المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبده عن احداث أيام عاشوراء



بيسان
03-02-2004, 09:40 AM
اليوم الأول ( خروج الحسين ( ع ) من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة )

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169

عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيدنا الحسين (عليه السلام)، وجعلنا الله من الطالبين بثأره مع ولده الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه

إن هذا اليوم ليوم تاريخي وكارثة مؤلمة حلّت بالإسلام والمسلمين، فأبكت العيون على مرِّ القرون والدهور، وأحرقت القلوب بنار الأسى والحزن.
فهذا اليوم تتجدّد فيه أحزان أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأحزان كلّ من يحمل لهم الولاء والمودّة..
فقد مات معاوية بن أبي سفيان في النصف من رجب سنة 59 أو 60 من الهجرة، واستولى ابنه يزيد على مسند الخلافة، وادّعى أنه خليفة رسول الله والقائم مقامه؛ مع العلم أنه لم تكن في (يزيد) مؤهّلات الخلافة، من نسبه المهتوك وحسبه الدنيء، وموبقاته التي كان يرتكبها من الخمور والفجور واللعب بالكلاب والقردة، والاستهتار بجميع معنى الكلمة.
فاستنكف المسلمون أن يدخلوا تحت طاعة رجل لا يؤمن بالله ولا بالرسول، ويحمل عقيدة الإلحاد والزندقة كما صرّح بذلك يوم قال:
لَعِبــــــَتْ هـــاشمُ بـــــالملك فلا ********* خَـــبَر جــــاء ولا وحـــي نـزلْ

خروج الحسين عليه السلام من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة

كَتب يزيد كتاباً إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (وإلى المدينة) يُخبره بموت معاوية، ويأمره بأخذ البيعة من هل المدينة عامّة ومن الحسين بن علي خاصّة.
فأرسل الوليد إلى الإمام الحسين وقرأ عليه كتاب يزيد، فقال الحسين: أيها الوليد: إنّك تعلم انا أهلُ بيتٍ بنا فَتَح الله وبنا يَختم، ومِثْلي لا يبايع ليزيد شارب الخمور وراكب الفجور وقاتل النفس المحترمة.
وخرج الإمام الحسين من المدينة خائفاً يترقّب وقصد نحو مكّة؛ فجعل أهل العراق يكاتبونه ويراسلونه ويطلبون منه التوجّه إلى بلادهم ليبايعوه بالخلافة، لأنه أولى من غيره، فإنه ابن رسول الله وسبطه، والمنصوص عليه بالإمامة من جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لقوله: (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا).
أي سواء قاما بأعباء الخلافة أو غُصبتْ عنهما.
إلى أن اجتمع عند الحسين إثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق وكلّها مضمون واحد، كتبوا إليه: قد أينعتِ الثمار واخضرّ الجناب، وإنما تقدم على جندٍ لك مجنّدة، إن لك في الكوفة مائة ألف سيف، إذا لم تقدم إلينا فإنا نخاصمك غداً بين يدي الله.
فأرسل الحسين ابن عمّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة، فلمّا دخل مسلم الكوفة اجتمع الناس حوله وبايعوه لأنه سفير الحسين وممثّله فبايعه ثمانية عشر ألفاً أو أربعة وعشرون ألفاً.
وكتب مسلم إلى الحسين يخبره ببيعة الناس ويطلب منه التعجيل بالقدوم، فلما علم يزيد ذلك أرسل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة، فدخل ابن زياد الكوفة وأرسل إلى رؤساء العشائر والقبائل يُهدّدهم بجيش الشام ويطمعهم.
فجعلوا يتفرّقون عن مسلم شيئاً فشيئاً، إلى أن بقي مسلم وحيداً

عظم الله لك الاجر يا مولاي يا صاحب العصر والزمان يا مظهر العدل ومبيد الكفر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى

