ابو طارق
06-27-2006, 11:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت اقرأ في كتاب لسماحة العلامة
(( آية الله السيد محمد حسين فضل الله دام ظله ))
اسم الكتاب (تأملات اسلامية حول المرأة )
ولفت نظري هذا الموضوع فأحببت ان اعيد طباعته ونقله لكم
واعتذر سلف عن اي خطء في الطباعة
العنوسة
قد تعود أسباب العنوسة الى صعوبة الشروط التي تشترطها المرأة على من يريد الزواج منها , نتيجة بعض حالات الانفتاح الذاتي الذي يجعلها تفكر في وضع شروط قاسية جدا على من تقبل به زوجا , فتقول مثلا فهذا أقل مني ثقافة , وهذا لا يمثل الأنسان الذي أطمح اليه في قامته وشخصيته وجماله , وهذا الانسان من عائلة دون مستوى عائلتنا ، وهكذا.. وقد تحدث العنوسة عندما تعيش المرأة في حالة معقدة توحي برفض كل من يتقدم لها ، لأنه لا يمثل الصورة التي وضعتها في احلامها للأنسان الذي تريد أن تعيش معه ، وهي صورة قد تكون أقرب الى الخيال منها الى الواقع, قد تبدأ المسألة هكذا وتستمر ونحن نعرف أن المرأة عندما تبلغ سنا معينة فان العرف الاجتماعي يجعل هذا العمر حاجزا بينها وبين رغبة الآخرين في الزواج منها
وقد تكون المسألة ناتجة عن تقاليد الأهل في مسألة الزواج ، سواء أكان ذلك من ناحية ضخامة المهر الذي لا يستطيع أن يدفعه الرجل أم من خلال الشروط التي يشترطونها ، في الزوج بأن يكون ملائما لمزاجهم لا لمزاج الفتاة ، او ان يكون منسجما في المستوى مع مستواهم الاجتماعي ، وما الى ذلك من الامورالتي يتدخل فيها مزاج الأهل أو مزاج المجتمع في وعي الأهل . الأمر الذي يعقد اتمام الزواج ويجعلهم يرفضون الزوج الاول والثاني والثالث ، حتى تنتهي المسألة الى العنوسة
وربما تعود الأسباب الى ظروف اجتماعية خاصة كأن تعيش الفتاة في جو لا تملك فيه أن يتعرف اليها أحد ممن يمكن أن يتزوجها ، وما الى ذلك من الأمور الذاتية أو الخارجية
ومن الطبيعي أننا ، في مثل هذه الحالة ، ينبغي ان نفكر بأن الاسلام أراد تسهيل مسألة الزواج ، فنحن نلاحظ أن الحديث الشريف يقول (( اذا جائكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه )) الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير
وهذا يعني أن الخلق والدين هما الاساس في العلاقة الزوجية .وينبغي على الفتاة واهلها ألا يرفضوا الانسان الذي يتميز بهاتين الصفتين , انطلاقا من وجود حالة مادية سلبية ، أو من وجود حالة اجتماعية سلبية في عرف هؤلاء وذات صلة بالمستوى الطبقي للمجتمع وما الى ذلك من الامور أن الاسلام اعتبر غلاء المهر شؤما للمرأة ، واعتبر مسألة تعقيد الحياة الزوجية ، نتيجة الواقع الاقتصادي ، أمرا غير مستحب وهذا ما تفهمه من الآية الكريمة (( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ، ان يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله ))
سورة النور ألآية (32)
فهي تعني أن مسألة المال ليست واردة على اساس ان تكون شرطا في وقت الزواج لأن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يرزقهما كما رزق غيرهما
ان تبديل النظرة الى هذا الامر غدا أمرا ضروريا وينبغي تخفيف قيود الزواج ومحاولة اعطاء الفتاة والشاب الحرية في ان يتزوجا ويعيشا معا وفق ما يختارانه من حياة فقد يخططان لأن يستأجرا غرفة ليجلسا فيها ليكملا دراستهما مثلا ضمن شروط معينة
