المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الحسين عليه السلام



القلب المكسور
02-23-2004, 07:20 PM
حقيقة الحسين عليه السلام
يسألوني أحدهم وأنا واقف في عرفة أثناء الحج عن السبب وراء ما أردده على لساني من ذكر الإمام الحسين علية السلام رغم أن الجميع يعرف أن مناديناً ينادي من قبل الله سبحانه وتعالى في يوم عرفة عبدي استأنف العمل فقد غفرت لك ذنبك في وقت يراني فيه جالسا أو واقفا وأنا أقول السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين أو يسألوني عن سبب بكائي على الحسين في عرفة واهتمامي البالغ في قراءة دعاء الإمام الحسين الذي قرأه في يوم عرفة ..؟
ولا أجد ما أجيبه سوى القول بأن كلما نملك فإنما هو من الإمام الحسين عليه السلام ولولا أنه علمنا كيف ندافع عن أنفسنا في مقابل الطغاة وأن نعيش أعزة وألا نموت إلا بعزة واقفين فهذه الشعلة المتقدة فينا فقد امتلكناها من الحسين حيث قال سلام الله عليه " لم اخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي والآمر بالمعروف والنهى عن المنكر " وهذه رسالة ليس من شأنها أن تكتب بيد عادية بل تكتب بدم الإمام الحسين ودم أبنائه ودم رضيعه سلام الله عليهم أجمعين.
أعطى الذي ملكت يداه إلهه
حتى الرضيع فداه كل رضيع
لقد تعلمنا من الثورة الإمام الحسين وما قدمه من تضحيات طالت أعز مالديه أن الحياة التي كتبها الله سبحانه للإنسان ليست هذه الحياة التي يضطر الواحد منا إلى الاستجداء أو خدمة الظلمة والخضوع لهم .
وقد استلهم أتباع هذا الإمام العظيم هذا الدرس المقدس في ارض المقاومة في لبنان ،، حيث قدحت شرارة الدفاع المقدس في جنوب لبنان ، وتمكن الشباب الثائر من إلحاق الهزيمة النكراء بالقوة الصهيونية التي كانت تقف وراءها الإسلامية في لبنان آلاف الملاحم البطولية لتحقيق هذا الإنجاز العظيم ، وكان في كل ملحمة من هذه الملاحم ما يهز قلب وفكر الإنسان بما للكلمة من معنى ، وذلك لأن شيعة الحسين الخالد جيداً ، كما أخذوا على أنفسهم أن يتأسوا بسيرة على الأكبر أو القاسم بن الحسن المجتبى ، وكيف أنهما – كما يشير التاريخ الموثق لملحمة كربلاء – لم يوليا أهمية للدنيا ، لأنهما قد عرفا ما حاق بالدين من خطر ماحق ، وما ينتظرهما من حياة سعيدة أبدية إذا ما نهضا بوحه الظلم والطغيان ، ومن هنا قال علي الأكبر لأبيه الإمام الحسين بعد أن عرف بأن الحق معهم : " لا نبالي إذا وقعنا على الموت أم وقع الموت علينا " ومن هنا أيضا رأينا كيف إن القاسم بن الحسن لم يأبه بتلك الجموع الظالمة وجلس ليصلح بشسع نعله وهو محاصر بين ألسنة النيران ووابل الحجر ووميض السيوف والرماح .
واليوم نجد أن نفس هذه الروح المقدسة قد انتقلت من المجاهدين اللبنانيين لتستقر في ذات الشباب الفلسطيني الذين يتسابقون فيما بينهم لينالوا شرف الشهادة في سبيل الله ، ذلك لأن قصص وملاحم التضحية والفداء قد انتقلت هي الأخرى إليهم .
أما في العراق : فأقولهما بصراحة : إن نظام صدام لم يدع وسيلة قمع وإفساد إلا واستخدمها ، ولو أننا لجأنا إلى الإحصاءات في هذا المجال لوصلنا إلى أرقام نجومية ، ففي يوم من الأيام كان صدام حسين يتمتع بدعم كافة القوى العالمية ، وكانت كافة الإمكانات الدولية تحت تصرفه بسبب ما كان يؤديه من خدمات للصليبية الصهيونية العالمية بموافقة المجرم وحربه العشواء ضد الثورة الإسلامية الوليدة في إيران ولا يزال الغرب يرى من مصلحته التعامل مع صدام كرئيس ضعيف في المنطقة ولكن مع كل ذلك لايزال الشعب العراقي شعبا مقاوما وأبرز دليل على ذلك تمسك هذا الشعب بأصالته الدينية والثورة المتمثلة في إقامة الشعائر الحسينية بمختلف الطرق رغم الحجر المنع والتخويف والإثارة لكن زرافات الناس تنهمر انهمار السيل على كربلاء عبر الصحاري والأدغال والبساتين ولعل الكثير منهم يستشهد في طريقه إلى كربلاء بداعي صعوبات الطبيعة أو نيران القوى الأمنية الظالمة لقد شحنت مدينة كربلاء المقدسة بثلاثة ملايين زائر على صغر مساحتها الجغرافية كما شحنت بأنواع الأسلحة كالدبابات والصواريخ والراجمات والمدفعية فضلا عن عدد القوات المسلحة الهائل وذلك كله لبث الرعب في قلوب الملايين القادمة لئلا تقيم شعائرها ولئلا ينتهي الأمر إلى ما لا تحمد عقباه من وجهة نظر السلطة الظالمة وهي العدو الداخلي للأمة ولكن ما أشعل الفتيل هو أن إنسانا واحدا خرج من بين هذه الملايين أثناء أذان الظهر من يوم عاشوراء ليصرخ قائلا ياحسين ياحسين فإذا بحناجر ثلاثة ملايين من البشر تصرخ وراءه بالنداء المقدس نفسه حتى غروب الشمس!!!
إن ملحمة كربلاء علمتنا وعلمت أبناءنا كيف نحارب في لبنان أو أفغانستان أو في العراق لندافع عن قيمنا وشرفنا فأمتنا لابد لها من تجاوز الذات لتحقيق المصالح الكبرى إذ أن الدافع عن القيم فوق الذاتيات وفوق المصالح الفردية العقيمة وهنا ستتحول أمتنا الى خير أمة سواء في الدنيا أو الآخرة.
فالله تبارك وتعالى لم يقل: كنتم خير أمة أخرجت للناس لأنكم تملكون الثورة أو النفط أو الأرض المهمة أو لأنكم تمتلكون نظاما تشريعيا جيدا كلا فالذي يملك كل ما ذكرناه ولكنه يفتقر إلى قدرة الدفاع عن نفسه فكل ما يملكه يذهب هباء منثورا تماما كما الإنسان الضخم الجثة ولكنه جبان خائر العزم إذ لا قيمة له ولا يهابه أحد.
ربنا سبحانه وتعالى يقول: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر..) وهو الأساس في المسألة برمتها.
ولعلنا قد قرأنا عبر الروايات التاريخية الخاصة بمقتل الإمام الحسين أن الطاغية يزيد قد أمر بأن يطاف برأس الإمام في مختلف المدن والقرى في البلاد الإسلامية وأن الرأس الشريف كان إذا ما وضع في موضع من هذه المدينة أو تلك يقرأ قوله سبحانه وتعالى: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من ءاياتنا عجبا*إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا*فضربنا على ءاذانهم في الكهف سنين عددا*ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا*نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية ءامنوا بربهم وزدناهم هدى*وربطنا على قلوبهم ‘ذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنآ إذا شططا*هؤلآء قومنا اتخذوا من دونه ءالهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا*وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقا) (الكهف/9-16) وذلك ليبين للناس بأنه يمثل قصة أصحاب الكهف في التاريخ المعاصر أي كما قام الفتية من أصحاب الكهف وانتفضوا وبينوا أحقيقة ودافعوا عن القيم من داخل حالة الظلم فدافع الله عنهم ونصرهم فغلب دينهم على لبدين الآخر كذلك الإمام الحسين كرر القصة نفسها لأنه كان قد ملأه الإيمان والتصديق بوعد الله القائل: فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا واليوم نجد أن حط وفكر الإمام الحسين هو الذي ينصر في العراق رغم إرادة الظالمين الذين مارسوا ويمارسون أنواع القمع والديكتاتورية.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يتبع نهج الحسين ونهج جده وأبيه المرتضى وأمه الزهراء وأخيه المجتبى والأئمة المعصومين من ذريته عليهم الصلاة والسلام وأن يجعلنا من المدافعين عن الدين والمبادئ وأن يحيينا حياة محمد وآله ويميتنا ممات محمد وآله وأن يثبت لنا قدم صدق مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين .

محاضرة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله وهذه المحاضرة ألقيت قبل الحشود الأمريكية في الخليج.


وعظم الله أجوركم بمصاب سيد شباب أهل الجنة أبو عبد الله الحسين عليه السلام .

تحياتي
القلب المكسور

شذراتـ أحزان
02-23-2004, 08:37 PM
http://members.lycos.co.uk/bentelshia/uploader/pic/mar7ba.gif

اللهم صلي على محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهار

السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بي فنائك

عظم الله أجوركم

أشكرك أخي :..*~ القلب المكسور ~*..:

على هذه المشاركة الرائعة والطيبة منك

لا حرمنا من مثل هذه المشاركات الجميلة

أثابك الله وجعلة في ميزان حسناتك

وفي أنتظــــار جديدك

http://members.lycos.co.uk/bentelshia/uploader/pic/ela-leqaa.gif

http://theholidayspot.com/valentine/graphics/rose.gif~ طيف الحب ~http://theholidayspot.com/valentine/graphics/rose.gif

غدير
02-24-2004, 09:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته


اللهم احينا حياة محمد وال محمد وامتنا ممات محمد وال محمد
اللهم اجعلنا من خدام الحسين عليه السلام
والسايرئن على نهجه

الف شكر لك اخى القلب المكسور
الله يعطيك العافيه
ويجعلها في ميزان اعمالك الصالحه
ولاتحرمنامن جديدك

القلب المكسور
02-24-2004, 06:27 PM
مشكوره اختي طيف الحب على المرور والرد الرائع

وانتي ايضا اختي غدير على المرور والرد مشكوره
واتمنى ان المواضيع تفيدكم
وعظم الله أجوركم بمصاب سيد شباب أهل الجنة أبو عبد الله الحسين عليه السلام .

تحياتي
القلب المكسور

شبكة الناصرة
02-24-2004, 08:45 PM
شكرا لك اخي على الموضوع والله يعطيك العافيه

وعظم الله اجوركم بمصاب سيد الشهداء عليه السلام

لؤلؤة البحر
02-24-2004, 09:04 PM
أحسنت أخي الكريم صاحب القلم الولائي على توضيح الكثير من الاشكالات التي تدور حول مسالة البكاء على الإمام الحسين..

و من هذا المنطلق قالوا أن الدين الإسلام محمدي الوجود و حسيني البقاء...

فلولاه - أعني الحسين صلوات الله عليه- لما بقيت للدين باقية..

لقد أوضحت فعلا أن كل ما لدينا من عاشوراء، و كربلاء باقية ما بقي الدهر,,

و يأبى الله إلا ان يتم نوره و لو كره الكافرون..


فـ ـ ـروته..