لحن الخلود
05-01-2011, 02:04 AM
عبثـآ سأرمي كلماتي العابثة هنا .. لأجدد ذكرى وجودي بين طيات هذه الصفحات البغية ، سأنطوي لربما معها مرة أخرى ولن يتم فتحنا إلا بعد حقبة من الزمن الغادر .
لربما .. لم تكن لكلماتي ذاك الصدى الذي يسئل عنه في كل حين ، ولكن .. أنني أعلم بأن ذاك الجهول يبحث عني .
ولكن..إلى متى سأضل على ذكراه..؟! بالرغم من انني أنا من أوجده هنا ، وبالرغم من إنقطاعي عن عالم القلم لفترة ليست بقليلة . لربما لاأزال عابثة صغيرة ، ولكنني بتُ الآن في عالم الكبار ، لا يمكنني التملص من مهمام هذه الحياة السخيفة . لذلك أعتذر لورقتي وَ قلمي الصغيران لهجري لهما هكذا .
فرؤيتي لهما باتت من رؤيتي له هو . وشوقي لتلك الزاوية التي كانت مليئة بذكريات الهجران العنفواني .. وعنفوان همساته الغير مهذبة ونظراته الحزينة .
لربما لا أزال على عشقي المزعوم هذا الذي لا يزال متوقفآ عن فاصلة الحياة ولم ينتهي عند نقطة نهايته .
إلا أنني بالرغم من ذلك لازلت أشتاقه هو .. أشتقت وجوده بين كلماتي .. إشتقت للمساته البذيئة لجسد صفحاتي ونظراته الفاضحة لكلماتي التي بالرغم من معرفته بأنني أنا من كتبها إلا إنه كان يتجاهلها .. فهو لم يعرها يومآ إهتمامه .. ولم يعرني أنا بنفسي ذاك الإهتمام ..
كان يملئني بأحزانه الصامته .. وصمته الآسر .. كنا نتحدث حديث الأنفاس فقط .. وأصابعه تطرق على الطاولة بتناغم موسيقي وهو يرتشف قهوته الباردة .. فهو لا يحب القهوة الساخنة .. لطالما أردت سؤاله عن سبب ذلك .. إلا أنه لم تكن لدي الجرأة لأكسر تعبد صمته ..
إسداله لجفونه الحزينة وهو يرتشفها ليرمقني بعدها بنظرة تجعلني معلقة بين الأسطر .. اتساءل مالذي يقصده بنظرته تلك.؟ ليشير إلي لأرتشف كوب الحليب خاصتي ..
كنت أطمع بأن أسمعه يأمرني بذلك ، إلا أنه كان فقط يشير إلي ليدير رأسه ليجول بنظره كماهي عادته في ذاك المقهى القذر عند نهاية الشارع ..
تجعد جبينه للحظة وهو يراني أنفخ في كوبي لأبرده عندما لسع لساني لأول مرة .. فهو كان يعرف تمام المعرفة تأثير الحليب عليّ .. فقد قال لي ذات مرة بين لحظات صمته .. بأنه يعشق ملامح وجهي وأنا أرتشف الحليب الساخن .. ولكنه لم يعرف بأنني عشقت الحليب الساخن منه .. فهو عند أول لقاء محرم لنا هو من طلبه لي .. هو من جعلني أثمل من سخونته لنقع في هفوة غفلة القدر عنا ..
إلتقت نظراتنا معآ .. أكمل بنظراته لي تعبده في معبد الصمت , وأنا جثوت لأنفاسي المتسارعة وهي تدعو بتسارع لينهي لحظة اللقاء هذه قبل أن تذوي وتكشف عن تصرفها المتهور ..
طال جلوسنا هناك .. بين لحظات بين حديث الأنفاس المتقطع .. وتعبدنا كل منا بمعبده .. إنتظرت أن يعرج على موضوع هجرانه مجددآ , ولكنه جلس هناك هكذا .. يقلب الصحيفة بين يديه .. إلى أن مرت فتاة عند الطاولة كانت جديدة بعملها بذاك المقهى , إلتفت إليها .. أعاد طلبه لها وهو يبتسم لها .. نظرت إلي .. ولكنني لم أحرر لها جوابآ .. فأعاد طلبه لي مرة أخرى .. أخذت أنظر إليه نظرات معاتبة بين أنفاس مختنقة .. كنت أتحسر على إبتسامته هذه .. كنت أتمنى أن أراها تتوجه لي أنا وليس لعاملة بمقهى ..
