المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمق معاني أستشهاد الأمام الحسين عليه السلام .



بنوتة توتة
03-04-2004, 09:59 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، عظم الله لنا و لكم الآجر و الثواب و أحسن لنا و لكم العزاء بمصاب المولى ابي عبدالله الحسين "ع" .

تستذكر الإنسانية كل عام ذكرى استشهاد الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) بالنظر لما تحتويه الذكرى من عبر ودروس وقيم ، وتعني فيما تعنيه الواقعة ليس فقط ما حدث في واقعة الطف من قتال القلة المؤمنة مع جيش الطغيان والظلم جيش سلطة يزيد ، وليس ماجرى بعد ذلك من قتل وسبي خلافاً لما تعارفت عليه قيم العرب والرجولة من قيم في القتال والمنازلة والحروب والأسر والقيم الإنسانية الأخرى .
القيمة التي نستقيها من الواقعة صمود الثائر وتمسكه بعقيدته التي يعتقدها أنها الحق ورفضه مبايعة الحاكم الطاغية الباغي يزيد بن معاوية ولو بالكلام وأتساع معاني هذه القيمة حتى تكون أنسانية عامة لتمتد في العقل البشري على امتداد الأرض أكثر منها أسلامية .
فالحسين رفض البيعة ليزيد بن معاوية والرفض والقبول يتجسدان في كلمة دون وثائق ودون تواقيع وأختام ، ومجرد الكلمة التي يطلقها الرجل تعني الموقف والشرف والإلزام بكل أبعاده ، ورغم عدم تكافؤ القوتين فجيش الحسين قليل العدد والعدة ولكنه ممتلئ بالقناعة بوقوفه الى جانب الحق والعدالة ، وجيش يزيد الكثير العدد والعدة والممتلئ بكل أطماع الدنيا والجهل والحقد المترسب في النفوس وحب السلطة .
ولم يكن الحسين طالباً للسلطة ولا راغبا في الحكم ولكنه كان مسؤولاً أمام الله والناس في رفض الحاكم الباغي والطاغية والمتفسخ والذي عم هذا الزمان .
وحين وقعت الواقعة في السنة 61هـ في اليوم العاشر بعد صلاة الظهر قاتل الحسين ومن معه قتال المؤمن بعدالة قضيته حتى أستشهد على أرض الغاضرية وأستشهد معه جميع من كانوا معه وتم سلبهم أسلحتهم وملابسهم على غير ما كانت تتعارف عليه العرب ، وزاد ذلك بأن تم سبي نساء وبنات الحسين تتقدمهن العقيلة زينب بنت علي وهي أبنة فاطمة الزهراء وجدها رسول الله محمد بن عبد الله ( ص ) ، وتم سوقهن الى عاصمة الخلافة الأموية بدمشق حاسرات الرؤوس ذليلات يتصفح وجوههن الشريف والوضيع ، وبصحبة الأسرى رأس الحسين الثائر مرفوعاً على رمح ليعرض على الخليفة الباغي المنتصر .
وتدور دورة الزمن لتمتد لأكثر من 1350 سنة حين بقيت الحقيقة ناصعة لم يستطع الزمن أن يطمرها أو تخبئها السلطات الغاشمة ، وتعني واقعة الحسين ثبات الثائر على موقفه ومبادئه ورفضة للاستبداد والطغيان ومبايعة ومداهنة الحاكم الظالم ولو بكلمة مجرد كلمة ، وآثر الاستشهاد على قول كلمة الباطل والنفاق .
بقيت مآثرة الحسين على مر الدهور تجسيداً حياً للمعركة بين الحق والباطل ، وأستمرت مبادئ الحسين تنتشر بين قيم الناس على مر الدهور وتفعل فعلها ودروساً يقتدي بها في الثورة والصمود والثبات .
ومقارنة بين موقف الثائر الحسين وبين مسيرة الحاكم يزيد ، فيكون الحسين في كفة الحق والثبات والعدل والأيمان والمتمسك بالمبادئ حتى ولو كان ثمنها الشهادة ويكون نقيضه في كفة الظلم والطغيان وضياع القيم والمبادئ والكفر والتستر خلف قوة جيوش السلطة وقوة المال ، رغم كل ما يحدث من تعتيم للواقعة الا أن بريقها يكاد أن يطغي على البصر وشواهدها باقية الى الأبد .
وتستذكر الناس الواقعة بمهابة وحزن وطقوس تعبر عن استمرار الحزن الذي حل بالأمة في مقتل سيد شهدائها وسيد شباب أهل الجنة وأبن بنت رسولها رغم قيام سلطة يزيد العراق صدام حسين بمنع الحزن على الحسين ومنعه الطقوس والزيارات ومنعت استذكار واقعة الحسين كواحدة من أساليب القمع الكثيرة المتبعة في العراق ومنع الناس من أداء طقوسها وشعائرها الدينية خلافاً لحقوق الأنسان ، مما دفع الناس لممارسة طقوسها خفية وبسرية تامة داخل البيوت وفي القرى النائية وبصمت يصاحب استذكار المحنة القاسية التي يعيشها شعب العراق .
ولم تستطع السلطة أن تجعل الناس تنسى واقعة الطف بكر بلاء ولامآثر الحسين رغم القسوة والإعدام والاعتقال والحجز وقرارات المنع المستمرة والمختلفة وأنتشار مفارز الأمن والمخابرات والأمن الخاص في مداخل المدن المقدسة في العراق وداخل شوارعها ومخارجها .
يقينا ستبقى ذكرى استشهاد الأمام الثالث الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) رمزاً خالداً يعبر عن رفض مهادنة الطغيان والظلم والذي تحول الى رمز أنساني خالد للبطولة والشجاعة والثبات على المبادئ والتضحية بالروح ورمزاً خالداً ما بقيت البشرية .

هذا الموضوع منقول للفائدة . (19)

و نسألكم الدعاء
علي مع الحق و الحق مع علي .

شجن
03-05-2004, 03:04 AM
وعليك السلام

عظم الله اجورنا واجوركم




مشكورة هداء

بنوتة توتة
03-05-2004, 09:04 AM
ياهلا فيش
العفو ... وتسلمي على مرورك الحلو

شبكة الناصرة
03-05-2004, 07:31 PM
مشكوره اختي على الموضوع

زعظم الله اجوركم

بنوتة توتة
03-10-2004, 12:43 PM
تسلم ومشكور على المرور