المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ..~Oo همـــــــــس oO~..



alnassrah
11-23-2003, 08:28 PM
فتاة في عمر الزهور ولكنها لم تعش كما الأخريات من بنات جيلها فقد امتحنها الله بمرض في قدميها جعلها جليسة الكرسي لم يكن الكرسي يوما عائقا لطموحها فقد كانت عاشقة للكتابة وكانت تستهوي الجلوس في حديقة بطرف الحي الذي تقطنه و ذات يوم وبينما هي بين أوراقها وأقلامها وبين الأفكار التي تحاول أن تخطها فـإذ بصغيره ذات السبع سنوات تقترب نحوها بعجل لتخبرها بعودة أخيها من الغربة التي دامت الخمس سنين مع زوجته وابنه الصغير الذي لم تره يوما غدت فرحة مما أنساها اعز أصدقائها كشكول قصصها وقد كتبت بأحرف متقطعة

((هـ و لـ ـي هـ و صـ ـد يـ ـقـ ـي هـ ـو الـ ـذي أ ن فـ ـقـ ـد تـ ـه عــ ـشـ ت

بـ ـاقـ ـي عـ ـمـ ـري كـ ـالـ ـغـ ـريـ ـبـ ـة وسـ ـط د ا ر ي))

وبعد دقائق معدودة من ابتعادها عن الحديقة لفت الكتاب نظر شاب قد سكن الحي المجاور من أسبوع وعندما فتحة ليتعرف على صاحبه لقي ما كتبته همس أحس بأهميته لصاحبه و وقرر الاحتفاظ به ليعيده غدا

في منزل همس حيث اجتمع الأهل وسطه فرحة عارمة لرجوع ابنهم ذهبت همس لغرفتها ابتعادا عن الفوضى والانزعاج الذي صاحب قدوم الأطفال مع أهليهم للمنزل الذي طالما كان هادئ لعدم وجود من يلهو ويعبث بمحتوياته حينها انتبهت همس لما صنعت برفيق وحدتها انسابت دموعها بغزارة وجرت نحو باب غرفتها بعد أن مسحت دموعها لترمق الصغيرة

بنظره استدعاء للقدوم نحوها جرت الصغيرة وهي تقول لهمس:

(( إذا كنتِ تريدين خدمه فأدفعي مقدما فلن اسجل شي على الحساب فقد تراكمت ديونك وأنا اعرف طلبك فكالمعتاد تهمسين بصوتك المستكين

" حبيبتي

ابنة أخي

عزيزتي

شروق

هلا اسديتي لي خدمه

بشراء ورق لي"



حينما سمعت همس ما قالته شروق ابتسمت وعادت أدراجها لتدخل غرفتها دون تعليق حينها شعرت الصغيرة بأنها قد أغضبت عمتها حين قلدتها فدخلت خلفها وقد رسمت على وجهها مسحت خجل وقالت : (( ما بكي يا عمه ألم تقول لي يوما اانا صديقتين ولن اغضب منكِ يوما

إذا؟!!))

فردت عليها همس بابتسامة حزينه: (( شروق انا لم اغضب منك ولكن...))

شروق: لكن ماذا؟؟

همس: (( شروق ))

شروق: (( نعم ))

همس: (( أريدك أن تسرعي إلى الحديقة حيث كنت جالسه عندما آتيتي لي منذ ساعتين وتبحثي عن..))

قاطعتها شروق: (( عن ماذا؟؟))

همس: (( عن كشكولي ))

عندها فهمت شروق سر الحزن البادي في وجه همس

وأسرعت حيث أخبرتها بحثت في كل مكان وعندما لم تعثر عليه جلست
حائر كيف تخبر عمتها بذلك.

عندما عادت و اقتربت من همس نظرت إليها فوجدت الحزن قد بدا على شروق

فما كان منها إلا أن طأطأت رأسها حزنا على فراق من كتبت في صفحاته أحلى القصص ومن سطرت على ورقه أروع ما جال في خاطرها ..

في هذا الأثناء كان وائل قد أصابه شي من الفضول عما يحتويه الكتاب كان مستلقياً على فراشه وعينيه تتحرك تارةً إلى السقف وتارةً أخرى على الكتاب .

