المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غضوا ابصاركم تروا العجائب!!!



سيد جلال الحسيني
02-06-2013, 11:48 AM
السلام عليكم
اعزائي قال الله سبحانه وتعالى
إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ‏ بِما يَصْنَعُونَ‏ (8)(فاطر)

علينا ان نتيقن بان الله سبحانه معنا في كل لمحة ونظرة

وان النظرة المحرمة لها آثار عظيمة على الرجل والمرأة ؛ وقد لا نلتفت لاهميتها جهلا بما سيصيبنا من تلك النظرة ؛ فان هذه النظرة هي السد المنيع للعارف ولاهل السير والسلوك ولاهل الذكر والتلاوة من الوصول لما يهدفون وللتاجر من ان ينال ما استثمر في عافية ؛ فان هناك في القران الكريم وروايات اهل البيت عليهم السلام كثير من المواعظ التي تبين للجميع بان على الكل رفع هذا المانع عن طريقهم اولا لينالوا ما يريدون من جهادهم في سبيل الوصول لاهدافهم .
فالجهاد بدون رفع المانع كالخل في العسل
فتعالوا يا اهل السير والسلوك ويا اهل العرفان ؛ ويا تاجر لنبدء برفع هذا المانع اولا ثم نخطوا نحو الله سبحانه بخطوات مباركة صافية من هذه الشائبة لننال خير الدارين ؛ ولأهمية الموضوع سابدء باذن الله تعالى ببحث مفصل عن النظرة المحرمة وآثارها الفجيعة المرعبة




الفصل الاول

مصباح الشريعة ؛ ؛ ص9

قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام ‏ مَا اغْتَنَمَ أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا اغْتَنَمَ بِغَضِ‏ الْبَصَرِ لِأَنَّ الْبَصَرَ لَا يُغَضُّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا وَ قَدْ سَبَقَ إِلَى قَلْبِهِ مُشَاهَدَةُ الْعَظَمَةِ وَ الْجَلَالِ
سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِمَا ذَا يُسْتَعَانُ عَلَى غَضِّ الْبَصَرِ؟؟
فَقَالَ عليه السلام بِالْخُمُودِ تَحْتَ سُلْطَانِ الْمُطَّلِعِ عَلَى سِرِّكَ وَ الْعَيْنُ جَاسُوسُ الْقَلْبِ وَ بَرِيدُ الْعَقْلِ فَغُضَّ بَصَرَكَ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِدِينِكَ وَ يَكْرَهُهُ قَلْبُكَ وَ يُنْكِرُهُ عَقْلُكَ .
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ تَرَوُا الْعَجَائِبَ‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ‏ وَ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام لِلْحَوَارِيِّينَ إِيَّاكُمْ وَ النَّظَرَ إِلَى الْمَحْذُورَاتِ فَإِنَّهَا بَذْرُ الشَّهَوَاتِ وَ نَبَاتُ الْفِسْقِ قَالَ يَحْيَى عليه السلام الْمَوْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَظْرَةٍ بِغَيْرِ وَاجِبٍ وَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ لِرَجُلٍ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ قَدْ عَادَهَا فِي مَرَضِهَا لَوْ ذَهَبَتْ عَيْنَاكَ لَكَانَ خَيْراً لَكَ مِنْ عِيَادَةِ مَرِيضِكَ وَ لَا تَتَوَفَّرُ عَيْنٌ نَصِيبَهَا مِنْ نَظَرٍ إِلَى مَحْذُورٍ إِلَّا وَ قَدِ انْعَقَدَ عُقْدَةٌ عَلَى قَلْبِهِ مِنَ الْمُنْيَةِ وَ لَا تَنْحَلُّ بِإِحْدَى الْحَالَتَيْنِ إِمَّا بِبُكَاءِ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ بِتَوْبَةٍ صَادِقَةٍ وَ إِمَّا بِأَخْذِ نَصِيبِهِ مِمَّا تَمَنَّى وَ نَظَرَ إِلَيْهِ فَآخِذُ الْحَظِّ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ مَصِيرُهُ إِلَى النَّارِ وَ أَمَّا التَّائِبُ الْبَاكِي بِالْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ عَنْ ذَلِكَ فَمَأْوَاهُ الْجَنَّةُ وَ مُنْقَلَبُهُ الرِّضْوَان‏ .
سياتيكم الشرح باذن الله تعالى

