قطر الندى
07-13-2006, 01:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ........
اتشرف بأن تبث أناملي المتواضعة أولى كتاباتي ألا وهي قصة قصيرة بعنوان
( الرحيل الموعود )
راجية من الله تعالى أن تنال على إعجابكم ..............ونسألكم الـــــــــــــــــدعاء
الرحيل الموعود
الجـــزء الأول
صفت قدماها مستقبلةَ القبلة وأخذت تَسبحُ في ملكوت الله الأعظم .. تناوبت حركاتها ما بين قيامٍ وقعود.. وركوع وسجود ..رافعةً يديها بالدعاء حيناً بعد حين تبث إلى الباري شجونها وآهات قلبها المتعب بجراحات الزمن المُر .. تلت آيات من الذكر الحكيم بصوت شجي تناغمت معه ذرات الكون ... وكانت تحس بالطمأنينة كلما تلت آية بعد آية ... (آلا بذكر الله تطمئن القلوب) ... كان خدها الرطب يزداد بهاءً كلما سفحت من عينيها الدموع ... وهالةً من نور تلتفُ حول وجهها المشرق ... ومن حيث لا تدري أطبقت( سُكون) البالغة من العمر السادسة عشر عاماً عينيها لتدخل عالم الرؤيا ذلك العالم الذي لم يتوصل العلم الحديث حتى الآن إلى حقيقته .
كان بستاناً شديد الخضرة والينابيع تتدفق فيه من كل جانب ... رائحته الذكية ملئت كيانها ... الطيور فيه تغني بتسابيح رحمانية لم تسمعها من قبلُ قط ...تربته درٌ منثور ممتزجة الألوان ... ضحكات الأطفال فيه تتناغم مع النسيم ...نساءٌ مكسوات ثياب الحرير خضراء .. وبيضاء .. فوق رؤوسهن أطواقٌ من الدر والياقوت ... ملامح وُجههن لا تكاد تُرى من النور الذى إلتف حولهن ... وكأن آيات سورة الرحمن .. قد تمثلت في هذا المنظر الخلاب أخذت (سكون) تتجول بين الجداول... تملئ رئتيها بعبير ذلك البستان وإذا بصوت رقيق يناديها من بعيد بعمق الزمان ... سكون ... سكون ... مرحبًَاًً بك في عالمنا .خفق قلب سكون لسماعها هذه الكلمات فهذا الصوت العذب عذوبة المياه لم يكن غريباً عليها ... لقد ألفت هذا الصوت من قبل ... التفتت .... مدت بصرها وإذا بها ترى شاباً في مقتبل العمر نوراني الطلعة بين عينيه أثر السجود متوج الرأس .. بهي المنظر ... تسمرت مكانها بينما أخذ الشاب بالتقدم نحوها .. أمسك بكلتا يديها وضمها إلى صدره بقوة تأملت وجهه ... لا أكاد أصدق . أخي .. حبيبي (رضا)... أرتمت في أحضانه .. تعانقه .. تلثمه .. تبكيه بحرقة ..تبثه هموم قلبها وحرقة قلب أمه الفاقدة الذي اضماه الفراق ... دموع أبيه التي ما بارحت وجنتيه ... استرسلت سكونٌ كما تسترسل الينابيع تحكي مرارة الزمن القاسي . مسح بيديه الحانيتين على خصلات شعرها الناعم.. حثها بكلمات على الصبر أوصاها بالسير في طريق الحق ... أختاه... كوني كما عهدتك نجمة من أهل الأرض مضيئة لأهل السماء ... أختاه لا تبرحي الطريق الزينبي .. ولا تبتغي غيره طريقاًً .. اسلكي طريق الشهادة فالوصول لهذه المقامات العالية التي ترينها كمثال لا يمكن تحقيقه إلا بالسير في طريق الحق ... كانت سكون تستمع وكلها آذان صاغية وقلب واعٍ ... انساب رضا من بين يدي أخته كانسياب النسيم في الليال الباردة ... طبع قبلة دافئة على جبينها ليعود من حيث أتى ...أسرعت سكون خلفه لكن خطواته كانت أسرع من الزمن .
انشق عمود الفجر ليرتفع صوت الحق معلناً دخول وقت الصلاة ... على هذه الكلمات أفاقت سكون ... فتحت عينيها بصعوبة .. أحست بالضيق لعودتها عن ذلك العالم النوراني ... كان المصحف لا يزال بين يديها ضمته لصدرها وأجهشت في بكاء مر ... شفتاها ترددان ( خذ بيدي يا رب .. افتح مسامع قلبي لذكرك ... ألج قلبي فرح الإقبال عليك ).
أعطتها هذه الكلمات طاقة لتقوم بهدوء وسكينة لم يسبق لها مثيل في سني عمرها .. جددت وضوءها لتصلي صلاة الفجر وتبدأ يوم جديد .
أبقت سكون ما رأته في المنام سراً دفيناً ... لكنه لم يفارق مخيلتها ولم يبارح مشاعرها ... كانت هذه الرؤيا مشعل من نور يضيء لها الدرب .
