مشاهدة النسخة كاملة : .... الإمام والغيبة .... ( 1 )
المتأمل
07-16-2006, 10:51 PM
((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))
فائـدةالغَيـبة
السؤال الأول:
كيف يكون إماماً وهوغائب؟ وما فائدته؟
إن القيادة والهدايةوالقيام بوظائف الإمامة هو الغاية من تنصيب الإمام أو اختياره فكيف يكون إماماًقائداً وهو غائب عنهم؟!.
والجواب: على وجهين نقضاً و حلاً.
أمّا الرد:
إن كتاب الله العزيزيعرّفنا على وجود نوعين من الأئمة والأولياء والقادة للأمّة:
وليٌّ غائب مستور، لايعرفه حتى نبي زمانه، كما يخبر سبحانه عن صاحب موسى عليه السلام بقوله:
((فَوَجَدَا عَبْدًامِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّاعِلْمًا*قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّاعُلِّمْتَ رُشْدًا))
ووليٌّ ظاهر باسط اليد ،تعرفه الأمة وتقتدي به.
فالقرآن يدل على أن الولي ربما يكون غائباً لكنه لا يعيش في غفلة عن أمته بل يرعى شؤونها دون أن يعرفه أبناءالأمة.
وإلى ذلك يشير الإمام علي بن أبي طالب في كلامه لكميل ، يقول كميل: " أخذ بيدي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فأخرجني إلى الجبّان، فلما أصحر، تَنَفَّس الصعداء، وكان مما قاله: "اللّهم بلى، ((لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بحُجَّةٍ، إمّا ظاهراً مشهوراً، أوخائفاً مغموراً لِئلاّ تَبْطُلَ حُجَجُ الله وبيناتُه"))
(نهج البلاغة بتعليقات عبده ج4 ص37،قصار الحكم الرقم147)
وليست غيبة الإمام المهدي بِدعاً في تاريخ الأولياء.
أمّا الحلّ فمن وجوه :
الأول:
إن عدم علمنا بفائدة وجوده في زمان غيبته، لا يدلّ على عدم كونه مفيداً في زمن غيبته، فالسائل جعل عدم العلم طريقاًإلى العلم بالعدم!! وهذا من أعظم الجهل في تحليل المسائل العلمية ، ولا شك أن عقول البشر لا تصل إلى كثير من الأمور المهمّة في عالم التكوين والتشريع، وإن كان فعله سبحانه منزّها عن العبث واللغو. فيجب علينا التسليم أمام التشريع إذا وصل إلينابصورة صحيحة كما عرفت من تواتر الروايات على غيبته.
الثاني :
إن الغيبة لا تلازم عدم التصرف في الأمور وعدم الاستفادة من وجوده فهذا صاحب موسى كان وليّاً، لجأ إليه أكبر أنبياء عصره، فقد خرق السفينة التي يمتلكها المستضعفون ليصونها عن غضب الملك، ولم يعلم أصحاب السفينة بتصرفه وإلاّ لصدوه عن الخرق جهلاً منهم بغاية عمله، كما بنى الجدار ليصون كنز اليتيمين. فأي مانع حينئذٍ من أن يكون للإمام الغائب في كل يوم وليلة تصرّفاً من هذا النمط من التصرفات، ويؤيد ذلك مادلّت عليه الروايات من حضوره في أشهر الحج ومصاحبة الناس وحضور المجالس وإغاثة المضطرين وعودة المرضى وربما يتكفل بقضاء حوائجهم وإن كان الناس لا يعرفونه بل هناكتصرُّف خاص بالإمام أشار إليه قوله تعالى:
((وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا))
الثالث:
المُسَلَّم هو عدم إمكان وصول عموم الناس إليه في غيبته، وأما عدم وصول الخواص إليه فليس بأمر مُسَلَّم، بل دلّت الروايات على خلافه، فالصلحاء من الأمة، الذين يستسقى بهم الغمام، لهم التشرف بلقائه وتستفيد الأمة بواسطتهم.
الرابع:
لا يجب على الإمام أن يتولى التصرف في الأمور الظاهرية بنفسه، بل له أن يولي غيره على التصرف في الأمور كما فعل الإمام المهدي عليه السلام في الغيبة الصغرى، كان له وكلاء أربعة، يقومون بحوائج الناس فكانت الصلة بينه وبين الناس مستمرة بهم.