لا أعلم ولكن يبدو أنه فهم ماتطمره نفسي .. فإبتسم بهوان .. وأعاد نظراته لتلك الصحيفة يقلبها ذات اليمين وذات الشمال .. وإذا به يتمتم بكلمات مكتوبة هناك بصوته الرجولي الرخيم المقارب للهمس ليسمعني إياها أنا دون غيري ..
رفعت رأسي لأنظر إليه وهو يقولها مما جعلني أشل فقد كان يقولها دون أن ينظر إلى تلك الصحيفة إعتلت الحمرة وجهي .. هربت من بين ثغره ضحكة قصيرة .. جعلتني أتقوقع بمكاني ..
أيعقل بأنه كان يقول إحدى كلماته لي .. ومن غمرة حياء الأنثى لدي ومن حماقتي إرتشفت بقية كوب الحليب الساخن دفعة واحدة .. تذكرت حينها بأنه طلب آخر لي .. يا إلهي أيعقل بأنه يريد أن يرميني إلى الهاوية ..
فأنا لا أريد أن أفقد السيطرة على نفسي .. فإذا كنت الآن واقفة بين فواصل تصرفاتي ، حينها سأنهينها بأجمعها لأضع نقطة نهايتها وأرتاح من إنتظاري له ..
عدنا للتعبد مجددآ وأنا أسرح بخيال ماجن لم يسبق لي وأن كنت من عباد ذاك المجون يومآ .. وصل ماطلبناه لم أهتم لتلك الفتاة ليس وأنا أتعبد في مكان جديد .. تنطوي عليه ملذاتي وملذات صفحاتي.. لأملئها بكلمات عابثة جديدة ..
كان أطول لقاء لنا هناك .. فوقفت في حيرة أتساءل أيعقل لأنه توقف عن ذهابة لمقهى الأوهام ..؟
إنحدرت دمعة على خدي وأنا أتذكر هجرانه لي عند كل زاوية من زوايا ذاك المقهى , أخذت أفكر كيف لي أن أصارحه الآن وأنا في طور نشأتي في عالم بعيد كل البعد عنه هو وعن تعبد صمته الذي كنت أحب أن أراه يتعبد فيه ..
لربما لن يمكنني الآن حتى أن أقبل خده الحزينة لأودعه بين هفوات الكلمات ..
لم أرد بأن أخبره بأخباري .. لم أرد أن أعذبه وأزيد من عذابي أنا لأتذكر ما أعيشه .. لم أرد بأن أخبره بان الكلمات التي على وشك أن تولد ليست منه هو ..
لم أرد بان أعلن الهجران أنا فيكفيني من الهجران الذي كاد أن يقارب السنة من وداعي لأخر كلمة صففتها على صفحاتي البالية .. لقد إشتقت لعزفه الحزين .. إشتقت لشوقي له .. إشتقت لرسمي حرف بحرف لتلك الكلمة لرؤيتي إياه ..
فأنا لم أعد أبكي كذي قبل .. لا أجد الوقت لأبكي لأتي وأبكي بين حنايا كتابي .. ولا يمكنني التوكأ على قلمي لأصل إليه .
ولا يمكنني إطالة شعري بعد الان لأنه توقف لتوقف جنوني به .. ولا يمكنني سرد الكلمات إذ أن رؤيتي للوقت الذي يمكنني فيه الكتابة بات قليلآ ..
حاولت أن أحول بعبثي إلى شيء آخر .. ولكن عبثي لا يريد أن يتغير ..
ولكنني سأكتفي وسأستر شوقي تحت سقف الحاجة للكفاية .. واطوق نفسي بطوق من تعبد الصمت .. و أنزوي تحت شال من العفة للكتابة .. وأنا جالسة معه على ذاك الكرسي في ذاك المقهى القذر .. الذي لم يعرف عنه قدرنا بعد ..
سأضل هناك أتعبد معه وأنا أراه يرتشف قهوته الباردة .. وأنا أثمل من رؤيتي له .. فهو لقاء معه يطول هكذا دون ذكر الهجران بين ثغرات الأنفاس ..
لن أعكر صفو ذاك التهجد .. ولن أطيل الآنين .. بل سأكمل تعبدي .. وأرسم ملامحه من جديد بصفحاتي .. لأسلمها له ليرد عليها دون إهتمام ..
سأذرف دمعة واحدة فقط .. عند لقائي به ولن أطيل أكثر من ذلك .. لأن البكاء قد جف .. ولم يعد كما كان .. فأنا الآن محرومة من ذرف الدموع .. وإذا كنت سأبكي سأبكي لوحدي مختبئة وراء ظهر الكتاب .. لأخرج مكنونات شوقي لكاره عشقي .. وسأهجر الكلمات من جديد لعله سيأتي ويبحث عني من جديد .. وإن كان ذاك مجرد وهم أنا أحلم به ..