بيسان
03-02-2004, 09:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى
خروج الحسين ( ع ) من مكة المكرمة إلى كربلاء

http://khadmat.org/aalalrasool/aalalrasool/album/ashura/2.jpg


خرج الحسين من مكة نحو العراق يوم الثامن من ذي الحجة، ومنعه جماعة من التوجه نحو العراق وأحدهم عبد الله بن العباس (حَبْر الأمّة) فقال له الحسين: يابن عباس: إن رسول الله أمرني بأمرٍ أنا ماضٍ فيه.
فقال: بماذا أمرك جدّك؟
فقال الحسين: أتاني جدّي في المنام وقال: يا حسين أخرج إلى العراق فإن الله شاء أن يراك قتيلا.
فقال ابن عباس: إذن فما معنى حملُك هؤلاء النساء معك؟
فقال الحسين: هنّ ودائع رسول الله ولا آمنُ عليهنّ أحدا، وهنّ أيضاً لا يُفارقنني.
وخرج الحسين قاصداً الكوفة، وفي أثناء الطريق التقى به سريّة من الجيش تتكوّن من ألف فارس بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي، وأرادوا إلقاء القبض على الحسين وإدخاله الكوفة على ابن زياد، إلا أن الحسين امتنع من الانقياد لهم، فتمّ القرار على أن يسلك الحسين طريقاً لا يدخله الكوفة ولا يردّه إلى المدينة، فوصل إلى ارض كربلاء فنزل فيها.
وقام ابن زياد خطيباً في الكوفة وقال: من يأتيني براس الحسين فله الجائزة العظمى، وأعطه ولاية ملك الرّي عشر سنوات. فقام عمر بن سعد بن أبي وقاص وقال: أنا.
فعقد له رايةً في أربعة آلاف رجل، واصبح الصباح، وأولُ راية سارتْ نحو كربلاء راية عمر بن سعد، ولم تزل الرايات تترى حتى تكاملوا في اليوم التاسع من المحرم ثلاثين ألفاً أو خمسين ألفاً أو أكثر من ذلك.
وحالوا بين الحسين وأهل بيته وبين ماء الفرات من اليوم السابع من المحرم، ولما كان اليوم التاسع اشتدّ بهم العطش، واشتدّ الأمر بالمراضع والأطفال الرضّع.
قالت سكينة بنت الحسين: عزّ ماؤنا ليلة التاسع من المحرّم فجفّت الأواني ويبست الشفاه حتى صرنا نتوقّع الجرعة من الماء فلم نجدها، فقلت في نفسي أمضي إلى عمّتي زينب لعلّها ادّخرت لنا شيئاً من الماء، فمضيتُ إلى خيمتها فرأيتها جالسة وفي حجرها أخي عبد الله الرضيع وهو يلوك بلسانه من شدّة العطش وهي تارة تقوم وتارة تقعد، فخفقتني العبرة فلزمتُ السكوت، فقالت عمتي: ما يُبكيك؟ قالت: حال أخي الرضيع أبكاني، ثم قلت: عمتاه قومي لنمضي إلى خيم عمومتي لعلّهم ادّخروا شيئاً من الماء، فمضينا واخترقنا الخيم بأجمعها فلم نجد عندهم شيئاً من الماء، فرجعت عمّتي إلى خيمتها فتبعتها وتبعنا من نحو عشرين صبياً وصبيّة، وهم يطلبون منها الماء وينادون: العطش.. العطش.
وآخر راية وصلت إلى كربلاء راية شمر بن ذي الجوشن في ستة آلاف مساء يوم التاسع، ومعه كتاب من ابن زياد إلى ابن سعد، فيه: فإن نزل الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إليّ سلما، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم، فإن قتلت حسيناً فأوطئ الخيل صدره وظهره... إلى آخره.
فزحف الجيش نحو خيام الحسين عند المساء بعد العصر، واقترب نحو خيم الحسين، والحسين جالس أمام خيمته، إذ خفق برأسه على ركبتيه، وسمعت أخته زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين الصيحة فدنت من أخيها وقالت: يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت؟
فرفع الحسين رأسه وقال: أخيّة: أتى رسول الله الساعة في المنام فقال لي: إنك تروح إلينا.
فلطمتْ أخته وجهها وصاحت: واويلاه، فقال لها الحسين: ليس الويل لك يا أخيّة، ولا تُشمتي القوم بنا، اسكتي رحمك الله. فقال له العباس بن عليّ: يا أخي قد أتاك القوم فانهض.
فنهض ثم قال: يا عباس اركب ـ بنفسي أنت ـ يا أخي حتى تلقاهم وتقول لهم: ما لكم وما بدا لكم؟ وما تريدون؟
فأتاهم العباس في نحو عشرين فارساً، فقال لهم العباس: ما بدا لكم وما تريدون؟
قالوا: قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم.
فرجع العباس إلى الحسين وأخبره بمقال القوم، فقال الحسين: ارجع إليهم، فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غد، وتدفعهم عنّا العشيّة لعلّنا نُصلّي لربّنا الليلة، وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني قد كنت أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه.
فمضى العباس إلى القوم وسألهم ذلك، فأبوا أن يمهلوهم، فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: ويلكم والله لو أنهم من الترك والديلم وسألونا مثل ذلك لأجبناهم فكيف وهم آل محمد؟!
وبات الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته ليلة عاشوراء، ولهم دويٌّ كدويّ النحل، ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد.