وفي الغيبة الكبرى نصب الفقهاء والعلماء العدول العالمين بالأحكام، للقضاء وإجراء السياسات وإقامة الحدود وجعلهم حجة على الناس، فهم يقومون في عصر الغيبة بصيانة الشرع عن التحريف وبيان الأحكام ودفع الشبهات وكل ما يتوقف عليه نظم أمور الناس.
وأشار الإمام المهدي عليه السلام في آخر توقيع له إلى بعض نوابه((وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي،فك الانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب"(كمال الدين، للصدوق الباب45الحديث4 ص485.
وقد ذكر العلامة المجلسي في وجه تشبيهه بالشمس إذا سترها السحاب وجوها، راجعها في بحار الأنوار ج52 الباب20 ص93- 94
صعب انساك
07-17-2006, 12:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم 00000اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم000سلاما معطرا بعطر الولاء والعشق المحمدي على سماحة الشيخ الجليل وكل عام وسماحتكم بخير بحلول ميلاد البتول0ع0 موضوع الامام المهدي والغيبة مما لاشك موضوع مهم جدا خصوصا ونحن نعيش في زمان الغيبة الكبرى وزمان الماديات والصراعات ونحن في مجتمعنا الحالي لايعطي هذا الموضوع اهمية كبرى فكلنا نتعذر بمشاغل الحياة ولا نعطي القليل من وقتنا لفهم اهمية الامام 0ع0 واسباب غيبته وما الحجة في ذلك0000في الحقيقة ياسماحة الشيخ دائما تنبهنا الى ما نغفل عنه من امور ديننا ودنيانا فاسال الله لك التوفيق والسداد وان يجعلك من انصار الامام0ع0 اود بمداخلة صغير بخصوص الغيبة0000000عن سدير الصير قال:دخلت انا والمفضل وابان على مولانا ابي جعفر الصادق0فرايناه جالسا على التراب وهو يبكي بكاء الواله وهو يقول :سيدي0غيبتك نفت رقادي0 وضيقت علي مهادي0 واسرت مني راحة فؤادي0000000الخ قال سدير:فاستطارت عقولنا ولها وقلنا: لا ابكى الله ياابن خير الورى عينيك0من اي حادث تستنزف دمعتك؟قال:فزفر الصادق0ع0زفرة انتفخ منها جوفه وقال ويلكم اني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم0وهو الكتاب المشتمل على علوم المنايا والبلايا وتاملت في مولد قلئمنا وغيبته وابطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد اكثرهم عن دينه00000000000قال الامام 0ع0 ان الله تبارك وتعالى ادار في القائم منا ثلاثة ادارها في ثلاثة من الرسل وهي قدر مولده تقدير مولد موسى0ع0وقدر غيبته تقدير غيبة عيسى 0ع0 وقدر ابطاءه تقدير ابطاء نوح0ع0في استنزال العقاب على قومه00000000والله يعطيك الف عافية ياشيخنا الكريم ونسالكم الدعاء والسلام
المتأمل
07-18-2006, 06:00 PM
الأخت الفاضلة الكريمة " صعب انساك "
كل الشكر والتحية لكم على هذه الإفادة الرائعة وكل مداخلتكم هي مفيدة
ونسأل الله أن لا نحرم من فوائدكم
المتأمل
07-18-2006, 06:03 PM
فلسـفةالغيـبة
السؤال الثاني:
لماذا غاب الإمام عليه السلام عن الناس حتى حرموا الاستفادة من وجوده؟ وما هي المصلحة التي أخفته عن أعين الناس؟
الجــواب
إن هذا السؤال يجاب عليه بالنقض والحل:
أمّاالنقض:
فبماذكرناه في الإجابة عن السؤال الأول، فإن قصور عقولنا عن إدراك أسباب غيبته، لايجرنا إلى إنكار المتضافرات من الروايات.
وأما الحل:
فإن الإمام المهدي عليه السلام هو آخر الأئمة الإثنى عشر الذين وعد بهم الرسول، وأناط عزة الإسلام بهم، ومن المعلوم أن الحكومات التي كانت في عهدهم لم تقدرهم وكانت لهم بالمرصاد تلقيهم بالسجون وتريق دمائهم بالسيف أو السّم. فلو كان ظاهراً لأقدموا على قتله وإطفاء نوره.
فلأجل ذلك اقتضت المصلحة أن يكون مستورا عن أعين الناس، يراهم ويرونه ولكن لا يعرفونه، إلى أن تقتضي مشيئة الله سبحانه ظهوره بعد حصول استعداد خاص في العالم لقبوله والانطواء تحت لواء طاعته.