ويمكن ان يعيشا مع اهلهما اذا اتفقا مع اهل الزوج او الزوجة ويمكن ان يكتفيا بأي مكان يتوافق مع امكاناتهما وهكذا عندما نسهل الحياة الزوجية ونخفف كثيرا من تقاليد الزواج ونخفف كثيرا من الشروط غير الواقعية وغير الانسانية للزوج الذي تريد ان تختاره الفتاة يمكن ان تتسهل عملية الزواج
ثم ان هناك امرا قد لايحتمله المجتمع ولكن الاسلام اقره فقد جعل من حق الفتاة ان تسعى لتهيء لنفسها زوجا وأن تطلب من انسان أن يتزوجها كما من حق الرجل ان يسعى ليتزوج بأمراة ان علينا ان نغير مفهوم المجتمع حتى لا يعتبر طلب الفتاة للزواج انتقاصا في شخصيتها أو في شرفها أو ابتعاد عن موقع الحياة الطبيعي عندها لأن الزواج حاجة للمرأة كما هو حاجة للرجل بل قد يكون حاجة للمرأة ، بلحاظ بعض الظروف التي قد تواجهها في حياتها أكثر مما قد يكون حاجة للرجل وهذا ما نستوحيه من قصة تلك المرأة التي جاءت الى رسول الله (ص) وهو جالس بين أصحابه فقالت له زوجني يا رسول الله (ص) فلم ينكر عليها الرسول هذا الطلب ولم ينكر عليها اصحابه هذا الطلب وعرض على اصحابه ان يتزوجها أحد منهم كما لو كانت المسألة شيئا طبيعيا وعندما لم يقم الا رجل واحد كان لا يملك شيئا قال له هل معك شئ من القرآن قال بلى قال زوجتك اياها بما معك من القرآن
انن نستوحي من هذه القصة الواردة في السيرة النبوية الشريفة مفهوما يفرض علينا ان نبدل مفاهيمنا
ان كثيرا من العانسات صرن الى هذا الوضع بفعل عقدة ذاتية تتمثل في صورة متخيلة لزوج المستقبل أو بسبب شروط غير واقعية لما يمكن ان يقدمه زوج المستقبل او بفعل مفاهيم غير انسانية وغير اسلامية في ما يختزنه المجتمع من مفاهيم لذلك لا بد من ثورة على كل هذه العقد وعلى كل هذه المفاهيم حتى نتجاوز مسألة العنوسة كظاهرة اجتماعية ولكن من الطبيعي ان حل هذه المشاكل لن يكون مئة بالمئة
ستيقى هناك عانسات وعليهن ان يتدبرن أمورهن في الخروج من هذه العنوسة بحسب ظروفهن الطبيعية التي تحيط بهن من هنا او من هناك
ويجب ان تفهم المرأة في هكذا حالات ان الزواج ليس هو كل شيئ في حياتها الزواج حاجة طبيعية تشعر فيه المرأة بأنها تتكامل مع الرجل ومن الطبيعي انها تبقى تشعر بفراغ ما دامت لم تحصل على زوج وهذا ما تنطق به الآية الكريمة ((هن لباس لكم وأنتم لبس لهم )) سورة البقرة الآية (187) كما يشعر الانسان بالعري عندما يفتقد الثوب وكذلك تشعر المرأة ويشعر الرجل بالفراغ والنقص عندما لا ينضم الى الطرف الآخر
لكن عليها ان تعتبر انه ليس من الضروري التفكير بان السعادة في الحياة تتمثل في ان نحصل على كل ما نحبه فهناك أشياء نحبها ولا تتحقق لنا وعليها ان تنظر للمتزوجات فربما كن يعشن مشاكل أكثر مم تعيشها العانسات
لهذا عليها الا تعتبر عدم الزواج عذابا الهيا يمثل شقاء أبديا لها وعليها وهي تبحث عن امكانات تتجاوز حالة العنوسة ان تنصرف الى ان تنمي شخصيتها بالأعمال الثقافية والاجتماعية والقيام بجهودها التي تملكها في ابراز العناصر الاساسية في شخصيتها الأمر الذي يجعل منها انسانة يشعر المجتمع بلأنه بحاجة اليها أكثر مما يشعر الزوج بأنه بحاجة اليها
لذلك فان عليها الا تستسلم الى الاحاسيس السلبية الخانقة في هذه المشكلة بل عليها ان تنفتح على الحياة بشكل واسع لأن مجالات الحياة اوسع ولآفاقها أرحب
