المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ... وخارطة الطريق !!!



موالية حيدر
04-30-2011, 12:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

شعر أبيض وقفاز مجعـد
وخارطة الطريق



أستحلفك يا بني ، بحق شعرات رأسي و لحيتي التي ابيضت و أنا أعمل على إدخال الفرحة إلى قلبك و رسم الابتسامة على وجهك و بعث الأمل في روحك
بحق يدي اللتين لبستا قفازات من تجاعيد الزمن و أنا أحاول أن أوصل اللقمة إلى فمك و أسقيك كل معاني الحب و الحنان من عرقي .
بحق وجهي الذي رسم الوقت عليه خريطة طريق للاعودة من بؤس الحياة و أنا اعمل على رسم خارطة طريق السعادة أمامك .
بحق رب العباد مقسم الأرزاق أن تدعني هنا أعيش الفرحة بين ضحكات القلوب الموجوعة ، و أنشد الراحة من عناء السنين ........
هكذا خاطب الأب ابنه و هو يحاول اخراجه من دار المسنين التي وضعه فيها قبل عدة اشهر .
عندما افتقد صوت حشرجات صدره و انتفاضة يده تذكر والده ، و تحت الحاح من ابنه وسؤاله المستمر أين جدي ؟هل مات ؟ هل ذهب و تركني ؟ لكنه لم يخبرني ؟ و لم يسلم علي ؟ ماذا يا أبي أين جدي ؟
لماذا أيها الأب و قد انعم الله عليك و يسر أمرك؟
أجاب ( يضايقني اذا حضر ضيوفي ، يفرط في تدليل ابنائي ، و يوقظني من ألذ لحظات نومي لآخذه الى المشفى ، مرة ضغطه ارتفع و مرة السكر انخفض ، و غير هذا دائما يوبخني أنا الرجل الكبير العاقل الشخصية المرموقة ، افعل و لا تفعل لم اعد صغيرا ........... )
تابع الاب حديثه مع ابنه :
بني لقد علمت ابنك كيف يحبك و كيف يوقرك و يجلك و يفخر بك في كل حالاتك .
علمته كيف يعتني بك ان كنت طيبا أو مريضا ، كيف يسأل عنك و يتفقد أحوالك و حاجاتك حتى و هو في هذه السن الصغيرة فلا تقتل هذه المعاني بداخله و قدر اهتماماته و ارعاه ليكبر و كل معاني البر نحوك بداخله .
علمته في كل ليلة أن يدعو لك لأنك سبب من أسباب وجوده و يشكر الله على أن سخره لتربيتك و توفير الحياة الكريمة لك ، فتفقد ذلك فيه في كل حين .
و علمته كيف يتصدق على روحك حيا و ميتا علمته كيف يقوم لك و يكون في خدمتك علمته كيف يقدمك على نفسه و كل صحبه و أحبته .
علمته حقك عليه .
فجد بوصلك له حتى يجود بوصله لك و تأكد بأنه سيرعاك في كبرك و يتعهدك في شيخوختك
و لن تسمع منه الأف كما سمعتها منك و لن ترى نظرة الضيق التي رأيتها في عينيك و لن تلمح التفاته الى الآخرين و اشاحته بوجهك عنك كما فعلت معي .
اسامحك يا بني و قلبي عنك راض و لكن دعني هنا بين أحبة لي و تفقدني و امنحني لحظات يومية أشم فيها رائحتك و أقابل صفحة وجهك ، و اجلب عيالك فهم و الله عيالي الاعبهم و يلاعبوني بين اخوة لي هنا أتقاسم معهم الفرحة من جفوة أبناء لم يرعوهم .
اذهب بني و انا عنك راض و أنتظر لقائك غدا بفارغ الصبر عاد الاب إلى بيته بعد أن سلم على والده ليجد ابنه في استقباله عند الباب يسأله كيف حالك يا أبي ؟ احتضن الأب ابنه و الدموع في عينيه و هو يتمتم ::
أعدك يا أبي أعدك يا ابي ......







{ من فجر الزمن }

عفاف الهدى
04-30-2011, 06:33 AM
http://www.althkra.net/pic/ep/Bow13.gif

أزهار اللوتس
04-30-2011, 04:31 PM
موضوع الرائع
يسلمووو خيتو على الطرح في
انتظار جديدك