المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انصار الحسين عليه السلام(زهير ابن القين رضوان الله عليه )



عاشقة الزهراء
02-22-2004, 10:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم الله اجوركم بمصاب ابا عبد الله

انقل لكم النذر القليل عن ناصر من انصار ابي عبد الله واسال الله الاجر والثواب

وهذا الناصر هو

** زهير ابن القين رضوان الله عليه **


الشهيد في سطور


• أبوه: القين بن قيس الأنماري البجلي.

* من شجعان المسلمين.

* اشترك في الفتوح الإسلامية.

* من الخطباء المعدودين.

* كان عثماني الرأي.

* التحق بالحسين (عليه السلام) في أثناء الطريق.

* جعله الحسين (عليه السلام) قائداً على الميمنة.

* له حملات كثيرة يوم عاشوراء.

* قتل مائة وعشرين رجلاً ثم استشهد.

* مشى لمصرعه الحسين (عليه السلام) وابّنه.




عثماني


لم يكن عثمان بن عفان صاحب مذهب، وإمام طريقة، والمذاهب القائمة اليوم والتي انقرضت حدثت في القرن الثاني والثالث، فلم يدرك مؤسسوها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، بل ولم يدركوا الصحابة والتابعين.

إن سبب النسبة إلى بعض الأشخاص بـ(العثماني) هو نصرته لعثمان، أو تبنيه فكرة مظلوميته.

لقد شهد العالم الإسلامي في السنوات الست الأخيرة من حياة عثمان اضطراباً عظيماً، فقد بدأ على الخليفة الضعف والوهن والشيخوخة فتمادى الولاة ـ وجلهم من بني أمية ـ في ظلمهم وفجورهم، ورفع الصحابة أصواتهم مطالبين بالإصلاح، ومال الجمهور نحو جبهة المعارضة حتى أطاحوا بعثمان مقتولاً.

ولم ينته الأمر عند هذا الحدث، فقد قام بعض كبار الصحابة وممن لهم اليد الطولى في إضرام النار ضد الخليفة، والتحريض على قتله، والفتك به إلى المطالبة بدمه رافعين شعار (قتل عثمان مظلوماً).

ونشأت من ذلك حروب طاحنة بين المسلمين كان ضحيتها الألوف، ونشأ من هذا وذاك فكرة مظلومية الخليفة اعتنقها جماعة من المسلمين سمو بـ(العثمانية) كان من بينهم زهير بن القين.




في الطريق


وبلغ يزيد استقامة الحسين (عليه السلام) بمكة وموافاة أهل الأمصار الإسلامية له، وبيعة الكوفة، فأنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر وأمّره على الحاج، وولاه أمر الموسم، وأوصاه بالفتك بالحسين أينما وجد. (المنتخب: 304).

علم الحسين (عليه السلام) ذلك، وكان في وضع يمكنه مجابهة هؤلاء ومقاتلتهم، ولكنه خاف أن تنتهك حرمة البيت، فخرج من مكة يوم التروية ـ الثامن من ذي الحجة سنة 60هـ ـ بعد أن خطب فيها معلناً دعوته. سار موكب الحسين (عليه السلام) متجهاً نحو الكوفة وفشلت المحاولات التي بذلت لصده عن عزمه.

وكان هناك موكب آخر يسير بزعامة زهير بن القين، مؤلف من نفر من البجليين والفزاريين.

والظاهر أن أهل هذا الموكب كانوا مجانبين للحسين (عليه السلام) يكرهون مسايرته والنزول معه.

فعن بعض الفزاريين قال: كنا مع زهير بن القين البجلي، أقبلنا من مكة نساير الحسين (عليه السلام)، فلم يكن شيء أبغض إلينا من أن نسايره في منزل، فإذا سار الحسين تخلف زهير بن القين، وإذا نزل الحسين تقدم زهير، حتى نزلنا يومئذ في منزل لم نجد بداً من أن ننازله فيه، فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين حتى سلم ثم دخل، فقال: يا زهير بن القين إن أبا عبد الله الحسين بن علي بعثني إليك لتأتيه.

قال: فطرح كل إنسان ما في يده حتى كأننا على رؤوسنا الطير.

قال أبو مخنف: فحدثتني دلهم بنت عمرو ـ امرأة زهير بن القين ـ قالت: فقلت له: يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه؟! سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت.

قالت: فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشراً، قد أسفر وجهه، فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فقدم وحمل إلى الحسين ثم قال: أنت طالق، الحقي بأهلك، فإني لا أحب أن يصيبك من سببي إلا خيراً، وخلد التاريخ دلهم بنت عمرو لموقفها المشرف في نصرة الحق، والتضحية لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى بأعز ما تملك.