سيد جلال الحسيني
02-07-2013, 05:02 AM
الشرح الميسر للرواية:
قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام ‏ مَا اغْتَنَمَ أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا اغْتَنَمَ بِغَضِ‏ الْبَصَرِ لِأَنَّ الْبَصَرَ لَا يُغَضُّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا وَ قَدْ سَبَقَ إِلَى قَلْبِهِ مُشَاهَدَةُ الْعَظَمَةِ وَ الْجَلَالِ .
ورد فی کتاب مجمع البحرين ج‏6 128
الْغَنِيمَةُ في الأصل هي الفائدة المكتسبة،
ان الامام الصادق عليه السلام وهو المعصوم وحجة الله يعلم حقيقة الكلام وابعاده ومداه فلما يقول ما اغتنم احد بمثل ما اغتم فهذا يعني وبوضوح ان الغنيمة واكتساب النفع مهما فكرت به وبمنافعه فانها ليست كما تغتنمه في غض بصرك فاين تذهبون يا اهل السير والسلوك واين تجارتكم يا ايها التجار؛ الغنيمة هنا وليس فيما تغتنمون ؛ فتدبروا قول امامكم يا موالين ""‏ مَا اغْتَنَمَ أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا اغْتَنَمَ بِغَضِ‏ الْبَصَرِ"" فالغنيمة التي حزتها بذكرك وبجهادك لنفسك وبتجارتك فليست هي الغنيمة الكبرى وانما الغنيمة هي ما حصلتها ان كففت بصرك عن محارم الله سبحانه ؛ثم لاحظ جمال الكلام المعصومي اللذيذ ياتي بالعلة جليا حينما يقول "لِأَنَّ الْبَصَرَ لَا يُغَضُّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا" ها هنا عيبة العلم وبيان العلة حيث ان الانسان ان وصل الى هذه الدرجة العظمى من غض البصر فانها بيان وضوء الاحسان بان مشاهدة العظمة والجلال لله تعالى قد غمرت القلب وانارت الروح فاصبح جمال الله تعالى هو المشاهد ؛ الجمال الدائم الحقيقي لا الاعتباري الزائل فانظر الى النساء كيف قطعن ايديهن حينما شاهدنه جمال يوسف عليه السلام فكيف بمن شاهد جمال من خلق الجمال ؟؟!!
فان من ينظر الى محارم الله يعني انه لايزال يمكث في الارض وليس في قلبه جلال الله وهو المحروم من مشاهدة جمال ربه
وكانها معادلة لا تقبل الخطأ ابدا فان غض بصره دل على مشاهدة جلال ربه وان عجز عن مجاهدة نفسه ونظر الى ما حرم ربه دل على ان القلب محجوب .
يارب يا من هو على كل شيئ قدير نسالك بجلالك وجمالك ان لا تحجبنا عن مشاهدة جلالك وارنا عظمتك لتحجبنا من النظر الى ما لا تحب يارب بحق فضيلة وبركة الصلاة على محمد واله
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم وأهلك اعداءهم

سيد جلال الحسيني
02-09-2013, 06:07 AM
الفصل 2

نعود الى كلام امامنا وحبيب قلوبنا روحي فداه الصادق البار الامين :
قَالَ الصَّادِقُ عليه السلام ‏ مَا اغْتَنَمَ أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا اغْتَنَمَ بِغَضِ‏ الْبَصَرِ لِأَنَّ الْبَصَرَ لَا يُغَضُّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا وَ قَدْ سَبَقَ إِلَى قَلْبِهِ مُشَاهَدَةُ الْعَظَمَةِ وَ الْجَلَالِ .
فقوله عليه السلام(لِأَنَّ الْبَصَرَ لَا يُغَضُّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا وَ قَدْ سَبَقَ إِلَى قَلْبِهِ مُشَاهَدَةُ الْعَظَمَةِ وَ الْجَلَالِ ).
فهل للقلب عيون لتشاهد العظمة والجلال الرباني ؟!
نعم يا اعزائي ان للقلب عينان كما ان للراس عينين لاحظ قول الامام الصادق عليه السلام :
الكافي ج‏15 ؛ ص493
إِنَّمَا شِيعَتُنَا أَصْحَابُ الْأَرْبَعَةِ الْأَعْيُنِ: عَيْنَانِ فِي الرَّأْسِ، وَ عَيْنَانِ‏ فِي‏ الْقَلْبِ‏، أَلَا وَ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ كَذلِكَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ- عَزَّ وَ جَلَّ- فَتَحَ أَبْصَارَكُمْ وَ أَعْمى‏ أَبْصَارَهُمْ».
فالعينان اللذان في القلب تسمى البصيرة وهي معرفة الحقائق كما ورد في كتاب اللغة
كتاب العين ج‏7 117
و البَصِيرة اسم لما اعتقد في القلب من الدين و حقيق الأمر
و يقال للفراسة الصادقة: فراسة ذات‏ بَصِيرة. و البَصِيرة: العبرة، يقال: أ ما لك‏ بَصِيرة في هذا؟ أي عبرة تعتبر بها(انتهى)