لربما .. لم تكن لكلماتي ذاك الصدى الذي يسئل عنه في كل حين ، ولكن .. أنني أعلم بأن ذاك الجهول يبحث عني .
ولكن..إلى متى سأضل على ذكراه..؟! بالرغم من انني أنا من أوجده هنا ، وبالرغم من إنقطاعي عن عالم القلم لفترة ليست بقليلة . لربما لاأزال عابثة صغيرة ، ولكنني بتُ الآن في عالم الكبار ، لا يمكنني التملص من مهمام هذه الحياة السخيفة . لذلك أعتذر لورقتي وَ قلمي الصغيران لهجري لهما هكذا .
فرؤيتي لهما باتت من رؤيتي له هو . وشوقي لتلك الزاوية التي كانت مليئة بذكريات الهجران العنفواني .. وعنفوان همساته الغير مهذبة ونظراته الحزينة .
لربما لا أزال على عشقي المزعوم هذا الذي لا يزال متوقفآ عن فاصلة الحياة ولم ينتهي عند نقطة نهايته .
إلا أنني بالرغم من ذلك لازلت أشتاقه هو .. أشتقت وجوده بين كلماتي .. إشتقت للمساته البذيئة لجسد صفحاتي ونظراته الفاضحة لكلماتي التي بالرغم من معرفته بأنني أنا من كتبها إلا إنه كان يتجاهلها .. فهو لم يعرها يومآ إهتمامه .. ولم يعرني أنا بنفسي ذاك الإهتمام ..
كان يملئني بأحزانه الصامته .. وصمته الآسر .. كنا نتحدث حديث الأنفاس فقط .. وأصابعه تطرق على الطاولة بتناغم موسيقي وهو يرتشف قهوته الباردة .. فهو لا يحب القهوة الساخنة .. لطالما أردت سؤاله عن سبب ذلك .. إلا أنه لم تكن لدي الجرأة لأكسر تعبد صمته ..
إسداله لجفونه الحزينة وهو يرتشفها ليرمقني بعدها بنظرة تجعلني معلقة بين الأسطر .. اتساءل مالذي يقصده بنظرته تلك.؟ ليشير إلي لأرتشف كوب الحليب خاصتي ..
كنت أطمع بأن أسمعه يأمرني بذلك ، إلا أنه كان فقط يشير إلي ليدير رأسه ليجول بنظره كماهي عادته في ذاك المقهى القذر عند نهاية الشارع ..
تجعد جبينه للحظة وهو يراني أنفخ في كوبي لأبرده عندما لسع لساني لأول مرة .. فهو كان يعرف تمام المعرفة تأثير الحليب عليّ .. فقد قال لي ذات مرة بين لحظات صمته .. بأنه يعشق ملامح وجهي وأنا أرتشف الحليب الساخن .. ولكنه لم يعرف بأنني عشقت الحليب الساخن منه .. فهو عند أول لقاء محرم لنا هو من طلبه لي .. هو من جعلني أثمل من سخونته لنقع في هفوة غفلة القدر عنا ..
إلتقت نظراتنا معآ .. أكمل بنظراته لي تعبده في معبد الصمت , وأنا جثوت لأنفاسي المتسارعة وهي تدعو بتسارع لينهي لحظة اللقاء هذه قبل أن تذوي وتكشف عن تصرفها المتهور ..
طال جلوسنا هناك .. بين لحظات بين حديث الأنفاس المتقطع .. وتعبدنا كل منا بمعبده .. إنتظرت أن يعرج على موضوع هجرانه مجددآ , ولكنه جلس هناك هكذا .. يقلب الصحيفة بين يديه .. إلى أن مرت فتاة عند الطاولة كانت جديدة بعملها بذاك المقهى , إلتفت إليها .. أعاد طلبه لها وهو يبتسم لها .. نظرت إلي .. ولكنني لم أحرر لها جوابآ .. فأعاد طلبه لي مرة أخرى .. أخذت أنظر إليه نظرات معاتبة بين أنفاس مختنقة .. كنت أتحسر على إبتسامته هذه .. كنت أتمنى أن أراها تتوجه لي أنا وليس لعاملة بمقهى ..
لا أعلم ولكن يبدو أنه فهم ماتطمره نفسي .. فإبتسم بهوان .. وأعاد نظراته لتلك الصحيفة يقلبها ذات اليمين وذات الشمال .. وإذا به يتمتم بكلمات مكتوبة هناك بصوته الرجولي الرخيم المقارب للهمس ليسمعني إياها أنا دون غيري ..