ثم قال لأصحابه: من أحب منكم أن يتبعني وإلا فإنه آخر العهد. إني سأحدثكم حديثاً: غزونا بلنجر (بلنجر: ببلاد الخزر خلف باب الأبواب، فتحها سليمان بن ربيعة ـ معجم البلدان، 2/278) ففتح الله علينا، وأصبنا غنائم، فقال لنا سلمان الباهلي: أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من المغانم؟

فقلنا: نعم.

فقال لنا: إذا أدركتم شباب آل محمد فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معهم بما أصبتم من الغنائم. فأما أنا فإني استودعكم الله. (تاريخ الطبري 6/225).




ألف قتلة


أصحاب الحسين (عليه السلام) بلغ حبهم للحسين (عليه السلام) أقصى غاية حتى أن عابساً قال للحسين (عليه السلام): أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز عليّ ولا أحب إليّ منك.

ويقول مسلم بن عوسجة للحسين (عليه السلام) لما أذن لهم بالانصراف: أما والله لو قد علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أحيا ثم أذرى، ثم يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك، وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً وقام زهير بن القين (رحمة الله) عليه فقال: والله لودت إني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف مرة وأن الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك. (الإرشاد: 231).




خطبته


وأصبح الصباح وصلى الحسين (عليه السلام) بأصحابه ثم خطبهم قائلاً: إن الله قد أذن في قتلكم فعليكم بالصبر.

ثم صفّهم للحرب، وصفّ ابن سعد أصحابه، ورتبهم في مراكزهم، وقد ملأوا أرض كربلاء خيلاً ورجالاً.

وأقبل (عليه السلام) نحو أهل الكوفة يخطبهم واعظاً ومرشداً. وقد ذكر المؤرخون وأهل المقاتل للحسين (عليه السلام) خطبتين في ذلك اليوم هما من أروع التراث الإسلامي بلاغة وأدباً.

حتى خاف ابن سعد أن يهيمن الحسين (عليه السلام) على الموقف بخطبه فقال: ويلكم كلموه فإنه ابن أبيه والله لو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما قُطع ولما حُصر فكلموه. (مقتل الحسين للخوارزمي 1/ 253).

وبعد خطاب سيد الشهداء (عليه السلام) تقدم بعض أصحابه يخطبون في أهل الكوفة.

تقدم زهير بن القين على فرس ذنوب وهو شاك في السلاح فقال: يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار، إن حقاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتى الآن أخوة على دين واحد، وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منا أهل، فإذا أوقع السيف انقطعت العصمة، وكنا أمة وأنتم أمة. إن الله ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) لينظر ما نحن وأنتم عاملون. إنا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية يزيد وعبيد الله بن زياد، فإنكم لا تدركون منهما إلا سوء سلطانهما كله ليسملان أعينكم، ويقطعان أيديكم وأرجلكم، ويمثلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل، ويقتلان أماثلكم وقراءكم، أمثال حجر بن عدي وأصحابه، وهانئ بن عروة وأشباهه.

فسبوه، وأثنوا على عبيد الله بن زياد ودعوا له وقالوا: والله لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيد الله سلماً.

فقال زهير: عباد الله إن ولد فاطمة أحق بالود والنصر من ابن سميّة، فإن لم تنصروهم فأعيذكم بالله أن تقتلوهم، فخلوا بين هذا الرجل وبين يزيد، فلعمري أن يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين (عليه السلام).

فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم وقال: اسكت، أسكت الله نامتك، أبرمتنا بكثرة كلامك.

فقال زهير: يا بن البوال على عقبيه ما إياك أخاطب، إنما أنت بهيمة، والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين، فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم.

فقال الشمر: إن الله قاتلك وصاحبك عن ساعة.

فقال زهير: أفبالموت تخوفني؟! فوالله للموت معه أحب إليّ من الخلد معكم. ثم أقبل على الناس رافعاً صوته فقال:

عباد الله لا يغرنكم من دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه، فوالله لا تنال شفاعة محمد صلى الله عليه وآله قوماً هرقوا دماء ذريته وأهل بيته، وقتلوا من نصرهم، وذب عن حريمهم.

فناداه رجل من أصحابه: إن أبا عبد الله يقول لك: أقبل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء فلقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والإبلاغ. (تاريخ الطبري 6/244).




مع الحر


لأصحاب الحسين (عليه السلام) حملة كبرى في بدء النهار اشتركوا فيها بأجمعهم وصرع فيها أكثرهم، كما أن للطالبيين حملة كبرى بعد مقتل عبد الله بن مسلم بن عقيل استشهد فيها بعضهم.