عظم الله لكِ الأجر يا مولاني ويا سيدة نساء العالمين هذا ابنكِ محاط من كل جانب بجيوش الأعداء وها هي النسوة والأطفال يصرخون:
العطش000 العطش000 العطش

بيسان
03-02-2004, 09:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169
مسلم بن عقيل بن أبي طالب

http://khadmat.org/aalalrasool/aalalrasool/album/ashura/1.jpg

مسلم بن عقيل بن أبـي طالب بن عبد المطلب بن هشام، من أصحاب الإمام الحسيـن (ع)، وسفيره إلى أهل الكوفة، ولد في المدينة المنورة سنة 22 هـ على أرجح الأقوال.

ونشأ فيها، وترعرع في البيت الهاشمي الشريف، الذي عرف بالفضيلة والتَّقوى والعلم، فانطبعت شخصيته بتلك الصفات النبيلة, اشترك في معركة صفين، إلى جانب الحسن والحسين (ع)، وعبد اللّه بن جعفر.

خرج مع الإمام الحسين (ع) من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، بعد رفض الإمام (ع) البيعة ليزيد.

أرسله الإمام الحسين (ع) سفيراً إلى أهل الكوفة، لاستطلاع الأوضاع هناك وأخذ البيعة للإمام (ع) منهم.

خرج من مكة في منتصف شهر رمضان من سنة 60هـ، ودخل الكوفة في اليوم السادس من شهر شوال، وكان أميرها يومئذ النعمان بن بشير الأنصاري، فنـزل في دار مسلم بن عوسجه، وقيل دار المختار بن أبي عبيد اللّه الثقفي، فأتاه أهل الكوفة، فبايعوه، فكتب إلى الإمام الحسين (ع) يخبره بذلك.

وصلت أخبار الكوفة إلى يزيد، فعزل واليها النعمان بن بشير، وولى عبيد اللّه بن زياد مكانه، فجاء عبيد اللّه حتّى دخل الكوفة، وأخذ يعمل للقضاء على مسلم وأتباعه.

انتقل مسلم بعد وصول عبيد اللّه إلى الكوفة إلى دار هاني بن عروة المرادي، فعلم عبيد اللّه بمكانه، فأمر بإحضار هاني إليه، فلمّا حضر، طلب منه أن يسلّمه مسلم، فأبى، فضربه، وأمر بحبسه، فلمّا علم مسلم بذلك، خرج وجمع أتباعه وشيعته وكانوا ثمانية عشر ألفاً، فذهب إلى قصر عبيد اللّه، وحاصره، فتحصن عبيد اللّه فيه، وبقي مسلم محاصراً للقصر، لكن أتباعه سرعان ما بدأوا يتفرقون عنه، حتّى أمسى وليس معه أحداً.

لما رأى تفرّق أصحابه عنه، خرج متوجهاً نحو أبواب كنده، فانتهى إلى باب امرأة من كندة يُقال لها طوعة، فطلب منها أن تدخله دارها، فوافقت، فعلم ابنها بذلك، فأخبر ابن زياد بمكان وجوده، فوجه إليه بالجنود، وأسروه وأخذوه إلى عبيد اللّه بن زياد، فأمر أن يصعد به فوق القصر، ويضرب عنقه، فصعدوا به وهو يستغفر اللّه، ويصلّي على نبيّه محمَّد (ص)، وعلى بقية أنبيائه ورسله وملائكته، ثُمَّ أشرفوا به، وضربوا عنقه، ورموا بجسده من أعلى القصر، وكان ذلك سنة 60هـ.

قال الإمام الحسين (ع) في كتابه لأهل الكوفة: «وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل».

سيدي أبا عبد الله ها هو أخيك و إبن عمك وثقتك من أهلك يضرب عنقه ويرمى جسده الشريف من أعلى القصر ويسحبونه في الأسواق والحبل في رجليه.