رفعت رأسي لأنظر إليه وهو يقولها مما جعلني أشل فقد كان يقولها دون أن ينظر إلى تلك الصحيفة إعتلت الحمرة وجهي .. هربت من بين ثغره ضحكة قصيرة .. جعلتني أتقوقع بمكاني ..
أيعقل بأنه كان يقول إحدى كلماته لي .. ومن غمرة حياء الأنثى لدي ومن حماقتي إرتشفت بقية كوب الحليب الساخن دفعة واحدة .. تذكرت حينها بأنه طلب آخر لي .. يا إلهي أيعقل بأنه يريد أن يرميني إلى الهاوية ..
فأنا لا أريد أن أفقد السيطرة على نفسي .. فإذا كنت الآن واقفة بين فواصل تصرفاتي ، حينها سأنهينها بأجمعها لأضع نقطة نهايتها وأرتاح من إنتظاري له ..
عدنا للتعبد مجددآ وأنا أسرح بخيال ماجن لم يسبق لي وأن كنت من عباد ذاك المجون يومآ .. وصل ماطلبناه لم أهتم لتلك الفتاة ليس وأنا أتعبد في مكان جديد .. تنطوي عليه ملذاتي وملذات صفحاتي.. لأملئها بكلمات عابثة جديدة ..
كان أطول لقاء لنا هناك .. فوقفت في حيرة أتساءل أيعقل لأنه توقف عن ذهابة لمقهى الأوهام ..؟
إنحدرت دمعة على خدي وأنا أتذكر هجرانه لي عند كل زاوية من زوايا ذاك المقهى , أخذت أفكر كيف لي أن أصارحه الآن وأنا في طور نشأتي في عالم بعيد كل البعد عنه هو وعن تعبد صمته الذي كنت أحب أن أراه يتعبد فيه ..
لربما لن يمكنني الآن حتى أن أقبل خده الحزينة لأودعه بين هفوات الكلمات ..
لم أرد بأن أخبره بأخباري .. لم أرد أن أعذبه وأزيد من عذابي أنا لأتذكر ما أعيشه .. لم أرد بأن أخبره بان الكلمات التي على وشك أن تولد ليست منه هو ..
لم أرد بان أعلن الهجران أنا فيكفيني من الهجران الذي كاد أن يقارب السنة من وداعي لأخر كلمة صففتها على صفحاتي البالية .. لقد إشتقت لعزفه الحزين .. إشتقت لشوقي له .. إشتقت لرسمي حرف بحرف لتلك الكلمة لرؤيتي إياه ..
فأنا لم أعد أبكي كذي قبل .. لا أجد الوقت لأبكي لأتي وأبكي بين حنايا كتابي .. ولا يمكنني التوكأ على قلمي لأصل إليه .
ولا يمكنني إطالة شعري بعد الان لأنه توقف لتوقف جنوني به .. ولا يمكنني سرد الكلمات إذ أن رؤيتي للوقت الذي يمكنني فيه الكتابة بات قليلآ ..
حاولت أن أحول بعبثي إلى شيء آخر .. ولكن عبثي لا يريد أن يتغير ..
ولكنني سأكتفي وسأستر شوقي تحت سقف الحاجة للكفاية .. واطوق نفسي بطوق من تعبد الصمت .. و أنزوي تحت شال من العفة للكتابة .. وأنا جالسة معه على ذاك الكرسي في ذاك المقهى القذر .. الذي لم يعرف عنه قدرنا بعد ..
سأضل هناك أتعبد معه وأنا أراه يرتشف قهوته الباردة .. وأنا أثمل من رؤيتي له .. فهو لقاء معه يطول هكذا دون ذكر الهجران بين ثغرات الأنفاس ..
لن أعكر صفو ذاك التهجد .. ولن أطيل الآنين .. بل سأكمل تعبدي .. وأرسم ملامحه من جديد بصفحاتي .. لأسلمها له ليرد عليها دون إهتمام ..
سأذرف دمعة واحدة فقط .. عند لقائي به ولن أطيل أكثر من ذلك .. لأن البكاء قد جف .. ولم يعد كما كان .. فأنا الآن محرومة من ذرف الدموع .. وإذا كنت سأبكي سأبكي لوحدي مختبئة وراء ظهر الكتاب .. لأخرج مكنونات شوقي لكاره عشقي .. وسأهجر الكلمات من جديد لعله سيأتي ويبحث عني من جديد .. وإن كان ذاك مجرد وهم أنا أحلم به ..