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ........
اتشرف بأن تبث أناملي المتواضعة أولى كتاباتي ألا وهي قصة قصيرة بعنوان
( الرحيل الموعود )
راجية من الله تعالى أن تنال على إعجابكم ..............ونسألكم الـــــــــــــــــدعاء
الرحيل الموعود
الجـــزء الأول
صفت قدماها مستقبلةَ القبلة وأخذت تَسبحُ في ملكوت الله الأعظم .. تناوبت حركاتها ما بين قيامٍ وقعود.. وركوع وسجود ..رافعةً يديها بالدعاء حيناً بعد حين تبث إلى الباري شجونها وآهات قلبها المتعب بجراحات الزمن المُر .. تلت آيات من الذكر الحكيم بصوت شجي تناغمت معه ذرات الكون ... وكانت تحس بالطمأنينة كلما تلت آية بعد آية ... (آلا بذكر الله تطمئن القلوب) ... كان خدها الرطب يزداد بهاءً كلما سفحت من عينيها الدموع ... وهالةً من نور تلتفُ حول وجهها المشرق ... ومن حيث لا تدري أطبقت( سُكون) البالغة من العمر السادسة عشر عاماً عينيها لتدخل عالم الرؤيا ذلك العالم الذي لم يتوصل العلم الحديث حتى الآن إلى حقيقته .
كان بستاناً شديد الخضرة والينابيع تتدفق فيه من كل جانب ... رائحته الذكية ملئت كيانها ... الطيور فيه تغني بتسابيح رحمانية لم تسمعها من قبلُ قط ...تربته درٌ منثور ممتزجة الألوان ... ضحكات الأطفال فيه تتناغم مع النسيم ...نساءٌ مكسوات ثياب الحرير خضراء .. وبيضاء .. فوق رؤوسهن أطواقٌ من الدر والياقوت ... ملامح وُجههن لا تكاد تُرى من النور الذى إلتف حولهن ... وكأن آيات سورة الرحمن .. قد تمثلت في هذا المنظر الخلاب أخذت (سكون) تتجول بين الجداول... تملئ رئتيها بعبير ذلك البستان وإذا بصوت رقيق يناديها من بعيد بعمق الزمان ... سكون ... سكون ... مرحبًَاًً بك في عالمنا .خفق قلب سكون لسماعها هذه الكلمات فهذا الصوت العذب عذوبة المياه لم يكن غريباً عليها ... لقد ألفت هذا الصوت من قبل ... التفتت .... مدت بصرها وإذا بها ترى شاباً في مقتبل العمر نوراني الطلعة بين عينيه أثر السجود متوج الرأس .. بهي المنظر ... تسمرت مكانها بينما أخذ الشاب بالتقدم نحوها .. أمسك بكلتا يديها وضمها إلى صدره بقوة تأملت وجهه ... لا أكاد أصدق . أخي .. حبيبي (رضا)... أرتمت في أحضانه .. تعانقه .. تلثمه .. تبكيه بحرقة ..تبثه هموم قلبها وحرقة قلب أمه الفاقدة الذي اضماه الفراق ... دموع أبيه التي ما بارحت وجنتيه ... استرسلت سكونٌ كما تسترسل الينابيع تحكي مرارة الزمن القاسي . مسح بيديه الحانيتين على خصلات شعرها الناعم.. حثها بكلمات على الصبر أوصاها بالسير في طريق الحق ... أختاه... كوني كما عهدتك نجمة من أهل الأرض مضيئة لأهل السماء ... أختاه لا تبرحي الطريق الزينبي .. ولا تبتغي غيره طريقاًً .. اسلكي طريق الشهادة فالوصول لهذه المقامات العالية التي ترينها كمثال لا يمكن تحقيقه إلا بالسير في طريق الحق ... كانت سكون تستمع وكلها آذان صاغية وقلب واعٍ ... انساب رضا من بين يدي أخته كانسياب النسيم في الليال الباردة ... طبع قبلة دافئة على جبينها ليعود من حيث أتى ...أسرعت سكون خلفه لكن خطواته كانت أسرع من الزمن .
انشق عمود الفجر ليرتفع صوت الحق معلناً دخول وقت الصلاة ... على هذه الكلمات أفاقت سكون ... فتحت عينيها بصعوبة .. أحست بالضيق لعودتها عن ذلك العالم النوراني ... كان المصحف لا يزال بين يديها ضمته لصدرها وأجهشت في بكاء مر ... شفتاها ترددان ( خذ بيدي يا رب .. افتح مسامع قلبي لذكرك ... ألج قلبي فرح الإقبال عليك ).
أعطتها هذه الكلمات طاقة لتقوم بهدوء وسكينة لم يسبق لها مثيل في سني عمرها .. جددت وضوءها لتصلي صلاة الفجر وتبدأ يوم جديد .
أبقت سكون ما رأته في المنام سراً دفيناً ... لكنه لم يفارق مخيلتها ولم يبارح مشاعرها ... كانت هذه الرؤيا مشعل من نور يضيء لها الدرب .