عظم الله لكم الأجر جميعا أيها الموالون

بيسان
03-02-2004, 09:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169

عبدالله الرضيع

http://khadmat.org/aalalrasool/aalalrasool/album/ashura/10.jpg

عاد الإمام الحسين إلى المخيم منحني الظهر وإذ بزينب استقبلته بطفل تحمله، وهو عبد الله الرضيع قائلةً أخي يا أبا عبد الله هذا الطفل قد جفَّ حليب أمه، فاذهب به إلى القوم علّهم يسقوه قليلاً من الماء،

خرج الإمام الحسين سلام الله عليه إليهم وكان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب ذا الجناح، وإذا توجه إلى الخطاب كان يركب الناقة،
ولكن هذه المرة يقول الراوون: خرج راجلاً يحمل شيئاً يظلله من حرارة الشمس

صاح أيها الناس، فاشرأبت الأعناق نحوه قال: أيها الناس إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار

فاختلف القوم ما بينهم: منهم من قال لا تسقوه، ومنهم من قال اسقوه، ومنهم من قال لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية،

عندها التفت عمر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي، قال له يا حرملة اقطع نزاع القوم،

يقول حرملة: فهمت كلام الأمير، فسددت السهم في كبد القوس وصرت أنتظر أين أرميه، فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل، تلمع على عضد أبيه الحسين كأنها إبريق فضة عندها رميته بالسهم، ذلك الطفل كان مغمىً عليه من شدة الظمأ ولكن عندما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد، ذلك الطفل كان مغمىً عليه رفع يديه من تحت قماطه واعتنق أباه الحسين وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح،

وضع الحسين يده تحت نحر الرضيع حتى امتلأت دماً رمى بها نحو السماء، قائلا: اللهم لا يكن عليك أهون من فصيل ناقة صالح،

قال الراوون: فلم يقع من ذلك الدماء إلى الأرض نقطة واحدة،

عاد به الحسين إلى المخيم، استقبلته سكينة: أبه يا حسين، لعلك سقيت عبد الله ماءً وأتيتنا بالبقية، قال بني سكينة هذا أخوك مذبوح من الوريد إلى الوريد

عظم الله لكم الأجر أيها الموالون فهذا الرضيع الذي لا حوله له ولا قوة لم يسلم من كيد الأعداء فأي قلوب قاسية يحملون هؤلاء القوم لعنهم الله

http://www.almunasabat.com/sn2/08/baram/images/8a.jpg
لما قتل أبو الفضل العباس (عليه السلام) التفت الإمام الحسين (عليه السلام) حواليه فلم ير أحداً ينصره... ونظر إلى أهله وصحبه مجزرين كالأضاحي وهو إذ ذاك يسمع عويل الأيامى وصراخ الأطفال.

صاح بأعلى صوته: هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟ هل من معين يرجو عند الله إعانتنا؟

فارتفعت أصوات النساء بالبكاء، ثم إنه (عليه السلام) أمر عياله بالسكوت وودعهم ثم طلب ثوباً لا يرغب فيه أحد، يضعهُ تحت ثيابه لئلا يجرد منه، لعلمه إنه مقتول مسلوب، فأخذ ثوباً بالياًً وخرقة وجعله تحت ثيابه. وتقدم إلى باب الخيمة وقال:

ـ ناولوني ولدي الرضيع، لأودعه.. فأتته العقيلة زينب (عليه السلام) بابنه عبد الله (ابن الستة أشهر) وأمه رباب بنت أمرئ القيس وأخته سكينة، فأجلسه في حجره وجعل يقبله ويقول:

ـ بُعداً لهؤلاء القوم وويل لهم إذا كان جدك محمد المصطفى خصمهم.

وقال لأم كلثوم: يا أختاه، أوصيك بولدي الأصغر خيراً فإنه طفل صغير.

فأخذ الحسين الطفل بين ذراعيه وتوجه به نحو معسكر أعداء الله على أمل أن يثير نخوتهم ويرحموا هذا الرضيع وقال:

يا قوم قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري، وما بقي غير هذا الطفل وهو يتلظى عطشاً فاسقوه شربة من الماء.

فبينما هو يخاطبهم برجاء... إذ أتاه سهم مشؤوم من ظالم غشوم هو (حرملة بن كاهل الأسدي) الذي رمى الطفل في رقبته فذبحه من الأذن وهو في حجر أبيه.