والحمد لله رب العالمين
كنت اقرأ في كتاب لسماحة العلامة
(( آية الله السيد محمد حسين فضل الله دام ظله ))
اسم الكتاب (تأملات اسلامية حول المرأة )
ولفت نظري هذا الموضوع فأحببت ان اعيد طباعته ونقله لكم
واعتذر سلف عن اي خطء في الطباعة
العنوسة
قد تعود أسباب العنوسة الى صعوبة الشروط التي تشترطها المرأة على من يريد الزواج منها , نتيجة بعض حالات الانفتاح الذاتي الذي يجعلها تفكر في وضع شروط قاسية جدا على من تقبل به زوجا , فتقول مثلا فهذا أقل مني ثقافة , وهذا لا يمثل الأنسان الذي أطمح اليه في قامته وشخصيته وجماله , وهذا الانسان من عائلة دون مستوى عائلتنا ، وهكذا.. وقد تحدث العنوسة عندما تعيش المرأة في حالة معقدة توحي برفض كل من يتقدم لها ، لأنه لا يمثل الصورة التي وضعتها في احلامها للأنسان الذي تريد أن تعيش معه ، وهي صورة قد تكون أقرب الى الخيال منها الى الواقع, قد تبدأ المسألة هكذا وتستمر ونحن نعرف أن المرأة عندما تبلغ سنا معينة فان العرف الاجتماعي يجعل هذا العمر حاجزا بينها وبين رغبة الآخرين في الزواج منها
وقد تكون المسألة ناتجة عن تقاليد الأهل في مسألة الزواج ، سواء أكان ذلك من ناحية ضخامة المهر الذي لا يستطيع أن يدفعه الرجل أم من خلال الشروط التي يشترطونها ، في الزوج بأن يكون ملائما لمزاجهم لا لمزاج الفتاة ، او ان يكون منسجما في المستوى مع مستواهم الاجتماعي ، وما الى ذلك من الامورالتي يتدخل فيها مزاج الأهل أو مزاج المجتمع في وعي الأهل . الأمر الذي يعقد اتمام الزواج ويجعلهم يرفضون الزوج الاول والثاني والثالث ، حتى تنتهي المسألة الى العنوسة
وربما تعود الأسباب الى ظروف اجتماعية خاصة كأن تعيش الفتاة في جو لا تملك فيه أن يتعرف اليها أحد ممن يمكن أن يتزوجها ، وما الى ذلك من الأمور الذاتية أو الخارجية
ومن الطبيعي أننا ، في مثل هذه الحالة ، ينبغي ان نفكر بأن الاسلام أراد تسهيل مسألة الزواج ، فنحن نلاحظ أن الحديث الشريف يقول (( اذا جائكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه )) الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير
وهذا يعني أن الخلق والدين هما الاساس في العلاقة الزوجية .وينبغي على الفتاة واهلها ألا يرفضوا الانسان الذي يتميز بهاتين الصفتين , انطلاقا من وجود حالة مادية سلبية ، أو من وجود حالة اجتماعية سلبية في عرف هؤلاء وذات صلة بالمستوى الطبقي للمجتمع وما الى ذلك من الامور أن الاسلام اعتبر غلاء المهر شؤما للمرأة ، واعتبر مسألة تعقيد الحياة الزوجية ، نتيجة الواقع الاقتصادي ، أمرا غير مستحب وهذا ما تفهمه من الآية الكريمة (( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ، ان يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله ))
سورة النور ألآية (32)
فهي تعني أن مسألة المال ليست واردة على اساس ان تكون شرطا في وقت الزواج لأن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يرزقهما كما رزق غيرهما
ان تبديل النظرة الى هذا الامر غدا أمرا ضروريا وينبغي تخفيف قيود الزواج ومحاولة اعطاء الفتاة والشاب الحرية في ان يتزوجا ويعيشا معا وفق ما يختارانه من حياة فقد يخططان لأن يستأجرا غرفة ليجلسا فيها ليكملا دراستهما مثلا ضمن شروط معينة