وعليه يا اعزائي اذا استطاع المؤمن من ان يسيطر على العينين اللذين في راسه فتحت عيناه التي في قلبه فان فتحت عينا قلبه شاهد جلال ربه وتجلت له عظمته فبمقدار ما اغمضنا عينين راسنا فتحت لنا عيون القلب وفشعت انوار البصيرة في وجودنا
فالعين منفذ للقلب يطلع من خلاله لما يشاهد؛ فان شاهد ما فيه سخط الله سبحانه نزل ستار الحجاب على القلب فمنعه من مشاهدة العظمة والجلال كما قال امير المؤمنين عليه السلام
(العين بريدالقلب)‏
فهل يستحق النظر الى ما حرم الله سبحانه وتعالى ان نضحي من اجله بعيون القلب فنعميها؟!!
وهل نحن مستعدون بان نخسر النظر الى خالق الجمال من اجل النظر الى جمال زائل بالي؟!!

سيد جلال الحسيني
02-12-2013, 08:12 AM
الفصل 5


لازلنا مع الرواية الصادقية المباركة :

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ


انها في سورة النور هكذا :

قُلْ لِلْمُؤْمِنينَ يَغُضُّوا مِنْ‏ أَبْصارِهِمْ‏ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ‏ ذلِكَ أَزْكى‏ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (30)(النور)

آمنا بالله وبكلامه فانه خبير بما نصنع عليم بلمحات العيون وحركات الجفون وما تخفي الصدور من شهوات ولذائذ بما تنسج من خيوط الشيطان في غرفة الهوى والقلب وما غوى ؛فان الامام الصادق عليه السلام قال:

‏وَ فَرَضَ عَلَى الْبَصَرِ أَنْ لَا يَنْظُرَ إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْ يُعْرِضَ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِمَّا لَا يَحِلُّ لَهُ وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى -قُلْ ‏لِلْمُؤْمِنِينَ ‏يَغُضُّوامِنْ ‏أَبْصارِهِمْ ‏وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُم‏

فان للرجل وظيفة وللمرأة وظيفة فلا يعني عدم التزام المرأة بالحجاب ان لا نلتزم بمجاهدة النفس فالنداء الرباني شامل كل على استقلال ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره لاحظوا هذه الرواية المباركة

الكافي ج‏11 ؛ ص197

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ: «اسْتَقْبَلَ شَابٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ امْرَأَةً بِالْمَدِينَةِ- وَ كَانَ النِّسَاءُ يَتَقَنَّعْنَ خَلْفَ آذَانِهِنَّ- فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَ هِيَ مُقْبِلَةٌ، فَلَمَّا جَازَتْ نَظَرَ إِلَيْهَا، وَ دَخَلَ فِي زُقَاقٍ قَدْ سَمَّاهُ بِبَنِي فُلَانٍ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ خَلْفَهَا، وَ اعْتَرَضَ وَجْهَهُ عَظْمٌ فِي الْحَائِطِ أَوْ زُجَاجَةٌ «7»، فَشَقَّ وَجْهَهُ، فَلَمَّا مَضَتِ الْمَرْأَةُ نَظَرَ، فَإِذَا الدِّمَاءُ تَسِيلُ عَلى‏ صَدْرِهِ وَ ثَوْبِهِ‏، فَقَالَ: وَ اللَّهِ لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله، وَ لَأُخْبِرَنَّهُ».

قَالَ: «فَأَتَاهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله، قَالَ لَهُ‏ «1»: مَا هذَا؟ فَأَخْبَرَهُ، فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام بِهذِهِ الْآيَةِ:- قُلْ ‏لِلْمُؤْمِنِينَ ‏يَغُضُّوامِنْ ‏أَبْصارِهِمْ ‏وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُم‏‏ ذلِكَ أَزْكى‏ لَهُمْ‏ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ»(انتهى)

فان من اراد السبيل الى تزكية النفس فاليغض طرفه عن محارم الله سبحانه فانه خبير بما نصنع