ذبح الرضيع فتلقى الحسين دمه بكفيه حتى امتلأتا، فرمى الدم نحو السماء وقال: (اللهم إني أشهدك على هؤلاء القوم، فإنهم نذروا إلا يتركوا أحداً من ذرية نبيك)


قال الإمام الباقر (عليه السلام): رمى الحسين بالدم نحو السماء فلم تسقط منه قطرة واحدة ولم يرجع منه إلى الأرض شيء!)

ورفع رأسه إلى السماء داعياً ربه: هوّن عليّ ما نزل بي أنه بعين الله تعالى.. اللهم لا يكون أهون عليكم من فصيل ناقة صالح... إلهي إن كنت حبست عنا النصر فاجعل ذلك لما هو خير منه، وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظالمين واجعل ما حل بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل).

ثم رجع الحسين (عليه السلام) بالطفل مذبوحاً ودمه يجري على صدره، فاستقبلته سكينة وقالت: يا أبت، لعلك سقيت أخي الرضيع الماء...

فبكى الحسين وقال:

بنية هاك أخاك مذبوحاً بسهم الأعداء ..

ثم وضع ولده الذبيح وسط الخيمة بين النسوة وشرع يبكي عليه.

http://www.almunasabat.com/sn2/08/baram/images/8a-2.jpg

بيسان
03-02-2004, 09:58 AM
اليوم الخامس ( الحر بن يزيد الرياحي ) رضوان الله علية


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169

http://khadmat.org/aalalrasool/aalalrasool/album/ashura/5.jpg


وفي يوم عاشوراء وبعد أن صف كل من الحسين (عليه السلام) وابن سعد جيشه للحرب، وبعد خطب سيد الشهداء وأصحابه أقبل الحر على ابن سعد قائلا: أصلحك الله أمقاتل أنت هذا الرجل؟!
فقال: إي والله قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الايدي.
قال: فما لك في واحدة من الخصال التي عرض عليكم رضاً؟
فقال: أما والله لو كان الأمر لي لفعلت ولكن أميرك قد أبى.
فأقبل الحر حتى وقف من الناس موقفاً، ومعه قرة بن قيس الرياحي، فقال: يا قرة هل سقيت فرسك اليوم؟
قال: لا.
قال: أما تريد أن تسقيه؟
قال: فظننت والله أنه يريد أن يتنحى فلا يشهد القتال، وكره أن أراه حين يصنع فخاف أن أرفعه عليه. فقلت: أنا منطلق فساقيه.
قال: فاعتزلت ذلك المكان الذي كان فيه، فوالله لو أطلعني على الذي يريد لخرجت معه.
فأخذ يدنو من الحسين قليلاً قليلاً.
فقال له المهاجر بن أوس الرياحي: ما تريد يا بن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟
فسكت، وأخذه مثل العرواء (الرعدة من البرد والانتفاض).
فقال له يا بن يزيد: إن أمرك لمريب، وما رأيت منك في موقف قط مثل شيء أراه الآن، ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة رجلاً ما عدوتك، فما هذا الذي أرى منك؟!!!
قال: إني والله أخير نفسي بين الجنة والنار ووالله لا أختار على الجنة شيئاً ولو قطعت وحرقت.
ثم ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين (عليه السلام) ويده على رأسه وهو يقول: جعلني الله فداك يا بن رسول الله، أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع، وسايرتك في الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان. والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضت عليهم أبداً، ولا يبلغون منك هذه المنزلة، فقلت في نفسي: لا أبالي أن أصانع القوم في بعض أمرهم ولا يظنون أني خرجت من طاعتهم، وأما هم فسيقبلون من حسين هذه الخصال التي يعرض عليهم. ووالله إني لو ظننتم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك، وإني قد جئتك تائباً مما كان مني إلى ربي، ومواسياً لك بنفسي حتى أموت بين يديك، أفترى لي توبة؟
قال: نعم، يتوب الله عليك، ويغفر لك، فانزل.
قال: أنا لك فارساً خير مني راجلاً، أقاتلهم على فرسي ساعة وإلى النزول يصير آخر أمري.
وأول عمل قام به الحر عندما انحاز إلى معسكر الحسين (عليه السلام) هو خطبته في أهل الكوفة قائلاً: يا أهل الكوفة لأمّكم الهبل والعبر، إذ دعوتموه حتى إذا أتاكم أسلمتموه، وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه. أمسكتم بنفسه، وأخذتم بكظمه، واحتطم به من كل جانب، فمنعتموه التوجه في بلاد الله العريضة حتى يأمن ويأمن أهل بيته، وأصبح في أيديكم كالأسير لا يملك لنفسه نفعاً، ولا يدفع ضراً وحلأتموه ونساءه وصبيته وأصحابه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهودي والمجوسي والنصراني، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه، وها هم قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمداً في ذريته، لا سقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا وتنزعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه.
فحملت عليه رجالة ترميه بالنبل، فأقبل حتى وقف أمام الحسين.