ويمكن ان يعيشا مع اهلهما اذا اتفقا مع اهل الزوج او الزوجة ويمكن ان يكتفيا بأي مكان يتوافق مع امكاناتهما وهكذا عندما نسهل الحياة الزوجية ونخفف كثيرا من تقاليد الزواج ونخفف كثيرا من الشروط غير الواقعية وغير الانسانية للزوج الذي تريد ان تختاره الفتاة يمكن ان تتسهل عملية الزواج
ثم ان هناك امرا قد لايحتمله المجتمع ولكن الاسلام اقره فقد جعل من حق الفتاة ان تسعى لتهيء لنفسها زوجا وأن تطلب من انسان أن يتزوجها كما من حق الرجل ان يسعى ليتزوج بأمراة ان علينا ان نغير مفهوم المجتمع حتى لا يعتبر طلب الفتاة للزواج انتقاصا في شخصيتها أو في شرفها أو ابتعاد عن موقع الحياة الطبيعي عندها لأن الزواج حاجة للمرأة كما هو حاجة للرجل بل قد يكون حاجة للمرأة ، بلحاظ بعض الظروف التي قد تواجهها في حياتها أكثر مما قد يكون حاجة للرجل وهذا ما نستوحيه من قصة تلك المرأة التي جاءت الى رسول الله (ص) وهو جالس بين أصحابه فقالت له زوجني يا رسول الله (ص) فلم ينكر عليها الرسول هذا الطلب ولم ينكر عليها اصحابه هذا الطلب وعرض على اصحابه ان يتزوجها أحد منهم كما لو كانت المسألة شيئا طبيعيا وعندما لم يقم الا رجل واحد كان لا يملك شيئا قال له هل معك شئ من القرآن قال بلى قال زوجتك اياها بما معك من القرآن
انن نستوحي من هذه القصة الواردة في السيرة النبوية الشريفة مفهوما يفرض علينا ان نبدل مفاهيمنا
ان كثيرا من العانسات صرن الى هذا الوضع بفعل عقدة ذاتية تتمثل في صورة متخيلة لزوج المستقبل أو بسبب شروط غير واقعية لما يمكن ان يقدمه زوج المستقبل او بفعل مفاهيم غير انسانية وغير اسلامية في ما يختزنه المجتمع من مفاهيم لذلك لا بد من ثورة على كل هذه العقد وعلى كل هذه المفاهيم حتى نتجاوز مسألة العنوسة كظاهرة اجتماعية ولكن من الطبيعي ان حل هذه المشاكل لن يكون مئة بالمئة
ستيقى هناك عانسات وعليهن ان يتدبرن أمورهن في الخروج من هذه العنوسة بحسب ظروفهن الطبيعية التي تحيط بهن من هنا او من هناك
ويجب ان تفهم المرأة في هكذا حالات ان الزواج ليس هو كل شيئ في حياتها الزواج حاجة طبيعية تشعر فيه المرأة بأنها تتكامل مع الرجل ومن الطبيعي انها تبقى تشعر بفراغ ما دامت لم تحصل على زوج وهذا ما تنطق به الآية الكريمة ((هن لباس لكم وأنتم لبس لهم )) سورة البقرة الآية (187) كما يشعر الانسان بالعري عندما يفتقد الثوب وكذلك تشعر المرأة ويشعر الرجل بالفراغ والنقص عندما لا ينضم الى الطرف الآخر
لكن عليها ان تعتبر انه ليس من الضروري التفكير بان السعادة في الحياة تتمثل في ان نحصل على كل ما نحبه فهناك أشياء نحبها ولا تتحقق لنا وعليها ان تنظر للمتزوجات فربما كن يعشن مشاكل أكثر مم تعيشها العانسات
لهذا عليها الا تعتبر عدم الزواج عذابا الهيا يمثل شقاء أبديا لها وعليها وهي تبحث عن امكانات تتجاوز حالة العنوسة ان تنصرف الى ان تنمي شخصيتها بالأعمال الثقافية والاجتماعية والقيام بجهودها التي تملكها في ابراز العناصر الاساسية في شخصيتها الأمر الذي يجعل منها انسانة يشعر المجتمع بلأنه بحاجة اليها أكثر مما يشعر الزوج بأنه بحاجة اليها
لذلك فان عليها الا تستسلم الى الاحاسيس السلبية الخانقة في هذه المشكلة بل عليها ان تنفتح على الحياة بشكل واسع لأن مجالات الحياة اوسع ولآفاقها أرحب
والحمد لله رب العالمين