المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ الحُسينُ بُكائي ]



أُخرىْ
06-02-2011, 01:30 PM
فَقِيرٌ أنْتَ , تَخطُّ عَلَى كَفَّيْكَ حَاجَتَكَ وَ جَزَعُ نَفْسكَ يَتَأَوَّهُ عَلَى حُزنكْ , تَقِفُ فِيْ مِحْرَابِ صَلَاتِكَ ؛ تَرْجُو حنُّوَ كَفُّ الأَقْدَارِ عَلَيْكَ , وَ عَيْنَاكَ غَيْمَتَانِ نَدِيتَانِ وَ قَلْبَكَ الجَمْرَةُ التِّيْ مَا فَتِئَتْ تَرْجُو تَوبَتَكَ , الثِّقلُ عَلَى كَتِفَيْكَ يَرْبُو, وَ لا حِيلَةَ لِلْعَبْدِ الضَّالِ مِثْلكَ إلاَّ البُكَاءَ عَلى جُرْمِهِ وَ جَرِيرَتِهِ , تُحِيطُكَ مَلامِحُ الثَّاكِلِينَ وَ تَلْبَسُ رُوحَكَ حِدَادَهَا , تُغْلِقُ عَيْنَيْكَ وَ كَأَنَّكَ تَحْتَضِنُ عُمْرَكَ الذَّلِيلُ بِإغْفَاءَةٍ ، تَهْوِيْ رُوحَكَ العَلِيلَةُ فَجْأَة وَ إذَا بِضَّوْءٍ يُغْشِيكَ مِنْ ثُقْبٍ أعْلَىْ السَّقْف , تَلْتَفِتُ يَمِيناً تَجِدُ بَيَاضاً كَأَنَّكَ آلَفْتَهُ قَبْلًا , طَمَأْنِينَةٌ زَرَعَهَا فِيَكَ وَ رغْمَ ذَلِكَ حُنْجرتكَ خَائِرَةٌ لا تَقْوَى عَلَىْ الإِفْصَاحِ , يَضَعُ كَفَّهُ عَلَىْ جَبِينَكَ فَتَتَقَاذَفُ أمَامَكَ آلَافُ الصُّوَرِ , تَتَشَظَّى جِرَاحُكَ لِمَا تَرَى وَ وَحْدَهَا الدِّمَاءُ تُغَطِّيكَ , تَسْمَعُ صَوْتاً كَالسَّيْفِ وَ تَرْتَعِدْ أطْرَافُكَ بِألَمٍ خَاطِفٍ حِينَ يَعْلُو بِقَوْلِهِ
- أَلَسْتُ ابْنَ بِنْتِ نَبِّيكُمْ ؟ وَ ابْنَ وَصِيِّهِ ؟ وَ ابْنَ عَمِّهِ ؟ وَ أَوَّلَ المُؤْمِنِينَ بِاللّهِ ؟
تَسْتَنْهِضُ صَوْتَكَ, فَتَصْرَخُ " لَبَّيْكَ حُسَيْن " حَتَّى تَهْتِكُ الصَّمْتَ بِنُصْرَتِكَ لِتُسَابِقَ جَوَارِحَكَ وَ المَوْتْ, يُصَلِّيْ قَلْبَكَ مُتَأَهِبًا لِلْفَوْزِ بِالجَنَّةِ , فَيَسْبقَكَ قَوْمٌ اخْتَارَهُم الله لِيَكُونُوا بَيْنَ يَدَيْهِ , فَتُحَلِّقُ رُوحَكَ مَعَهُم وَ كَأَنَّ اشْتِيَاقاً لِلهِ طَرَقَ أَبْوَابَ الإنْسَانَ الذِّيْ يَسْكُنَكَ , تُعْلِنُ تَوْبَتَكَ وَ تَرْجُو لَوْ كُنْتَ حُراً الرِّيَاحِي لِلَحْظَةٍ , ضَعِيفٌ أنْتَ وَ نَشِيجُ الحَسْرَةِ يَنَزُّ مِنْ حُنْجرَتِكَ , قيُودُ المَرَضِ تُكَبِّلُكَ وَ اسْتِغَاثَةُ بَطَلٍ تُسَاءِلُ مَرُوءَتَكَ
– أَمَا مِنْ مُغِيثٍ يُغِيثنَا أمَا مِنْ ذَابٍّ يَذِّبُّ عَنْ حَرَمِ رَسُولِ اللّهِ