لم يستطع النوم وكان قد بدأ يقنع نفسه بضرورة الإطلاع على محتواه وعلل ذلك بأنه قد يحتوي على شئ يدل على صاحبه

مع بزوغ الشمس وإشراقة الفجر استيقظ وائل بعد أن قرر الذهاب إلى الحديقة ..

فمن الكتاب عرف إن صاحبه يملك من المشاعر الكثير..

ومنه استوعب انه لاشي أمام هذا الذي سطر في الكتاب أروع القصص المليئة المعاني لما في كيانه من أحاسيس صادقه..

أما همس فقد كانت كئيبة , فبعد أن ساعدتها أمها بوضعها على كرسيها المتحرك

اتجهت ناحية الباب بعد أن ودعتها .. وحين وصولها إلى الحديقة وقبل أن تتجه إلى مكانها المعتاد اقتطفت وردتين لتضعهما بذلك المكان الذي فقد فيه اعز رفيق...

وحين وصولها ..

رأت كشكولها حيث تركته فارتسمت على شفتيها ابتسامة فرح عارم

وقبل أن تمد يدها لتحتضنه رأت وائل ..

وائل: أأنتي صاحبة الكتاب؟؟

همس: إنما هو صاحبي..

وائل: عذرا ..

ولكني قد قرأت ما فيه..

حينها بدأ الخجل واضح على وجه همس


فأسترسل وائل قائلاً:

هل لي أن اسمع منك ما تحتويه مقدمة الكتاب لأتأكد من انه لك؟؟

فقالت: " هو لي هو صديقي هو الذي أن فقدته عشت باقي عمري كالغريبة"

فابتسم وائل .. و أعطاها الكتاب..

ومن يومها وهو يتردد على ذات المكان .. دون ان تشعر همس بوجوده.

أما همس فبقى روتين حياتها كما هو .. إلي حين أن طرق الباب ذات يوم وذهبت لفتحه لترى أمامها ساعي البريد.. يحمل بين يديه مظروف لها ..

وقعت على ورقة استلامه .. وأخذته لتعرف لما داخله .. وعندما فتحته ..

رأت ما لم تستطيع تصديقه

رأت تقارير من مستشفى كبير بالبلد يدعوها للحضور حيث تم تحديد موعد للفحوصات وأخرى للأشعة ..

لم تصدق ما رأت و نادت أمها والدموع تنهمل من عينيها حينها اعتقدت الام ان مكروه قد حل بأحد ...

همس : أمي ..

الأم: بنيتي ما بكِ؟؟

همس:شكرا أمي فلم أتخيل يوما انك سوف تجمعين لي مبلغ العملية

وارتمت في حضن أمها كالصغيرة والأم مدهوشه

نظرت إلى ابنتها وقالت: أي عملية ياهمس؟؟

همس: أمي .. هذه تقارير المشفى .. تدعوني إلى الإسراع لعمل الفحوصات لتحديد موعد العملية..

الأم : كيف ذلك ؟؟ ومن أين لنا المال؟؟

حينها تسمرت همس في مكانها

همس: أمي أن المبلغ قد دفع بالكامل..

الأم : ومن الذي دفع لهم؟

همس: لا أدري ولكني كنت أعتقد أنها هدية عيد ميلادي فقد أتممت الثانية والعشرين اليوم

احتضنتها أمها وقبلتها وذرفت دموع الفرحة والحيرة سوياً

فمن ذا الذي سد فراغ التقصير الذي لم نستطع سداده؟؟!!

في اليوم التالي ومنذ الصباح الباكر تجهزت همس للذهاب إلى المستشفى مع أمها وعند وصولهم تسألوا عن من دفع المبلغ للعملية

زودت الممرضة همس بأسم من قام بالإجراءات ودفع الرسوم وعنوانه

لكنها لم تتعرف عليه

ولكنها عرفت من هويته انه شاب في مقتبل العمر يبلغ من السنين 27 عاما ويسكن في الحي المجاور لمنزلها ويدعى وائل..

قررت همس ووالدتها الذهاب لزيارته حالما تتم باقي الفحوصات

كان وائل في سفر عمل لمدة أسبوعين حيث يمتلك شركة استيراد وتصدير

فعند وصول همس وولدتها كانت في غاية الشوق لمعرفة من ذا الذي يحمل هذا النبل في هذه الأيام ومن الرجل الشهم الذي فعل هذا الجميل الذي لن تنساه أبدا ؟؟

ولما هي بالذات من حظت بهذه الفرصة ؟؟؟!!!