فبعد الحملة الأولى ومقتل أكثر أصحاب الحسين (عليه السلام) خرج الحر إلى الحرب وخلفه زهير بن القين يحمي ظهره. فقاتل هو وزهير قتالاً شديداً، فكان إذا شد أحدهما فإن استلحم شد الآخر حتى يخلصه ففعلا ذلك ساعة
والحر يرتجز:

إني أنا الحر ومأوى الضيف **************** أضرب في أعراضكم بالسيف
**************** عن خير من حل بأرض الخيف****************

وبقي الحر يدير رحى الحرب وحده، ويحصد الرؤوس، ويخمد النفوس، حتى قتل في حملته الأخيرة ثمانين فارساً من أبطالهم، فضج العسكر، وصعب عليهم أمره، فنادى ابن سعد بالرماة والنبالة فأحدقوا به من كل جانب حتى صار درعه كالقنفذ، هنالك اتقدت نار الغيرة في كانون فؤاده، ووقف وقفة المستميت فنزل عن فرسه وعقرها لأنها لم تستطع الاقتحام من كثرة السهام، وأخذ يكر عليهم راجلاً إلى أن سقط على الأرض وبه رمق، فكر عليه أصحاب الحسين (عليه السلام)، واحتملوه حتى ألقوه بين يدي الحسين (عليه السلام)، فجعل الحسين يمسح الدم والتراب عن وجهه ويقول: ما أخطأت أمك إذ سمتك حرا، أنت الحر في الدنيا والحر في الآخرة

عظم الله لكم الأجر ياشيعة هاهو الحر شهيدا بين يدي الحسين عليه السلام

بيسان
03-03-2004, 04:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169
ليوم السادس ( حبيب بن مظاهر الأسدي ) رضوان الله عليه

http://khadmat.org/aalalrasool/aalalrasool/album/ashura/24.jpg

أهم ما يميز هذا الشهيد العظيم أنه قام في الأيام الأخيرة بمحاولة لتجنيد بعض رجال بني أسد الذين كانوا يقطنون في منطقة قريبة من ساحة المعركة المرتقبة أملاً في أن يدعموا النهضة المباركة للإمام الحسين (عليه السلام) فاستأذن الإمام في ذلك وحيث أذن له الإمام خرج إليهم حبيب ابن مظاهر الأسدي وبعد أن عرَّفهم بنفسه على أساس أنه سيد قبيلة بني أسد وزعيم كبير من زعمائهم تصور الجميع انه سوف يستنهضهم بمنطق الصراع القبلي والمفاخرات العشائرية ويلهب فيهم روحاً تواقة للحرب إلا أنه لم يفعل ذلك بل قام فيهم خطيباً وأوضح لهم أهمية الرسالة التي من اجلها جاء ويكشف لهم عن أهمية الإسهام في الثورة الحسينية لنصرة السبط الأعظم لخاتم الأنبياء والمرسلين قال: (إني قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم، أتيتكم أدعوكم إلى نصرة ابن بنت نبيكم فإنه في عصابة من المؤمنين الرجل منهم خير من ألف رجل، لن يخذلوه ولن يسلموه أبداً.. وهذا عمر بن سعد قد أحاط به، وأنتم قومي وعشيرتي، وقد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته، تناولا بها شرف الدنيا والآخرة، فإني أقسم بالله لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابراً محتسباً إلا كان رفيقاً لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في عليين فنهض عبد الله بن بشر الأسدي، كأول من استجاب وقال: (أنا أول من يجيب إلى هذه الدعوة).