تَتَمَنَّى لَوْ تَنْتَصِبُ سَاقَيْكَ وَ تُلَبِّيْ نِدَاءَهُ حَتَّى تَبْلُغَ سَفِينَةَ نُوحٍ النَّبِيْ, تُبَاغِتُكَ عَيْنَاكَ لِلْهَرَبِ حَيْثُ الغُلَامُ الهَاشِمِيُّ المُلْتَحِفُ بِكَفَنِهِ وَ الصَّارِخُ بِاسْمِ الحَقِّ.. تَقِفُ تَنْظرهُ وَ بِيَدكَ شَمْعَةٌ أطْفَأَتْهَا نُصْرَتَهُ لِعَمِّهِ الحُسَيْن , يُرْهِقُكَ عَوِيلُ الثَّاكِلَةُ فَتَسْقُطُ مِنْ عَيْنَيْكَ دَمْعَةٌ تَلْطِمُ مَرَافِئَ الفَقْدِ فِيكْ, لا زِلْتَ هُنَاكَ تَبْكِيْ رُغْماً عَنْكَ وَ الخيُولُ أمَامُكَ تُمَشِّطُ الأَرْضَ المُبْتَلَّةَ بِالحُزْنِ.. المُهْرُ يَرْمقُكَ بَجَزَعٍ, وَ عَلَى ظَهْرِهِ اسْتَقَرَّ شَابٌ يَشْكُو الظُّلْمَ الذِّيْ حَلَّ عَلَيْهِ وَ عَلَىْ أَبِيِهِ, شَابٌ فِيْ قَسَمَاتِ وَجْههِ مَلَامَحُ نَبِّيٍ وَ شَجَاعَةُ ضِرْغَامٍ وَ غَضَبُ سَمَاءٍ.. الأَوْغَادُ لا يَعْرِفُونَ أنَّهُم يَطْعَنُونَ ضَّوْءَ صُبْحٍ بِغَدْرِهمْ بِشِبْلِ الحُسَيْن , وَ بِقِيَامِهمْ بِمَنَاسِكِ الظُّلْمِ الذِّيْ رَتَّلُوهُ حَتَّى يَنَالُوا مُرَادَهَمْ الدَّنِيءْ , نَعَمْ فَالأَكْبَر رَحَلَ بِطَعُونِهِ يَرْتَجِيْ قُدُومَ السِّبْطِ حَتَّى يَمْسَحُ الدَّمْعَ وَ الدَّمَ .. تَتَسَلَّلُ نَظَرَاتُكَ لِلْرُّوحِ الصَّابِرَةِ بِالقُرْبِ مِنَ الخِيَامِ فَعَلَى الرُّغْمِ مِمَّا حَصَلَ لِأَهْلِهَا لا زَالَتْ قَوِيَّةً وَ فِيْ قُوَّتِهَا صَبْرُ أُمَّةِ ,النَّجُومُ بَدَأَ ضَوْءهَا يَخْبُو وَ لَمْ يَبْقَى غَيَرَ قَمَرُ بَنِيْ هَاشِم يَهْدِيْ الأَمْنَ لِلْقَلُوبِ الوَجِلَةِ وَ وَحْدَهُ يَهْفُو لِيَهْدِيْ أُمَّهُ الزَّهْرَاءُ رُوحَهُ فِدَاءً لِحُسَيْنِهِ , لا زِلْتَ تَذْكُرْ وَعْدَ العَبَّاسِ لِتِلْكَ الطِّفْلَةِ بِقدُومِهِ بِالمَاءِ , وَ مِثْلهَا أنْتَ أَرْهَقَتْكَ حَرَارَةُ الشَّمْسِ وَ الأَسَى وَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ امْتَهَنْتَ الانْتِظَارَ وَ بَقِيتَ بِلا حِرَاكٍ صَابِراً وَ عَيْنَاكَ تَتَجِّهُ شَطْرَ السَّمَاءِ بِدَعَوَاتٍ تَرْجُو سَحْقَ ظَمَأَكَ , السَّاقِيْ لَمْ يَأْتِ وَ الفُرَاتُ احْتَضَنَ ضَفَتَيْهِ يَبْكِيْ وَ أَنْتَ افْتَرَشْتَ الأَرْضَ يَائِسًا , قَلْبكَ يَعْلَمُ بِالفَجِيعَةِ القَادِمَةِ فتَنْتَحِبُ وَ تَنْتَزِعُ مِنْ صَدْرِكَ آهٌ ضَجَّتْ بِالْلَّوْعَةِ حِينَ تَشْعُرْ بِحُزْنِ السَّمَاءِ , الأَرْضُ تَهْتَزُّ غَضَبًا وَ صَوْتٌ عَمِيقٌ يَهْوِيْ فِيكَ
- هَلْ بُلِيتُمْ يَا شِيعَةَ مُحَمَّدٍ بِبَلَاءٍ أَعْظَمَ مِنْ هَذَا !؟
تَنْتَفِضُ هَلَعاً وَ طَرَقاتٌ ثَقِيلَةٌ تُوقِظَكَ, تَفْتَحُ عَيْنَيْكَ تَحْتَضِنُ سَجَّادَةَ صَلاتِكَ المُبْتَلَّةِ بِدمُوعِكَ وَ تُكْمِلْ انْتِحَابَكَ.









