرأتها
مسكينة هي
تحملت الآلام والقسوة والسخرية من الجميع وعلى رأسهم أبنها
لكي لا يتألم ولايشعر بالحرج ولتراه دوماً سعيداً
ولكنه وللأسف
لايستحق تلك التضحية !!
، ، ،
شكراً لكم على المتابعة
كنت كرهتها
لأنها تسبب لي الكثير من الاحراج
كانت تطبخ للطلاب و المعلمين لكي تساند العائلة ..
ذات يوم بينما كنت بالمدرسة المتوسطة قدمت امي لتلقي علي التحية
لقد كنت محرجاً جداً .. كيف استطاعت ان تفعل هذا بي !!
لقد تجاهلتها , احتقرتها ... رمقتها بنظرات حقد ... و هربت بعيداً
باليوم الثاني أحد طلاب فصلي وجه كلامه لي ساخراً
" مسكيــن أنت امك تملك عيناً واحدة "
أردت ان ادفن نفسي وقتها , و تمنيت أن تختفي امي للأبد تختفي لكي أرتاح منها ومن إحراجها
فواجهتها ذلك اليوم قائلاً :
" أن كنت فقط لاتريدين ان تجعلي مني مهزلة , فلم لا تموتين ؟فحياتك معي تسبب لي الكثير من الإحراج "
مكثت امي صامتة ... و لم تتفوه بكلمة واحدة
لم أفكر للحظة فيما قلته , لأني كنت سأنفجر من الغضب
كنت غافلاً عن مشاعرها
اردت الخروج من ذلك المنزل , فلم يكن لدي شيء لأعمله معها
لذا أخذت أدرس بجد حقيقي , حتى حصلت فرصة للسفر خارج البلاد لكي أبتعد عن تلك البائسة
بعد ذلك تزوجت ... و امتلكت منزلي الخاص ، كان لي اطفال .. و كونت اسرتي
كنت سعيداً بحياتي الجديدة
كنت سعيداً بأطفالي , و كنت في قمة الارتياح
في أحد الأيام ... جائت أمي لتزورني بمنزلي
هي لم تراني منذ أعوام ... و لم ترى احفادها و لو لمرة واحدة
عندما وقفت على باب منزلي , اطفالي أخذوا يضحكون منها
لقد صرخت عليها بسبب قدومها بدون موعد فتذكرت لحظتها تلك الأيام البائسة حين كنت معها
" كيف تجرأتي و قدمتي لمنزلي و ارعبت اطفالي ؟ "
" أخرجي من هنا حالاً "
جاوبت بصوت رقيق " عذراً , أسفة جداً , لربما تبعت العنوان الخطأ "
منذ ذلك الحين ... اختفت امي
وفي أحد الأيام , وصلتني رسالة من المدرسة بخصوص لم الشمل
لذا كذبت على زوجتي و اخبرتها اني مسافر في رحلة عمل
بعد الانتهاء من لم الشمل .... توجهت لكوخي العتيق حيث نشأت
كان فضولي يرشدني لذلك الكوخ
احد جيراني أخبرني " لقد توفيت والدتك ! "
لم تذرف عيناي بقطرة دمع واحدة
وقال مكمل لحديثه : كان لديها رساله أرادت مني أن أوصلها لك بعد وفاتها
قلت في نفسي وماذا عساه تريد تلك المخُزية !!
" أبني العزيز , لم ابرح افكر فيك طوال الوقت , أنا آسفة لقدومي لبيتك و ارعابي لأطفالك ,
لقد كنت مسرورة عندما عرفت انك قادم بيوم لم الشمل بالمدرسة , لكني لم اكن قادرة على النهوض من السرير لرؤيتك أنا آسفة ..
فقد كنت مصدر احراج لك في فترة صباك سأخبرك ..
عندما كنت طفلاً صغيراً تعرضت لحادث و فقدت احدى عيناك لكني كأم , لم أستطع الوقوف وأشاهدك تنمو بعين واحدة فقط لذا فقد اعطيتك عيني ...
كنت فخورة جداً بابني الذي كان يريني العالم , بعيني تلك
مع حبي لك ... أمك "
، ، ،
قصة آلمتني كثيراً حين قرأتها
مسكينة هي
تحملت الآلام والقسوة والسخرية من الجميع وعلى رأسهم أبنها
لكي لا يتألم ولايشعر بالحرج ولتراه دوماً سعيداً
ولكنه وللأسف
لايستحق تلك التضحية !!
، ، ،
شكراً لكم على المتابعة