كانت له مواقف ممتازة جداً في نصرة مسلم بن عقيل، وأخذ البيعة للإمام الحسين (عليه السلام) أما عندما قتل مسلم وهاني بن عروة اختفى في بيته وبين عشائره فراراً من السلطة الغاشمة.
لكن ما أن ورد إليه رسول الحسين يخبره بنزول الإمام في كربلاء خرج ومعه غلامه متخفياً حتى وصل كربلاء قبل اليوم العاشر من المحرم فكانت له بين يديه مواقف بطولية وتركت أثراً واضحاً في نفس الإمام الحسين (عليه السلام) خصوصاً بعد استشهاده.
وعلى حد تعبير المؤرخين: (لما قتل حبيب هد مقتله الحسين ((عليه السلام) )) وما أروع الخطاب التأبيني لسيد الشهداء في حقه قال: (احتسب نفسي وحماة أصحابي، ثم قال لك ردك يا حبيب لقد كنت فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة).

وفور وصول حبيب إلى كربلاء اتجه إلى خيمة الحسين (عليه السلام) واستقبله الحسين (عليه السلام) وخرج بقدومه، وظل حبيب قريباً من الإمام (عليه السلام) إلى آخر لحظة.
وعندما حان موعد صلاة الظهر طلب الإمام الحسين (عليه السلام) من الأعداء الكف عن القتال لأداء الصلاة، وفي أثناء استعداد الإمام (عليه السلام) لأداء الصلاة نادى أحد قادة عسكر ابن زياد المدعو الحصين بن نمير
فناداه الحصين ابن نمير ـ عليه اللعنة ـ قائلاً: صلّ يا حسين ما بدا لك فإن الله لا يقبل صلاتك.
فأجابه حبيب بن مظاهر: ثكلتك أمك، ابن رسول الله صلاته لا تقبل وصلاتك تقبل يا خمّار؟!
فقال الحسين لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله: تقدّما أمامي حتى أصلّي الظهر. فتقدّما أمامه في نحو نصفٍ من أصحابه حتى صلّى بهم صلاة الخوف، وسعيد تقدّم أمام الحسين فاستهدف لهم فجعلوا يرمونه بالنبال كلّما أخذ الحسين يميناً وشمالاً قام بين يديه فما زال يرمى إليه حتى سقط على الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عادٍ وثمود، اللهم أبلغ نبيّك عني السلام. وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإنني أردت بذلك نصرة ذرّية نبيّك ثم مات رحمه الله.
وخرج حبيب بن مظاهر وودع الحسين وجعل يقاتل وهو يقول:

أنا حبيـــــــب وأبـــــي مــظاهر********* فـــــارس هيجاء وحرب تسعر
أنــــــتم عـــــدّ عــــــــدّة وأكثر ********* ونحـــــــن أوفــى منكم وأصبر
وأنـــــــتم عــــــند الوفاء أغدر********* ونحــــــن أعـــلى حجّة وأظهر
فقتل اثنين وستين فارساً ثم قتل فبان الانكسار في وجه الحسين، فقال الحسين: لله درّك يا حبيب لقد كنت
فاضلً تختم القرآن في ليلة واحدة

http://khadmat.org/aalalrasool/aalalrasool/album/ashura/7.jpg

عظم الله لكم الأجر هاهو الشيخ العابد الزاهد الحافظ للقرآن شهيداً بين يدي الحسين عليه السلام

بيسان
03-03-2004, 04:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169
ليوم السابع ( أبو الفضل العباس ) علية السلام

http://khadmat.org/aalalrasool/aalalrasool/album/ashura/9.jpg

نشأ أبو الفضل العباس في بيت الإمامة الإلهية وترعرع في أكنافها، وتربى في مدرسة أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي هو باب مدينة علم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وظل ربيب ذلك البيت الرفيع مع أبيه طيلة أربعة عشر عاماً، في ذلك البيت

روي أن أباه علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) دعاه يوماً وهو صغير فأجلسه في حجره وقال له: يا بني قل: (واحد) فقال: واحد، فقال له: قل (اثنين) فامتنع عن ذلك، وقال: يا أبا إني أستحي أن أقول: اثنين بلسان قلت به واحد).

وقد أشار بذلك أن الوحدانية لا تليق إلا بفاطر السماوات والأرضين، وأني لا أشرك به أبداً، وهو القائل ] لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا[ الأنبياء: 23.