*مُشاركة في مُسابقة أدبية ( قرابين عشق ) وحازت على المركز الثاني
زينب عبدالجليل (f)

الفجر 110
06-02-2011, 08:44 PM
مرة أخرى نجدنا امام احرف ندية بيضاء كالثلج

نستحق اوسمة ذهبية تحلق على اعنق الملائكة الخشع

تحياتي مرة أخرى " زينب "

أُخرىْ
06-06-2011, 08:00 PM
مرة أخرى نجدنا امام احرف ندية بيضاء كالثلج

نستحق اوسمة ذهبية تحلق على اعنق الملائكة الخشع

تحياتي مرة أخرى " زينب "

الحرف دَمعة بللت خد الطَف , حتى استقرت في قلوب الموالين

بكم الجَمال قد قام أخي , ودِ وَ احترامي لمقدمكم الكريم .

عاشقة أ*ح*م*د
06-08-2011, 12:12 AM
سلمت يداك على ما سردت من عبارات تهزُ القلب

وتحرك الروح..

ربي يوفقك دائما أُخيتي الغاليه

تقبلي مروري أختك عاشقة...

أم غدير
06-08-2011, 11:33 PM
عزيزتي

كلمااات رااائعه بل في غاااية الروووعه

سلمتي وسلم قلبك يااارب

أُخرىْ
06-20-2011, 03:14 AM
سلمت يداك على ما سردت من عبارات تهزُ القلب

وتحرك الروح..

ربي يوفقك دائما أُخيتي الغاليه

تقبلي مروري أختك عاشقة...

يتلبسنا التقصير دومَا ..لو أردنا البوح لـ أل بيت الرسالة
وأسأل الله لي ولكم التوفيق أخيتي ..

ودِ

أُخرىْ
06-20-2011, 03:20 AM
عزيزتي

كلمااات رااائعه بل في غاااية الروووعه

سلمتي وسلم قلبك يااارب

هِي بجمال أرواحكم أخيه ..
سلمتِ ودمتِ

خطوات زينبية
07-02-2011, 02:00 AM
ضاق من هذه الزفرات صدري .. وألهبتني رمال نينوى حد الوجع .. الشمس توسطت كبد السماء .. وصبت اشعتها في وادي غير ذي زرع ..


لهف نفسي .. اي أهوال كربلاء ابدأ بها و بأي فجيعة أختتم .. ايها الرجل النوراني .. يامن في عينيه حزن السماء.. ومن روحه ينبثق شلال الصلاة ..


يالمجد االانسان حين يرى نفسه اكرم من بهارج دنيا زائفة ..فيحضى بجنة عالية ..


(( اخرى)) ياعزيزتي كتاباتك تستحثني على البحث عنها في كل مرة ...


أهوى حرفك بعمق .. تكتنز خواطرك سرا ينعش أوردتي ..


اختك خطوات ..

أُخرىْ
07-24-2011, 10:33 AM
ضاق من هذه الزفرات صدري .. وألهبتني رمال نينوى حد الوجع .. الشمس توسطت كبد السماء .. وصبت اشعتها في وادي غير ذي زرع ..


لهف نفسي .. اي أهوال كربلاء ابدأ بها و بأي فجيعة أختتم .. ايها الرجل النوراني .. يامن في عينيه حزن السماء.. ومن روحه ينبثق شلال الصلاة ..


يالمجد االانسان حين يرى نفسه اكرم من بهارج دنيا زائفة ..فيحضى بجنة عالية ..


(( اخرى)) ياعزيزتي كتاباتك تستحثني على البحث عنها في كل مرة ...


أهوى حرفك بعمق .. تكتنز خواطرك سرا ينعش أوردتي ..


اختك خطوات ..

حرفي لاشيء أمام بياض الروح التي باحت وجادت بما قرأت للتو
ستجديني بالبحث عن اسمي ..وتأكدي أني بالقرب متى استطعت

كلمتكِ والله زرعت الورد وريحه في قلبي , شكرًا لكِ .