وقد ورد في بعض الروايات:
((على بن احمد عن عبيدالله بن موسى عن محمد بن احمد القلانسى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن ابن بكير عن زراره قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن للقائم غيبه قبل أن يقوم وهو المطلوب تراثه، قلت: ولم ذلك؟ قال: يخاف. وأومأ بيده إلى بطنه يعنى القتل))
البحار ج52 ص98 روايه22باب20
الإمام المهدي وطـول عمره
السؤال الثالث:
هل يمكن في منطق العلم أن يعيش إنسان هذا العمر الطويل؟
فقد وُلد عام 255هجرية فيكون عمره إلى العصرالحاضرة أكثر من ألف ومائة وخمسين عاما!
والجـواب : من وجهين،نقضاًوحلاً:
أما النقض:
فقد دل الذكر الحكيم على أن شيخ الأنبياء عاش قرابة ألف سنة، قال تعالى
((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا))
وتضمنت التوراة أسماء جماعة كثيرة من المعمرين، وقام المسلمون بتأليف كتب حول المعمرين ككتاب المعمرين لأبي الحاتم السجستاني، كما ذكر الصدوق أسماء عدّة منهم في كتاب كمال الدين،والعلامة المجلسي في البحار وغيرهم.
وأماالحل:
فالسؤال عن إمكان طول العمر، يعرب عن عدم التعرّف على سعة قدرة الله سبحانه وكما قال سبحانه وتعالى مخاطبا المشككين
((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقّ َقَدْرِهِ)) فأين المشكلة في أن يمدّ الله سبحانه في عمره ما يشاء. بعبارة أخرى إن الحياة الطويلة إما ممكنة في حدّ ذاتها أو ممتنعة،
والثاني لم يقل به أحد، فتعين الأول،فلا مانع من أن يقوم سبحانه وتعالى بمدّ عمر وليّه، لتحقيق غرض من أغراض التشريع.
أضف إلى ذلك ما ثبت في علم الحياة من إمكان طول عمر الإنسان إذا كان مراعياً لقواعد حفظ الصحة، وإن موت الإنسان في فترة متدنية ليس لقصور الاقتضاء، بل لعوارض تمنع عن استمرار الحياة، ولوأمكن تحصين الإنسان منها بالأدوية والمعالجات الخاصة لطال عمره وهناك كلمات من علماء الطب في إمكان طول العمر في حياة البشر، نشرت في الكتب والمجلاتؤالعلمية المختلفة (لاحظ مجلة المقتطف، الجزء الثالث من السنة التاسعةوالخمسين )
ومن هنا أُسست شركات تضمن حياة الإنسان إلى أمد معلوم تحت مقررات خاصة وحدود معينة، وإذا قرأت ما تدونه أقلام الأطباء في هذا المجال يتضح لك معنى قوله سبحانه ((فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ*لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) فإذا كان عيش الإنسان في بطون الحيتان، في أعماق المحيطات، ممكناً إلى يوم البعث، فكيف لا يعيش إنسان على اليابسة في أجواء طبيعية تحت رعاية الله وعنايته إلى ما شاء الله؟.
بحر الشوق
07-18-2006, 08:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى ال محمد الطيبين الطاهرين..
الله يجزيك الف خير
وفعلاً نحن بحاجة
الى مثل هذه المواضيع
ورحم الله والديك عزيزي
الشيخ..