وبعد وفاة أبيه لازم الحسن الزكي طيلة عشر سنوات تقريباً ينهل من فيض علومه الزاخرة، ثم لازم أخاه الحسين الشهيد طيلة عشر سنوات أخر أو إحدى عشرة سنة يقتبس منه أنواع العلوم والمعارف، ويتحلى بالسؤدد والإباء حتى آخر يوم من عمره الشريف يوم عاشوراء فكان عمره يوم شهادته أربعاً وثلاثين سنة.

وناهيك بمن يولد وينشأ في حجر وكنف أمير المؤمنين وسيد الوصيين، ويعايش حياة سيدي شباب أهل الجنة. ويتتلمذ على يديهما السخيتين بالعطاء والمعرفة، وينتهل من علمهما الذي ينبع من معدن النبوة. ومهبط الوحي المبين.

مقتل العباس
عندها تقدم ابو الفضل نحو الحسين وقد خنقته العبرة ، قال : والآن يا ابن رسول الله أما لي من رخصة ، قال: اخي اخي عباس أنت حامل لوائي فمن لي بعدك
قال : أخي اذا كان لا بد اذهب واطلب لهؤلاء الاطفال ماء ، فحمل على القوم قائلا :
انا الذي اعرف عند الزمجرة ******** بابن علي المسمى حيدرة
انا الذي اعرف عند الزمجرة ******** بابن علي المسمى حيدرة
حتى كشفهم عن الماء ، ما ان وصل الى الماء ، ملئ القربة ولكن من شدة عطشه غرف غرفة من الماء ليشرب فتذكر عطش الحسين فرمى الماء وقال :
يا نفس من بعد الحسين هوني *********وبعده لا كنت او تكوني
هذا حسين وارد المنون **********وتشربين بارد المعين
ثم حمل نحو القوم ، فصاح عمر بن سعد : ويلكم حولوا بينه وبين ايصال الماء الى المخيم فلئن وصل الماء الى الحسين لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم فحمل عليهم العباس وقتل منهم مقتلة عظيمة ، الى ان كمن له رجل وراء نخلة ،فلما مر به ابو الفضل ضربه بسيفه على يمينه فبراها ، فالتقت السيف بشماله وهو يقول :
والله ان قطعتم يميني ********** اني احامي ابدا عن ديني
وعن امام صادق اليقين ********** سبط النبي الطاهر الامين
ثم قطعوا شماله فراح يقول :
قد قطعوا ببغيهم يساري ******** فاصلهم يا رب حر النار
يا نفس لا تخشي من الكفار ******** وابشري برحمة الجبار
**************مع النبي السيد المختار **********

فبينما هو كذلك واذ بالسهام نزلت عليه مثل المطر ، فوقع سهم في نحره ، وسهم في صدره وأصاب سهم عينه اليمنى فطفاها ، وسهم أصاب القربة فأريق ماؤها ، فجاؤا بعمد الحديد ، وضربوه على ام رأسه فهوى على الارض مناديا : أخي يا حسين ادركني فوصل اليه وجلس عنده فوجده مطبوخ الجبين : أخي ابا الفضل ، الآن انكسر ظهري الآن شمت بي عدوي وقلت حيلتي ، أراد أن يحمله الحسين الى المخيم
يقلله خوي حسين خليني بمكاني ****يقلله ليش يا زهرة زماني
يقلله واعدت سكنة وتراني *****بماي واستحي منها وما اقدر
قال: أخي دعني أموت في مكاني ، اوّلاً نزل بي الموت ، وثانياً أنا مستح من سكينة لاني وعدتها بالماء وكذلك الاطفال ، ثم ان العباس رفع رأسه من حجر الحسين ومرغه بالتراب ، فأمسك الحسين رأس العباس وأعاده الى حجره ن فأرجع العباس رأسه الى الارض ثانية حتى فعلها ثلاث مرات ، فقال له : أخي أبا الفضل لماذا كلما رفعت رأسك ووضعته في حجري تعيده الى الأرض ، قال : اخي أبا عبد الله أنت الآن تأخذ برأسي ولكن بعد ساعة من يأخذ برأسك
يا خوي من يغمضلك عيونك ***** ومين يوقف لعند الموت دونك

عند ذلك صاح : أخي ابا عبد الله ، ضع فمك على فمي ، فوضع فمه على فمه حتى أفاضت روحه الزكية، أي واسيداه واعباساه .

عظم الله لكم الأجر في ساقي عطاشى كربلاء وقطيع الكفين