وذكر المؤرخون وأرباب المقاتل إن الذين استشهدوا من أصحاب الحسين (عليه السلام) في الحملة الأولى خمسون شخصاً، ثم صاروا بعدها يبرزون وحداناً أو على شكل مجموعات صغيرة، ولست أعرف السبب في جعل الحسين (عليه السلام) خطة الحرب بهذا الشكل، ولعله ـ والله أعلم ـ أراد تطويل ساعات الحرب ليتبصر متبصر، ويهتدي ضال أو أراد انتهاءها قرب المساء لينشغلوا عن العائلة بعض الشغل، فلا يجدّوا في قتل الأطفال والنساء، أو لأمور أخرى رآها (عليه السلام) وكيف كان فقد ذكر أهل المقاتل خروج الحر بن يزيد الرياحي للحرب ومعه زهير بن القين يحمي ظهره، فكان إذا شد أحدهما واستلحم شد الآخر واستنقذه.

ولم يذكر المؤرخون خروج غيرهما بهذه الكيفية، ولعل السبب في ذلك أن جيش الكوفة كان أكر حقداً على الحر من غيره باعتباره كان واحداً منهم، بل من قادتهم وزعمائهم، ثم انتقل إلى عدوهم، فلا أشد حرصاً على قتله لذا خرج معه زهير يحمي ظهره.

وذكروا أن فرس الحر لمضروب على أذنيه وحاجبيه والدماء تسيل منه وهو يتمثل بقول عنترة:

ما زلت أرميهم بثغرة نحره***ولبانه حتى تسربل بالدم

وزهير يقاتل ويرتجز:]

أذودكم بالسيف عن حسين

أنا زهير وأنا ابن القين

إن حسيناً أحد السبطين





الشهادة


من قرا السير والتاريخ عرف لهذا الرجل مكانة سامية، وزعامة كبيرة، وبصيرة بالحرب، وبطولة قل أن تضاهيها بطولة، وأنه من أبطال الفتوحات الإسلامية.

وأنا ذكرت في مقدمة هذه السلسلة أن أصحاب الحسين (عليه السلام) كانوا جميعهم بمنزلة رفيعة من العلم والفضل والدين والشجاعة، فقد جمعوا الصفات الغر، وإن نصرتهم لسيد الشهداء (عليه السلام)، وحظوتهم بالشهادة لم يكن اعتباطاً بل كان عن تأهيل وجدارة استحقوها لطهارتهم وإخلاصهم للمولى جل شأنه.

لقد مر عليك آنفاً خروج الحر للحرب وزهير يحمي ظهره، وبعد مقتل الحر رجع زهير إلى مركزه وبعد الزوال خرج سلمان بن مضارب البجلي ـ ابن عم زهير ـ فقاتل حتى قتل، ثم خرج بعده زهير فوضع يده على منكب الحسين (عليه السلام) وقال مستأذناً:

فاليـــــوم ألقى جدك النبيا

وذا الجناحين الفتى الكميا

أقدم هديت هـادياً مهديا

وحسناً والمرتضى عليا

وأسد الله الشهيد الحيا


فقال الحسين (عليه السلام): وأنا ألقاهما على أثرك. (مقتل الحسين للمقرم: 306).

فجعل يقاتل قتالاً لم ير مثله، ولم يسمع بشبهه، وأخذ يحمل على القوم ويقول:

أذودكم بالسيف عن حسين

مــن عترة البر التقي الزين

اضــربكم ولا أرى من شين

أنا زهير وأنا ابـــــن القين

إن حسيناً أحــــد السبطين

ذاك رسول الله غير المين

يا ليت نفسي قسمت قسمين


(أعيان الشيعة 4/ القسم الأول ص233).

فقتل مائة وعشرين، ثم عطف عليه كثير بن عبد الله الشعبي، والمهاجر بن أوس فقتلاه.

فوقف عليه الحسين وقال: (لا يبعدنك الله يا زهير ولعن الله قاتليك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير). (مقتل الحسين للمقرم: 306).




قالوا في زهير بن القين


1ـ قال الإمام المهدي (عليه السلام) في زيارة الناحية:

(السلام على زهير بن القين البجلي، القائل للحسين (عليه السلام) وقد إذن له في الانصراف: لا والله لا يكون ذلك أبداً؛ أترك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله أسيراً في يد الأعداء وأنجو أنا!! لا أراني الله ذلك اليوم). (الإقبال: 46).


2ـ قال الحسن بن علي بن داود الحلي:

(زهير بن القين قتل بكربلاء (رحمه الله)، عظيم الشأن). (كتاب الرجال: 99).


الى للقاء مع الناصر الثاني من انصار الامام الحسين(ع) في اليلة القادمه انشاء الله