تسارعت دقات قلبها وهي تطرق جرس الباب .. فتح الباب خادم بالمنزل

فسارعت همس للسؤال عن المدعو وائل ..

فأجاب الخادم: انه خارج البلاد وسيعود الخميس القادم ..

شكرت الخادم وانصرفت وهي تعد الساعات نحو الخميس القادم

انتهت كل الفحوصات وحدد موعد العملية وقد بشر الطبيب همس بأن نسبة نجاحها كبيره وهي 85% وقد تصل الى 90% اذا كانت نفسيتها قبل العملية جيده

مر الأسبوع طويلا ً و ما هي إلا ساعات قليلة لعودت وائل إلى البلاد وهو اليوم الذي انتظرته همس بفارغ الصبر

وفي مساء يوم الخميس توجهت همس مع باقة ورد حمراء تصطحبها أمها إلى بيت وائل..توقع وائل زيارتهم حين علم بأنهم اخذوا عنوانه من المستشفى

وصلوا وفـُتح الباب وأُذن لهم بالدخول الى الصالة لحين ابلاغ وائل بوصولهم

جلسوا في انتظاره وقد قـُدم لهم العصير وبعض البسكويت المحلى

انفتح باب المكتب وخرج شاب طويل القامة عريض المنكبين وجميل المـُحيا ..

هو وائل من رسم الابتسامة على شفتيك عندما فقدت صديقك .. و ها هو اليوم يرسمها ثانية فاضت عينيها بالدموع عندما نظرت إليه .. فأقبل إليها ومد يده ابتسمت همس وأخذت المنديل منه .. فرد عليها بابتسامه وسلم على والدتها..

حينها أيقنت الأم أن هناك معرفة سابقه بينهم .. وسألت عن إذا كانوا يعرفون بعض..

وائل : نعم

همس : لا

تداخلت أجوبتهم وضحكوا

همس: من أين لك بكل هذا عني؟؟.. فأنا لم ألقاك إلا مرة حين ضاع كتابي و أرجعته لي

وائل : ألا تذكري حين اعتذرت لك عندما قرأته بدون أذنك؟؟

همس : بلى

وائل : حين قرأته عرفتك حق المعرفة.. ولم استطع نسيانك .. ورحت ابحث عنك وعن كل شي يخصك .. همس

همس : نعم

وائل : أنا أحبك

ذهلت همس لما سمعت .. هل تعتبرها وقاحة منه .. أم هي جرأه؟؟

وائل : أنا اعرف جيدا ما قلته فلا داعي للدهشة .. أنا أريدك زوجة لي .. لكن..

أم همس: لكن؟؟!!

وائل :أردت أن أرها سعيده حتى وان لم ترضى بالاقتران بي .. وفكرت فيما قد يسعدها .. هو تخلصها من الكرسي ..

أم همس: ولماذا توقعت إنها سترفض؟

وائل: عرفت كل شي عنها إلا..

همس : ماذا؟؟

وائل: هل قلبك مشغول ؟؟

همس وهي تبتسم : لو كان مشغول لما كان جميع أبطال قصصي يموتون .. أو يفترقوا عمن يعشقون ..

حينها تهلل وجه وائل فرحا.. وقال:

أم همس .. هل لي أن ..

فقاطعته قائله : بني .. أسأل همس

فردت همس باستحياء : أمي

(( النهاية ))
منقول

شاهزنان
11-24-2003, 10:44 PM
مشكور أخوي عالقصة المؤثرة فعلا روعة
و ياريت نشوف منك المزيد

شبكة الناصرة
11-24-2003, 11:51 PM
مشكورة اختي على التعقيب طبعا ما ابغى ادخل بجارح القلوب تعب اشوي

دلع الود
12-05-2003, 05:07 AM
مشكور اخوي على القصة الرائعة والموثرة

لؤلؤة البحر
12-29-2003, 03:15 AM
قصه رائعه يسلموا اخوي عطااك الله العافيه

فروته

شجن
12-29-2003, 03:23 AM
مشكور شبكة الناصرة على القصة