تحياتي
بحر الشوق
نور الهدى
07-20-2006, 04:54 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
وعجل فرج امامنا صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى ابائه
وجزاكم الله الف خير شيخنا
ام محمد
فاضل علي
07-21-2006, 02:00 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد
وعجل فرج امامنا صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى ابائه
يا الله يا الله يا لله يا شيخ أنا أتاني الفرصه أرد في موضوعك
وأن شاء الله تعرفني من عضويتي
والله يعطيك العافيه
وبإنتظار جديدك الحلو
مع تحياتي لك : فاضل علي
صعب انساك
07-21-2006, 06:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم 0000اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم000 سلام الله ورحمته ورضوانه على شيخنا الجليل والنافع لنا بمواضيعه الهامه لدين لدنيا 0000في الحقيقة النقاش في قضية الامام المهدي0عج0نقاش هام جدا وكثير من الحقائق مخفية عنا اما بسبب تقصيرنا او بسبب اخر لكن الحمد لله ان وفق شيخنا الجليل لتعليمنا مما رزقه الله من العلوم واسال الله له التوفيق والسداد000كل الكلمات التي كتبتها ياسماحة الشيخ والادلة التي اسشهتدت بها كافية للتفكير لمن عنده الاشكال واقول انها كلمات منطقية مدعمه بالادلة واضيف دلالة على ان الامام موجود وحاضر كما روي في الزيارة الناحية المقدسة قول الامام 0عج0 وهو يخاطب جده الامام الحسين0ع0:فلئن اخرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور0فلاندبنك صباحا ومساء0 ولابكين لك بدل الدموع دما حسرة عليك وتاسفا على ما دهاك وتلهفا حتى اموت بلوعة المصاب00000وكل الشكر والتقدير لك على هذا الجهد المبارك واسال الله لك السداد والسلام
المتأمل
07-22-2006, 06:37 PM
الشكر كل الشكر لكم أخواني وأخواتي الكرام على مشاركتكم معي في هذا الموضوع الهام العقائدي والذي يحتاج له كل موالي يريد معرفة أهم مقوماته العقائدية التي تخص الإمام الحجة (ع)
الأخ العزيز : بحر الشوق
شكرا أخي الفاضل على مرورك الطيب
الأخت الكريمة : أم محمد
جزاك الله ألف خير على المداخلة المشجعة
أخي العزيز : فاضل علي
في البداية لك كل الشكر على المداخلة
كيف لا أعرفك وأنت أعرف من أن تعرف تحياتي لك ولأخوانك
الأخت الفاضلة : صعب انساك
تحية إيمانة أبعثها لك على كل ما كتبته وأضفته وهو إن شاء الله في ميزان أعمالك
المتأمل
07-24-2006, 06:09 PM
فلسـفة الانتـظار
السؤال الرابع:
ما هي فلسفة انتظارالإمام المهدي عجَّل الله تعالى فرجه الشريف؟
قد وردت أحاديث كثيرة تؤكِّد على أنَّ انتظار الفَرَج هو أفضل العبادة وذلك لأهميته بين سائر العباد ات فلمعرفة السرّ في هذه الأهميَّة ينبغي أن نفصِّل في هذا الأمر فنقول:
الأحاديث الواردة في أهمية الانتظار:
قد وردت أحاديث كثيرة تبيِّن أهميَّة الانتظار نذكرها مع اختلاف متنها فقد ورد أنَّّه:
أفضلالأعمال ((بحارالأنوار ج10 ص99 و ج52 ص122))
أفضل عبادةالأمَّة ((بحارالأنوار ج52 ص122 و ج52 ص125))
وفي الحديث الصادر عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
((أفضل جهاد أمتيانتظار الفرج)) )) ((بحارالأنوار ج77 ص143، تحف العقول ص37))
ومن زاوية عرفانيَّة فإن الانتظار أيضاً مستوى رفيع من العرفان والروحانيَّة حيث صار "أحبَ الأعمال إلى الله " بمستوى الشهيد في سبيل الله .
((قال أميرالمؤمنين عليه السلام : انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله ، فإن أحبَّ الأعمال إلى الله عزَّ وجل انتظار الفرج ... و المنتظرُ لأمرنا كالمتشحِّطِ بدمه في سبيل الله )) ((بحار الأنوارج52 ص123)
بل هناك أحاديث تؤكِّد على أنَّ "انتظار الفرج من الفرج" بل "انتظار الفرج من أعظم الفرج".
((عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال سألته عن شئٍ من الفرج فقال أليس انتظار الفرج من الفرج ؟ إنَّ الله عزَّ و جلَّ يقول فانتظروا إنِّي معكم من المنتظرين)) ((بحارالأنوار ج52 ص128))
وهذا المعنى من الانتظارقد اكتسب قسطاً من القدسية والاعتبار بحيث صار من علائم الإخلاص الحقيقي والتشيُّع الصادق ومن مميزات الدعاة إلى دين الله سراً وجهراً و قد ورد في الحديث :
((أولئك المخلصون حقاوشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا)) ((بحار الأنوار ج36ص387))
السرُّ في أهميَّة الانتظار:
إنَّ مفهوم الانتظار، أعني انتظار فرجِ الله، هو في الواقع يندرج تحت اسم من أسماء الله تعالى أعنى الكاشف كما في الدعاء :
((يا صريخالمكروبين ويا مجيب المضطرين ويا كاشف الكرب العظيم)) ((بحار الأنوار ج86 ص323))
وعلى ضوئه صار مفهوم الانتظار مفهوما معنويا إلهياً، حيثُ أنَّه لا يمكن لشيءٍ أن يكتسب جانباً معنوياًويشتمل على بعدٍ مُقدَّس بارتباطه بالله سبحانه فلنترك إذاً المجال المادي ولنبحث عن الأفضلية في الساحة الإلهية المعنوية فميزان الأفضلية هو القرب إلى الله والرجاء به، ومن أهم نتائج انتظار الفرج تنمية روحيةِ الرجاء بالله في الإنسان المؤمن، حيث يُشاهد أمامَه مجالاً واسعاً من الفضل والكرم والخير الإلهي الذي سوف تظهر مصداقيَّتُها في تلك الدولة العظيمة المباركة التي سوف يحققها الإمام المهدي المنتظر صلوات الله وسلامه عليه، تلك الدولة الكريمة التِّي يعزُّ الله بها الإسلام وأهلَه ويذلُّ بها النفاق وأهلَه، ومن الطبيعي أن من يحوز على تلك الرؤية النورانيَّة أن يترفَّع عن الدنيا وزخرفها ومغرياتها الشيطانية، وهذا الأمر (أعني تحقير المظاهرالدنيويَّة) هو أوَّل خطوة يخطوها السالك إلى الله وهي (التخلية) التِّي تستتبعها (التحلية) وهذه من المفاهيم العرفانية في السير والسلوك
وهذه الروحية إن تركَّزت في الإنسان المؤمن فسوف تُعمِّق جذورَها فتزيل جميعَ الأشواك والموانع الصادَّة، لتنشرَ فروعَها الطيِّبة وثمارَها الجنيَّة في السماء حتَّى تؤتى أكلَها كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها، فكيف لا يكون الانتظار إذاً أفضلَ الأعمال بل أفضل العبادات؟! وهوالذي يُخيِّم على جميع الأعمال ويُلقي الضوء عليها. وهو أفضل الجهاد أيضاً.
لأنَّ المنتظر الحقيقي الذي يتمنَّى في كلِّ صباحٍ ومساءٍ أن يعيش في ظلِّ ذلك المعشوق روحي لتراب مقدمه الفداء و لسان حاله:
((فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوةَالداعي في الحاضرِ والبادي)) ((بحار الأنوار ج53 ص96،وكتاب البلد الأمين ص82)
وهو بقربه إلى الله وشهوده مقامَ ربِّه صار كالشهيد المتشحِّط بدمه في سبيل الله، وليس للشهيد خصوصيةٌ كوجودٍ في الخارج بل الخصوصية والقيمة لمفهوم الشهادة التي تعني الوصول إلى الله وشهود وجه المحبوب، والمنتظِر يؤدِّي نفس الدور.
والحديث التالي قد بيَّن السبب الذي رفع مستوى الانتظار إلى هذه الدرجة:
((عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليه السلام قال: تمتدُّ الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم والأئمة بعده، يا أباخالد إنَّ أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته المنتظرين لظهوره أفضل أهل كل زمان لأن الله تعالى ذكرُه أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبةُ عنده بمنزلةِ المشاهدة وجَعلهم في ذلك الزمان بمنزله المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم بالسيف، أولئك المخلصون حقاً وشيعتُنا صدقاً والدعاةُ إلى دين الله سراً وجهراً)) ((بحار الأنوار ج52 ص122، الاحتجاج ص317، كمال الدين ص319))
وماذا بعد الفرج إلا كشف الكربة عن وجه المؤمن برؤية الواقع والأمر، حينما تتحقق تلك الدولة العظيمة التي تملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجَوراً!
وفي الختام اللهم اوصل ثواب هذا العمل وكل أعمالي في هذا المنتدى
إلى سيدي ومولاي صاحب العصر والزمان (ع)
وأسأل الله التوفيق والعودة معكم .
صعب انساك
07-24-2006, 06:39 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم0000اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا وهب لنا رافته ورحمته ودعائه ونصرته 000وادم الله بقائك المبارك في هذا المنتدى المتواضع والمنور بنور وجودك وعلمك واسال الله لك التسديد والتايد بحق محمد وال محمد والسلام عليكم000:embarrest: