المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام



Princess
04-04-2011, 04:44 PM
http://icons.iconarchive.com/icons/aha-soft/multimedia/128/music-note-SH-icon.png (http://www.4shared.com/audio/Dja8jQqA/___online.html)







الروايه سوف تتدرج الحقبة الزمنيه فيها من عام 1395 هـ - 1430 هـ
فراح تكون مقسمه على 35 عاما ..
لذا الأعمار سوف تتدرج تبعا لذلك مع احداث الروايه... مرتبين هنا من الأكبر فالأصغر
أي تعليق على احداث الروايه.. سوف يكون في الموضوع السابق


هنـــــــــا.. (http://www.alnassrah.com/threads/108458-الرواية-الخامسه-لأميره...-(-اوهام-و-احلام-)...-(-موضوع-النقاش-)?p=1235971&posted=1#post1235971)


الأهل..



عائله حسن


حسن .. الأب يشتغل في مكان بعيد في البر تابع لأرامكو فيغيب بالشهر ويرجع اسبوع فقط
مريم .. زوجة حسين
علي .. ابن
جعفر .. ابن
محمد...ابن
مهدي .. ابن


عائلة حسين ( اخو حسن )


حسين.. الأب ويشتغل بشركة الهاتف ..
فاطمة.. الزوجه وتشتغل حنايه .. امها سعوديه ( عمة حسين ) و ابوها كويتي ..( ابوه صديق جد حسين )
بشرى .. بنتهم الوحيده...
ام عبدالله ... ( عمة حسين ) = ام فاطمه
عبدالله ابنها الوحيد عايش بالكويت متزوج هناك... شخصيته بأيد مرته.. مرته ما تحب امه وكثيرة المشاكل معاها
ففضلت ام عبدالله انها ترجع لبلدها وتعيش بين بناتها ( فاطمة و فهيمه ) و زوج بنتها الكبيره فاطمه ماقصر فعاشت وياهم ..



عائلة عبدالحميد


عبدالحميد.. اخو مريم مرت حسن يشتغل مدرس
كريمه.. زوجته
جاسم .. الإبن
جنه .. البنت


عائله ناصر
ناصر .. الأب
فهيمه.. الزوجه ... اخت فاطمه
فيصل .. ولده الكبير







ابرز اهالي الفريق ...


عائلة شهاب..
شهاب .. بياع خضار يملك مزرعه
زينب .. زوجته ( دايه ) تولد في المنازل
بدر .. ابن
بدور .. ابنه
صالح .. ابن




عائلة سيف


سيف .. الزوج يشتغل نجار متزوج وارمل سابقا له 3 ابناء.. احدهم نذير من زوجته المتوفاه .. وهو زوج حليمه
و بشير وباسم من امينه
امينه.. الزوجه .. لها ابنه من طليقها السابق( حليمه ) ابوها ما يسأل عنهم من لما تطلقت .. وابنان من زوجها الحالي سيف ( بشير + باسم )
حليمه.. بنت امينه الكبيره من طليقها وزوجة نذير .. ابن زوج امها
بشير .. ولد سيف و امينه ( اخ حليمه من امها ) ( اخ نذير من ابوه ) ( خليص باسم ) لا يتكلم بسبب صدمه نفسيه تعرض لها ..
باسم .. الأخ الأصغر ( اخ حليمه من الأم ) و اخ ( نذير من الأب ) و خليص بشير ..


عائلة هيثم..


هيثم .. سوسة الديره سكير و حرامي وصاحب مشاكل
ام هيثم .. امرأه مغلوبه على عمرها ...!



شخصيات اخرى اساسيه


حسينه .. ملايه + خطابه.. و تقرأ الفال..


أم علوي .. سيده ارمله عمياء .. تعمل معلمه قرآن وصلاة .. للبنات والأولاد .. لا اولاد لها فقط تسمى ام علوي لكونها ماخذه ابن عمها المتوفى.. عايشه على الله والشؤون و ما يقدموه الأهالي ليها كأجر تعليمها لأطفالهم. واللي يقدر يعطيها اياه ولد اختها عيسى


عيسى .. حمالي .. على باب الله.. يتيم من صغره فعاش عند خالته ام علوي ...
عباس .. صاحب بقاله ..


مع ظهور اشخاص آخرين ..مع احداث الرواية..



انتظروها السبت القادم بأذن الله...

Princess
04-09-2011, 02:52 PM
بداية...
الواقع المؤلم يخبرنا بأن هناك نسبه كبيره للنساء السجينات في بلادنا... نظرا لكثرة جرائم العنف و الأبتزاز والغِيره و الشك وما الى ذلك التي تجبر المرأه ان تتخلى عن كونها انثى لتندرج كمجرم يحكم عليه العداله بالسجن خلف القضبان....
وللمساجين الرجال.. معروف هناك خيارين متوفرين للأفراج عنهم قبل انتهاء مدة الحكم طالما لم يكن حكمهم مؤبدا او قصاص..اول الخيارات تلك ان يحفظ المحكوم اجزاء من القرآن الكريم او كله ثم يلطق سراحه ليتنعم بالحرية..
و الثاني حين يشمله عفو ملكي بأي مناسبه فيخرج حرا طليقا.ليعود بين ذويه واحبائه

الا ان للنساء حكما مختلف ... فحتى وان عفت عنها الدوله او انقضت مدة حكمها..
يجب ان يأتي المحرم ليستلمها من هناك... فإن لم يعفو ذلك المحرم او لم يكن موجودا من الأصل .. فلا مجال لتذوق طعم الحريه والسجن هو مأواها الأبدي الخالد ...!
لذا لا نستغرب اذا وجدت سجينات قضى على مدة حبسهن اضعاف ما قُضي لهن.. والسبب ذلك المُحرم ..!

Princess
04-09-2011, 03:05 PM
الفصل الأول ...........................1395 هـ


في احد الزنزانات بسجن النساء... وفي عنبر مظلم خيم عليه الهدوء.. الكل نايم ماعدا عين ساهره... مسنده راسها عالجدار... تسترجع لحظات الألم و العذاب اللي مرت فيهم قبل لا تكون في هالمكان... تتحسس بكفها بطنها المنتفخ في شهره الخامس .. يحمل طفلا او طفله .. قضى الله ان يشاركها هذا القدر الأليم....وان يكبر في احشائها في مثل هالأجواء....
تعود بها الذكريات في كل فصل من حياتها المعذبه... حليمه... 36 سنه ماذاقت من خلالهم غير الخوف والتشرد و نظرات الناس اللي ماترحم.....
قبل السجن.... قبل 10 شهور فقط
وفي بيت سيف ... صاحب العائله المتشربكه... ومع زوجته في الغرفه يتناقش امر مهم في عايلتهم...
سيف :
- وزي ما انتين عارفه حليمه بنتش كبيره وما احد تقدم ليها فوين الأحسن بنظرش ياخذها ولدي نذير والا شايب تفني بقايا عمرها وياه..؟
امينه بتردد والحزن باين في ملامحها:
ــ بس .. نذير زي ما انت عارف..!!
ــ ادري به .. مغسوله منه الأيد.. بس جايز يتزوج ويركد..
ــ وهي اكبر منه بسنتين .. يمكن ما يقبلو ثنينهم؟
سيف وبغضب:
ـ لويه..! مأمله بناخذ موافقتهم يعني... يحمدو ربهم صفريه ولقت غطاها..على طول خلال الشهر الجاي زواجهم انا مجهز كل شي بيت صغير و شغله وياي بالمنجره يعاوني زياده على بشير.. يمكن اذا حس بالمسؤوليه الله يهديه.... فخله يتزوج ويعقل وتنستر بتش وايد عليها من كلام الناس لهالعمر وهي بعدها ماتزوجت..
ــ وويش علينا من كلام الناس ...!
سيف زاد غضبه:
ــ شكلش حابه تتطلقي للمره الفانيه و تتشردي انتين و العانس بتش ...
امينه بخوف وتردد:
ــ لا مابغى اتطلق ولا ابغى ارمي بتي للتهلكه.. ولدك نذير مو شويه .. مخاوي هالهيثم و سهر و سمر و سكر .. وتبغاني اعطيه بتي الوحيده اغلى ما عندي...والله ما ..
ويقاطعها سيف بغضب:
ــ والله ماحد قال ليها ماتزوج...
امينه رفعت صوتها منفعله:
ــ الله اكبر تبغاها يعني تطلع برى الشارع وتنادي ابغى اعرس مين يبغاني ؟؟
سيف يصرخ خلاص وصل حده:
ــ والله ولسانش طولان يامرأه .. رحمش الله يا ام نذير ماكانت ترفع صوتها على صوتي ولا ليها راي من بعد رايي...
ـ وانت كل كلمه و الفانيه قلت ام نذير و ام نذير ! اللي يسمعك يقول كانت مرتاحه وماتت بسلام... فقيرة الله ماتت من ...
وماكملت كلامها لأن سيف رفع ايده وضربها و بهيجان:
ــ لااااا... ضفيناش انتين وولادش وبنتش ولش عين تتكلمي بعد !
ويستمر في ضربها باللي قدامه وهي تصيح وتقول:
ــ ما ارمي بنتي هالرميه حتى لو تدفني في قبري ...
الا بدخلة حليمه عليهم وهي تصيح وتحامي عن امها اللي تنضرب من زوجها الهايج:
ــ خلاص .. خلاص ياعمي... بسوي اللي تبغاه ... باخذ نذير ... لا تضرب امي .. خلاص ...

ويستمر سيف ما هدأت نوبة الغضب و يضرب وحليمه تتلقى الضرب ... ويدخل بشير اخو حليمة من امها .. الأخ الحنون وعمره وقتها 18 سنه ...
بشير هذا متعلق في حليمه لدرجة الجنون.. يعتبرها اخته وامه و كل مايملك في دنياه....
ما اخذ سنه من ولدته امه الا وحملت عليه بباسم فصارت تعبانه فتره حملها وتولت حليمه رعاية بشير ...
اعتبرته ولدها اكثر من اخوها... مع انها كانت في وقتها ما تتعدى 16 سنه من العمر.. لكن في تلك السنوات 16 سنه كفيله بعمر امرأه متزوجه و تربي عالأقل طفل واحد ......


بشير يطوق حليمه بذراعينه ... ويصرخ في ابوه:
ــ خلاص .. لا تضربهم.. كل يوم هذي شغلتك.. وحليمه مابتاخذ نذير ...
سيف:
ــ ولوووويه ماتاااخذه على هواك هو؟؟
ــ نذيييييييييييررررررررر حسبة اخوهااا
سيف بغضب يشتعل اكثر واكثر بدأ يسب و يشتم :
ــ اخوها مين يا ×××× ياااا ×××× وخر ..... نذير مو اخوها....
بشير بخوف وانفعال :
ــ نذير ما احبه .. مابغاه ياخذ اختي....
سيف يمسك بشير من ثيابه ويسحبه ويرميه على جنب:
ــ هذا اذا صار بهواك... لا بوكم لا بو اللي خلفتكم..
ويطلع من الغرفه بعد مافرغ شحنة الغضب ضرب فيهم .. وتحضن امينه بنتها والدموع تتقاطر ..
حليمه وقتها ماذرفت ولا دمعه كانت تنتفض مثل الطير المذبوح... تحاول تبتسم وعيونها شابحه... لا مجال للهروب من الواقع الأليم اللي فرضه زوج امها عليهم..
تتذكر قبل 18 سنه كيف تشردت هي و امها بعد ما طلقها ابوها ... وكيف الناس اللي ماترحم المرأه المطلقه في ذاك الوقت .. والأشاعات القاسيه اللي حامت حوالين امها
لحتى الملايه حسينه جمعت بين سيف الأرمل واللي مرته توفت في ظروف غامضه اجمعوا الناس انه من كثر ما يضربها توفت ...
الا ان ذاك الوقت كانت الناس تخاف من الشكايه وتخاف من المحاكم وماليها والتدخل في شؤونهم طالما ما اشتكت على زوجها فتنجاز هي وياه ،، وعدا هذا وذاك كانت مغلوبه على امرها ماليها احد غير امها وابوها اللي توفو بعد ما تطمنو عليها تحت رعاية رجل.. توقعو يكون صالح ليها ولكنه العكس مع الأسف ...

وكذا الحال مع امينه.. امينه اللي ما ابتسم ليها الحظ مع الرجال... تطلقت من واحد مريض نفسيا وخالي من الإنسانيه .. وتزوجت بثاني مو احسن منه حالا وافقت عليه بس للستر و لترحم نفسها وبنتها من كلام الناس وتحفظ كرامتها من اقاربهم اللي تعبت وهي تتنقل بينهم وكل واحد فيهم...
يا اما يسمعها كلام جارح..!
اوماتلاقي منهم غير الأذى و المنه في الطالعه والنازله...مع انها كانت مع حليمه بنتها يشتغلو خدم في كل بيت يأويهم بس لتأمين اكلهم ومكان نومتهم...
ولكن ما كان سيف ارحم من اقاربهم .... الا في كونه لمهم من الشارع الى مقبرته ... !


يقطع سرحان حليمه صوت رضيعه لأحد السجينات..
واللي دخلت السجن بقضية حمل سفاح... ومثلها الآف ..
والكل نيام ومطنشين الرضيعه الباكيه بما فيهم امها واللي قضى حكمها الشرعي من فتره الا ا ن اهلها تبرأو منها وتركوها في السجن فلا مجال لخروجها بدون ان يستلموها بنفسهم...
تقوم حليمه.. الأنسانه المشفقه الحنونه وتحمل الرضيعه و تحاول تسكتها لتتفاجأ بأمها تمتم بغضب :
ــ خليها عنك جعلها تموت من البكي .. كفايه ما تركوني اجهضها .. بياخذونها خلاص بكره لدار الرعايه ..
سجينه اخرى ما كانت نايمه ... ام أحمد... امرأه كبيره بالسن .. حكمو عليها مؤبد و القضيه قتل ...
كانت اقرب وحده الى حليمه اللي من اول مادخلت السجن من 5 شهور فقط..لقتها ليها الأم و الصدر الحنون...
امرأه طيبه و مغلوبه ومايتصدق ابدا انها مجرمه ... وذلك لأنها فقط قتلت زوج بنتها اللي كانت تشتكي من ضربه ليها لدرجة وصلت فيه انعدام الغيره و ادخاله رجال عليها فما كانت الا تستنجد بأمها لتقتله...
اهل المقتول اصروا ان تاخذ ام احمد العقوبه. القصاص...
ولكن لكون القضيه من احد اسبابها الدفاع عن الشرف ومع انعدام دليل وجود رجال لكونهم ما تمكنو من لمس بنتها فقط محاولة ... اصدرت المحكمه حكم المؤبد على ام احمد.........
ام احمد ومع بكاء الرضيعه ومنظر حليمه وهي حاملتنها بشفقه و قهر و ألم من رد فعل امها المتلبدة الأحاسيس ..
قامت من سريرها و جلست جنب حليمه وبكل حنان طوقتها وبهدوء:
ــ هالصغيره مهي احسن حال منا يا بنتي .. ذنبها الوحيد في الدنيا انها بلا اب .. وان هذي امها.. ومالها احد بهالدنيا ... و ان رضو الأهل ياخذو بنتهم من السجن.. راح ياخذون الطفلة لدار اللقطاء... وانتي تسمعينها من بكره بتتنازل عنها ماتبيها ...
ومسحت على بطن حليمه:
ــ الله يتمم لك على خير و تحضني بنتك و تعوضيها عن كل حرمان لاقيتيه..
حليمه والدموع تنهمر بألم:
_ اعوضها ياخاله.. اعوضها و اني خلاص مؤبد هنا....!
ام احمد تبكي و تحضن حليمه بحنيه:
ــ آآآه يابنتي.. قضيتنا وحده .. مظلومين .. والله على كل ظالم....! انا التهمه ثابته علي خلاص.. انتي لسا يدورون في الأدله.. يابنتي ليه تخبين في قلبك كثير .. ليه ما تقولين لهم الحقيقه...
ــ الحقيقه واضحه ياخاله... مايحتاج اقولها...
ــ لا والله احسك مخبيه شي ... ومتستره على شي ...
ابتسمت حليمه وانسلت دمعه من عيونها.. تتابعت وراها دموع شاركتها فيهم ام احمد..
و انخرطو الثنتين في موجة بكاء ماخففت عنهم الا احساس حليمه برفسات جنينها و شعور ام احمد فيه بينما كانت تحضنها.. ابتسامه شقت طريقها بين دموعهم و ضحكات متأمله خلف امطار من الدموع...


يتبع

Princess
04-09-2011, 03:19 PM
ــ يـــارب ياحبيبي ... تفرج عن حليمه بنت امينه ... ياااا الله.. بمحمد ..... بعلي بفاطمه بالحسن وبالحسين... يااااااعلي ...
كان هذا دعاء فاطمة بصعوبه رددته وهي تطلق بتولد اول طفل بعد انتظار دام لـ 20 سنه...
فاطمة زوجة حسين ذاك الرجال المعروف في ديرته بالطيبه والكرم و النشامه...
فاطمة بنفس عمر حليمه كانت صديقتها في الدراسه بالمرحله المتوسطه ... اول ماتزوجت فاطمة و انتقلت للسعوديه.. درسو مع بعض و عاشت معاناة حليمه لحظه بلحظه...
حليمه الوحيده اللي ظلت مع فاطمه نظرا لقلة البنات في تلك المرحلة و في ذلك الوقت بديرتهم.. الأغلب مقتصر على المعلمه والقرآن و الأبتدائيه و الحضيض و الشاطر اللي يخلص الأبتدائيه كامله...
فاطمه كان شرط من ابوها قبل لا يسلمها لحسين انه يسمح ليها تدرس براحتها تزوجت صغيره 16 سنه و دام بتروح معاه لبلد غير بلدها فطلب منه لا يضغط عليها ويخليها تدرس زي ماتحب..
وطبعا مو حسين اللي يرفض هالطلب.. وهو ذاك الطيب والمتحضر ...
اما حليمه فمن تعب امها خدمه في البيوت قبل لا تتطلق ... قدرت توفر ليها مصاريف دراستها بدون علم ابوها اللي كان حارمها ابسط حقوقها بالحياه...
فالدراسه بالمتوسطه تلك الفتره نادره من قبل البنات... و اغلب اللي في تلك المرحله بنات اغنياء و مايتخالطو مع الكل .. فما بالكم مع فاطمه ذات اللهجه المختلفه نسبيا لكونها مختلطه مابين قطيفي وكويتي..
واللي عانت من اختلافها فتره طويله من المضايقات من صاحبات العقول السطحيه... لحتى ما صادقتها حليمه وصارت ليها الكل بالكل..

...
.
.
.
كانت الدايه زينب ( ام بدر ) تدعي وياها و هي تولدها و ام فاطمه والخوف ماكل قلبها على بنتها... مايمديها توديها مستشفى و حسين مو موجود رايح مكان بعيد لأجل تركيب كبينة هاتف جديده ..
و اخوه الكبير حسن ايضا ما يقدر يوديها وهو الآخر في رحلة عمل في البر تبع ارامكو...
وناصر زوج بنتها الصغيره فهيمه.. ساكنين بعيد مو بنفس الفريق وماعندهم تلفون.. كان التلفون ديك الفتره بتلك الديره مو في كل بيت.. ولكون حسين يعمل في شركة الهاتف قدر يركب ليهم واحد بسهوله...

فما ليها الا تولد بنتها مثل ماهي ولدتها... واستعانوا بالدايه الشاطره زينب ( زوجة شهاب) ..
زنيب مع عملية الولاده .. :
ــ يــــــــــاالله .... سهل ولا تعسر ... ياالله


وولدت فاطمه... بنت مثل القمر ... حدها وقتها سمعت صوت صياحها.. وسمعت صلوات زينب و امها وقولهم
ـ بنيه... فاطمة جبتي بنيه...
تمتمت حزتها بتعب وهدوء وابتسامه :
ــ بشرى...
وانحدرت دمعه و اغمى عليها من التعب و دخلت في عالم ثاني....
دخلت في حلم...
ماهو بأضغاث احلام..
حلم............ بالذكريات الماضيه.. !!

رجعت فيه الى الخلف سنوات وسنوات لما كانت تواسي حليمه الباكيه بالصف بحرقه وهي تشتكي ليها ضيم الحياه و الألم اللي تلاقيه مع امها... من ابوها...
و غياب حليمه فتره طويله عن المدرسه بعد ما اكتشف ابوها انها تدرس من وراه .. فزادت المشاكل حده
وبعد فتره توصلو الى الطلاق وعاشو التشريد...
كيف كانت فاطمه.. تحاتيها وتشتاق ليها و ماتشوفها الا في بيتها زيارات... هذيك الزيارات اللي كانت تضايق ام عبدالله ( ام فاطمه ) نسبيا خصوصا انه معتقداتهم في قديم الزمان ان مثل هالناس ماهم الا شؤوم و نحس ....
حليمه المغلوبه كانت تحس كونها ضيف ثقيل على فاطمه وماتبغى ام فاطمه تتضايق منها اكثر فكانت تخفف زيارات ...
لا تلفون متوفر.. لا جوالات في ذاك الوقت .... وفي قلب الثنتين شوق للسؤال عن الأحوال ...
ولكن لا مفر ولا حل مع ذلك الحال ...!
ويتقدم حلم وتتسارع عجلات الذكريات الى الأمام....
لتشوف حليمه باكيه ايضا في يوم زواجها المشؤوم على نذير ابن زوج امها...
الناس حواليها بالمشمر الأخضر ..يرتفع وينزل ... المفترض يرفرف تعبيرا عن السعاده الأبديه.... وحسينه الملايه تغني ليها بفرح ..
واتريبمو وال يومي ....
و أي فرح .!!

ويحاولو يتزاورو بعد ماتزوجت.. قد مايمكن .. ليتعب قلب فاطمه اكثر على حال خويتها ..
و أي حال هذا مع زوج عديم غيره و اخلاق .. عديم دين و امانه... وهمه الوحيد وناسته !
الى ان يصفعها الخبر المشؤوم... مقتل نذير و ماكان احد معاه في البيت غير حليمه لما جو الشرطه..
واداة الجريمه سكين ثبت بصمات حليمه عليها... و السبب دفاعا عن شرفها لما اراد ادخال رجال عليها من اجل المال!
مين هالرجال....؟
هل فيه شهود على ادعائها....!
لاشيء يثبت برائتها .......!!!
تتذكر كيف حليمه تنقاد الى المحكمه وبهدوء .. ماكنها حليمه اللي تعرفها... وكيف ماتبغاها تتغير بعد اللي قاسته وعانته .. فلكل شيء في الحياه حد معين...!

حليمه اللي مادافعت عن نفسها ولا نفت التهمه عنها بل اكدت انها ارتكبتها دفاعا عن شرفها....

انتبهت فاطمه من هالحلم الطويل بعد ما حست بدفء شي على وجهها... كانت امها تمسحها بفوطه مبلله بماي دافي ...
ابتسمت فاطمه لترد ليها امها الأبتسامه واضعه ايدها على خد بنتها:
ــ الحمدلله عالسلامه يمه... جبتي بنيه زي القُمر..
فاطمه بهدوء وتعب وعيون مرتاحه وفرحه::
ــ الله يسلمج يمه... وينهي..؟ ابي اشوفها..
وتجي الدايه زينب حامله بشرى بعد ما نظفتها ولبستها ولفتها وتعطيها امها:
ــ اللهم صل على محمد وآل محمد.. قمر قمر طالعه على اميمتها...
تبتسم فاطمه: ــ تسلمي ام بدر يعطيج الصحه والعافيه ,, تعبناج ويانا..
ام عبدالله:: ــ أي والله تسلمين ماقصرتي.. والله لولاش في هالديره شلون كنا بنتصرف والمستشفى آخر الدنيا.. صدق تعبناش وانتي في شهرش الثامن
ام بدر طقت على صدرها وابتسامه:
ــ الله يسلمكم.. ويش ليكم بالمستشفيات.. يشقو بطونكم ويلعبو فيكم لعب بداك الحساب....شفتو وظيفتي دي خلاص ماحد يشتغلها بس للحين ليها فايده.. الله يرحم امي العوده رحمة الأبرار ورثتني هالشي وتعلمته منها..
وتمسح على بطنها:
ــ وبعدين لا تحاتوني هالشغله متعوده عليها مره ولدّت وحده واني حامل ببدر ولدي و بعد يومين ولدته... عاد اني ويش اسوي مالي الا المستشفى.. وابو بدر تخوبل ديك الليله على ماحصل سياره حق يوديني... قلت من الآلم لا اموت محلي بركب قاري الخضره ويجرني الحمار.. واللي فيها فيها... ويش نسوي ... على قولة القايل هههه باب النجار مشلوع..


فاطمه و امها صارو يضحكو على ام بدر و روحها الحلوه في استعدادها لوظيفتها هذي في أي وقت وبأي حال...
شوي الا يسمعو صوت باب البيت ينفتح.. و ركض ..
ــ يــــــــالله .. يـــــــالله
ام بدر تغطت وطلعت على باب الغرفه وهي تضحك:
ــ جاكم ابو القمره جاكم... تعال طلعك الله من كل مكروه... مبروك ماجاك الف مبروك
دخل حسين الغرفه وملامح الفرحه باديه عليه و الأرض ماهي سايعتنه ..
استقبل القبله وسجد ..
ام عبدالله ماتحملت وانسلت دموع الفرح.. سجد حسين شكر لله
الله حقق مناه.. بعد 20 سنه صبر فيها مع فاطمه... صبر وهو يدري ان التأخير منها... صبر وكله امل ان الله يفرجها عليهم وتقر عينهم... وما على الله بعسير...
قام حسين وهو يصلي على محمد وآل محمد...
خذ الطفله من ايد امها بهداوه... ضحك وهو يحمد الله... وقال:
ــ جتنا البشرى يا فاطمه...
واذن في اذونها ...ومع كل مقطع من الأذان دموع الفرح تنزل ماتحمل الا الدمعات تنحدر من عيونه لا شعوريا على القماط... وعطى ام بدر المقسوم مع زياده حبتين عليه ..
ام بدر: ــ يو يا ابو القمره هذا وايد علي اني... هذا بس اجري ..
ومدت الباقي ترجعه..
حسين: ــ مايغلى عليش يا ام بدر ماقصرتي والله رغم ظرفش.. وثاني شي انا هذا نذر ناذرنه والله وجبه ...
ام عبدالله وهي جايبه كيس وياها كبير مليان اشياء : ــ تستاهلي يا ام بدر والله تستاهلي..
وعطتها الكيس ..
ام بدر مستحيه:
ــ يؤ دويه دا بعد .. اجاويد عاد لا تحرجوني !
ام عبدالله: ــ وهذا نذري مشامر جديده و بخور قلت بعطيهم اللي تبشرني بولادة بتي .. ولا اله الا الله الله ولدها على ايدش وجب النذر ..
ام بدر تمسك طرف عباتها من صوب الراس و تغطي وجهها زياده على الغطا:
ــ تسلمو والله .. ياعسى الهي يجعل هالبيت عامر بالسعاده ولا يحرمكم منها في أي لحظه الهي ياحبيبي داخله على بابك وماخاب طلابك... احفظ على هالبنيه وخليها لأمها وابوها و جدتها وخليهم ليها وبلغهم فيها عروس
الكل بنفس واحد:
ــ يــــــــــــــــــــالله...

شوي الا باب بيتهم يطق ... طق قووي وكأنه بشيء ما ... مو باليد....!





والى الملتقى...

Princess
04-10-2011, 06:17 PM
الفصل الثاني .................................................. ..............

قام حسين يفتح الباب .. وفي ظنة باله يمكن يكون احد الجيران سمع بخبر الولاده وجاي يبارك...
لكن طريقة الطق ما تجزم ان هالتوقع صحيح ...
فتح الباب لقى قدامه بنت صغيره عمرها 7 سنوات. جميله ذات عيون واسعه وكحيله.. وبشرة سمراء معتدله... لابسه عباية الراس وبوشيه فاتحتنها وشكل وجهها مذهول .. و ماسكه نعالها بأيدها ..


ابتسم حسين:
ــ بدور... ! هذا انتين ... وتطقي الباب بنعالش..
بدور بأندفاع :
ــ هلا عمي حسين.. وينا امي .. ابغاها بالسرعه...
ــ ويش صااير ! خير ان شالله....!!؟؟ ادخلي ليها داخل ..
دخلت بدور تركض وهي رجول حافيه ورجول بنعالها وصلت الغرفه اللي هم فيها وهي رافعه النعال:
ــ اماااه الحقي الحقي
ام عبدالله تصروعت ونقزت: ــ بسم الله الرحمن
زينب قامت واقفه : ــ ويش صااااير !!
بدور : ــ اما ولدش بدرووه تشابق مع جاسمو ولد استاذ عبدالحميد وفلعه بحجره..
زينب طقت صدرها: ــ دا ويش هالنايبه.. ووين ابووش؟؟
وقامت زينب بتطلع بتشوف علم ولدها والهباب اللي هببه...
وطلعت الحوش وهي تدف في بدور وتضرب فيها وبدور تفلت نعالها تحاول تلبسه وهي تتحمق:
ــ واني ويش علي تضربيني..
وزينب بقهر : ــ غربال يغربلش انتين واخوش اللي مفشليني في كل محل .. وينا ابوووش؟؟ درى باللي صار!
ــ ابوي في النخل رحت له المحل ماشفته ..
ــ امشي دهشتو بالي انتين واخوش عساكم خناقه ...
وقبل لا توصل لباب الطريق تذكرت ...
ورجعت تركض وعلى باب غرفة فاطمه:
ــ الحمدلله عالسلامه غناتي وجعلها مواليد السعاده... مع السلامه
وطلعت تركض..
ام عبدالله ماتحملت وصارت تضحك على عفوية ام بدر ... :
ــ خفافة دمها.. الله يعينها على ولادها بس شكلهم جايبين ليها الخوبال..
حسين :
ــ بدر الله يسلمه تحسيه فهلوي بس عليه حركات الله يهديه ان شالله...
فاطمه بتساؤل :
ــ الا كيف دريت عني .؟
ام عبدالله تضحك.:
ــ كيفا درى بعد.. اتصلت على الشركه ورد علي موظف هناك قلت له يقول له ...
فاطمه تضحك:
ــ عرفتي له يمه .. اخيرا جربتيه...
ام عبدالله:
ــ هو قصر فيني هالتيلفون .. افر قرصه فر جنني >>> موديلات لول التلفونات الأرقام في قرص دائري ينفر حتى يصل لحديده ليحتسب الرقم المختار..
حسين يضحك: ــ لازم ياعمه تتعلمي هذا من متطلبات التطور ..
ــ مايحتاج.. ولو انه نفعنا للطوارئ
حسين: ــ انا كنت فوق عمود من اعمدة الهاتف اسوي له صيانه اشوى نزلت وقالو لي لو سمعت وانا فوق مو بعيده اطب من الفرحه...
فاطمه بقهر من مزحه: ــ فال الله ولا فالك .. الله لا يقولها .. انتبه لروحك...
حسين وهو طالع من الغرفه : ــ ولا يهمش تآمري امر ...
ام عبدالله : ــ الا بدور ويش قالت بدر فلع مين؟؟؟ كنها قالت جاسم عبدالحميد..!؟
فاطمه: ــ ايه ولد اخو مريم مرت حماي ...
ام عبدالله تساسر فاطمه لا يسمعها حسين : ــ الا يابتي مريم وينهي اليوم ماليها حس لا هي ولا ولادها...؟



( حسن ساكن مع حسين في نفس البيت ليهم 3 غرف ولحسين غرفتين .. ... يتشاركو المطبخ وحمام )


فاطمه : ــ وصلها امس حسين بيت اهلها .. حماي خبرج فيه في البر تبع العمل ... وهي من زمان ماجافتهم فراحت مع مهدي وباتو هناك من البارحه.
ام عبدالله: ــ امممم... واني اقول ماسمعت حس مادريت ... فوينا كنت اني ؟ وولادها الكبار وينهم...!
ــ يؤ .. نسيتي يمه.. كنتي في بيت ام علوي.. و ولادها الكبار مادري تلاقي علي في الجامعه و جعفر في المحل و محمد يمكن طلع من المدرسه وراح لأمه ..
( علي : 25 سنه .. آخر سنه بالجامعه...جعفر : 20 عاما .. ماجاب معدل يدخله الجامعه فأشتغل على طول في محل يبيع اقمشه صاحب المحل صديق ابوه...
محمد : بعمر باسم ابن سيف .. 17 سنه .. بالصف 3 ثانوي
مهدي : 3 سنوات ...)



ام عبدالله: ـ ايه صح صح... والله حتى لو هي هنا سلمها الله غير الا بارده فلجه.. ويش بنسمع ليها...
فاطمه : ــ ههههه يمه شفيج عليها..!!
ــ صدق والله ترفع ضغطي ... بالله لو اشتهيت اروح العين وبغيت المغطس العود.. و ثياب ولادها منقعين فيه من البارحه..
ــ شدعوه عاد ..؟؟! شنو ثيابهم غير دشاديش !
ــ من قلالتهم احفظ الله عليهم ... 4 والخامس ابوهم.. وكل واحد على فصخه لو فصختين ....! اشوى ماجابت بنيه لا تطلع عليها..
ــ حسبتي مهدي ابو سنه...هههه خلاص يايمه لا تهذرين اخاف بتي بشرى يصيبها من هالعياب شي..
ــ مهدي.. هو الزايد فيهم... لا ان شالله.. خلاص استغفر الله الله يهديها ويصلحها.. والله يابتي كنتي كاسره خاطري كل هالفتره ... بس ويش بيدي عليش ... مابغى اتكلم وتصير فتنه دام انتين راضيه.. اباشوف لكن الحين اني بتعاونش زي ما عاونتيها..

Princess
04-10-2011, 06:18 PM
فاطمة كانت طيلة الـ 20 سنه تساعد مريم في البيت اضافة الى ولادها.. كبرو على ايدها فما صارت تتغطى منهم فقط محجبه... تزوجت والكبير علي كان عمره وقتها 5 سنين فقط.. حضرت مع مريم ولاداتها الباقيه وشالت وحطت في ولادها .. لبستهم و نومتهم واكلتهم.. كانت ليهم بحسبة الأم الثانيه فما يسموها الا خاله...
مريم كانت شخصيه بارده جدا.. سنتها سنه في عمل أي شيء .. ماكانت هابة ريح زي مايقولو .. و حدها رابع ابتدائي فما كملت دراسه.. ببساطه تحسوها عايشه عالنيه ... فكانو ولادها يعتمدو في تعليمهم على فاطمة بالدرجه الأولى... خصوصا ان فاطمه وصلت للثانوية وخلصتها..

و في بيت الأستاذ عبدالحميد...
زينب مو عارفه وين تودي وجهها من الفشله.. ماسكه ايد ولدها بدر بالقوه وهو يحاول يفكها و عابس الوجه ومعصب ..
ام بدر : ــ اسمحي لينا يا ام جاسم .. واعتبريها شبقة جهال ..غير الا فمان سنين اعمارهم... والجهال قاضيهم ميت ... يكبرو وينسو وياما بتمر عليهم في هالحياه مواقف كذا..
ام جاسم مو عاجبنها الكلام.. و جنبها ولدها جاسم ملفوف راسه :
ــ شبقة جهال .. ليش الجهال قاضيهم ميت.. اذا ميت نشوف غيره ولا هالحاله...! اجل يفلع راس ولدي بحجر.. زين يوم الله سلم عيونه... ما بطها وعماه...
ام بدر: ــ اكرمينا بالمسامحه واسمش كريمه... ماعليش قصور ويش بيدي اسوي .... باسوي؟؟؟
و تفلص من القهر في ايد بدر ..
وبدر بحد ماعنده: ـ آآآآآآآآآآآآآه..... هديني..

ام جاسم : ــ وتبغي اسمح لش .. وهذي تصرفات ولدش ... مو مبين عليه الأسف عاللي سواه موليه...زين ان ابوه استاذ في المدرسه ولحق عليه طلعتهم والا بيخلوه الصبيان مفلوت بدمامينه اللي تشخل !
بدر بصوت محمق:
ــ ولدش البادي والله انا امشي وهو يصفق مع بقر وياه .. ويعيبو علي....
ام بدر تضرب شفايف ولدها بالقوه:
ــ انشب شبك الله.. يعيب عليك هو بكلام.. تقوم تفلعه بحجر.... !
ــ ماتدري انتين ويش كان يقول ...
ــ ويش يقول يعني .. !! هااا ويش يقووول ...؟؟
ام جاسم: ــ والله مهما قال ماتوصل فيك ترمي عليه حجاره...ويش قال ها...
بدر بإنفعال ودموعه في عيونه :
ــ يا بدر محترق .. ياولد الفحمه العبده..
ام بدر انذهلت من الكلام و صارت ترن في مسامعها عيابات الأطفال عليها لما كانت صغيره ... كانت تمتلك بشره غامقه جدا .. الا ان لها ملامح جدا جميله و قلب اجمل...
شهاب كان ابن عمها.. تربو مع بعض وكبرو مع بعض.. من صغرهم كان يحبها ويدافع عنها...
ومع انه كان حنطاوي البشره الا انه لما قرر يتزوج ماطلب من امه تدور له ولا أي بنت .. مابغى الا زينب ... اللي كان يشوفها اجمل شي في دنياه...
ام جاسم بأرتباك تسأل جاسم : ــ ليش .. ليش كنت تقول عنه كذا !!؟؟
جاسم مو عارف يقول السبب .. هل يقول لأن الأستاذ اليوم مدح بدر وعطاه هديه و بالمقابل هزأه لأن ماحل الواجب ....! لا.. السكوت احسن طبعا ..لا ينقلب الموقف ضده بزياده.. وبغباء شنيع منه قال ببرود:
ــ بس كذا..
ام جاسم خلاص ارتبكت زياده على عجلتها وتضخيمها للأمر وولدها هو الجاني بقلة ادب..
صارت تطالع في زينب اللي تغيرت ملامحها لما سمعت الكلام.... واللي مسكت ولدها وبهدوء:
ــ امشي ياولدي.. كلنا عبيد الله.. والله غفور رحيم... اذا الناس مابتغفر فكيفها... بس حنا قلبنا ابيض و واسع وطيب المفروض تسامح كل من اساء لك و ماترد له السوء بأساءه... امشي امي امشي ..
هالكلام احرج ام جاسم اللي ماعرفت ويش تقول ... صارت تفكر لو هي مكان بدر واحد بيقول عنه وعن امه هالكلام مستحيل بتسكت له وبتتصرف احتمال تصرف اعظم من مجرد رمي حجر و اصابته بالغلط في الرأس..
قامت لحقت زينب بتراضيها ...
ــ اسمحي لينا يا ام بدر و جهال ديلا يقولو كلام مايفهموه..
ام بدر بهداوه وابتسامه:
ــ مو قلت لش انهم جهال .. خلاص انسو الموضوع ولو تبغو نعالج ولدكم حاضرين... و اسمحو لينا مره فانيه..
ام جاسم من الفشله مو عارفه ويش تقول:
ــ لا شدعوه غير فلعه بسيطه.. ماعليه شر ان شالله...
وطلعت ام بدر وهي ماسكه ايد ولدها وتمسح عليها بخفه.. من بعد ماكانت ضاغطه عليها بأنفعال ..
و ام جاسم رجعت لجاسم وصارت تهزأ فيه لا عاد يقول هالكلام مره ثانيه..

ام بدر بهدوء:
ــ من متى وهو يعيب عليك بهالكلام...
بدر مايرد عليها...
ام بدر :
ــ اسألك اني ....جاوب...
هدووء لا رد ...
سحبته ووقفته قدامها ونزلت تطالع وجهه عن قرب .. وجهه اللي كان منكسنه ومتغطي بشعره الناعم ..
صارت زينب ترفع شعر ولدها وترفع راسه وبهدوء:
ــ امي حبيبي بدر.. ارفع راسك لويه منكسنه...
بدر ابدا شاد على رقبته لتحت ومو راضي يرفعها... عنيد والعناد صفة متأصله فيه..
ام بدر بهدوء:
ــ ايه خليك براحتك.. ياولدي لا تنقهر اذا احد عيب عليك بهالكلام.. كلكم خلقة الله.. وانت قمر ويش حلاتك.. شوف شعرك نعومته قد ويش ... هل اللي عيب عليك مثلك.؟؟ بحلاوته... ؟؟ اذا هو ابيض انت شعرك حرير.. شوف خشمك الجميل اللي كنه سلالة سيف.. وعيونك الكحيله..الحلاوه مو بالقشر.. الحلاوه بالطيب والأخلاق. ماعليك من كل من يقول عنك أي كلام يقهرك... انت احلى ولد شفته في حياتي...
صوت سحب الأنفاس بعد الصياح صارت تسمعه زينب... يتبعه شهقات خافته متقطعه... عرفت ان ولدها منكس راسه لأنه يبغى يصيح...
بدر في باله..://انا مقهور مو من عيابه علي,,, من عيابه على امي // وضغط على ايد امه
ام بدر حست على ضعطة اليد ابتسمت و في بالها: // كتوم هالولد وعنيد لو يترك هالحساسيه عنه كان مافيه منه افنين //


وفي السوق ... في محل الأقمشه...
جعفر جالس لحاله في المحل .. طلع راعي المحل من الظهر البيت يتغدى وياخذ له قيلولة الظهر ويرجع العصر ...
شوي الا بدخلة امرأه للمحل.. ريحة العطر تفوح منها على بعد كيلو...
جعفر وقف يشوف طلباتها... وهي من دخلت المحل فتحت وجهها وصارت تتأمل البضاعه وكأن جعفر مو رجال.. موجود.. معتبرتنه صبي المحل وعادي الوضع...وبس اذا صار وجهها بوجهه وهي تتأمل الأقمشه تغطت بغطاء هو والعدم واحد..
جعفر مرتبك من وجودها ومو عارف يسالها عن طلبها...
قطع الهدوء والأرتباك سؤال منها بدلاعه:
ــ ايه.. مابتسألني ويش ابغى؟
جعفر انصرع وصارت يتأتأ وراسه منكس :
ــ وويش بغيتي خيه....؟؟
ــ هههههههه خيه... حلوه منك....
حطت ايدها عالطاوله واللي من ضربت الطاولة تصافقت معاضد الذهب اللي في ايدها...
ــ اسمك..
جعفر انصرع من هالسؤال في ذاك الزمان ماصار ولا استوى مرأه بقوة هالعين... رجال ويالله !:
ــ نعم؟؟
ــ ينعم عليك وبحالك... ويش اسمك...؟

بالصدفه كانت فهيمه اخت فاطمه بالسوق تشتري حِلبه حق اختها الولدانه قبل لا تروح ليها وكم حاجه هدايا السلامه .. درت من حسين راح ليها وخبرها ووصلهم بالسياره الى السوق هي مع ولدها فيصل ( 5 سنوات) بتشتري اشياء وبعدها بتروح مشي بما انه مو بعيد بيت اختها عن السوق..
فهيمه قررت تشتري لأختها كم قطعه حليوين وتخيطهم ليها تلبسها فتره اربعينتها وكم قطعه لقماطات لبشرى... فتوجهت لمحل الأقمشه اللي من دخلته وهي عارفه ان اللي يبيع ولد حمي اختها واللي هو ايضا ولد ( ولد خالها ) بمجرد ماشمت ريحة العطر .. عرفت اللي بالمحل مو خوش وحده .. و بالصدفه سمعت وهي داخله طلبها السخيف ...
فدخلت بصوت عالي وكأنها تكلم ولدها فيصل :
ــ خلي عنك جلالة الحيا وامشي عدل .. لا تحصل شي مايسرك..
اللي بالمحل حست ان الكلام موجه ليها... فظلت واقفه وما طلعت... بكل قوة عين
فهيمه تبغاها تروح بعد ما انتبهت لجعفر وملامح الأرتباك الباديه عليه... وخصوصا ايضا انها عرفت بعد مين هالأنسانه الهابطه.... وحده من الديره ينقال انها تزوجت وتطلقت لأن زوجها اكتشفها تطلع مع رجال... وشغلتها بس حاليا تدور على الشباب الحليوين لتلعب وياهم و الشياب البطرانين لتتكسب من وراهم ...
فهيمه خلاص غثيان صابها وارتفع ضغطها شوي تحس نفسها وترجِّع من وقفتها مع هالأنسانه بهالمحل ..

Princess
04-10-2011, 06:20 PM
وتحاول قد ماتقدر تقلعها منه بس مو عارفه كيف... فصارت تكلم جعفر واللي كان يعرفها طبعا من ولدها فيصل :
ــ عطيني اجدد شي نزل عندكم باشوفهم .. ابى باردين و خفيفين وما يقصرون من الغسال...و اقمشة قماطات بعد..
ويصير جعفر يلبي طلباتها ويقلب وياها الأقمشه ومطنشين في الفلانه الموجوده وياهم...
وبعد 10 دقايق تقريبا الا يسمعو صوت طقة علك قويه تتبعها :
ــ اففففففففففففففف ..
من قلب..وتلتفت الى فهيمه :
ــ مو كأنش مصختيها يعني.. جدار تشوفيني...؟؟ وانت على أي اساس تبدي زبونه ثانيه قبل الأولى... ليش مو تارسه عيونك؟؟
فهيمه ماتحملت:
ــ عمى بعينج عمى... ليش انتي جايه شرايه لو لجلالة حياش.. اطلعي بس اطلعي...
هي فهيمه ما كملت كلامها اللي طلع نابع من قهر وعصبيه وفوق هذا بدون تفكير...
الا تعاجلها المرأه بجمع قوي على ظهرها.. جمع من قوته خلى فيصل يصرخ من خوفه على امه اللي انحنت..
وجعفر رمى المقص على الطاوله... ومو عارف ويش يسوي .. وبذهول:
ــ ام فيصل .. !!!!!!!!
شوي فهيمه جمعت قوتها وقومي واهجمي وتقوم الشبقه في المحل طراقات وسبايب و تمصع في العبايات لين طارت البواشي..
فيصل يخاف من شي اسمه شباق من شافهم انحاش لبيت خالته وخلى امه لحالها..
جعفر من شاف هالحاله مو عارف ويش يسوي..
لا هو عارف يفككهم وهم حريم..
والصريخ قام والرجال جت تتراكض لهالمحل
بلا شعور أخذ جعفر طاقة قماش وفللها و رماها عليهم غطاهم بها وهم لسا يتشابقو ..
شوي استوعبت فهيمه الأمر انها بالسوق وبالمحل ...وان رجال ...!!
و ان البوشيه طاحت والحاله قامت.... !!
دفت المرأه بيدها ولفت عمرها وتغطت وطلعت من تحت الطاقه و خلت تحتها متكسره و ملوته..
وانحاشت من المحل تركض ..قبل لا يتجمعو العالم زياده ويعرفوها هي وتنفضح.... وتصير ليها مع ناصر زوجها قضيه..
والرجال المتجمعين مو عارفين ويش السالفه.. وعلى ويه هالشباق...؟
الا بجية راعي المحل.... بعد ما راح صبي من السوق ونادى عليه...
راعي المحل ابو جابر كبير بعمر ابو جعفر .. 50 سنه.. من شاف المحل والحاله اللي قايمه يسأل في جعفر..:
ــ ويش اللي صااير..؟؟!!
شوي الا الطاقه المفلله تحركت وقامت وقفت فقط متحجبه مع شوية شعيرات متطايره من الطق فيها قدام العالم .. ابو جابر من شافها بهالمنظر لفتت نظره... لا شعوريا ماشال عينه من عليها... خصوصا انها كانت تصيح وتمثل انها جدا تأذت ...
ابو جابر بعصبيه يصرخ في جعفر وهو اللي عمره ماصرخ عليه:
ــ ويش اللي صااااير ؟؟ ويش هالحاله اقول لك..؟؟!!
جعفر مو عارف يرد..
استدار ابو جابر للناس وفرقهم كل يشوف شغله وهو بيشوف ويش هالسالفه دي...
الا المرأه تنزل غطاها و ترمي الطاقه على جنب وهي تصيح وتشاهق :
ــ اني اقول لك ... اني باقول لك..
ابو جابر بهداوه:
ــ خير يابتي ويش صاير؟
وبدت تألف كذب:
ــ اني جيت المحل بشتري منكم ... وكلما اسال هذا صبيك يجيب لي هالقطعه كان الطوف يسمع هو لا... وبعدين جت وحده همجيه وماكنها تشوفني بعد ،، وصارت تتطلب وهو يعطيها يعني المرأه اللي تعجبه يعطيها وجه واللي ماتعجبه يحقرها..
جعفر قهرته هالجمله الأخيره فوق كذبها... سوته يطالع حريم وتعجبه وماتعجبه...!!
ابو جابر يحاول يهديها... ويطيب خاطرها...
ــ اسمحي لينا هالصبي عليمي مايقصد اخذيه على قد عقله
هالكلام قهر جعفر زياده...
عليمي ! وهو صار له سنتين يشتغل وياه وعارف كل شي ...!
مايقصد...! ليش هو ويش سوى ! ....
وتاخذه على قد عقله... ليش جاهل لو بهيم !
جعفر ماتحمل وطلع من المحل وهو معصب ...
ابو جابر يصرخ فيه:
ــ مين هالمرأه اللي كانت هنا..؟؟؟
جعفر بغضب :
ــ مادري ماعرفها >> كان هالرد من جعفر لأنقاذ فهيمه من هالموقف البايخ مايبغاها تطيح في المشاكل ومابيستفيد هو شي من فضيحتها
المرأه بقهر:
ــ يعرفها.. قال اسمها .. ام .. ام...
وسكتت شوي وتداركت موقفها بصياح:
ــ نسوني من الطق كل شي ...
ابو جابر شال الطاقه اللي على الأرض طواها وبهدوء:
ــ ويش طلبش .. اطلبي اللي تبغيه باسوي لش خصم وبعطيش من هالطاقه اللي كانت ملفوفه عليش هديه...
ابتسمت المرأه وبدلال:
ــ ماتقصر .. ايييه .. هذي الشغل السنع .. عساك سالم..

وفي بيت حسن.. فهيمه وحالتها حاله بعد الضرب..
ــ جعلها ماتربح .. ولا تهنى لها عيشة.. جليلة السنع.. الـ.......,, الـ..........
ام عبدالله تحط ايدها على راسها:
ــ علي ياعلي.. ويش هالسبايب دي ويش هالدعاوي...هدي هدي..
فهيمه:
ــ حرقت قلبي جعل ربي يحرقها في نار جهنم..
ام عبدالله:
ــ اني ابغى اعرف مستعجله على السوق لويش... كان خليتيه لوقت ثاني... جبتي المشاكل بس لروحش مادورتي الا دي تشابقيها عاد...؟؟؟!! متأكده بس ماحد عرفش من اهل الفريق..؟؟؟
ــ لا وين يعرفوني وولدي مو وياي.. هالعيبه فيه صارت نافعه اليوم.. لو ما انحاش وظل معاي جان شخانتي.. .. زين يوم يسمع ناصر ويطلقني ..
ــ فال الله ولا فالش.. قومي بس غسلي وجهش و ادخلي على اختش شوفيها..
ــ ويهي.. ويهي ليش اهي خلت فيني ويّه مسودة الويه..
ــ وبعدين وياش ...
ــ خلاص زين..
قامت فهيمه للمطبخ بتغسل وجهها وبتعدل حالتها ... الا تشوف فيصل قاعد في زاوية من زوايا المطبخ .. قربت منه وشهقت شهقه وضربت على صدرها :
ــ شنوو.. شنووو هذاااا !!!


الى الملتقى

Princess
04-13-2011, 01:08 AM
الفصل الثالث ................................


وفهيمه رايحه المطبخ بتغسل وجهها وبتعدل وضعه.. ام عبدالله في بالها:
ــ الله يهديش يابتي .. سبحان اللي خلق وفرق فاطمه هاديه ومستحيه والقطوه تاكل عشاها.. وفهيمه ام لسانين اللي الدبانه مايمديها تطوف صوب ها حتى ... لا اله الا الله.. يالله تهديكم يابناتي و تحفظ عليكم...
الا تسمع هدرة فهيمه في المطبخ على ولدها .. وشوي تطلع على باب المطبخ وهي ماسكه راسها وبيغمى عليها :
ــ آآآه .. بموت.. بيجلطني هالولد.. لحقو علي ...
وصارت تصيح.. هالصرخه خلاص وقفت قلب ام عبدالله وراحت تركض ليها:
ــ ويش صااااير ويش فييييش !
فهيمه تشيل ايدها من على وجهها وحالتها حاله:
ــ شنو اسوي يمه وياه.. تعبت منه .. شالحل؟؟
ام عبدالله:
ــ بعده يقول كلام مو زين ؟ ويش فيه..
فهيمه تضرب خدودها:
ــ اهو عالكلام اللي موسنع .. اهو عالحركات الشيطانه.. أوصلت فيه الحاله ذبح واحد من فريخاتكم..
ام عبدالله طقت صدرها:
ــ هااا..
ودخلت المطبخ... وانذهلت من اللي شافته خلاص حست شوي وبيغمى عليها..
فيصل جالس على ركبه ومقابل كتكوت اخذه من صندقة الدجاج حقتهم... وبسكين ينخز فيه والكتكوت خلاص منذبح ومسدوح والدم يشخل من جسمه..
ام عبدالله حاولت تاخذ السكين منه بس مو راضي .. كان يضرب في الكتكوت وهو يضحك..!
خلاص دار راسها وشوي بتصيح .. وفهيمه عاطتنهم ظهرها على باب المطبخ بالكشه المنشوره والوجه المعتفس بعد شبقتها مع المرأه وتجي تشوف حالة ولدها و الجرم اللي مسوينه.. خلاص ماليها قوه... وهو مو راضي يتنازل ويحط السكين وخايفين لا يصرخو عليه ويرتكب جريمه اعظم!!
ام عبدالله صارت تحاول فيه بالكلام الطيب:
ــ فيصل .. حبيبي .. لويه كذا..؟ جيب السكين يمه...
فهيمه استدارت وتمالكت نفسها وقعدت جنب امها:
ــ يمه .. فيصل .. مايصير شذيه تسوي.. ذبحت الكتكوت الله مايرضى...
ام عبدالله:
ــ بتروح النار ياولدي .. جيب السكين عاد جيبها.... بعدين ماحد يحبك .. ترضى تصير مجرم...
فيصل تغيرت ملامح وجهه من المتبسم المتلذذ باللي كان يسويه الى ملامح مقهور ومعصب والدموع محتقنه في عيونه...
وقف نخز وصار يهز الى الأمام والخلف بحركه بطيئه بعدين زادت الحركه بشكل اسرع..
وفهيمه تحاول تهديه وتمسكه..و شوي يرمي السكين على جنب ويصرخ فيهم:
ــ ما احبكم انا... يااا ×××× ياااا××××× يااااا ×××××
هالكلمات البذيئه اللي طلعت من فيصل .. كانو متعودين عليها... من العام الماضي لاحظو عليه ان يرمي كلام مو زين
وانه اذا هدأ وسألوه عنها ليش يقول هالكلام ينكر و يكذب ويقول انه ماقال ولا شي !
هالكلام امه حاولت هي وابوه قدر الأمكان يخلوه يتركه... لكنه العكس من دخل 5 سنوات وصار يروح للمعلمه أم علوي و يطلع ويلعب مع صبيان الفريق ويخالطهم وهو كل يومين يجيب كلمه شكل .. واحيانا كلمات غير مفهومه بس للتعبير عن غضبه من أي شي !
مافكرو امه وابوه ياخذوه مستشفى.. ظانين انه يقلد اللي حوالينه وطفل يحفظ أي شي يسمعه ويكرره بلا وعي...
كانو يتخذو وياه اسلوب العقاب واحيانا الضرب اذا زودها بالكلام... واللي يقهرهم زياده انكاره بعد فتره انه قاله من الأصل ..

مسكت ام عبدالله بنتها المنهاره بعد هالمشهد الأليم من ولدها.. حضنتها ... كانت فهيمه شابحه بعيونها وتفكر ..
ــ شنو فيه ولدي بالضبط؟؟؟ وليش هالتصرفات تطلع منه... شنو اللي يخليه يقتل كائن حي بهالطريقه... شللي شافه واثر فيه !؟
افكار وتساؤلات كانت تدور في بال فهيمه... اللي قومتها امها ووقفت وياها عالمغسله وصارت تغسل وجهها.. مع كل غسله تسمي عليها بالرحمن وتدعي لفيصل بالهدايه... وفهيمه ماتملك ساعتها الا الدموع اللي تتناثر ...


قطع عليهم هالوضع صوت علي ولد حسن الكبير.. داخل الحوش:
ــ يـــــالله يــــــالله
وهو حامل شنطة ثيابه واغراضه راجع من كلية البترول والمعادن... ( جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ) .. كان هذا اسمها في تلك السنوات .. واللي تأسست في عهد الملك فيصل عام 1384هـ - 1965 م ...
كان فخر لأهل ديرته بشكل لا يوصف خصوصا انه من اوائل المنتسبين لهالجامعه بالنسبه لسنة تأسيسها .. ولأنها في الظهران.. في مكان يعتبر بعيد جدا في ذلك الوقت لقلة السياقه وقلة من يمتلك سيارات ... كان علي مضطر انه يسكن بسكن الجامعه وماينزل الى اهله الا كل كم اسبوع واحيانا بالأشهر .... حسب جدوله واختباراته...

شاف فيصل قدامه كان جالس على عتبه احد الغرف ماسك عصاه ويرسم فيها على الأرض ...
علي :
ــ هااا فصووول ويش حااالك؟؟؟
فيصل بنفس خايسه نسبيا:
ــ زين >_>
علي مستغرب : ــ بل !! o_O
الا بطلعة ام عبدالله..
ــ هلا امي .. هلا بعد ابوي .. هلا ياغناتي ويامرحبا
ويبوس علي راس ام عبدالله:
ــ هلا اماه... قواش الله >> علي يعتبر ام عبدالله حسبة جدته بما انها عمة ابوه ... وهي تعامله كحفيد ليها..
ــ الله يقويك بالعافيه.. ها خلصت اختباراتك اخيرا..
ــ اييييه مابغيت ... قولي يارب انجح واجيب معدل عالي واتخرج وارفع راسكم
ــ رافع راسنا ياعيني جعل ربي ما ينزل لك قدر ولا شان ..الله يوفقك وينجحك ويوظفك ونفرح فيك ونزوجك ونشوف ولادك وولاد ولادك ياكريم
ــ هههههههه على هونش علي اماه .. شوي شوي .. كل ديلا مره وحده..
ــ يـــــــــالله... ياولدي بارك لعمك حسين جابو له بشرى..
علي بفرح :
ــ صحييييييييييح ... الحمدلله عالسلااااامه... قرة الأعين ... وين هوو عمي ؟؟
ــ جاب فهيمه وطلع .. مادري هو راح العمل لو محل فاني الله العالم....
ــ اباشوف الجاهله.. هذي القمره اختنا الصغيره.. ياسلاااام مابغينا نشم ريحة بنات عندنا
ــ هههههه بعدها ياولدي تشونه ما ينطلع فيها كل محل... تعال بس قول يالله ,, وادخل..
ودخل علي الغرفه بيشوف الصغيره.. وفهيمه بالمطبخ تحاول تزيل جريمة ولدها وهي متحمله الألم اللي داخلها..وللحين من وصلت ماشافت اختها ...غير البلاوي تطلع من حاجه وتدخل في حاجه ....!
قامت بعدها و حاولت قد ماتقدر تمسح تعابير الحزن الواضحين في ملامحها واستجمعت قواها ودخلت على اختها بالضحكه والفرحه والتهاليل وكأن شيئا لم يكن...




ــ افتح البااااب..... افتح الباااااب ...
بشير يطق طق عنيف على باب غرفه.. ويكرر الأمر.. افتح الباب.. الى ان وصل من درجة التكرار اختفى صوته وماعاد يسمع نفسه..
يحاول يصرخ بس خلاص الصوت مايطلع
...
ويقعد من نومه مفزوع .. والعرق منه يصب ... يحاول يتكلم بس مو قادر... الكلام مايطلع....
من بعد ما صارت حادثة حليمه.. وبشير ماهو بشير الأولي ... مكتأب ومنعزل ماصار يتكلم ولا كلمه من الصدمه النفسيه اللي تعرض ليها...من 5 شهور.. صدمه ماحد يعرف تفاصيلها غير بشير و نذير و حليمه.. في هذيك الليله المشؤومه...
صار يتنفس بالسرعه ومع تنفسه اعتلى صوت الشهقات... ودموعه تنزل بلا شعور
انتبه باسم من النوم.. التفت له وبتعب:
ــ افففف .. كل ليله دي حالتك.. مادري متى الله بينعم علي بنومه هاديه..!؟
بشير خلاص يحس كبده حايمه.. قام يركض وطلع من الغرفه وعلى طول الحمام دخل وصار يرجّع...
في ذاك الوقت كانت امينه اللي انتحلت من فراق بنتها... واللي تدهورت حالتها الصحيه... لابسة احرامها تستعد لصلاة الفجر على سجادتها تدعي بالدموع الساكبات... و تنوح مع كل نفس :
ــ ياراد يوسف الى يعقوب من بعد الغياب .. ترد علي حليمه سالمه وتنجيها من كل شر.. يالله ترعاها وتحفظها بعينك اللي ماتنام..يالله نخيتك .. بمحمد بعلي بفاطمة بالحسن والحسين بالتسعة المعصومين تفك اسرها و تجبر بخاطرها و تفرح قلوبنا ياكريم...
وتسمع فجأه صوت بشير اللي يرجع في الحمام ويزيد عليها الألم والصياح:
ــ يالله تهدي هالولد وتفرج همه وتغير سوء حاله بحسن حال.....

الله اكبر الله اكبر......
ارتفع صوت الأذان ... وجلس النيام للصلاه....

في بيت ام علوي ...
ــ امي عيسى... بعد ابوي عيسى.. قوم امي اذن اذان الله...
عيسى منتهي حده مارجع الا نص الليل بعد ماخلص شغله تحميل في هالطابوق لبناء عماره في ديرتهم طول النهار .. وبعدها يساعد ابو بدر ( شهاب ) في تحميل اكياس الأسمنت و سحارات الخضار من الأرض الى العربات ونقلهم لأن ابو بدر ظهره مايقدر عالثقل الزايد يالله يقدر يشتغل في الزراعه بمساعدة الهندي ...
ايضا كان عيسى يسترزق من بعض الشغلات اليوميه المتفرقه اللي تجيه مثل تحميل عفش او نقله ...
فأبداً .... من التعب مو موتعي لصوت خالته ام علوي وهي تحاول تقعده من النوم...
ام علوي تتلمسه من شعره لين ظهره تمسح عليه .. بينما صوت شخيره كان عالي من التعب ,, وتبتسم بحزن:
ــ ياعساني ما انحرم منك.. وياعساك سالم .. بحق لا اله الا الله ورسوله ووليه .. يعطيك الصحه والعافيه ويعطيك على قد نيتك ...
صارت تدلك كتوفه وتحوس في شعره.. ما اخذت دقيقه الا قعد مع انتهاء الأذان وبتعب:
ــ ها اماه... اذن .؟
ــ ايه اذن يابعد ابوي ... قوم جعلك الله من المصلين..
طلع عيسى للحوش .. ذاك الحوش الصغير اللي تتوزع حوالينه 4 ابواب... مطبخ وحمام و غرفتين غرفه له وغرفه لخالته....
يمشي بنعاله اللي ذاب من كثر اللبس بتثاقل وتعب يتمغط ...يحاول يتنشط ...
وفجأه ينقطع ذاك النعال ويتعثر .. يتوازن لا يطيح... ويفصخ الطبقه ويرفعها... ( نعال ابو صبع انقطع صوب الصبع )
ويطالع فيه وهو عيونه نص مفتحه ونص مغمضه... ويتمتم بسخريه وضحكه:
ــ يبن اللذين.... توك ماخذت شهر من خذتك...!
ام علوي سمعته:
ــ ويشو ياولدي ...
عيسى يفلته على جنب ويحك في راسه وهو يتوجه لمغطس الماي اللي عبته له خالته بيتمسح..:
ــ هالنعال الأغبر..
ام علوي ابتسمت : ــ ويش بيدي عليك ياولدي.. هلكته من الدواره...والفراره..
عيسى بسخريه وضحكه:
ــ هههههه تصدقي لكن هالمنقطع طالع احلى من رجولي .. تقولي كنها حطبه محترقه.. اللي يشوفها مايصدق انها رجولي الحمدلله على كل حال
تضحك ام علوي وترفع ايدها للسما...:
ــ الحمدلله والشكر لله.. الهي يرزقك ويوسع عليك وينولك من افضاله ويفرحني فيك ويبلغني اغسل هالرجول في داك الصحين مع رجول ديك البنيه القمر ... الهي ياكريم ...
عيسى وهو جالس يغسل وجهه يضحك :
ــ يسمع منش ..
وفي باله: ــ آآآه ... اماه منهي دي اللي بتقبل فيني ...؟؟؟ لا شغله ثابته اكد من وراها مصروف شهر ... ولا تعليم اقدر من وراه الاقي وظيفه محترمه.!!
ويغرف كف الماي ويغسل وجهه :
ــ الحمدلله على كل حال... بسم الله.. اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم...

Princess
04-13-2011, 01:11 AM
بعد الصلاه .. وبعد خروج الرجال من المسجد كل متوجه لبيته بيفطر و يجهز روحه قبل لا ينطلق لعمله...
ابو بدر ( شهاب ) و حسين ( ابو بشرى ) و عباس ( صاحب البقاله ,, رجل اعزب ثلاثيني قصير ومايشوف الا من عين وحده ..( اعور ) يعيش لحاله بعد وفاة ابوه وتوريثه للبقاله اياه ) يتمشو ويسولفو..
شهاب :
ــ ها يا ابو بشرى .. ذكرني بس بالخضره اللي تبغاها حق مولد بتك..؟
ــ كل الحشايش الخضرا و كم جحه على ذوقك.. المهم بكميات تكفي غدى لأهل الفريق والحبايب..وخبرني بحسابهم الحين بعد ما اروح استلم سرير بتي من منجره سيف بمر عليك اخذهم
ــ افا عليك بس .. اوصلهم لعند بيتكم .. انا من عندي الجح .. فحسابك يصير هالكثر..بس ....
عباس : ــ انا من عندي اخياش العيش...
ابو بدر :ــ الا على طاريك لسيف.. هالرجال من توفى ولده وهو ماينشاف بالمسجد دي 5 شهور ..
عباس : ــ كنه لول يجي على طول.. ماحسه يجي الا اذا يبغى حاجه من احد اهل الفريق .. مصلحجي هالرجال ماحبه...
ابو بدر : ــ ولا انا.. ومعوره قلبي بنت مرته للحين ماعرفنا ويش سالفتها ولويش بالضبط قتلته؟؟!!...
عباس : ــ مصدق انت انها قتلته.. نسيت انت نذير .؟ من دقة هيثموه هو...
حسين يقاطعهم: ــ خلاص خلكم من الناس سرير بتي فتح ليكم مجال تغتابو فيه و تتكلمو على ميت... خلونا من هالسالفه اللي تسم البدن... وبعدين لا تحرجوني عساكم سالمين... عاد خذت يا ابو بدر حساب الأرخص وخليت عليك الأغلى وويش دعوه عباس العيش غالي...


ابو بدر : ــ يللا عاد يللا ... مابغينا نفرح لك ونشاركك الفرحه بتحاسبنا الحين على كم من جحه,, اسكت بس اسكت..
عباس : ــ أي والله يتدلع علينا قاعد..اللي يسمع عاطنه خيشة ذهب..!
حسين يضحك :
ــ ماتقصروا اخدمكم في الأفراح ....
ويلتفت لعباس :
ــ ياعساني اطبخ لك غدى عرسك ... والله لا نكلف عليك..
عباس :
ــ اذا فكرت لا تخاف .. باجرك من بيتك للنخل تطبخ ..هههههههه. فرحك من فرحنا وهذا اقل شي ممكن نقدمه لك ..احنا اهل
حسين منحرج : ــ ماتقصرو الله يقدرني اردها ليكم... وبعدين لويه ماتفكر تعرس حضرت؟؟
عباس يضحك :ــ ويش تردها لينا نسيت اللي سويته لينا ...؟ هههههه انا,... يسالني حق ويه ما افكر....فكرت لين انفقع مخي . و الملاية حسينه دابت شبدها وهي تدور لي .. اخر شي قلت ليها ماتعرسي علي انتين؟؟؟ زين نجيت بجلدي حزتها... شوي وتصلخني...!!


ابو بدر : ــ ههههههههههههههههه ماتنلام.. اجل مرأه قد امك وتقول ليها هاللون... !زين مادفنتك...
عباس : ــ ههههههههههه ويش اسوي ياخوك .. الحاله زي منت شايف.. الله نعم علينا بالرزق والبنات يتدلعو هالأيام واهاليهم مخلينهم على هواهم.. ما اعجبهم انا.. يبغو واحد طويل وحليو مو نتفه زيي لا واعور بعد !!
حسين : ــ انا لله عليك...لازم بعد مايجبروهم.. وبعدين مافيك الا العافيه.. واذا لك رزق في هالدنيا بتاخذه.. ويش لي ادعي لك هالدعوه هههههههه بتقعد تندب حظك .. صحيح نحيس..!!
عباس : ــ ههههههه تدري بمهل اجل لين تكبر بتك واخذها
حسين : ــ ههههههههه حق ادوس بمصرانك..
عباس : ــ هههههههههههههههه شفت.. اه منكم يالملاعين كلكم زي بعض
ابو بدر : ــ هههههههه روح بس مناك مو كلنا زي بعض ... اجل انت يابو فلافين بتاخذ ياهله توها في قماطها.. عفر ديك الحزه بينقلب الحال وبتصير انت المقمط المكسر..
عباس : ــ ههههههههه فال الله ولا فالك تشوفني قصير ونتفه .. ترى قوي هاا لا يغرك..
ويسكت شوي ويرد يجاكر ابو بدر:
ــ اجل انت ويش رايك تعطيني بتك .. هي الحين ام كم..؟ عفر ام سبع.... عالأقل مدة الأنتظاار اقل من بت حسين... نخليها 4 سنين بعد .. ام افنعشر .. زينه ياخوك ..
ابو بدر يفتح عيونه:
ــ امشي بس لا اهفك واطيرك... امشي..
ــ ههههههههههه تقولو عرس.. نسينا هالسالفه موليه حنا.. خلوها على الله...
حسين:
ــ الله كريم يفرجها عليك ونفرح بك...


ويقطع عليهم سوالفهم صوت واحد عالي .. طالع من احد الزرانيق وكلما جى له يتقرب .. يهلوس ويقول:
ــ اللي يقطع الكهربا نقطع اجله ,,, ما احد احسن من احد ...... ولا تنام نص الليل اسمع صوت القطاوه ماميش المكيفات.. لناس وناس.. فقر يايبه فقر .. جعل كل غني مايتهنى. .. وويش حاد المسماااار قال المطرقه الله ينصر كل مسمار على كل مطرقه ... متى بس الحمير تصير تقدر عالأسود .. متى..!!


فتحو كلهم عواينهم... الكلام مو صاحي... يحسوه صادر من شخص بطريقه عشوائيه.و لواحد مو في وعيه.. . بس بنفس الوقت كأنه وراه مغزى يوديه بداهيه... !
وشوي يطلع ليهم من الزرنوق.. هيثم.. حالته حاله... وماسك غرشة ماي.. ولكن المحتوى ! منكر !
ويوقف قدامهم.. ويقعد وهو يترنح يأشر عليهم واحد واحد ويتمسخر فيهم والسكر واصل حده وياه... :
ــ انت... و انت .... و هالطشه انت ... هق.... جاييين من هنااا...هق...


ويرفع ايده يسوي تكبيرة الأحرام وبين ماهو يرفعها الغرشه تصب اللي فيها على الأرض
وهم مذهولين من تصرفه الشنيع هذا..
ويرد يضحك وهو يأشر عليهم بصبعه رايح جاي عليهم :
ــ ما بتفيدكم .. كلكم كلكم النار... بتصيرو دجاااج مشوووي... الا انت
ويأشر على عباس ويضحك:
ــ هههههههه انت فريخ ....
ابو بدر:
ــ هداك الله.. امشو عنه .. امشو
ويحاولو يتعدوه لكنه يجاكر فيهم..ويحوم حواليهم ويعرقل طريقهم:
ــ هييييييه... انتون ويش مفكررررين نفسكم.... والله حاله... ياولاد الـ××××××××× يا ×××××× يا×××××
عباس خلاص ولعت وياه ... مامداه بيرفع ايده بيطقه يمسكه حسين..
ــ خلك عنه دا مو صاحي ... لا تودي نفسك بداهيه وتجيب لروحك مشاكل من تحت راسه.. خله يولي...
عباس هدأ نفسه وتباعد.. لكن هيثم ماهدأ ويلتفت الى حسين ويحط صبعينه السبابه والوسطى على خد حسين ويصير يضرب شوي شوي فيه وهو يقول له:


ـ انت يا ابو اخلاق ويش رايك تسكت وماتتدخل.... لا العن امك...
حسين فتح عيونه:
ــ استح على وجهك ولا تجيب طاري امي .. !!
ــ العنها والعن ابو اللي جابك...
حسين يمسك نفسه...
ــ الله يسامحك.. مابرد عليك لأنك واحد مو صاحي ومنت في وعيك ولا ينشره عليك
هو ماخلص كلامه الا رشحه هيثم ببقايا اللي في غرشته
ورمى الغرشه وماخلى عليهم ولا سبه الا قالها .. و تفل و انحاش
حسين خلاص جمد في محله...
توه طالع من الصلاه... ويجيه هالمنكر يسبحه...!!
فصخ ابو بدر غترته وصار يمسح وجه حسين ومو عارف ويش يقول..
عباس صار يسب ويلعن في هيثم ويحلف انه بيشتكي عليه ...
حسين بهدوء ممزوج بغضب:
ــ والله .. ثم والله.. ثم والله... لو ما امه الفقيره المسكينه... كنت وديته ورى الشمس ...


.
.
.
.
.
. نام ياوليدي نومة الهنية
نومة الغزلان في البرية
ولدي احسك في الحشا
وانت على صدري
اليوم ترويني ضوى
وتغسل شقى عمري
ان كنت تدري بالحياة
ولا انت ماتدري
بك انت بشد الظهر
لو ينحني ظهري
هلولو ياوليدي هلولو
الا نام ياوليدي نومة الهنية
نومة الغزلان في البرية


.






مطر... ورعود...وبرد يفتت العظم ويجمد الدم في العروق .. وام حنونه محنية الظهر اهلكها المرض والفقر.. تغطي طفلها اليتيم بحصيرة خوص.... وتناغيه لينام في حضنها...
تحاول تحميه من ظلم الزمان ... وتوعده ببكره اللي بيغير حاله الى احسن حال... الله بيرد له حقه من كل ظالم في يوم من الأيام...

الى الملتقى السبت...



احبتي .... اكون شاكرة لكل من يقرأ ويترك بصمته هنــــــــــــــــا (http://www.alnassrah.com/threads/108458-الرواية-الخامسه-لأميره...-(-اوهام-و-احلام-)...-(-موضوع-النقاش-))
ليس كون الموضوع هنا مغلقا ان لا استحق شيئا من ارائكم كمتابعين فآرائكم تهمني كثيرا... :embarrest:

Princess
04-23-2011, 06:11 PM
الفصل الرابع .................................................. .................................................. .....




مطر... ورعود...وبرد يفتت العظم ويجمد الدم في العروق .. وام حنونه محنية الظهر اهلكها المرض والفقر.. تغطي طفلها اليتيم بحصيرة خوص.... وتناغيه لينام في حضنها...
تحاول تحميه من ظلم الزمان ... وتوعده ببكره اللي بيغير حاله الى احسن حال... الله بيرد له حقه من كل ظالم في يوم من الأيام...
كان هذا عيسى .. طفل صغير بحضن امه اللي مايذكر ملامح وجهها كيف كانت ؟
يذكر بس صوتها و الأغنيه اللي اعتادت تغني له كل ليله لحتى ينام.... من لما فهم عالدنيا و كان عمره سنتين لحد هاللحظه اللي ماتنمحي من ذكراه...
ذيك الليله.. وعمره وقتها 5 سنوات. .. كانت آخر لحظات له مع امه وهي تمسح على شعره و تحاول تدفي جسمه تحت الحصيره الرطبه من المطر من سقف الصندقه القديمه اللي عايشين فيها .. لينام على صوتها الشجي التعبان والمتقطع مع كل سعله ذابحه ...:
ولدي احسك في الحشا
وانت على صدري
اليوم ترويني ضوى
وتغسل شقى عمري




ليصحى يوم ثاني يلقاها نايمه... يطلع من الصندقه القديمه ويمشي بالمزرعه اللي هي فيها..
مزرعه واسعه فيها من خيرات الله ما شاء وتبارك...
يوقف قدام بيت في بداية المزرعه .. بيت جميل ونظيف .. ذاكرته ماتحمل عن تفاصيل محتواه أي شيء...
ويسمع صوت امه يرن في مسامعه:
ــ هالأرض ياولدي ارضك.. وهالدار دارك.. و مردهم لك ..اكبر ياولدي وصير رجال و اخذ حقك بيدك....



قعد عيسى من النوم .... كانت الساعه 10 الصباح... ظل منسدح يتأمل سقف غرفته المتصدع واللي يذكره بطفولته و بسقف الصندقه .. الأثنين يسربو ماي المطر والفرق بينهم فقط اسمنت وخشب !
حط ذراعه على جبهته.. وصار يفكر بهالحلم اللي مو راضي يفارقه و بهالحقيقه المره اللي عاجز انه يوصل ليها..!
تنهد وصار يتمتم مافي ذاكرته من امه :
ان كنت تدري بالحياة
ولا انت ماتدري ؟



وبتنهيده ثانيه :
ــ ايييه .. اماااه.. ماودي ادري بهالحياه.. والله ماودي !
يحس نفسه يسمع صوت خفيف يغني .. صار يتصوخه... لقاها خالته ام علوي في الحوش .. :
ـ ياطير يابو البشايرقلبي على احسين طاير
لو قدر الله وسبب بنزور لابو المنايريــــــــــــالله
ياطير بلغ سلامي لحسين حلو المعاني
زايد له شوقي وغرامي يمتى انشوف المنايريـــــــــــــــــالله


ابستم..وتنهد:
ــ لو بيدي وديتش كل محل يالغاليه..
وقام طلع ليها..




وفي بيت حسن وحسين..
ام عبدالله , بعد ماخبرتها فاطمه باللي جرى على حسين الفجر.. وكيف جى البيت وحالته حاله لدرجه مستكره نفسه على طول اغتسل وامرها ترمي ثيابه اللي كانت عليه مايبغاهم..
صارت تدعي ماخلت ولا بقت دعوه على هيثم:
ــ وهالمجنووون ماتشوفو له صرفه.. ما تبلغو عليه الشرطه.. مآذينا و مخرب عيشتنا...
فاطمه:
ــ حسين يقول على شان امه فقيرة مسكينه مالها حد غيره ...
ــ ويش دعوه هو مسوي ليها شي ... الله ليها... حنا حواليها.. مسكينه صدق ماشفنا من هالمرأه شي .. كافيه الناس خيرها شرها.. اني ماني داريه ولدها دا طالع على مين..حريقة تبات في عافيته... يمشي ويخرب في شباب هالبلد ..
فاطمه بحزن وفي بالها :
ــ اكرهه هالأنسان.. دمار كل بيت مايجي الا من اشكاله.. الله يفرج عنج ياحليمه ..
ــ الله يفرج عنها.. اباقوم اني اشوف الغدا لا شكلنا ما بنتغدى من مرت حميش اليوم الا هوا..


وطلعت الحوش بتروح المطبخ الا تسمع في الطابق العلوي ... حسن يهدر على ولده جعفر ... امه مريم وياهم تتفرج.. وعلي كذلك...
ــ ولمتى يعني بتظل في البيت.. مر اسبوع على حالتك دي .... طردك روح تأسف منه..
جعفر :
ــ اسمح لي يا يبه... والله ما اتأسف لو على قص رقبتي.. اجل يطردني على شان وحده ام حمار لا راحت ولا جت..
ــ انت بس لو تقول لينا منهي دي ام حمار الفانيه اللي سوت هالشبقه.؟؟؟. والا بدون ما تتدخل حضرتها.. شان حضرتك.. جاريت قلالة حيا ام حمار الأوليه.. و افتكينا...
جعفر :
ــ ما اعرفها لو اعرفها قلت.. وبعدين يا يبه عاد اسمح لي حتى لو خويك ..اكتشفت انه يحب الحريم
حسن عصب :
ــ ولعنه.. ويش قصدك حتى لو خويي يعني ضربه لي خويك زيك ها يا قليل الأدب..
ــ لاااااااا محشوووم يبه ماقصدي .. بس لويه يعني حتى لو كانت زبونه مو لهالدرجه يعاملها على حسابي
ــ اممممم.. هو صدق ابو جابر يحب النسوان.. معرس على 4 ... بس ماينلام .. الله منعم عليه خله يستانس..
مريم تطالع في حسن :
ــ شيه.. كل من صار عنده قرشين صك على راس مرته مره؟
حسن قام يتنحنح..:
ــ ايهيييي .. هذا اللي ينقال فيها... سكت دهرا... نطق كفرا .... والله الشرع حلل اربع.. ودام مقتدر ليش لا؟؟؟
مريم انفعلت وحست كأن الكلام فيه شي ضدها:
ــ والله الحمدلله حتى حنا الله منعم علينا ..انت مانشوفك كل تشتغل .. بها ( ارانكو )
علي :
ــ ارامكو اماه .. ارامكو..
مريم بأنفعال :
ــ اهوووو انت بعد.... اللي هي هي .... حق ويه ما نطلع في بيت لحالنا ها.. حق وييييه؟؟
حسن بغضب:
ـ حق ويه الخساير وبيت ابوي الله يرحمه .. ويش كبره ومافيه الا انا واخوي..
ــ بيعوه وتقاسمو الفلوس و كل واحد في بيت..
حسن يصرخ :
ــ ويش اللي ضارنش ... وويش اللي حارنش؟؟؟ هااااااا؟؟!!! . انا مانا شايف الا العكس.. بت عمتي كانت شايلتنش على كفوف الراحه انتين وولادش .. الحين خفتي على عمرش يوم الله عطاها.... تحركي وتلحلحي على روحش .. لمتى وهالبرود ذابحنش .. ولدش صار طول الباب >>>> ويأشر على علي
علي فتح عيونه :
ــ بل !
وصار يطالع في الباب .. ويهمس لجعفر :
ــ الحين انا طوله؟ انقلبت السالفه من صوبك لصوب امي..
حسن :
ــ قومي بس قومي ... شوفي غداش ولا تتدخلي في سوالف الرجال.. تحركي..
نزلت مريم للمطبخ الا ام عبدالله في الحوش... تداري ضحكه فيها... سمعت كل شي كان صوت حسن عالي...
مريم حست على ام عبدالله انها سمعت...
وهي تنزل وعيونها على ام عبدالله وتهدر في قلبها:
ــ افففف متى بس الله يفكني .. ماني ماخذه راحتي في بيتي..
وتتعرقل في طرف ثوبها و تنعوج رجولها ..وبقهر:
ــ وحريقة ضو..ّ!
ام عبدالله مشت عن الحوش تركض للمطبخ خلاص بتضحك في بالها:
ــ غربال واقفه تطالعيني اجل.. تستاهلي ماجاش..



في السجن ...
حليمه باين عليها التعب بزياده...
ام احمد:
ــ يابنتي ايش فيكي اليوم منتي على بعضك؟
ــ مادري ياخاله احس بتعب زياده...
ــ انادي لك المشرفه تاخذك للدكتوره؟
ــ لالا... برتاح شويه..
ــ طيب تسطحي على ظهرك.. ماتشوفين شر..
شوي الا بصياح وجلبه و السجانات يفتحو الزنزانه وتدخل سجينه جديده... وهي تولول وتصارخ لتتسكر وراها الأبواب مره وتتقفل...
تمسك القضبان وتهزهم وهي تصارخ:
ــ والله مايصير ... ليش اني ينحكم علي بس .. وليش هووو لااااا....وين هوو .. اني ماسووويت شي ... ليش ينحاش واني اللي انسجن بس ..
صارت تضرب راسها بالقضبان وهي تصرخ وتصيح..
جمود بالسجينات . انقسم نوعين... جمود لا مبالي ... متعود على هالحالات ... وجمود مندهش اول مره يشوف كذا....
اما اللا مبالي كان عام بالسجينات كلهم بشكل نسبي الا كم وحده حاولت تبعد البنت وتسحبها عن القضبان لا تآذي نفسها...
و المندهش كان لحليمه بس... خصوصا ان هذي اول سجينه تدخل من دخلت حليمه ... فأول مره تشاهد هالمنظر المخيف ...واللي زياده لفت نظرها لهجة البنت... عرفت انها من الجماعه...
ومع هذا الأندهاش و التعب منعها من الحركه فأكتفت تشاهد الموقف و تتأمل البنت اللي كانت جميله بشكل ما ينوصف ..
ظلت البنت تنوح اكثرمن ساعه لحد ما خلاص تبعو السجينات.. البعض صار يشتم فيها و يهزأها... والبعض يأمرها تسكت تراهم مو احسن حال منها...
انتبهت حليمه لأم احمد .. كانت تتأمل هالبنت من اول ما دخلت وهي ساكته.. توقعت منها رد فعل ثاني..


شوي قامت ام احمد.. خذت البنت وبهدوء:
ــ تعالي يمه .. ياقلبي انتين.. خلود تعالي يمه..
وقامت تحضن في البنت .. والبنت مستغربه رفعت راسها لأم احمد:
ــ بس اني مو خلود..
ام احمد تحضنها بقوه لدرجة حست البنت نفسها خلاص ماهي قادره تتنفس ...:
ــ وحشتيني يا بنتي... من زمان عنك... ليه ماتزوريني ..؟؟
وحده من السجينات قامت تفكهم:
ــ ام احمد الله يهديك هذي مو بنتك ..
ــ الا بنتي...و انتي وش دراك..؟
البنت صارت تصارخ... و تحاول تفك نفسها من حضن ام احمد:
ــ ماني خلود.. تباعدي عني .. اني مااااني خلووووود.. اني سناء ..
وتدف ام احمد عنها بصعوبه... ام احمد ساعتها انهارت وصارت تصيح وتضرب في نفسها:
ــ خلود .. وينك يابنتي ياخلوووود... خلووووود
صريخ ام احمد زلزل الزنزانه.. وخلى السجينات حتى اللا مبالايات منهم يخافو من هالوضع ومن هيجانها ...
كلهم مستغربين منها ليش تخيلت سناء بنتها خلود..؟؟؟!!
شوي اغمى عليها ... وقامت السجينات خايفات ووقفو على باب الزنزانه ينادو السجانات.. يلحقو على ام احمد ..
حليمه صارت تحاول تصحي فيها... وتسمع دقات قلبها .. بعده ينبض .. يعني فعلا مغمى عليها...
شوي صارت ام احمد ترفس برجولها وتصافق بأيديها و تِوّن .. دخلت في نوبة هستريا عنيفه جابت الرعب لكل السجينات خصوصا انهم اول مره يشوفوها بهالحاله..
واللي كانت اكثر وحده مرعوبه سناء.. وهذا حالها والأستقبال المريع اللي ماكانت تتوقعه في هالمكان...!
حاولو السجينات يمسكوها ويمنعوها عن الترفيس .. لكن بالغلط جت رفسه لحليمه على اثرها خلاص حليمه تباعدت مرتعبه ومتألمه...
جت السجانات ومعاهم ممرضات يشوفوا لحاله هل هي فعلا حقيقه والا تمثيل ...
خذو ام احمد لعيادة السجن... واقفلو وراهم الأبواب...
وعم الصمت الأرجاء...
وسناء.. ظلت بنص الزنزانه منكمشه تتأمل بعيون شابحه حواليها.. اشكال السجينات وكم وحده حامل فيهم.. بما فيهم حليمه اللي كانت منهاره .. ماسكه بطنها وبصعوبه تحس نفسها تتنفس ... وتهمس من قلب وبلا شعور:
ــ ياعلي ... آآآه... ياعلي...


ياعلي .. لفتت مسامع سناء .. وخلتها تزحف بسرعه وتردد ناحيه حليمه.. جلست جنبها...
حليمه التفت ليها وابتسمت وحاجبها معقود من الألم...
سناء : ــ من الجماعه انتين صح..؟؟
حليمه استغربت من السؤال المباشر و اللي اكد ليها شكوكها ناحية سناء..
هزت راسها .. ايه..
سناء صارت تصيح :
ــ يخوف المكان,, والله ظلم.. ليش ياخذوني اني ويخلوه... انحاش الحين برى البلد... اكيد انحاش..
حليمه التفتت ليها وبتعب :
ــ مين... ؟
سناء بأنفعال:
ــ الـ......... ’’ الـ.............. ,, ماتوقعته والله .. ماتوقعته يسوي فيني اللي سواه...
حليمه من انفعال سناء ومن كلامها.. حست نفسها فهمت سبب سجنها... فما حبت تتكلم وياها اكثر .. خصوصا ان سناء مبين عليها لازالت مصدومه و تقول كلام مو مفهوم ( تهلوس ) ..
و من بين الهلاوس :
ــ كل من ابوي..... كل منه... ياليتني سمعت كلام امي.. ياليتني كنت قريبه منها.. الحين اني باصير مثلش .. كذا .. تتوقعي... ويش باسوي .؟؟؟ ابوي مايبغاني .. وخوالي يبغو يذبحوني .. ماحد بيجي يطلعني بيخلوني هنا على طول...؟؟ تتوقعي ؟؟؟
اسأله متلاحقه غير مفهومة المغزى و تنتهي بكلمة تتوقعي..
واي طاقة في حليمه تخليها تقدر تستوعب كلام هالبنت و يقدرها تتوقع ليها أي توقع؟
حليمه اكتفت بهمسه تعبانه لسناء:
ــ منتين....... مثلي ...
واغمى عليها...


يتبع

Princess
04-23-2011, 06:13 PM
في بيت سيف..
امينه وهي تطبخ الغداء ... حست قلبها مقبوض .. حطت ايدها عليه وخذت نفس:
ــ اللهم صل على محمد وآل محمد..اعوذ بالله منك يا ابليس..
الا بدخلة باسم عليها المطبخ:
ــ اماااه وين راح بشيروه.؟
امينه :
ــ تلاقيه اذا مو في غرفته.. في الحمام..
ــ لاهو بالحمام ولا بغرفته..
ــ هاا.. يمكن في المنجره مع ابوك.. تدري به من البيت للمنجره ومن المنجره للبيت
ــ انا توي جاي بالمنجره ادور عليه ابوي يبغاه في شغله
ــ يؤ .. ياساتر .. ويييين راح ؟؟


..


على ساحل البحر .. كان جالس .. ومع صوت الأمواج دموعه كانت تتناثر...
منكمش وضام راسه بين ركبه... يسمع في اذونه صدى صوت اخته حليمه... في ديك الليله وهي تستنجد:
ــ الحقوووني... داخله عليك بالله ...لااااااااااااا ...

كان بشير في ديك الليله منحاش من البيت بدون ما احد يدري ... بيروح مزرعه يتجمعو فيها اصحابه يعزموه كذا مره يجي ويجلس وياهم وهو يتحجج بألف حجه مستحي يقول ليهم ابوي و امي مايرضوا ... وفي ايده سكين.. على شان أي كلب يصادفه من احد النخيل يقدر يخوفه ويدافع فيه عن نفسه...
في طريقة للمزرعه لازم يمر على بيت اخته ... ومر هذيك الليله........... وسمع الصريخ...


يتذكر هالأحداث اللي كانت ماتفارقه حتى بالحلم... و يتأمل البحر عالمدى البعيد .. بنظره حزينه ووجه يحمل من ملامح الحزن شيء لا يوصف ..
الا بجية محمد ولد حسن... صديقه صار معاه في الأبتدائيه والمتوسطه.. الا ان بشير ماكان يحب الدراسه فما كمل الثانويه وصار يشتغل مع ابوه في المنجره.. اضافه الى انه مالاقى تشجيع في بيتهم من احد الا حليمه اخته اللي كانت تحده عالمذاكره ومايلقى غير الرسوب وتهزيأ ابوه له...


محمد يمسح على ظهر بشير:
ــ ويش فيك ياخوك قاعد هنا.. جاني باسم يدور عليك وتوقعت انك تكون بهالمكان...
التفت بشير لمحمد بأبتسامه حزينه..
محمد:
ــ لمتى وهذا حالك يالخوي.. ما تفضفض اللي في قلبك وترتاح .. وتريح اللي حواليك... قريب تصك السنه وحنا ماسمعنا لك حس...
بشير يحط ايده عالرمال ويتحسسها ... الا محمد بأنفعال .. يشيل حجر ويقوم صوب الساحل ...
وبشير يتأمله ... لقاه يرمي الحجر بالقوه على قبقب كان فوق سلحفاه صغيره يبغى ياكلها...
ويمسكه وهو منفشخ في ايد ويرفع السلحفاه في ايده الثانيه ..ويضحك:
ــ هالملعون المفترس بياكلها مسكينه هالضعيفه.. الا بطيئه وصغيره.. روووح..
ويرمي القبقب في البحر وتاخذه الأمواج بعيد.. وينزل السلحفاه في البحر تسبح..


ولا يلتفت لبشير الا يلقاه يتنفس بالقوه ويزيد التنفس يصير مشاهق ويرتجف وعيونه شابحه ووجه صار اصفر ..
ركض له:
ــ ويش فيك.. ويش صار ؟؟ خفت يوم اقتل القبقب يعني... ؟؟ بشير ..بشير..؟
وارتفع صوت بشير بالصراخ والنياح... ينوح مثل الفاقدات .. ينوح من الم عظيم صايبنه ..
محمد مو عارف ويشي سوي وياه.. لمه بين ذراعينه::
ــ بشير حبيبي ويش فيك... من ويش هالحاله...؟؟؟!!
خلاص محمد مو عارف ويش يسوي .. الا بجية باسم من بعيد يركض ....
وقف عندهم وانفاسه تتقطع:
ــ بشيروه .... انت هنا وابوي يدورك...!!
وانتبه له يتنافض وحالته حاله..
ــ ويش فيه؟؟
محمد مرتعب:
ــ مادري .. فجأه صار كذا..
مسكوه وشالوه وصاير ثقيل مره .. اطرافه متنمله .. يحس نفسه تكسح مايقدر يتحرك..
وسحبوه للبيت..





و في بيت ام علوي...
ام علوي بين ما هي تسف بالخوص ( تعمل اشغال بخوص النخل . مهفه وسفره وقفه وما الى ذلك.... تسترزق من وراهم وتساعد ولد اختها عيسى اضافة لكونها معلمة قرآن وصلاه لأطفال)

سمعت صوت طقطقه.. وكل شوي تزيد...
ــ عيسى.. امي عيسى.. ويش تطقطق...
عيسى وهو مقهور:
ــ نااااايبه تنيب دا نعال... دقيت فيه مسمار بحجره و لزق .. ابغى الحين اعوج المسمار على داخل مو راضي ...
طاااخ طاااخ.. آآح .. أي أي..
جت لعيسى ضربه بالغلط .. بالحجر وتورم صبعه.. صار يفرفر فر في الحوش بهدووء وهو كاتم الآلم ...
ام علوي حست.. تركت الخوص:
ــ أٌمي .. عيسى.. ويش بك...؟؟ دقيت روحك؟؟ تآآآذيت..!!
عيسى يرفع راسه للسما ياخذ نفس عميق وعيونه خلاص احمرت يحس بتدمع من الألم المكبوت..
ــ ههههه.. لالا.. بس شكله هالمسمارالملعون مو راضي يطاوعني...
ــ صوتك.. صوتك يقول لي تآآآذيت .. فوينا تآذيت.. غربال يغربل المسامير والنعول..
عيسى وهو يضغط على صبعه... :
ــ ماصار فيني شي اماه .. صدقيني..
ــ احلف ...
سكت عيسى ...
ام علوي تركت الخوص ومدت ايدها:
ــ تعال .. تعال عطني اياديك ..
عيسى يضغط ..:
ــ مافيني شي اماه.. لا تحاتي عاد..
ــ ماتطاوعني يعني؟؟؟
ــ لا ..خلاص ...


وتقرب من ام علوي وعطاها ايده اللي ما انضربت... مسكتها وصارت تتلمسها ..
ومدت ايدها الثانيه.. ابتسم.. وفي باله ::: ــ هذي ام علوي ماينلعب عليها...
وعطاها ايده الثانيه...


صارت تتلمسهم .. لين وصل للصبع حسته منتفخ اكثر من غيره ضغطت عليه .. حست بعيسى تحرك شوي من الألم ...
صارت تدلكه مسكت طرف مشمرها.. في مكان تدري به مثقوب.. ودخلت اصابعها وشقت من المشمر شوي بللته بماي في مغطس جنبها فيه خوص منقوع ... ولفت فيها صبع عيسى بالقوه على شان ينزل الورم...


وصارت تتلمس ايد عيسى بدفء وحنان وتتنهد:
ــ يا خلف امي هالـﭽفوف الكبيره.. يا بعد ابوي هالـﭽفوف الخشنه... يلعن ابوه نعال اللي يسوي فيك هالسواه...ماتاخذ لك غيره ياولدي..؟
ارتبك عيسى.. ويش يقول ليها..؟؟
هالشهر ماعنده امكانيه يحط قرش لنعال جديد.... يقول ليها ان ماعنده يكفي حتى لتصليحه والأفضل يصرفها على خبز لو لبن ليهم.. ؟؟
يقول ليها انه مابيقدر ياخذ له الا زنوبة هنود ..!
سكت ... مافي باله جواب..


ام علوي فهمت عليه... وماحبت تحرجه وتسأله عن الفلوس ...
تلمست ملفعها بأيد في حين مازالت ايدها الثانيه ماسكه كف عيسى...
وطلعت من ربطه فيه 20 ريال.. وهو يطالع فيها.. من شافها سحب كف ايده وبأنفعال..:
ــ اماه ويش تسووي؟؟
ــ داخله عليك بالله.. تاخذهم وتشتري لك نعال عدل.. اذا انك تحبني.. اذا انك تعزني.. وتبغى تطلع من البيت واني راضيه عليك.. تاخذهم..
عيسى بألم .. وحزن.. :
ــ اماه .. حق ويه انتين كذا.؟؟ لويه تمسكيني من ايدي اللي تعورني... خليهم تحتاجي ليهم...


ام علوي تبوس ايدها وجه وقفا:
ــ احتاج لويه ياحسره.. ياولدي الخير موجود والحمدلله...اهل الفريق مو مقصرين آخر الشهر اللي يجيب لي خبز و اللي يجيب خضره وبيض واللي يجيب ثياب .. واللي يجيب فلوس .. كلهم كروة تعلوم ولادهم ... ويش ابحتاج اني ؟؟؟ خذهم ياولدي اني خاشتنهم ديلا وخاشه غيرهم بعد .. خذهم ياعيني خذهم...



اخذ عيسى الفلوس وباس راس خالته.. وطلع بنعال الحمام ( وانتون بكرامه ) ليشتري له نعال جديد.. و يشوف كان يلاقي له شغله بهالنهار.. وبعد ماشرى النعال .. مامداه يرمي الطبقة الثانيه بيلبسها... الا يسمع وراه صوت يعرفه حق المعرفه ,, صوت ما يحب يسمعه ويحس بالألم كلما سمعه... :


ــ حي الله عوووويس .. وين هالغيبه.. من زمان ماشفناك..؟؟ !


الى الملتقى

Princess
04-25-2011, 09:23 PM
الفصل الخامس................


ارتفع صوت رضيعة السجينه تصيح...
وصارت السجينات تنقلها بين اياديهم وتناغيها لتسكت..
سناء فاتحه عيونها تتأمل المشهد... ماهي متخيله الوضع...
وبفضول عفوي :
ــ بنت مين هذي ؟
التفت ليها وحده من السجينات :
ــ تقدرين تقولين وجود حصه..بنت امها .. ابوها مايدري عنها من اصله
ــ ومين حصه ؟
اشروا عليها وكانت جالسه فوق احد الأسره و سارحه في عالم آخر..
سناء بخوف:
ــ ياربي يعني ماليها ابو هالطفله..؟
ــ ياسااتر.. بلاكم نص قضاياكم بهالسجن متشابهه... كم عمرك انتي.؟
ــ 22
ــ بعدك صغيره على هالسواة... وش اللي جرك للحرام..

سناء ما تحملت وصارت تصيح وتضرب في روحها:
ــ ياويلي .. ياويلي .. والله كان غصبن عني .. ماتوقعته يسوي فيني هالسواة...
صارت السجينه زميلتها تهديها...
ــ فضفضي .. قولي كل اللي بقلبك
ــ كل من ابوووي .. كل منه...
ــ اعووذ بالله.. وش اللي من ابوك؟ وليش منه.. شفيكي تقطين بلاك عليه...
صارت سناء تصيح وتشاهق وتهلوس كلام متقطع وغير مفهوم:
ــ كل واحد في بيت... مصري ... صدقته .. ماكان قصدي .. والله لو جبت مثلها.. يااااويلي ....ما ابغى .. والله ماني كذا.. ماني كذاااا...
ساعتها حصه... ام الطفله انتبهت لسناء وهدرتها من قبل كانت معوره راسها فشبت عليها:
ــ ليه.؟ انتي يعني احسن منا في ايش ؟ فاكره نفسك الشريفه وحنا الــ××××× ... لا ياقلب امك.. انتبهي لكلامك.. برضاك والا مو برضاك الحاله وحده..
وقفت وحده من السجينات وضعها نفس وضع سناء وكانت حامل .. مبين عليها علامات التعب والأنكسار... وصارت تصرخ بقهر وحزن :
ــ لا مو الحال واحد.. بتحطينا حنا الضحايا واللي بكيفهم بكفه وحده...؟؟؟
ــ هههههههههه ضحكتيني ياحلوه انتي كمان... والله ما صرتي ضحيه وانتي في بيتك.. طلعتي له برجلك..بإسم الحب ؟؟ أي حب اللي تتكلمون عنه.. الرجال كلهم ذيابه .. ماحد بيخاويك وبيخليك سالمه... اكرمينا بسكاتك بس اكرمينا...
ــ انتي ما تدرين عن ظروفنا على شان تتكلمين عنا... وبعدين شدراك ان حنا كنا متعمدين نسوي هالشي مو غصبن علينا ..
وجلست هالسجينه تكمل كلامها وهي تصيح وتضرب في راسها:
ــ انا ماطلعت له والله ماطلعت .. هو سواقنا كان بيوصلني لأهلي وزوجي بالعمل.. و انفرد بي في البر سوى فعلته وهرب .. تركني بالسياره في البر ... مين يصدقني؟؟ زوجي اللي طلقني بعدها و الود وده يذبحني؟؟.. لو اهلي اللي يقولون جبت لهم الفضيحه..؟ انا كنت ضحيه والله الوحيد الشاهد عاللي صار.. انكتبت قضيتي خلوه غير شرعيه .. والحيوان اختفى.. وماعاد له ذكر..... كلام الناس مايرحم.. والله السجن اهون علي .. ومتأكده محكوميتي بتنتهي ولا احد بيجي ياخذني حالي حالك .. في هذا الشي تساوينا .. ماحد يبينا في الآخير ولا احد يرحمنا... ما احد بيرحمك غير بنتك.. اعطفي عليها وخذيها شوي ..
ــ بتسكتين ولا كيف .. و لا تقعدين تستجدين عطف من احد..ولا انا ما ابي احد يرحمني... بترحمني ذي .. ساس البلا ... >> تأشر على بنتها...قلت لك اولا واخيرا انتي مثلنا.. رضيتي والا لا....
لا شعوريا هجمت السجينه الحامل على حصه وصارت تشدها من ثيابها وهي تصرخ وتصيح فيها:
ــ مو مثلك .. قلت لك مو مثلك... انتي وحده بلا احساس.. انتي والحيوانات واحد...
وتراكضو السجينات يفكوها لا تقوم عليها حصه وتضربها وهي حامل فتتضرر...
سناء خلاص مو متحمله هالكلام اللي سمعته.. نفس قصتها ولكن مع اختلافات بسيطه ...احداث قصتها صارت تتسارع في مخيلتها ...
الا بدخلة مشرفات السجن بعد الصريخ... في داك الوقت كانت حصه خلاص طفح بها الكيل وقامت تشد شعر الحامل و السجينات مو قادرين يفكوهم ...
السجانه صرخت فيهم:
ــ وجع انتي وياها... بس ... اتركو بعض...هيه انتو ياللي تتعاركون...
تباعدت جميع السجينات عن الثنتين ... اللي وقفو و ردات فعلهم متناقضه.. حصه ماهي داقه خبر في حين الحامل مبين انها بتموت من الخوف...
السجانه في ايدها عصايه... حطتها مره على كتف الحامل .. وردت شالتها على كتف حصه... وظلت العصايه على كتف حصه... تركب وتنزل .. تركب وتنزل بخفه.. لين عاجلتها بضربه قويه.. الضربه ما حركت حصه بأي رد فعل .. على عكس الحامل اللي من مجرد النظر للي صار صرخت خايفه..
استدارت السجانه للحامل :
ــ لا تفكرين ماضربتك مثلها على شان السبب الوحيد رحمة للي في بطنك .. بس لأنها....
والتفتت لحصه وبالعصاه صارت تدف فيها:
ــ لأنها وحده قوية عين و ×××× .. و مو اول مره تسوي هالسواة... الظاهر ياحصيص مشتاقه للأنفرادي...
حصه ببرود مدت اياديها... بمعنى.. حطي الكلبشات ( القيود )
السجانه استفزتها هالحركه... مسكت الكلبشات و سكرت فيهم ايادي حصه وضربتها على بطنها بالعصايه:
ــ قايله انك قوية عين ويبي لراسك تكسير...
والتفتت للحامل اللي جلست على ركبها من الخوف ....
الحامل من شافت السجانه تطالع فيها مسكت سيقانها تترجاها:
ــ لا تكفي .. ماعاد اعيدها.. انا حامل ماقدر عالأنفرادي لحالي .. ما ابي .. والله ما اعيدها..
بهالوقت حصه تكلمت:
ــ خليها .. ماسوت شي .. انا اللي بديت...
الكل بالسجن استغرب من حصه متبلده الأ حساس كيف تكلمت و قالت شي مو لصالحها....
في حين سناء خلاص .. شبحت عيونها.. وطاحت مغمى عليها....
وعم هدوء عنيف بالزنزانه..... جت سجانه ثانيه .. خذت المغمى عليها وهي تهزأ فيهم:
ــ والآخير معكم بهالعنبر .. كل شويه وحده.. !؟
وشالوها للعياده.... في حين حصه توجهت للأنفرادي .. لتقضي فيه 3 ايام...عقوبه...

وبالعياده على 3 اسره.. استلقت .. ام احمد.. اللي لازالت مغمى عليها وحالتها ماهي مستقره والدكتوره تخبر المشرفات ان وضع ام احمد نفسي اكثر من كونه جسدي.. و حليمه صابها نزيف تمت معالجته وتحتاج للراحه السريريه لمدة شهر ... وسناء مجرد صدمه عصبيه ادت الى الأغماء وبيتحسن وضعها بعدها..
حليمه كانت تسمع هالكلام كله بس مغمضه عيونها... في داخلها الم شديد صعب تداريه فكانت عيونها تحكي واقع المرار .. متندمه انها لحظة ماتلقت الرفسه من ام احمد تمنت لو يطيح جنينها و ترتاح من همه كونه نتيجة ذكرى تعيسه في حياتها.. ذكرى من انسان مالاقت منه غير الشقى والعذاب ... صارت تحت الشرشف تمسح بخفه وهدوء على بطنها وفي اعماقها:
ــ سامحني ياطفلي .. مهما كان مالك ذنب ..


في بيت ناصر وفهيمه...
وبين ما فهيمه تعدل سرير ولدها فيصل و تنفضه..
لفت نظرها تحت مخدته شعر وايد صغير جدا ... مبين انه مقصص بمقص ...
راحت تركض تشوف فيصل ولدها خصوصا انه من لما قعد من النوم على طول دخل الحمام وغسل وطلع يقعد على باب بيتهم... عاده فيه كل يوم ...
الا ناصر مستعد بيروح العمل ...
فهميه بتعجب و خوف :
ــ ابو فيصل .. تعال شوف..
ــ خير ان شالله ويش صاير؟
ــ سرير فيصل متروس شعر ..
ناصر يتثاوب :
ــ رجال .. وشعره حت في سريره من زود التدحن.. ويش فيها..
ــ عاااد .. لا تتغشمر ... أي شعر في ابو 5 سنين.. شكله من شعره مقصوص بمقص.. عاد طلعتك شوفه عالباب وخليه يدخل بشيك على راسه..
ناصر مامداه يطلع برى .. الا يشوف فيصل اللي من طلع ابوه فز وشكله خايف و مغطي وجهه..
ناصر :
ــ فيصلو ويش فيك..؟
ويمسك اياديه يشيلهم عن وجهه ويشهق..
ويدخله داخل ..
فهيمه من شافته دقت صدرها وفتحت عيونها:
ــ حواجبك وينهم؟ ووين شعرك...؟؟ وليش هدومك مقطعه جذيه.؟
( كانت حواجبه مطيره و بداية شعره مقصصين بمقص و ثيابه ايضا)
ناصر :
ــ ليش كذا ياولدي ..؟؟ ليش مسوي في روحك هالفعله؟
فيصل صار يصيح مبين عليه انه متأزم وغصب عنه.. ويقول:
ــ ما كنت اقصد .. ما انتبهت لروحي الا اقصص في نفسي بمقص
فهيمه ماقدرت حست شوي ويغمى عليها .. ماهي عارفه ويش فيه ولدها .. ضمته وهي تصيح:
ــ لا انا قايله الصبي شكله ممسوس.. لازم نشوف له حل ياناصر.. ما اقدر اتحمل اكثر من جذيه.. لمتى ؟ لين يموت ولدي وانا اطالع..؟ اليوم قص شعره وحواجبه وهدومه.. بكره مايندرى شبيسوي؟





طلع جعفر على شان خاطر ابوه بعد هدره طويله عريضه حس انها بتنقلب على امه
بيشوف ابو جابر ويطلب منه السماح يرد يشغله في المحل... لكنه لما وصل تفاجأ بوجود هندي في محله ...
والنسوان ماخذين وياه الراحه ماكنه رجال ..! اللي تعلي صوتها عليه واللي تسبه والحاله قايمه...
جعفر بقهر وفي باله:
ــ مادق لي خبر يعني اسبوع غبت و شاف له هندي محلي .. الله يالدنيا .. لكن مانى راجع.. وبروح اخذ كروتي حق الأيام اللي طافت وطقاق ان شالله..
راح لبيت ابو جابر بيت مرته الأوليه اكبر وحده .. وسألها عنه:
ــ ابو جابر ياولدي ماهو هنا. في بيته الثاني...؟؟ مين انت؟
ــ ماعليه مايحتاج . باروح له الحين..اسمحوا لي عالأزعاج..
ويروح للبيت الثاني وترد عليه من ورى الباب تخبره انه في البيت الثالث.. اليوم يوم المرأه الثالثه..
وهكذا الجواب في الثالث .. ليتفاجأ في البيت الرابع والأخير ... بالجواب :
ــ صحيح اليوم المفروض هو هنا .. لكنه راح لمرته الأوليه يقول تعبانه ومريضه...
جعفر الف استفهام فوق راسه... و صار يمشي وهو يفكر .. 4 نسوان كل وحده تقول هو عند الثانيه واخيرا يطلع ولا عند أي وحده فيهم وفوق هذا مكذب عليهم الأوليه مافيها شي ؟؟؟!!
صار يفكر .. وين راح ..وين ممكن يلاقيه.. رجع راح للمحل وسأل الهندي عن ابو جابر وكانت الأجابه: ..
ــ مافي معلوم .. هوا من 4 يوم يجي بس العصر مغرب بعدين يروح بس ...
جعفر مستغرب من ابو جابر اللي اختفى فجأه ولا هو في أي محل من المجاورين .. فص ملح وذاب !
وبين ماهو يمشي بيلف في احد الزرانيق هو توه داخل الا يصقع فيه جاسم ولد استاذ عبدالحميد.. يصير له ولد خاله.... ( مريم امه اخت عبدالحميد ) ويطيح على الأرض وهو مرتعب
جعفر اختلع منه وما مداه حتى يقومه من على الأرض لأنه بحركه خاطفه وسريعه قام وهو مرتعب بزياده يوم شاف جعفر .. و مبين عليه ملحوق... دف جعفر وانحاش ..
انتبه جعفر لفلوس طايحين على الأرض مكان اللي طاح فيه جاسم...
ــ جاسمووه ياهبل ... فلووسك.. وقف ..
وجاسم ابدا مايسمع يركض مافيه الا غباره وراه..
شوي الا بدر يركض بعصبيه ويلف في الزرنوق ويرد يصقع هو الثاني في جعفر ..
جعفر :
ــ آآآي ... دويه دا انتون .. ويش فيكم...؟؟ يا دا الزرنوق الأغبر ..
هالمره مسك بدر اللي كان مبين عليه معصب حده.. ويأشر وهو يتلاحق انفاسه:
ــ الحرامي .. الزفت... جاسموووه.. باق.. فلوووس
جعفر يهدي في بدر :
ــ كم.؟؟؟؟؟
ــ 5 .. 5 ريال
ــ متأكد انهم لك .؟؟؟
ــ ايييه من عند استاذنا الرياضيات ....قال اللي بجيب علامه كامله بيعطيه 5 ريال..ماتصدقني روح اسأله...
ــ اهاااا...استاذ محسن.. هههههه والله تطور وصار يوزع 5 .. على ايامنا 3 .... دا هم... طاحو من عنده وهو منحاش..
( في ذلك الوقت كانت 5 ريال عند طفل عمره 10 سنوات شي كبير جدا... 3 ريال اكبر مبلغ ممكن يستلمه الطفل كمصروف والغالب ريال او ريالين... الـ 100 ريال كانت مبلغ كبير عند الغالبيه و الـ 10 تجيب الف شيء وشيء .. رحم الله ايام القريشات اللي هيك >< )

بدر بأبتسامه :
ــ شكرا ...
ــ عفوا حبيبي.. انت ولد شهاب راعي الخضره صح؟
ــ ايه...
جعفر منقهر من تصرف ولد خاله ... صار يسأل بدر :
ــ عاد...لويه باقهم من عندك؟
ــ هو كل يحط دوبه و دوبي .. كأن مافيه بالصف الا انا.. يوم يشابقني يوم يبوق حوايجي ويرميهم في الدرام .. واليوم باق الـ 5 ..
سكت بدر شويه:
ــ انت مين؟ انت بياع القماش اذكر اشوفك... لويه تسأل عن جاسمو؟
ــ هههههه بياع القماش.. داك لول .. جاسمو ولد خالي.. اراويك فيه لكن المنتحس دا... انتبه لروحك..
ومشى عنه..

Princess
04-25-2011, 09:34 PM
حسينه الخطابه في بيت كريمه مرت عبدالحميد تشرب وياها قهوه ...
ــ ايه يا ام جاسم.. والله و اصير ادور ادور على ديك البنيه اللي بهالمواصفات ماني شايفه .. لازم تنقص حاجه.. ياتصير قصيره.يا سمرا .. يا خشمها افطس .. يا عيونها صغار .. يا شعرها ليفه .. يا منتفخه مره تقولي ماكله خميرة الفريق... يا منتحله مره تقولي مجوعه.. لازم حاجه من هالمواصفات تنقص لا واللي باط شبدي آآآه اللي باط شبدي....
وتصير حسينه تفرك تفرك صوب شبدها بأيدها..
ــ اللي بااااطنها وحارق مرارتي .ومدوبنها دوبه...... هالطلب العجيب ..اللي مادري من أي نايبه جايبنه..!!
كريمه ماهي قادره على حركات حسينه وميته ضحك :
ــ ويش هو بعد ازيد من كذا ليش بقى شي؟؟
حسينه تصفق وهي تعوج بوزها يمين وشمال:
ــ قولي ويش مابقى .. حبة خال
وتأشر على خدها اليمين وهي تعوج بوزها..
ــ هؤ .. حبة خال يبغوها منيه... بالله من وينا دي نجيبها.. نخترعها ليهم..
ــ بسيطه حصليها انتين بكل المواصفات.. وخل اهلها يدقو خدها وشم...
ــ ههههههه ضحكتيني واني مقهوره... خلني احصلها اني اول .. لا اني اللي با اندق دق ..
ــ زين تنازلي منتين مجبوره تدوري ليهم..!!
حسينه تتنهد من قلب : ــ اييه.. مو استلمت عربون اني .. وهطططططط ..شفطته مابقى منه ولا ريال.. فمجبوره ادور..
ــ ليش كم اخذتي عربون من صاقعه؟
ــ 50 ريال... وقالو الـ 50 الفانيه بيعطوني اياها بس احصلها.. ضامنين ياخيه ضامنين...
ــ علي ياعلي ووين طيرتي الـ 50...
حسينه تمسك راسها:
ــ وينا بعد...؟؟
وتحط ابهامها في بوزها :
ــ على .. هفففففف هفففففف..
كريمه ماتت ضحك:
ــ غربال يغربل القداوه اللي تسوي فيش هالسواة...تسوى عليش الحين تقنيده هالراس؟
ــ حاشى علي ماتسوى.. مادريت اني مابحصل هالمواصفات دي كلها مادري هالصبي ويش سالفته.. عجب عجاب.. تفصيل يبغى لينا نفصلها له...طالع لينا من وينا من خناقه تخنق عدوي..؟ مامر علي مفلات هالنمونه موووليه..!!!
لكن مو منه.. من امه ضبعة اللايقه... اللي مخلتنه على هواه.. بعد مو حاله حال الأوادم يخليها على هواها تختار له ديك البنيه الحليوه الزينه.. الا يبغى يتلقف ويتشرط!
ــ وحيدها بتدلعه وبتخليه على هواه..
ــ الا فجعة هالتلفزيون الأغبر .. يشوفو فيه ديلاك المفصخين ويتشرطو.. ويلي ويلي ديك النوبه ياخيه الله لا يراويش فلم مصري قعدت اتابعه الا تجيش الممفله وي وي... استحي اقول والله... بس باقول... شفتها بعيوني جعلني اموت اذا كنت شدابه... عالبحر قاعده مفصخه ... مادري ويش رنقه هالفلم والله .... وي وي عجل يافرج الله..اللي طالع اكفر من اللي متستر .. حق ويه بعد هالنايبه .. لو كشتها المنشوره تقولي فاقعه فيها الكهربا ...تراكض على ديك الرمله وتقول... : وحيد ياحبيبي .. وحيييد.... جعل يتوحدو فيها زبانية جهنم بدست.... وتبغي الصبيان مايشوفو ويتشيرطو.. قلل الله حياهم... اني المرأه واستحيت اطالع هالمناظر ..
ــ ههههههههه اما مفاصيخ.. ضحكتيني والله..
سكتت كريمه شوي وانتبهت وبمكر:
ــ وبعدين يا حسينه .. سلمش الله ... من وينا لش تطلع قناه تجيب هاللون ؟ ماعندنا غير السعوديه .. ركبتي لش انتل من متى؟
حسينه مختلعه وبأنكار مبين عليها:
ــ لا انتل.. اعوووذ بالله..
ــ هاااا... حسييينه.. تشلخي على مين ..؟؟؟ بدون انتل حدش السعوديه ويالله تطلع... ومافيها افلام زي ماقلتي.. من وينا المصري هااا.. من وينااا... غير القناه المصريه ...؟؟ >>> لمن يحب مراجعة اليوتيوب لمواكبة ذاك الزمن ومن مسلسلاته على القناه السعوديه الأولى ( كلمات متقاطعه 1395 ) ( الوهم 1395)
حسينه انتبهت لروحها انها مصيوده ومايحتاج صواريخ اكثر:
ــ اهوو .. يا ام جسوم انتين بعد مسكتيها علي .. ويش اسوي فقيرة مسكينه اني مالي حدا اسلي روحي بهالتلفزيون..
ــ هههههههه بلاوي .. يا حسينه بلاوي...
الا بدخلة جاسم عليهم يركض ركيض .. ويقعد وهو ميت ويلهث الا يشوف تبسي فيه خضره وماي حاطتنه امه لحسينه..
على طول اخذ الماي وصار يشرب بسرعه ..
حسينه:
ــ يؤيؤ . ويش فيك كأن لاحقنك شلب؟
كريمه: ــ ويش مسوووي بعد من صاقعه وجاي منحاش؟؟
ــ بدروه.. بدروه الخايس .. باق فلوسي .. ولاحقني يبغى يطقني..
حسينه ضربت صدرها:
ــ ويه... بدر ولد زينب .. لالالا.. ماتتصدق دي .. وبيبوق فلوسك بيلحقك يدقك لويه.. ؟ فايده بعد..؟
كريمه تعرف ولدها بس ماتبغى تتفشل قدام حسينه وحسينه ام لسان بتروح الحين ومابتخلي احد في الفريق الا بتقول له ولدها شداب والسالفه عكس اللي قاله..
كريمه بغضب:
ــ لويه يعني.. ولدي شداب لا سمح الله؟
ــ لا محشووومين.. بس يعني هالبدر مافيه منه .. مؤدب و حباب و ..
تقاطعها كريمه بغضب :
ــ يعني ولادنا الكخه؟ ماتدري انتين بهالبدر ويش يسوي في ولدي .. توه من فتره فالعنه بحجره..
ــ انا لله يا كرووم .. ويش فيش شبيتي فيني.. المهم اني باروح الحين و اذا رحتي لخواتش اساليهم شان يعرفو وحده بهالمواصفات من دِير ازواجهم .. خلني استريح وافتك..وهذا بقايا عيش من غدياتي جمعته لدجاجاتكم..
ــ حياش الله... مشكوره..
وتدور كريمه لولدها بعد ماطلعت حسينه وتمسك اذونه وتمصعها له..
ــ اني تعبت منك .. ابوك يرجع ويتصرف وياك..
وتنادي على بنتها جنه :
ــ جنه امي تعالي اخذي العيش اللي جابته حسينه و انفريه في صندقة الدجاج..
جت جنه وكانت ما شاء الله تبارك الله طفلة في غاية اللطافه والجمال والبراءه.. عمرها 7 سنوات بعمر بدور بنت شهاب وزينب .. وصديقتها تروح معاها للمعلمه ام علوي..
( بذاك الزمان كانت روحة المدارس للبنات قليله واذا بيروحو يروحو وهم اكبر من هالعمر .. يعني 9 سنوات وفوق ... اما بداية التأسيس ففي المعلمه.. وكذلك بعض الأولاد )
جاسم يتعيلف في اخته لما راحت امه المطبخ شايله التبسي ..
ــ وانتين بعدش مخاويه السودا.؟
جنه ببراءه مع غلطه في حرف س و ص تقلب ث ... و حرف ز يقلب ذ :
ــ أي ثودا..
ــ بدوروه اخت بدروه الأهبل.؟؟
ــ ماهي ثودا.. وويش عليك انت؟هي ثديقتي من ذمان..
ــ حراميه ديلا ترى.. .. بواقين ..
ــ ماباقت من عندي ثي ... شداب انت
يضرب جاسم ظهر اخته بقهر:
ــ انا شداب يا بقره..
جنه تصارخ:
ــ امااااااااااه ثوفي جاثموووه يطقني ويقول عني بقره
كريمه بقهر تكفخ المواعين في المطبخ:
ــ يجي ابوه الحين من المدرسه ويتصرف وياه ابو الفشايل دا...
الا بدخلة عبدالحميد...
ــ يـــــــالله.. ويش صاير؟؟؟ صريخكم اول مادشيت تلقاني..؟
كريمه ..: ــ شوف ولدك وسواياه... خله يقول لك ويش مسوي..
جاسم بخوف: ــ انا ماسويت شي ...
جنه: ــ يقول عن الناث ثودان..
عبدالحميد يضحك على هالقول وعلى حرف الثاء :
ــ ههههههه ومين هالناث؟
ــ ثديقتي بدور ..
ــ أي بدور؟
ــ اللي تروح وياي للمعلمه..
ــ لا.. عرفت الحين انا... !!
كريمه طلعت من المطبخ:
ــ اخت بدر.. بيت شهاب راعي الخضره..
عبدالحميد:
ــ آآآه يالمعلنه اللي فلعك داك اليوم من قهره؟ ومن طولة لسانك..؟ ويش مسوي هالنوبه بعد؟؟؟
جاسم يرفع صبعه وبخوف :
ــ ماسويت شي .. والله والله والله..
ــ لا تحلف لا اساطر بك.. تعال تعال..
وشال عبدالحميد العقال من على راسه.. وأشر على جاسم يدخل الغرفه..
دخلو وبدى الأستجواب اللي كان واضح فيه كذب جاسم خصوصا ان عبدالحميد يعرف ولده مستواه مو عالي ويدري بأستاذهم الرياضيات هذي عطاياه للطلاب ... فهالكذبه ابدا مو لصالحه و ابوه مدرس بنفس المدرسه...
10 دقايق استجواب,... والا يسمعو كريمه وجنه وهم برى ...صوت ضرب العقال و جاسم يصرخ ويصيح...
ــ والله ما اعيدها !...
وعبدالحميد يصرخ فيه:
ــ مو كفايه مفشلني في المدرسه بين الأساتذه الأجانب واقول يللا اجانب .... كسلان وانت ولد استاد.. قاص وجهي.. بتفشلني قدام اهل الفريق بعد يا طايح الحظ., يالهيس الأربد !


عيسى وهو يشيل اكياس اسمنت لبناء عماره .. يفكر باللي شافه.. وفي باله:
ــ اروح .. لو اسأل خالتي اول ... اخاف اسألها وتقول لي لا تروح...
الحيره ذابحتنه... ويتذكر كلام الرجال:
ــ ايه يا عويس .. تدري البيت قديم على حطته من عمري... والوالده الله يسلمها تبغى تعدل فيه ...فويش رايك تشتغل مع العمال ... منها نشوفك كل يوم ومنها تنتفع بكم قرش..تظل اولى من الغريب ..
كان هذا سلمان . 24 سنه ..ابن عم عيسى و اصغر منه بـ 3 سنوات.
ابو عيسى وابو سلمان اخوان من الأم ...فلكل واحد منهم لقب عائله تبعا لأبوه ... و سلمان هذا مايدري بالماضي ..
الماضي اللي حكته ام علوي لعيسى بعد سنين طويله من وفاة امه ... واللي وضحت فيه وين حقه وكيف انظلموا...؟؟؟
كل كيس اسمنت يشيله يذكر كلام خالته ام علوي...كيف كانو يعيشو جميع في ذاك البيت بيت ابوه المرحوم ورثه من جده بعد ما توفى وترك جدته ارمله للمره الثانيه ...
اول مره ترملت كان عندها ابو سلمان من زوج على باب الله ماورثهم في الحياه أي شيء غير الديون ...
وتزوجت بعدها جد عيسى صاحب الأملاك و المزارع وكان مطلق بس بدون اولاد بعد ما تزوج مرتين وظن في كل مره ان عيب عدم الأنجاب من طليقتيه .... فما له الا يتزوج الأرمله ام الولد يكفل ولدها ويسدد ديونهم.. و ان شالله يبارك له وينجب منها ذريه وفعلا اخذ على قد نيته..و جابت منه ابو عيسى ....
وقطع تفكير عيسى وتقليبه لأحداث الماضي نداء من رئيس العمال... ليقرر عيسى في باله:
عيسى في شرود:
ــ وان كنا اعداء... لازم اروح .. فرصه جت لعندي شلونا طيرها... ؟؟ بكره اروح.. خلاص ..

بدر في البقاله... محتار ويش يشتري ...
عباس راعي البقاله:
ــ ياحي الله سبع ولد السبع...
بدر مستغرب : ــ انا بدرشهاب ..... مو سبع السبع...
ــ ههههههههه حلاوتك.. ادري ..ما اقصد اسمك... هاااا شكلك ماتعرف يعني ويش السبع.؟ يعني اسد ولد اسد..
بدر تشقق من هالوصف :
ــ عمي .. امبى بهلوان ابو البقر.. وشقليطه الكور .. و غرشة بيبسي .. و ربيان بفكي .. و اربعه جبن ضاحكه
( =) اتوقع هالأشياء الغالبيه مرت عليهم من لما كانو صغار.. وغالبهم موجودين بس مو مثل حلاة اول.. بالنسبه لأربعة جبن الضاحكه تنوخذ بالحبه في ذاك الوقت يعني 4 مثلثات.... المثلث الواحد بنص ريال ... )
ــ ما شالله عليك يابطل .. هالخمسه من عند استاذ محسن اجل..
بدر بفرح :
ــ ايييه..
عباس :
ــ وهذي كوره لك زياده تلعب فيها ... هديه لأنك شاطر..
ــ مشكووور عمي...
ــ حياك الله .. ربي ييسر لك..
طلع بدر من البقاله وكانت في اول الفريق وبيتهم اخر الفريق كان للبيت بابين ابوه مخلي المجلس ببابه محل للخضار..
وبين ماهو يتمشى يلوح بكيسه فرحان.. و في باله البهلوان والشقليطه والربيان له ولبدور يحبوهم و البيبسي لأبوه والجبن لأمه تحبه... الا يشوف الناس تتراكض قريب بيتهم والصراخ يصرخ وصياح و ناس تجيب ماي و دخان وايد يطلع من محل الخضره راح يركض له والناس تباعده ... لقى امه تصارخ برى وجنبها بدور :
ــ ويلي عليك يا ابو بدر... مادري هو داخل المحل لو لااااا.. اجاااويد شوووفوووه..
وهي تزحف ماهي قادره خلاص دخلت شهرها والنسوان اللي بالطريق يحاولو يمسكوها ويهدوها..
طاح الكيس من أي بدر وتنفر .. وصارت الناس تدوس على اللي كان فيه..
وراح يركض للمحل ...


الى الملتقى...

Princess
05-01-2011, 12:36 AM
الفصل السادس....................................


طلع بدر من البقاله وكانت في اول الفريق وبيتهم اخر الفريق كان للبيت بابين ابوه مخلي المجلس ببابه محل للخضار..
وبين ماهو يتمشى يلوح بكيسه فرحان.. و في باله البهلوان والشقليطه والربيان له ولبدور يحبوهم و البيبسي لأبوه والجبن لأمه تحبه... الا يشوف الناس تتراكض قريب بيتهم والصراخ يصرخ وصياح و ناس تجيب ماي و دخان وايد يطلع من محل الخضره راح يركض له والناس تباعده ... لقى امه تصارخ برى وجنبها بدور :
ــ ويلي عليك يا ابو بدر... مادري هو داخل المحل لو لااااا.. اجاااويد شوووفوووه..
وهي تزحف ماهي قادره خلاص دخلت شهرها والنسوان اللي بالطريق يحاولو يمسكوها ويهدوها..
طاح الكيس من أيد بدر وتنفر .. وصارت الناس تدوس على اللي كان فيه..
وراح يركض للمحل ...
شوي الا يشوفوا لجماعه ابو بدر جاي يركض من بعيد وهو متصروع ,ويسمع صريخ ام بدر مره تصرخ تناديه ومره تقول ولدي لا يدخل طلعوه..
ويدخل بسرعه في المحل اللي الحريق اكل كل اللي فيه والناس تسحب فيه ويحاولو قد مايقدرو يطفو النار اللي كانت تشتعل بقوه من الخشب والكراتين بالمحل ... وهو يصرخ :
ــ بدررر .. ولدي بدررر دخلللل داخل ...
وبين ماهم يخمدو النار واللي يحاول يدخل يطلع بدر ,,, الا بطلعة بدر يركض متلوت بخيشة مبلله بالماي يغطي ابوه فيها الخضار الورقيه لا تذبل اقدامه اشتعلت وصارت النار شوي شوي تصعد لسيقانه وطاح عالأرض وهو يصرخ ويستنجد..
بسرعه تلاحقو عليه و طفو النار وشالوه .. ومن حسن الحظ ان حسن ومحمد ولده كانوا بالسوق يشترو اغراض للبيت في هالوقت ,, وسمعوا صراخهم فعلى طول نجدهم حسن بالسياره واخذو بدر وامه وابوه للمستشفى ... تاركين وراهم بدور اللي كانت تدور بصياحها ..و ماهي عارفه ويش تسوي.... ؟؟؟ فأخذها محمد وياه بيتهم...
..
وهناك....

ام عبدالله :
ــ بسم الله عليش امي... لا تخافي امش واخوش مافيهم الا العافيه ان شالله
بدور وهي تصيح وتشاهق :
ــ النار حرقت رجول بدر كلها و امي شالوها ماكانت تقدر تمشي ...
فاطمه :
ــ لا تخافين .. ابو علي وداهم المستشفى ما فيهم الا الخير ان شالله... شربي ماي يمه... لا تصيحين..
الا يسمعو تنهيده واحد منكسر خاطره عليها ومن قلب:
ــ آآآآه... بسم الله عليش .. لا تصيحي له .. قطعتي قلبي
جعفر ومحمد التفتوا الى اخوهم الكبير علي ... اللي كان مفهي ومبين على عيونه انه مره متأزم مع شكل بدور الطفله وهي تصيح...
جعفر يضرب محمد بكوعه على خفيف ويساسره:
ــ لا الصبي فيه شي هالجامعه مو مقصره فيه مخلتنه حساس بزياده..!!
محمد يحاول يمسك ضحكته:
ــ بففف خخخخخخخ تتوقع..؟؟؟ لا بالله اجل انا مانى رايح جامعات اذا باصير زي حجي علي !!
علي في باله:
ــ ما شالله عليها جمال وبراءه ولطافه.. سبحان من خلقها... اييييه اذا جت حزتك ياعليووو .. ونويت تخطب... ما بشرط على امي تدور لي غير هالنمونه...... اممممم جايز عندها اخت كبيره ...
ويلتفت لمحمد وجعفر ويسألهم بأستعباط يازعم مهتم:
ــ كل اللي في بيتهم الحين طلعو ؟ هي اللي بقت بس !
جعفر :
ــ ايه بالمستشفى... امها وابوها و اخوها وداهم ابوي .. ويش فيك تسأل وانت تعرف الجواب؟
ــ لا بس خفت بقى احد في بيتهم وانتون ماتدرو..
محمد:
ــ مين بقى .. هذي عيلة ابو بدر ... ماظنتي عنده جهال اكثر .. امااه عنده.؟
مريم ببرود: ــ ويش دراني عنهم.........
ام عبدالله تصفق كفها اليسار بباطن كفها اليمين :
ــ حلاتش ..وهم جيرانش .. في الفريق نفسه... !! ماقول غير خلف الله عليش..
فاطمه تقاطع امها تدري بها بتقعد تهدر على مريم وبيبدو ثنتينهم هدره مابتخلص:
ــ ما عندهم الا هالبنيه وولد اكبر منها وامهم حامل .. الله يقومها بالسلامه هذا شهرها..
ام عبدالله :
ــ هذا اذا ماولدت الحين من الخلعه....!
فاطمه تطالع في امها تترجاها لا تتكلم كذا قدام بدور:
ــ يمــــــــــه...!!

وفي المستشفى حالة طوارئ ... بدر يتأوه وفي حاله الم شديده جدا بسبب الحروق اللي صابته
وفي المقابل امه في قسم آخر نتيجة الخوف جاها الطلق بتولد خلاص ... مع استغراب الدكتوره منها انها كيف تحملت الألم كل هالوقت لو تأخرت ربع ساعه اكثر لكانت عرضت نفسها وجنينها للخطر !
ابو بدر في ذاك الوضع وفي ديك الحاله مشط المستشفى تمشيط من الروحه والجيه وهو يرتجف خايف عليهم ثنينهم...
حسن مسكه وصار يهديه:
ــ هدي ياخوك ماعليهم الا العافيه ان شالله..
ــ وين اهدي .. وين اهدي وهذي حالتهم.. وانا السبب في اللي صار...
ــ استهدي بالله بس وصل على نبيك.. انت السبب في ويه؟؟ هذا اللي الله كاتبنه..
ابو بدر يضرب في صدره وهو مقهور ووجهه احمر وعيونه محتقن فيها الدمع:
ــ انا اللي تركت زقارتي ماطفيتها عدل من العجله وطلعت عنها وقفلت عليها المحل...
ويضرب في روحه زياده:
ــ انا.. انا اللي استاهل احترق اناااا...
حسن مسك شهاب وقعده عالكراسي وصار يهدي فيه .. الا بطلعة الدكتور من عند بدر يخبرهم ان بدر تصنفت حروقه كحروق من الدرجة الثالثه ( راجعو قوقل لتتعرفو على هذه الحروق بالتفصيل ) ...><
ويحتاج للراحه السريريه والعنايه الفائقه بالمستشفى لفتره من الوقت...
شهاب وقتها مسك حسن بلا شعور من كتوفه ويصير يهز فيه وهو منفعل يصارخ:
ــ ولدي احترق بسبتي.. ولدي ما شاف من الدنيا شي .. بعده ماشاف شي ...
حسن مو عارف ويش يسوي لشهاب ... تفاعل وياه واثر فيه موقفه... فخلاه يعبر عن اللي بداخله على راحته...

في بيت سيف ..
باسم دخل يركض ركض :
ــ ماااااا دريتووووووو ..
امينه كانت تجهز الغدا لسيف اللي كان منسدح في الحوش ويهف على روحه بالمهفه...
سيف اعتدل :
ــ ويش صاير ؟
امينه طلعت على باب المطبخ .. اسلوب باسم ينبأ بوجود خبر مهم:
ــ حريقه.. حريقه شبت في دكان الخضره حق شهاب..
سيف حط المهفه عالأرض :
ــ ياساااتر؟؟؟ وانا اقول هبت علي ريحة حريقه من شوي .. قلت عفر احد حارق نخيل ...!
امينه صارت تطق على صدرها..:
ــ ياعلي.. ياعلي ياعلي ياعلي.. انا لله..؟؟ وويش صار فيه عسى ماهو بالمحل..عسى الحريقه ماوصلت لبيتهم؟؟
وصار باسم يخبرهم عن اللي صار ... في الوقت اللي كان فيه بشير داخل غرفته نايم صايبتنه صخونه من اليوم اللي رجعوه فيه البيت من البحر ...
امينه :
ــ مادريت وين راحت الياهله بتهم؟
ــ مادري بس شكله محمدو ولد حسن اخذها وياه..
سيف :
ــ لا تحطي غدا الحين انا بطلع الفريق اشوف ويش العلم..
امينه :
ــ اني بعد بلبس عباتي وبطلع وراك بروح بيت حسن ...
طلع سيف ...
امينه غطت غداهم خذت عباتها وهي طالعه الحوش تمشي تعدلها بتلبسها وهي ماهي عارفه وين راسها من طرفها متوتره من الخبر الا تسمع صرخة بشير داخل الغرفه:
ــ لاااااااااااا.. لااااا..لالالالالا..
امينه منذهله:
ــ هذا .. بشير !!
باسم فاتح عيونه حدها:
ــ ايييه...!!
ويركضو له الغرفه .. ويلقوه نايم بس يحلم كابوس ويصرخ .. ــ لاااا.. حليمه... حليييييمه...
حزتها امينه رجولها ماهي شايلتنها وانهارت على ركبها..
ماهي عارفه هالصدمه اللي صابتها من فرحتها لأن بشير تكلم اخيرا بعد 11 شهر صمت او لأن اول مانطق به اسم حليمه اخته.... !!
باسم صار يحاول يشيل في امه اللي توجهت لسرير بشير وصارت تصحي فيه وهي تصيح ودموعها تتناثر:
ــ بشير .. امي .. اقعد.. بسم الله على عمرك الرحمن..
و يفز بشير وهو مختلع حده بشهقه عظيمه ويحضن امه بالقوه وهو ينافخ .. عيونه متورمه ومفتوحه حدها.. ويتحول شهيقه الى انين .. والدموع بدت تتناثر..
باسم مو عارف ويشي يسوي حزتها فطلع على باب البيت.. وظل واقف ... الا بمرور هيثم عليه..
هيثم وقف وصار يطالع في باسم بنص عين ويقرب منه:
ــ انت اخو المقبوووورررر نذيررر ... صحح؟؟
ويرفع ايده:
ــ رحمة الله عليييييييه
باسم بإستغراب و استكراه :
ــ ايه .. ويش عندك ؟؟
ــ ويش عندي .. ههههه جاهل انت وماطلعت من البيضه وتكلمني كذا.. كيف لو كنت رجال... !!
باسم حقره وبيدخل البيت.. الا هيثم يقول له:
ــ اقول .. يالحبيب ...انا ترى علي دين لأخوك... دين كبيرررررررر ..... اخذت منه فلووس ولا عطيته شي بمقابلهم... مع اني المفروض اعطيه شي غاااالي علي ... بس ويش اسووي به وهو بححححححح بين يوم وليله....... وفوق هذا قبل لا يموت ترك عندي شنطه فيها حوايج بس كلها ماتسوى بالنسبه لي ... تعال يوم مجلس بيتنا وخذهم.. خبرك الواحد مايقدر يطالع حوايج ميتين .. ولا طاوعني قلبي ارميهم يمكن فيهم حاجات تفيدكم....
ــ ليش ماخذ منه كم؟؟ .. وويش كان المقابل ؟؟ ويش داخل الشنطه ؟؟؟
ــ بل بل ... صراحه اسأله واجد بنفس الوقت.. ههههه لا استطيع ان اجاوب... انت تعال وبعدين بتعرف .. واذا ماجيت صدقني انك...
ويفرك وجهه بالسرعه ...
ــ هالوجه ما بتفتك من رقعته لين ما تموت... !!
دخل باسم وسكر وراه الباب وتسند عليه وصار يفكر:
ــ مايندرى كم هالفلوس ... شكلهم واجد اللي خلو هيثم يخاف ربه فيهم ويجي يقول لي .. شكلي بروح اشوف سالفته الليله...

قدام دكان شهاب المتفحم.. تجمع رجال الفريق.. حسين اللي كان توه راجع من العمل وتفاجأ باللي صار ولاقى قدامه عباس واقف مع الجماعه وصار يسأل فيه عن احوال شهاب وعايلته.. وعباس يشكي له اللي صار...
حسين :
ــ وويش دا المنفر على باب المحل ؟ جبن الحمدلله مترصع و اكل جهال...
عباس :
ــ يـــــــــالله.. هذي حوايج بدر شارنهم من عندي المسكين مامداه يفرح بهم..
وصار عباس يلم الأشياء العدله ... ويزيح اللي اختربو زباله...
ــ يبغى لي احط له بدالهم عدلين مسكين ما يستاهل اللي صار ليهم.... ان شالله بخير والله لو تشوفه يفطر قلبك طلع يدحن من الحريقه في رجوله .. اكلتهم اكال...
وتتغير نبرة صوته ويصير مخنوق :
ــ هالولد مافيه منه والله انه حباب طالع على ابوه .. يالله تفرج عنهم....
وبين مع الرجال يشيلوا اثار الحرايق الا يلفت نظر عباس بعد ماوقف مخلص تجميع حاجات بدر... سيف وهو يحوس في المحل المحترق بطريقة مريبه...

عباس يساسر حسين.. :
ــ شوف هالمجنون ويش يسوي ؟يقلب في هالخشب المحترق يمين وشمال يشوف شان يلاقي خشبه عدله ياخذها وياه المنجره.... يا من يصفقه بهالمربوع على راسه..
حسين :
ــ حرام عليك لا تظلمه ماتدري لويه يحوس هو عاد...؟؟
شوي الا بجية سيف صوبهم وهو ماسك وحده من اخشاب المحل ...ويتفلسف:
ــ الخشب مو عدل ولا قوي لذلك احترق المحل كله ومابقى منه الا رماد ... الله يهدي ابو بدر بيته كله طين الا هالصوب مخلنه خشب .. ما قصرت النار فيه مااااا قصرت..
حسين يطالع عباس على جنب .. عباس صار يحوس في ثيابه وشعره مرتبك حس انه فعلا هالمره ظلم سيف..
الا سيف متفرغ وبضحكه:
ــ عاد خساره كله خرطي ما فيه ولا خشبه عدله...
عباس ماقدر ارتفع ضغطه ... فمشى عنهم.. قهره سيف المجنون فلا يتهور بلا شعور.. وفعلا يصكه ضربه !
حسين مستغرب حده وفي باله :
ــ مريض هذا شكله..يالله تهديه...!!
رجع حسين بيتهم .. ولا دخل الا يسمع صوت ضحك جهال بالقوه حدهم مستانسين.. وصوت علي :
ــ بااااصيدشششش .. انا البعبععععع بعبوووععععععععع عاااااااا عييييييي عووووووووو
والغبار قايم في الحوش والمراكض ... علي يلعب الصيده مع بدور واخوه مهدي...

Princess
05-01-2011, 12:38 AM
حسين يطالع في جعفر ومحمد اللي كانو مستغربين من علي..
واللي شوي و قعد على ركبه و ركب مهدي فوقه ويصير يلحق بدور وهو يزحف زحيف ..ويصرخ:
ــ عااااااااع .. عااااااااع...
وبدور ميته ضحك وبعفويه:
ــ كنك حماااار...
محمد يصفق وجهه ويضحك:
ـ اويلاه هههههههه سبه غير مباشره...
علي فتح عيونه :
ــ بل .. حمار مره وحده.. قولي حصان..
ويغير صوته ويسوي صوت حصان, و الضحك قايم والوناسه..
حسين يسأل جعفر وهو يضحك:
ــ ويش فيه اخوكم اليوم؟؟
جعفر يبوس ايده وجه وقفا:
ــ الحمدلله والشكر.. اللي يشوفه يقول ابو 5 سنين مو ابو 25 سنه..
ويرفع ايده:
ــ يالله انك تهديه... استخف ...كبيرنا استخف..
علي يوقف وهو تعبان مره .. وينزل مهدي من على ظهره وبدور تروح لأم عبدالله اللي كانت تناديها...
ويقعد وهو فارش رجوله كل وحده بصوب على شكل 8.. وينافخ:
ــ جعفروه .. ههههههه عن المسخره يللا عاد.. اخوك الكبير انا.. وبعدين.. ويش فيها لو لعبنا الجهال شويه.. مسكينه خلها تستانس وتنسى اللي صار فيهم..
محمد يرفع حواجبه ويجاكر في اخوه :
ــ الا استخفيت عليها وخوبلت بك
علي يفصخ طبقه من نعاله ويرميها على محمد اللي تفادها بسرعه وهو ميت ضحك...
وبقهر :
ــ خذ لك هالفعنووص اكبر منك انا بـ 9 سنين استح واحترم.. وفوق هذا انا اكبر منها بـ 18 سنه ياغبي ويش اللي خوبلت بي واستخفيت.. استح على وجهك استح.. بلا هالكلام الفاضي ... جاهله دي هااا..
حسين يمسك اذون ولد اخوه محمد عن مزح وتأديب :
ــ ههههه ايه تأدب عن اخوك وبلا هالكلام المسخره.. رحم الله ايامنا لول مانفكر بهالتفكيرات ابدا .. عرسنا وحنا مغمضين ومساكين مانعرف كوعنا من بوعنا..
ولا يسمع حسين الا ضحك جعفر و علي قلع الدنيا ...
علي : ــ اما ما تعرفو كوعكم من بوعكم..
جعفر : ــ ههههههههههه باحاول اصدق ..
حسين يصرخ فيهم وهو كاتم الضحكه:
ــ استحووو على وجهكم.. شباب آخر زززززززمن..
وتركهم متوجه للغرفه اللي جالسين فيها الحريم
الا جعفر وهو مستمر بالضحك:
ــ عمييييي.. متى فتحت !؟
حسين يدور له وهو كاتم الضحكه ويمسك رقبته يهدد فيه بما معناه بزنطك ترى !
ويدخل على الحريم:
ــ يالله يالله..
ام عبدالله:
ــ طلعك الله.. تعال يابعد امي...
وبعد السلام والسوالف عن اللي صار بالفريق ...
مريم:
ــ طلعة ابو علي من الظهر وياهم ولا رجع.. عاد لا تغدى ولا نام الظهريه
ام عبدالله تهمس بغضب :
ــ هالمتفرررغه دي ..
فاطمه:
ــ اجر وعافيه ان شالله.. اهو راح يساعد جاره...
مريم :
ــ أيه ماقلنا شي بس هو وياه الضغط وما اكل شي للحين .. ولا شرب دواه...
حسين وبين ماهو يلاعب بنته بشرى .. يقاطعها:
ــ ماعليه الا العافيه ان شالله... اذا مهل لليل وماجى انا بروح له بنفسي المستشفى وبشوف علومه ...


وفي بيت ام علوي ... حسينه :
ــ مابتخطبي لعيسى يا ام علوي..؟؟
ام علوي :
ــ اييييه ياحسينه.. الود ودي الليله قبل باﭽر .. بس ويش بيدي والحاله كسيفه...
وتبوس ايدها وجه وقفا:
ــ الحمدلله على كل حال .. يالله لك الحمد والشكر .. يالله ترزقك ياعيسى يا ولد مريم دخيل جدك رسول الله
حسينه ترفع ايدها:
ــ يالله.. بس يا ام علوي فيه بنات يقبلو بهالحال ويبغو بس الستر..
ــ ومن وينا نجيب ليهم المهر ؟؟ وفرضا حالتنا ماعجبتها.. ياحسينه مايبغى ولدي يعذب بنات العالم وياه والا تعبت واني اقول له بنلاقي مين اللي ترضى بك بحالتك وهو ابدن .. معاند..
ــ فيه .. يرضو .. وشان عالمهر .. فيه بعضهم يقبلو بمهر الزهرا..
ــ سلام الله عالزهرا...
وتحط ام علوي ايدها على ركبة حسينه:
ــ على ايدش يا غناتي... دبري له وحده على ايدش.. اجوديه وبت حلال ..
ــ ان شالله... اني في بالي وحده.. بس على ولدش .. اخاف يفشلنا تالي ويقول مايمباها...
الا بدخلة عيسى البيت:
ــ يالله يالله..
حسينه:
ــ طلعك الله.. حي الله عيسى..الله مع المعرس الله معااه .. يانجمتين الصبح سيري وراه
عيسى :
ــ هههههه أي معرس دا اللي ماغسل عيونه...؟؟ واي نجمه مستخفه اللي تطلع في الصبح وتمشي وراه هلا الله يحييش خاله .. شحوالش ..
حسينه تضحك:
ــ هههههههههههه خفافة دمك ياعويس.. انا لله عود لقولة خاله.. ترى ماني كبيره .. حسبة اختك العوده خوب ...
عيسى فيه ضحكه على حسينه...
مامداه بيدخل غرفته الا حسينه تناديه:
ــ تعااال .. تعااال بقول لك سالفه بتسرررك و تشرح خاطرررك..
عيسى :
ــ خير اللهم اجعله خير ..
ام علوي شالقه البوز مستانسه متأمله من عيسى يطاوع حسينه ...
حسينه :
ــ والله يا عيسى شفنا لك بت الحلال الحليوه اللي تفرح قلبك وتهنيه.. مهرهااا مهر الزهرا سلام الله عليها.. وماتبغى الا الستر...
عيسى وهو مو متحمس ... :
ــ ايه .. وبعدين..
ــ ايه.. نبغى رايك.. ويش اقول لك مواصفاتها ونخطبها لك لو منت ناوي...
عيسى :
ــ صراحه مانى ناوي...
ام علوي :
ــ ياولدي اسمع مواصفاتها يمكن تغير رايك...الا ﭽم عمرها اول..؟؟
حسينه:
ــ عمرها 33 سنه
ام علوي دقت صدرها:
ــ ويييه... اكبر من ولدي خافي ربش
حسينه حطت ايدها على لحيتها :
ــ يووووو .. شيه عيسى كم عمرك؟
عيسى وفيه ضحكه على حسينه وهو قايم عنها يتحمق عليها:
ــ هذا عن حساب انش اختي العوده ...المفروض تدري...
وتركهم ودخل الغرفه..
ام علوي:
ــ 27 عمره.. حرام عليش واني تأملت خير من هالسالفه.. يافرحه ماتمت...
حسينه في بالها:
ــ 27 بس.. يووو اجل صدق اني خالته.. خلف الله عليك الهَم مكبرنك اكثر من عمرك..!!
عيسى في غرفته على منامه حاضن المخده ويفكر .. ويتذكر كلام خالته ام علوي بخصوص طفولته و سالفة الماضي :
ـــ ايييه ياولدي .. ولما توفى جدك ... ترك وراه املاك ما شالله مزارع وبيت كبير ... وجدتك بعده صارت ارمله للمره الثانيه وهالمره بجاهلين ابو سلمان عمك ... ولا يملك شيء ولا حتى خيط من هالورث ... لأنه مو ولد جدك .. وابوك صار صاحب هالأملاك هذي كلها...
مرت السنين وكبرو ابوك وعمك ربتهم جدتك خوش تربيه و مافرقت بينهم ابدا.. والحلال بينهم واحد .. زوجتهم مع بعض .. وتوفت بعدها ... تاركه وصيتها وفيها خبر عن الحلال لمين فيهم الا نصيبها من ورثها من جدك كتبته لولدها ابو سلمان بما انه ما يملك شي.. وويش نصيبها تحت نصيب ابوك.. ماهو واجد!!
الله شاء وتحمل امك فيك قبل مرت عمك... وبنفس السنه اللي انولدت فيها الله قدر ياخذ امانة ابوك......
بس عمك وقتها كان حنون وطيب وهو الوصي الوحيد عليك .. وفعلا ماقصر وياك.....
كفلك ورباك ورعاك لمدة سنتين قبل لا تفر راسه مرته الغيوره الغبره .. خافت عليه من امك لا يتزوجها من باب رعايتك و حق يسقط الكلافه بينه وبينها... كانت مرت عمك تنقهر من عمك اللي كان يدلل المرحومه امك ويدللك .. ومو مقصر عليكم بشي ..... وامك ياولدي ماليها في هالدنيا غير الله وغيري .. واني وابو علوي الله يرحمه على باب الله فماكانت تحب تثقل علينا .. فظلت في بيتكم عايشه..
الى ان وصل خبر لعمك ان امك حراميه لما ضاع ذهب مرت عمك لقوه في صندوق امك مع اغراضها... امك احلف لك بالله انها مظلومه ديك الحزه .. وما استبعد ان السبب في هالشي مرت عمك وهذي فعلتها الشنيعه على شان تكَرُه عمك فيكم وتخليه يعاملكم معامله فانيه.. هالموقف صدق قهر عمك وتغاضى عنه لأجل اخوه المرحوم اولا .. ولأن امك سيده ثانيا....
وتتنهد ام علوي:
ــ ايييه امك يا عيسى تحملت هوايل .. ما انساها وهي تشتكي لي .. اني ويش اللي عماني ياولدي؟؟؟
غير التعب والصياح على حالتها ..ومن كسار ظهري على فرقى ابو علوي وحسرتي و حرقة قلبي على فرقاها .. امك كل شي كانت لي .. بقايا اهلي .. ياخلفها انت وياخلف طوايفي اللي راحو ولا عودو...

ويصير عيسى يفكر :
ــ لازم ارد حقنا من عمي ومرته.. لازم ادخل هالبيت و اشوفه واتلاقى مع عمي واواجهه..
ويحط ايده على راسه:
ــ بس كيييف بواجهه... ؟؟؟ وانا ماعندي ولا أي دليل يثبت هالكلام.. كيييييف...!!

>>>>>>>>>>>> يتبع في الصفحه 2

Princess
05-01-2011, 12:39 AM
مع غروب شمس هذا اليوم الحافل .... ارتفع بالمستشفى صوت بكاء طفل يبشر بحياة جديده في عائله شهاب...
ولدت زينب بالسلامه .. وجابت ولد...
حسن يبارك لشهاب ويهدأه :
ــ الحمدلله عالسلامه ياخوي ومبروك ماجاكم.. واللي جابه بالسلامه يقوم اخوه بالسلامه ماعليكم سوء ان شالله...
ــ الله يسلمك ياخوي ماقصرت انت والله بعد من الظهر وانت ويانا ارجع ارتاح في البيت وبندبر عمرنا في الرجعه..
ــ لا عادي ويش دعوه احنا جيران ...
وبين ماحسن يمشي بيطلع لسيارته.. حس بدوخه مفاجأه فقعد بسرعه على الكراسي..
شهاب انتبه له قعدته كانت مفاجأه وعرف انه به مكروه..
راح له يركض:
ــ سلامات يابو علي .. ويش فيك..؟
ابو علي يبتسم :
ــ لالا .. مافيني شي .. بس دار راسي شويه.. لا تحاتي..
ويحاول ابو علي يقوم الا انه الدنيا تدور به ويرجع يقعد..
شهاب يمسكه ويسنده عليه:
ــ هذا ضغطك... كل بسببنا اهملت نفسك... تعال للدختور خله يكشف عليك ..
ــ لا مايحتاج هو لأن طاف موعد دواي عادي ياخوك لا تهم حالك .. وبعدين لا تقعد تحط كل اللوم عليك وهدي بالك .. مافيني الا العافيه.. شوف هذاني ها .. هاا
ويمشي خطوه .. خطوتين .. ثلاث بكامل قواه.. ويرجع ويطيح... خلاص مو موتعي..
ويركض شهاب ويجيب له الممرضين وياخذوه للغرفه يركبو عليه مغذي وينظمو له ضغطه اللي ارتفع ..
وظل شهاب جنب حسن لين صار احسن حال..
مسك كفه و بأبتسامه :
ــ يابو علي الله يهديك من متى وانا اقول لك خلاص ارجع البيت كفيت ووفيت وانت مصر تقابلنا لآخر لحظه.. هاا. شووف ويش سويت بروحك.. تبغى تزيدني هم شكلك .. وتخليني احاتيك ؟؟
ابو علي يشد على كف ابو بدر:
ــ انا ويش قلت لك...؟؟ مافيني الا العافيه ولا تحاتي.. عادي هالحاله تجيني بين كل فتره وفتره.. توي راجع من العمل صار لي اسبوع وانا في الصحرا وتعب... فيعني مو منك لا تلوم حالك..
الا بدخلة حسين عليهم يركض:
ــ خير ان شالله وصلت المستشفى اسأل عنك يا ابو بدر .. الا يقولو لي معاك يا اخوي..
حسن:
ــ ضغطي عسى الله يضغطه ضغاط.. عادي ياخوي عادي..
حسين :
ــ ويش اخبارك يا ابو بدر .. الحمدلله عالسلامه ماتشوفو شر..؟ ويش اخبار ولدك و ام بدر ..؟
ابو بدر بهدوء:
ــ ام بدر الحمدلله ولدت بالسلامه.. وبدر ادعوا له الله يعافيه.. يبغى له عنايه وراحه بالمستشفى فتره.. حروقه قويه...
حسين تألم لحال ابو بدر .. فحاول يداري حزنه عليه بسؤال مع ابتسامه:
ــ الحمدلله على سلامتها.. ومبروووك ماجاكم يتربى في عزكم ان شالله... ويش جاابت؟
حسن :
ــ جابت له ولد... بس ماقال لينا ويش بيسميه؟
شهاب متفاجئ:
ــ تدرو.. مافكرت بهالسالفه موليه.. رايحه عن بالي..
حسين يمزح وياه:
ــ لا يكون بتخليه بدون اسم بس .!!
حسن :
ــ ههههههه لا ويش دعوه.. هااا ويش قلت يا ابو بدر..
ابو بدر :
ــ ويش رايك يا ابو علي انت اللي تسميه..
حسن متفاجئ:
ــ انا؟
ابو بدر يحط ايده على كتف حسن:
ــ ايه ياخوي .. وقفت ويانا خوش وقفه ما انساها لك.. سميه وعسى الأسم اللي تختاره له يكون بداية خير للجميع..
حسن :
ــ على كذا ياخوي.. ويش رايك بأسم صلاح.. عسى ربي يصلح هالحال الى احسن حال ان شالله..
ابو بدر:
ــ يــــــــالله.. وهو كذلك.. صلاح...



منتصف الليل وفي عيادة السجن انتبهت حليمه لأم احمد صوت تنفسها انها مهي نايمه وتصيح بعد ...
حليمه تهمس :
ــ ام احمد.... صحيتي.؟؟
ام احمد بهدوء وبأسى:
ــ سامحيني يابنتي .. ماكان قصدي اضرك..
حليمه تتأمل وجه ام احمد على يمينها اللي كانت تطالع السقف ودموعها تصب ... وترد تلتفت شمالها الى سناء اللي كانت عاقده حواجبها من اول ماجابوها.. ومبين عليها نايمه بتوتر شديد..
وبهدوء:
ــ مسامحه ياخاله.. ادري ماكان قصدش ..لاتحاتيني مافيني الا العافيه ان شالله
ام احمد بهمسات مخنوقه ومبحوحه:
ــ تصدقي .... والله انها تشبه بنتي خلود.. وينك ياخلود الله يسامحك.. من دخلت السجن ابد ماشفتها ولا زارتني...
حليمه معوره قلبها ام احمد وماهي عارفه ويش تقول ليها..
ام احمد تتنهد :
ــ اييييه.. قلبي على ولدي انفطر.. وقلب ولدي عليا حجر !!

حليمه تتحسس بطنها وتفكر:
ــ ياترى .. اللي في بطني بيرفق بحالي.. والا بيصير هو والزمن علي ... آآآه..يالحنينه... امااااه... وحشتيني... وينش عني وينش...؟

في بيت سيف ..
باسم طلع ونام مع ابوه بدل امه وظلت امينه جنب ولدها بشير طول الليل .. كان يشاهق وصخونته تزيد...
تصيح على حالتهم.. ومقهوره من رد فعل سيف لما قالت له ان بشير تكلم اخيرا.. وهو ابدا مو داق خبر واكتفى بقول:
ــ ليش اول ماولدتيه كان اطرم.. يتدلع كل هالفتره كان.... !!
غفت عينها.. وبين ماهي غافيه .. حلمت حلم غريب ..
حلمت بولدها باسم يلحق حيه سودا تخوف.. و هي تناديه يتركها ولا يلحقها.. وهو ابدا ما يسمع كلامها... وكأن بشير في ايده سكين يلحق باسم و بيقتل هالحيه وشوي طلعت حليمه خذت السكين من بشير وقتلها هي وقطعتها قطعه قطعه....
فزعت امينه من هالحلم المخيف على صوت شهقة قويه من بشير اللي صحى وهو مفزوع مره وحالته حاله. يصيح وينتفض . ويقول لأمه :
ــ امااااه . امااااه . باقول لش .. باقووول لش..
امينه مختلعه قعدت جنبه على منامه وحضنت راسه وهي تصيح:
ــ بسم الله على عمرك الرحمن الرحيم .. قول امي .. قول يابعد ابوي .. ويش فيك .. قتلتني ياولدي .. والله قتلتني...

الى الملتقى..

Princess
05-02-2011, 08:27 PM
الفصل السابع ...................



بعد ما شرب بشير الماي من ايد امه اللي كانت مرتاعه وتحاول تهدي الروعه اللي فيه....ماسكه الكاس وفيه بقايا الماي في ايد وبالأيد الثانيه تمسح وجه و شعر بشير بعد ما رشحته ..
وهو يشاهق وانفاسه تتلاحق :
ــ انا... اللي قتلته... انا اللي قتلته
امينه قلبها عورها و ملامحها وكأنها حست مين المقصود .. لا .. عرفته بس صارت تحاول تفهم من بشير اكثر :
ــ مين؟؟؟ قتلت مين؟؟
بشير و شهقاته في ازدياد:
ــ ن.. ن ... نذيي ... نذيييرررر
طاح الكاس من ايد امينه ومع صوت ارتطام المعدن بالأرض ... سيف شدخ الباب بالجدار كان واقف على باب الغرفه المردود و طول الوقت يسمعهم ...
سيف بصرخه غضب:
ــ ويش تقوووول ؟؟؟ مين قتل ميييين؟؟؟
بشير حزتها خلاص حس ان قلبه وصل لحنجرته من الخوف والرعب ....
سيف يتوجه ناحيه بشير بهجوم مخيف و يمسكه من كتوفه ويهز فيه:
ــ ويش قلللت..؟؟؟ مين قتل نذييير؟؟؟
بشير.. صمت .. عيونه شابحه و تدور في انحاء الغرفه مو قادر يطالع وجه ابوه و شهقاته صارت مكتومه,,
امينه منصدمه وتحاول تباعد ايادي سيف عن بشير لا يموته من الرعب...
سيف يصرخ في امينه:
ــ لاااا تتدخلي
ويستمر يهز في بشير اللي ما تغير وضعه ... ليتحول الهز الى سطارات على وجهه كل سطار اعظم من الثاني ومع كل سطار :
ــ تقتل اخوك ياحيوااان.. ياااا و يااا ... ويااا
ماخلى عنه سبه ولا شتمه الا قالها فيه.. يهز فيه ويضرب ضرب ... ورم له عيونه و سال الدم من خشمه وامينه كلما حاولت تبعده مافيه فايده حتى وصلت لمرحلة تضرب فيها سيف وهو ماقصر فيها ايضا عاجل عليها بضربات وخرها عنه مثل الثور الهايج..... :
ــ لويه قتلته... لوووويه !!!!
خلاص بشير.. من الرعب.. والضرب .. اغمى عليه...
سيف رماه عالمنام وطلع من البيت نهائيا...في هالوقت المتأخر ..!!
امينه صارت تزحف لولدها وهي تصيح ماهي مستوعبه الكلام اللي سمعته واللي صار...
حضنت راسه وصارت تمسح بطرف كُم ثوبها الدم من على وجهه .. ردت وشالت الشرشف وصارت تمسح فيه وهي تصيح ماهي عارفه ويش تسوي...مغمى عليه زي الميت... التفتت لقت باسم متيبس على الباب قعد من نومه على صوت الهواش مرتعب وقالت له :
ــ باسم ..... اطلع عاد..... ونادي لي أي احد يسعفنا
ــ اخاف.. اخاف من ابوي..
امينه بقهر صارت تصارخ بهستريا :
ــ يلعن ابووووك... يلعنننننه.... بيقتلنااا كلنااا..بيعجل علينااا واحد واااحد.. مو كفاااايه حليمه .... نادي لي أي احد بسرعه
وردت التفتت وبتهديد:
ــ واياني اياك تقول لأحد كلام بشير ... لا اموتك ... تفهم...
وطلع باسم... وامينه صارت تفكر بكلامها ماهي مستوعبه الموضوع.. تتستر على اللي سمعته ؟؟
وهذا ولدها ماشاف من الدنيا شي .. في المقابل بنتها في السجن محبوسه ظلم .. وماشافتها من 11 شهر سيف مانعنها تزورها... !!
صارت تفكر حليمه اختارت هالشي يعني برضاها.؟ وحملت القضيه عن اخوها وقالت السبب دفاع عن شرفها.... زين تبغى بشير يصحى يعلمها السبب .. ليش قتله؟
اسأله متعدده تدور في راس امينه اللي ماكانت لاقيه ولا اجابه لأي سؤال .. وانخرطت لا شعوريا في نوبة صياح وصراخ...


طلع باسم يركض في الفريق .. كانت الساعه 1الليل ..
هدوووء صادف عباس اللي كان نايم في البقاله .. تأخر بهاليوم وهو يرتب حاجات جديده جايبنها وغفت عيونه .... فظل فيها..
الا انه طلع بيقضي حاجته مضطر..و لأن الحمام اللي مسوينه اصحاب المحلات ليهم كان في ارض وسط السوق في عدة صنادق .. وعباس يخاف يمشي لحاله كل هالمسافه.. فأخذ معاه ماي وتوجه لأقرب خرابه بريه فاضيه...
يدندن يونس روحه عن وحشة الطريق في هالفريق المظلم الا من كم ليت متفرقين في الأنحاء..
باسم وبرعب وهو يركض في الظلمه مايبين عدل يبغى دخيل الله يشوف أي احد قدامه... مو عارف يطق أي باب لو يستنجد بمين... ؟؟ سيف قاتل علاقتهم الأجتماعيه مع الناس ومو مخلنهم يخالطو احد..


عباس كان يحاول يسرع يخلص موضوعه حد ماعنده من سمع خطوات ركض والصوت جاي صوبه.. خلاص تصروع..شان بيخلص ماخلص من الخلعه صاير يزيد...
و هو ما يشوف الا بعيون وحده وخيال يتقرب منه و ظلمه وحضرته بوضعيه لا تسمح بالهروب ... !!
خلص وقام بسرعه وهو متبهدل يضبط وضعه..ويخطو كم خطوه ويتعثر بحجر من الربكه اللي هو فيها:
ــ آآآه وخناااقه !!
و في باله:
ــ شلب.. لايكون دي خرابه لشلب و جاي بيعضني...
ويصير يتذكر يوم هم جهال خطوات السلامه لتفادي أي كلب في الطريق. يفصخ طبقتين نعاله ويمسكهم في ايده مقابلين بعض . ويصرخ وهو يكفخ بهم :
ــ جيبوا السكين والملح بنقص ذنبة الشلب ...
... و يتقدم ناحية الخيال اللي يشوفه بكل شجاعه و اصرار .!!
( هذه نظريه صحيحه فالكلاب تخاف من ردات الفعل هذي وتتوقع هجوم من الأنسان.. والأصوات العاليه والضربات المتتاليه المتجهه صوبها تخوفها.. الا ان اهل لول يفهموا ولادهم ان الكلب يفهم التهديد هذا فينحاش خوفا على ذيله !!! و قليل اللي يكبرو ويعقلو ويفهمو الموضوع من نظريه علميه... وعباس كان احد من انطلت عليه هالحركه من الطفوله الى يومه ) ><
ويوصل باسم اللي كان هو الثاني مختلع وزي الأهبل قعد من النوم على خلعه و يخلعه عباس الثاني...وعلى باله فيه كلب فعلا وينخش ورى عباس :
ــ وين الكلب .. o_O لاحقني يعني؟؟؟
عباس خلاص استوعب الأمر :
ــ هذاااا انتتتت... .. ويش فيك ؟؟ لويه طالع هالحزززه ؟
ويرمي نعاله عالأرض وهو مقهور من الخلعه والفشله.. ويداري موقفه:
ــ ايه كان فيه شلب من داك الصوب مكحين.. احمد ربك نحشته ..ويش فيك تراكض بالفريق وحالتك حاله..


باسم وهو يبلع ريقه و ينافخ : ــ ابوي ضرب بشير وامي ضرب ونبغى احد يسعفنا شكلهم يبغو مستشفى..
عباس انصرع: ــ هاااا؟؟ ويش تقووول؟؟ والحين ابوك فوين؟
ــ طللللععع ..
ــ طللللععع ..!! والله انه مينون.. طلعت ررروح بلييييس !!زين اسبقني وانا باجي بيتكم بعد شوي بسياره..


وراح عباس يركض لبيت حسن وحسين.. كانو اللي يملكو سيارات ... واللي كانو يساعدو وما يقصرو
لو احد احتاج ليهم فما يتحرجوا هل الفريق يطلبو منهم أي طلب طارئ.. وفي أي وقت....


ام عبدالله صحت كانت نايمه معاها بدور بما ان ابوها ظل بالمستشفى مع بدر وامها كذلك :
ــ خير اللهم اجعله خير ...
طلعت الحوش لقت جعفر قاعد من النوم كان نايم بالحوش...
ام عبدالله:
ــ يمه جعفر ... شفيك نايم بالحوش.؟؟؟
جعفر يحك راسه ويفرك وجهه:
ــ حر .. و محمد مو مقصر شخير و علي يرد عليه ..
ام عبدالله:
ــ قوم شوف الباب مايندرى منو.؟؟
الا بطلعة حسين من الغرفه:
ــ انا بشوف .. مين .. يالله سترك.. مين عالباب؟
عباس :
ــ انا.. عباس ..
حسين يأشر لأم عبدالله تدخل :
ــ عباس .. خير ان شالله
ويفتح له الباب ويدخله .. عباس ينافخ من التعب :
ــ مسامح عالأزعاج هالحزه بس ماعرفت وين اروح لغيركم.... سيفو المجنون كفخ مرته وولده بشير ويقول باسم ولدهم ان بشير ينزف وحالته حاله ويبغو سعيف بالسرعه..
فاطمه كانت ترضع بشرى وتسمع اصواتهم برى...
ــ ياعلي... يالله تلطف بكم .. و تساعدكم..
حسين :
ــ لا حول الله ... زين دقايق ابدل فيابي واشغل السياره...
ودخل حسين الغرفه يركض .. التفت عباس لجعفر اللي كان فاتح عيون وعيون و شكله رايح فيها من النوم:
ــ اسمح لي يابو صادق قعدناكم من النوم..
جعفر وهو يتثاوب:
ــ لااا.. عادي عادي.. ماحد قعد الا انا..
و يضحك:
ــ والله خوش نومه بالحوش .. نشوف الحمام وهو يطير اما طاح علي مطر ,, وبعدين لويه صروالك داخل ثوبك..؟؟ موديل السنه دا؟؟
عباس انتبه انه من الخلعه والربكه يوم يرفع صرواله... دخل طرفه في ثوبه من ورى فأرتفع نصه ولا حس فيه...
صار يعدله وهو متفشل ويضحك.ومستغرب من جعفر اللي يتكلم كنه سكران...؟؟
.ويطلع حسين ويسحب عباس وياه ..وهو يقول:
ــ امش بسرعه...جعفر مهلوس اذا قعد من النوم فجأه وقبل لا ينام يصير يفلت كلام مو صاحي ...
عباس يضحك عليه وفي باله :
ــ اجل حمام يطير الساعه 1 الفجر و مطر بالقيض القياض.. عجيب يا جعيفر !
وبالسياره....
حسين :
ــ..عاد انت الحين متأكد مابنتورط مع سيف في مشاكل اذا طلعنا مرته وولده من بيتهم هالحزه
عباس بأنفعال وحمق:
ــ لابوه لابو اللي جابه ينقلع.. باسم يقول بشير ينزف .. خبرك في هالبشير من دي سنه تقريبا عفر مايتكلم وحالته صعبه مو بعد ينضرب لهالدرجه.. بيقتله دا.. ؟؟؟ مايحمد ربه على هالعايله اللي عنده.. ناس تبغى تعيش ربع حياته وان كانت مليانه مشاكل ودا لاعب في حسبتهم هالفقارى لعب.. خله يولي زين...


>>>>>>>

Princess
05-02-2011, 08:28 PM
في السجن... صحت حليمه على صوت سناء تهلوس :
ــ ماكان قصدي.. والله ماكان قصدي.. يبه سامحني.. اماااه .. اماااه...
حليمه عرفت ان سناء تحلم بكابوس .. فصارت تصحي فيها:
ــ سناء.. سناااء... سناااء
سناء فزعت من نومها برجفه قويه وشهقه..
حليمه :
ــ بسم الله على عمرش..
وقعدت على السرير والتفتت ناحيتها:
ــ ويش فيش؟ ويش صاير؟
الا تسمع صوت اللي يحرسوهم في الغرفه
ــ بس انتي وياها.. نامي .. اللي صاحيه فيكم راح ترجع العنبر ..
سناء ماتبغى ترجع خايفه .. مع انها خيرتها بترجع .. وكذلك حليمه بغت متنفس مع انه مو افضل حال.. وهي اساسا مقررين ليها ترتاح في العياده فتره..
انسدحو يتأملو السقف وكل وحده شارده الذهن في وادي.. الا ان همست سناء بسؤال:
ــ ويش قضيتش انتين؟؟
حليمه ابتسمت وتنهدت:
ــ قضيتي صعبه... ومعقده..
سناء بتساؤل مخنوق ودموعها تتناثر:
ــ شكلش زيي..؟؟
حليمه بأبتسامه ساخره:
ــ لا دفاع عن شرف ..
سناء بألم :
ــ ويش سويتي يعني .. قتلتي اللي اعتدى عليش لو ضربتيه؟
حليمه تهمس بأبتسامه متألمه:
ــ قتلت زوجي ... وابو طفلي ...
سناء منصرعه:
ــ هااا.. كيف زوجش ودفاع عن شرف..
ــ قصه ماحب اذكرها .. اسمحي لي..
سناء:
ــ آسفه.. بس قلت يمكن اسمع سالفتش.. وتهون علي مصيبتي..
وصارت تصيح صياح .وبصوت مبحوح..
ــ والله العظيم اني ماكنت اقصد.. كنت هبله وهو قص علي..
حليمه ما سألتها مين .. وويش قصتها.. تركتها على راحتها تتكلم...
سناء بهمسات متقطعه:
ــ سالفتي مثل سالفة الحامل بالسجن... الفرق ان الفاعل كان استاذ اخوي من ابوي ... مصري كان يجي بيتنا يعلم اخوي دروس خصوصيه...
سكتت شوي وبعد تنهيده و صوت يخنقه العبرات:
ــ اني صراحه... ماكانت أتغطى .. وكنت اول بنت جامعيه في ديرتي..والكل حاسدنا على مستوانا المادي و التعليمي.. وابوي متحضر في مسأله الأختلاط مايمانع فيه..
حليمه بأستنكار وفي بالها:
ــ قصدش متحرر....


سناء فاجئتها وكأنها تقرى افكارها :
ــ الناس وقتها كانت تقول عنه متحرر.. بس حنا اهله نشوفه متحضر لكن بقيود.. اهمها لا ننجرف بالمشاكل.. يعني كون ان رجل اجنبي في بيتنا ويعلمني هذا شي طبيعي للغايه بأسم التحضر و التمدن و التعليم.... ووعدني ابوي بس اخلص الجامعه هنا ماعنده مانع يخليني اسافر وين ما ابغى اكمل دراسه ...
ردت سكتت شوي .. متوقعه تفاعل من حليمه.. الا ان حليمه كانت مكتفيه بالأنصات فقط.. وسناء مخنوقه تبغى تفضفض وتتكلم فكملت :
على عكس امي.. تطلقت واني عمري 4 سنوات،، لأن ما عجبها حال ابوي و تحرره الزايد في نظرها.. .. وظليت مع ابوي ..كنت اكتفي بزيارات ليها متقطعه اسمع منها النصايح و الكلام و اطلع من عندها ولا كأني سمعته... امي كانت عايشه مع خوالي ماكانو يحبو ابوي ولا يحبوني ويتضايقوا اذا جيت لأمي ...
شوي صارت تسرع في الكلام بشكل متقطع و مع صياح:
وفي يوم طلبت من ابوي يجيب ليي مُدرسة انجليزي خصوصيه .. اخويي مو احسن مني بشي .. واني ابغى اقوي لغتي خصوصا ان المناهج الجامعيه صعبه عليي و حاطه في بالي باسافر امريكا بعدين .. ماتوقعته ببساطه يقول ليي تحجبي وخل مدرس اخوش يعلمش .. وهو صدق شاطر و مابقدر احصل ليي مدرسه بهالسهوله


في البدايه كان مؤدب ويايي ما يرفع عيونه عن الكتاب وهو يشرح اليي .. لكن بعدين... و شوي شوي بدى يفلها... خصوصا لما يتعب اخويي من الدروس ويتركنا يلعب او ينام او يسوي أي شي .....
وترتفع همسات سناء وبحسره :
كان يتحرش فيي واني كنت ما ادري .. مأملتنه بالغلط .. واثقه فيه وفي نفسي مابسوي شي معاه..
اكذب عليش اذا قلت الش اني ما تعلقت فيه .. كان شكله حليو.. و خفيف دم وسوالفه تضحكني... وكنت زي الهبله اضحك واسولف وياه و اشكي له همومي.. لحد ماجى داك اليوم...وكان آخر يوم لهالحيوان معانا .. كنت على نياتي وهو استعطفني وكان خلاص بيرجع بلده بس قبل لا يرجع قال يبغى يطلعني خصوصا اني كنت مكتأبه على شان بيتركنا !
حليمه تهمس اخيرا :
ــ في كل خلوه بين اثنين .. الثالث شيطان... والشيطان يزين القبيح و يميت الضمير...فصار اللي صار صح.. ؟؟؟
سناء انفعلت من كلام حليمه.. اللي كانت ساكته طول الوقت ولما تكلمت نثرت على جرحها ملح.. وبقهر وصياح:
ــ اني صدقته ببراءه وغباء.. طلعت وياه . موعلشان اسوي شي شين.. ابدا ماكنت متوقعه... و ابويي كان مايدري .. حجتي اني بروح ازور امي..وصار اللي صار .. غصب عني غصب عننننني...
شوي ارتفع صوت سناء وصارت تضرب في خدودها وهي تصارخ وتصيح:
ــ في مكااااااااان ماحد حولي فيه.. مهما صرخت مهما استنجدت ما احد بيسمعني...
المشرفات صارو يصرخو على سناء ويأمروها تسكت فيه مريضات ثانينات واذا هي خلاص مافيها شي بيرجعوها للعنبر .. ونادو على الممرضات يشوفوها ويشوفوا امرها.. و سناء مستمره في الصراخ وضرب روحها:
ــ ما اوتعيت الا اني في مستشفى و الصيحه قايمه وحالتي حاله ..لقتني الشرطه بعد مابلغ ابويي .. اني اختفيت اكتشف اني كذبت عليه وماني عند امي.....والشرطه يوم لقوني استلموني تحقيق.. ومن المستشفى للمحكمه.. بتهمه
ويزيد الضرب لدرجة تورمت خدودها:
خلوة غير شرعيه..... و ابويي تبرى مني..و خوالي كان ودهم يذبحوني ..
وتصير تشد في شعرها و تنشره .:
ــ ياليتهم ذبحوووني واسترحت.. يااااليتهم ذبحوني
حليمه مذهوله مره من سناء و من موقفها وسالفتها...
والممرضات صارو يربطو سناء في السرير من اياديها ورجولها .. لأنها قلبت الدنيا فوق تحت.. وضربوها ابراه مسكن.. هدأت على اثرها ونامت...




وفي المستشفى اللي يتواجد فيه شهاب ومرته وولده..
شهاب نايم في غرفة الأنتظار سند راسه عالجدار .. صحى على صوت اناس يعرف اصواتهم..
فتح عيونه والتفت لقاهم حسين وعباس .. و ممرضات وممرضين شايلين بشير على سرير متحرك و امينه ماسكينها تزحف للطوارئ ..
قام ليهم منذهل:
ــ بسم الله الرحمن.. خير ان شالله.. ويش صاير
عباس منفعل :
ــ ولد الذين سيفوو ماقصر كسر عافيتهم....
وجلسو مع شهاب في الأنتظار .. يونسوه شوي مدة وصلو المستشفى...و يسولفو...


وفي صباح اليوم التالي ....
عيسى مع عمال وايد واقفين قدام بيته اللي هو بيت عمه حاليا .. ينتظروا اوامر رئيسهم في البدء بالترميم والأصلاحات...
يتأمل البيت من برى .. وفي قلبه خوف..
خوف من الماضي..
خوف من الحاضر..
وخوف من المستقبل ...
طلب منهم رئيس العمال بداية ينقلو رمل موجود في بداية المزرعه الى جهة البيت ليباشرو العمل..
مسك عيسى العربه و صار يمشي مع العمال في انحاء المزرعه.. الى ان وصل الى بدايتها.. وهناك كان اثر لصندقه قديمه مابقى منها الا جدارين خشب متهالكين...
وقف بالعربه و الذكريات تاخذه وتوديه.. يحس يسمع انشودة امه قبل لا ينام...مع ان ذاكرته مشوشه في هالمكان اللي ما يذكر فيه غير البرد والتعب و الجوع والمطر
يذكر كل لحظه تعيسه في حياته وهو ابو 5 سنوات اول ما اوتعى للحياه وفهم معنى انك تكون مظلوم...ومع هذا مايذكر تفاصيل وجه امه ... كل هذا من شدة التعاسه اللي صايبتنهم في ذاك الوقت.. حرمته يتأملها ويذكر أي شيء عدا انشودتها الدافيه..


وتتردد في مسامع عيسى كمالة حكاية خالته ام علوي..:
ــ بعد فتره مرض عمك ابو سلمان مرض ﭽايد ظل بفراشه لمدة شهر .. مافاد فيه لا مستشفى ولا طب شعبي ... لحد ما طلبت منه مرته يروحو لمشعوذ وهالمشعوذ اكد ليهم وجود سحر في بيتهم و اتهم امك انها عملته لجل تبغى تتحكم في عمك وبعدها تفرقه عن زوجته وتاخذه هي اضافه للحلال الكبير اللي تركه ابوك ليكم .. نبشو البيت ولقو فيه سحر... ..فطردكم عمك و عشتوا بصندقه بالمزرعه ,, ما تجزيكم لا عن حر ولا برد ..ترجيت امك تجي تسكن وياي من قبل لا يتوفى ابو علوي لبعد وفاته وهي معانده تبغى تثبت انها بريه من كل تهمه تهموها اياها وتبغى ترجع حقكم... لكن ايييه ياولدي.. الله اخذها قبل لا تحقق مرادها....
نسمات هواء حاره تطير رملات المزرعه حوالين عيسى اللي ظل يتأمل الصندقه .. ويحس بالوجع من الم الذكريات...
ومن هالتهمه القويه الملفقه لأمه وهي سيده بنت رسول الله..مغلوبه على امرها.... ليش اتهموها.. وعلى أي اساس ؟؟
وهالمشعوذ من وين جاب هالكلام..؟؟؟ كل شكوكه تتمحور حول مرت عمه.. الا ان ويش الدليل اللي يثبت هالشكووك؟؟؟


الى الملتقى

Princess
05-07-2011, 11:25 PM
الفصل الثامن .........................

بعد ثلاثة ايام ..
... و في سياره حسين ابو بدر و اهله...طالعين من المستشفى وراجعين للبيت...
بدر منسد راسه على كتف امه شابح بعيونه ورجوله مغطيه ...و في حضنها صلاح اللي كان فيه الصفره فظلت معاه بالمستشفى بما ان بدر لازال موجود ويتعالج...
وقدام.. ابو بدر مسند راسه على النافذه .. و حسين كل شوي يلتفت يطالع فيه ومو عارف ويش يقول له خصوصا ان بدر وامه ما درو باللي صار..ويصير حسين يتذكر كلام الدكتور لشهاب:
ــ والله يا ابو بدر مانا عارفين شو نقل لك ،، وانت لازم تكون رِجال وتؤمن بقضاء الله وقدره .. ابنك حروقه كانت قويه قدرنا نعالجها نسبيا بس ضررها كان كتير ... ورجله اليمين صارت قفداء ...
شهاب الكلام نزل عليه مثل الماي الحار :
ــ ويش.. ويش تقول؟ ويش قفداء؟
ــ هيدي حالة مرضيه تكون عادة وراثيه وتجي احيانا من الحروق الشديده تخلي قدم المريض منعوجه بزاويه تختلف حسب الأصابه.. الأعوجاج هيدا ما بيخلي المريض يمشي بشكل طبيعي , يعني تقدر تقول صعوبة في المشي او عرج شديد .. ( لمن يرغب مراجعه قوقل للتعرف على هذا المرض بشكل اكبر ( القدم القفداء ... او القدم الروحاء ... club foot )
حسين في خاطره:
ــ الله يكون بعونك ياخوي ويفرج عنكم ..
ويوصلهم للبيت .. نزل ابو بدر من السياره وصار يطالع في محله متفاجأ ما كنه كان محترق غاب عنه فقط ثلاثة ايام ظل فيها مرابط مع ولده مو قادر يخليه.. وكان حسين يروح ويجي عليه ويوفر له أي غرض يحتاجه و الحين رجع ويلاقي محله نظيف و مبني بطوب و مرتب ومو ناقصنه غير الخضره..
وقف يطالع فيه والتفت لحسين اللي كان يطفي السياره ونزل منها .. ودموعه محتقنه في عيونه وفي باله:
ــ ماحد غيرك يابو بشرى...
ابتسم يداري حزنه الممزوج بالإمتنان :
ــ ابو بشرى ...
حسين التفت له بملامح هاديه وابتسامه ..
ابو بدر بصوت متقطع يحاول يداري غصته:
ــ مشكور ياخوي .. مشكور على كل اللي سويته .. الله يحفظك ويطول بعمرك و ينولك كل مراد..
ولا شعوريا صارت دموع شهاب تتناثر .. هو من الهم اللي فيه على ولده.. هو من احساسه بالذنب و المسؤوليه بشكل كبير عن اللي حصل كون الحريق بسبب اهماله.. هو من امتنانه لحسين و اخوه و عباس لوقفتهم وياه ..
حسين توجه ناحيته وفتح له ذراعينه وحضنه:
ــ افا ياخوك .. الرجال ما تصيح... وبعدين مو بس انا.. انا واخوي ابو علي .. وعباس .. واستاذ عبدالحميد .. كلنا تشاركنا.. وتعاونا..
ــ ويش اسوي .. غضب عني ماقدرت.. الله يخليك ويحفظك و يخلي اهل الفريق الطيبين
صار حسين يمسح على ظهره:
ــ الجيران لبعضها .. فضفض اجل وطلع كل اللي فيك.. لام الله اللي يلومك...
زينب بالسياره ماقدرت وصارت تصيح...
في حين بدر يطالعهم بعيون متألمه .. و حزن بداخله يتأمل في رجوله المغطيه ويحركها مع احساس بالألم والحراره فيها...
نزلت زينب من السياره ودخلت بيتهم اللي طلعت منه وقت الحادث بدون ماتقفله ولا تدري عنه ويش صار عليه...
الا تتفاجئ في الحوش كراتين برتقال و تفاح وموز .. !
وريحة البيت بخور..
دخلت غرفه القعده لقت منام مرتب وجنبه منام ثاني صغير لطفل مغطى بعرشة تول ، وجنبهم قُفه فيها ريحان وحلاوه ،
ابو بدر دخل الحوش وهو ماسك بدر وتفاجأ من اللي شافه ودخل الغرفه .. جلس بدر على المنام ووقف شهاب جنب زينب اللي دموعها كانت تتناثر... يطالع في المكان وبأبتسامه:
ــ هالجيران نعمه... أي والله مافيه منهم ..
راح المطبخ بيشرب ماي .. الا يلاقي صفرية فيها عيش و دجاج .. وشوي الا يسمع صوت بدور دخلت الحوش وهي تناديهم بفرح.. :
ــ اماااه.. يبه.. بدررر.. جيتوووو
ودخلت الغرفه لأمها على طول وبالأحضان... و طلت على اخوها صلاح وهي تتحمق بدلاعه وتبحلس عليه :
ــ ما امباك.. ولد.. مو بنيه.. خساااره ..ههههه صاير لونه زي ابوي مو زينا..
تضحك زينب على سوالفها و تتأملها وتتأمل الثوب اللي عليها باين انه جديد ..وقلادة ريحان.. صارت تمسح عليه وتتلمسه بدموع تخفيها ابتسامه :
ــ مين وين لش هالفوب امي؟ وهالقلاده
بدور بسعاده:
ــ الفوب من عند خالتي فاطمه ام بشرى .. و القلاده من عند خالتي ام عبدالله... نمت وياهم ولعبو وياي علي و جعفر ومحمد ومهدي و اليوم الصبح جو بيتنا ونظفوه هم مع خالتي فاطمه و خالتي ام عبدالله وخالتي كريمه جابت منام الدادو ، و خالتي فاطمه سوت الغدا و جعفر وعلي جابو التفاح و الحوايج ، و مريم خالتي جابت الحلاوه والريحان..
زينب تنهدت وابتسمت بأمتنان:
ــ غدى بعد طبخو.. جعل درب السعاده دربهم والله يوفقهم ويعطيهم على قد نياتهم ياكريم
حطت صلاح في منامه وغطته بالتول وقامت لأبو بدر المطبخ ..
التفتت بدور لبدر ، اللي كان ساكت طول الوقت ورجوله مغطيه بالشرشف .. وقعدت وبعفويه وهي ماتدري حطت ايدها على سيقانه وظلت ماسكتنهم وهي فرحانه:
ــ عندي حلاوه خشيتها لك ....تحبهاااااااااااا..
بدر متألم من مسكة اخته بس مو عارف ولا هو قادر يقول ليها اللي فيه لأن لازال مو مستوعبنه وهو حرق ومو قادر يطالع شكل رجوله.. مع انه ما كان يدري بسالفة قدمه يفكرها فتره بس مؤقته بمجرد ماتخف الحروق راح تعتدل..
ظل عاقد حواجبه ويطالعها وهو مبتسم لين ماشالت اياديها ووقفت تحوس في مخبى ثوبها وطلعت شكلاتة الكور اللي يحبوها ثنينهم وفتحت عيونها بقهر وشوي تصيح:
ــ ترصعووو.. ماني .. ذااابو...
بدر يحس نفسه مخنوق وبيصيح.. يذكر اول امس وهو في البقاله ويشتري الشوكولاته والحلويات وقلبه على اخته كأنه من سنه هاللي صار مو من ثلاثة ايام من شدة المواقف اللي مر بها ..
ويمد ايده ليها وبصوت مبحوح:
ــ عادي جيبيها ..
ياخذها ويصير يفتحها وهي ذايبه ويحاول ياكلها بغصه...
في حين بدور راحت غرفته بتحط الباقيين فيها لتتفاجأ بكيس على منامه فيه هالشوكولاته وبهلوان وبفكي و جبنة البقره الضاحكه وكورة لعب..
حملت الكيس وراحت لبدر:
ــ بدر... من وينا دا؟
بدر يطالع في الكيس ومحتوياته.. ويتذكر انه رماه عالأرض وتنفر وانه من الربكه داس اللي فيه
ــ جيبيه باشوف..
وياخذه ويصير يتفحص محتوياته مبين عليهم نظيفين ماهم الأوليين وملمومين من الأرض...
وشوي انتبه للكوره مكتوب عليها :
( سبع ولد السبع )
بدر ودموعه صارت تتقاطر داخل الكيس:
ــ هذا من عند عمي عباس .. من عنده...

في بيت استاذ عبدالحميد ,, جسوم على باب غرفة امه وابوه يتصوخ كلامهم
عبدالحميد:
ــ الله يكون بعونهم .. وبدر مايندرى ويش صار على سيقانه له وحشه بالمدرسه وكل الأساتذه يسألو عنه .. الله يفرج عنهم
كريمه:
ــ يالله ياكريم .. اني بكره بروح مع حسينه نزور امه ونتحمد ليهم بالسلامه ونبارك ليهم ماجاهم خلهم يرتاحو شوي اليوم ..
ــ ايه زين تسوي... انا توي شايف ابو بدر من ساعه ومتحمد له بالسلامه .. ويوم اسأله عن حالة بدر قطع افادي جوابه .. الحروق اللي فيه ماهي هينه وقت الحادث يوم نغطيه .. يقول ابوه قدمه تضررت وانعوجت و بيعرج الحين طول عمره .. الله يكون بالعون ... حسبة ولدي والله مافيه منه. ...
ــ ياعلي.. انا لله.. الله يفرج عنهم
جاسم في باله وكاسر خاطره :
ــ ياعلي.. احترق بدر... رجوله احترقت...وبيصير اعرج..!!
وتقطع عليه الأفكار اخته جنه بصرخه تبغى تخلعه وتضربه على ظهره :
ــ وواااااااااه
وينقز منها ويشهق شهقه ويقعد يسب فيها :
ــ آآآآآآآه .. انتين جنه.. انتين نار وحريقة ضو حرقتش ...
ــ هههههههه ماحد قال لك تتثوخ .. والله التثوخ حرام و المثوخين يروحو النار .. ويدخلو في اذونهم اثياخ حديد تدخل من دي الأذون وتطلع من دي الأذون..
ــ انا اللي باصيخش بكف وطراق.. انقلللعي
الا يفتح عبدالحميد الباب:
ــ ويش صااير ؟؟ ويش فيكم...
جاسم يطالع في جنه بترجي انها تسكت ..:
ــ مافينا شي .. نلعب..
ــ العبوا بأدب واحترام... مو بطراقات وكفوف .. تفهم لو لا
جاسم بأدب وخوف:
ــ ان شالله...
مامداه عبدالحميد بيطلع من البيت الا يرجع يلتفت لجاسم:
ــ اسمع.. من اليوم لا تأذي بدر شهاب.. ولا تتعرض له بسوء .. الولد مريض ومافيه شدة مشاكل من صوبك .. تفهم...
جاسم :
ــ ان شالله...
وطلع عبدالحميد من البيت ..
جنه بتساؤل: ــ شيه... ويش فيه؟
جاسم وهو مفتح عيونه ويفكر: ــ رجوله صارت تعرج لأنه احتررق
الا كريمه صافقتنه على راسه من ورى:
ــ ويش درااااك وابوك حده قال لك انه مرررريض
جنه بأبتسامه عريضه:
ــ لأنه كان على بابكم يتثوووووخ
كريمه تمسك اذون ولدها وتفرها وهو يناقز :
ــ اني هالأطباع الخايسه اللي فيك باقبعها .. هالأذون بشلعها حق تتعلم تتصوخ ورى البيبان..
ــ آآه .. خلاص خلاص والله مابتصوووخ....


<<<<<<<<

Princess
05-07-2011, 11:25 PM
جعفر يتمشى في ديره قريبه من ديرتهم .. يدور له شغله او أي عمله يسترزق منها .. من دكان لدكان بعد ما افلس من ديرته .. ومو لاقي .. وبين ماهو يتمشى وفي احد الزرانيق وبين ماهو بيطلع منه الا يشوف ابو جابر طالع من احد البيوت هناك هو من شافه اختلع ورد دخل الزرنوق وانخش فيه ..
لين ما تعدى ابو جابر الزرنوق وما انتبه لجعفر .. اللي كان واقف ويفكر متيبس ومو عارف ويش السالفه وفي باله:
ــ ويش جيبه هنا؟ وهذا بيت مين؟
الفضول صار يشتغل بالقوه في راسه ... وقف قدام البيت اللي طلع منه ابو جابر وطق الباب..
وفاجأه صوت مألوف مر عليه من قبل :
ــ مييين ؟
جعفر وبأرتباك:
ــ ابو جابر هنا...؟؟
ــ لا طلع من شوي ..
وتفتح الباب وتطل عليه لا حيا ولا مستحى .. وتتفاجأ لما شافته ويتفاجئ هو الثاني
هي من شافته وعرفته .... صكت الباب بسرعه وصارت متسنده عليه وهي متصروعه:
ــ اويلي مايدري ابو جابر الا يتركني عاد اني المستفيده منه الحين .. اففف ويش هالنايبه....
في حين جعفر ظل واقف مو مصدق اللي شافه ويفكر في باله:
ــ هو متزوج 4 .. ليش طلع من عند دي؟؟ و دي بالذات عاد....!!

صار يمشي بنفس الشارع اللي فيه هالبيت لين صادف مرأه ضبعه تتمشى جايه قباله...
بلا وعي ومن زود لقافته .. :
ــ قواش الله ياخاله..
ورفعت الضبعه راسها وصارت تطالعه على جنب وهي بنص غطا
ــ الله يقويييك بالعافيه..
ــ بسألش هذا بيت مين ؟
واشر على البيت اللي طلع منه ابو جابر .. ولا يشوف الا الضبعه بنبره منقرفه تمسك طرف شيلتها وتنفضها وتمسح على راسها :
ــ ويييي .. لمسنا الصوف والشر عنا مصروووف.. ويش تبغى ياولدي تسأل عن هالبيت ... اعوذ بالله .. شكلك منت من هالديره ؟؟.....
ــ ايه مانى من هنا.. .. و شفت واحد اعرفه طالع من هناك واستغربت..
الضبعه ومبين عليها خوش وحده حصلها جعفر للأستجواب.. وتحب تتكلم وايد:
ــ ايييه .. هذا صيدتها الجديده ... والله ياولدي هالبيت لو الود ودنا شلعناه من هالفريق ورميناه في البحر باللي فيه ..ويش نتأمل منهم غير البلاوي .. الأبو دقاق موزيقه .. ( موسيقى ) ,, و اولاده لا حسيب ولا رقيب واحد منهم توه ماخذينه السجن حرامي .. والفاني مو كافي الناس شره. .. وبته .. اعووذ بالله اعوووذ بالله..
جعفر متصروع من الضبعه اللي ماوقفت وهي تنفض تنفض في ثيابها..وبكل جرائه تقول له:
ــ.. استغفر الله .. استغفرررررررر الله.... بته ماتستحي يا ولدي ... هي معروفه في ديرتنا وحتى برى ديرتنا انها ×××× مايندرى عاد يقولو ... عاد يقولو الناس.... ولا يندرى صدق لو لا .. يقوووووولو ... تابت وصارت تاخذ متعه بس .. وماميش غير رجال طالع كل مابين حزه والفانيه ورجال داش .. عاد كلهم شياااب ومبين عليهم الخير والنعمه.. يالله سترك..
جعفر جاه عوار بطن... ابو جابر يعني معقوله ماخذها متعه.. وعنده 4 حريم...
صار يمشي في داك الفريق وهو يهلوس ويضحك :
ــ القهر ابوي يدافع عنه.. خخخخخ ياربي مانى قادر.. رجال يالله على وحده.. ورجال ماتكفيهم 4 .. آآه بطني خخخخخخخ قالها ابوي عنده خير ونعمه خله يستانس.. بس مع دي عاد.. ويييععع.. لاعت شبدي..

وعلى حظه بين ماهو يتمشى لقى له شغله في بقاله بعد ماسفر راعي البقاله الهندي اللي كان فيها... فتعاقد معاه وبيبدي يشتغل من اليوم ...

في المستشفى .. تم تحويل بشير للطب النفسي .. خصوصا بعد ملاحظة تصرفات غريبه ومتناقضه منه اثناء فترة علاجه ...
الدكتور يسأل امينه عدة اساله حول بشير قبل التأكد من حالته...
ــ هو كان بيجبر نفسه عالدراسه مع كدا كان بيفشل وبيرسب دايما و ترك الدراسه على شان كدا والا لأ؟
امينه:
ــ ايه..
ــ بيميل للأنعزال عنكم والأنطوائيه وما بيتكلمش كتير ..
ــ لا هو كان قبل 11 شهر تقريبا يتكلم بس صارت حادثه خلته يمتنع عن الكلام طول هالفتره وتوه بس تكلم صار اللي صار وياه ..
ــ طيب خلينا قبل الحادثه دي .. كان بيتكلم بشكل طبيعي.؟ والا كان بملل ورتابه ونبرة الصوت هِيا هِيا ما بتتغيرش يعني ؟
ــ صح..
ــ ما كانش يعطي تعابير انفعاليه لكل حاقه بشكل سليم يعني اللي بيخوف واللي بيدحك واللي بيبكي كلها بتخلي له رد فعل واحد..
ــ احيانا.. حتى كان اخوه يسميه الحجر..
ــ مابيخفش منكو انتي وابوه .. مابيخفش من أي حد .. و عليه تصرفات غريبه تخليكي تفتكري انه حاقد .. واحيانا توصل فيه للعنف والضرب..
امينه بأنفعال:
ــ لابالعكس يخاف من ابوه يموت من الرعب منه...
ــ متأكده؟
سكتت امينه شوي وتذكرت هوشاتها مع سيف على موضوع زواج حليمه ومن طرف حليمه وتدخل بشير العنيف و مواجهته ابوه...وبتردد قالت:
ــ احيانا.. كان يفاجئنا بردود افعال عنيفه تجاه ابوه .. بس بعد حالة الصمت اللي صابته صار يخاف من ابوه بشكل مو طبيعي وما كأنه كان بشير اللي قبل ..
ــ طيب النظافه الشخصيه ..؟ عامل معاها ايه..
امينه ارتبكت من هالسؤال وماعرفت تجاوب...
الدكتور حس عليها:
ــ طيب حأؤل لك اعراض وانتي أولي ايوا أو لأ .. هو ما بيتسحمش الا لما بتؤولو له .. وبصعوبه.. وما بيهتمش بنظافة هدومه..
هزت امينه راسها بالأجابه .. نعم ...!!
اسأله اخرى كثيره .. صار يطرحها الدكتور على امينه وكانت اغلب اجاباتها نعم... ليكون تشخيص الدكتور لحالة ولدها مثل الصاعقه ...
ــ واضح انو معاه انفصام شخصيه.. ان ماكنش وراثه من احد عندكو.. فهو نتيجه عوامل نفسيه وتربويه اجتماعيه.. خليكو جنبه على طول وطمنوه وادعموه.. ماتخلهوش لوحدو .. وحاولو أد ما تأدرو تبعدوه عن أي توتر او قلق ...لا تتطور حالتو ويبأى يهلوس ليكو ويسمع حاقا تغريبه ما تسمعوهاش مثلا او يشوف اشياء انتو ما بتشوفوها... . انا راح اكتب له ادويه ينتظم عليها.. وخليه ينتظم بمواعيده عندي وان شالله خير...

طلعت امينه ماسكه ولدها بشير .. اللي من اول مادخلت معاه قسم النفسي حست بالخوف ...
صارت الأفكار في بالها تروح وتجي:
ــ ولدي مو مجنون.. ولدي مافيه شي ... ولدي مافيه الا العافيه.. حسبي الله عليك ياسيف .. حساب عسير ...
وبين ماهي طالعه من المستشفى .. صادفت في طلعتها ناصر وفهيمه وولدهم فيصل .. في سيارتهم قاعدين يتناقشو .. ماحبت انهم ينتبهو ليها انها طالعه من القسم النفسي .. واخذت بشير بسرعه بعيد عن انظارهم و راحت تدور تاكسي...

في ذاك الوقت كان ناصر يتجادل مع فهيمه في السياره..
فهيمه:
ــ يعني شنو من صجه هالدكتور اللي حولنا . ولدي مو مينون على شان نييبه للنفسي .. انا قايله لك خلينا نروح لملا يقرى عليه قرآن والا شي .. مو نييبه هنيه يلعبون فيه..
ناصر بعصبيه:
ــ اوهووو .. والآخير وياش.. يعني كل من دخل النفسي مجنون بنظرش.. اعقلي وخلنا نشوف دبره لهالولد قبل لا تتطور حالته ويقتل روحه...
شوي الا فيصل يقول:
ــ ابغى الحمام..
فهيمه:
ــ اصبر شوي الحين بنوديك..
وترجع تتناقش وتتهادر مع ناصر
في حين فيصل يكرر طلبه ... يبغى حمام..
آخرتها ماسمعوه الا يصرخ فيهم:
ــ ابغى حمام.. يا××××× .. يا×××× .. يا ××××××××
ماخلى عليهم سبه من العيار الثقيل
ناصر شب ساعتها حريقه في فهيمه:
ــ هااااااا سمعتيه ويش يقول ... انا في حياتي ماقلت هالكلام .. وهو يقوله..
ويدور لفيصل وهو يحاول يهدي اعصابه عليه:
ــ بابا ليش تقول هالكلام... ؟
فيصل ببرود:
ــ أي كلام..
ناصر مو قادر يعيده :
ــ الكلام اللي مو زين..
ــ انا ماقلت شي
ناصر صار يمسح وجهه بكفه يبغى عصبيته تخف ماوده يصرخ على فيصل وهو يدري اللي فيه حاله نفسيه عجيبه ...واضطر يعيد سبه من سبات فيصل .:
ــ ليش قلت لينا ×××××
ــ ماقلت.. والله ماقلت...
وصار فيصل يصيح
ناصر بقهر في فهيمه:
ــ ها شفتي..!! وتقولي ماتبغيه يتعالج.. اقول خليش بالسياره لا تنزلي .. امشي فيصل بوديك حمام
ونزل وياه .. فهيمه منقهره ومعصبه وماهي مشتهيه تدخل هالمستشفى .. نزلت وكفخت الباب ... ولحقتهم...


في بيت عم عيسى ...
عيسى يحاول يستدرج رئيس العمال بالأسئله..في وقت راحتهم
ــ الا وين صاحب البيت ماشفناه للحين؟
ــ انا ماشفته الا لما تعاقدت وياه على شان العمل.. و حسب اللي سمعته من ولده انه مسافر مع اهله بهالوقت يتعالج برى بس عن ويش مادري..
ــ امممم.. الله يشافيه..
ــ ليش يعني تسأل عنه..؟؟!!
ــ لا بس جاني فضول اشوف راعي هالبيت... ما شالله كبير وواسع ويستاهل يترمم ..
ــ ايييه.. هذا القول .. بس تصدق صاحب هالبيت انا اعرفه من زمان بس واحد ثاني وبأسم ثاني ومن ديره ثانيه ..سنين ماتلحق من عمرنا والله..
ــ شلون يعني؟
ــ اذكر هالبيت بنيت دوره الثاني انا .. يعني دخلته من قبل ... من سنييين... وكان لواحد بحريني عنده ولدين الصغير اسمه علي الـ... والكبير نسيت اسمه بس عفر سلمان زي راعي هالبيت بس الصدفه العجيبه في الموضوع ان سلمان راعي البيت الحين عايلته غير عايله علي وسلمان اللي كنت اعرفهم وسعودي مو بحريني .. ههههه سبحان الله ثنين يعني سكنو في هالبيت سلمان بحريني وسلمان سعودي .. الله يذكر راعي هالبيت كان طيب وايد..
عيسى بفضول واسأله متلاحقه ..:
ــ تذكر اسم راعي البيت اللي خلاك تبني له؟
ــ ويش فيك ياولدي.. اسالتك غريبه... ايه .. اسمه حسين الـ......
ابتسم عيسى .. وشرد في عالم آخر.. هذا رئيسه يعني بنى الدور الثاني على ايام جده المرحوم .. وماكان يدري ان عمه وابوه اخوان من الأم فلذلك الألقاب مختلفه..وفوق هذا ابو عمه سعودي وابو ابوه بحريني.. فما يدري ان سلمان اللي يعرفه وهو صغير نفسه سلمان راعي البيت الحين..
عيسى وسؤال استغرب منه رئيس العمال:
ــ كيف صار البيت لراعيه الحالي... وين راحو اللي ساكنين فيه من قبل؟؟؟
ــ لااااا.. اليوم فيك شي .. ويش تبغى تعرف بالضبط؟؟؟
ــ لا بس تقدر تقول لقافه.. البيت حسيته صدق ماسكنته عايله وحده ،، مبين عليه ...
ــ ايييه ياولدي راعي هالبيت الله يرحمه مات من سنين وولاده بعد ماتزوجو تركوا البلد... اللي اعرفه انهم باعو ورثهم لسلمان صاحب البيت الحين..
عيسى جاه هالكلام زي الصاعقه.. وهو اللي كان متعلق على رئيسه وكان يحسه خيط الأمل الوحيد اللي بيوصله لحقه...
ــ وين راحو ؟
ــ وانا ويش دراني عنهم..جايز رجعو البحرين...انا خبري فيهم من 28 سنه مايندرى عنهم حيين لو ميتين... خل عنك هالأسئله وقوم مع العمال كمل شغل خلاص انتهى وقت الراحه ..

تبخرت آمال عيسى .. وحس من الصعب يوصل لحقه .. خصوصا ان الناس شكلها اغلبها في بالها نفس القصه اللي قالها رئيس العمال... وعلى قولة خالته ام علوي:
ــ جدك كان من البحرين ياولدي وجدتك كانت من ديره ثانيه مو من هالديره وما سكن في هالبيت اللي كان دور واحد الا بعد ما تزوج جدتك وشراه عن حساب ليها.. . وبعدين بنى الدور الفاني... . هالبيت بزراعته في اطراف الديره فصاير بعيد ومعزول عنها.. ماكان جدك يخالط اهل هالديره فقليل اللي يعرفوه ومعرفه مو لهناك. كان اغلب وقته مسافر للبحرين وماتنزلوا البلد الا ايام اجازات المدارس على وقت ماكان ابوك وعمك يدرسو .. ما استقريتو الا لما تزوجو ابوك وعمك... وكان تبغى تسأل عن جدك اسأل عنه في البحرين جايز تلقى لك اجوبه.بما انها ديرته.. وجايز تشوف اعمامك او احد يقرب لك هناك.. . اما من احد هنا .. فما يعرفوا الا امك الله يرحمها...
ياولدي ويش بيدي عليك.. ولا شهادة ميلاد لك.. ولا جنسيه لا سعوديه ولا بحرينيه... اني وامك المرحومه ماندري هل عمك سوى لك شهاده بدل ابوك المرحوم.. والا ماسوى... نناديك عيسى علي حسين الـ.... ,, كذا بس بدون اوراق تثبت هالكلام.. اني كل خوفي حتى لو رحت تدور على اعمامك لو قرايبك مايصدقوك وماعندك دليل.. اذا تحبني وتبغى شوري خليها على الله هو العالم وينتقم لك من اللي ظلموك.... والله ياولدي خايفه عليك اني خلي عنك هالسالفه ودحنا عايشين بخير ونعمه بدونهم... و ارد اذكر وصية المرحومه لي انك تجاهد ورى حقك وتاخذه بيدك.. والله ماني عارفه ويش اسوي ...

عيسى في باله..
ــ لازم اروح البحرين واسأل عنهم هناك.. لازم..بس خلني اوفر تكلفة سفرتي..
( في ذاك الوقت لسا جسر البحرين ما فتحوه .. والسفر بين البحرين والسعوديه بحري.. ويحتاج مصرف )


في احد المزارع... هيثم وفي حاله عنيفه من السكر.. ماسك شنطه و قدامه باسم ..
ــ تووقع.. ويش داخل هالشنطه ؟؟؟
باسم مرتبك:
ــ ويش يعني ؟ شي يخص نذير؟
ــ لالا.. ايييه... يعني تقدر تقول .. نص نذير .. ونص نذير ...
باسم عارف ان هيثم مو صاحي فيحاول يجاريه:
ــ اجل ويش..
ويرمي هيثم الشنطه على باسم...
اللي من فتحها .. شاف داخلها خلقه فيها دم .. و ملوت داخل الخلقه ....... سكين !


الى الملتقى...

Princess
05-10-2011, 12:06 AM
الفصل التاسع .................


في احد المزارع... هيثم وفي حاله عنيفه من السكر.. ماسك شنطه و قدامه باسم ..
ــ تووقع.. ويش داخل هالشنطه ؟؟؟
باسم مرتبك:
ــ ويش يعني ؟ شي يخص نذير؟
ــ لالا.. ايييه... يعني تقدر تقول .. نص نذير .. ونص نذير ...
باسم عارف ان هيثم مو صاحي فيحاول يجاريه:
ــ اجل ويش..
ويرمي هيثم الشنطه على باسم...
اللي من فتحها .. شاف داخلها خلقه فيها دم .. و ملوت داخل الخلقه ....... سكين !
باسم ماسكنها بيده وهو مختلع:
ــ ووويش دي ؟؟
هيثم يضحك عليه:
ــ هذي ... هذي عودة اسنان...ههااااي.. حلوه صح..... سكين دي بعد ويش؟
ــ سسسكين ويه.. ودم مين اللي بالخلللقه...؟؟
ــ ايييه.. هذي الله يسلم عمرك.. السكين اللي انقتل فيها اخوك...
ــ هااا.. شلون..؟؟ ويش جيبها عندك...
ــ ههههههه .. شوف .. انا رجال ماحب اللي يتنازلو بكلامهم ولا احب الوعود الخرطي... واخوك نذير وعدني وعد و لما ما وفاه انقتل..
ــ يعني انت اللي قتلته؟
ــ لا..انا.. اعوووود بالله... مو انا...
ــ بشير اخوي يقول هو اللي قتله... مين الحين انت لو بشير .. ولويه بشير قال هو ..؟ ولويه حليمه بالسجن..
ــ هههههه ايوااا يعني صدق كان بشيررر... امممممممم... و اساسا صرت الحين انت القاتل بعد...
باسم فتح عيونه:
ــ هااا.. ويش دخلني..
هيثم بدى يدخن سيجاره:
ــ شدخلك.؟؟!! . ماسك السكينه بيدك وويش دخلك.!!! بففففففف خخخخخخخخ . غشيم. لو تتغيشم . الحين بصماتك عليها..يا اثول..
رمى باسم السكينه وهو ميت من الرعب..:
ــ مادخلني انا.. ويش دراني.. مين اللي قتل نذير ؟؟ شداب انت .. من وين جبت هالسكين..
هيثم يمد السيجاره على باسم:
ــ هونك علي شوي شوي.. خذ لك نفس وروق بالك.. و انا اعلمك..
ــ ما ادخن..
هيثم يمسك خلقه كانت جنبه ويشيل السكين ويرجعها في الخلقه اللي فيها دم ويلوتها ويرجعها الشنطه:
ــ لا تطلع لينا فيها الحين خوش واحد لا اصكك كف اهرهر ضروسك..والعب فيهم تيل .... ما بتسمع كلامي .. هع .. انت الخسران... هالسكين بكره عند الشرطه باوديها و اقول ليهم انت قاتل متسترين عليه من دي عفر 9 لو 10 شهور لويه بعد من دي سنه نقول احسن ..
باسم خلاص مات من الرعب:
ــ ويش تبغاني اسوووي .. بسوووي اللي تبغاه... ارجوك بس لا تبلشني مالي دخل... ما ابغى اروح السجن..ليش تبلشني انا ؟؟
ــ مو شغلي... اخوك وعدني وعد.. واخذ مني فلوس على شانه.. وبعدين انقتل وانخلف الوعد.. اموت انا؟ مايصير ... ابتلش انا.. رووح بس يللا طير ..ههااااي .. والله وطلعت شاعر وانا مادررري ...عجيب هااا...
هيثم يرجع يمد السيجاره:
ــ زين خذ لك نفس اول من هالحليوه بعدين اعلمك ويش تسوي..
باسم اخذ اول نفس وصار يكح كح مو صاحي وهيثم يحده عالثانيه والثالثه.. شوي باسم يحس نفسه صار في عالم ثاني ماكنه بالدنيا..
هيثم يطالع فيه وبنشوة المنتصر وفي باله:
ــ اييه يا نذير .. ماحد قال لك ماتصير قد كلامك .. خلهم يدفعو ثمن خيانتك...
وسأل باسم:
ــ عندك خوات؟
باسم بلا شعور ماهو موتعي على روحه:
ــ خوات.. بس وووحده...
ــ لااااع.. لا تقول المسجونه... مرت اخوك.. ياعيلة العُقد
ــ ايييه..
ــ ههههههه امحق زي شربكة عايلتكم دي ماشفت ولا باشوف... زين عندك فلووس؟
ــ لا من وين لي .. ما اشتغل ...
وينهب هيثم السيجاره من ايد باسم:
ــ ماعندك فلوس ولا خوات.. ويش اسوي بك.. قوم اطلع برى...
باسم وهو شوي موتعي للي صاير :
ــ لالا.. اول شي الشنطه ابغاها... تكفى.. لا توديني بداهيه...
ــ اطلع حمار اذا عطيتك اياها.. روح بس قوم اطلع برى.. اذا جبت لي فلوس عطيتك اياها...
طلع باسم من المزرعه وهو خايف من اللي صار ويحس جسمه متخدر...
في حين هيثم كان مررره مستانس يطالع في السيجاره في ايده وفي باله..
ــ بترجع.. اذا مو عشان الشنطه .. عشان هالحلوه.. انا وراكم والزمن طويل يا ولاد سيفوو...


دخل باسم البيت... لقى ابوه في الحوش قاعد....
سلم وهو ميت من الرعب .. الا يفاجأه ابوه بسؤال:
ــ وين امك؟؟
باسم بخوف:
ــ هااا..
ــ اغيب كم يوم وارجع الاقي البيت فاضي .. وين طست هي واخوك وانت من وين راجع؟
ــ انا .. انا كنت في زريبه .. من صدقاني... امي .. امي يمكن راحت الخردور ويا بشير عنده مواعيد..
ــ ها .. ويش تهربد علي ... و يش تقول ؟؟ مين طاقنك على راسك..
استوعب باسم ان عقله صاير مو وياه.. صار يحاول يركز في كلامه اكثر:
ــ ها.. لا الدختور ..
ــ والله وصارت تطلع بدون شوري وبدون علمي.. هين يا امينووه... لويه...؟؟ ويش طلع وياه بعد .. هالعله...
ــ مادري .. يقولو مرض نفسي .. اعصام .. مدري ويش .. >>> اعصام = امساك..
سيف فتح عيونه مو مستوعب كلام باسم موليه:
ــ اعصام.. خبري به في البطن.. ويش نفسي ومانفسي بتتكلم عدل لو ارنك كف يفقع صماخك؟
ــ لالا.. انفصاام.. مادري مادري..
ــ ومن متى راحو..
ــ مادري..
ــ اذلف اذلللف لابوك لابو امك لابوكم كلكم .. ماينوخذ منك لا حق ولا باطل.. اهبل .. طالع على امك..
دخل باسم غرفتهم يركض وهو مره ميت خوف من ابوه اولا ومن الحاله العجيبه اللي صابته ...
يحس مو حاس بروحه بنفس الوقت عاجبنه الوضع ...
يحس نفسه بيطير وبراحه في جسمه ونفسيته... !!
انسدح على منامه وهو يضحك شوي ويهلوس ويا روحه خايف من السكين شويات.. لين ما غفت عيونه..


في السجن....
ــ نقول لك يا اختي اللي تبينها الحين عندها عملية ولاده .. مانقدر ندخلك عليها..
وتصير امينه تصيح وتترجاهم:
ــ تكفو بتي ماشفتها من 9 شهور.. ارجوكم خلوني اشوفها ...
ــ ماقلنا لك مابتشوفيها بس ممنوع الحين .. اصبري وبتشوفينها... وبعدين هذا اللي معاكي يا اختي مايصير يدخل لهنا.. يبي يزورها معليش يتفضل في انتظار الرجال وراح نستدعيه لعندها بعدين
ــ .اويلي عليش يابتي ياللي انسجنتي وانتين حامل ولا درينا بش.. انتقم الله منك ياسيفووه يوم ماتخلينا نزورها.. الله لا يردك ولا يراوينا وجهك.. اترجاش ارحمي بحالي اني أُم .. لا راعش الله على ولادش.. ولا كدرش عليش لخاطرهم بحال سوء .. ماشفتها من دي 9 شهور .. ماكنت ادري بها حتى انها حامل يوم تدخل.. داخله عليش بالله .. دخلوني الغرفه وياها..
ــ مايصير يا اختي مايصير... يااا محمد.. تعال وصل هالولد لأنتظار الرجال
التفتت امينه لبشير ومسكت وجهه بكفينها وعيونها بعيونه وصارت توصيه:
ــ امي .. روح هناك ولا تخاف.. مابروح محل اني هنا لين تطلع اختك وبس تطلع بجي اخذك ونشوفها زين.. روح امي وياه.. روح..

ومشى بشير مع العسكري لأنتظار الرجال.. دخل ديك الغرفه الفاضيه الا من مجموعة كراسي مابين صاحي ومتهالك.. ونافذه مفتوحه ضوا الشمس داخل منها بشكل كبير و مضوي الغرفه ... بحيث الجالس يعطي ظهره للنافذه ووجهه للباب ..
جلس بشير على احد الكراسي .. المقابله لضوا الشمس مباشره . وصار يفكر .. ويسترجع اللي صار ديك الليله...

يسمع صراخ حليمه... واستنجادها ... وطلبها من نذير انه مايخلي شخص كان ثالث معاهم انه يلمسها...
ويدخل عليهم بشير البيت وركض للحوش ليلقى نذير ماسك حليمه من شعرها وشادنها من ورى يسحبها لغرفه وهي تحاول تفلت منه تبغى تطلع وهو يصرخ فيها:
ــ الفلوووس صرفتها.. وماعندي ارجعهم له... وان مارجعتهم بيشتكي علي وبنسجن. بتسمعي الكلام لو ويش .. وبعدين احمدي ربش تسوي هالكثر والله ماتوقعتش تسوي حتى ريال .. تعااااالي..
وهي تصيح صياح وتستنجد وما ان شافت اخوها بشير قدامها على باب الغرفه صارت تمد اياديها وتصارخ:
ــ بشيررر.. يا اخووووي الحقني ... الحقنييي ...
بشير بأندفاع صار يحاول يدافع عن اخته ويباعد نذير عنها لكنه ابد مو راضي ...صار يضرب فيه بس ابد مو متنازل عن شدها لدرجة قبع شعر من راسها في ايده ويرجع يمسك جزء ثاني منه وهي تصارخ وتقاوم.. :
ــ ولوو بمليووون .. ما يلمسني .. اني ماني بضاعه تنشرى وتنباع على هواااك.. خليينييي
ولا من مجيب... في داك البيت المعزول اخر الفريق قريب المزارع... غير بشير اللي الله جابه وبدل لا يروح يستانس مع اصحابه في المزرعه .. صار مجرم في هالصراع...
خصوصا بعدما استوعب سبب هالشبقه.. ووصلت فيه العصبيه والغيره على اخته من عديم الغيره اخوه حدها.... لا مجال للمقارنه بينهم في داك الوقت ،، طلع السكين من مخباه بعد نزاع طويل مع نذير .. وبسرعه خاطفه طعن نذير 3 طعنات في بطنه .. مع الطعنه الثالثه افلت شعر حليمه وطاح بالحوش غرقان بدمه...
حليمه صارت تزحف من الخوف والرعب ومن الم الطق .. في حين بشير واقف يرتجف بالسكين وعيونه شابحه مو مصدق اللي يشوفه...
ولا يشوفو من هالصريخ الا واحد شاخط من الغرفه منحاش كان متلثم بغتره فما عرفوه وفوق هذا ماهم في وعيهم من صدمة اللي صار...
بشير رمى السكين من ايده وصار يطالع في كفوفه ويطالع في حليمه و خلاص يحس نفسه بيموت من الرعب... وحليمه ماهي احسن حال منه صارت تضحك وتصيح :
ــ ويش سويت.. بشير ...؟ ويش سويت؟؟ قتلته؟؟ بشير .. نذير قتلته...
زحفت ناحية نذير وصارت تهزه وماكان الهز يسوي شي غير انه يزيد الدم اللي كان مثل النوافير ..
حطت اذونها على صدره بلا شعور تبغى تسمع نبضات قلبه ويوم ماسمعته ينبض صارت تهز نذير الميت وتصارخ فيه :
ــ.. قووووم.. قوووووم .. لا تورط اخوووي قووووم
صدى امر .. قوووم.. وكلمة اخوي .. صارت تتردد في مسامع بشير .. اللي رفع ايده وغطى اذاينه مايبغى يسمع شي .. وبين ماهو بهالوضعيه و ظله منعكس على الأرض بفعل الشمس انتبه وراه كأن احد رافع سكين وبيطعنه في ظهره .. استدار وصررررخ


......>>>>>>>>>>

Princess
05-10-2011, 12:06 AM
ارتفع صوت بكاء مولود..... واي جنين كان.. وهو كبر في اجواء السجن ...
وطلعو الدكتورات من عند حليمه للمشرفه اللي كانت معاها امينه ... وخبروهم:
ــ السجينه حليمه الـ... جابت بنت..
امينه ماهي عارفه وقتها كيف تترجم مشاعرها.. هل تصيح والا تفرح... صارت الدموع تتقاطر على خدودها بنفس الوقت شاده على صدرها جهة قلبها.. تحس الألم يعصره...
في حين حليمه بالغرفه مابين الصحوه والأغماء تطالع ناحية بنتها ودموعها تتناثر وفي بالها:
ــ مين كان يتوقع ما تموتي من اول شهر في بطني.. مع طق ابوش.. مين كان يتوقع انش بتعيشي بهالدنيا... ؟؟يالله ترحمها برحمتك وتستر عليها
المشرفه صارت تمسح على كتفها وتواسيها :
ــ مبروك ماجاكم.. الحين تقدرين تشوفينها..
دخلت امينه الغرفه تجر خطواتها .. بشوق..
بألم..
بخوف ..
وصلت لعند حليمه اللي كانت مابين الصحوه والأغماء من شدة التعب... ووقفت عند راسها ... وصارت تمسح على شعرها.. ودموعها قطرات قطرات على جبهة حليمه صارت تنزل... وايدها تتنقل مابين شعر حليمه و جبهتها لتمسح الدموع...
رفعت امينه ايدها الثانيه و حطت عباتها تحت عيونها لتمنع الدمع لا يطيح..
حليمه تبغى تميز الواقفه وبتعب وابتسامه فرحانه :
ــ امااه.. اماااه..
امينه بصوت مبحوح ومتألم:
ــ امي.. خلف ابوي و طوايفي ..
ــ انتين امي... ؟؟ امي؟؟
وصارت حليمه تصيح بلا شعور بعد ما استوعبت ان هذي الواقفه على راسها امها..
.. وامينه وياها تصيح .. موقفهم هذا خلى الممرضات بالغرفه يشاركوهم هالحاله ..
حليمه بعتاب:
ــ وحشتيني اماه... وينش عني ..؟؟ ليش خليتوني بروحي هنا...
ــ مو بيدي يابتي غصبن عني.. لو بيدي كل زياره اجيش ..
ــ من عمي .. عمي ماخلاكم صح..
ــ ماعليش يابتي.. الحين اني جنبش .. لا تتكلمي واجد لا تتعبي..
ــ اماه.. جبت رحمه.. شفتيها..؟؟
خلاص .. بداك الوقت امينه انخرطت في نوبة صياح مرتفع الصوت .. تحاول تكتمه بس مو قادره...
ــ يالله ترحمنا برحمتك... الحمدلله على سلامتش ياغناتي... شيه دريت بش حملتي اني.. شيه دريت
وصارت تسطر في خدودها.. وحليمها تسحب ايدها و تترجاها لا تضرب نفسها والتفتت جنبها على سرير صغير بنتها رحمه .. وصارت تهمس لأمها و دموعها تتناثر :
ــ اماه..طلبتش.. امانه هالبنيه تخليها عندش.. ارحميها من هالزمن ومن هالمكان... اني مايندرى ويش يصير علي .. وويش نهاية امري ... مابغاها تعيش في هالمكان وياي.. خذيها اماه وياش ... خذيها...
امينه صارت تسترجع كلام بشير واعترافه.. وتطالع حالة بنتها و رجاها الحين على رحمه...
وترجع وتتذكر حالة بشير النفسيه المتدهوره...تحترق بين نارين ماهي عارفه تطفي أي نار منهم..؟!
حملت رحمه وصارت تتأملها.. حضنتها لصدرها... شوي الا يسمعو المشرفه جايه ليهم وهي منفعله:
ــ لو سمحتي الولد اللي جاي معاكِ شفيه مريض والا شنو.. روحي له جاني العسكري يقول انه جالس يصرخ بالأنتظار ولا هو براضي يتحرك..
امينه حطت رحمه وهي منذهله.. وحليمه ماهي داريه مين اللي جاي معاها...
وراحت امينه لغرفة انتظار الرجال واللي كان صوت صراخ بشير ينسمع على بعد كذا متر قبل دخولها ..
دخلتها لقته في احد الزوايا منكمش على روحه ويرتجف .. ومن شاف امه صار يزحف ليها ويحضن سيقانها وهو يصيح ويشاهق بخوف مو صاحي:
ــ اماااه... اخذيني.. فيه واحد.. يبغى يقتلني... اماااه
امينه انصرعت والتفتت للعسكري اللي كان هو الآخر مستغرب من بشير :
ــ منهو اللي كان بيقتلك.. ماكان فيه احد هنا غيرك... كيف شكله؟؟ منهو ؟؟
بشير وهو يرتجف والكلام يطلع منه مقطع تقطيع :
ــ طويل .. طويل .. وماسك سكينه.. جاني من ورى .. شفت ظله قدامي ...
العسكري عرف حزتها ان بشير مختل عقله . وبهدوء:
ــ.. انا عالباب واقف ماحد دخل كيف جاك من وراك ؟؟ .. الله يعافيك ويشافيك ..!!
حزتها امينه استوعبت ان بشير تطورت وياه الحاله على قول الطبيب .. ووصل لمرحلة يشعر فيها ان حياته مهدده بالخطر .. وان فيه احد يحاول يقتله بدون سبب .. وانه هو الوحيد اللي يشوفه ...
حضنت ولدها وهي تحس نفسها بتموت من الحزن عليه وصارت تهدي فيه:
ــ بسم الله عليك امي.. مافيه احد ,, لا تخاف.. هنا الشرطه ماحد بيلمسك.. امشي .. امشي وياي ماتبغى تشوف اختك حليمه...؟
بشير صمت .. لا اجابه لا بنفي ولا اثبات...
خذته امينه وياها .. وما مداهم دخلو قسم النساء.... تجمد بشير ولا رضى يدخل.. صارت امينه تحاول تسحبه:
ــ امي ويش فيك...؟ مابتدخل تشوف اختك.؟؟
صار بشير يهز راسه بسرعه ويكرر بصوت منخفض الى ان ارتفع بصراخ:
ــ لالالالالالا..لالالا...
امينه خافت عليه وعلى حليمه لا تخاف ويش فيه... حطت ايدها على بوزه وهو مستمر يهز راسه بشكل هستيري بالنفي مو راضي!!
ــ خلاص اقعد هنا عالكرسي دقايق وباجي وبنطلع.. لا تصارخ ها امي.. داخله عليك بالله لا تصارخ ..
قعد بشير عالكرسي ورجوله تهتز.. متصلب ورافع كتوفه حد ماعنده.. ومستمر بهز راسه...
دخلت امينه لحليمه :
ــ ماعليه يابتي هذا ولد جيراننا قلت له يوصلني وشكله صار عليهم شي مو زين يادافع البلا وصار يصارخ بخليه يرجعني الحين البيت .. الود ودي لو اقعد وياش اكثر بس ويش اسوي.. بجي مره فانيه ان شالله.. ولا تحاتي رحمه.. في عيوني ..
ــ اماه .. ويش حال اخواني.. بشير وباسم.. ويش حال بشير ؟؟
امينه حست على حليمه شقد خايفه على بشير .. هالخوف اللي شافته في عيونها اكد ليها اعتراف بشير :
ــ الحمدلله زينين مافيهم الا العافيه .. اني طلعت من ورى عمش فما يدروا اني جيت لش..
ــ سلمي عليهم اماه..وعلى اهل الفريق.. خصوصا فاطمه .,, ولدت صح.. ويش جابت؟... وانتبهوا لروحكم.. وادعوا لي... لا تنسوني..
مسكت امينه ايد بنتها وشدت عليها:
ــ وشيه احنا نقدر ننساش امي.. ماننساش .. وابشرش فاطمه جابت بشرى ..
حليمه بأبتسامه مابين الدموع:
ــ الحمدلله.. سلمي عليها سلام كثير..
حضنت حليمه بالحزن والدموع.. وشالت رحمه وياها.. وطلعت ...



في بيت ناصر و فهيمه..
فهيمه متكدره من بعد زيارة الطبيب النفسي ومنسده نفسها عن الأكل وضاربه بوز ...
ناصر يحاول فيها:
ــ ماتاكلي ..؟ لا تنهاري... ...باشوف له صرفه صدقيني .. باشوف له..
فهيمه وهي تضرب على فخوذها وتهز :
ــ شنو بتـﭽوف له ووين ؟؟؟.. هالمرض نادر .. توريت يقول لك .. توريت..مدري شنو هالتوريت و من وين لنا والدكتور يقوول وراثه .. من وين جاي ؟؟ >>> لمزيد من التفاصيل عن هذا المرض راجعو قوقل .. تحديدا ويكيبيديا الموسوعه الحره ( متلازمة توريت )
ــ مايخالف .. بنوديه يتعالج .. بنسافر برى ..
ــ بشنو ياحسره... ووين بنوديه.. ماسمعت الدكتور شنو قال.. يقول حتى لو سوى العمليه يخف المرض بس مايروح.. ضاع مستقبل ولدي.. ضاع...
ــ زين سكتي لا يسمعش الولد وتعقديه زياده على عقده..وصبري روحش يامرأه.. الجاهل يحتاجنا سند نكون جنبه لا يزيد مرضه.. لا تنهاري.. اكلي..
وصارت فهيمه تخفف على نفسها وتحاول تصبر روحها.. وماهي مستوعبه اللي في ولدها... في حين كان فيصل واقف ورى باب الغرفه يسمعهم ومو فاهم ويش يقولو .. يحرك في اصابيعه حركات متتاليه بشكل لا ارادي... ويفكر باللي سمعه..

في بيت شهاب .. النسوان طالعه وداخله تبارك لزينب مولودها الجديد .. وفي الغرفه كانت حسينه و كريمه قاعدين .. وفاطمه و ام عبدالله معاهم يباشروا الضيوف..
زينب :
ــ استريحوا عاد اني باقوم كلفتوا على عمركم والله..
ام عبدالله:
ــ لالالالا.. وين تقومي.. انتين توش ولدانه.. وتحتاجي راحه... وويش نسوي حنا.. غير الا جدوع و دلة قهوه ودلة شاي.. خوب مو خروف... (( جدوع = الضيفه وعادة تكون فواكه ــ ايضا تأتي هالكلمه بمعنى : فطور ))
حسينه :
ــ استريحو بس محنا غُرب ... ايه يا ام بدر وويش حال بدر الحين ان شالله احسن..
زينب:
ــ الله كريم يبرد عليه هالحروق ويقوم بالسلامه ان شالله...
ــ يالله.. ربكم كريم ويفرجها.. عاد مايندرى وين تتسوى له عمليه لو شي حق رجوله .. حرام يظل الجاهل ....
و مامداها تكمل حسينه كلامها الا تفلصها كريمه من تحت لتحت وتطالع فيها على جنب بنظره خوفت حسينه وتذكرت ان كريمه وصتها لا تفتح السالفه لأم بدر لأنها ماتدري للحين..
زينب مستغربه منهم:
ــ ويش فيكم.. واي عمليه.. لا هي حروق ان شالله ماعليه الا العافيه.. مايبغى له عمليات بس علاجات وتبرى.. تسلمو والله .. ادعوا له..
كريمه بأبتسامه:
ــ الله يشافيه ولا يكدرش عليه...
شوي الا بدخلة بدوور تركض لأمها ومعاها جنه :
ــ اماااه .. اماااه.. الحقي بدر .. بدر ..
اللي بالغرفه كلهم اختلعوا..
كلهم كانو موجودين ماعدا ام عبدالله كانت طالعه بتجيب الشاي والقهوه...
فاطمه قامت تركض :
ــ ويش فيه...؟؟؟؟ !!!
وزينب قامت وراها.. والكل طلعوا مختلعين....

الى الملتقى...

Princess
05-15-2011, 10:49 PM
الفصل العاشر........



طلعوا كلهم.. يشوفوا ويش فيه بدر .. لقوه واقف على باب الحمام .. وعاطنهم ظهره .. وانتبهوا تحته ماي... سواها على نفسه قبل لا يدخل الحمام..
ام عبدالله جابت فوطه ورمتها تغطي فيها اللي شافوه لا ينحرج بدر اكثر .. وبدر لسا واقف يتنفس بأختناق والدموع في عيونه محتقنه.. ويطالع في الأرض...
شوي انتبهت كريمه لبنتها جنه.. اللي كانت تطالع في بدر بعيون حزينه وتصيح ...
الا تسمعها تشاهق شهقات متتابعه ودموعها اربع اربع :
ــ كل مني اني... اني اللي كنت داخل الحمام وماطلعت بثرعه...
مسكت كريمه ايد بنتها وصارت تفرك فيها ...:
ــ ماعليه امي ماعليه...
وفي بالها:
ــ الله يكون بعونك وعون اهلك...
زينب راحت لولدها ومسكته من كتوفه وصارت تمسح عليه وتنكت له :
ــ عادي بدر عادي ياغناتي .. والله كلنا سويناها يوم حنا صغار .. و مو عيب ..
حسينه :
ــ أي والله .. ياما وياما سويتها اني ههههههه.. وحرمت احصر روحي على طول صرت اروح الحمام
ماسمعوا الا بدر بهمس مقهور ومخنوق وهو لسا مو راضي يتحرك من مكانه :
ــ ماحصرتها انا...
كريمه تبغى تهدي الموقف :
ــ ايه ماعليه جنه غناتي تقول لأنها كانت بالحمام.. اسمحوا لينا ..
بدور بعفويه:
ــ لكن جنه من طلعت بدر كان توه واصل الحمام و بال
زينب التفتت لبدور وصرخت عليها:
ــ وانتيييين احد سألش..؟؟؟
بدور خافت .. تبشعت وشوي تصيح..
خذتها ام عبدالله هي وجنه اللي لازالت تصيح :
ــ امشوا نشوف الدادو.. يمكن قعد....
حسينه وكريمه دخلوا وياهم الغرفه...
فاطمه :
ــ ام بدر روحي استريحي اني بتصرف ...
ام عبدالله طلعت من الغرفه:
ــ لا روحو اني بتصرف ..
فاطمه: ــ ماعليـﭻ يمه... خليــﭻ داخل معاهم.. واذا قعدت بشرى ناديني...
زينب حاسه ان ولدها مستحي ماتبغى تكلف على فاطمه ولا تبغى تحرج ولدها اكثر..
ــ ماعليه ياخيه خليني اني اتصرف وياه.. روحي استريحي..
وصارت تمسح بالفوطه اللي على الأرض اول وتصب ماي وفاطمه ماهي عارفه تروح وتخليها ولا هي قادره تسوي شي وزينب مو مخلتنها...
دخل بدر يسبح ..
وشوي يسمعو صوت صلاح يصيح وينادو زينب تجي له ترضعه خصوصا ان ام عبدالله شالته ولا سكت ...
فاطمه مسكت ايد زينب وخذت منها الماي :
ــ روحي رضعي ولدﭺ وسكتيه اني بتصرف ..
وقامت زينب لولدها وصارت فاطمه تطهر المكان بالماي شوي الا تسمع داخل الحمام صوت شي معدن طاح عالأرض...
فاطمه وقفت على باب الحمام:
ــ بدر .. بدر شفيك ؟
بدر داخل الحمام كان قاعد على كرسي ويصب على نفسه ماي من مغطس ... ومن شده حرارة الحروق انفلتت طاسة المعدن اللي يشيل بها الماي من ايده على الأرض... وكان قايم يحاول يشيلها وبين ماهو قايم وبصعوبه زلق وطاح وصفقت جبهته على الأرض..
صوت الطيحه وصوت تأوه بدر المختنق اجبر فاطمه تفتح الباب عليه وتدخل .. دخلت وهي خايفه عليه بلا شعور .. و غطته بالفوطه بسرعه وهو دايخ من الضربه ومو في وعيه...
كانت فاطمه مندهشه من شكل حروقه وشكل رجوله .. حست نفسها مخنوقه وشوي تصيح عليه... وفوق هذا ضربة بجبهته تورمت..
حملته وصارت تسحبه لين باب الحمام الا بطلعة ام عبدالله بتقول ليها بشرى قعدت وشافتهم على هالحاله وفاطمه تأشر ليها ان لا يدرو اللي داخل ...
جت ليها ام عبدالله تركض وصارت تساعدها... ودخلو بدر الغرفه ...في داك الوقت اوتعى بدر على عمره وانتبه لوضعه فقعد على منامه وهو مستحي ووجهه مولع حده.. حست عليه فاطمه ابتسمت له:
ــ انت حسبة ولدي .. لو جبت بشرى قبل الحين كان هي اكبر منك حتى.بـ 10 سنين... . لا تستحي امي .. لا تستحي...
وعطته ثيابه يلبسهم.. وطلعت عنه...
صار بدر يلبس كل كقطعه من ثيابه وهو يشاهق شهقات متقطعه ودموعه لا شعوريا تنزل... مستحي من اللي صار ومتألم من وضعه .. ويتذكر انهم كلهم شافوه بهالحاله .. صار يطالع في رجوله بعد مالبس ويحركها بقهر .. الا ردت فاطمه طقت الباب عليه:
ــ خلصت لبس؟
وتدخل وهي حامله بشرى في ايد و في ايدها الثانيه طاسه فيها ثلج ملوت في خلقه...
سدحت بشرى على جنب على بطنها سدحتها المفضله وكان عمرها 4 شهور.. وبشرى مع هالسدحه تحاول قد ماتقدر ترفع راسها وتتأمل حواليها...
وجلست فاطمه جنب بدر وهو ساكت وماينسمع له حس غير دموعه اللي تنزل وتشرح وضعه وحالته ...
مسحت له دموعه و حطت الخلقه على جبهته.. وصارت تضغط عليها وتحركها بحركة دائرية لينزل الورم.. ومافي بالها أي شي تقوله ماهي عارفه ويش تقول اصلا.. !!
كل تفكيرها كان برجوله وكيف وضعه .. عرفت ان بدر ما سواها على نفسه الا لأنه تأخر على ماوصل للحمام بسبب رجوله و من حرارة الألم اللي يحسه فيها...
وقطع جو الصمت هذا بشرى :
ــ غغغغغغغغ آآآآآ...
فاطمه استغلت هالحركه من بشرى لتلطف الجو مع بدر :
ــ بدت تقرى ملايتنا...
وبشرى :
ــ آآآآآآآآآ اغغغغغغغ ووه
وفاطمه تعيد كلام بشرى وبشرى مستانسه و تزيد وتتبسم...
بدر ابتسم .. فاطمه :
ــ ابشوف قول لها انت بعد بتعيد وراك .. لو بس اني؟
بدر مستحي .. وفاطمه تجبره :
ــ اتحداك .. هالنتفه هذي تسمع كلامي بس ... ماتحب الصبيان هي ما تسوي ﭽـذيه لأبوها >> كانت هذي كذبه من فاطمه على شان بدر يتحمس..
بدر صبي وطبع الصبيان يحبوا التحدي ومافيه شي مايقدرو عليه...
التفت عفويا لبشرى وصار يقول زيها .. بملامح جاده جدا.. :
ــ اغغغغغغغغغغ
بشرى ساكته ما ابدت أي رد فعل تتأمل فيه مستغربه..
بدر يرجع ويعيد مره ومرتين بجديه وبشرى حدها تطالع فيه بدون أي ردة فعل ...
شوي صار بدر يستهبل وتحول الوجه الجاد الى وجه مضحك اجبر بشرى تضحك ولأول مره بصوت عالي..
ضحكتها خلت بدر يغير تعابيره ويضحك .. في نفس الوقت فاطمه مستغربه وتضحك :
ــ ترى اول مره بنتي تضحك ﭽـذيه .. اول واحد تضحك له انت ..
بدر من هالكلام استانس حده وصار يضحكها زياده وكل حركه يسويها تزيد هي ضحك...
شوي الا بجية بدور ليهم طلعو الضيوف وهي مستغربه وفرحانه من ضحك بشرى ..
فاطمه خذت بشرى في حضنها وقعدوا قبالها .. بدر وبدور..
بدور صارت تستهبل .. وبشرى تكتفي تطالع فيها و تبتسم.. على عكس بدر اللي من يسوي ليها حركه فقعت بشرى ضحكتها..
بدور بغيره:
ــ مااااني شمعنى انت تضحك لك واني لا .. اني بنية زيش اضحكييي تااااه.. وااااه
وابدا لا مجيب .. وبدر بس يسوي ليها حركه ترجع وتضحك وفاطمه ماهي قادره عليهم وتضحك هي وياهم...
وجت ام عبدالله : ــ ويش صاير على ويه هالضحك؟؟ههههههه يابعد ابوي ابوش ويا بعد امي امش.. ياعيوووني هالضحكه...
... زينب تسمع ضحكهم وهي في الغرفه .. ابتسمت وتنهدت من قلب :
ــ عسى الله لا يحرمني طيبكم وعطفكم... يا اهلي ...


في السجن... حليمه منسدحه على السرير دموعها ماهي راضيه تجف .. ماهي مصدقه اللي صار.. ولا شوفة امها بعد هالمده.. تتحسس مكان بطنها اللي كان منتفخ.. وتتنهد :
ــ ايييه ... الله يعينيش يا ام بشير .. واني اللي حملتش حمل فوق حملش.. .. والله يصبرني على هالحال....

وفي بيت استاذ عبدالحميد... وفي حوشهم ..
حسينه ماتقدر تروح بيتها على طول اذا طلعت.. لازم تقعد في كذا محطه ..
ــ وييي .. عور افادي هالبدر... الظاهر رجوله ماخلته يوصل الحمام بسرعه
كريمه بعصبيه على حسينه:
ــ وانتييين الله يسلمش الشرهه على اللي يقول لش شي.. على طول صرتي تبربري قدامهم.. ماتشوفيها مسكينه شكلها ماتدري ماقال ليها رجلها.. وانتين رجول وما رجول واعرج ومدري ويه .. زين ماشلت التبسي وصفقتش به

حسينه غطت نص وجهها ببوشيتها:
ــ يمه يمه..سمت على عمري الزهرا ام الحسنين... تسويها ياكروم.. ويش دراني ماشفت لساني الا يتكلم لحاله..
ــ لسانش يتكلم لحاله ها.. امسكيه واذا ما انمسك قصيه لو سمحتي.. لكن درس يعلم الواحد مايقول لش شي نوبه فانيه..
ــ انا لله.. يللا عاد خلاص ياكريمه ولا تزعلي .. اقصه مره فانيه.. ماقلتي لي .. شفتي لي مواصفات للعله اللي ابتلشت بها.؟
كريمه بعدها منقهره من حسينه اللي حطتها في موقف محرج:
ــ لا شفت.. ولا باشوف.. خله يدعي ربه ليل ونهار ينزل له حورية من الجنه.. طاح حظه ..على حظ ام جابته..
حسينه حطت اياديها على راسها:
ــ علي .. علي .. علي .. يااااعلي... استغفرررر الله... اهو اني اقوم بيتنا احسن لي لا يحوشني شي ... نااايبه من نوااايب الزمان كريمه اذا عصبت.. اووووه... ناااايبه من نوايب الزمان.!!
كريمه وبنبرة غضب قويه:
ــ الله وياش..
ــ بل .. يمااااه.. هيبة الله عليش... مع السلامه..
وطلعت حسينه تركض ...

جنه بعدها متكدره ومتأزمه على شان اللي صار..
كريمه تواسيها:
ــ امي لا تحطي اللوم عليش .. هو مريض بعد الله يشافيه.. مو منش اللي صار.. وانسي اللي شفتيه.. ادعي له الله يشفيه..
ولا يسمعوا وراهم الا واحد قايم من تحت شرشف :
ــ ويش فيه... شيه ويش صاير
كريمه:
ــ بسم الله الرحمن الرحيم... من متى انت هنا ماشفناك..
جاسم يضحك بعباطه:
ــ من زمان من اول ماجيتو..
ــ وساكت يالنحيس تتصوخ هاااا.. ماتتوب من التصوخ..
ــ لالالا.. كنت نايم وقعدتوني..
كريمه تسخر عليه:
ــ ايه.. عيونك مبين عليها النوم.. وتشدب بعد.. انقلع مالي خلقك..
جاسم مسك جنه:
ــ لا .. صدق صدق.. ويش اللي صار؟
ــ ما ثار شي ومالك شغل..
جاسم يدف راس جنه بقهر ويعيد كلامها بنفس الغلطات وبأسلوب مستفز...
جنه من دون شي تحس نفسها فيها الصيحه بعدها ويجي جاسم ويزيدها .. انفجرت صياح:
ــ اماااه شوفي جاثموه...
شان تشيل كريمه شحاطة وتلوحها بسرعه على جاسم اللي كان يركض منحاش للباب و مامداه بيفتحه الا ابوه داخل راجع البيت .. هو من شاف ابوه من الخلعه شهقه شهقه ووقف على اطراف اصابعه ورجع على ورى مترين... وغير اتجاه نحشته من الشارع الى غرفته يركض....
عبدالحميد:
ــ ويش فيه هالأهبل كنه شايف جني..
كريمه : ــ ماعليك منه اهبل
ــ وويش فيها جنه تصيح.. اكيد ضاربنها هالهيس..
ــ لا تونا راجعين من بيت ابو بدر ...
وصارت تقص على عبدالحميد اللي صار.. وجاسم طبعا خلف باب غرفته يتصوخ الكلام اللي يدور بينهم في الحوش ..



في بيت ام علوي....
و ام علوي تخيط قفة خلصت سفها.. وعيسى قاعد معاها..
ام علوي :
ــ غريبه ياولدي للحين ماطلعت .. ادت العصريه الحين وانت من صباحة الله مقابلني... بالعاده ياعساني ما افقدك تصبح من فجر الله وتطلع ماترجع الا الضحى العود تعاوني على الغدا و تتغدى وتنام لك سويعتين وتعود تطلع.. اليوم مادري ويش فيك..؟؟ ولا انت جاي تقول لي..؟؟ مريض؟؟ تعبان؟؟ ويش فيك؟؟؟
عيسى ماسك جريده يقلب فيها:
ــ قايل لش اماه اليوم اجازه... وزهقان اطلع ادور شغله فانيه.. ماتبغيني وياش .. غافنش عفر .. شبعتي مني وزهقتي..؟؟
ــ يؤ بسم الله عليك .. انت تغفني .. لو ازهق منك.؟ انت ضوا هالبيت و زادي ومايي بهالدنيا.. ما اشبع منك اني .. اليوم اني ماني مصدقه .. !
ــ من الفرحه يعني.. اجل مانى مشتغل وبقعد وياش 24 ساعه..
ــ هههههههههه يابعد ابوي.. عاد مو 24 ساعه.. سوي لك يومين الخميس والجمعه حالك حال هالأوادم.... وويش تقلب صار لي ساعه اسمع صوت قراطيس
ــ ههههههه جريده البارحه رئيسي في العمل خلص قرايتها ورماها..
ام علوي تنهدت:
ــ ايييه ويش بيدي عليك ياولدي عالقرايه... حسبي الله على اللي كان السبب ...
ــ وويش فيها مدرسة امي ام علوي .. ويش حلاوتها.. حفظت من القرآن واعرف الحروف و اعرف اقرى على قدي .. و الأرقام والحساب علمني اياهم حسن جارنا مع ولده علي .. وهذاني عال العال .. لازم مدرسه يعني..؟؟
وبين ماعيسى يقلب في الجريده.. شاف خبر عن البحرين... وبهدوء :
ــ اماه..
ــ امي ..
ــ عمي ابو سلمان ويش اسمه الكامل ..؟؟؟..
ــ اسمه علي الـ.... هذا اللي اعرفه ياولدي وله اسم فاني سلمان .. ولأن ابوك الله يرحمه سماه جدك علي بعد .. كانت امك تنادي عمك بأسم سلمان على شان تفرق بينهم .. لويه تسأل ؟
ــ ايواا.. على شان كذا سمى ولده سلمان الحين... لا بس .. واحد اعرفه يقول كان يعرف ابوي و يعرف عمي بس بأسم سلمان و كان يعرفهم كأخوان ليهم نفس اللقب وثنينهم بحريينين.. و الحين يعرف عمي سلمان ..
ــ يعني ويه مافهمت ؟
ــ مو انا داير راسي ...عمي ويش سوى بالضبط على شان قدر ياخذ هذا كله مانى داري.. وويش سالفة هالأسامي المخربطه.. !!
ام علوي بهدوء:
ــ ماودك تروح البحرين ياولدي.؟
عيسى بأستغراب :
ــ هااا..
ام علوي تكمل خياطه القفه بأبتسامه مبين عليها الحزن:
ــ روح وشوف اهلك هناك.. لا تفكر فيني الله وياي..اهلك مايعرفوك ماشفناهم بحياتنا جو الا بفاتحة المرحومه امك واستغربنا جيتهم وهم اللي ماجو فاتحة ابوك... ظنيناهم يوم مايجو انهم قطعوا العلاقات من توفى جدك المرحوم..
مسك عيسى ايد خالته رفعها وباسها :
ــ اماه... انتين كل اهلي .. وويش باسوي فيهم اهلي اللي في البحرين بعد كل هالسنين ووين بلقاهم.. حقي بيرجع لي بدون روحة بحرين...
وفي باله:
ــ كيف اروح واخليش وانتين بهالحاله مالش احد بهالدنيا غيري... وانتين اللي افضالش ما تنعد علي.. اطلع اكبر اناني.. وما يندرى بهالروحه ويش الله يكتب لي هل ارجع سالم لو ما ارجع .. وهل احصل مرادي لو لا .. ايييه حقي بيطلع في يوم ياعساه بآخر الدنيا.. والله وياي ...
شوي الا بابهم يطق ...
ام علوي:
ــ يؤ مايندرى مين اللي جاينا بهالحزه..
فتح عيسى الباب لقى رجال غريب ما يعرفه... وسأله :
ــ وين علي حسين آل ...؟؟؟
>>>>>>>>>>>>>

Princess
05-15-2011, 10:51 PM
في بيت سيف...
وبين ما كان سيف في الحوش يهف على روحه بالمهفه الا بدخلة امينه راجعه البيت..
هي مادخلت الحوش الا المهفه طايره ليها وصرخه من سيف:
ــ هااااااا.. اغيب يومين ارجع الاقي الحاله قايمه وين طايره .. ؟؟
ويقوم ليها :
ــ وويش هالجاهل دا ولد مين ... ؟
بشير دخل وعلى طول يركض غرفتهم ويسكر الباب وراه..
سيف بقهر:
ــ قليل الآداب ولا يسلم الحيوان... مين هالجاهل؟
امينه ترتجف وماهي عارفه ويش تقول له:
ــ بببنننت.. بنننت
ــ يعني تعلميني الحين انها مو صبي .. بنيه.. بنت مين دي .. انا خبري قالو رحتي المستشفى ويا العله .. ترجعي لي بجاهله..؟ بقتيها من هناك؟؟؟ مين دي..؟؟
ــ بنت .. نذير ..
ــ هاااا... ويش تقولي انتين؟؟ ويش تهلوسي؟؟؟
سيف سكت شوي وصار يطالعها بأستغراب..
ــ يعني .. بنت حليمه؟ رحتي السجن لحلموووه...؟؟؟
امينه بخوف تهز راسها الا تعاجلها صرخه قويه نشفت دمها ...
ورحمه من قوة الصرخه صارت تصيح.. وامينه ماهي عارفه تهدأها...
سيف بهدوء غاضب ومخيف يمسك امينه من عباتها صوب الكتف :
ــ بتقنعيني.. ان هذي بنت نذير وحليمه.. لاااا.. هذي بت حليمه لحالها.. شوفيها من خياسة فعلتها واتهامها لولدي بالبطاله وقتله قالت ويه دفاع عن شرف.. هذي بنتها هي مو بنت ولدي خلي شرفها اللي دافعت عنه ينفعها ..
ويشد امينه من كتفها ويدفها ويهدد فيها:
ــ وبسرعه ترجعيها ليها ولا ابغى اشوف خلقتها.. لا انتين وياها برى...
امينه بقهر وعصبيه ودموعه تسيل وبصريخ :
ــ حدك.. بس يللا عاد.. كل شي ولا تتهم بتي بشرفها.. هذي بنت ولدك ماهي بنت احد ثاني .. وولدك ماقتلته بتي .. قتله ولدنا..وانت سامع بأذونك... و لا تقعد تفسر الأمور على هواك.. وماني طالعه بهالبنيه...
عباس عصب وصار يضرب في امينه اللي كانت حاضنه رحمه وتصيح هي وياها.... الا يسمع صوت بشير طالع من الغرفه يصرخ فيه:
ــ لا تضررررب اميييي ....
ويعاجله بصفرية فوق راسه حد ماعنده... خلته يدوخ ويطيح مغمى عليه..
في داك الوقت و رحمه مازالت تصارخ بلا وعي بشير اخذها من ايد امينه وطلع بها يركض ..
امينه خلاص حست نفسها شوي وبتستجن.. قامت وراه وطلعت... وتركو سيف مرمي بالحوش ...
وبين ما بشير يركض صادف في وجهه حسين اللي كان راجع من عمله بالسياره .. ضرب بريك حسين ووقف وهو منصرع بس سم واحد ويصفق بشير اللي وقف قدام السياره وهو حامل رحمه في داك الشارع الضيق بهالفريق ..
بشير من شاف حسين ركب السياره وهو يرتجف ..
امينه لحقت عليهم وفتحت باب السياره:
ــ بشير .. حول من السيااااره حووول .. ولا تزيدني هم على همي..
الناس بالفريق تجمعو على السياره بيشوفو ويش صاير وويش هالصريخ..
حسين منصرع مو عارف ويش السالفه.. دار على بشير :
ــ بشير .. ويش فيك؟؟ ومين دي الجاهله؟؟؟ ...
بشير وملامحه ماتتفسر من شدة الرعب والخوف و التشتت:
ــ هذي بنت اختي .. ابوي مايبغاها.. ابوي بيضربها..
امينه قعدت على ركبها على الأرض قدام باب السياره الخلفي المفتوح وحاضنه بشير اللي بحضنه رحمه.. وتصيح صياح يفطر القلب وتتشكى بلا شعور:
ــ تعبت اني.. تعبت من هالعيشه ويا هالسيف.. بنت ولده وبنت بنتي دي ..حارمني ازورها دي 9 شهور حتى مادريت بها خلال هالفتره انها حامل.. ويوم شفتها وجبت هالبنيه يقول لي مو بنت ولده .. وصلت فيه يطعن بشرف بتي .. مايكفي انها مسجونه ظليمه وقهر... وين نولي على عمرنا حنا.. وين نرووح...

صار حسين يحاول يهدي في امينه و يترجاها تركب السياره وتروح وياهم البيت.. ويطلب من اهل الفريق يتوزعو كل واحد يروح لحاله..
ركبت امينه وماهي داريه والأفكار تاخذها وتوديها.. ويش بتسوي..؟؟
وفي بالها انها خلاص طفحت من هالسيف وتبغى تتركه بأي طريقه...لو تتطلق وترجع تتشتت زي حياتها لول.. ولا هالعيشه القشره وياه..

وصلوا البيت ودخلهم حسين.. وكان محمد بالحوش..
ودرى حسين ان عمته ومرته لسا في بيت ابو بدر...
محمد اخذ بشير اللي كان مبين عليه التعب .. وياه غرفتهم في حين امينه قعدت بغرفة الجلوس مع رحمه تنتظر رجعة ام عبدالله وفاطمه..
رحمه كانت تصيح بالقوه... لدرجة نزلت مريم مستغربه .. شافت حسين بالحوش وسألته:
ــ ويش فيها بشرى لهالدرجه تصيح..؟ ولويه صياحها صاير غير..
ــ دي مي بشرى .. دي بنت جيرانا..
ــ ها .. أي جيران.؟
ودخلت مريم الغرفه على امينه.. وانصرعت من شكلها..
امينه اللي من دخلت مريم فكرتها رجال وعاجلت ترفع ايدها بتنزل غطاها.. ويوم انتبهت انها مريم وقفت وصارت تطالع فيها وفي ايدها رحمه ..
وجه امينه مليان ضربات و عبايتها مدحنه بغبره.. وحالتها حاله ..
مريم بخوف:
ــ ويش صاير .؟؟ فيش ؟؟
صارت امينه تحكي لمريم السالفه وهي تصيح... الا بجية ام عبدالله وفاطمه ويخبرهم حسين بالحوش باللي صار..
وتركض فاطمه لأمينه..
امينه من شافت فاطمه حضنو بعض ... وكل وحده منهم حامله طفله بيدها... رحمه تصيح وبشرى تطالع في رحمه بعيون مستغربه ومتألمه وشوي تصيح وياها....
امينه وهي ضامه فاطمه:
ــ يابعد امي يابتي .تسلم عليش حليمه سلام كفير. ويش بيدي على حليمه اني.. وهذي بتها.. بتنحرم منها..
وفاطمه ماهي قادره تصيح...
مريم تطالع فيهم ومفهيه... جت بتطلع الا ام عبدالله الأخرى على الباب مفهيه وشوي تصيح وياهم...

وفي بيت ام علوي.. الرجال وكان اسمه معتوق ويصير ولد عم ابو عيسى...
وعيسى وام علوي متغطيه بملفعها بعد ما اصر معتوق انها تكون موجوده..وتسمع الكلام اللي بينهم
معتوق بأستغراب:
ــ انت يعني متأكد ان علي حسين آل .... مات من زمان؟
عيسى :
ــ أي والله وانا ولده؟
ــ ما تدخل مخي هالسالفه كلش . . شلون تقول انه مات من 27 سنه وانا من 22 سنه بالضبط شايفينه انا و ابويي ..!
ام علوي :
ــ الله يهديك ياولدي نقول لك ابو عيسى توفى من عمر عيسى مالحق حتى يشوف ولده..
عيسى يحس نفسه في متاهه.. وكأنه فهم اشياء ماوده يفهمها ولا يصدقها:
ــ كمل .. وقول لي اوراق ويش ؟
ــ اولا على أي اساس اكمل لك...؟ متأكد انك انت عيسى علي حسين الـ.....؟؟
ام علوي رفعت ايدها وصارت تدعي:
ــ حسبي الله على من ظلمك ياولدي... ماعنده اثبات .. شهادة ميلاده و مايندرى هي موجوده عند عمه والا ماسوو له اصلا.. ياولدي ظلموه ظليمه لدرجة كنت خايفه يروح وياكم البحرين بعد فاتحة امه المرحومه ..
عيسى منصعق دي سالفه جديده يسمعها...
ام علوي صارت تصيح.:
ــ ياولدي مادري مين اللي كان جاي وقتها لعزا اختي المرحومه.. من اهلكم بالبحرين.. حتى كنت خايفه ياخذو عيسى وياهم خصوصا انه صار يتيم لا ابو ولا ام .. الا مني اني خالته ومن عمه فريد ابوه... وكنت مستغربه جيتهم للفاتحة وهم اللي ماجو فاتحة ولدهم من 5 سنين قبل ... كيف ما دروا به وليش ماجو مادريت...
عيسى منصدم.. يفكر ام علوي على طول من توفت امه خذته هي... و لا بهالسالفة دي كلها..
معتوق صار يفكر في كلام ام علوي وفاجأهم برده:
ــ لكن يوم العزا على السيده .. كان ابوك موجود ؟؟؟..!
ام علوي تضرب على فخذها:
ــ موجووود ويه ياولدي.. اقول لك ابوه مات من سنين مات قبلها.. تقول لي عايش؟؟ مات بالغوص... حتى ما احد عزاه الا اهل الفريق .. مادروا اهله بالبحرين ماحد وصل ليهم خبر.. ...
عيسى بشحوب واستنكار يسأل الرجال:
ــ ويش دراك انت بهالكلام.؟
ــ انا بكبري جيت للعزا مع ابويي...
ــ ليش كم كان عمرك..؟؟
ــ كان 10 سنين .. يعني افهم واتذكر.. حتى اذكر شكل ولد عمي اللي استقبلنا عدل...
عيسى صارت الأفكار توديه وتجيبه... وبهدوء:
ــ تقدر توصفه لي؟
ــ انتونا بتجننوني.. تبغاني اوصف لك ابوك... شلون بعد ؟..
ــ اقول لك مو ابوووي والله مو ابوووي القضيه انكم ماتواصلتو ابدا طول عمركم ولا شفتو بعض الا ديك الحزه.. وقولك هذا مايدخل المخ ابوي مات قبل لا انولد...!
معتوق بهت ومو مستوعب ...
ــ يعني اللي شفناه مين؟؟؟
ــ هذانا اقول لك اوصفه...
ــ حنطي .. ومربوع.. عيونه ضيقه وحواجبه كثيفه.. خشمه طويل... ايه وكان فيه شامه كبيره في ايده ماذكر يمين لو يسار .. بس انتبهت ليها وانا جاهل حسيتها بقعه ..وسألته عنها احرجته اذكر
عيسى فتح عيونه:
ــ هذا... هذا... عمي سلمان...
ام علوي بهتت وماهي مستوعبه الموضوع..
معتوق مو فاهم ويش فيهم:
ــ أي سلمان... عرفنا على نفسه وكان وياه كذا رجال كلهم قالو انه علي حسين
ام علوي صفقت صدرها... واستوعبت السالفه....
في حين عيسى اللي مبين عليه انه فهم الموضوع واللي يتمتم بهدوء:
ــ علي حسين... يعني طلع اسم ابو عمي حسين... بعد !
ام علوي في بالها :
ــ على شان كذا جدته صارت تنادي عمه سلمان... لكن اني مادري ان اسم ابوه حسين توي ادري..ياربي ويشه اليوم وويش هالنوايب اللي جايتنا... يالله تستر..
عيسى بهدوووء يتمالك غضبه واستنكاره الشديد:
ــ قالو ليكم علي حسين وبس .. بدون اللقب .. يعني عمي سوى حاله حزتها ابوي ..!! بس شلون وعلى أي اساس ..اخذ حتى اللقب وويش اثباته.؟ . ؟؟؟
معتوق :
ــ مادري انا..ماذكر قالو اللقب لو لا.. دورتوا راسي بهالسالفه .. انا جاي لشي .. واكتشف الحين اشياء...!!
عيسى :
ــ اسمح لينا ياخوي بس والله الكلام اللي تقوله ما يدش المخ وشان منت مصدقني اني عيسى علي حسين ال.... ،، اطلع وياي لأي واحد من الفريق واسأله..
معتوق بهدوء:
ــ انا ما اندليت بيتكم الا بعد ما سألت عن الأسم ودلوني عليه
ــ ايوااا.. صح دي كيفا فاتتنا.. وهذا انت قلتها ..
ــ بس والله سالفتكم تحط المخ بالكف... المهم ياخوي انا كنت جاي اجيب لك نصيبك من ورث جدك المرحوم..
ــ ها.. ويش دا بعد؟
ــ هذا الله يسلمك ابو جدك له املاك في البحرين والسعوديه قسمهم على ابوي و جدك.. الله يرحمه ,, فعطى ابويي مصنع في البحرين يشتغل عليه ويديره ويرسل ارباحه كل فتره لجدك بالسعوديه ،،، واما جدك عطاه ارض زراعه هنا اذا قرر يبيعها لو يستثمرها...يصير لأبويي سهم من ارباحها .. توفى جدك وورث المرزعه لأبوك اللي على حد علمنا الى الآن ماباعها ولا استثمرها... بس من قبل 20 سنه تقريبا اشترى نصيب ابويي من الأرض وطرش لنا البيزات....اما المصنع حق ابويي ظل يشتغل و صارت الأرباح تنرسل لأبوك للعام اللي طاف نوصلها له مع كل لنج يطلع من البحرين لهنا ....و الحين المصنع قرر ابويي يبيعه ولازم توقيع اوراق انك استلمت نصيبك كامل من البيعه فجيت انا بنفسي ...
عيسى حاط ايده على خده وشابح بعيونه يفكر بكلام معتوق وفي باله:
ــ يعني طول هالمده كان عمي بعد يستلم ارباح نصيب ابوي من المصنع البحريني .. فوق انه مسوي روحه هو...!!
معتوق يقطع حبل تفكير عيسى:
ــ بس بعد هالسالفه لازم يجي ابويي المره الجايه ويايي ونشوف ويش هالحاله وندور علي حسين اللي املناه ابوك ...
عيسى بأستغراب:
ــ لكن كيف تقول ابوك وابوي ولاد عم.. كيف ما عرفه وهم كل سنه ينزلو البحرين 3 شهور يصيفو هناك.. معقوله ما خالطه ولا عاشره.؟؟
معتوق:
ــ مادري والله ..!!
ام علوي بهدوء:
ــ عيسى ياولدي لا تنسى جدك توفى ويتم ابوك من لما كانوا صغار فأنقطعت علاقتهم بالبحرين وظلت جدتك ترعاهم..
ــ ومعقووووله ماصار وصل كل هالفتره ؟؟؟
معتوق:
ــ هالسؤال تسأله ابوي اذا جى..!!

>>>>>>>>>

Princess
05-15-2011, 10:52 PM
في بيت حسين...
فاطمه خذت رحمه ترضعها على شان تسكت.. وامينه طول الوقت تصيح وتدعي ليها.. وام عبدالله تهدي في امينه:
ــ يابنت الحلال هدي بالش وما عليكم الا العافيه.. ما يضيعكم الله بصير بعباده وهذي رحمه وصارت خية بشرى بالرضاعه وكلما بغيتي جيبيها ...
ــ بتتعبوا والله.. باكلف عليكم.. ويش بيدي وين اودي هالبنيه... اني قلت بادبر عمري وباخذ ليها حليب قواطي ..
فاطمه:
ــ لا.. لا قواطي ولا شي .. وحنا موجودين.. وعندﭺ هم بعد ام بدر الدايه.. توها والد و هَم ترضع.. لا تحرمين الياهله الصحه.. يكفي امها ماهي حواليها..
ــ ايييه.. ويش بيدي على هالبت و امها ... الله يكون بالعون...
وبعد ما نامت رحمه... قررت امينه ترجع البيت.. الا ان حسين مارضى..وقف ليها بالحوش وساد الباب .. من بعد الحاله اللي هم فيها وبعد اللي شهده من سالفة حليمه الى ضرب بشير وحالته النفسيه الى هالسالفه.. قرر انه يكلم سيف .. وطلب من امينه تبات معاهم بالمجلس الليله.. على شان رحمه لو احتاجت لشي .. وأأمن ليهم من سيف..
وطلع من البيت..
مريم في غرفتها فوق سمعت هالكلام كله من النافذه ... وصارت تتمتم والوضع مو عاجبنها:
ــ فاتحين البيت ملجأ .. واجد علينا صراخ جاهله وحده طول الليل مو الحين جاهلتين..
ويفاجأها حسن من وراها يهزأها:
ــ نسيتي جهالش اربعه في عين العدو بسم الله عليهم ماكان صريخهم مقلع البيت..
مريم نقزت ودارت وراها:
ــ وي وي يمممممممممه... بسم الله على عمري الرحمن .. متى جيت ودخلت مالك حس..
حسن:
ــ ايه .. اعلمش يا مَره.. تتسنعي وتحترمي .. وضيوف اخوي ومرته.. هم ضيوفي... تفهمي لو لا...


توجه حسين لسيف وفي طريقه صادف عباس اللي من درى بالسالفه قرر يروح وياه... وحسين يوصي فيه لا يفتعل مع سيف أي مشكله هم رايحين بقصد الأصلاح...
وصلو وطقو الباب فتح ليهم باسم اللي كان شكله متبهدل...
ــ وين ابوك؟؟
ــ ابوي ماقعدت من نومتي الا هو مرمي على وجهه بالحوش... يقول امي صفقته بصفريه على راسه.. اكو منسدح بالدار..
عباس يحاول يتمالك ضحكته... صفقته بصفريه ! توهم يدروا...
حسين مايبغى يضحك بس اسلوب باسم وهو يوصف الضربه وعباس اللي قاعد يحاول يكتم ضحكته.. اجبره يضحك ..


في ديرة اخرى وفي احد البقالات.. جعفر كان قاعد حاط ايده على خده ويهف روحه بالمهفه.... يطالع الرايح والجاي...
شوي الا يشوف ابو جابر جاي دخل البقاله واللي من شاف جعفر.. تصروع وتلعثم ومو عارف ويش يقول..
جعفر بأبتسامه عريضه:
ــ هلا .. هلا عمي.. قواااااك الله... ويش حااااالك....؟؟ من زمان عنك ماشفناااااك.... هلا البقاله و البياع تحت امرك.. ويش بغيت..؟؟
ابو جابر نسى اصلا ويش كان يبغى .. ووجهه تغيرت الوانه... وحالته حاله.. صار يعدل غترته..
ــ ها.. زين زين.لا ولا شي شفتك وجيت اسلم عليك.... سلم على ابوك
جعفر في باله : ــ اييييه هيييين تسلم علي هااا..
مامداه بيطلع من البقاله الا جعفر يقول له :
ــ عمييي... شيه طلقت وحده من نسواانك؟ ماسمعنا
ابو جابر التفت له بسرعه وهو مختلع منه..
وجعفر الملقوف يحوس ويرتب الأغراض في الرفوف وهو يبربر ويقرقر:
ــ ايه... بالصدفه شفتك داخل بيت في هالفريق هنا و عرفت مين اللي فيه يعني ها... بالصدفه
ولا يحس جعفر الا بقبضة ابو جابر تحوش ثوبه من ورى بالقوه و يسحبه لعنده ويهمس في اذونه بقهر والشرار يطلع من عيونه:
ــ اسمع وهذانا اقول لك.. مو على شان انك ولد خويي تقوم تتليقف في اللي مالك فيه... تاكل تبن وتنفبر ولا لك شغل.. ولا طلقت انا ما طلقت... مايخصك... وخل هالكلام يطلع في ديرتنا لأنحرك.. تفهم..
جعفر طب قلبه في بطنه .. اول مره يسوي له ابو جابر كذا.. خوفه من صدق... وبأرتباك:
ــ اننن ششششاااالله...
ويدف ابو جابر جعفر .. وجعفر بأبتسامه عريضه يداري موقفه
ــ امززززززززح وياك عمي...
ويشيل ابو جابر قوطية دخان من المصففين ويفلتها في وجه جعفر من قهره...
شال جعفر القوطيه وقعد على كرسيه وهو ماسكنها ويضرب بها على راسه وجبهته وخدوده وهو يهزأ في روحه:
ــ ويش لك ياجعفروه تتلقف .. هااا.. ويش لك .. ويش لك..
الا ببنيه على باب البقاله وصوتها مبين فيه انها مرتبكه ومستحيه وبتضحك..
ــ لو سمحت اخوي..
جعفر انتبه لروحه وتفشل زياده وقف على باب البقاله وعيونه في الأرض ...
ــ نعم اختي..
ــ بغيت قوطي دهن ماعليك امر..
ــ ان شالله..
(( في قديم الزمان بالقرى.. والى الآن عند البعض.. البنات ما يدخلوا لبقاله خصوصا اذا كانت صغيره.. ويطلبوا حاجتهم من برى ))
جاب جعفر القوطي وحطه بكيس ومده على البنيه.. اللي لفت كف ايدها بطرف عباتها وخذت الكيس وناولته الفلوس وكفها ملفوفه مايبين منها ولا شي...
جعفر ارتبك من هالبنت.. ويحس اول مره تمر عليه بالحياه بنيه كذا.. بالعاده يذكر بمحل القماش كفوف النسوان ترتفع فوق وتحت تأشر على اللي يبغوه.. و حتى وجههم البعض يتجاهلو مكانه ويفتحو وجههم في اتجاه ثاني وهم يطالعو والبعض حتى ما يعتبروه رجال اصلا خصوصا اذا كانو نسوان كبار ويقولو حسبة ولدهم فما يتغطو بالمحل موليه...
وهذي مبين عليها بنيه.. صغيره... ماهي مرأه كبيره وفوق هذا مستره من فوق لتحت..
وقف على باب البقاله يراقبها وهي تمشي لين وصلت لبيتهم آخر الشارع ودخلت..
وفي باله:
ــ ايه .. كذا البنات العدلين.. بس غريبه لويه طالعه هي ماحد عندها يعني يشتري قوطي هالدهن؟
ويرجع يضرب في روحه:
ــ افففففف ملقوووف جعفروه ملقوووووف !!!

في بيت سيف ..
سيف مشتعل :
ــ ترجع البيت لا اكسر رجولها..
حسين يهديه:
ــ ياخوي مايصير هالمعامله.. الله ورسوله واله وصوا بالنساء.. مايجوز على اقل شي تضربها هي وولدها .. تدري المستشفى قالو بشير عنده انفصام شخصيه.. من هالمعامله.. بيموت من ايدك ترى... هدي بالك عليهم..
ــ انفصام لو ام إرعام لو ام هجام .. انا رجال ما احب احد يطلع عن طوعي ولا عن شوري ... بتظل في بيتك خلها تظل ولكن بتتطلق وخل عصيانها ينفعها
عباس يحتلطم:
ــ ايه تفتك منك.. ابركها ساعه..
حسين يداري على كلام عباس:
ــ لا عاد ماتوصل للطلاق .. زين خليها كم يوم على شان الجاهله والرضاعه لين نعدل الأوضاع وان شالله مايحصل الا الخير..
ــ هذانا قلت وقد انذر من اعذر
عباس يضحك:
ــ خخخخخ اعذر من انذر ياحظي !
ــ اللي هي عاد.. تمصخ السالفه بمصخها ليها زياده ولا عاد ابغى رجولها تعتب باب هالبيت..
حسين :
ــ ان شالله خير... انت بس استهدي بالله ...
وطلعو من عنده... وعباس طول الطريق ضحك ومسخره فيه... وحسين يضحك ويهزأ في عباس اللي راح وياه على قلة فايده..

وفي بيت ناصر..
ناصر:
ــ ماتلاحظي ولدش استقرت احواله وهادئ من الدوا..؟؟
ــ ايه الحمدلله قلت حركاته .. بس ماراحت كلش ..
ــ ايه الدكاتره قالو حتى بالعمليه ماتروح موليه.. تخف النوبات لكن...
ــ شنو تصرفنا ... مع هالحاله؟ والعمليه ماتتسوى هنا ومن وين بندبرها..
ــ ندبرها ربش كريم بس نصبر وان شالله خير ..ويش فيش صار لش فتره صحتش مو لهناك..
فهيمه تمسح على وجهها وشعرها:
ــ ليش شنو فيني؟ شنو متغير؟
ــ احسش صفرا وذبلانه...
فهيمه نظراتها تحس انها عارفه ويش فيها بس مو متأكده..
ــ هههههه.. اما عاد... تهقى يعني .. من التفكير في فصول...!! بقوم اسوي العشا .. تبي شي؟
ــ لا سلامتش اذا تعبانه لا تسوي شي...خبز ولبن يكفي ..
ــ لا مافيني الا العافيه...
ــ . وين فيصل ؟
ـ بالحوش يلعب ... الحين اناديه يقعد معاك..
طلعت فهيمه من الغرفه وشوي الا فيصل ينادي على ابوه:
ــ يبه يبه .. امي مادري ويش فيها
طلع ناصر لقاها قاعده على الأرض قعده مو طبيعيه وماسكه راسها بكفوفها ..
ناصر :
ــ فهيمه.. ويش فيش؟؟ ويش صاير..
ــ مادري.. بس فجأه حسيت دوخه... والدنيا تدور فيني...
ــ هذا من قلة النوم والأكل .. قومي ارتاحي بس قومي...
وداها الغرفه وسدحها عالسرير :
ــ بروح ادبر انا العشا وانتين استريحي... قايل لش وجهش مو طبيعي
وطلع عنها..
في هالوقت كانت الغرفه هدووء ماينسمع فيها الا صوت عقارب الساعه ... القلق اللي في فهيمه خلاها تسمع هالصوت بوضوح.... صارت تفكر ودموعها تسيل :
ــ يارب .. يارب مابي اكون حامل.. يارب ابي ولدي فيصل اتفرغ له.. ماني حمل مسؤوليه اكثر.. يارب ارحم ضعفي يالله...


وفي بيت حسن وحسين.. التلفون يرن..
والتلفون عادة مايرن الا نادرا ومن اماكن تكون مهمه.. لأن ماحد عنده تلفون بالفريق الا هالبيت وكم بيت ماليهم علاقه بهم..
ام عبدالله:
ــ خير اللهم اجعله خير... علي... محمد.. واحد منكم عاد يجي يشوف هاللي يصيح يسكته..
ويجي محمد طاير .. ويرفع السماعه :
ــ السلام عليكم.... عليكم السلام...هااا... ويش
وشوي ينقلب ملامح وجهه الى دهشه وفرح واستغراب:
ــ لاااا... لااااا .. صحيح... ان شالله .. ان شالله مشكووووووور
ام عبدالله واقفه تطالع فيه مستغربه ومبتسمه هي الثانيه وماتدري على ويش ...
سكر السماعه وصار يناقز في الحوش ...
ــ علي .. علي . وينك ياااااا علووووووووه....

الى الملتقى..
يوم السبت القادم.. البارت هذا طويل عن بارتين ونص

Princess
05-22-2011, 01:02 AM
الفصل الحادي عشر .....



ويجي علي مستغرب من محمد:
ــ ويش فيك ؟ ويش صاير ؟ مين المتصل؟؟
محمد وهو يصفق:
ــ الكليه .. الكليه متصلين فيك يقولو بكره تروح ليهم تعبي اوراقك للبعثه..
علي طار من الفرحه وبصرخه قويه:
ــ بذذذذذذذذذذذمتك !! احللللللللللف
ويصير يناقز هو وياه ويصفقو ...
وام عبدالله ماهي فاهمه ويش فيهم بس تضحك... وتنزل مريم مع حسن ... وهي مختلعه:
ــ ويش صاير ؟ ويش فيكم.؟
حسن :
ــ على ويه هالصريخ دا؟
محمد : ــ باركو لعلي.. رشحوه للأبتعاث..
وجه حسن تهلل فرح :
ــ لاااا... مبرووووك ياولدي .. مارشحوك الا لأنك تستاهل... معدلك عالي يوم تتخرج.. . بيضتها .. اشهد انك بيضتهااا..
وصار يطبطب على كتف علي اللي كان مو مصدق اللي سمعه...
مريم بين على وجهها انها تضايقت وماعجبها الكلام :
ــ ابتعاث ويه ؟
علي بفرح:
ــ اكمل دراستي الماجستير في امريكا ,, بعدين ارجع واتوظف في ارامكو برتبه عاليه..
ام عبدالله فهمت الموضوع نسبيا ورفعت ايدها:
ــ روح يا عسى ربي يكتب لك وين ماتروح السعاده والتوفيق والهدايه من رب العالمين...
مريم وفيها غبنه تداريها بقهر:
ــ يعني ماتقدر تكمل هنا..؟
علي حس على امه انها ماعجبها سالفة ابتعاث وسفر.. مسك راسها وباسه:
ــ لا .. لازم اسافر اذا ابغى الأحسن لي..
حسن : ــ ايه انا موافق ياولدي روح هذي فرصه ماتتعوض ..
علي وهو لسا ماسك راس امه يطالع في عيونها اللي كانت تداري الدموع.. وبهدوء:
ــ اماه.. لا تخافي علي.. الله ما اختار لي الا اللي فيه الخير لي هي 5 سنين .. وبزوركم خلالها اكيد كم مره.. مابظل هناك العمر كله..
مريم ماتحملت صارت دموعها تنزل وبحزن :
ــ اني ياولدي وانت بالظهران واني احاتيك.. مو بعد امريكا برى البلد موليه.. ناس اجانب .. وحياه فانيه.. ماتبغاني احاتيك...؟
حسن:
ــ لازم يشوف مستقبله ويواجه الحياه.. لما تتوفر له الفرصه
الا بدخلة حسين راجع من عند سيف...
ويستقبله محمد بالتصفيق و البشاير...
حسين : ــ اوووه.. مبرووووك يابو حسين الف مبروووك...
علي : ــ يبارك فيك عمي...
ــ ومتى السفر؟
ــ مادري بس بكره ان شالله بروح الكليه بعبي اوراقي وبشوف متى..
ــ الله يوفقك ...رفعت راسنا..
مريم تنحاش المطبخ .. بدون ماينتبهوا ليها وهم في سوالفهم...
وتصير تصيح ...
ويدخل الحوش جعفر راجع من البقاله..و ماسك في ايده قوطي بيبسي ومن سمع الخبر عن اخوه.. من الفرحه :
ــ هاك.. برد قلبك.. ياسلااااام على اخوي ياسلام ...


وفي المطبخ
ام عبدالله تواسي مريم :
ــ يابتي هذي الدنيا .. الولاد كبروا خلاص وكل واحد بشوف مستقبله..
ــ بس يا ام عبدالله ماتحمل مايصيروا قدام عيوني..
ــ يابتي ومين اللي تتحمل؟ شوفي اني ولدي فوين واني فوين.. والله معوض علي ببناتي اشوفهم ويسلوني.. وانتين عندش محمد وجعفر اكم.. الله يخليهم ويبلغش فيهم جميع.. خلي الولد يشوف مستقبله ولا تحسسيه الا برضاش لا يقعد يحاتيش بالغربه....
ــ خايفه عليه من كل شي... ديلا اجانب .. ويش بياكل وويش بيشرب ومين بيعاشر ..
ــ يوو .. تحاتي كل دا....ترى بيتكفلو به اللي بيودوه .. شيه مأملتنهم بيودوه وبيفلتوه بصحرا.. اكيد وياه جماعه وناس... ومكان عدل..
ــ الدنيا مو دنيا و ديلاك نسوانهم سفور .. خايفه عليه من كل شي
ام عبدالله جتها ضحكه.. عرفت القسم الأكبر من محاتاة مريم ورفضها ويش هو...
ــ شان على هالسالفه... عرسيه قبل لا يسافر..
ــ صدق ! ومين بترضى تروح وياه بهالغربه..
ــ بنات الحلال وايد .. و..
ماكملت ام عبدالله كلامها لأن مريم انحاشت طيران من المطبخ للحوش بتقول ليهم هالشرط..
ولا تسمعها الا تقول لحسن:
ــ بخليه.. يروح.. بس بشرط...
حسن : ــ خير ان شالله؟
ــ يعرس..
علي كان يشرب البيبسي و من سمع قول امه بلا شعور :
ــ بففففففففففففففففف
وفي وجه جعفر اللي صرخ وصار يمسح روحه بكم ثوبه وهو يهزأ:
ــ لكن الشرهه مو عليك.. الشرهه علي اللي عاطنك اياه غربلتنا غربال...
حسن:
ــ ويش تقولي يامرأه.. ويش يعرسه ؟
ــ ايه ولدي مو صغير 25 سنه عمره وبيسافر بعثه خله يسافر وياه ونيس..
ــ ونيس؟؟ ونيس لو خايفه عليه من اللي هناك.. شان عالوني سوياه ناس اكيد ضمن المبتعثين..
مريم بتردد وقهر:
ــ احسن له بعد... احسن له..
علي فاتح عيونه ويطالع في امه .. ومستغرب من كلامها المفاجئ..
حسن:
ــ مأمله فاضيين يصرفو عليه وعلى مرته.. بياخذوه هو لدراسه وفي سكن طلاب.. وانا مافيني شده ادفع على حسابي.. لا تخربي على الولد يا مرأه...وبعدين من وين تضمنيها اللي تتحمل الغربه وياه.. فجأه تبغيها تطلع من بيت اهلها لأمريكا؟؟؟
ويلتفت لعلي اللي كان مفهي حده:
ــ تبغى تعرس انت؟
علي فهى زياده من سؤال ابوه:
ــ ها... لا.. ويش اعرس مو الحين .. لاحق عالعرس..اذا صار عندي وظيفه استرزق بها..
ويلتفت حسن لمريم:
ــ الولد تربيتنا و يخاف ربه المفروض يعني يكون قد الثقه اللي بنعطيها اياه.. خلي عنش هالخرابيط تروحي تدبسيه بمرأه في الغربه .. فرضا طلعت هم وغم لو لهته عن الدراسه ... روحي بس خليه يتوكل..


ام عبدالله واقفه على باب المطبخ وفي بالها:
ــ بل ... حشا الحين بتاكلني مريمو على هالأقتراح..
وانحاشت الغرفه مع فاطمه ...



ام عبدالله :
ــ ايييه.. اكو حسين جى ومايندرى ويش صار مع سالفة سيف ومرته.... لهينا بسالفة علي..
ــ مسكينه خالتي امينه من شي لشي في حياتها ما ارتاحت كلش ...
ام عبدالله وبلهجه يبين عليها انها مو مرتاحه للوضع:
ــ الله يعينها عاد مايندرى بترجع لريلها لو لا...
فاطمه فهمت على امها .. تنهدت:
ــ يمه ... فرضا اني زوجي مثل سيف .. او خلينا نقول نذير .. وانتين مكان امينه واني مكان حليمه.. تقدرين توصفين لي شعورﭺ شلون ؟ واني بالسجن وريلي قتلته .. ؟؟ وانتي متعذبه من ريلش ومو عارفه لمنو تروحين؟
ام عبدالله حست بالذنب .. وفهمت كلام بنتها:
ــ يادافع البلا .. مو قصدي شي والله.. بس الدنيا مو دنيا والزمن مو زمن.. باﭽـر خوفي يجي ريلها ويسوي مع ريلش مشاكل..
ــ الله كريم يمه ,, وهالناس هذا قدرهم بهالدنيا مو ذنبهم يكون هذا نصيبهم وهذا حالهم.. فما لنا الا نوقف وياهم ونساعدهم.. نكسب فيهم اجر وثواب عالأقل..
حسين كان واقف على باب الغرفه يسمع السوالف مبتسم من كلام فاطمه وفي باله:
ــ الحمدلله اللي عطاني هالمرأه اللي تعينني على فعل الخير ...
و دخل ليهم يعلمهم ويش صار مع سيف...


عيسى منسدح.. مو جاينه نوم.. ومعتوق ضيفهم في سابع نومه...
طلع الحوش يتنفس و يفكر باللي سمعه وفي باله:
ــ مافيه غير هالتوقع.. عمي قابل اعمامه على انه ابوي وهم ماعرفوه... خبرهم فيه وهو صغير وجدتي تناديه بأسم سلمان مايدروا انه اسمه علي مثل اسم ابوي... وعلى قول امي ام علوي ان جدي توفى وهم صغار فأنقطعت علاقتهم بالبحرين لحد ماكبروا... آآآآه راسي مانى قادر افكر في شي نهائيا... ليش عاد عمي وصلت فيه لهالدرجه ... ليش..
وبين ماهو يتمشى بالحوش رايح وجاي .. سمع من غرفة ام علوي صوتها ,, كانت نافذة غرفتها مفتوحه ومطله على الحوش ... وهي تدعي الله وتناجيه بأنكسار قلب وخشوع وتصيح من قلب :
ــ ياربي ياحبيبي تخلي لي هالولد وتبرد قلبه وتسر خاطره وترجع له حقه من كل من ظلمه ,, يالله اسألك ياكريم تنصره وتعينه على كل عدو وتحفظه من كل شر ,, يالله مالي غيره بهالدنيا...
وينقطع صوت ام علوي مع الصياح والأنفاس .. ويرجع مع بحه و ألم:
ــ مالي غيره بهالدنيا فلا تحرمني منه...وبلغني فيه ..
عيسى سند راسه على نافذة الغرفه ..
بعيون سارحه لأبعد حد .. ودموع تتناثر على الخد...


>>>>>>>>>>>>>

Princess
05-22-2011, 01:06 AM
ويوم ثاني الصباح...
عيسى :
ــ صبحك الله بالخير ياخوي ... عسى نمت عدل.
معتوق وهو يستعد للطلعه :
ــ الله يصبحك بالنور والسرور .. ايه الحمدلله مشكور عالضيافه ماقصرت..
ــ ليش تتجهز من الحين...؟ متى بيمشي .؟
ــ السلوم ان شالله...بيمشي البوم ... >> ( وقت المغرب ... و البوم = قارب شراعي .. )
ــ حلوو اجل مالك طلعه من هالبيت قبل لا تتغدى..
معتوق منحرج:
ــ لاااا.. كدا انت تفشلني ...
ــ مايصير بعد يالنسيب تطلع بدون غدا... مابغينا نشوف احد منكم عقب كل هالسنين..
ــ لا ماعليه ادنات يوم باسير عليكم اكيد... مع ابويي حق نشوف الموضوع ..
ــ ماعليه بس مالك طلعه لين تتغدى... ماتعرفنا على بعض اكثر و ماسولفنا .. صرنا نحقق امس من شي لشي ...
ووافق معتوق انه يظل مع عيسى لين يجي وقت الرحله ..


باسم يمشي في طريقة الى المزرعه تبع هيثم .. ومستوعب بشكل كامل اللي صار له لما شرب الزقاره من عند هيثم.. عرف انها حشيش .. وعرف ان هيثم ناوي له بالهلاك.. ولأول مره باسم في حياته يحس بالمسؤوليه ويحاول يكون رجال و فاهم الحياه.. بدون مايعتمد على غيره... ويقلب في راسه الأشياء اللي تعلمها من حوالينه ومن المدرسه...
وفي باله :
ــ لازم اخذ هالشنطه من عنده. ولازم اعرف ويش جيبها عنده من اساس.. مايصير اطاوعه واخاف منه.....
.. دخل في ممر ضيق على السد مابين النخيل وابدا مو في الدنيا ويفكر ..
ــ صحيح ان الزقاره اللي عطاني اياها كانت شي مو صاحي... بس ماودي اعيدها.. فرضا عدتها وصرت زي نذير ... لالا.. امي مو ناقصه كفايه اللي هي فيه.. ازيدها هم على همها..
ويصير يفرك في راسه وهو منقهر ومو عارف ويش يسوي... وهو يمشي يصير السد على يساره .. و فيه لفه على يمينه وبالصدفه كان في هاللفه محمد بسيكله طاير وحاط وراه صندوق طماط شارنه من مزرعه شهاب لما مر عليه الدكان وخبره ان الهندي بعده بالزراعه يحصد ويقدر يصبر لين يجيبه المحل او انه يروح له بنفسه لو مستعجل..
ويغني بأعلى صوته ومنطرب يدق رقبه :
ــ أسم الله على اسم الله ..ويلي... أسم الله على اسم الله ..ويلي ...وقولوا بسم الله يا يُمه.. وقولوا بسم الله يايمه
ياغرشة الخنه ويلي ... ياغرشة الخنه ويلي ....وانكبت بالمخبه يايمه ... وانكبت بالمُخبه يا يُمه.. ...
ويقعد يفكر ويش التكمله من اللي حافظنه...
ـــ اااااا.. ويش يقولو بعد..؟؟ ايه....واحد بنى له بيت ويلي .. واحد بنى له بيت ويلي ..وواحد عماره يا يُمه.. ..وواحد عماره يا يُمه..
واحد راكب سيكل ويلي .. واحد راكب سيكل ويلي .. وواحد سياره يا يُمه.. وواحد سياره يا يُمه..
واحد يشرب غليون ويلي .. واحد يشرب غليون ويلي .. وواحد زقاره يا يُمه.... .. وواحد زقاره يا يُمه..
... وتغير مسار الأغنيه ولكن مو بعيد >< ليصير صرخه متفاجئه :
ووووووويلللللييييي
ولا يوتعي باسم من افكاره الا بضربة سيكل محمد تطيره وتطيحه بالسد ومحمد ينقلب بالسيكل هو بكرتون الطماط ويتدحلب على الأرض وطماطه نصه بالسد ونص حواليه..
ويقوم محمد وهو منصرع ويش اللي طلع له فجأه قدامه الا يلاقي باسم مفهي مرمي في السد واللي كان مايه اشوى ضحل مو عميق بس حالته حاله.. وفي حضنه كم طماطيه..
محمد وهو مختلع:
ــ باسموه.. هذا انت .. ؟ تعورت.؟؟ . تعال قوم..قوم
وينزل محمد للسد ويسحب باسم ويقعده فوق .. وهو مبلل وحالته حاله...
محمد : ــ ياعلي والله ماشفتك فجأه طلعت قدامي الله يسلمك .. اسمح لي .. المفروض اخفف قبل اللفه .. بس ويش فيك
باسم : ــ ماعليه انا كنت سرحان بعد وماسمعت صوت السيكل
محمد وهو يلم الطماط الصاحي :
ــ ههههه لا سرحان بالقوه شكلك.. كنت اغني حد ماعندي بعد... ويش فيك؟؟ ووين رايح..؟؟ ولويه ماجيت بيتنا ويا امك واخوك.. بشير ..
وصار باسم يعلم محمد باللي شاغل باله..


في السجن... حليمه قاعده على سريرها تفكر .. وفي عالم ثاني...
ام احمد :
ــ شفيك يابنتي شارده...؟ ومو على بعضك..؟
سناء :
ــ تفكر شكلها ببنتها ..
ام احمد :
ــ اييييه.. ماتنلام .. لام الله اللي يلومها.. مايحس بالنار الا واطيها أي بالله... صبري نفسك يابنتي الزم ماعليكي صحتك هي اللي بتنفعك والا عيالك ماينفعوك... ها..طالعيني انا وين بنتي عني .. الله يعلم ارضها وين ووش علومها..
سناء :
ــ خاله.. كل تتكلمي عن بتش .. وانتين ام احمد... وين احمد..؟
ام احمد بنبره هاديه وحزينه:
ــ الله يرحمه.. تركنا من لما كان بالثانويه..


سناء ارتبكت من سؤالها: ــ الله يرحمه...
ــ ايييه يابنتي.. كلنا لها.. وياحليمه يابنتي .. هونيها على نفسك وتهون.. وبنتك ان شالله بتتربى كويس في حضن امك.. والله احسن لها من العيشه هنا حوالينا..
الا يسمعو حصه تقاطعهم بهدوء في حين كانت بعيده عنهم من جهه ثانيه بس اذونها وياهم :
ــ جد والله .. البنت هذي مصيرها تروح لدار الراعيه.. تظل اللي عندها اهل ارحم واحسن...والله اللي امها مجرمه يكتب عليها الدهر تشقى وتعاني.. وتحمل ذنب امها لآخر لحظه في حياتها..
ام احمد: ــ الله يهديك ياحصه.. تكحلينها وتعمينها بنفس الوقت..؟
كانت السجينات تسولف ومن سمعوا كلام حصه الغريب سكتو... في حين الحامل منهم استغربت بشده هالكلام.. وملامح وجهها تعكس قلق في خاطرها.. ياترى بيجي احد من اهلي ياخذ بنتي وهي بنت حلال والا كلام حصه صحيح ماحد بيبغاها على شان امها مجرمه؟


محمد :
ــ ويش تقول انت.. من صجك؟؟
باسم وهو خايف :
ــ أي والله .. محمد انا ماقلت لك هالكلام الا ابغاك تساعدني..انت اكبر مني وحسبة اخوي .. وبشير خويك ومتورط بعد.. وحليمه خوية مرت عمك.. .. وانت تفهم اكثر مني ... مانى عارف ويش اسوي واخاف هيثمو يبلشني وياه بشي ..
ــ هاا.. انت قوم الحين البيت...وفي طريقنا باعلمك بخطه والليل بامر عليك ونتصرف...


الظهر .. وفي بيت حسن وحسين..
حسن يسولف مع علي بعد ماراح الظهران من الصبح ورجع ..
حسن: ــ ها ياولدي ويش الحين شهر وخلاص بتودعنا..
ــ ان شالله على خير..
ــ وكم واحد وياك؟
ــ ثلاثه..
ــ زين زين.. تمام... يللا الله يوفقكم... يبغى لك من توصل ترسل لينا عنوانك هناك وتتصل علينا... لا تقطع تسمع..
ــ لا اكيد ان شالله...وين جعفر ؟
ــ في البقاله هالحزه دوامه..... ويش تبغى منه؟
ــ لا بس قلت كان يروح وياي الدمام بشتري شوية اغراض احتاجهم...



>>>>>>>>>>>>

Princess
05-22-2011, 01:07 AM
وفي البقاله...
جعفر قاعد في امان الله... الا بجية وحده مو غريبه عليه .. هي من دخلت حس روحه عرفها وفتح عواينه..
غض النظر وصار قلبه يصفق:
ــ هذي ويش مجيبنها يالله تعدي هاليوم على خير ...
البنت اول مادخلت ماشكلها انتبهت لجعفر .. ويوم خذت غرضها ودارت لجعفر بتسلمه الفلوس ..
هي ماشافت وجهه اختلعت في بداية الأمر ولكنها بعدين تشجعت وقوت عينها...
ــ انت جعفر صح.؟
جعفر مختلع وفي باله :
ــ ويش عرفها بأسمي بعد.. افففففف اكيد من هالشايب...من شبقة داك اليوم..
ــ يووووو.. ويش مجيبنك من محل الأقمشه الى البقاله .. اكيد ابو جابر طردك .. صح؟
ــ خير اختي ويش بغيتي؟
ــ ايه.. بغيت هالصابون.. و عسل لو عندكم ..
ــ مانبيع عسل...
ــ هههههه.. لا عاد ... عسل وماتبيعوا عسل.. انتون من هالديره كلكم عسل.. عاد ابو جابر عسل العسلات.. خساره بس ماشكله بيرجع.. شكله شافك وخاف تروح تفتن عليه...
جعفر خلاص لاعت شبده منها...حاقرنها وما يطالعها ولا يرد عليها..
انقهرت يوم ماعطاها وجه.. وللمره الثانيه يصفطها ويحقرها...
ــ ترى اعرف كل شي.. انتون يالرجال ماتجيب راسكم الا الحريم.. .. لا تسوي روحك تستحي..
ــ استغفر الله بسسس .. اقول يابت الحلال مالي خلق للكلام مع السلامه اذا مالش غرض..وبعدين انا مو ابو جابر
رمت البنت الصابون وبقهر :
ــ اسسسمع... لا تفكر حالك احسن واحد بهالدنيا.. وباقي الناس كخه.. مالت عليك وعلى وجهك يا ...××× يا ×××× ... مو اني اللي تتكلم عني بهالكلام.. وبعدين اني كنت زوجته على سنة الله ورسوله..
جعفر فوق لقافته عفوي جدا.. اذا دخل في جدال دخل .. بغض النظر عن الطرف المتجادل معاه.. غصب يبرد شبده ويطلع حرته وصار يضحك ويتمسخر فيها :
ــ قووووووويه.. اول مره ادري الشرع يحلل 5 .. ويش فيش انتين.. اطلعي بس مالي خلق مشاكل وياش..
ــ يحلل 10 بعد اذا زواج مو دائم ..
جعفر حس روحه احد كب عليه ماي باااارد من قوة جراءه البنيه والأحراج... واستوعب ابو جابر شلون صار وياها... واللي قاهرنه انها تتكلم عن الشرع والحلال والحرام وهي من اسلوبها وحده ماتعرف الحلال من الحرام...!!
شالت الصابون وهدأت اعصابها وبهدوء:
ــ ابو جابر خلاص انتهى وقت العقد بيننا .. وما اظن له رجعه .. شكله صدق شافك وخاف يتكلمو عليه الناس.. مع انه بالحلال .. بس هالشايب جبان.. اكتشفت انه جبان... المهم .. لو بغيت شي بيتنا ترى في هالفريق..تبغى ادليك بادليك..
جعفر حس هالمره ان ماي حار انكب عليه من قوة عيونها ... وبنبرة غضب صرخ فيها:
ــ اطلعي برى احسن لش لا الم عليش اهل الفريق كلهم.. سوادة وجه صحيح...
ــ اطلع.. ليش ما اطلع.. بس صدقني بتندم ...
ــ براااااااااااا...
وهي طالعه كانت واقفه على باب المحل البنت اللي شرت قوطي الدهن من قبل وهالمره وياها ياهل صغير ... كان ولد خفيف دم .. يجبر الواحد يبتسم له من يشوفه..
جعفر من شافهم انحرج وخاف على سمعته .. خصوصا انه مبين عليهم من زمان واقفين وسمعوا الهدره من اولها لآخرها .. انتبه للبنت تساسر اخوها قبل لا يدخل البقاله..


دخل الولد وكان عمره تقريبا 5 سنين .. اشترى كيس طحين و بيضتين...
وجعفر يحطهم له بالكيس صار يسولف وياه يبغى يداري عاللي صار ويهدأ اعصابه :
ــ هاا بتسوو كيكه..؟
الولد بفرح :
ــ ايه...
ــ ياسلااااام احب الكيك انا..
الياهل فرحان: ــ زيي .. احبه وااااايد
ــ ههههه عليك بالعافيه.. وهذا باقي الفلوس...تفضل يابطل..
وقبل لا يطلع الولد من البقاله... راح لجعفر اللي كان قاعد على كرسيه مقابل طاولته... واشر له ينزل اذونه..
ابتسم جعفر له :
ــ هاا.. بتقول لي سر يعني..
هز الولد راسه...
نزل جعفر راسه وهو يضحك بيسمعه ويش يقول... الا يقول له:
ــ تقول لك عمتي نوريه .الناس يقولو هذي المرأه مو زينه.. لا تتورط وياها بالمشاكل.. كل تتبلى على الصبيان .. و اخوانها مجرمين و ما يخلو احد بحاله ..
فتح جعفر عيونه... وصار يضحك ضحكة قلق .. :
ــ ايه.. زين .. ماعليه.. هههه ويش اسمك يابطل...
ــ سيد هاشم..
ــ والنعم ياحي الله السيد...
ــ الله يحييك...

وطلع الياهل لعمته وصار جعفر يراقبهم ... وهو يفكر.. :
ــ لهالدرجه شر هالناس على شان يحذروني منهم....ههههههههه ظريف هالجاهل.. قال ويه عمتي نوريه.. يعني اسمها نوريه.. فضيحه خخخخخخخخ..

دخلت البنت مع اخوها الصغير البيت...
نوريه : ــ ويش قلت للريال؟
سيد هاشم : ــ قلت له تقول لك عمتي نوريه ...
هو ماكمل كلامه.. الا تصفع على راسها:
ــ غربال يغربل بليسك .. وافضيحتاه.. اني قلت لك تقول له الناس تقول.. حق ويه تبدي كلامك بتقول لك عمتي نوريه.. غرباااااااال على غرباااااااال.. الحين ويش بقول الريال عني.. ما افرق عن اللي حذرناه منها بشي ... لكن الشرهه علي اللي بسوي خير...
سيد هاشم تبشع وشوي بصيح..
نوريه تمسح على راسه:
ــ لا تبرطم عاد.. قهرتني الله يسلمك..
ولا تسمع الا صوت طالع ليها من المطبخ وماسك كاس ماي يشرب فيه:
ــ قهرش لويه ...
نوريه بفرح:
ــ هلا .. هلا بالغالي هلا...الحمدلله عالسلامه اسفرت وانورت ..
ــ هههه الله يسلمش... ماقصر فينا هالبحر .. دي 4 شهور وحنا نطامس... ومع ذلك كل عطاشى .. لعنة الله على من حرم عليكم ياسادتي الماي ..
هاشم ابتسم ابتسامه عريضه وركض :
ــ يبببه...
ويحمله سيد رضا.. :
ــ هلا بولدي هلا... هااا ويش سويت لعمتك وقهرتها.. ومين الريال اللي تتكلمو عنه..
نوريه مفتشله:
ــ ويش اسوي في ولدك فضيحه.. حرمت اسوي خير.. هذا اللي يبيع ببقالة حجي ابو حسنين .. بت وحيد الـ.. طالعه من عنده بعد ماسوت له هدره وشكلها بتوديه المسكين بداهيه..
ــ ايوااا.. عيل راح ملح وسكر.. ولا هونت هالبنيه عن فعايلها يادافع البلا..يقولو تابت مو كفايه تطلقت 3 مرات .. ؟؟
نوريه منحرجه من اخوها:
ــ الله يهديها.. ايه عن الحرام عفر تابت من زمان .. بس .. مؤقت الحين...
ــ اهاا.. متعه يعني..
نوريه استحت وارتبكت و ماهي عارفه ويش تقول ..... :
ــ ايه ... من طرف الشيخ محسن عاد قلنا بتتوب يوم تدخلو شيوخ في سالفتها بس شكلها مخليه الشرع واحكامه غطى لفعايلها..
ــ وانتين ويشد دراش ياخيه...؟
ــ من النسوان اذا يَوْ يخيطو عندي اسمع سوالفهم...و عاد الله يسلمه ولدك ساسرته يقول له يحذره منها لا ياخذ ويعطي وياها لا تبلشه... من باب الخير... راح وفضحنا.. وقال له تقول لك عمتي نوريه ..
سيد رضا ومبين عليه انقهر وقلب على نوريه:
ــ ها.. وانتين ويش لش وويش لقفش بتسوي خير .. الحين ويش بقول عنش..؟؟
نوريه برطمت وشوي تصيح:
ــ ماحبيت يتورط وياها... خصوصا ان حنا نعرفها وهو مو من هالديره ..وبعدين لو صارت بلوه الكلام بيعم على ديرتنا كلها وبسبتها...
ــ وويش دراش انه مو من هالديره..
نوريه حست ان اخوها يللا ببدي استجواب...قالت والكلام يتقطع تقطيع وهي تمسح دموعها اللي نزلت بلا شعور من الربكه والحيا والخوف :
ــ من لهجته لما سمعته يتجادل معاها...
سيد رضا ابتسم ... وبهدوء:
ــ ادري بش ياخيه مو قصدش شي.. وقصدش تمنعي المكروه ... اعرفش مستوره وخيره .. بس الرياييل بهالزمن ماليهم امان... مو بعيده يفهمش غلط ويأملش متعمده تخلي هاشم يقول له على شان يعرف اسمش..
ضربت نوريه صدرها وصارت تصيح:
ــ والله مو هذا قصدي.. عساني مصيبه .. وحق يِدِي رسول الله مو قصدي
ــ ادري ادري ياخيه.. هدي بالش ..
وصار سيد رضا يطبطب عليها ويهديها...

سيد رضا .. غواص.. عمره 37 سنه.. ارمل من 5 سنين وماعنده الا ولد واحد سيد هاشم... ربته عمته نوريه واللي كانت الأخت الوحيده لسيد رضا .. يتيمه وعمرها 17 سنه تشتغل خياطه..


في بيت ام علوي..
ام علوي داخل الغرفه على بابها قاعده تسف وتسولف مع معتوق وعيسى وكانوا يتغدو:
ــ امي معتوق كم عندك من ولاد..؟
ــ عندي 4 بنات الله يسلمش..
ــ الله يخليهم ويبلغك فيهم...من صوتك حسيتك صغير ما شالله تبارك الله..
معتوق يبتسم.. وعيسى يضحك:
ــ اماه.. صغير هو.. ترى اكبر مني بـ 8 سنين بس عفر...
ــ يووو.. ويش بيدي عليك ياولدي ..
عيسى وهو يضحك يغمز لمعتوق ويساسره:
ــ الحين بتقول لو انت معرس عندك زيه...
ام علوي:
ــ اييييه.. لو انت معرس ياولدي اجل مو بعيده يكون عندك ولدين..
معتوق جت له الضحكه وحس روحه بيشرق في الأكل وعلى طول مد عليه عيسى كاس الماي... ويضحك ويهمس له:
ــ مو قايل لك.. سوت تخفيضات اكي بعد...
ام علوي :
ــ كني اسمع مساسر وضحك, علي هااا..
معتوق:
ــ لا شدعوه يا ام علوي... شرقت من حلاوة الأكل بسرعه قمت اكل..
ــ عليك بالعافيه.. ايييه.. فديت هالعيسى .. كل شي معتمد فيه على روحه.. اجل اني اللي ماسويت له شي بحياتي.. يخيط لروحه ويطبخ وينظف.. منى عيني اشوفه معرس على ديك المريه اللي تشيله في عيونها وتخفف عنه تعبه...
معتوق:
ــ الله يبلغش فيه ان شالله ويفرح قلبش..
في بيت حسن وحسين..
وفي الليل .. والجميع نيام...
طلع محمد بهدوء من البيت.. وراح لباسم.. وتوجهو لمزرعة هيثم... وفي بالهم خطه انهم يخلو هيثم يسكر و يمثل باسم انه مو في وعيه ويستغل محمد الفرصه ويبوق الشنطه ... وصلو ,, و دخل باسم وتفاجأ بوجود شباب مايعرفوهم مو من ديرتهم قاعدين وياه والجلسه حلوه..
باسم:
ــ وين الشنطه.؟
هيثم:
ــ ويش تبغى فيها.. جبت فلوس اول؟ جبت مقابل ليها على شان تسأل عنها...
باسم يحس نفسه ما استفاد من هالجيه غير عوار الراس والمشاكل..
قام بيطلع قبل لا يورطوه بشي غصب عنه...
الا بهجوم رجال شرطه مقتحمين الصندقه اللي هم فيها وماسكين محمد اللي كان عند نافذتها يتصوخهم...
ــ تفتيش.. يا رجال ... شيلوهم..
ويلمو كل اللي بالصندقه للسيارات.... ومحمد وباسم وياهم...

الى الملتقى..

Princess
05-30-2011, 12:49 AM
الفصل الثاني عشر ................................

وفي مركز الشرطه... وبعد التحقيقات تم وضع هيثم في السجن لأنه كان بحالة سكر ولعدة شكاوي وصلت من اهل الديره عليه...
حسن وحسين مروا على سيف ودقوا على بابه ولكنه مافتح ليهم... فراحوا لحالهم للشرطة بعد ما استدعوهم بأتصال..

حسن يتفاهم مع الضابط :
ــ واللي يرحم والديك .. صغار ديلا مايصير يقعدو في الحجز .. ليش ثابت عليهم شي ؟ كانوا سكرانين يعني ؟
ــ لا والله بس كانوا في موقع الحدث و كونهم مو سكرانين مايشفع لهم .. لازم اولا نتأكد .,, و نعرف سبب روحتهم هناك وهم مو طايعين يجاوبون.؟
ــ طيب اقدر اشوفهم؟
دخلو حسن وحسين في غرفة وجابو ليهم باسم ومحمد من الحجز, حسن من شاف محمد صرخ فيه بغضب:
ــ ويش كنت رايح تسوووي هناك هااااا...
باسم من الموقف والمكان اللي هو فيه وفوق هذا صيحة الغضب من حسن رجوله صارت ترتجف ومو قادر يوقف..
حسين :
ــ هدي ياخوي خلنا نعرف ويش السالفه..
محمد وشوي خلاص بيصيح:
ــ والله مو مسويين شي .. كنا رايحين بناخذ شنطه من عنده...
حسين:
ــ شنطه ويه؟

باسم خاف زياده من انفعال محمد .. وخاف انه يقول كل اللي قاله له وهم في مركز الشرطه و كان بتثبت برائتهم بيتورط بشير و بتكبر المسأله. فقاطع محمد:
ــ ششنننطه.. فيها حووااايج للمرحوووم نذيررر
حسن بغضب يخاطب باسم:
ــ و لويه ماتاخذها انت بدل لا تورط وياك ولاد الناس ... هاااا.. لويه؟
باسم مو عارف ويش يقول غير انه يتأسف
في حين محمد فهم على باسم :
ــ يبه سامحنا .. وطلعونا.. انا رحت ويا باسم لأنه يخاف من هيثم وخفت عليه يسوي فيه شي .. تكفى يبه.. سامحه...وطلعونا..
حسين :
ــ خير ان شالله...
وراحو يتفاهمو مع الضابط اللي يوم عرف الموضوع انه شنطه فيها اشياء خاصه .. اصر بزياده يستجوب هيثم ليجيب الشنطه ويكشفوا صحة كلامهم..
وبالكذبه ازداد الطين بله... وطلع الضابط باسم و محمد بكفاله .. مع امكانية استجوابهم في أي وقت لو طلعت الشنطة المزعومه و التحقيق معاهم..

في بيت حسن وحسين...
مريم في الحوش تهدر وتحن وتزن..
ــ ويلي عليك ياولدي... خذوه الشرطه ويش مسووووووووي عاد..
امينه قاعده تصيح على ولدها..
ومريم تنفعل فيها:
ــ ويش يودي ولدي لمزرعة هيثموو غير ولدش .. انتون اللي ليكم علاقه بهالهيثمووو..
فاطمه:
ــ هدي يا ام علي هدي.. باسم بعد خذوه ... وشنو علاقتهم في هيثم لا تزيدين ام بشير المسكينه حرقة قلب .. مالها ذنب..
مريم:
ــ ويش ماليهم ذنب وماليهم علاقه... و رجل بنتها المسجونه صديق هيثمووو؟؟
ام عبدالله : ــ صلي على محمد يا ام علي وبلا هالكلام مو وقته..
ــ ويش اللي مو وقته هاااا.. اني ماني داريه مجبورين نتحمل هالناس لويه؟ لووووووويه؟؟؟
صوت رحمه بالغرفه مع بشير ارتفع بالصياح .. و فاطمه و ام عبدالله في الحوش مندهشين من كلام مريم و اسلوبها الوقح مع ضيفتهم...
جعفر وعلي كانوا فوق يسمعوا هدرة النسوان ومو عارفين يتصرفوا...
امينه شابحه بعيونها وحاسه بالفشيله و قلة الحيله... وبهدوء وهي تمسح دموعها:
ــ اسمحوا لينا.. ضايقناكم.. وكلفنا عليكم... وحطيناكم بمشاكل..
ودخلت امينه الغرفه خذت بشير و رحمه.. وهي طالعه..
فاطمه فتحت عيونها : ــ وين بتروحين بهالليل .؟؟ بترجعين البيت؟
امينه ابتسمت والدموع تتناثر :
ــ لا تحاتيني يابتي.. ماقصرتوا انتون.. ولا ودي نضايقكم اكثر ...
ام عبدالله:
ــ شدعوه يا ام بشير..لا مايصير تطلعي مكان .. انتين ضيفتنا.. اعذري ام علي لا تلوميها من حرقة قلبها على ولدها.. ماتقصد شي ..
مريم بقهر :
ــ اقصد .. ويش اللي ما اقصد ..؟ يعني بتقنعيني انش الحين انتين بعد مرتاحه لوجودها؟ نسيتي روحش وانتين تمنعي بتش تزور بتها.. نسيتي هدرتش عليها وعلى وضعها..والله العظيم حاله...من قدامها تسوو حالكم ومن وراها هدره عليها..
ام عبدالله حزتها ودها الأرض تنشق وتبلعها..وماهي عارفه ويش تقول.... وامينه ظلت واقفه مندهشه و مبتسمه وفي عيونها ألم ودموع...
فاطمه مو عارفه كيف تتصرف واقفه وتحس بالأحراج والتقصير و الألم على حال امينه..
في حين امينه مسكت ولدها وحملت بنت بتها وطلعت في هالليل...
صارت تمشي في الفريق المظلم.. بشير صمت و رحمه تأن بهدوء.. وفي بالها الأفكار تروح وتجي :
ــ وين اروح؟ وويش اسوي في حياتي على شان الناس ما تضايقني ولا تضايق اولادي..؟ ياربي ويش اسوي وهذا حالي.. ويش اسوي..
صارت تسرع في المشي بلا وعي وبلا هدف.. لين دخلت في النخيل ..
وتتعثر بطرف عبايتها وتطيح على ركبها وتتسند على احد النخلات وتصير تصيح و تنوح:
ــ لا رجل ونستند عليه.. و الناس ما تمبانا... الوم الناس لويه؟؟؟ و ابوك هو اهل الملامه... وين يبغونا الناس و البت محبوسه و الأولاد واحد مريض والفاني مايندرى ويش علمه.. و ياهله في رقبتي مادري كيف برعاها.. ياربي دخيلك على بابك اني .. ويش اسووي .. تعبت من هالحياه.. خذني وريحني ...
ماشافت الا بشير يحضن راسها ويصيح من قلب وهو يتأسف:
ــ هذا كله مني.. كله مني ..
امينه تصيح وبحرقة قلب تصارخ :
ــ ويش اللي منك ياولدي ... ويش اللي منك..
بشير صار يتلفت حواليه بهالنخل.. ويتذكر اللي صار العام الماضي.. و بلا وعي صار يسرد على امه احداث هذيك الليله....
وبالصدفه عباس كان عوايده يقضي جاحته ورى وحده من النخلات.. صار له فتره مايرجع البيت يتأخر في البقاله .. وبيته بعيد عنها.. وفوق هذا لحاله وحيد .ماحد يحاتيه ليش تأخر......
ظل عباس مكانه ومو مصدق اللي قاعد يسمعه..


في بيت حسن وحسين .. بعد مارجعوا ورجع وياهم محمد وباسم..
حسن صار يصرخ في مريم بالحوش وقدام الكل و يشابقها على اسلوبها السخيف في معاملة امينه:
ــ انتقم الله منش من مرأه خليتي الفقيره المغلوبه على عمرها تطلع في هالليل هي ولبها ولب روحها مو بعد ويا ياهله و مريض .. حسبي الله عليش من مرأه انانيه .. انتين فيش قلب لو مخ .. ؟ حاشاش .. فشلتينا الله يفشلشش ,, فضحتينا الله لا يربحش دنيا ولا آخره..
مريم ولأول مره ترفع صوتها على صوت حسن:
ــ ويش يعني.. تبغاني اشوف ولدي ينوخذ للحبوس بسبة واحد كل طايفته مشاكل وبلاوي .. وتبغاني اسكت... لا والله ما اسكت قلعتها والله مو من بقايااا اهلنااا هي ..
هي ماكملت كلامها الا يعاجلها حسن بكف على وجهها.. خلى جميع الموجودين ساعتها يشهقو شهقه قويه.. وينسحبوا بهدوء افضل من الكلام , فالمشكله بين مرأه وزوجها ومايحق ليهم يتدخلوا ...

وفي غرفة حسين .. فاطمه قاعده تصيح وحسين يواسيها..
ــ والله حسيت نفسي ولا شي.. حسيت نفسي مقصره ... المسكينه خالتي.. الحين وين بتروح..؟ مادري ليش ام علي قالت لها ﭽـذيه.. إهي يات لِنا تبينا عون .. صرنا عليها فرعون.. شلون بنام الحين و اني احاتيها مادري وين راحت بهالليل..
ــ اكيد رجعت بيتهم وين بتروح.. الله يعينها على سيف بس ... هدي انتين بس .. هدي...
ــ مو قادره .. كلما افكر فيها وهي بعيده يعورني قلبي .. شلون وهي مطروده من بيتنا بهالليل ..
ــ حسبنا الله ونعم الوكيل.. الله يهدي ام علي بس .. ويعين اخوي عليها..

باسم .. حاولو فيه جعفر وعلي يظل وياهم الليله.. لكنه مارضى خصوصا ان المشكله صارت بسبته.. وامه طلعت بهالليل.. فطلع من عندهم وراها...
ومحمد ولا كلمه في راسه الأفكار تروح وتجي خصوصا انه اللي شار على باسم بهالخطه و اقترح عليه يروحوا في الليل .. وتورط الحين وياه...

وفي غرفة حسن... مريم تصيح وتنوح , وحسن يهدر عليها ,, وبرى الغرفه جعفر يتصوخ الوضع خصوصا بعد الكف الحامي اللي اخذته امه على آخر عمرها... :
ــ استقويتي يامرأه لول مايرتفع صوتش بحضرتي.. الحين يرتفع على صوتي.. لكسر راسش والله صايره وكيحه >> ( وقحه )
سكتت مريم .. خافت على روحها على آخر العمر صارت تنطق ..
حسن بقهر:
ــ ولدش و اكوه رجع عندش.. تسوى عليش طردة الفقارى بهالليل.. الحين لو راحت لرجلها وكسرها .. ولو اني ماحسها بتروح له.. انا مانى عارف انتين قلبش من ويش ..؟ برود وقلة احساس من وين جايبتنهم؟؟
جعفر منفعل و خايف تزيد حدة الشبقه والهدره بين امه وابوه.. يحسها قويه وهم بهالعمر...
مريم ماتحملت :
ــ والله كل شي تمشيه مرت اخوك على هواها لويه..؟ مين الكبيره اني لو هي .؟ ليش ولا مره خذوا برايي قبل لا يسوو شي...والبيت مو بيتهم لحالهم.. بيتي اني بعد..
ــ لا له .. وترد بعد.. خذوا رايي وانا اللي جبتها ويا اخوي.. طرطور شايفتني حضرتش.. صدق بس الروس نامت والعصاعص قامت..
جعفر جت له الضحكه برى.على مثل ابوه.. الروس نامت والعصاعص قامت.. .وصار يحاول يكتمها
حسن:
ــ وخري بس عن وجهي مو طايق اقابل وجهش الليله..
جعفر فتح عيونه يعني ابوه بيطلع من الغرفه..
ويلتفت بسرعه بيرجع غرفتهم الا يشوف علي قدامه واقف ويشهق جعفر شهقه من الخلعه
علي بمكر:
ــ تتصوخ يالملقوف ها.. ما تتوب عن فعايلك...
ويسحب جعفر علي ويدخلو بسرعه غرفتهم .... جعفر بأنفعال:
ــ لا كنت بروح الحمام و مريت وسمعتهم..
علي يدف راس جعفر بسبابته:
ــ حمام ها.. الحمام تحت والدرج اقرب لغرفتنا من غرفة امي وابوي .. تخرط على مين ها.. على مين؟؟
جعفر : ــ اهووو بس مناك..
الا بدخلة ابوهم عليهم... وبهدوء:
ــ الليله ابوكم بينام وياكم...
جعفر يهمس لعلي :
ــ حمسان ابونا..
علي يدوس على رجوله يسكت...
ــ انشب لا اعلمه عليك يا ملقوف...
علي :
ــ حياك يبه حياك ان ماشالتك الغرفه تشيلك عيوننا...
عدل علي سريره وخلى ابوه ينام عليه و فرش له منام عالأرض مع جعفر اللي كان يكره الأسره..
وصاير مثل الرحاله يوم ينام في الغرفه ويوم بالحوش.... اما محمد فصمت من اول مارجع ومنسدح على سريره... وبين ماهو يفرشه قام وبالغلط صفق نهاية عموده الفقري بدرج كان مفتوح ما انتبه له..
ــ آآآه.. ويلي..
ورجع قعد من قوة الضربه ...
حسن التفت له:
ــ ويش فيك.. ويش صاير؟
ــ طق عصعصي بالمجر ..
جعفر ماقدر صار يضحك يضحك تذكر قول ابوه لأمه .. الروس نامت والعصاعص قامت....
حسن: ــ انسدح على ظهرك الحين وبيخف الألم.. لابو امك ساس البلا اللي على آخر العمر استنحست..
وهم منسدحين.. جعفر يهربد بينه وبين نفسه بصوت منخفض :
ــ عصعص.. لويه يسموه عصعص...! عص.. عص !!
حسن : ــ تؤتؤتؤ .. اركد واهدأ يا صبي ونام..
علي سمعه : ــ عصعص بالعامي .. بالفصحى يسموه ( عُجب الذنب) ..
جعفر: ــ هااا... خخخخخ ياربي ... يللا تظل احسن من عووص عووص..
علي ينقلب الجهه الثانيه:
ــ استح .. و لا تسخر.. تدري هذي اصل خلقة الأنسان و العظمه الوحيده اللي ما تذوب اذا دفنوه و منها ينعاد خلقه يوم القيامه..
ــ اوووووه اخوي مثقف .. من عذر بياخذوك بعثه..
ــ مالت عليك يالأهطل.. نام بس نام..
حسن:
ــ و الآآآآخير.... صخوا وناموا.. مو انحاش من امكم تجوني انتون..

جعفر يفكر في كلام علي ... وفي المثل اللي قاله ابوه وفي باله :
ــ اذا الراس نام وهو اللي فوق .. قام العصعص اللي تحت.. يعني ابوي قاله على انه راس وامي عصعص ,,معناه ليش امي تسوي حالها على ابوي وهو اعلى منها .. بس علي يقول العصعص مايذوب وقوي .. يعني امي اعلى من ابوي مو العكس ويلي خخخخخخ استغفر الله بس ... خخخخخخخخخ
علي يرفس جعفر برجوله يبغاه يسكت عن هالضحك المكتوم... وهدأوا الجميع..



>>>>>>>>>

Princess
05-30-2011, 12:50 AM
باسم بعد ماطق على باب بيتهم لين ما تعب.. وما احد فتح له بهالليل.. تأكد ان امه مارجعت... ويدري في ابوه نومته ثقيله فما بيفتح...
ظل على باب البيت قاعد و الأفكار تجيبه وتوديه.. لين ما غفت عيونه...


في النخل...
امينه بذهول وهي تصيح:
ــ ايييه.. ويش سوت حليمه بعدين؟؟؟
بشير وهو يصيح و يتأتأ:
ــ خذت السكين... و حطتها في شنطه بعد مالوتتها في خلقه و جينا هنا بهالنخل ودفنا الشنطه ويوم ثاني حليمه اخذوها...
امينه صارت تهز في بشير :
ــ ماتذكر مين اللي كان وياكم.؟؟ ماتعرفه؟؟؟ مين كااااان
بشير يهز راسه بسرعه وبخوف:
ــ كان متلثم بغتره ماعرفته... طلع بسرعه وماعرفته...
ــ وين.. وين الشنطه؟ تندل تحت أي نخله دفنتوها؟؟
ــ ماذكر.. مادري ...
امينه صارت تفرك في راسها وبدنها تحس مو مستوعبه هالقصه .. يعني فعلا بشير سواها.. وصارت تفكر حتى لو تذكر وين دفنوا الشنطه ويش بتسوي فيها لو حصلتها....
وفي الصوب الثاني عباس.. تيبس مكانه من هالقصه العجيبه... ورجع بذاكرته لليله يذكر انه شاف فيها واحد فعلا في هالنخل.. يحفر ويطلع شي وينحاش به... وفوق ان عباس كان مايشوف الا بعيون وحده.. الرجال كان متلثم...ويذكر بيوم ثاني صارت الوقعه ودرت الناس بسالفة القتل وخذوا حليمه
عباس بلا شعور طلع من ورى النخله وتقدم ناحية امينه وبشير..
امينه من سمعت صوت المشي وقفت ومسكت حجره كبيره في ايدها.. وصارت تصرخ:
ــ مين انت؟؟ ويش تمبى ؟؟ مين انت؟؟
عباس بهدوء وادعاء:
ــ ام بشير ؟؟ انا عباس..
امينه اطمأنت يوم شافته ورمت الحجر وردت انهارت على الأرض :
ــ خلعتني ياولدي.. ويش مجيبنك النخل هالحزه >> كانت تعتبره حسبة ولدها.. اكبر من حليمه بشهور و يتيم ماله احد...
ــ انتون اللي ويش مجيبنكم مو انا؟؟ ويش فيكم ؟؟ كنتوا في بيت حسن ويش اللي طلعكم...
امينه حكت لعباس اللي صار:
ــ ومالومهم ياولدي.. مين اللي يبغانا وما ورانا الا المشاكل والبلاوي..
ــ والحين ويش بتسوي ؟
ــ بمهل للصبح وبرجع البيت تشود سيف قعد من النوم .. نومته فقيله هو فما سمعنا ..
عباس في باله:
ــ ماغير دمه الفقيل...
ويسأل امينه :
ــ تعالو وياي البيت الليله.. خبرش ياخاله ماحد عندي وحداني.. ولا القعده بالنخيل
ــ لا ...مايصير ياولدي..
ــ داخله عليش بالله اذا لولادش غلاوه عندش تجي وياي البيت مو أمان تباتوا بهالنخل.. امشي.. امشي والصباح رباح..
ــ عسى ربي يسعدك و ينولك كل مراد..
وراحوا مع عباس...


الصباح.. وفي منزل ابو سلمان...
عيسى رجع يشتغل وياهم بعد غياب كم يوم.. ادعى فيهم انه كان مريض .. وبالتي والذي رضى رئيس العمال يرجعه..
انتهت مرحلة الترميم وجاالسين يشطبوا والرئيس يأمرهم يخلصوا بأسرع مايمكن خصوصا ان راعي البيت بيرجع بعد اسبوع من السفر بعد اجراء عمليته.. فيبغى يسلمه البيت جاهز..
عيسى داخل البيت يشطب مع العمال شوي ناداه رئيسه وطلب منه يرمم درج المدخل فيه كم درجه منشلخه شوي فيعدلهم قبل لا تنكسر اكثر..
وبين ماعيسى يرمم ويعدل انتبه لأحد الدرجات على جنب فيه فتحه مبين انها مفتعله ماكانت موجوده من قبل .. ومغطيه بأسمنت.. وصاير شكلها مشوه للدرج وغير عن لونه..
الدقه في شغله خلته يفكر يصبغ الأسمنت بنفس لون الدرج.. وبين ماهو يصبغ.. الفضول صار يلعب في راسه.
ــ لويه هالدرجه هذي الوحيده اللي فيها اسمنت ومن على جنب.. في مكان مستحيل ينكسر ... او يتعرض لضربه.... لويه مو في مكان ثاني.. و لويه الدرجه الأولى عالأرض بس ..
هالفضول خلاه يقلب الفرشاه اللي كان يصبغ فيها ويصير يطق الأسمنت.. هو ماكسره الا يتفاجأ باللي داخله.. لقى عظام حيوانات .. وشعر ملوت على قطعة جلد مغلفه تغليف محكم ولونها يبين عليها قديمه...
عيسى حس ان الموضوع سحر... عرف وتيقن من شكل هالأشياء ومكانها.. سحر على عتبة هالبيت...
حط الأشياء بسرعه وبدون ماحد يشوفه في كيس وقام واستأذن من رئيس العمال اللي هزأه وقال له ماله كروه بهاليوم...

طلع من عندهم يجر خطاويه .. ومو مصدق اللي شافه ولا مستوعبنه.. رجع البيت يبغى يتأكد سأل خالته ام علوي..
ام علوي دقت على صدرها:
ــ اعووذ بالله دا عمل ياولدي.. وينا شايفنه؟؟
عيسى مايبغى يخلي خالته تحاتيه:
ــ لا .. بس واحد اعرفه شافه على باب بيتهم ,, ومو عارف ويش يسوي..
صارت تمسح على شعرها:
ــ يوووووو.. لمسنا الصوووف والشر عنا مصروووف.. بالصلاة على محمد وآل محمد.. روح ياولدي بسرعه وقول له يروح للشيخ محسن في الديره الفلانيه و يخليه يفكه له.. لا يفكه هوو.. بسرعه الحق عليه..
عيسى طلع وعلى طول راح الى الديره اللي خبرته بها خالته... لقى بقاله بوسط هالديره...دخلها يبغى يسأل راعيها عن بيت الشيخ محسن خصوصا انه مالقى في الطريق ساعتها احد الكل في اعماله والمدارس..مافيه غير نسوان ويستحي يسألهم ..
وتفاجأ بشوفة جعفر في البقاله ..
ــ هلا ياخوك.. انت تشتغل هنا؟؟
ــ هلا فيك.. ايه .. انت بعد تشتغل بهالديره؟
ــ لا بس جاي ادور على واحد..
ــ منهوو؟؟
ــ الشيخ محسن
ــ عفر سمعت به بس ما اندل بيتهم...

برى البقاله كانت نوريه واقفه ومستحيه.. تبغى تشتري اغراض وتقدم خطوه وتأخر خطوه..
اخوها طلع من الصبح النخل بيشوي سمك وقال ليها بيعزم اصحابه على الغدا وهي تكمل الباقي..
وسألها مو ناقصنها شي ... قالت له لا.. لتكتشف بعدين ان ماعندها ملح وهو الأساس... وولد اخوها راح للمعلمه... و تستحي تطلب من الجيران ... والبقاله ماليها جرأه تروح خصوصا بعد الموقف الأخير اللي حطها فيه ولد اخوها..
طلع عيسى من البقاله متوتر ويسرع واختلع من نوريه الواقفه رجع خطوتين على ورى..
ــ يالله يالله..
جعفر طلع وراه بيقول له يدق أي باب في هالفريق ويسألهم الا يشوف نوريه ...
ــ خير اختي بغيتي شي..؟
نوريه بخجل والكلام يتقطع تقطيع:
ــ مل.. ملح..
جعفر استجمع شوية جرأه وسألها:
ــ خيه وين نلاقي بيت الشيخ محسن..
نوريه فاجأها السؤال هي يالله طلبت الملح...
ــ ها.. ايه.. الشيخ محسن.. بيته البيت الفالف في ظهر البقاله..
جعفر بفرحه عطاها كيس الملح وما اخذ الفلوس من ايدها الممدوده.. تركها وراح يركض ورى عيسى:
ــ عيسى... عسيىىى.. تعال لا تروح بعيد ..
نوريه خلاص بتموت من الفشله والحيا.. حطت الفلوس على طاولته وانحاشت بيتهم...
رجع جعفر شاف الفلوس .. وضرب جبهته:
ــ اوووووو.. صحيح اني قليل حيا.. ولا قلت ليها رحم الله والديش... وبعدين قوطي الملح مو بهالكثر.. انحاشت ولا اخذت الباقي...!

عباس راح بيت سيف .. لقى باسم على الباب متسندر... ومسند راسه عليه...
ــ ويش فيك قاعد برى؟ وين ابوك؟
ــ ما يفتح الباب من البارحه للحين وانا اطق عليه...
ــ اووف.. بعده نايم يعني..؟
ــ مادري بس يجوز لأن نومته فقيله..
طق عباس الباب مره ومرتين وعشر وشلخه.. مافتح له... اخذ باسم وياه...
وفي الطريق :
ــ روح بيتي هناك امك تحاتيك.. مادرت بك طلعت.. وبعدين ويش اللي مودنك لهيثموو بنصاص الليالي...
باسم مو عارف ويش يجاوب :
ــ ها.. ولا شي..
ــ تأمل مابقدر اروح مركز الشرطه واسأل...
ــ شنطه.. فيها حوايج لنذير.. قال لي اجي اخذها..
ــ ها.. شنطه؟ و حوايج ويه اللي فيها ...؟؟
باسم يرتجف وهو ميت من الخوف .. ماشافه عباس الا قعد على ركبه وسط الطريق..
عباس منصرع منه...
ــ ويش فيك؟؟؟ قوم... بسم الله عليك...
مسكه لقى بدنه باااارد مع ان الجو صيف.. ويرتجف..
صار يفرك فيه واخذ هوياه البقاله وسكر عليهم بابها حزة اذان الظهر ... وبهدوء..
ــ ترى انا ادري بسالفة بشير.. فعلمني ويش سالفة هالشنطه.. وصدقني بساعدكم باللي اقدر عليه..
باسم حس نفسه لقى الأمان عند عباس.. وصار يعلمه....


.>>>>>>>>>>>

Princess
05-30-2011, 12:51 AM
في بيت حسن وحسين...
فهيمه جايه زياره لأمها .. بتتغدى وياهم .. من الصباح وهي وياهم حابسه فيصل في الغرفه معاهم مايتحرك ولا يلعب ولا يطلع للحوش...
فيصل كان ساكت ومستسلم طول الوقت.... فجأه ماسمعوه وهم يصلوا الا يرمي على امه وخالته وجدته كلام .. شوي التفت لبشرى اللي كانت منسدحه على بطنها جنب سجادة امها وهي تصلي.. قعد جنبها وشال التربه من على سجادة امها بيفلع راس بشرى فيها...
بشرى كانت واقفه قطعت صلاتها من الخلعه وخطفت التربه من ايد فيصل .. اللي مستمر في قول الكلام اللي مو زين ..
هو ماسكت من كلامه الا امه هاجمه عليه بعد ما خلصت صلاتها و طيحي فيه ضرب بدون وعي.. وكلما مسكوها وقالو ليها هدي وهو يصارخ.. وهي تضرب .. وتصيح:
ــ لمتى يعني.. وشنو الحل معاك ها..؟ الله ياخذ روحك.. ما ابي عيال ﭽذيه ما ابي ...
ام عبدالله:
ــ اعوووذ بالله بسم الله عليه ويش هالكلام ..
فاطمه تبعد فيصل عنها:
ــ مايصير ﭽـذيه خيه تدعين على ولدﭺ بالموت حرام عليـﭻ...
فهيمه قعدت على ركبها وصارت تضرب على خدودها:
ــ انتوا ماتدرون.. ماتدرووووون..
ام عبدالله تمسك في اياديها..
ــ ويش ماندري.. خلاص لا تدقي في روحش .. خلاص ..
خذت فاطمه فيصل برى الحوش شافت في وجهها علي قاعد يدولب عطته وياه وطلبت منه ياخذه البقاله لو أي مكان لين ما تهدى امه..
وجابت ليها كاس ماي...وصارت ام عبدالله تشرب فهيمه وترشح وجهها وتسمي بالرحمن.. وتهدي فيها وبنفس الوقت تهزأها على الدعاوي اللي صارت ترميها على ولدها:
ــ ويش اللي ماندري به.. وويش فيه..؟
فهيمه صارت تصيح صياح مو صاحي خوف امها واختها... اول مره بالحياه يشوفو فهيمه القويه اللي ما احد يغلبها بهالضعف وبهالأنكسار...
ــ يمه.شسوي.. قولي لي شسوي.... ولدي مو صاحي... فيه مرض نادر... يمه هذي مو تربيتنا انا وابوه اللي تخليه يقول هالحـﭽـي ,, المرض يخليه يقوله غصبن عليه.. وغصبن عليه كل الحركات الشينه اللي كان يسويها.. يمه .. آنا ما دعيت عليه بالموت لأني ماحبه والا مابيه.. انا مابي هالمرض وهالمرض متعبنه هو... اكثر من ما متعبني انا وابوه.. والله احسه بيستخف منه بيستخف.......
وبين ماهي تتكلم وتتشكي وتصيح وهم متفاعلين وياها و متأزمين .. ماشافوها الا قامت تركض وتركتهم وعلى طول الحمام وهم وراها مختلعين ويش فيها فجأه..!!





ام عبدالله وهي منذهله ودموعها على خدها من اللي صاير تهمس لفاطمه..وهم على باب الحمام من قاموا ورى فهيمه..
ــ ياعلي .. ويش هالحاله.. الله يفرج عنك ياولدي .. مو بكيفه يعني اللي كان يسويه...الله يكون بالعون .. يتعالج ان شالله ويصير زين.. ماعلى الله بعسير.
شوي يسمعوا صوت فهيمه بالحمام.. ترجع..
فاطمه صارت تطالع امها... وام عبدالله فهمت نظرات فاطمه وبهدوء:
ــ فهيمه.. ماتجيها هالحالات الا اذا....
فاطمه بهمس: ــ حملت....
ام عبدالله رفعت ايدها وبعالي الصوت خصوصا ان فهيمه تأخرت في الحمل على فيصل .. :
ــ يالله ياكريم تعوض عليش يابتي بالخلف الصالح و تفرحش و تبرد حزنش ..

فهيمه داخل الحمام تصيح وفي قلبها تكرر:
ــ لا ان شالله ياربي.. ما ابي .. ما ابي...

وفي بيت الشيخ محسن...
ــ ياولدي تقول شفت هالتميمه دي مدفونه تحت درج بيت ناس.؟
ــ ايه...
ــ وويش يخليك تطلعها ويش دراك انها داخل..
صار يحكي للشيخ انه عامل و يرمم وكذا..
الشيخ:
ــ ايييه.. جزاك الله خير .. خلاص انا الحين بافك السحر وانت توكل على الله
عيسى :
ــ زين مايصير اعرف ويش فيه السحر.. ومين المسحور؟
ــ لويه يعني وانت عامل ؟
ــ لا .. مو بس عامل.. نسبااي هالبيت ووكلوني افكه ليهم..
ــ آآآه.. ايه خلنا نشوف بسم الله الرحمن الرحيم..
ويفك الشيخ الجلده بهدوء وهو يقرأ آيات وينفخ فيه ويصلي على محمد وآل محمد..و يكرر آية الكرسي مرات عديده و آيات وسور ثانيه . وتطلع بداخله ورقه... مكتوب فيها بأحرف مفرقه. و اوامر للجن ..ويلتفت لعيسى ويسأله..
ــ علي حسين و حورية كاظم ... ديلا انسباك؟
عيسى فتح عيونه... اسم ابوه واسم امه... وبذهول:
ــ ايه.. ويش فيهم...
ــ انا لله ياولدي.. دا سحر تفريق .. غالبا يسووه ضعاف النفوس يفرقوا بين الناس وخصوصا بين المرأه وزوجها... الله يعدل الأحوال بقدرته ويرجعوا لبعض
عيسى يحاول يتمالك نفسه.. ويفكر بشكل سليم.. بس ابوه وامه ماتوا يعني ماله فايده هالسحر.. وفوق هذا ابوه مات قبل امه بسنين .. ترك عيسى الشيخ يكمل فك السحر وطلع عنه بدون مايقول له ان المسحورين توفوا..

وفي بيت ام علوي العصر.. يبدي الدرس عادة..
ام علوي قاعده بالحوش ماسكه الخيزرانه وقدامها مجموعة بنات ومجموعة اولاد.. البعض يكون يروح المدرسه الصبح والعصر يجي يتعلم عندها والبعض الآخر زي بدر و جاسم وبعض البنات على طول وياها وما يروحوا مدارس امثال بدور ..بعكس جنه اللي كانت تروح المدرسه والمعلمه..
كانت تراجع ليهم ماسبقت دراسته ^^...
ــ بدر شهاب..
ــ نعم...
ــ ينعم بحالك ياعيني .. بدي لي النصبه من حرف السين ..
ــ ساسوسي.. شاشوشي.. طاطوطي ,, ظاظوظي ..
ــ بس يكفي عفيه عليك.. الله ينور عليك ياولدي شاطر انت مايحتاج..نشوف جاسم عبدالحميد.. كمل
جاسم كان سرحان ومو في الدنيا..
ام علوي تعيد السؤال...
ــ جاسم عبدالحميد مو هنا له؟
جنه ترد بداله:
ــ هنا..
وتضرب ام علوي الخيرزانه عالأرض..
ــ وينهو مايجاوب..
جاسم استوعب الموضوع ويصير يسأل جنه ويش السالفه وتهمس له جنه .. عين عين,, وهو ابدا داقنه الصمخ ..
كتبت له على الأرض حرف العين بصبعها.. الا جاسم مسوي روحه فهلوي بعد ما فهم رسمة جنه ع = 4 وبصوت عالي:
ــ 4 , 5 , 6 , 7
ام علوي ردت وضربت عالأرض بالخيرزانه:
ــ ويه ويه.. الا قاعد تعد لي؟ اني قايله منت ويانا..غربال يغربلك.. الأرقام دي من سنين خلصناها ماشبعت منها بالمدارس.. !!
وتلوح الأرض بضربه تطلع الغبار وتخلي جاسم ينتفض من الخلعه.. وتصرخ فيه..
ــ عين.. النصبه اقول لك النصبه...
جاسم من الربكه:
ــ عاااا.. عاااااا.. عاااا
ــ يوه.. ويش ماكل..؟
ويصيروا الجهال يضحكوا عليه وام علوي جتها الضحكه بس تحاول تصير شديده حق يتعلمو.. وماشغلتها الا ضرب في هالأرض بهالخيزرانه:
ــ اخلص.. وويش آخرة هالعاااا...؟
ــ عوووو .. عووووو
ــ انقلب ديب.. لا تعاوي ياولدي وقولها عدله ..
ــ عااا عووو ...
وبهدوء متردد كسر اخر النصبه
ــ ..... عي!؟
ــ عدل .. ويش فيك.. هذا وانتا ولد استاد المفروض اشطر واحد.. اني الا باشوف جنه تكمل عدل لو لا.. كملي ياعيني عن اخوش مفهي اليوم..
جنه بأبتسامه عريضه:
ــ غاغوغي.. فافوفي..
ــ زين يابتي روحي للنون وكملي خلي اخوش يستحي على وجهه ويتعلم..
ــ نانوني.. هاهوهي
ــ ولو رجعنا للبدايه من الراء.. ؟ سمعيهم وتعلموا منها...
ــ راروري....
وسكتت جنه.. ارتبكت..
ام علوي.:
ــ ويش فيش يابتي ادري بش تعرفي شاطره كملي ..
جنه بأرتباك واستحياء وصوتها الحماسي انخفض:
ــ ذاذوذي...ثاثوثي .. شاشوشي.. ثاثوثي
ولا تسمع الا اللي وياها الجهال انفقعوا ضحك ...
ام علوي استوعبت الموضوع وتذكرت ان جنه غلطه..في ز ، س ، ص
جنه تفشلت وشوي وتصيح...
ام علوي عورت قلبها فصارت تداري الموقف بشلخه.. :
ــ على ويه تضحكو.. اني يوم اني قدها ماعرف اقول خ اقوله ح ولا اعرف اقول ر اقولها ل .. فلو باقول خياره كنت اقول حياله..كبرت وصرت اقولها عدل ..
وصاروا الجهال يضحكو زياده.. وجنه شوي تعدلت نفسيتها وابتسمت...
وطلعتهم من المعلمه..
بدر كان يرفض ان بدور تمسكه في الطريق لا يتعثر من رجوله كان يفضل انه يمشي عند الجدران اريح له ولنفسيته من يمسكه احد... وكانت بدور تلبي له هالرغبه وما تضغط عليه.. فمتقدمه عنه تمشي مع جنه اللي كان جاسم يجاكرها على حروفها وهي تصرخ عليه وتتوعده بتشتكي عند ابوها...
شوي الا يسمعوا صوت هدره وراهم طالعه من احد البيوت وشوي مرأه تطلع بالسرعه وهي تصيح شكلها مطروده وداير راسها وتصقع في بدر و يطيح و تصير تهدر عليه و هي تصيح :
ــ ويش فيك تمشي عند الطوفه كنك قطو..؟
التفتوا له لقوه طايح والمرأه كلما حاولت تشيله هو يباعدها مو راضي.. آخرتها رمته وهي معصبه ماكانت تدري برجوله...
ــ اهوووو ناقصتنك الحيين اني...
هي مامشت عنه خطوتين الا تسمع جاسم يصرخ فيها:
ــ حجيه... مو لنش كبيره تعاملي الصغار هاللون.. الدين التعامل .. الدين النصيحه
بدور تطالع جنه ماهي فاهمه ويش يقول اخوها.. وجنه جتها الضحكه وتهمس لبدور:
ــ هذا كلام ابوي له اذا هذأه على اخلاقه الخايثه و شافه ما يتقبل نثيحة احد...
المرأه بحرقة قلب ومبين عليها مغلوبه على امرها ومو قصدها تعامله كذا.:
ــ اني الاقيها من وينا لو من وينا.. سبوس اني مابقى احد مالعب فيي ..لا ولد ولا جيران والحين حتى الجهال.. ويش اسوي اني بعمري ويش اسووووي...

بدور تسأل جنه:
ــ منهي دي؟
جنه تهز كتوفها بمعنى مادري..:
ــ بث كأن ثوتها مر علي.. كأنه ثوت وحده مرأه جت من ذمان بيتنا .. و قالت لأمي اذا تبغاها تشتغل في بيتنا بث امي مارضت...
وتمشي المرأه عنهم ويروح جاسم يحاول يساعد بدر .. مد ايده اله يقومه..
بدر اللي كان يحاول يقوم صار يطالع ايده الممدوده... ومتردد..
ابتسم جاسم وبتصرف مايبغى يخلي بدر ينحرج منه :
ــ امسك ايدي وقوم بس.. لا تخاف مابمشي وياك .. اصلا فقيل انت... افقل مني ..
ابتسم بدر وضحك ضحكه خفيفه وهاديه.. ومسك ايد جاسم شد عليها وسحبه للارض..
طاح جاسم و صار يطالع في بدر بنظره مندهشه...
بدر يضحك عليه:
ــ شفت .. فقيل انا صحيح..
صاروا يضحكو على بعضهم وقام جاسم بعدها وقوم بدر.. وصاروا يسولفوا طول الطريق...

الليل وبين ما عيسى يتعشى مع خالته.. والأفكار تروح وتجي في باله..سألها بهدوء:
ــ اماه..
ــ امي..
ــ تتوقعي امي وابوي الله يرحمهم فيه احد يكرههم..
ــ ويش هالسؤال الغرييب رحمة الله عليهم ماشوف.. ابوك بياض عليه لآخر لحظه بحياته والكل يشهد بأسمه
ــ حتى امي؟
ــ يوو ويش فيك ياولدي .. ويش فيها امك؟
ــ يعني حتى امي ماعمرها اشتكت لش منه ولا صار بينهم خلاف..
ــ لا .. حتى امك رحمة الله عليها .. ماشوف احد كرهها لو آذاها غير عمك.. عمك الله يهديه.. لدرجة زي ماقلت لك تهمها بالبوق ووصلت فيه يتهمها بالسحر بعد..
عيسى استوعب الموضوع... ترك اللقمه من ايده وبالموت بلع اللقمه اللي كانت في فمه.. وفي باله..
ــ عمي.. علي حسين.. عمي.. صح... الأسم الحقيقي لعمي.. علي حسين...واسمه الفاني المعروف به سلمان..
وسأل خالته بريبه وشك:
ــ قلتي لي فجأه هو انقلب عليها ماتدري هي من ويش ,, وطردها و اهانها .. اماااه اباقول لش شي انا شاك فيه كنت والحين تأكدت...
وصار يحكي لأم علوي سالفة السحر..
ام علوي طقت على صدرها:
ــ يعني افتهم ان فيه احد سوى لأمك وعمك سحر.. سحر عمك وخلاه يسوي كل اللي سواه لليوم ..
ــ ايييييه ووديت السحر توي اليوم العصر للشيخ اللي قلتي به..
ام علوي تحط ايدها على راسها :
ــ علي ياعلي ياعلي.. عليييييك ياعلي... مين هاليهودي عديم القلب والضمير اللي سوى هالفعله.. اني حاسني قلبي ماتوصل نكران المعروف والجمايل في عمك لهالدرجه.. حسبي الله على من فعل هالعمله عسى الله لا يربحه ولا يوفقه ولا يهنيه..
ورفعت مشمرها وصارت تصيح وتشتكي:
ــ غربل امك وحرمك منها وظلمك و يتمك وضيع حقوقك.. عسى الله ينتقم منهم ويعجل عليهم ياكريم...

على باب بيت سيف رجع عباس.. يدق فيه وابدا مايفتح..

عباس يفكر:
ــ وين راح هالمجنون .؟ وين مختفي..؟
وبعد 3 ايام..

الى الملتقى..

Princess
06-27-2011, 01:23 AM
الفصل الثالث عشر ................................

على باب بيت سيف رجع عباس.. يدق فيه وابدا مايفتح..

عباس يفكر:
ــ وين راح هالمجنون .؟ وين مختفي..؟
وبعد 3 ايام..
بين ما عباس في البقاله سمع ثنين من الرجال يسولفو بأستغراب عن بيت سيف ..:
ــ ريحة جيفه تطلع من بيتهم من الصبح تارسه الزرنوق .. مايندرى ويش داخل بيتهم و دقينا عليهم الباب ماحد يفتح.. يالله سترك ...اكم جيرانه متجمعين عند باب بيته و طايحين فيه طق .. الريحة مو صاحيه...
عباس انصرع من سمع الخبر وراح يركض بيت سيف وفعلا من وصل كفخته الريحه... عباس منصرع ويتمنى اللي يفكر فيه مو صحيح:
ــ معقوله.. معقوله مات و انفجر و طلعت ريحته.. لا ان شالله.. لا ان شالله
وصار يطق وياهم.. آخر شي قال:
ــ اكسروا الباب..
الجيران خايفين:
ــ سيف محنا قده شراني .. وان كسرنا بابه بنروح فيها..
ــ اكسروه على مسؤوليتي...
واجتمعوا عليه كل الرجال وقلعوه الباب .. ليتفاجأوا بالمنظر ...
سيف مرمي بالحوش على وجهه و الريحة تفطس ...
عباس طاح على ركبه.. والجيران مابين اللي شهق واللي انصدم واللي صار يردد:
ــ انا لله وانا اليه لراجعون...
عباس مو مصدق ولا مستوعب...

وفي السوق باسم قاعد مع محمد.. و كل واحد فيهم مو عارف ويش يقول للثاني عاللي صار و كيف طلعت امينه من عندهم مخذوله ...
الا يسمعوا الهدره عن بيت سيف .. باسم انصرع وقام يركض .ولحقه محمد.. وصلوا ودخلوا البيت اللي كان بابه مخلوع و الجيران سادين المدخل بتجمعهم.. و الوضع مو طبيعي..
باسم من شاف ابوه منشب على وجهه وريحته طالعه ارتمى جنب عباس على ركبه وهو مذهول وزحف ناحية ابوه وقلبه على ظهره و بينت احشائه من بطنه المنفجر ... و الكل ساعتها شهق و صارو يسحبوا باسم اللي كان منصدم ويشاهق... ومحمد يحضنه ويخبي راسه لا يشوف ...
وبسرعه واحد منهم تصرف و راح جاب شرشف وغطاه به و اتصلوا بالأسعاف يجيو يشيلوه على شان اجرائات الوفاه و الشهادة قبل لا يودوه للمغسل ....
وفي بيت زينب ( ام بدر ) امينه كانت موجوده الصباح عندهم... و زينب ترضع رحمه... الا بجية حسينه تركض و دخلت وهي منصرعه ... وتنافخ وهي حاطه ايدها على قلبها :
ــ انتين.. انتين هنا.. زين اشوى زي ماتوقعت...
امينه انصرعت:
ــ خير.. ويش صاير؟
حسينه قعدت و هي مرتبكه و ماهي عارفه ويش تقول...
زينب:
ــ حسينه... ويش صاير ؟؟ خوفتينا؟
حسينه:
ــ والله ماني عارفه ويش اقول ليكم.. يا ام بشير لا راعش الله وبسم الله على عمرش .. لا تختلعي..
امينه توترت زياده:
ــ ويش صااير.. ويش صاااير؟؟
ــ ابو نذير...
ــ ويش فيه...؟؟
ــ من متى؟ من متى خبرش فيه؟
ــ عفر 4 واليوم خامس... ويش صاير ويش سوووى؟
حسينه بأرتباك ..
ــ ريحة طالعه من بيتكم كسروا الباب من شوي .. و لقوه... لقوه..
امينه فتحت عيونها وفهمت الموضوع.. صارت تتنفس بسرعه...
ــ لقوه.. لقوه ويش؟
حسينه ماتحملت صارت تصيح:
ــ البقيه براسش...
امينه وزينب شهقو شهقه قويه على اثرها رحمه تركت الرضاعه و صارت تصيح مختلعه وزينب تنتفض وقفت ترضيع و صارت تمسح على رحمه و تهدي فيها:
ــ بسم .. بسم الله على عمرش الرحمن الرحيم,, انا لله وانا اليه راجعون.. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
امينه صارت تتأوه وهي تزحف على ركبها تبغى تقوم ماهي قادره..
ــ آآآه..ودوني.. ودوني باروح بيتنا....
صارت حسينه تساعدها وقامت وهي ماسكتنها...
امينه لبست النعال مقلوب وماقدرت حسينه تعدله ليها وصارت تمشي وتتعثر ... آخرتها وهي بنص الطريق طفرت طبقه من نعالها.. وبين ما حسينه راحت تجيبها ليها لقتها تركت الثانيه بلا وعي , وصارت تهرول حافيه.. حملت حسينه نعالها و صارت تركض وراها..
امينه وصلت بيتهم ولقت التجمهر الكبير على الباب..
حسينه صارت تكلم الرجال :
ــ اجاويد تباعدوا مرته خلوها تدخل.. تباعدوا..
دخلت امينه وهي ترتجف .. شافت باسم مسند على الجدار و شابح بعيونه.. وعالأرض قدامها جثه مغطيه بشرشف والريحه تارسه البيت..
قربت منه والرجال يحثوها تصبر و لا تفتح الشرشف وتفوض امرها لله...
الا انها وصلت لعنده ورفعته وشافت المنظر الرهيب .. رمت بنفسها عالأرض وصارت تشيل رمل من الحوش وتنثره فوق راسها وهي تصافق فيه وتصارخ:
ــ وين بتروووووح... وويش اخذنا منك.. ؟ بهالطريقة تتركنا... قوووووم.. قووووم ...
حسينه صارت تهديها و تحاول تباعدها.. الا ان امينه دخلت في حالة هستريا اقوى من تقدر حسينه تخليها تهدأ:
ــ خلييييييني... ماحد حاس فيني.. تقولو لي اصبرررر؟؟ اصبرررررر ...! اني طول عمري ماكنت غير صابره... متى.. متى عاملنا زي الخلق ؟؟ متى حس فينا ... طول عمره بخلان علينا بكل شي .. الحين بيروح هاللون..
واحد من الجيران :
ــ هدي يا اختي .. مايصير كذا.. اذكري محاسن الميت لا تذكري سيئاته ميت هو الحين.. خلاص ...
امينه زادت صريخ و شالت كف رمل و رمته على سيف وهي تصرخ فيه:
ــ محاااااااااسن.. أي محااااااااااسن... 18 سنه وياه ماشفت غير الضيم والمرار... زوج بنتي غصب عنها لولده. وولدي صابه انفصام شخصيه منه ماعمره لا هو ولا اخوه سمعوا منه كلمه حلوه غير السباايب والشتايم و الطق .. يطقني حتى اني ماني سالمه منه عالطالعه والنازله .. وانقتل ولده وبنتي تجارمت بالقضيه ويوم جبت بنتها وبنت ولده يقول لي مو بنت ولده.. وصلت فيه يطعن بشرف بتي ... أي محااااااااااسن تتكلمو عنها.. مااااااااحد فيكم حاس مااااحد
التفت عباس اللي كان متيبس الى باسم .. واللي كان مو احسن حال منه.. الدموع تصب من عيونه بلا شعور مسند على ذاك الجدار كافس رجول و ماد ايده على ركبته و الرجول الثانيه مادنها بأنكسار عالأرض... و في عالم اخر ... ومحمد جنبه مو عارف ويش يسوي !

وصلت الأسعاف وشالوه... وراح عباس بعد ما جى وياه حسن وشهاب يشوفو القضيه بالمستشفى ويخلصو الأجرائات..
في حين ظلت امينه بنص الحوش جالسه بدون حركه..
وحوالينها الجيران ...وصلت ليها فاطمه اللي من شافتها بهالوضع طاحت عليها وحضنتها وصارت تصيح:
ــ بسم الله عليـﭻ خالتي .. بسم الله على عمرﭺ ,, سامحيني... سامحيني... لا راعـﭻ الله...
امينه صمت والدمع محتقن بعيونها ..


جعفر في البقالة ... يجمع الحسابات .. الا بدخلة واحد طول بعرض معضل .. عليه...
ــ كِنت..
جعفر بأستغراب يطالعه:
ــ هاا.. كنت..؟
ــ ايه اقول لك كِنت..
ــ كنت ويه..؟ وينا؟؟ ويش بغيت..
ويضرب الرجال بكفه عالطاوله من قوة الضربه تحرك القلم والدفتر...
ــ دخان.. دخان كنت.. تسوي روحك غشيم لويه..!؟
جعفر بأبتسامه عريضه ورافع حواجبه مستنكر من هالتصرف الهمجي:
ــ اسمح لي ياخوي مااحفظ انا اسامي الدخان و لا ادق ليها خبر.. والبقاله مافيها الا دا..
وياخذ من الرف اللي جنبه علبه ويمدها عليه...
ويخطفها الرجال منه ويطلع الفلوس ويرجع يكفخهم عالطاوله..
جعفر بأستياء:
ــ خير ان شالله ويش فيك ياخوك.. لويش التعصيب ... ؟؟
يلتفت له الرجال بعد مافتح العلبه و اشعل له زقاره وينفخ الدخان في وجهه:
ــ كيفي انا حر...
جعفر بيكسر الشر فسكت عنه وجلس على كرسيه وصار يكمل حسابات الا بالرجال يطفي السجاره على الطاوله ويتركها ويطلع..
جعفر مقهور:
ــ منهو دا... ؟ نايبه تصقعه...
الا بدخلة سيد رضا عليه .. وشاف الطاوله عليها السجاره وجعفر قاعد ينظفها..
ابتسم السيد وبين ما ياخذ الأغراض من الرفوف سأله :
ــ سلام ياخوك ,, هالفعله من اللي طلع ها؟
جعفر مستغرب:
ــ عليكم السلام.. ايه ياخوك ويش دراك.؟
ــ انتبه منه تراه راعي مشاكل وبلاوي ...
ــ مادريت لكن انا لويه هالمعامله...؟!!!!
سيد رضا يحط الأغراض عالطاولة ..:
ــ امممم ويش اقول لك ياخوي.. هذيلا هالبيت بلاويهم بلاوي الله يهديهم مغربلين الديره ..اذا ماكنت تعرف واحد من ولادهم فسبب التعيلف اختهم الله يستر عليها .. وانت واحد مو من الديره وماتدري فحبيت انصحك لا اكثر..
جعفر على طول جت على باله اللي كانت مع ابو جابر واللي هددته من فتره بقولها له بيندم...
ابتسم وسأل السيد:
ــ ماعرفناكم ياخوك.. عرفنا..
ــ سيد رضا آل ...
ــ والنعم ... انا جعفر آل ..
ومد ايده وصافحه...
جعفر:
ــ هههه سبحان الله خلال هالشهر من هالديره عرفت سيدين واحد صغير وواحد كبير .. تصدق عاد يشبهك واجد..
ــ هههههه لا تقول سيد هشام..؟
ــ ايييه... خفيف هالدم..
ــ يسلم عمرك هذا ولدي...
ــ صحيح.. ! ما شالله عليك تزوجت وانت صغير شكلك.. مو مبين عندك ولد بهالعمر.؟؟ الله يحفظه .. عندك غيره..
ابتسم السيد:
ــ لا.. الله يرحمها.. ماعندي الا هو...
جعفر وللمره المليون يعاتب روحه في باله:
(يلعن شكلي ولقافتي واسألتي اللي ماتودي ولا تجيب .. بس ضايقته...)
ــ الله يرحمها ويحسن اليها اسمح لي ياخوك..
ــ لا شدعوه مسامح ماقلت شي.. يللا تشرفنا بك..
ــ دقيقه دقيقه... سيد.. هاك..
ومد على السيد فلوس ..
السيد:
ــ داويش دا؟ ليش الأغراض دي بكم؟
ــ لا عدل حسابك.. ديلا بقايا فلوس دفعوهم لي اهلك وماخذوا الباقي..
ابتسم السيد:
ــ رحم الله والديك...

وقف جعفر على باب البقاله يطالع في السيد وهو رايح بيته ولفت نظره بنهاية الشارع الرجال اللي آذاه من شوي يدخن وهو يطالع فييه..
جعفر دخل بسرعه:
ــ يالله سترك.. شكلي ابتلشت هنا بعد.. افففف مافيني شدة شبقات و طردات من كل شغله بسبتها... لا حول الله ويش هالحظ اللي علي..!!


>>>>

Princess
06-27-2011, 01:25 AM
وفي بيت عم عيسى.. وعلى اخر التشطيبات.. خلاص كم يوم ويرجع راعي البيت
وبين ماكان عيسى يعدل الدرج الخارجي و يسد كل الشقوق ويفكر باللي حاصل .. تعب مخه من التفكير وقعد في الزراعه اللي عالباب ماسك سكين الأسمنت في ايده ويطقطق على الدرج وهو سرحان .. لفت سمعه صوت مختلف لأحد الدرجات غير الدرجه اللي طلع منها السحر.. كان الصوت مجوف غير بقايا الدرجات صوتهم مكتوم...
صار يحوم و يتأملها من كل النواحي .. لقاها من فوق السراميكه حقتها مبين انها كانت مكسورة من فتره و تصلحت بجبس ابيض... على لون الدرج فمو باين ...
جازف عيسى وصار يكسر فيها .. مر عليه رئيس العمال واستغرب منه.. :
ــ عيسى ويش تسوي ؟ الدرجه دي سليمه .. حق ويه كاسرنها..
عيسى يستمر بالكسر :
ــ صوتها.. صوتها مو سليم.. كانت مكسوره وماتصلحت عدل...
ابتسم رئيس العمال :
ــ بارك الله فيك ,, بيستانس راعي البيت..شغل عدل...
ومشى عنه يشوف بقية التشطيبات..
ماخلص عيسى تكسير الا يتفاجأ بوجود سحر ثاني فهم من خلاله ان الدرج كان سليم و ان الكسر فعلة فاعل على شان يدفنه .. ماكان مندهش ابدا ولا كانت له أي ردة فعل... اخذه بهدوء ايضا وتوجه فيه بس خلص شغل على طول للشيخ وكانت الصاعقه لما قال له..
ــ ويش صاير ياولدي على الأسحار عندكم... هذا هالمره سحر طاعة و انصياع.. شكلها نفس اللي سوت سحر التفريق بين الأثنين سوى هالسحر على شان يتجة علي حسين اليها ..
عيسى منذهل من صيغة المؤنث في الكلام:
ــ اليها؟ ليش مكتوب فيه مين؟
الشيخ يجمع الحروف المقطعه ويبتسم :
ــ فخرية محسن.. ابوها نفس اسمي.. ياسبحان الله... هذي الدنيا بلاوي ياولدي .. فرقت بين اثنين على شان تلقى مرادها .. اعوذ بالله منهم .. الحين انا بافك السحر ان شالله و ....
عيسى مو وياه نهائيا من بعد ماسمع اسم اللي سوت السحر حس ان الدنيا تدور به ... هالبلاوي من مرت عمه..!!
صار يتذكر كيف طردته من البيت موليه بعد ماتوفت امه.. مع انه كان ساكن معاها بصندقه في اخر الزراعه.. يتذكر كيف كان عمه ما يكسر ليها ولا كلمه.. ويتذكر كيف مرضت امه لما اتهمتها بسرقة ذهبها ومن بعد هالمرضه والطرده القويه من عمه بفتره توفت ..
كل الأمور اتضحت لعيسى وبس ناقصنه يجي معتوق مع ابوه في أي يوم ويقابلو عمه..
عيسى يفكر هل اذا انفك السحر الحين بيرجع عمه لوضعه الطبيعي..؟
وهل بيعرفه لو قابله..؟
الأفكار تحوم في راسه ومسببه له عذاب و الم فضيعين..

في السجن ...
حليمه من جية امها و اخذها لرحمه و هي منطوية على نفسها ومنعزله وساكته... كانت تظن لو احد بيزورها بيخفف عنها الآلام بس خاب ظنها بشوفة وجه امها اللي انرسمت فيه ملامح الكآبه و الحزن.. و اللي ماصدقت منها ولا كلمة...
سناء :
ــ حليمه الحين ثبت عليها الحكم.؟
ام أحمد:
ــ لا لسا يابنتي .. هي موقفه على ذمة التحقيق
ــ بل بتصك سنة كامله وهي على ذمة التحقيق
ــ ايييه بابنتي الأدله في قضيتها معدومه وماحد من اهلها حولها يساعدها..
ــ مسكينه.. الله يكون بعونها..
ــ ويكون بعونك يابنتي.. انتي شخبار نفسيتك الحين..
ــ ايييه ياخاله.. ويش نسوي.. هالمصيبه وعتني عالدنيا بس بعد ويش .. ماغير اقول الحمدلله على كل حال مابيدي حيله.. ساعات الوم نفسي اني السبب من البدايه باللي صار فيني .. هو صحيح غصب عني لكن اني مهدت له وهذي نتيجة غبائي وساعات الوم اهلي اللي ما كانوا حولي ولا علموني الصح من الغلط..
ام احمد تمسح على ظهر سناء بهدوء وتتأملها بعيون حانيه خصوصا انها تشبه بنتها خلود :
ــ ايييه يابنتي الله يكون بعونك ويسامحك...انتي على نياتك رغم سنك.. ماتفهمين شي بهالحياه..!
شوي وحده من السجانات جت ونادت:
ــ ام احمد آل ... عندك زياره..
ام احمد انذهلت:
ــ انا... مين؟؟
ــ تفضلي معاي وتعرفين..
طلعت ام احمد وهي ماهي مصدقه.. تتمنى تكون بنتها اللي جت ليها.. تركض وقلبها يسبقها.. لكنها انذهلت لما وصلت وطلبو منها تلبس عبايه وتتغطى قبل لا تدخل غرفة الزياره...خابت آمالها.. الزائر ماكان بنتها..
ــ مين انت؟
ــ انا المحامي وكلني اخوك اشوف قضيتك... و احاول اطلعك ..
ام احمد احتقنت الدموع بعيونها وقاطعته :
ــ اخوي .. اخوي رجع من السفر .. وعرف عني .. متى رجع؟
ــ صار له اسبوع تقريبا.. على ما لقينا بنتك وعرفنا التفاصيل
ــ وبنتي.. شخبارها.. وليش مالقاها الا بعد اسبوع..
ــ والله مادري شقول لك يا ام احمد...
ــ ايش .. ايش اللي صاير ..؟ علمني.. تكفى...
ــ يا ام احمد بنتك مع الأسف في مستشفى الأمل النفسي.. الله يعافيها ان شالله لما رحنا بيتها لقيناه انباع من زمان من لما انقتل زوجها باعوه اخوانه و ارسلو بنتك للمستشفى ... لأنها بعد اللي صابها وبعد الحكم عليك انهارت و.. .. و ...
ام احمد خلاص صارت تصيح وتصرخ:
ــ و ايش.. لا تسكت.. علمني كل شي
ــ و.. جنت..
ام احمد صارت تصفق وجهها و تصارخ وتصيح :
ــ آآآآه يابنتي ... آآآه .. حسبي الله ونعم الوكيل .. انتقم الله من اللي كان السبب ..وانا اقول وينها ماتجيني .. نستني وخلتني.. اتاريها تعاني وانا ما ادري..آآآآآآآآه ياخلووود .. وين اخوي ماجى معك ليه..
ــ هدي ياخاله هدي.. انا الحين جاي اعلمك اني راح اباشر اجرائات الدفاع في قضيتك وان شالله تطلعين بس ابي اعرف تفاصيل القضيه بالكامل .. ايش اسبابك في القتل .. ؟؟ اما اخوك صارت له شغله مفاجأه بجده فمن عرف التفاصيل وكلني بالقضيه وراح يرجع بعدين .. تطمني..


في المستشفى.. ناصر يهدي فهيمه اللي كانت تصيح.:
ــ الناس تفرح وتبارك بهالأمور وانتين تصيحي..؟ لويه..
ــ مو وقته ياناصر.. مو وقته.. اني ابي اباري ولدي فيصل .. مو قادره عليه بروحه كيف بجيب ياهل ثاني..
ــ فيصل ماعليه الا العافيه ان شالله يمكن يهدأ والله يهديه لما يشوف له اخت او اخو يتسلى فيه..
ــ خايفه.. خايفه بعد يكون مثله..
ــ الطبيب قال هالمرض نادر واحتمالية وجوده في العالم قليله مو بعد يصير عند نفس العائله طفلين بنفس المرض.. تعوذي من بليس.. و هدي بالش مو زين لش التوتر..
فهيمه في بالها والدموع تجري عالخد..
(( يارب ياحبيبي ساعدني وهون علي مصيبتي..الهمني الصبر وعوضني ياااربي ياكريم))

في بيت عباس ...
بشير .. بعد ماسمع خبر موت ابوه.. و ان اهل الفريق طلعوا يشيعوا جنازته.. والنسوان تجمعوا في بيت عباس يواسو امينه ويعزوها...
تخيل له ابوه قدامه.. واقف .. وماسك الصفريه اللي ضربه بها على راسه..
ــ كل منك.. انت.. انت اللي قتلتني.. مو كفايه قتلت اخوك..؟ تقتل ابوك بعد..؟ كل من ضربتك.. لكن انا بقتلك... بقتلك..
ويرفع الصفرية وبيصفقه .. ويطلع بشير من الغرفه للحوش بين النسوان وهو يصارخ..
ــ مو منيييييييي.. مو منيييييييي
النسوان من شافوه وهو رجال كبير صاروا يصارخو ويتفالتو..
ام علوي صارت تنادي في امينه:
ــ اقري عليه يا بتي .. هديه بآيات الله ..
امينه قامت تمسكه وودته الغرفه وصارت تهدي فيه ...
ــ بسم الله عليك...
حسينه تهدي في النسوان اللي صاروا يهدرو مو داريين ويش فيه... وتقول ليهم يعذروه مصدوم ومو في وعيه..
ويوم هدأ مامداها قامت عنه مسك رجولها .. وصار يصيح ويترجاها ما تطلع عنه.
ــ ابوي.. ابوي بيقتلني...
ــ لويه يقتلك.. بسم الله عليك.. ابوك خلاص ما هو بهالدنيا..
ــ الا شفته.. حامل الصفريه بيقتلني زي ماقتلته بها...
ــ هاا.. ويش تقول...
اعتصر قلب امينه من الخوف خصوصا ان الطب الشرعي اثبت ان عباس توفى نتيجة نزيف دماغي كان عنده ورم سابقا ومع تعرضه لضربه اسفل الدماغ حصل انفجارفي احد الشرايين ونزيف سبب له الموت ببطأ .. وجاري التحقيق في مسألة الضربه من وين تعرض ليها .. وماكان منها الا تدلي بشهادتها انه بسبب ولدها و تخلي عباس يعطيهم شهادة طبيه تثبت انه مريض بالفصام وتصرفاته مو في محلها لا ياخذوه السجن.. ليقرروا دراسة حالته لأحالته لمستشفى الأمل للمعالجه..
بشير ودموع تصب صب :
ــ شفته نسيتي.. قتلته.. ضربته.. داك اليوم... لما ضربش.. بالصفريه.. ضربته..
امينه تهدأ اعصاب ولدها:
ــ يايمه مو من ضربتك.. هو اوتعى ويوم فاني راحو له اعمامك عباس وحسين... مافيه شي كان .. مو منك..
ــ اجل لوووويه جاي لي.. لووويه..شفته والله شفته...
صارت تهدي فيه لين ما نام.. وطلعت الحوش للحريم الجالسين
الا بقومة وحده بتعزيها...
من شافتها امينه... انتفض بدنها...
ــ عظم الله اجرش ... آخر الأحزان..
ملامح هيثم مرسومه على وجه هذيك المرأه البائسه..
امينه بأرتباك و ألم و تواسي نفسها وفي بالها ان هالمرأه ماليها ذنب ان ولدها سبب نصف شقائها وعذابها:
ــ طول الله عمرش...
زينب كانت مع امها فمن شافت المرأه قالت:
ــ اماه دي المرأه شفناها مره بالطريق صقع فيها بدر وكانت تصيح.. منهي دي.؟
ــ ام هيثم..
ــ هيثم مين.؟
ــ انشبي لو انقلعي البيت اني قايله لش لا تلحقيني في فواتح غربال...

ام هيثم على نياتها:
ــ اسمحي لي عاد ماقدرنا نجي في فاتحة المرحوم نذير .. بس الحين قلت لازم اوجب مايصير بعد..
قاطعتها امينه:
ــ نذير... تقولي لي نذير.. فاتحته.. هههههههههههههههههههههههههههههه واللي يرحم امش.. سكتي مافيني شدة تقليب مواجع .. تقول نذير.. ههههههههههههههههههههههههههه
النسوان انصرعوا من ضحك امينه.. وصاروا يهدوها ...
امينه بلا وعي :
ــ قومي اطلعي برى.. برااااا..
ام هيثم تصروعت .. وقفت والدموع في عيونها محتقنه وصارت تصارخ:
ــ كل من رحت له طردني.. اني ويش مسويه في حياتي .. ويش مسوووويه...
وصارت تضرب بنفسها و النسوان يهدوا فيها.. ويهدوا في امينه...
حسينه:
ــ ياجماعه احسن الله عزاكم ورحم الله والديكم بس ممكن خلاص العزا لهاليوم يكفي .. ام بشير مو على بعضها تعبانه بتريح...
وطلعوا النسوان.. و صارت هالقصه المفجعه حديث كل لسان..
ذاك الرجال اللي عمره مارحم اهله كيف مات.. و هالمرأه المبتليه بشتى انواع الأبتلائات...

وبعد يومين من هالحادثه.. رجع عم عيسى من السفر... ولكن على اية حال!!!

الى الملتقى...

Princess
07-01-2011, 05:03 PM
الفصل الرابع عشر .........


وبعد يومين من هالحادثه.. رجع عم عيسى من السفر... ولكن على اية حال!!!
كان مسافر مع مرته وولده سلمان لأجراء عملية جراحية خطيره في الدماغ ادت الى شلل نصفي ...
وصل البيت و سلمان كان يدف كرسيه.. وعلى باب البيت كان واقف رئيس العمال مع بعض العمال ومن بينهم عيسى
مرت عمه من شافته واقف وياهم دخلت على طول البيت . وعيسى من شافها انتفض بدنه...
. في حين وقف سلمان يشكرهم على جهدهم ..
رئيس العمال يطالع ابو سلمان و بأسى يسأل سلمان :
ــ خير ان شالله عسى ماشر .. ويش فيه الوالد..؟؟
ــ الشر مايجيك .. هذي نتيجة العمليه اللي سواها مع الأسف اكبر نجاح تحققه توصله لهالحاله...
ــ انا لله... ومافيه علاج .؟
ــ فيه علاج طبيعي بس يبغى له تعب وصبر وان شالله يتعافى ..
ــ ان شالله.. على هالوضع يبغى لينا نحط سطح مايل صوب الدرج على شان اسهل في الطلعه والدخله..
ــ على قولك.. يعطيكم العافيه واذا نقصكم شي من اجركم علمونا..
ــ الله يعافيك لا والله عطيتونا اجرنا وزياده... نخليكم الحين ..
ومشوا عنهم الا بسلمان ينادي عيسى...:
ــ هااا عوويس اخبارك... عساك عالقوه..
الكل مشى و ظل عيسى و بهدوء:
ــ الحمدلله على سلامتكم .. بخير الله يقويك...
التفت ابو سلمان ناحية عيسى وصار يطالعه بعيون مليانه حزن... والدموع فجأه صارت تسيل ..
عيسى يطالع فيه مذهول ,, سلمان كان وراه فما يدري ويش صاير .. انتبه لنظرات عيسى اللي بهدوء قال:
ــ ماتشوف شر... عمي ..
في هاللحظه زادت دموع ابو سلمان... وبصعوبه بالغه قال وهو يأشر على عيسى :
ــ ع.... ل...ي..
صار سلمان يحاول يشيل ابوه ليركبه عالدرج .. فجى عيسى وساعده كل واحد من جهه
وطول ماهم ماسكينه ابو سلمان لاف راسه صوب عيسى و يصيح و يهمس بصعوبه و تقطيع:
ــ علي...
عيسى يحس بأختناق ...وسلمان مستغرب لي شابوه ينادي عيسى بإسم علي ..
دخلوه داخل البيت و ركبوه لغرفته ،،... نزلوله على سريره .. الا عيسى يسمعه يهمس...
ــ علي يا اخوي... لا تروح و
كلام متقطع مافهم منه عيسى شي.. قطع عليهم مرت عمه اللي دخلت و بكل قهر ومن غير مطرود
:
ــ بيرتاح ابو سلمان.. تعبان من السفر.
سلمان واقف ويطالع في امه مو مستوعب الموضوع وليش ابوه يقول لعيسى يا اخوي وليش يناديه علي...! وويش الكلام اللي قاله !
طلع عيسى من البيت وقف على بابه من برى يطالع و في باله:
ــ السحر و انفك.. وانا ما بنفك عن هالبيت لين اخذ حقي...
وفي المقابل ام سلمان منتفض بدنها و في بالها:
ــ مستحيل اخسر بعد كل اللي سويته وزي مابعدتك وانت صغير ابعدك وانت كبير..
ويقطع عليها سؤال من سلمان:
ــ اماه.. صدق يعني ابو عيسى كان باايق حلال ابوي ... بس ولده ماله ذنب... احسه طيب ... و ما يصير تطرديه بهالطريقه و
ــ اسكت انت ماتفهم شي ...
ــ ما افهم ويش...؟
ــ يعني برايك ليش جاي ويا العمال لبيتنا.. والحين بعد شاف ابوك على هالحاله.. مو بعيده يصير زي ابوه و يبوق حلالك..
ــ حلالي... أي حلال ...!!
ــ يعني اذا مات ابوك ...
سلمان استاء من كلام امه:
ــ بعد عمر طويل ويش تقولي اماه..
ــ ماقلت شي .. بعد عمر طويل ان شالله... عيسى المفروض ما يدخل هالبيت.. كم مره اعلمك هالموضوع.. هو وامه وابوه بلاوي .. الله يسامح عمتي اللي تزوجت مره ثانيه وعطت ابو عمك توكيل بأموال ابوك اليتيم وحلاله وخلته يتصرف فيه فما كان منه الا انه يخلي عمك بدل ابوك يورثه ...
ــ انتين متأكده من هالسالفه..
ــ اجل اكذب عليك.. سلمانو لا تصير غبي و تصفى عالحديده بعد عمر طويل وتالي تقول لو دريت طاوعت امي...

ترك سلمان امه وفي باله:
ــ صحيح كلام امي.. انا هالعيسى من اشوفه يكش بدني والسبب هالقصه.. يعني معقوله يسوي روحه مظلوم وبريء وطيب ..!! .

في بيت ام علوي .. عيسى من وصل شاف خالته جالسه بالحوش مغطيه غداه من الظهر بفوطه وقاعده تنتظره..
عيسى :
ــ قواش الله اماه..
ــ هلا بعد ابوي... تعال هدا هو غدا ويش حلاوته من بيت جيراننا مسوين عقيقه لولدهم وطرشوا لينا صحن...
ماحست ام علوي وهي متربعه الا براس عيسى منسدح على رجولها..
هالحركه اللي مايسويها عيسى الا اذا كان متضايق و مكتوم..
صارت تحوس في شعره ... شوي تحس بسخونة دموعه ... بهدوء سالته:
ــ امي ... ويش فيك...
وصار عيسى يقص على خالته اللي صار في هاليوم وكيف عاملوه...

في بيت ابو بدر...
زينب تسولف مع شهاب:
ــ مايعلم بحالها الا الله.. بالمستشفى من امس الله يفرج عنها..
ــ اييه اللي صار فيها هالمرأه مو قليل .. اولادها وين الحين؟
ــ جزى الله عباس الف خير خلاهم وياه ... بيتهم ماينطب
ــ ولا عاد باسم شاف حالة ابوه و يالله شلعناه من البيت منهار فقير الله...
شوي صار صلاح يصيح.. شالته امه وهي تهدر عليه:
ــ انا لله هالولد ما يهجد ولا يركد مايمديه ينام الا قعد.. شوف اختك شلون هاديه وتعلم منها..اهدى هداك الله..
رحمه.. كانت تشارك المهد مع صلاح اخوها بالرضاعه .. نايمه بهدوء ... تنام بسرعه و تسكت بسرعه... هاديه لأبعد حد..
من سمعت صوت صياح صلاح فتحت عيونها ..وصارت تشاركه الصياح
زينب :
ــ زين لك قعدتها...
شهاب يضحك:
ــ الا حسدتيها...
ــ اهووو ما احسد اني نايمه الجاهله وسمعت صياح ويش تبغاها تسوي.؟؟.
الا بدخلة بدور عليهم تركض وهي مستانسه..:
ــ قعدت رحووووووووم..
وتشيلها ..
زينب :
ــ انا لله ماشوفش متحمسه لأخوش هالكفر..
بدور:
ــ بنيه دي بنيه غير.. ياغناتي اختي..
شهاب:
ــ ماهي اختش اخت صلاح بس..
ــ ماني اختي بعد...شمعنى صلاح واني لا..
شهاب وهو يضحك:
ــ والله مادري كيف اشرح لش .. هي رضعت ويا صلاح فصارت اخته بالرضاعه..
ماشافوا بدور الا تحط رحمه بعد ماسكتت من الصياح على المنام وتركض وتنسدح على ركبة امها اللي كانت متغطيه بالمشمر وترضع صلاح... وبحماس:
ــ رضعيني ..
زينب اختلعت وطلعت راسها من المشمر..
ــ هااا.. ويش تقولي !
زينب بأبتسامه عريضه:
ــ حق اصير اختهااا شيه بس صلاحووو...
زينب تنفض ركبتها وتطير راس بدور:
ــ قومي هذا اللي ناقص ارضع عجله كم سنه وتصير طولي ,, قومي انقلعي برى..
شهاب مو قادر يمسك عمره من الضحك..:
ــ اختها انتين ..والله اختها اختها على ولاية علي .. قومي بس قومي..
الا بجية بدر.. متعكز على عكازتين شراهم له ابوه ليسهل عليه الحركه.. ووقف على الباب مبتسم من ضحكهم عساه يفهم السالفه.. وشهاب ماسك بطنه:
ــ تعال شوف اختك استخفت .. هههههههههههههه
ابتسم بدر.. ابتسامه شاحبه.. وتركهم..
هدأ شهاب من الضحك بعد ما انتبه لرد فعل بدر .. صار يتأمل الأرض وبحزن وفي باله :
ــ ايييه ياولدي.. ويش بيدي اسوي لك ... كل مني هاللي فيك.. كل مني..
ويرفع طرف غترته يمسح دموعه..وهو يداري على روحه:
ــ غربال يغربل بليسش يابدوروه دمعتي عيوني من الضحك
زينب حست على شهاب هالدموع مو من الضحك ... و ارتسمت ملامح الأسى على وجهها...واللي حاولت تداريها بتهزيأ في بدور ..

في بيت عباس... باسم و بشير كل واحد منهم في عالم آخر..
بشير مابين الخلعات و التخيلات اللي يشوفها..
وباسم منطوي على روحه ... وهالوضع مو عارف عباس يتصرف وياه نهائيا,.
كان يحاول يخليهم ياكلوا بس هم ابدا مو مطاوعين..

>>>

Princess
07-01-2011, 05:04 PM
عباس بالحوش حاط العشا ويناديهم :
ــ اذا ما اكلتوا بتمرضو .. امكم فيها اللي مكفيها لا تزيدوها هم على همها..قومو اكلوا وطاوعوني...
بشير بعيون حمرا منسدح بالغرفه ماذاقت النوم الا كم ساعه من كثر الكوابيس و باسم مو احسن منه حال..
شوي الا بطلعة باسم و اللي خلع عباس بأستفسار مفاجئ:
ــ انت قلت... قلت بتساعدنا نطلع اختنا من السجن بس نعلمك كل شي...
عباس مستغرب و بأرتباك:
ــ ايه قلت... ليش ويش عندك غير سالفة الشنطه..؟
باسم بلا وعي :
ــ بشير.. هو اللي قتل ابوي بعد بدون ما يقصد.والله بدون مايقصد..
عباس فتح عيونه:
ــ ويش تقول انت..؟؟
ــ اقول لك بشير مريض سمعت امي تقول فيه انفصام شخصيه.. و سمعت من يومين اول ما مات ابوي انهم بياخذوا بشير يفحصوه لأنه متلبس بسالفة ابوي .. و هو قال لأمي و ابوي من قبل انه قتل نذير لأنه واحد حاول يهجم على حليمه و نذير ما دافع عنها...
ــ ها.. ويش تقول..؟؟ يعني بذيك الليله مو بس نذير و حليمه في البيت كان بشير وياهم !
ــ ايه وزي ماقلت لك واحد بعد رابع...
عباس صار يربط السوالف و الأحداث في مخه... ويتمتم..:
ــ نفس الليله اللي انقتل فيها نذير شفت واحد بالنخل يدفن شي كأنه شنطه.. ماركزت مين هالواحد وتحت أي نخله دفن لو اني شفت وماكنت جبان كنت نبشت وطلعت الشنطه وعرفت الموضوع.. بس الخوف اللي يقطع الجوف قاطعني قطاع ديك الحزه.. قايل انا بحاول اساعدهم بس اساعدهم بويش؟
عباس مرتبك:
ــ ماعرفته... مين اللي كان بيهحم على اختك؟
ــ لا مادري هذا الكلام على قول بشير هو اللي شافه..
ولا يسمعوا الا صوت انفاس بشير تتلاحق على باب الغرفه..
التفتوا له لقوه رامي روحه على ركبه و قاعد يطالع فيهم وحالته ما تتفسر..
عباس وباسم قاموا له يركضوا مسكوه وصاروا يهدوا فيه ....
بشير بلا وعي صار يكرر :
ــ قتلته... كل من الحيوان قتلته...
عباس :
ــ قتلت مين .. ومين الحيوان..!!!؟؟
بشير يزيد جرعة الصريخ ويصير يكافخ في روحه ويصارخ ويضحك ساعه وساعة يصيح ويكرر قتلته وكل مني انا..
وشوي هدأ وصار يرتجف بشكل مو طبيعي .. ارتجاف خلى باسم وعباس اللي ماسكينه يهتزوا معاه..
ثواني وصار ينوح.. نوح يخوف .. عباس من الأرتباك مو عارف ويش يسوي وياه .. وبلا وعي صار يسطر خدوده:
ــ بشير .. اصحى..بشير...
بشير تتسارع احداث ديك الليله في مخيلته.. يذكر ملامح هالشخص الرابع معاهم بالغرفه بس طول هالفتره كان يحس نفسه مو ذاكرنه من شدة الصدمه اللي مر بها... وشوي اتضحت الذاكره وياه.. وعرفه... كان... هيثم !
ومع تسطير عباس ... وصدمة بشير بأستيعابه اللي صار بشكل كامل.. اغمى عليه..
عباس صار يصارخ على باسم:
ــ وقته هالكلام اللي قلته .. ويش نسوي الحين..
باسم ميت خوف و رعب:
ــ هو كل كذا.. مامات صح.. لا تقول لي مات..
عباس منقهر:
ــ مامات.. مغمى عليه شكله...
ويسدحوه ويصير كل واحد منهم في زوايه بالغرفه مسند راسه للجدار ويفكر ... مين الحيوان اللي كان يتكلم عنه بشير..
وويش السالفه بالضبط...
الى ان غفت عيونهم....



قعدت حليمه من نومها مرتعبه... كانت ام احمد سهرانه تفكر في بنتها وفي الحاله اللي وصلت ليها..
ــ بسم الله عليكِ يابنتي.. شفيكي مرعوبه؟
لتتفاجأ من حليمه تقول ليها ودموعها تسيل:
ــ اماه.. احضنيني... لا تخليني ..
ام احمد ما قدرت .. مسكت حليمه وحضنتها وصارت تمسح على راسها وتهدي فيها وهي الأخرى صارت تصيح وياها...
حليمه ترتجف و بلهجة خايفه تسرد على ام احمد حلمها :
ــ شفت امي ماسكنها عمي وابو زوجي من ايدها ويسحبها.. كنت اترجاه يخليها بس هي كانت مطاوعتنه.. وتمشي وياه...
وماكانت غير تبتسم وتقول لي... فرج... واني اترجاها ماتروح وياه وهي تكرر لي فرج.. آخرتها قالت انها بروح بس مو وياه...
ام احمد تبتسم:
ــ خوفتيني يابنتي .. شفيها الحلمه... باين عليها فرج ان شالله..
ــ بس زوج امي يخوف بالحلم ووين بيروحوا؟
ــ للخير والعافيه والفرج... تعوذي من ابليس ونامي ...
انسدحت حليمه تفكر في الحلم ماكانت متطمنه له نهائيا..مع انها ما درت عن موت سيف ولا درت ان امها منومه بالمستشفى منهاره عصبيا... غمضت عيونها لعلها ترجع وتنام...


ــ صباحك الصباحي والورد والتفاحي
صباحك صباحين صباح الكحل في العين ...
صباح يطرد الفقر .. صباح يقضي الدين ..
بشرى تضحك وام عبدالله حاملتنها وتلاعبها في الحوش.:
ــ حبيبتي و اريدش .. والعبدة تغسل أيدش .. حبيبتي واني امش ... اشق شبدي واضمش
الا بنزلة جعفر يدق صبع وياها ويغني:
ــ يا اهل الطاق و الطرطاق ,, يا اهل المقص و المقراض
اعطونا طاقكم طرطاقكم ,, مقصكم مقراضكم
لزين يجينا طاقنا طرطاقنا ,, مقصنا و مقراضنا
و نرد عليكم طاقكم طرطاقكم ,, مقصكم مقراضكم
سكتت ام عبدالله وصارت تطالع فيه وهو يحفط في الحوش ومروق على هالصبحيه .. وصارت تضحك:
ــ ههههههه ويش جيب طاري المقص والمقراض..
جعفر يضحك.. اهو عطيني اياها.. حملها وصار يلاعبها قربها من وجهه وهو يغني ليها .. شوي بسرعه خاطفه تمتد لخشمه و تشمخه بأيدها .. خلته يفرفر بها في الحوش وهو ميت ضحك...
ــ تقولي لي ويش جيب طاري المقص والمقراض .. خشمي قبع من اظافرهاااا..
ــ ههههههههههه ماحد قال له يصير حليو...
ــ ايه.. ماعليه تسخري علي..
ــ ويش فيه..؟ وويش فيك ماعليك الا العافيه قمر متى بس الله يبلغنا فيك..
الا بنزلة علي وهو يضحك :
ــ اذا جعفرو قمر انا ويش اطلع وانا؟
جعفر يطالعه بنص عين.:
ــ انت خسوف..ياملقوف..مصدق روحك على ويهم ادري..
علي يضحك:
ــ انا خسوف يمكن هااا.. يمكن.. اصدق بس ملقووف.. خخخخخخ قالوها .. رمتني بدائها و انسلت..
ــ منهي اللي رمتك و تسلسلت.. اهو بس اهو..يقرا لينا في الكتب ويجيب لينا كلام عجيب غريب..
وياخذ علي بشرى من عند جعفر وام عبدالله تضحك عليهم.. وجعفر يوصي بشرى تشمخ علي في خدوده وخشمه...
ام عبدالله تبتسم:
ــ ايييه ياولدي بكره تسافر و بتوحشنا.. تسالني الحين و انت ويه؟ انت شمعة هالبيت..
جعفر غطى عيونه بأيده وصار يسوي روحه يصيح عن سخريه:
ــ وينا بتروح ياشمعتنا يللا الله كريم يروح الشمع ويظل الكهربا >> ويأشر على روحه...
صاروا يضحكو عليه.. شوي الا بنزلة ابوهم حسن...
واللي فجأه صار يوصي جعفر:
ــ انتبه لروحك بهالديره ...
جعفر مستغرب:
ــ شيه ويش صاير؟
ــ اسمع ابو جابر يقول فيها ناس بطاليه معروفين اذا حطوا احد في بالهم ماخلوه لين ياخذوا حيفهم فيه...
ــ ويش علي منهم..
وفي باله:
ــ والله وطلع ابو جابر خوش آدمي.. خايف علي ها.. خخخخخ.. الا خايف على روحه لا افضحه..
ــ انت راعي بقاله الحين وجايز يجو يتعيلفو فيك وهذانا اقول لك انتبه لروحك اعرفك تنفعل لو تفتعل وياهم شبقه و يكسروا عافيتك..
ــ لا ان شالله مافيه الا الخير.. مع السلامه بروح الحين..
فاطمه في المطبخ تنادي:
ــ لا احد يروح جهز الفطور دقيقه..
حسن بقهر يكلم علي:
ــ روح شوف امك بتخمر في غرفتها لمتى لابوها لابو اخلاقها الخايسه مو لا شغله ولا عمله..
ركب علي يشوفها..
ام عبدالله:
ــ انا لله .. ياولدي يابو علي وسع صدرك وبالك عليها..
ــ موسعنه ياعمه والله موسعنه .. بس هي كلما جى ليها لسانها يطول مأمله بسكت ليها على طول...

طق علي الباب على امه... مره ومرتين وثلاث..
ــ مين..
ــ انا علي..
ــ ويش تبغى..؟
ــ افتحي..
ــ مفتوح الباب اصلا..
علي استغرب بالعاده تتقفل بيبان الغرف بالليل يخافوا يطب حرامي لو شي ويدخل عليهم...
دخل وفي باله:
ــ مخلتنه امي مفتوح شان يرجع ابوي ويدخل ...
ــ ويش عندك.؟
ــ قومي انزلي ويانا افطري
ــ مالي نفس اذا جعت تالي باكل بروحي..
ــ مايصير كذا اماه..تتعبي نفسيتش و تقهري روحش وصايره ويا ابوي تشابقوا على اقل شي كبرنا ترى حنا صرنا رجال..
ماخلص كلامه الا مريم تقعد على سريرها قعود وتصير تصيح وتتشكى:
ــ هذا انت قلتها صرتوا رجال .. الله يرضى يكفخني وولاده طوله...
ــ لا مايرضى.. وانتين مأملتنه كفخش برضاه... غصبن عليه.. قومي بس ويانا و تعوذي من بليس..
حضنت مريم ولدها وصارت تمسح على ظهره:
ــ الله لا يحرمني منكم ولاد.. ياما كنت اتمنى تصير عندي بنيه اخاويها و اسولف وياها... الحمدلله عوض علي بولاد يشرحوا القلب.. لوما ابوهم يبط الشبد
ــ اماه بعد انتين الله يسلمش قهرتيه ,, اجل تكسري كلامه وتطردي مرأه فقيره مسكينه من بيتنا... مايصير
مريم انفعلت.. وفكت الحضن ودفت علي:
ــ اهوو مناك تظل رجال تدافع عن ابوك ها.. توي اقول مافيه منكم.. مالت علي بس مالت.. ماتحسوا فيني .. يعني تبغاني ادري ان واحد منكم خذوه الشرطه بسبة ولدها واسكت؟
علي صار يمازح امه:
ــ ههههه خلاص اماه.. حقش علينا.. ندري تحبينا و من خوفش علينا تفلتي كلام ما تقصديه...
مريم دايره عنه وحمسانه..
ــ خلاص اماه عاد.. ماباقي شي ويخلص الشهر واسافر .. مايصير يخلص وانتين زعلانه وماتشاركينا الحياه...
مريم من قال ليها ولدها كذا عودت دارت عليه و حضنته وصارت تصيح..
شوي الا تهمس له:
ــ تأسفت اصلا اني بعد يوم طردتها.. بس ويش اسوي ابوك ماعطاني مجال صار يشابق ويهزأ و اني ادافع عن روحي وصار اللي صار..
علي يضحك :
ــ ايه والدليل خليتي باب الغرفه بدون قفل .. عل وعسى يرجع الوالد هااا..
فكت مريم الحضن و مسكت اذون ولدها تقرصها له... وهو يتأوه ويضحك عليها..
ــ تأدب يا صبي تأدب...

نزلت معاه وتأسفت من حسن قدام الكل ... وعاد الوضع الى ماهو عليه في بيت حسن و حسين...


الظهر الساعه كان جعفر متعود يسكر البقاله مع اذان الظهر يصلي بالمسجد ويرجع يفتح البقاله للساعه 1 بعدها يسكرها ويروح بيتهم يتغدى و يرد ليها عالساعه 3 العصر الى 7 المغرب..
كان الجو حار و الشمس صاهيه.. كذا مره اقنعوه يظل في البقاله ابرد له وياخذ غداه وياه و هو ابد مايرضى مايشتهي ياكل بروحه...
الساعه 1 سكر البقاله..
الفريق فااضي وهدوء .. الكل في بيوتهم بهالوقت...
وبين ماهو يمشي في احد الزرانيق يحس ان فيه احد وراه يمشي .. وكلما التفت ماشاف احد..
خاف وتذكر كلام ابوه.. صار يسرع مامداه طلع من الزرنوق الا يصفق في واحد طول بعرض ... ويشهق شهقه:
ــ بسم الله ... آسف ما انتبهت لك...
رفع جعفر راسه وعرفه.. كان اللي يتحرش فيه من كم يوم في البقاله على قوطي دخان واللي حذره منه سيد رضا..
مسك جعفر من ثيابه وسد بوزه وصار يسحبه.. وجعفر يحاول يقاوم .. لدرجه تطفر نعاله من رجوله في الزرنوق...
عطى جعفر جمع في بطنه خلاه يدوخ.. وسحبه عن وسط الفريق والزرانيق لا يطلعو الناس من الصريخ .. صوب البحر..

ورماه على الساحل وقعد فوقه وصار يضرب فيه وجعفر يحاول قد مايقدر يقاومه ولا يتحرك من ثقله عليه ويصارخ:
ــ ويش سوويت انا.. ويش سوويت ؟؟
والرجال مستمر في الضرب :
ــ ياحيوان .. تتعرض لبنات الناس ليش.. هاااا.. ليش..؟
ــ أي بناااات .. ما تعرضت لأحد...
ــ الا .. لا تشلخ.. مفكر نفسك من برى الديره مابنسوي فيك شي... الا اجيبك لو من سابع سما لو من قاع سابع ارض.. يا ×××× يا ××× ...
الشمس صايره عموديه عليهم و العرقات تزخ غير الدم اللي صار يطلع من بوز جعفر وخشمه من الضرب وجعفر خلاص مو قادر يقاوم ولا يشوف شي من هالحاله... شوي الا يسمع صوت فلعه و اللي فوقه يصرخ ويرفع ايده فوق راسه:
ــ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
ويطب على جنب مغمى عليه...
جعفر ساعتها خلاص .. اغمى عليه هو الثاني...
الى الملتقى...

Princess
07-14-2011, 10:47 PM
الفصل الخامس عشر .........


الساعه 8 الليل .. جعفر مارجع للبيت..
و اهله بدوا يتهوسوا.. خصوصا ان الساعه 7 خلاص يسكر البقاله
مريم بخوف :
ــ قوموا روحوا شوفوا اخوكم... اني قايله ما جى الظهر مو على شان حرارة الشمس اكيد صايره له شي ..
حسن : ــ هدي يامرأه ماعليه الا الخير ،، الحين بيروحوا اخوانه يشوفوه...

طلعوا علي و محمد ... متوجهين الى الديره اللي يشتغل فيها جعفر..

فتح جعفر عيونه لقى روحه في غرفه ظلمه ، مسدوح و مغطى و يحس جسمه كله مترضرض.. يتذكر انه تلطخ بس مو عارف هو وين و مين اللي اسعفه... ويسمع صوت خياط مكينه على خفيف..
مامداه قام بيستكشف المكان وبيدور على الباب في هالظلمه الا ينفتح الباب ويلاقي قدامه واحد ماهو عارفنه من الظلمه للضوا عيونه مو قادر يشوف حامل تبسي فيه اكل..
ــ هااا اخوك.؟ صحيت؟ الحمدلله عالسلامه..
جعفر اختلع وقعد عالمنام:
ــ الله .. يسس.. لمك.. وين انا .؟
شغل الرجال الليتات والتفت له:
ــ ماعرفتني؟
جعفر يتأمل فيه..:
ــ وجهك مألوف.. ايييه.. سيد رضا...
ــ ههههه اشوى تشوف .. انا قلت الله يستر من هالتبكس اللي حصلته شان ما تعمى..
قعد السيد بالتبسي وصار ياكل مع جعفر اللي كان ميت جوع و مو قادر يحرك فيه أي شي..
جعفر بتساؤل:
ــ كيف دريت فيني اني عالساحل ؟
ــ كنت راجع من الحداق و الا اشوف ديك العماره هايمه على واحد تلطيخ وبكوس قلت لااا .. بيروح فيها.. ويوم تأملت عدل وعرفتك بعد .. شلخت راسه بمربوع وطب وغم.. وشلتك الى هنا..
جعفر كان يشرب ماي..شرق:
ــ هااا.. لا يكون مات..
السيد صار يضحك:
ــ لا .. لا تخاف دا قطو ابو سبعة ارواح.. انا صرت اروح واجي عالساحل من بعيد لبعيد وشفته قام بعد فتره ..
ــ عسى ماعرف انك اللي ضربته؟
ــ لا ما انتبه..
تنهد جعفر ..
ــ اشوى عليك..
ــ ههههه من ناحية اشوى.. فمو اشوى علي بس.. يعني هو هاللعين لو شافني اذا ما لقاني مو بعيده يتعيلف في اهلي و ياذيهم..
ــ يادافع البلا.. الله يعينكم.. مشكوور اخوك ماقصرت ..
جعفر يتلفت حواليه:
ــ الساعه كم الحين لكن؟
ــ تقريبا 9
جعفر فتح عيونه:
ــ بل انا قلت يمكن 7 .. ماقصرت اخوك سامحني كلفت عليكم بقوم اهلي الحين اكيد يحاتوني
ــ انا صرت اروح واجي عالبقاله كان يجي احد ظليت هناك للساعه 8 ونص وتوي راجع ..
قام جعفر وهو مو قادر يتحرك.. ورجع طاح من الألم يحس روحه مكسر تكسير..
السيد:
ــ هااا.. يبغى لك مستشفى..عفر! وبعدين لا تروح لأهلك بهالدراعه كلها دم بعدين يخافوا.. خذ البس دراعه من دراعاتي..خوب نفس قياسي شكلك..
ــ لالا.. مايحتاج لا تكلف على عمرك ..
ــ لا اكلف ولا شي خذ بس ولا تدل عانت ضيفنا ومع الأسف آذاك واحد من ديرتنا..
ــ في كل ديره الشين والزين.. رحم الله والديك..
اخذ جعفر الثوب حس انه جديد:
ــ ياخوك جديده ماودي يصير فيها دم لو شي..
ــ حلالك شدعوه.. ماعليك خذها انت بس..
اخذها جعفر وفي باله:
ــ بااين عليهم ناس على قد حالهم ومع هذا كريمين مره.. والله لو ما اسعفني شان قضى علي ..
ــ اسمع انت لازم تبلغ على هالنحيس اللي ضربك وانا بشهد وياك عليه لو بغوا شهود .. مايصير تخليه لا يتمادى وياك و ويا غيرك..
ــ ان شالله بكره من الصبح بروح ابلغ عنه..
ــ ايه لا تجي البقاله انا باكلم راعيها و بعلمه باللي صار..
ــ رحم الله والديك ماقصرت والله مانى عارف شلون اجازيك..
ــ لا تجازيني ولا شي.. انتبه لروحك.. والا تدري قوم بوصلك بيتكم مافيك شده على عمرك وخوفه يطلع بعد هالعله و يتقصد لك مره فانيه.. ولو اني ما اظن فيه شدة ..
ما مداه جعفر طلع من عند السيد الا يلاقي قدامه على باب البقاله اخوانه واقفين ويحاولو يفتحو الباب و يطلوا من نافذتها يدوروه..
ناداهم من بعيد:
ــ علي .. محمد..
هم من شافوه طالع من داك البيت ومتكي على السيد يساعده على المشي راحوا له ركض وهم خايفين:
ــ ويش تسوي هنا ؟ ويش فيك؟؟
جعفر يضحك:
ــ سلموا اول عاد...

السيد: ــ ماينلاموا .. لا تخافوا ماعليه الا العافيه ان شالله ...
خذوه من عند السيد و تشكروه وصار يحكي ليهم اللي صار فيه طول الطريق الى ان وصلوا البيت ... ومن دخلوا وشافته امه تصروعت وجعفر في عالم ثاني يفكر باللي صار فيه وويش بيسوي..

...>>>

Princess
07-14-2011, 10:49 PM
في بيت عم عيسى..
ابو سلمان مو راضي ينام .. كان طول الليل ينادي :
ــ علي... علي...
ام سلمان خلاص زهقت و صارت تهمس لولدها :
ــ أي علي..! فيه احد ينادي على روحه... خرف ابوك خرف
سلمان:
ــ اماه ابوي شكله مريض ... يعني قالوا الدكاتره العمليه اثرت بس على اطرافه مو على دماغه..
ترد تهمس:
ــ خرف اقول لك..
ابو سلمان يلتفت الى مرته وبعصبيه مفاجأه خوفتهم :
ــ وين السيده؟ ابسألها ليش سوت كذا مستحيل تكون مرت اخوي ,, ووين عيسى ولد اخوي.. ليش مو هنا..؟
ام سلمان خلاص حست قلبها طاح في الأرض.. وصارت تتعلثم ماهي عارفه ويش تقول...رجع ابو سلمان يستفسر عن حادثه صارت من اكثر من 20 سنه وكأنها صارت من كم يوم !
سلمان يطالع في امه وابوه...ومستغرب الا بصرخه ابوه مره ثانيه:
ــ روحوووووو نادوا لي عليها... لو ودوني ليها...
سلمان بأستغراب :
ــ يبه.. لكن مرت عمي توفت..!!
ــ هااااا.. ويش تقول؟
ــ ايه.. توفت من تقريبا 23 سنه ..وولدها توك شايفنه رجعتنا هو اللي حملك معاي...
ام سلمان قاطعت ولدها لا يزيد بالكلام :
ــ الحين لويه هالهدره.. نام وارتاح وريحنا.. روح بس ياولدي غرفتك ابوك اليوم مادري ويش فيه..
مامداه سلمان بيقوم عن سرير ابوه الا يمسكه ابوه بقوه ويسأله:
ــ ولد عمك هو اللي حملني وياك؟
سلمان : ــ ايه..
ام سلمان منقهره و خايفه :
ــ ويش فيك على هالأسئله خلي الولد ينام تعبان..
ابو سلمان يصرخ ومو طايق مرته :
ــ اطلعي برااا انتين ولا عليش .. روحي نامي بغير هالدار ... برااا..
ام سلمان طلعت وهي ميته من الخوف سكرت الباب وراها وظلت متسنده عليه تسمع كلام ابو سلمان ويش يقول لولده..
ماسمعت الا ابو سلمان يصيح مثل الأطفال وينحب وولده مو عارف كيف يتصرف وياه.. اخرتها قال له:
ــ عيسى.. عيسى ياولدي وينهو.. ابغى اشوفه...

ام سلمان و اليقين خلاص اخذ محله في قلبها :
ــ الرجال مو صاحي.. هذا السحر.. اكيد السحر انفك.. ويش فيه على طاري اخوه ومرته وولده ؟؟
صارت ام سلمان تنتظر ولدها يدخل ينام... وفي نيتها تطلع وتكشف على الدرج...

عيسى بعد ما فضفض لخالته وعرفت السالفه .. طلبت منه ما يروح يواجه عمه الا بعد جية اهلهم البحرانيين.. خوفا من مرت عمه وعمه جايز يرجع لحالته.. ولو انها فهمت بما انه ناداه بأسم ابوه فأكيد السحر انفك ..
طلع عيسى بهالليله يتمشى بعد مانامت خالته.. ووصل وهو يفكر الى بيت عمه .. دخل الزراعه وصار يتمشى فيها وبقايا الذكريات اللي عاشها مع امه تاخذه و توديه.. الى ان وصل الى البيت ووقف قدامه يتأمله..
في هاللحظه انتبه الى شخص طلع من البيت وقعد عالدرج.. كانت مرت عمه طالعه بعبايتها.. وتحاول بسكين تفتح الدرج من الجهه اللي تذكر انها دخلت فيها السحر .. بس ماكان قادره لأنه عيسى جدد الدرج و عدله...
وبعد ضربه ضربتين... قعدت عالدرج وهي منقهره..
عيسى متخبي ورى وحده من اشجار الزراعه... فجأه حس روحه يبغى يجننها ..
اخذ حجر صغير ورماه صوبها...
وقفت وهي خايفه.. صارت تتلفت يمين وشمال.. ماشافت احد...
مامداها بتدخل البيت وهي خايفه.. الا تسمع وراها :
ــ لا تخافي ترى الدرج سويتها عدل...
شهقت من الخلعه شهقه ودارت وراها لقته واقف يطالع فيها ... تعلثمت :
ــ وويش .. تقول؟ ووويش مجيبنك هالحزززه.؟
عيسى يتقرب من الدرج وهي تتراجع من الخوف لين خلاص صارت عند الباب وعيسى عند الدرجه اللي كانت مكسوره..
قعد ومسك حجره وضرب فيها الدرج وصار يضحك بسخريه:
ــ هه.. شفتي.. قويه مايكسرها شي.. هي كانت مكسوره... وفيها اشياء.. عجيبه.. طلعتها ونظفتها و رجعت رممتها..
ام سلمان حزتها حست كأن احد كب ماي بارد عليها..
ــ ووويش تقووول؟طلعت ويش...؟؟؟
عيسى بأبتسامه:
ــ وصخ... ويش فيش مختلعه... ؟؟
ــ لا.. ولا شي .. اطلع الحين لا اقعد لك سلمان.. اطلع..
قام عيسى من على الدرج ونفض الغبار وهو يلعب في اعصابها:
ــ انا بطلع.. بس تأكدي لي جيه...
مشى خطوتين عنها ورد التفت ليها:
ــ وترى الوصخ اللي شفته فيه ناس شافوه غيري وعرفوا نوعه...
دخلت ام سلمان تركض وسكرت الباب وراها وطاحت على ركبها ماسكه قلبها وهي تنافخ من الخوف...
وفي ذاك الوقت سلمان سمع الكلام اللي دار بينهم.. انتبه لأمه وهي طالعه ولحقها بهدوء وصار يراقبها من نافذة الغرفه المطلة على برى... ولما دخلت ماحب يطلع من الغرفه وهي بهالحاله..
ظل يفكر..
ــ ويش اللي بين امي وعيسى.؟ وليش امي كانت تكسر الدرج ؟ وويش اللي خوفها من كلام عيسى ؟وويش فيه ابوي فجأه يحبه ويبغى يشوفه وهو اللي من اوتعيت بهالدنيا مايشتهي طاري ابوه ولا امه ولا يطريه.. لازم اروح لعيسى واسأله بنفسي .. اذا امي وابوي ثنينهم مو راضيين يعلموني...!


في بيت عباس..
عباس منسدح في غرفته جاينه ارق مو قادر ينام.. يكفر بكلام بشير ... ويحاول يربطه باللي شافه..
ــ على قولة بشير انه بعد ماقتلوا نذير طلعوا هو و اخته ودفنوا الشنطه تحت وحده من النخيل...بس انا ماشفته هو واخته في ديك الليله و شفت واحد ملثم يحفر تحت النخيل ومادريت به هل كان يدفن لو يطلع شي مدفون... بس بما انه نفس المكان فأكيد انه كان يطلع شي مدفون..
ويفرك في راسه:
ــ اففففف..هذا مايدل الا على انه اللي كان وياهم رابع بالغرفه هو نفسه اللي حفر وراهم وطلع الشنطه...

شوي الا يسمع برى في الحوش بشير يصرخ:
ــ حرررريقه.. حرررررررريقه
قام عباس طفر من محله وطلع يركض له..
لقاه في نهاية الحوش يحاول يحمي روحه من شيء غير موجود..
عباس مايشم ريحة حريق ولا شاف شي يحترق...
مامداه بيجي صوب بشير الا بشير يصرخ فيه:
ــ لاااااااااا تقرب بتدوس الناااااااار..
عباس انصرع زياده....
ــ أي نار ويش فيك..
ــ النار قدامك.. ماتشوفها.؟؟ كبيره.. دخان... ريحة الحريق طالعه... تبااااعد
قعد باسم من النوم وعلى طول طلع وياهم :
ــ ويش صاير؟
لقى بشير متيبس في صوب وعباس متيبس هو الآخر في صوب ثاني ..
عباس وبصوت خافت يكلم باسم:
ــ بشير؟ فيه شي ؟
باسم بحزن:
ــ قلت لك مريض ... بس من طاحت امي اهملنا علاجه المفروض يروح المستشفى من بعد ماتوفى ابوي..
عباس بخوف:
ــ لا .. ضروري نوديه... هذا مو بس خطر على اللي حواليه لو ماتعالج.. خطر على روحه....
وصار ينادي بشير ويطلب منه يقوم ومافيه حريق وبشير مصر ان النار موجوده وانه يشوفها ويشم ريحتها وخايف يتقرب منها...
ماشاف عباس الا باسم يكب سطل ماي قدامه في المكان اللي يدعي فيه بشير النار..
شوي بشير صار يضحك ودموعه تطيح بلا شعور:
ــ طفيتها... انطفت... انطفت..
عباس خلاص نشف دمه من بشير وصار يعاتب باسم منقهر فيه:
ــ لا تسوي له هالحركات حق يسكت.. انت بكذا تزيده وسواس وجنون..!
وصارت الأفكار تاخذه وتوديه:
ــ مجنون! ويش فيه.! تلاقيه حتى قصة قتل نذير من خياله! ياساتر لازم اوديه يشوفوه يتعالج...!!!

>>>

Princess
07-14-2011, 10:50 PM
وفي بيت شهاب..
و الكل نيام...
بدر يجر خطواته على جدار حوشهم بعد ماترك العكازات على جنب..
يحاول يمشي بدونهم.. يتعثر في كل خطوه ويقوم ..
يحس بصعوبه ومع ذلك ماوده يتراجع...

شهاب.. كان يدري بولده و اللي يسويه في كل ليله.. وكان يراقبه من النافذه ومابيده حيله.. خايف يطلع له و يضايقه و مخلنه على راحته .. ينفس عن الألم اللي فيه ويحاول..
يعرفه .. ان كلمه مابيسمع كلامه في هالموضوع.. وهو اللي ما اقتنع بالعكازات الا بعد الحاح شديد...
سند شهاب راسه عالنافذه وصار يذكر بدر لما كان عمره 5 سنوات وكيف كان ملازمنه على طول و يساعده من صغره..
وكيف كان متشوق يكبر ويصير رجال ..
كيف كان مايرضى احد يسوي له شغل خاص فيه ومعتمد على نفسه بشكل كبير...
ويذكر وقت الحادثه وشلون تضرر ولده لما دخل للمحل وعلى باله انه داخل.. وهو طفل صغير مابيده حيله بس الفطره اللي فيه دفعته لمثل هالتصرف ...
تنهد شهاب تنهيده تمنى من قوتها لو كل الألم اللي بداخل قلبه على ولده يطلع... وفي باله:
ــ لازم ارجع رجولك زي ماكانت.. لو ادفع دم قلبي.. لو وين ماقالوا علاجك.. لازم اعالجك...

صوت صلاح شتت افكار شهاب اللي على طول من سمع صوته رجع وانسدح وتغطى لا تسأله زينب عن أي شي...
دقايق وقامت زينب .. شالت صلاح تهدي فيه لا يقعد رحمه و عن حساب لا يقعد شهاب..
وهي تهزه بين ذراعيها لينام.. توجهت للنافذه وكأنها تدري باللي بتشوفه.. وفعلا كانت تدري...
صار شهاب يطالعها .. وهي تراقب بدر و تحاول تكبت صوت صياحها مكتفيه بدموع ..
شوي شافها بتطلع من الغرفه للحوش .. قام بالسرعه ليها:
ــ زينب..
ومسك ايدها..
ــ لا تطلعي له.. خليه على راحته..
زينب تهمس بغصه:
ــ تعبت.. تعبت واني اشوفه كل ليله بهالحاله... ماينام زي لول ولا ياكل زي لول ولا حتى يسولف ولا يضحك زي لول ,, خايفه عليه.. بيموت ..
شهاب يضغط على ايد زينب..
ــ مابيموت.. الله وياه.. خليه يطلع اللي فيه.. تعرفيه ولدش .. اذا اصر على حاجه مايحب احد يساعده فيها ولا يضايقه فيها... خليه وانا لازم بعالجه...
قعدت زينب جنب شهاب والدموع تسيل:
ــ ويش بنسوي؟ مابيدنا حيله..
ــ بيدنا.. ورب العالمين يدبرها...
ــ شلون... علاجه قالوا الدكاتره مافيه الا في مصر خبيرين بهالعمليات .. يبغى لك تكلفة السفر فوق تكلفة العلاج.. مافينا شده... انت على هالدكان وهالزراعه واني على هالولادات و الرضاعات....و عايشين على الله ..
ــ بايبيعها...المزرعه.. بابيعها..
زينب نحيبها المخنوق يزيد:
ــ واذا بعتها .. من وين بتجيب بضاعه للدكان..
ــ با أأجره.. وبفلوس اجاره بنعيش.. والله يسهل .. انتين بس لا تبيني له ان احنا داريين باللي يسويه.. تعرفيه مايحب احد يحس فيه انه ضعيف لو مهزوم.. خليه بعزة نفسه لا تكسريها.. وان كنا امه و ابوه...


حزتها... ارتفع صوت الأذان وكان شهاب على ركبه... يحاول يقوم بدون مايتسند للجدار..
رفع راسه مع الصوت.. وصار يتأمل في السماء .. وعيونه مليانه حزن مكبوت...
ام علوي صحت من النوم .. وطلعت الحوش بتتمسح... في حين عيسى مانام طول الليل وكان هو الآخر مسند راسه بالحوش على احد جدران الغرف ..واللي التفت بعيون نظراتها منكسره و ابتسامه متألمه يطالع في خالته اللي كانت تلهج بذكر الله والصلاة على محمد وآله بعد ماطلعت من الحمام وتتمسح للصلاه.. وتتوجه لغرفته تطق الباب عليه بهداوه...
ــ امي.. عيسى... اذن اذان الله .. قوم ياعيني يعطيك الله الحِلم والعلم والهدايه ...

وبالمستشفى... هناك مكان ما ترقد امينه .في الأنعاش.. جهاز مراقبة القلب...
وتحولت التذبذبات مابين ارتفاعات وانخافاضات الى خط مستقيم يشير عدة نبضات .... الى توقف الحياه...
ورحيل امينه.. اللي كانت تتمنى تعيش يوم حلو في حياتها...
واللي ماخلفت لولادها غير الشقا والحظ ذاته..
مافرحت بزواج بنتها ولا قرة عينها بطلعتها من السجن
ما عاملها أي زوج بأحترام ولا أي واحد فيهم كانت نهايته وياها خير
مابلغت في ولادها و لا عرستهم .. مافرحت حتى بشهادة تخرجهم
ما غنت لرحمه أي اغنيه ولا لاعبتها مثل باقي الجدات..
رحلت يوم جمعه.. مع اذان الفجر... بهدوء.. بدون ما تودع أي احد...

الساعه 10 الصباح.. تلقوا بيت حسن وحسين بما انهم اللي نقلوها المستشفى مع عباس... اتصال من المستشفى ردت فاطمة على التلفون وانصعقت بالخبر .. رمت السماعه وارتمت على ركبها عالأرض ... جتها ام عبدالله وشافتها على هالحاله جلست جنبها وهي متصروعه:
ــ فاطمه ويش فيش..؟؟
الا تشوف فاطمه تهز و بذهول تكرر:
ــ خالتي امينه يايمه.. خالتي امينه...
مريم نزلت من غرفتها وقفت تطالعهم ماهي داريه ويش فيهم.؟
ام عبدالله تحضن بنتها:
ــ ويش فيها خالتش؟؟ لا تهزي يابعد امي و علميني...!
فاطمه بدت تنوح وصارت تصارخ:
ــ خالتي امينه ماتت يايمه.. ماتت...
ضربت ام عبدالله صدرها:
ــ هااااااا... انا لله وانا اليه راجعون
ولا يسمعوا الا صوت طيحه التفتوا لقوا مريم طايحه على باب الغرفه وجهها شابح وعيونها منذهله وبأرتباك وتردد وخوف:
ــ مين..؟ مين اللي ماتت؟؟
فاطمه التفتت لمريم ودموعها تسيل:
ــ امينه خالتي... ام بشير...
مريم صارت تحاول تقوم بعد ما استوعبت الخبر ماهي قادره... زحفت لبرى الحوش وظلت جالسه..
نزل علي وكان نازل بيروح يخلص آخر اموره خلاص هالأسبوع آخر اسبوع له قبل لا يسافر..
قعد جنب امه منصرع و مسك ايدها يبغى يقومها :
ــ اماه ويش فيش؟
مريم بذهول :
ــ مو قصدي.. ماكان قصدي..
ــ ويش اللي ماكان قصدش..؟
قطرات من دموع مريم طاحت على كف علي اللي انصرع من شاف هالحاله...
ــ اماه.. بسم الله عليش ... خوفتيني ويش اللي صاير..
شوي يسمع صوت مرت عمه داخل الغرفه تنوح:
ــ ويلي عليـﭻ ياخالتي... ويلي عليـﭻ.. رحتي وما فرحتي بشوفة بنتـﭻ.. رحتي ويتمتي عيالـﭻ من عقبـﭻ... آآآه ياخالتي...رحتي وحنا مقصرين بحقـﭻ...
علي استوعب الموضوع نسبيا:
ــ تعني.. ام بشير؟اماه.. مرت عمي تعني ام بشير؟
مريم تزيد دمعاتها وترتجف وهي بين ذراعين ولدها:
ــ ما قصدي..
علي متوتر :
ــ هدي اماه.. ويش اللي ماقصدش؟؟
ــ ماقصدي اطردها .. كل مني .. كل مني ماتت..
ــ اماه ويش تقولي .. هذا يومها واجلها .. قدرها اليوم تموت ..

وصل الخبر الى عباس... وسمعوا ولاد امينه ...
باسم صار يصارخ مو مستوعب الموضوع و عباس يحاول يهدي فيه.. في حين بشير واقف جامد ووجهه مايتفسر ..

حسن وحسين فتحوا بيتهم لفاتحتها... وبين ما فاطمه وامها ومريم اللي كانوا في عالم آخر مع النسوان الا بدخلة جاسم ولد عبدالحميد مطرشينه الرجال .. من شافته امه قامت تركض :
ــ ويش مجيبنك .ويش تبغى.؟؟. ماتشوف حريم هنا.. اطلع برى..
جاسم وهو يتمالك انفاسه:
ــ بشير... بشير وهم يدفنوا امه انحاش وما انتبهوا له وين راح.. فقاعدين ندور عليه....
ــ يوووووو انا لله.. ماحدا دخل هنا .. روحوا دوروا عليه عدل....

طلع جاسم.. في حين حسينه سمعت بالسالفه ..
ــ انا لله.. هو عاد كأني سمعت انه مريض بعد.. عسى ما يأذي روحه
ــ لا ان شالله ماعليه الا العافيه...الله يرحمش يا ام بشير ويحسن اليش.. ارتاحت من هالدنيا
ــ ايييه ارتاحت وقلبها ما تطمن قبل لا ترتاح .. الله يفرج عنش ياحليمه ويهديكم يابشير وباسم...
ــ الا فوين الحين هم عايشين..؟؟وويش مصير رحمه الحين ؟؟

ظلت حسينه تسولف مع كريمه الا بدخلة زينب عليهم...من اللي سمعته تركت الصغار مع بدور وبدر و جت بلا وعي مدهوش بالها..من شافتها فاطمه داخله عليهم قامت ليها وحضنتها وصاروا يصيحوا.. فاطمه بألم:
ــ ام بدر.. رحمه .. ابغاها عندي.. جيبيها لي ..
ــ هدي روحش ياخيه وخليها وياي فيش اللي مكفيش..
ــ قصرت اني بحق حليمه وحق امها.. جيبي لي رحمه كان يهون علي عذابي ..
ــ أي عذاب .. هونيها على روحش .. سويتي اللي تقدري عليه والله يشهد منتين مقصره...
الا يسمعوا مريم تنوح:
ــ كل مني.. كل مني اني اني اللي قصرت و طردتهااا .. اني..
وصارت تكفخ في خدودها والناس يحاولو يهدوها..

جى الليل... وبشير ماله اثر... صاروا الرجال يدوروا عليه وكلهم خوف يكون آذى نفسه..
شوي عباس خطر على باله بدون شعور النخل القريب من بقالته واللي شاف فيه الرجال الملثم..
راح يركض وخاب ظنه لما وصل للنخله ومالقى بشير.. صار يمشي في النخل لحد ماوصل للبيت اللي كان متأجرنه نذير .. وكان عباس مايدري انه كان بيت نذير سابقا...ومن صارت جريمة القتل فيه والناس متشائمه منه ومو راضي احد يستأجره ولا يشتريه...
لقى بشير.. متسند على البيت... و منكس راسه بين ركبه..
انصرع وتقرب منه:
ــ بشير.. قوم يا يبه.. ويش فيك قاعد هنا.؟؟ هوستنا عليك وحنا ندور..

بشير قام فجأه وبلا وعي مسك عباس بيزنطه وهو يصارخ فيه..
ــ هيثمووه يا ........ بذبحك.. والله ما اخليك... ما اخلييييك

الى الملتقى

Princess
09-09-2011, 08:13 PM
الفصل السادس عشر....


جى الليل... وبشير ماله اثر... صاروا الرجال يدوروا عليه وكلهم خوف يكون آذى نفسه..
شوي عباس خطر على باله بدون شعور النخل القريب من بقالته واللي شاف فيه الرجال الملثم..
راح يركض وخاب ظنه لما وصل للنخله ومالقى بشير.. صار يمشي في النخل لحد ماوصل للبيت اللي كان متأجرنه نذير .. وكان عباس مايدري انه كان بيت نذير سابقا...ومن صارت جريمة القتل فيه والناس متشائمه منه ومو راضي احد يستأجره ولا يشتريه...
لقى بشير.. متسند على البيت... و منكس راسه بين ركبه..
انصرع وتقرب منه:
ــ بشير.. قوم يا يبه.. ويش فيك قاعد هنا.؟؟ هوستنا عليك وحنا ندورك..

بشير قام فجأه وبلا وعي مسك عباس بيزنطه وهو يصارخ فيه..
ــ هيثمووه يا .××××....... بذبحك.. والله ما اخليك... ما اخلييييك

عباس يحاول يفك نفسه من ايد بشير.. آخرتها صفعه صفعه .. تركه بشير بعدها وقام بلا وعي وصار يرفس في باب البيت لين انفتح و هجم داخله وهو ينادي..
ــ حليمه.. خييييه... حلييييمه...
دخل عباس وراه.. الوضع مره كان مخيف بالنسبه له.. ليل وظلمه و البيت مهجور من بعد الحادثه ولا احد راضي يتأجره ولا يشتريه..
وقف بشير بوسط الحوش مقابل غرفه من الغرف وصاريهلوس ويشاهق وكلامه يتقطع..احداث هذيك الليله صارت تتسارع في مخيلته شوي مسك راسه وصار يصارخ وقعد على ركبه و صار يصفع في راسه..
مسكه عباس وحاول يهديه خايف من اللي قاعد يسويه و يحس بالذنب لأنه سطره..
ولا شافه الا التفت له بسرعه ومسك كتوفه بالقوه وصار يقص عليه اللي صار بهذيك الليله و انه قتل نذير دفاع عن اخته اللي كان مدخل عليها هيثم..
عباس صار يمسح على وجه بشير وراسه وصدره يهدي فيه يسمي بالله ويصلي على محمد و آله:
ــ متأكد.. متأكد من اللي تقوله يا بشير؟
ــ ايه... ايه.. وبعدين هيثموه انحاش
ــ وانت و اختك ويش سويتوا بعدها؟
ــ اختي.. اختي.. خذت السكينه اللي قتلت بها.. ايه خذتها وحطتها في شنطه ودفناها في نخل..
عباس على طول تذكر هذيك الليله واللي شافه..:
ــ هيثم.. هيثم كان لابس دراعه خضرا و غتره صح؟
ــ ايه.. ايه..
ــ بس خلاص.. قوم الحين هدي تعال وياي وبتطلع اختك.. صدقني بتطلع..
بشير صار مثل الطفل يصيح ويضحك ويرتجف..:
ــ انا ابغاها تطلع بس خايف..
ــ لا تخاف.. امشي وياي الحين و ماعليك شر .. انا بوقف معاكم..

طلع عباس مع بشير ووصلوا للنخل اللي شاف عباس فيه هيثم وعلشان يتأكد من شكوكه..:
ــ تحت أي نخله دفنتوا الشنطه؟ تذكر ؟
بشير على طول توجه الى النخله اللي اكدت شكوك عباس.. مسك عباس بشير وضمه وصار يهدي فيه ويوعده انه بيساعدهم..
وطول الطريق عباس يتذكر الأحداث اللي شافها ويذكر كلام باسم على سالفة الشنطه اللي تورط فيها مع محمد حسن ، لما وقفوهم من طرف هيثم


في السجن...
سناء تصيح في حضن ام احمد اللي بعد ماباشر اخوها قضيتها ووكل ليها محامي شاطر اثبت انها قتلت دفاعا عن شرف بنتها.. و بنتها في مستشفى الأمراض العقليه بسبب الصدمه اللي لقتها... وقرر الحكم ليها انها تطلع من السجن في هذا اليوم بعد اتمام ثلاث سنوات و 9شهور على مايخلص اخوها و محاميه بقية الأجرائات مع اهل القتيل ..
ام احمد وهي تمسح على راس سناء:
ــ الله يفرج عنكِ يابنتي و ترجعين لحضن امك .. لا تبكين راح ازوركم ..
حليمه بأبتسامه:
ــ سناء.. المفروض نفرح لأم احمد ونبارك ليها مو تصيحي وتضايقيها ...
سناء :
ــ تعودت عليها و احبها واجد مثل امي بهالمكان كيف بتروح..
حليمه بأبتسامه تحاول تداري حزنها على فراق ام احمد:
ــ بس ولو الحب انش تتمني لغيرش السعاده و سعادتها مو بهالمكان...
ام احمد خنقتها العبره وقامت لحليمه على سريرها قعدت جنبها وحضنتها :
ــ الله يفرج عنك يا بنتي... ويريح قلبك ... ويجمعك مع حبايبك آمين يارب...

ومدت ايدها لسناء وحضنتها هي الثانيه.. شوي الا تشوف السجينات اللي وياها بالعنبر التفوا حواليها وفي وجوهم علامات الفرح لأجل فرجها وعلامات الحزن لجل فراقها..
... ماعدا حصه اللي ظلت على سريرها تحاول تلهي نفسها بلعبة بنتها اللي خذوها مؤخرا للملجأ...
ام احمد تهمس لوحده من السجينات كانت قريبه من حصه:
ــ حصه لسا ما انفكت ؟
ــ لا والله من خذوا بنتها ذاك اليوم كنا متوقعين انها راح تنبسط وترتاح خصوصا لأنها ماكانت تعاملها كويس لكن اللي صار العكس..
ابتسمت ام احمد :
ــ هذا الطبيعي .. انا اتطمنت الحين على حصه. ان لها قلب..
ومدت ايدها..:
ــ حصه يمه تعالي هنا معانا...
حصه تكابر وبقوه:
ــ هاااه... لا ... ما ابي..
ــ تعالي يمه ماتبين تودعيني خلاص بطلع من عندكم..
ــ افتكيتي و ارتحتي.. ليه تبيني اودعك؟؟
كلمة ليش اودعك.. طلعت بنبره مختلفه .. كانت نبره مخنوقه وتداري الألم كثر ما تقدر...
حسوا عليها الكل.. قامت ام احمد من سرير حليمه وتوجهت اليها وقفت قدامها في حين حصه كانت مايله بوجهها بأتجاه آخر ماتبغى تطالع فيها ...
ام احمد حطت ايدها على كتوف حصه وشدت عليهم:
ــ الله يعطف قلب اهلك عليكِ مثل ماعطف قلبك على بنتك .. و تطلعين من هنا ..
حصه بنبره مقهوره ومتحسره:
ــ ما ظني ..
ــ ليه لا .. لا تيأسين من رحمة ربك... شوفيني انا تحول حكمي من اعدام الى مؤبد و الله جاب لي اخويا يفكني من هالقيد و يطلع الحق... خل ايمانك بالله قوي ...
حصه بأنفعال صارت تصارخ:
ــ انتِ ما تدرين ماتدرييييييييين. عن هلي ماتدريييين..
ام احمد ضمت راسها لحضنها وهي واقفه وبهدوء صارت تواسيها:
ــ ادري والله ادري يابنتي....
حصه ضمت ام احمد وصارت تزيد قوة الضم مع صياحها وتردد:
ــ ماتدرين...

سناء وهي تصيح من الموقف تسأل حليمه اللي سندت راسها على حديدة السرير .. ذاك الراس اللي اعتاد يتسند بأنكسار ...:
ــ ماتدري بويش؟
حليمه والدمعه تنسل من عيونها:
ــ ماتدري ان السجن ارحم ليها من الطلعه .حصه بنت قبايل.. ماتدري ان السجن ليها حياه ميته والطلعه موت الى الأبد....

فهمت سناء... ان اهل حصه مثل خوالها .. حالفين لأن طلعت وشافوها بيذبحوها...انطوت ساعتها على نفسها و انشغلت بجروحها و همها عن جروح وهموم الآخرين...

نامي يا رحمه نامي................ أحلمي اسعد أحلامي
نامي نومة الهنية......... نومة الغزلان في البرية
صارت الأغنيه تتقطع الى ان خفتت و تبدل الدموع في محلها...
فاطمه وهي تهز رحمه في حضنها و تفكر باللي صار على هالعايله ... من بداية مأساه خالتها امينه المرحومه مع بنتها لما تطلقت من ابو حليمه الى وفاتها..
واللي تعهدت فاطمه مع حسين وقتها يتولوا امر رحمه الى ان يفرج الله عن حليمه ... في حين تعهد عباس ببشير و باسم ...
حسين يواسي فاطمه ويهديها...
ــ اذكري الله وصلي على نبيش.. هذا حكمه وقضاءه وكلنا ليها..
ــ انا لله وانا اليه لراجعون... واللهم صل على محمد وآله... مو بقادره استوعب اللي صار وكلما افكر بالأيام اللي عاشتها خالتي المرحومه يزيد همي .. وكلما يَيت ادور عن مكاني بينهم ما القى الا القليل.. مقصره اني في حقهم.. مقصره...
حسين بعد سكوت تنهد من القلب وهمس:
ــ تبغي تزوري حليمه بالسجن؟
فاطمه بعد ما حطت رحمه في المنام بجنب بشرى... التفتت متفاجأه وابتسامه خفيفه اعتلت دموعها:
ــ صج...!! بتخليني اروح لها؟
حسين يهز راسه بالأيجاب..
فاطمه رفعت ايدها للسما:
ــ ياعسى ربي مايحرمني منك ولا من طيبك وعطفك وحنانك...
ــ بس لا تقولي لأحد انش بتروحي خصوصا امش.. تعرفيها ما بترضى وبتسوي لش سالفه...
ــ زين متى بتوديني؟
ــ من بكره لو تحبي..
انسدحت فاطمه والنوم مجافيها لسببين... اولهم فرحانه لأنها بتشوف خويتها من بعد مامرت على فراقها سنه كامله .. والسبب الثاني والصعب .. الخوف والحزن والألم و تفكيرها كيف بيكون اللقاء في ذاك المكان وكيف بتعلمها عن امها و اللي صار!
قطع افكارها صوت بشرى اللي قعدت على المنام وانتبهت لرحمه جنبها نايمه وصارت تحوس في وجهها مستغربه وتحاول تقعدها..
قامت فاطمه وقتها وحملت بشرى وصارت تدور فيها تبغاها ترجع تنام... حواجبها معقوده و تحاول تخنق العبره.. وهي تتأمل وجه رحمه الملائكي واللي توها كملت الشهرين.. نايمه بهدوء و ماخذه من ملامح امها الكثير ..

في بيت فهيمه وناصر ..
فهيمه مو قادره تنام من كثر ما تقوم الحمام.. الوحام قاضي عليها وهي بشهرها الثالث.. ماعلمت امها ولا أي احد...
ناصر:
ــ لمتى يعني هذا حالش؟ ليش ماتبغي تقولي ليهم خلهم يساعدوش ويواسوش وانتين المعتبره هالشي هم.!
فهيمه بتعب:
ــ مالي خلق اقول لهم و فيهم اللي مكفيهم...
ــ يعني فجأه بتروحي ليهم وانتين بدبتش مثلا..
ــ اوووه لا تقهرني ..
ــ وين القهر بهالموضوع... هونيها وتهون.. ليش يا مرأه هالحنه .. الله بصير بعباده... ليش هالكئآبه اللي فيش ها؟؟ علميني بالله؟؟!
فهيمه بألم:
ــ خايفه.. خايفه ماكون قد الحمل والمسؤوليه.. انا فيصل و يالله قادره عليه والخوف الأعظم انه...
يقاطعها ناصر:
ــ خلاص.. لا تفاولي... ليش تيأسي من رحمه ربش.. وبعدين فيصل ان شالله ماعليه الا العافيه.. بس تقومي بالسلامه بنسافر معاه امريكا للعمليه... دام فيه حل ليش ما نجربه.. وربش كريم..
فهيمه تغطي وجهها تداري حزنها ودمعها وبصوت مخنوق:
ــ الله كريم... الله كريم...

وفي اليوم التالي .. فاطمه لابسه عباتها بتروح الى حليمه تزورها...
ــ بروح اشوف ام علي اذا صارت احسن تعاون امي على اليهال...وبقول ليهم اني بروح اعمل لي تحاليل بالمستشفى حاسه بشوية دوخه
حسين: ــ ان شالله .. عاد ام علي طولت حالتها شهر من بعد ما توفت ام بشير و زاد عليها سفر علي ..واللي ما وصل منه ولا مكتوب يطمنها للحين..

...>>

Princess
09-09-2011, 08:14 PM
طلعت فاطمه وراحت غرفة مريم طقت عليها الباب ودخلت..
مريم كانت جالسه تمشط شعرها ومبين على وجهها التعب ..
ــ اخبارﭺ اليوم ان شالله احسن
ابتسمت مريم ابتسامه ذابله:
ــ احسن الحمدلله...
ــ بغيتـﭻ في شغله ماعليـﭻ امر و لا كلافه..
ــ خير ان شالله؟
ــ بروح بعد شوي المستشفى بسوي تحاليل .. وابي احد يعاون امي على بشرى و رحمه.. مابتقدر عليهم الثنتين
ابتسمت مريم :
ــ ويش دعوه روحي و انتين متطمنه.. و طمنينا عليش.. هذاني شوي الحين وبنزل لخالتي وبقعد معاها..
ــ مشكوره فديتـﭻ

طلعت فاطمه وفي بالها...
ــ سبحان الهادي.. الله يريح بالـﭻ و يطمنه..
وطول مشوارها قلبها يرقع بالقوه وفكرها مشوش.. مو عارفه كيف بتقابل حليمه وكيف بتخبرها عن اللي صار..

بنفس الوقت بالسجن كانت الوداعيه لأم احمد اللي طلعت عنهم مخلفه وراها جو غريب كآبه ممزوجه بفرح ..
هدوء يعم ارجاء السجن الا من بعض تنهيدات ، الا بصوت الأقفال تنفتح والسجانه تنادي.
ــ حليمه ال.... ، زياره..
حليمه وقتها ماجى على بالها أي احد ممكن يزورها في هالمكان غير امها اللي زارتها مره و الحين شكلها بعد مرور شهر ردت زارتها..
طلعت تجر امالها الخُطى ، و تتمنى لو تكون مع امها بنتها رحمه لتشوفها دخلت الغرفه اللي كانت فاطمه تنتظرها فيها وكانت المفاجأه..
ظلت الثنتين منهم واقفات يتأملوا بعضهم.. بذهول بأندهاش و الدموع طاغيه في العيون...
فاطمه فتحت ذراعيها وتقدمت لحليمه وبصوت مخنوق:
ــ وحشتيني ياخيه..
حليمه اللي تجبست مكانها صارت تحاول تسحب نفسها لفاطمه اللي ماتوقعتها ابدا تزورها خصوصا ان في ذاك الوقت صعبه أي وحده تروح السجن لزياره و الناس ماتخليها بعد الزياره من الهدره ..
حليمه كانت تحس نفسها من انسجنت منبوذه وما احد حولها.. وتفاجأت من امها لما شافتها من شهر والحين فاطمه!
كسرت احاسيسها دي حضنها المشتاق اللي تحسست انه حقيقه مو وهم ..
و بدد حزنها و المها و طفى اشواقها الملتهبه.. ومع كل عصره الدموع كانت تنهمر شلال..
ــ شخبارﭺ يالغاليه الله وحده يعلم شكثر مشتاقه لـﭻ بس الظروف تمنعني اجي ازورﭺ
ــ اني الحمدلله على كل حال.. مشتاقه ليكم .. احس بالغربه واني بهالمكان ومن اشوف احد ترجع لي الروح ..
جلسوا على الكراسي الموجوده , صمت عم الأرجاء فجأه الا من صوت شهقات الدموع الخافته والمتقطعه...
فاطمه وبنفس الوقت حليمه :
ــ ويش اخبارأمي وويش اخبار.. ــ حليمه فيه موضوع...
حليمه سكتت:
ــ ويش .؟ خير ان شالله
فاطمه وقلبها تحسه بيوقف خصوصا ان سؤال حليمه عن امها زاد الأمر تعقيد:
ــ مادري شنو اقول لـﭻ.. بس هذا حكم الله و قضاءه ولازم تعرفين...
حليمه توترت:
ــ ويش صاير؟؟ علميني؟؟؟
فاطمه وهي ترتجف مثل الطير المذبوح و الكلام يتقطع تقطيع:
ــ امـﭻ .. امـﭻ .....الله اخذ امانتها
قالتها و الدموع صارت تزيد...
حزتها حليمه انهارت وطاحت من على الكرسي على ركبها زحفت و حطت كفوفها على ركب فاطمه و بدون تصديق ولا شعور:
ــ لا.. لالا.. ويش تقولي انتين؟
حضنت فاطمه راس حليمه وصارت تواسيها و الدموع ماتوقف:
ــ ماباليد حيله وهذا امر الله وحكمه.. صار لها شهر و على بالي انتي والله وما نسيتـﭻ و كل همي شلون اوصل لـﭻ الخبر.. رحمه عندي لا تخافين عليها..
رفعت حليمه راسها وهي تشاهق مو مستوعبه:
ــ عندش؟ وين اخواني؟ ووين عمي؟
ــ عمـﭻ توفى قبل امـﭻ بكم اسبوع.. و اخوانـﭻ مع عباس ..
حزتها حليمه تركت ركب فاطمه و قعدت بأنكسار على الأرض...
ــ حتى بالموت.. حتى بالموت مارحم امي وخذها وياه... خذهااااااااا
صارت تصارخ وتصفق على خدودها وفاطمه تهدي فيها :
ــ هذا امر الله مالعمـﭻ فيه أي دخل .. اذكري الله ياحليمه... وصلي على نبيش
دخلت السجانه وصرخت في حليمه تسكت ولا تصارخ لا بترجعها العنبر... وعطتها خبر ان باقي ليها 10 دقايق وياها وتنتهي الزياره...
حليمه صارت تمسح دموعها بقهر وبقوه وكلما مسحت دمعه انهمرت غيرها...
فاطمه مو عارفه ويش تسوي ...!!
حليمه و هي تداري الحزن و تقوي نفسها وبصوت مرتجف ومتقطع:
ــ مين عباس؟
ــ عباس .. راعي البقاله في فريقنا.. وصديق حسين رجال طيب و وحيد.. خذهم عنده..
ــ و هم شخبارهم..
ــ الحمدلله بخير..
اسأله طبيعيه روتينيه عند أي لقاء.. صارت تتابع من حليمه لفاطمه اللي كانت مندهشه من التحول المفاجئ في نفسية حليمه .. الى ان انتهى وقت الزياره وودعت كل وحده منهم الثانيه على امل اللقاء..
خذت السجانه حليمه بعد ما رجعت القيود على ايدها .. و اللي التفتت لفاطمه بأبتسامه خفيفه بعيون تحمل من الحزن اطنان...
دخلتها العنبر .. وقتها صارت حليمه تشاهق بصوت عالي ودموعها تصب.. السجينات التفوا حواليها يواسوها ويهدوها وهم مو عارفين ويش فيها...
في حين فاطمه ظلت في الغرفه 5 دقايق الأفكار في راسها تتزاحم... شقد حليمه ضعفت و تغيرت .. و شكثر الشحوب اخفى ملامح وجهها اللي من عرفتها كانت ملامح ذابله و حزينه و اكبر من عمرها ...و زادها هالهم كبر .. الا اخذ من عمرها سنين و سنين..
طلعت لحسين في السياره, ركبت و ركب معاها الحزن ..
ماحب حسين لما شاف حالتها يسألها عن أي شي.. و رجعوا للبيت ورفيقهم الصمت..

>>>

Princess
09-09-2011, 08:15 PM
رجعت البيت لقت مريم وهي حامله رحمه ومن شافتهم وهي مستانسه استقبلتهم:
ــ طلعتكم.. سبحان الله جت رساله من علي... بخير ويسلم عليكم.
حسين ابدى رد فعل سعيد :
ــ لاااا.. قرة عينكم... الحمدلله يوم انه بخير
في حين فاطمه اكتفت بأبتسامه وبهدوء:
ــ الحمدلله على سلامته..
ودخلت غرفتهم..
مريم تبدلت ملامح الفرح اللي كانت على وجهها الى الحزن اللي لازمها من شهر:
ــ ويش فيها؟ ويش صار عالتحاليل؟
حسين:
ــ لا تزعلي منها شوية فقر دم بسبة التوتر والقلق .. وتعرفيها هي ماتحب المرض.. الا وين اخوي؟
ــ طلع مع محمد راحوا بيت عباس يشوفوا بشير و باسم ..
ــ اهاا.. اجل بروح انا ليهم بعد..

طلع من البيت يمشي بيت عباس قريب وبين ماهو يمشي .. شاف هدره بالشارع بين مرأه و رجال والناس متجمعه حواليهم على باب بيت احد الجيران
ــ خلاص ما نبغاش تشتغلي هنا.. لا تطقي لي الباب كل شوي..روحي الله يسهل عليش
ــ لويه عاد ويش مسويه اني والله ماسويت شي وفقيره على باب الله، اذا ما اشتغلت بياخذوا بيتنا ولدي رهنه وين تبغيني اروح..
ــ وويش نسوي في ولدش .. ماجت لش ولينا المصايب الا من تحت راسه..
وتصير المرأه تزحف على ركبها و تبغى تمسك رجول الرجال تترجاه يخليها ولا يطردها:
ــ داخله عليك بالله ومحمد وعلي...
والرجال يتباعد عنها ومنحرج ومو عارف ويش يسوي غير انه يكرر ليها رفضه..
دخل البيت وسكر الباب وراه.. وهي صارت تطق على الباب و بصياح مخنوق تترجاه...
الرجال و النسوان المتجمعين حواليها كل واحد راح في طريقه بدون ما يسألها ويش فيش او يمد ليها يد العون...
حسين استغرب مايعرف هالمرأه مامداه بيروح صوبها الا يسمع نسوان ثنتين مروا جنبه:
ــ مسكينه.. بس ويش بيدنا عليها.. ولدها هيثم ماقصر كل بيت في هالفريق له وياه فعله... وفوق هذا فقيرة الله و مريضه وولدها رهن بيتهم و الديانه يطالبوها ...و ماحدا يبغى يتكلف بها ولا يدخلها بيته..
ــ امحق زمن و امحق حياه.. اللي الواحد يصير فيه يخاف يجيب ولاد اذا هذي تاليتهم يادافع البلا...

حزتها.. وبلا شعور.. تراجع حسين ولأول مره في حياته عن مساعدة احد .. خصوصا بعد ما تذكر فعايل ولدها ، و غير طريقه لا تلتفت له.. وفي باله:
ــ يارب سامحني .. بس هالمره مابيدي حيله

وصل بيت عباس ودخل عليهم .. لقاهم يتناقشوا في موضوع حليمه.. وانصدم لما سمع ان هيثم له يد بالسالفه وخبرهم باللي شافه جيته ليهم..
عباس:
ــ والله ماتستاهل ام هيثم.. بس ويش يسوي الواحد؟ الولد مفلوت في السجن وبلاويه بلاوي وفوق هذا تتعاقب بداله مظاليم
حسن:
ــ ويش تبغاها ياخوك تسوي و اخوها اللي قتل رجلها.. حملت كل المسؤوليه.. المشكله ان القضيه مو لاقيين فيها شهود على وجود شخص رابع وياهم وهو سبب المصيبه...
عباس:
ــ لكن انا شفته ديك الليله وتأكدت انه هيثم ميه بالميه..
الكل في نفس واحد:
ــ هااااا..شفته وساكت كل هالمده..؟
عباس مختلع:
ــ ويش تبغوني اسوي لازم اتأكد خبركم فيني نظري على قدي.. كيف اروح واقدم شهاده على واحد مادريت ويش جيبه داك الصوب و حق ويه.. الحين بشير يوم علمني بالسالفه تأكدت..
حسين:
ــ عاد لو رحنا المحكمه وقدمت شهادتك ولو طلعت الشنطه و ثبتت على هيثم تهمة التعدي و عاقبوه.. ويش بيصير على بشير و هو القاتل؟
محمد:
ــ بس.. بشير فيه حاله نفسيه.. يمكن ما يقتلوه ولا يسجنوه على شان حالته..
حسن:
ــ ليش ويش فيه؟ ووين هو الحين
باسم :
ــ نايم داخل... و هو قبل لا تتوفى امي ومن ايام وفاة ابوي قالوا ليها بشير لازم يروح ليهم قسم الأمراض العقليه يتعالج فيه انفصام حاد و ممكن يسبب خطر للي حوله.. بس امي خلته ويانا و ما ودته خايفه عليه من القتل يوم درت انه قتل نذير..
حسين:
ــ انا لله ... بس ممكن مايقتلوه بعد مايتعالج ينسجن بس فتره لأن فعلا دفاع عن الشرف و مريض نفسيا..
و استمر النقاش الى وقت متأخر من الليل و عندهم النيه يسووا اللي يحسوه سليم و في مصلحة الجميع...


في بيت ابو سلمان..
عيسى كان جالس جنب عمه ماسك ايده ..
مرض عمه بعد العمليه وصار مايقدر يتحرك من سريره بالمره.. هالأمر ضايق سلمان ولده و اللي ضايقه اكثر ان طلق امه فجأه ومايدري ليش .. يحس احوالهم وحياهم اعتفست من شافوا عيسى حواليهم هالمره بالذات ...
سلمان وقتها كان يعيش في صراع نفسي .. هالموضوع اثر على شخصيته المغروره و المتكبره نسبيا و خلاه في حالة تفكير مستمر بالمستقبل و باللي ممكن يصير .. خايف ابوه يخلي عيسى يشاركه في الورث اذا ما عطاه الورث كله على قولة امه.. وخايف يظلمه في نفس الوقت ويكون لعيسى حق وهو مايدري عنه...

حالة ابو سلمان كانت مو طبيعيه.. وكأنه يحتضر.. شد على ايد عيسى وقال له والدموع تنهمر:
ــ انا ظلمتك.. وظلمت امك.. سامحني
عيسى بهدوء يبغى يتأكد من اللي سمعه :
ــ ويش سويت فينا؟؟
ــ كل شي .. كل هالخير اللي انا عايش فيه ماعدا اللي في البحرين.. هذا حلال ابوك.. انا تعبي وشقاي في البحرين وهو نصيبك يا سلمان.. اما اللي هنا كله نصيب اخوي المرحوم علي حسين ال...
سلمان فتح عيونه:
ــ هاا..؟ عمي من عايله ثانيه؟
ــ ايه هذا السر اللي كتمته عليكم طول السنين.. انا اخوه من ابوه.. تزوجت امي جدك حسين وقتها كنت يتيم و اسمي علي حسين ال... ، اعتبرني مثل ولده و كان يسموه ابو علي فلما جاب عمك سماه علي ايضا.. فعلشان لا تخربط جدتك في اسامينا صارت تسميني بأسمي الثاني واللي صرت معروف به.. سلمان... مرت السنين وتوفى جدك و توفت جدتك وكبرنا ويوم توفى عمك مادري ويش صار فيني .. صرت انسان ثاني .. طردت امك و ما اعترفت بك ولا سجلت لك اوراق و زورت وصيه من ابوك ان حلاله كله لي و ما احد يعرف انت ولد مين غير خالتك ام علوي و جيرانها اللي مابيدهم حيله و مافي شي يثبت كلامهم ...
عيسى صار يصيح ومو عارف ويش يقول في حين سلمان انهار ومو مستوعب الموضوع.
ــ انا توي من فتره بس.. ادري ان اسمك مثل اسم ابوي دريت من واحد من البحرين جاني اسمه معتوق و اكد لي امه بيرجع مع ابوه المره الجايه ويشوفك ويتأكد

ابو سلمان:
ــ ايه اهلك في البحرين يدروا بهالموضوع بس ما تعاملوا مع ابوك ولا مره .. وكنت اتعامل وياهم بأسمي الحقيقي علي حسين مو بأسم سلمان.. واستثمرت وياهم بتعبي و شقاي في مصنع جدك هناك على ايام حياته .. فهم الوحيدين اللي يعرفوني بأسم علي حسين لأن لي علاقات بهم وماكانوا يعرفوا ابوك شخصيا .. و حتى يوم يتوفى ابوك مادروا عنه ولا جو جنازته.. توها من فتره واصلتني رساله منهم بموضوع بيت المصنع خصوصا لأن صحتي ماعادت مثل لول..
عيسى مو عارف ويش يقول...
ابو سلمان و بتعب:
ــ سامحني يا عيسى .. سامحني... و روح اسأل عن عبد الإله الـ... ساكن في.... ،،،هو واحد من اصحابي المقربين توي اتصلت فيه من كم يوم وعلمته باللي صار ووصيته يسوي لك شهاده ميلاد عنده واسطه قويه.. عيسى.. انت انولدت في 15\10\1368 هـ ، هالتاريخ كان بداية تعاستي وبداية ظلمي.. ما انساه لين اخر لحظه في عمري..

طلع عيسى على رجاء عمه انه يسامحه.. مو عارف ويشي سوي وويش يقول.. في حين انهار سلمان قدام سرير ابوه مو مستوعب اللي صار ... صار يصيح مثل الأطفال..
ــ ويش هالكلام اللي سمعته يايبه..؟ فسر لي اللي صاير.. وليش طلقت امي... ليش كل المصايب جتنا مجتمعه... ليش؟
ابو سلمان غمض عيونه وصار يتذكر ديك الليله اللي شاف فيها ام سلمان طالعه من البيت في الليل ,, واللي حزتها نادى سواقهم الثاني الخاص بمشاويره يلحقها لحد ما شافها تدخل بيت ,, انصدم ولما طلعت منه طلب من السواق ينزل ويشوف ويش فيه هالبيت ليتأكد من شكوكه ,, ودرى بعدها انه يسكن فيه مشعوذ يعمل اسحار...
لترجع به الذاكره لما شافها على درجة البيت تدور شي و يفاجأها عيسى.. ويستغرب من اللي صاير وما يفهم منه شي ..
يربط الأحداث ببعضها ليعرف ان سبب اللي صار فيه وسبب مرضه هي مرته و اسحارها...

هالأمر اللي المه و اكتفى بتطليقها بعد هالعمر و انصاف عيسى.. و انه يخفي حقيقة مرته عن ولده الى الأبد.. فويش يقول له عنها؟
اكتفى حزتها بقول:
ــ امك ظلمت عيسى وظلمتني وظلمتك.. امك شيطان من جهنم.. مابمنعك تروح ليها لأنك مو صغير.. بس انا اعلمك .. سبب شقائنا وسبب اللي صار كله هي امك... و اياك ثم اياك تصير مثلها... انا دللتك واجد بحسبة انك ولدي الوحيد بأموال مو حلالنا و حرمت عيسى من حلاله ومن ابسط حقوقه اثبات نسبه وعيشته في جحيم حاله حال اولاد الحرام بدون أي اثبات..الحين كل شي برجعه له وبعوضه عن حرمانه كل هالسنين قد ما اقدر..فأنت... اختار احد الأمرين يا تروح وتشتري سهم شركاي بالمصنع في البحرين وتشتغل عليه فهذا هو نصيبي الوحيد او انك توقع على البيعه ويرسلو لك سهمك وتسوي فيه اللي تبغاه .. بس هالبيت .. والمزراع.. و المصنع اللي هنا.. تأكد انه مو لك..
سلمان ما كان عنده أي رد فعل الا انه يصيح.. انقلب طفل صغير حزتها..
مسح ابوه على راسه وصار يهديه:
ــ اختار اللي يريحك وعيش حياتك.. وانسى هالهموم .. بعدك صغير و الحياه محطات وتجارب... خليني الحين بنام... تعبان ياولدي و الأعترافات تعبتني زود
طلع سلمان من عند ابوه.. وماكان يدري ان هالكلام اللي دار بينهم .. هو آخر كلام.........!

الى الملتقى

Princess
09-29-2011, 12:42 AM
الفصل السابع عشر....


في بيت ام علوي.. وعلى رجلها الحنونه .. عيسى حاط راسه.. تداعب بأناملها شعره و تواسيه. ودموعهم تصب..:
ــ هذي الدنيا يا ولدي .. وهذي احوال البشر.. سبحانه مقلب الأحوال و مبدلها.. اللي امس عذبوك اليوم رحموك.. الله ينتقم من اللي كان السبب في الظليمه.. سامحه ياولدي.. ولو اني حلفت ما اسامحه من بعد اللي سواه في امك المرحومه.. بس يوم عرفت السبب عور بأفادي.. ويوم دريت بحالته ما قويت الا اسامحه.. ياولدي ما احد ماخذ من احد شي .. ولا ماخذ من هالدنيا شي.. روح دور على اللي قال لك عنه من باﭽـر..

عيسى يكتفي بمسح الدموع.. لا مجال مع الأفكار اللي تشابكت في راسه انه ياخذ و يعطي ولا يعلق حتى...

وفي بيت شهاب ( ابو بدر)..
ابو بدر يحسب فلوس ويحطهم في صندوق...
ام بدر :
ــ متأكد يا ابو بدر ان المزرعه ماتسوى ليها اكفر؟
ــ لا و الله زين جابت هالسعر في هالوقت الدنيا ضاربه..
ــ و الدكان ويش صار عليه؟ حصلت احد يتأجره..؟؟
ــ لا للحين ,, الله كريم.. اهم شي الحين تدبرت فلوس عملية بدر و تكلفة تذكرتين..
ــ حق ويه فنتين بس؟
ــ انا وهوو
ــ و اني؟
ــ ويش فيش يا مرأه.. انتين خلش هنا ويا باقي الجهال كيفا بعد .. !!
زينب شوي وبتصيح:
ــ مابيهدى لي بال و اني مادري ويش صاير عندكم..
ــ بيهدى لش , اجل لوسافرتي بيهدى لش بال و بدور و صلاح مايندرى بنخليهم عند من؟ عند خوالهم البعيدين لو عند عمهم اللي على قد حاله .. خليش هنا وياهم يامرأه اهدأ لبالي انا بعد لا احاتي من الصوبين.. وفوق هذا ما بتكفي المصاريف زيادة .. حنا الحين خل الله يسهل سالفة المحل شان القى له متأجر حق تضمنوا انتون مصروفكم مدة سفرنا ..

زينب على مضض و كاتمه الحزن و الدمعه:
ــ الله كريم ..

بدر اللي كان جاي بيوصل سلام من احد استاذته بالمدرسه الى ابوه... وقف عند باب الغرفه ومادخل...
ومنصدم من اللي سمعه .. مو مستوعب ..
رجع غرفته و رمى عكازاته من القهر عالأرض و نفسه على منامه... يحس انه مخنوق بس الدمعه مو راضيه تطلع..
جت له بدور :
ــ بدر بدر.. اباقول لك لغز و اتحداك تحله.. حامل و محمول نصه يابس و نصه مبلول..
بدر مو وياها ... وهي تعيد و تزيد في السؤال.. الى ان انتبه لكلامها و بصوت متألم:
ــ انا..
بدور مو مستوعبه:
ــ انت.؟ ويشو انت؟
ــ انا جواب اللغز اللي تقولي عنه...
ــ هههههههه خبل .. خطأ ... السفينه ويش عررفك... اباروح اسأل امي وابوي اشوف يعرفوا لو لا...

طلعت من عنده وهو يفكر في سؤال بدور.. وفي باله:
ــ انا الحامل هَم و ضيقه و محمول على عكاز و حزن على قلب امي وابوي و محاتاه... نصي يابس..
( ويطالع صوب رجوله .. )
ونصي مبلول... ( وعيونه تدمع )
ويبتسم ابتسامة ما ابتسمها من اول ماصابه الحادث .. لكنها كانت ابتسامة قهر مبلله بالدموع.....



فاطمه .. وبعد مرور يوم على شوفتها لحليمه.. مازالت مكتئبة..
حسين :
ــ عاد لا تخليني اتأسف اني سمحت لش تروحي ليها.. مايصير كذا بعد يالغاليه من امس و اكلش و نفسيتش مو زي الناس .. وانا متحجج لأمش و مرت اخوي ان وياش فقر دم..
فاطمه بأبتسامه متكلفه لا تضايق حسين:
ــ شنو اسوي غصبن علي.. من شفتها حسيت نفسي جبانه .. ومو قادره اتحـﭽـى ولما تحـﭽـيت صدمتها ولا قدرت اواسيها... كنت احاتي روحتي لها و احسها صعبه.. لقيت نسيان اللي صار بينا وشوفة حالتها اصعب..
حسين ينتهد:
ــ انا قايل مابقول لش.. بس تجبريني اقول لش شان تتعدل نفسيتش شوي..
ــ شنو؟
ــ ان شالله ان شالله بتطلع من اللي هي فيه والله بيفرج عليها..
فاطمه بأسى :
ــ ان شالله
حسين :
ــ لا اتكلم صدق.. مو من باب التمني و الدعاء..
فاطمه فتحت عيونها وبحماس:
ــ صج !
ــ ايه ان شالله..
وصار حسين يقص على فاطمه اللي صار في بيت عباس و اللي اتفقوا عليه...

الليل .. الساعه 8 .. وبين ماجعفر يقفل البقاله...
الا يسمع صوت بنيه من وراه ومبين عليها تصيح و مخنوقه..
ــ لو سمحت.. ماشفت سيد هاشم اليوم؟؟
جعفر عرفها.. هذي نوريه اخت سيد رضا...
جعفر وهو منكس راسه:
ــ الا ... شفته... جى البقاله عالساعه 4 العصر عفر.. خير ان شالله
ــ ياعلي .. وينا راح...
كانت نوريه بتتركه وبتروح تدور عليه..
جعفر نادها:
ــ خيه ويش صاااير؟؟
التفتت عليه و الكلام يتقطع تقطيع من الخجل منه و الخوف على هاشم :
ــ طلع من الساعه 4 العصر على حساب بيشتري له من البقاله.. وتأخر قلت يمكن راح يلعب مع اصحابه معتاد يلعب وياهم.. لكن مارجع للحين... وما هو مع حدا من الصبيان اللي يقعد وياهم ,, كلهم يقولو انه من مغرب خلاهم...
ــ ياساتر.. لا تخافي خيه الحين ارجعي انتين البيت الوقت بيتأخر و الشارع فاضي و انتين بنيه ينخاف عليش.. روحي انا بدور عليه وباجيبه البيت .. يمكن يرجع البيت هو الحين او رجع .. مايلقى احد يفتح له الباب؟؟ ارجعي خيه ارجعي..
نوريه بنفس مخنوق وخايف:
ــ تسلم ياخوي ماتقصر.. رحم الله والديك...
ورجعت البيت
وبين ما جعفر يدوره في الفريق وبين الزرانيق .. وفي أي مكان يخطر على باله يكون متواجد فيه..
خطر على باله فجأه.. اخوان البنت الفاشله اللي تورط وياها وكانت سبب في ضرب سيد رضا لأخوها
ويتذكر تهديده له و لسيد رضا لما اشتكوا عليه عند الشرطه... و اخذوه يومين بالحجز .. انه بيراويهم وبيردها ليهم...


حزتها بس جعفر ارتبك من الخوف .. على طول صار يركض صوب بيتهم
طق الباب طق قوي ومتتابع..
فتحت له الباب البنت وطلت بدون غطا بس شال على راسها بدون لف ايضا :
ــ مين...؟
ومن شافته وقفت قدامه بالكامل وبأبتسامه خبيثه..:
ــ هااا ,, جيت ... والله انك فهيم ...
الا بصوت اخوها اللي كان متورط مع جعفر وسيد رضا من وراها يصرخ:
ــ ويش تسوي عند الباب .. مين دا.. ؟؟ داخل يللا
ــ زيييين...
وتهمس له:
ــ جى لك برجوله..
ــ زين زين دخلي داخل الحين..
جعفر في باله:
ــ يازعم تعرف تضبط عرضك .. دخلي داخل هاا.. الحمدلله والشكر...
ويوقف الرجال عالباب طول بعرض :
ــ حي الله من جانا...
ــ الله يحييك.. وين سيد هاشم..
الرجال وهو دف بسبابته خشم جعفر :
ــ اوووه عليك خشم شلاب تشم عدل .. ياملعون.. هشوووم داااخل..
جعفر يفر راسه و يبتباعد عن اصابع الرجال اللي نرفزته.. وماسك اعصابه:
ــ لويه ماخذنه.. جاهل وماله ذنب في اللي صار بينا..
ــ جاهل..!! هالجاهل لسانه طويل و حنشه حنش بعبع.. قرضني قرضه ولد الدين زين ماطير جلدي.. شوف
ويراوي جعفر عضة من سيد هاشم حمرااا على ذراعه
جعفر :
ــ ماحدا قال لك تسحبه غصبن عنه .. وين هو.. جيبه... وليش ماخذنه..
ــ اقول انا مو جايبنه عندي سياحه وتغيير جو.. جايبنه لغايه في نفسي .. ولازم اسويها..
ويسحب جعفر من رقبة ثوبه لداخل البيت ويسكر الباب وراه ويفر به فرتين في الحوش و هو حده معصب فيه:
ــ اخذ حيفي فيك.. لو فيه؟؟ اختار..انا للحين ماسك اعصابي ومالمسته..
جعفر مختلع من هالفعل المفاجئ ويحاول يفك ايادي الرجال عنه :
ــ ويش فيك .. شيل ايدك
ولا يشوف الا سيد هاشم كان قاعد بالزاويه و من شافه جى يركض ناحيته...و دموعه اربع اربع:
ــ عمي ... طلعني من هنااا... >>> يسمي جعفر عمه لأن عباره صديق ابوه..
جعفر :
ــ لا تخاف حبيبي بنروح البيت الحين..ويش سووا فيك..
ــ ماسووا فيني شي بس سحبوني لهنا.. وانا خااايف..
ــ لا تخاف ..هذانا وياك
الرجال يزيد الضغط على جعفر :
ــ وين بتروح... اقول لك انت و الا هو.. اختار اخلص.. لازم افش غلي في واحد منكم... ولو اني افضل ابوه.. بس ابوه مايبين هالخايس عفر رايح شغله
سيد هاشم بقهر يضرب في ايد الرجال:
ــ لا تقول عن ابوي خااايس.. و خل عمي .. خلييييه
ويدفه الرجال بعيد ويطيحه:
ــ اخليييه.. والله ما اخليييه لين تخلخل ضلوعه..
ويصير سيد هاشم يصيح.. و جعفر مو قادر يفك من الرجال:
ــ بتخليني لو ويش..؟؟
ــ لو ويش هااا.. راويني .. ويش بتسوي يعني ..انت اللي بتخليني اشلخ بدنك لو اشلخ بدن الجاهل...
ويفلت جعفر من ايد الرجال ويدفه ويطيحه على وجهه وبالسرعه يخطف سيد هاشم بيطلع وياه الا يسمع الرجال ميت ضحك وهو يقوم:
ــ اسمع... انت رووح هالمره... بس احلف لك بالله و اقسم لك.. اني مابخليك.. و لا بخلي هالفعنوص الصغير .. وراكم وراكم.. حتى عمته مابتسلم مني... دام انك ماخليتني اخذ حيفي فيك هالمره.. صدقني وانا عند كلمتي باخذ حيفي فيكم كل ابوكم يا خوات الشلب...
جعفر هالكلام هز بدنه.. رجل في حوش بيت هالملاعين والرجل الثانيه برى..
قال لسيد هاشم:
ــ حبيبي ارجع البيت انت لعمتك تنتظرك
ــ و انت..؟
ــ بتفاهم مع هالرجال..
ــ اخاف يطقك..
ــ ههههه لا تخاف حبيبي .. قوي انااا...
دخل جعفر وسكر الباب وراه.. في حين سيد هاشم.. ظل واقف برى و مو مطاوعنه قلبه يترك جعفر داخل..
شوي صار الرجال يضحك بهستريا:
ــ هاااا .. خفت من تهديدي اشوف...
ويصير يسطر في جعفر...
ومن يرفع جعفر ايده يقاوم.. يصرخ فيه :
ــ لا تدافع عن روووحك.. قلت لك خلني اخذ حيفي فيك لا اطبق تهديدي.. هذا شي.. والشي الثاني ان طلعت من هنا ورحت اشتكيت علي عند الشرطه فوالله ما بخليك..
ــ لا تخليني.. اختلت منك الديار..
ــ لاااااااا.. ابدا مو هامنك روحك.. اجل لويه رجعت... ايوااا على شان الساده... خايف على بتهم وولدهم هااا... عرفنا لك..جرب اجل تشتكي و الله لأخلي هالياهل الدفش دا يعوف حياته... لأعقده و اكرهه فيها.. اسوي فيه سواه تشيب راسك زين... ولا عندي فيها.. و احلف لك لأخلي سيرة عمته على كل لسان...

حزتها انفتحت عيون جعفر حدها بلا شعور من هالكلام اللي استفزه.. ويتفل على وجه الرجال..
هالتصرف من جعفر زاد قهر الرجال فزاد الضرب عليه..

سيد هاشم يسمع الكلام اللي يدور بينهم من ورى الباب.. ما رجع من الخوف على جعفر..و لا يندل البيت كان يرجع و يخلي عمته تستنجد بأي احد... متعود على طريق واحد من البيت للبقاله للمعلمه.. وكلهم خط مستقيم..
ومن صوت الطق والتشدخ رجوله يبست ومو قادر ولا في باله يروح يطلع من أي زرنوق من الزرانيق المؤديين بالآساس الى شارع البقاله وبيتهم... فصار يطق في الباب ويصيح:
ــ افتح الباااب.. خل عمي جعفررر.. افتحه...
3 دقايق فقط كانت كفيله ترضرض بدن جعفر ترضرض..
ليفتح الرجال الباب و يفلت جعفر في الطريق ويرد له التفله وبقهر و حيونه مو صاحيه منه يفلت على وجهه نعاله اللي انفصخ من الطق .. وبقهر:
ــ احمد ربك اني صرت طيب وياك ومافرمت بدنك في القاع... و قد اعذر من انذر ان اشتكيت لتعرف ويش باسوي.. بااايعنها انا.. بااايعنهااا...و هي خاربه وخالصه..

وكفخ الباب...
جعفر يحاول يقوم .. ويشيل طبقة نعاله ويلبسها ويدور عالثانيه وين انفلتت و حالته حاله ووجهه مايتفسر من الطق ...
الا ينتبه لسيد هاشم يلبسه الطبقه الثانيه وهو يصيح ويشاهق..
جعفر بألم:
ــ لوويه مارحت البيت؟؟؟
سيد هاشم رفع راسه و عيونه مليانه خوف ودموع:
ــ ما .. ما اندل..
ورغم الألم الشديد اللي في جعفر الا انه ضحك:
ــ خلف الله عليك.. اطلع من هالزرنوق بتشوف البقاله على يمينك .. بيتكم اخر بيت في السيد اللي قبال البقاله,, ماتوقعتك جبنه..
سيد هاشم بس يشاهق و دموعه تصب..:
ــ انا مو جبنه... ما اندل... بووزك.. بووزك طلع منه دم..
جعفر يمسك شفايفه ويشوف في ايده دم...
ــ يوو .. دم .. ويلي ... ههههههه لا تخاف حبيبي .. الرجال ما يتعوروا...

قام جعفر وهو مو قادر يشيل عمره... مسك ايد السيد بيرجعه البيت...
يمشي و هو يتعثر من الألم صايره خطوات الصغير اسرع منه...

مامداه بيوصل لباب البيت الا ينفتح.. كانت نوريه طول الوقت تفتح وتسكر في الباب تطالع رجع جعفر ومعاه ولد اخوها لو لسى.. لتتفاجأ بشوفة جعفر بهالحاله واللي تفاجأ اعظم انها شافته فعطاها ظهره تنحنح:
ــ احم.. يالله.. الحمدلله على سلامته.. داهو لقيناه لا تخافي عليه...
ــ لوو سمحت.. وينا لقيته.. وويش صاير فيك..
ــ خيه لا تسأليني.. ولا تخافي بس متهاوش مع ناس وانا ادور هاشم ،، ماليكم علاقه بهم لا تحاتوا.. من نحاستي تورطت وياهم.. يللا في امان الله
نوريه بهمس:
ــ رحم الله والديك.. يعطيك العافيه ماقصرت..

وترك جعفر نوريه عالباب.. اللي وقفت وهي حاضنه سيد هاشم ومستغربه من اللي صار..
دخلت وياه وعلى طول تولت هاشم اسأله.... وهاشم بدوره خبر نوريه باللي صار وبالتهديد...
حزتها نوريه صارت تصيح عور قلبها جعفر وحست بالندم يوم تستنجد به .. و عرفت شقد هو رجال لما تحمل مسؤوليتهم و انطق مقابل سمعتها و سلامة ولد اخوها...

جعفر وهو يتمشى راجع البيت.. يدندن ويا روحه ويترنح... ويغني:
يا اسمر اللون من قال لك تجي حافي
يا اسمر اللون صايبني عليك اجنون
والعشق يبغي لطافه مايريد اجنون
العشق لو تبتلي به ناقتي حنت
ولو تبتلي به عجوز في القبر ونت


اآآآه.. الا انا اللي اون.. ون... تووو ..ترري >> يحرك ايده المرضرضه
ويش اقول انا استويت كني هيثموه السكران .. مايندرى به بأي سجن مقطوط عاد..... آآآه ويلي ياراسي مانى قادر انتقم الله منك يالمرزبه جعلك تعاوي طول الليل من عوار ايدك... آآه يا ايدي آآآه..
وشوي الا يطلع له كلب من احد النخيل .. ويصير يعاوي عليه ويلحقه من وادي لوادي..وتكمل عليه..
حزتها جعفر مسك طرف دراعته و ركيض وهو يعرج.. لدرجة طفرت طبقه من نعاله... ويوصل ديرتهم ويمر على بقالة عبااس شخط من السرعه... وكان عباس توه مقفل البقاله عوايده في التأخير وينتبه للكلب ويشيل طابوقه ويلوحه بها يخليه ينحاش
ساعتها جعفر اختفى اصلا من سرعة الركض
عباس مستغرب::
ــ بسم الله الرحمن.. دا من دا.. لا يكون جني.. اعوذ بالله... ماشفته عدل شخط شخط,,

ماوصل جعفر بيتهم ويفتح الباب الا يلاقي امه تستقبله وهي ميته خووف و تدق صدرها من شافته:
ــ ويش فيك .. ويش هالحاله؟؟
ــ لاحقني شلب ..
ــ هاااه.. شلب وترضرضت كذاا.. لايكون نفس الرجال ديك المره شلخك.. ويلي عليك ياولدي ويش هالوجه اللي مابقى فيه محل صاحي...
وتقعده امه وشوي وتصيح عليه..
ــ شيه...وينا ابوي و حمدوه؟
ــ ناموا من سلوم تقول دجاج ... ( سلوم = مغرب)
وتحط على وجهه ثلج ملوت بخلقه... وهو يتحمل الألم ..
ــ وي وي.. ويلي يا وجهي..
ــ صدق لو تشدب عليي.. هالحاله من شلب لاحقنك..
ــ أي والله شلب لاحقني ...ومادري تالي وينا ذلف .. آآه ويلي اماه.. تحطم مستقبلي
ــ لويه بسم الله عليك..
ــ مع هالوجه المخفس منهي بتاخذني..
وتعص امه الخلقه على وجهه وهي تضحك:
ــ غربال يغربلك من صبي.. دي ويه هالضربه طايح على ويه..
ــ ماذكر من الخلعه..نعالي بكبره مادري وينا انحاش..
ــ بسم الله على عمرك الرحمن الرحيم .. هفففف..
شوي الا يسمعوا صوت صياح...من غرفة الجلوس
وتحط مريم الخلقه في ايد ولدها :
ــ قعدت رحمه بروح اشوفها..
ــ اووه اماه الا صارت عندش هاليومين..
ابتسمت مريم:
ــ ايه تغير علي جو
ابتسم جعفر وفي باله:
ــ انتين اللي تغيرتي واجد ...الله يريح بالش يا يمه و يعطيش على قد نيتش ..

ظلت نوريه طول الليل تفكر في اللي سواه جعفر .. محتاره هل تعلم اخوها اذا رجع بالسلامه لو لا..
حست بجعفر انه ما تعرض للضرب الا على شان يحميهم وما تبغى تخلي طقه و عواره يروح ببلاش..
خصوصا انها لما استجوبت هاشم فهمت عليه انه هدده لو بلغ الشرطه بيتعرض حتى ليها هي...
ابتسمت و غفت عيونها وفي القلب دعاء .. الله يوفق هالأنسان و يعطيه على قد نيته...

وفي اليوم الثاني... الصبح انتبه الكل على صوت درس قرآن..
ام علوي كانت في الحوش تاكل فطور مع عيسى...
رفعت ام علوي راسها ..
ــ انا لله و انا اليه لراجعون... مايندرى دا مين..
عيسى خلص فطوره:
ــ الحين ابطلع اروح اشوف اللي قال به عمي .. و بمر المغسل اشوف مين المتوفي..

طلع عيسى.. وصل المغسل لقى الناس متجمعين برى يستعدوا لتشييع جنازه.. تقرب مامداه بيسألهم مين المتوفي ؟ الا يسمعهم يقولو:
ــ رحمك الله يابو سلمان... انا لله و انا اليه لراجعون...
عيسى وقف و مو مستوعب اللي سمعه.. الا بطلعة الرجال من المغسل شايلين النعش ومن بينهم سلمان ولد عمه
حزتها عيسى حس رجوله يبست
تنحى على جنب.. وعبروا متوجهيين للمقبره...
صار يمشي وراهم ، و شريط ذكرياته مع عمه يتسارع.. الى ان وصلوا للمقبره وهم يدفنوه.. و في مسامعه يتردد اعتذار عمه.. و اسم الرجال اللي طلب منه عمه يروح له..
خلصوا من الدفن توجه عيسى الى سلمان.. وبأختناق ودموعه انهارت بعفويه:
ــ عظم الله لك الأجر..
التفت سلمان الى عيسى... و توجه ناحيته ... و عيونه مليانه حزن...
وبلا شعور....




الى الملتقى..

Princess
11-12-2011, 11:54 PM
الفصل الثامن عشر..


طلع عيسى.. وصل المغسل لقى الناس متجمعين برى يستعدوا لتشييع جنازه.. تقرب مامداه بيسألهم مين المتوفي ؟ الا يسمعهم يقولو:
ــ رحمك الله يابو سلمان... انا لله و انا اليه لراجعون...
عيسى وقف و مو مستوعب اللي سمعه.. الا بطلعة الرجال من المغسل شايلين النعش ومن بينهم سلمان ولد عمه
حزتها عيسى حس رجوله يبست
تنحى على جنب.. وعبروا متوجهيين للمقبره...
صار يمشي وراهم ، و شريط ذكرياته مع عمه يتسارع.. الى ان وصلوا للمقبره وهم يدفنوه.. و في مسامعه يتردد اعتذار عمه.. و اسم الرجال اللي طلب منه عمه يروح له..
خلصوا من الدفن توجه عيسى الى سلمان.. وبأختناق ودموعه انهارت :
ــ عظم الله لك الأجر..
التفت سلمان الى عيسى... و توجه ناحيته ... و عيونه مليانه حزن...
وبلا شعور.... احتضنه .. وشد عليه ..
كان سلمان يرتجف مثل الطير المذبوح.. بدون انين.. بدون صياح.. بدون دموع ... هالموقف خلى قلب عيسى ينقبض.. صار يطبطب على ظهر سلمان ويمسح عليه... ودموعه تصب مو مستوعب هالموقف اللي هو فيه ..
يذكر وجه عمه ويتذكر آخر كلامه له .. و مابين يوم وليله يفارقهم بلا وداع..

وفي بيت عباس ...

عباس : ــ ها ويش قلتوا..؟؟ فكرتوا باللي قلته زين ما زين .؟
حسن : ــ والله نشوف ويش ممكن يطلع بيدنا والله كريم..
حسين: ــ المشكله انها تهمت روحها وتسترت على اخوها.. ودا بالقانون يتسمى التستر على مجرم.. فما يندرى ويش حكمها ..؟؟
عباس: ــ بس اخوها مو بكامل قواه العقليه.. ولا هو مجرم متعمد.. فعلا كان دفاع عن شرف..
حسن : ــ لازم نشوف محامي اول وناخذ استشارته قبل لا نروح ونفتح القضيه ونتورط و نزيد الطين بله...
حسين: ــ و لازم نودي بشير المصح النفسي زي ماقال اخوه .. هو المفروض يكون هناك ويتعالج ,, بس هل انتون متأكدين لماقتل بشير نذير... كان مريض وقتها والا مرض بعد ما قتله..؟؟
عباس : ــ هاا..؟ وويش اللي يفرق في كلا الحالتين دفاع عن شرف اخته...
حسين : ــ تفرق عالأقل حتى لو كان دفاع عن شرف ما يتعاقب او تتخفف العقوبه لأنه مريض نفسيا.. !!
حسن : ــ وين باسم.؟ نادي عليه و اسأله...

جى باسم .. وسألوه...
باسم:
ــ اخوي.. حسيت انا من لما كنا صغار ان فيه شي.خصوصا لما يتهاشو امي وابوي لو يطقه ابوي لو يطق حليمه... ينقلب واحد فاني... كان دايما يقول انه يشوف اشياء و فجأه نشوفه فرحان بدون سبب وفجأه زعلان.. كنا كل نفكره يشلخ علينا بس علشان يلفت النظر له.. خصوصا ابوي كان دايما يفشله و يعتبره ماله فايده بالحياه .. فترك المدرسه وصار يشتغل وياه في المنجره بس على شان يرضيه ...
حسين: ــ مامره سوى فعل عجيب مايتصدق؟
ــ ايه.. كان دايما يتهاوش مع ابوي و ما يخاف منه وعادي يضربه حتى..
حسن:ــ ياساتر ... ومن متى هالكلام؟ وليش ؟
ــ من سنين ,,, اذا هاوش ابوي امي لو حليمه او ضربهم.. بشير ماكان عنده مانع يهجم عليه ويضربه..

عباس: ــ امممم.. لازم نشوف محامي خلال هاليومين ونستشيره .. ونرتب الأوضاع...
حسن: ــ عساه خير..
عباس: ــ هيثموه الخايس اصلا مسجون من ديك الليله عشان قضية الحشيش طاح حظه..
حسين: ــ مو معوره قلبي الا امه من وادي لوادي تدور ماهي عارفه ويش تسوي بعمرها....

بعد يومين..
وعلى باب مرت ام جابر,, مرت ابو جابر الأولى .. بعد ما راحت للرابعه و قالت ليها انه عندها
وقفت ام هيثم... طقت الباب فتحته ليها... استقبلتها ودخلتها... ماكانت تدري بها من هي...
سألتها عن ابو جابر... استغربت... و خافت خصوصا انه اول مره تجي مرأه وتسأل عنه...
دخلتها عليه المجلس ,, وقعدت جنب زوجها بتشوف قضية هالمرأه ومن هي؟
ام هيثم اللي كانت ترتجف و ميته خوف و الحزن ذابحها... ظلت واقفه كم دقيقه وهم يطلبو منها تقعد .. الا ان انهارت على ركبها وصارت تصيح:
ــ دخيلك يا ابو جابر.. اني والله مالي بهالدنيا غيره.. طلبتك تساعدني...
وصارت تصيح .. و تشاهق ..
ابو جابر و مرته انصرعوا..
ام جابر :
ــ ويش فيش؟؟ وويش صاير ؟؟ وويش تبغي ابو جابر يسوي لش..اساسا مين انتين؟
ام هيثم والكلام يتقطع تقطيع مابين شهقاتها والدموع:
ــ اني .. ام هيثم...
من قالت اسم هيثم.. اعتفس وجه ابو جابر ....
ام جابر ماكانت تعرف مين هيثم ولا سمعت به.. كانت مرأه طيبه كافه عافه ماتطلع من بيتها الا للضروره القصوى .. مو مثل زوجاته الثانيات..
ابو جابر و لهجته مو مرتاحه :
ــ خير ان شالله..
ــ خذووه.. خذووه من دي شهر لو زود وسجنوه.. مادري لويه .. اكيد مآذي احد .. هالولد تاعبني وشاقيني بس مالي غيره والله.. طلبتك تروح و تكفله.. و اني حاضره باللي تبغوه..و طلبتكم تخلوني اشتغل عندكم اسوي أي شي .. مالي احد بهالدنيا وكلما رحت لأحد صكو الباب في وجهي ..
كلام ام هيثم اثر في مرت ابو جابر... كانت مرأه كبيره بالسن.... بنت عم ابو جابر فلذلك ظلت على ذمته و اخذ عليها بدل الوحده .. ثلاث... و هي ام جابر..
جابر اللي ضاع من عندها من لما كان في اول شهوره ,ودورا عليه بكل مكان في الفريق .. وبلغوا عن اختفاءه ولكن مالقوه ،، اختفى الطفل .. فص ملح وذاب...

وهجرها ابو جابر وقتها من قهره وعرس عليها يبغى يحرق قلبها .. و هي مو داقه خبر له لنها بغت تموت من حزنها على ولدها... مرضت و كبرها الهم سنين و سنين ..
لكن مع ذلك كان ابو جابر رجع ليها لأنه يحبها ويرتاح ليها.. ولسوالفها.. لا تحن ولا تتطلب ..
فكانت ملجأه اذا بغى الراحه من الهدره..
كانت امرأه طيبه وعلى نياتها... صارت تصيح مع ام هيثم لا شعوريا.. وصارت تطلب من ابو جابر يساعد ..
ابو جابر اخذ ام جابر و دخل وياها غرفه ثانيه .. وخلو ام هيثم تنتظرهم بالمجلس..

ابو جابر:
ــ انتين ماتدري بهالهيثم بلاويه بلاوي مايندرى لويه ماخذينه .. وبعدين انا ما احبه ولا ارتاح له...من جو بهالفريق دي 6 سنين عفر و انا مو مرتاح له هالآدمي..
ــ لويه عاد ويش سوى لك الصبي.. مسكينه امه تقطع القلب.. حاسه فيها والله...فرقى الضنى غالي.. وانت ما شالله عليك يا ابو جابر عندك واسطات وبتقدر تساعدها ان شالله..
ــ حسب البلوه اللي مهببنها.. اففففف استغفر الله اقول لش هالصبي ما اطيقه...
ــ لويه عاااد..!!
ــ مادري من اشوفه ينقبض قلبي و اتضاااايق.. حتى لو ماسوى لي شي وعبر علي عبور..
ــ يادافع البلا.. عاد على شان خاطري اول مره اطلبك .. زين دخيل الله خليها تشتغل في البيت ولو ان ماعندي شي فيه داك الزود .. بس كبرت اني وابغى من يشيل الحمل عني.. وحاول دخيل الله تشوف بس ويش سالفته .. عالأقل طمن قلب امه عليه..
ــ افففف ... انا لله وانا اليه لراجعون.. خلاص ان شالله يصير خير...
ــ ياعساني ما انحرم من طيبك وعطفك.

خلى ابو جابر ام هيثم تبات مع مرته و طلب منها تشتغل عندها.. وطلع من عندهم و التفكير شاغل باله....

وفي بيت ابو سلمان.. عيسى جالس و سلمان منسدح جنبه غافيه عيونه...
الأفكار تاخذه و توديه..
يبغى يرجع البيت لخالته اللي طل عليها و خايف عليها لنها بروحها... وبنفس الوقت معور قلبه ولد عمه بهالحال وبهالموقف بروحه...
ويقطع افكاره شهقه من سلمان اللي صحى من النوم مفزوع...
حضنه عيسى و صار يمسح عليه.. وسلمان شابح بعيونه مثل المفزوع:
ــ لحالي صرت.. ما احد وياي.. حتى امي اللي توقعتها من تسمع بالسالفه تجي لي.. ماجت..
ــ يمكن ماسمعت.. مادرت..!!
ــ مستحيل.. اصلا امي ماعمرها عاملتني بحنيه ما كأنها امي نهائيا ,, مصدوم انها منها ومن اللي سوته فيك..
ويشد على عيسى.:
ــ وانت صابر وساكت وماعلمتني.. خليتني على عماي اعاملك معامله زفت.. سامحني يا عيسى.. سامحني..
عيسى يشد على سلمان وهو مستغرب كيف درى عن امه.. :
ــ كيف دريت عنها.؟ قال لك المرحوم.؟
ــ لا .. كلكم خبيتوا عني.. بس انا دريت بروحي.. شفتها هذيك الليله لما حفرت انت تحت درج بيتنا... ولحقتها لما لحقها ابوي وهم مايدرو وهي رايحه لبيت الساحر... عرفت كل شي وقتها... بس اللي ما تخيلته يصير منها انها تسمع بموتة ابوي وماتجي حتى تشوفني ...ولا تعزيني...ولا حتى تهتم
عيسى:
ــ هدي بالك وقوم وياي..
سلمان يمسح دموعه ويشد على روحه:
ــ وين؟
ــ بيتي.. بروح لخالتي ام علوي .. ولا ودي اخليك بروحك.. قوم وياي..
و يالله طاوع سلمان عيسى .. وراح وياه..
دخلو البيت.. لقو ام علوي تسف في خوصها..
الحوش كان بارد بداية الخريف و ريحة الخوص الرطب منتشره فيه.. وصوت ام علوي اللي كانت تدندن ويا روحها عاطي الجو حنيه و دفء..
بمجرد ماسكر عيسى الباب وقال:
ــ يماه.. يالله.. وياي ضيف..
تغطت ام علوي نص غطا..
ــ حياه امي.. تفضل..
سلمان:
ــ مساش الله بالخير ..
ــ هلا يمسيك بالنور والسرور...
ــ انا سلمان ولد عم عيسى.. شحوالش خالتي...
حزتها تركت ام علوي الخوص من ايدها ووقفت و هي حاطه ايدها على قلبها:
ــ وي.. وي هلا بيك يا امي.. عظم الله لك الأجر..
سلمان.. من ردة فعل ام علوي العفويه.. وكلمة امي اللي طلعت منها بكل حنان وخوف.. جته الغبنه... رد عليها بصوت مخنوق:
ــ سلم الله عمرش...
ــ ويش حالك ياولدي؟
كلمة ولدي .. اللي ماسمعها من امه ولا مره.. زادته غبن على غبنته
ــ الحمدلله على كل حال.....
ــ وي ياعسى الدهر مايضيمك.. ولا يهينك .. ياعساك طولة العمر و السعاده و الحلم والعلم و الهدايه.. وياعسى ابوك الرحمه و الجنه..
عيون سلمان حزتها غرقت بدموعه المكبوته.... وصار يحاول يكبتها .. في حين عيسى يطالع فيه ومبتسم ومعوره قلبه عليه..
ام علوي :
ــ تعال ياعيني استريح...
ام علوي مرتبكه من جية سلمان خطت خطوتين على ورى بتتباعد ونسيت ان وراها مغطس معدن فيه الخوص المنقوع...
فضربت رجولها فيه..
سلمان لا شعوريا وهو خلاص بيجلس في الجهه اللي تباعدت عنها ام علوي لما سمع صوت ضربة رجولها بالمغطس قال بأنفعال:
ــ بسم الله عليش...
و حبى على ركبه وباعده عنها وبين ماهو يباعده ام علوي ابتسمت و مدت ايدها الا هي على راسه.. تحسسته وصارت تمسح عليه...وهي واقفه:
ــ سمت عليك الزهرا ام الحسنين...
سلمان وقتها... ومع شعوره بيد ام علوي تمسح على راسه... حس بشعور اليتيم الفاقد للتو.. و اللي محتاج حنان من حواليه..
بلا شعور مسك اطراف شيلتها وشد عليها وصار يون ودموعه اخيرا طاحت...
عيسى ماتحملهم صار يصيح هو الآخر..
ام علوي تحاول ما تصيح لكنها ماقدرت صارت تمسح على راسه وكتفه وتخفف عنه...
ــ طلع اللي فيك ياولدي..فضفض..
وظل سلمان على هالوضعيه وطلع كل الحزن والحسره اللي فيه و ام علوي تطبطب على كتفه و تمسح على راسه و تهدي فيه:
ــ ياولدي مادايم الا الله سبحانه... كلنا بنروح ,, خل ايمانك بالله قوي و ترحم عليه...


وفي الليل .. في بيت حسن وحسين...

جعفر منسدح يحاول ينام و الأفكار في راسه تدور..
يفكر في اللي صار عليه و يفكر بالسيده نوريه .. وده لو يتقدم ليها بس ظروفه الماديه ماتسمح .. وفوق هذا عنده اخو اكبر منه مسافر ويحتاج لعرس هو الآخر... ( من سنين كان لازم اول شي يعرسو الكبار بعدين الصغار سواء ذكر او انثى)
نام و هو على امل... تمشي الأيام زي ما يتمناها...

وفي غرفة حسن مريم تنوم رحمه بعد ما رضعتها فاطمه...
وتفكر هي الثانيه بحياتهم وحياة هالبنيه وحياة اولادها.. وتدعو الله يفك قيد امها ويرجعها ليها بالسلامه...

و بالسجن... حليمه مجافنها النوم.. منسدحه و حاطه ايدها تحت خدها ,, هالات عيونها للخدود.. و ملامحها جامده و ما تتفسر... و سناء منسدحه في سريرها مقابل حليمه تتأملها و دموعها تسيل و بأمنيه انانيه نسبيا تتمنى لو ام احمد متواجده معاهم تخفف الحزن عن حليمه وتاخذها بأحضانها...

تنوعت المشاعر مابين كل مكان والثاني متأرجحه مابين حزن و دعاء و شوق و حنين..

Princess
11-12-2011, 11:55 PM
وفي بيت ام جابر ...
واللي ماكان فيه احد غير ام جابر و ام هيثم
طلعت ام جابر الحوش مو جاينها نوم.. لقت ام هيثم هي الثانيه جالسه بالحوش ضامه نفسها و رافعه راسها للسماء وتصيح و تتمتم
ام جابر كحت لا تخلعها.. انتبهت عليها ام هيثم مسحت دموعها بالسرعه ... ووقفت :
ــ بغيتي شي ام جابر..؟
ابتسمت ام جابر:
ــ لا عطاش الله العافيه.. انتين ضيفتي الليله ويش دعوه من الحين بتقابلي شغلش... استريحي ...
قعدو الثنتين...
هدوء.. لكم دقيقه... بعدها كسر هالهدوء سؤال من ام جابر..:
ــ كم عمره ولدش..؟
ــ 26 سنه...
ــ الله يحفظ عليه...
ام هيثم ببراءه وبدون ماتدري:
ــ و انتين يا ام جابر؟ وين جابر ولدش,, للحين ماشفته.. وكم عمره؟
ابتسمت ام جابر ,, ابتسامه بين عليها الحزن وبتنهيده:
ــ ولدي.. ولدي مادري وين ارضه ووين سماه... حي هو لو ميت... ان كان حي سبحان الله يكون بعمر هيثم ولدش تقريبا.. اصغر منه بسنتين.. الله يحفظه لش و يطلع بالسلامه ..و ان كان ميت فالعوض على رب العالمين...
ام هيثم حست بأحراج و تضايقت على شان ام جابر وتمنت لو انها ما سألتها..
ورجع جو الصمت.. الى ان قالت ام جابر:
ــ من تقريبا 24 سنه.. طلعت للعين الغربيه اني مع ولدي جابر.. كان بعده باللفه له شهرين بس .. ماكان عندي احد اخليه وياه , اهلي ساكنين بعيد في ديره فانيه و ابو جابر مسافر.. و الجيران بعدي ما اتعود عليهم.. و استحي منهم... وبيني وبينش.. كنت اخاف على ولدي و ابغاه دايما تحت عيني .. ذاك اليوم كانت العين زحمه مره .. نزلت اسبح فيها وتركت جابر في سلته تحت نخله كانت قريبه من العين.. و ظليت اراقب فيه.. وفجأه و اني اغسل شعري... ومع الصابون طاح خاتم ذهب من صبعي.. وبلا شعور طمست في الماي ابغى اصيده... و صرت احاول الاقيه , بغيت افطس من كثر ما طمست احاول ادوره.. كان هديه من ابو جابر وما حبيت اضيعه بهالسهوله.. . وبعد فتره واني اطامس و ادور ناسيه ان ولدي وياي خصوصا انه كان هادئ و نايم ...ومغطى بخلقه عن الهوا و الذبان..التفت صوب النخله ...
اختنق صوت ام جابر ساعتها.. تحس نفسها مو قادره تكمل...
ام هيثم تأثرت وياها وفهمت ويش اللي صار ,,و دموعها تسيل بشكل مو طبيعي .. صارت تمسح على ظهرها ...
ام جابر بأختناق ودموعها تسيل:
ــ مالقيت السله.. وطلعت من العين... وصرت اسأل في النسوان اللي حوالين النخله .. وين السله.. كلهم اكدوا لي ان مرأه متغطيه جت وخذتها .. وما وحده فيهم سألتها لأنهم مايعرفوني ولا يدروا السله لمين ولا يدرو ويش بداخلها..
ام هيثم لا شعوريا صارت تصيح و تنحب بصوت عالي...
ام جابر هدأت و صارت تطالع في ام هيثم مستغربه من تفاعلها المفاجئ اللي فجأه صارت تضرب في صدرها... وتقول:
ــ حاسه فيش و مجربه.. حاسه فيش ومجربه...بس اني ولدي هيثم مات..
ام جابر تمالكت نفسها وبتساؤل مندهش:
ــ مات..!!
ــ ايييه مات.. غرق بعين و اني كنت وياه من اهمالي... الحزن و الجرح هو نفسه ياخيه... نفسه..
ــ اجل.. مين هيثم؟ المسجون...
ام هيثم تتنهد وهي تمسح دموعها...
ــ هذا ولد وحده اعرفها... اني مو من هالديره توي جايه ليي 6 سنين بس... ولاني من الديره اللي جيت منها اهلي تبروا مني ...
وتصير تصيح و هي مقهوره و فيها من الحزن ما يعادل حزن ام جابر:
ــ تبروا .. لأني انحشت مع ابو هيثم و عرست عليه بدون رضاهم... كان مقطوع من شجره ماله احد بهالدنيا .. وكان يشتغل في مزرعة ابوي ....كبرنا وربينا مع بعض وتعلقنا ببعض كان ابو هيثم الله يرحمه يجمع القرش على القرش لجل يتقدم لي ولكن لما تقدم ابوي رفضه و هزأه و سمعه كلام جارح.. هالشي حز بخاطري و خلاني اقترح على ابو هيثم من قهري وحسرتنا ننحاش.. في البدايه كان متردد بعدها وافقني... و انحشنا لديره غير ديرتنا.. الله عطاني هيثم و توفى ابوه بعدها بسنه طاح من فوق نخله.... ظليت وحيده بعد ما ورثني بيت صغير مالي الا الله و عطف الناس حواليني... بعدها بسنتين.. غرق ولدي في العين وهو يلعب مع صبيان .. و مادريت به الا وهو جثه محموله بذراع وحده من النسوان...اكلني الهم.. و كان الود ودي ساعتها لو الله ياخذ روحي ويريحني... الدنيا اسودت بعيوني.. فقدت زوجي اول تالي فقدة ضناي.. حسيت ان الله يعاقبني على عصياني لوالديني... رجعت ديرتنا بعدها بفتره لكنهم استقبلوني بالطرد .. تمنيتهم لو يذبحوني .. بدل لا يضربوني.. تمنيت ما ارجع للبيت اللي تركته بذكريات كلها حزن و ألم.. لكني رجعت وكلي قهر و حسره..... ولقيت وحده فقيره على بابه.. بحضنها ولد صغير ابو شهور .. خرسا ما تتكلم..... وحالتها حاله و نفسيتها مريضه ..
دخلتها بيتي و اهتميت فيها.. كانت تعاني من حاله نفسيه صعبه عجزت اعرفها.. ومع ذلك ما آذتني تعلقت بولدها صرت اداريه و اهتم فيه لحد ما اوتعيت في يوم.. ولقيتها راحت لربها.. وظليت اني و الولد... اللي ماكنت اعرف حتى اسمه.. فسميته هيثم... وظلينا عايشين بذاك البيت 19 سنه وهو حسبة ولدي اللي فقدته.. لكن ما الله اراد له الهدايه..
كان تاعبني ومشقيني و مسبب لي مشاكل بالديره.. لحد ما فجعني في يوم انه رهن البيت وعجزت ساعتها افك الرهن فما كان منا الا نترك البيت و الديره و نجي لديرتكم.. ومع هذا المشاكل من طرف هالولد ظلت تلاحقنا ..
كذا مره كنت اطرده من البيت.. لكن قلبي مايطاوعني وهو حسبة ولدي و ربيته.. تعلقت فيه يا ام جابر والله يشهد... و الحين قلبي كل يوم وليله يتقطع بسكاكين على فراقه...

ام جابر شبحت بعيونها.. ومسكت ام هيثم من كتوفها وبأنفعال هزتها:
ــ متى جت على باب بيتكم المرأه.؟ وويش كان لابس ولدها... قولي لي ... قووولي لييي؟؟!!
ام هيثم استوعبت صريخ ام جابر فيها على ويش وويش ظنها فيها... صارت دموعها تتقاطر بلا شعور و بتردد مبين عليه الخوف و عيونها تترتجف :
ــ ت.. ت... تبان. ابيض. وفانيله خفيفه حمرا و ملفوف بخلقه صفرا.. ( التبان : سروال قصير مره مايغطي الفخذين)
هدأت حزتها ام جابر.. تذكر بالضبط ويش اللي كان على جابر .. كان عليه تبان ازرق و فانيله زرقاء و الخلقه الملفوف بها بيضاء..
صارت ام جابر تتعذر من ام هيثم و تطلب منها تسامحها على انفعالها وتعذرها..
رجعت كل وحده فيهم لغرفتها .. وحطت راسها..
ام جابر ضامه المخده و دموعها تسيل .. من حرقة قلبها اللي ما هدأ لحظه
و ام هيثم شارده تفكر في ولدها و تفكر هالولد اللي شافته هل هو فعلا ولد المرأه لو بايقتنه وبدلت ثيابه ؟ انكمشت على نفسها وفي قلبها تردد.. ( هيثم ولدي مهما كان ومهما صار)


وفي الصباح...

فتح سلمان عيونه على صوت ام علوي تدرس الأطفال قرآن .. لقى عيسى مو موجود.. طلع من الغرفه وهو يتنحنح...
ام علوي وقفت الدرس:
ــ صباحك خير ياولدي.. عيسى في الغرفه هناك .. الحق عليه قبل لا يطلع و اجدع وياه >> اجدع = افطر... جدوع = فطور..
دخل سلمان على عيسى لقاه بسروال وفانيله و يخيط ثوبه و الفطور على جنب مغطى بخلق...
ابتسم عيسى:
ــ صباحك خير ..
سلمان بأبتسامه متعبه:
ــ صباحك نور.. ويش تسوي..؟
عيسى يقص الخيط خلص من الخياطه:
ــ ههه .. ارقع فوبي...
ــ ههه والله فنان.. تعرف تخيط.؟
ــ ايه يعني خياطه على قد الحال..
ويلبس الثوب و يفره على جنب مكان الخياطه..ويصير يجره و يعدله صار متكفس شويه ضغط على الغرزه وهو يخيط
ــ يبين الخياط.. غربال شديت على الخيط
ــ لا زين ما يبين...
ــ مشينا ناكل ... بسم الله
ويشيل الخلقه ... ويبتسم:
ــ مادري يعجبك فطورنا لو لا؟
كان قرص بيض مقلي و خبز عربي و شاي ...
ابتسم سلمان:
ــ لويه مايعجبني ..؟ ليش الناس ويش يفطروا؟
ــ ههههه مادري؟
ــ مين سواه دا؟
عيسى يدق على صدره:
ــ انااا...
سلمان يطالع في عيسى :
ــ ما شالله عليك.. توي ادري بك تعرف كل شي.. شايل عمرك شيل...
عيسى و هو ياكل :
ــ الحمدلله الحياه علمتني ما اعتمد على احد... الله يحفظ لي خالتي ام علوي كانت شايلتني شيل و انا صغير ومن مرضت و راح بصرها.. تعلمت اخدم روحي بروحي..

صار سلمان ياكل الفطور..ويبلع كل لقمه بغصه على حاله..يقارن بين نفسه اللي عاشت بعز و رخاء واللي ماكان يسوي ولا شي لنفسه و لبسه اللي ماينتظره ينشق ليشتري فوقه الف لبسه ولبسه ومع ذلك ما كان يعيش بنفس السعاده و الراحه و الأمتنان اللي حسهم في عيسى البسيط ...
بلا شعور انسلت دمعه و طاحت في كاس الشاي اللي كان يهفه عن الحراره .. انتبه له عيسى وصار يطالع فيه..
ضحك سلمان بأصطناع ومسح عيونه:
ــ من بخار الشاي حار.. حرقني ودمع عيوني...
ابتسم عيسى:
ــ خليه يبرد له..!

خلصوا فطورهم وطلعوا...
سلمان : ــ تسلم يا ولد العم عالضيافه .. ماقصرت.. برجع بيتنا الليله و بلم اغراضي...
ــ ليش؟ وين بتروح؟
عيسى وهو يطالع في السما مع تنهيده من القلب:
ــ البحرين... لأهلي اللي هناك
ــ يعني بتسوي زي ما قال لي معتوق ووصاك عمي .؟ بتروح تشتري سهم شركاء المرحوم من هناك و بتدير الحلال؟
ــ ايه.. ويش اسوي اقعد هنا... مالي غرض .. كل الحلال هنا حلال ابوك المرحوم وبالتالي حلالك..
عيسى يحط ايده على كتف سلمان:
ــ شدعوه ياخوي.. حلالك حلالي...
سلمان ما تحمل و صار يصيح بهدوء ومن قلب..
ضمه عيسى وصار يمسح على ظهره في حين ظلت ايادي سلمان منسدله ..وبصوت مخنوق:
ــ سامحني.. سامحني على كل غلطه ارتكبتها بحقك.. ماكنت ادري باللي جرى عليك.. سامح المرحوم.. ماكان بوعيه لما ظلمك ..
عيسى يطبطب على ظهر سلمان وبخفه:
ــ مسامحنكم جميع.. دنيا و آخره.. انت.. و عمي.. و حتى امك...
سلمان وقتها ومن طاري امه بالذات... و هي السبب في كل اللي صار... زاد صوت صياحه المختنق و ضم عيسى هو الآخر وصار يشد على ملابسه :
ــ امي... ياليتني ماكنت ولد امي... امي؟ وين هي امي عني؟ انا مو مسامحنها كيف انت تسامحهاا؟؟
ــ لااا..استغفر ربك.. مهما كان هذي امك..

Princess
11-12-2011, 11:56 PM
وصل عيسى سلمان و راح يدور عالرجال اللي وصاه عمه يروح له .. ليسجل نفسه.. انسان بشهادة ميلاد تثبت له كيان بهالوطن..

في بيت ابو جاسم ( استاذ عبدالحميد)

جاسم جالس هادئ مو عوايده.. مبرطم وحزين..
جنه:
ــ ويش فيك مبرطم و ثاكت؟ مو عوايدك؟
ما يرد عليها...
جنه:
ــ ما رحت المدرثه اليوم حق ويه؟
مايرد عليها...
جنه تستفزه:
ــ لا يكون منحاااش و الله لعلم ابوي عليك

جاسم ابدا في عالم ثاني....
راحت جنه وسالت امها:
ــ ويش فيه جاثموه.؟ مايرد عليي؟
كريمه تشخل العيش:
ــ ويش دراني عنه اكلت القطوه لسانه.. عفر !

الا برجعة ابوه من المدرسه ....
واللي على طول من شافه قاعد بالحوش و في عالم آخر..
عبدالحميد بأنفعال:
ــ ويش فيك ماجيت اليوم المدرسه هاااا.. من متى اخذك وياي انا حق اطمن ... ولا عاد اليوم يوم توديع خويك بدر بيسافر خلاص... المدير لنه متفوق قرر يسوي له حفله اليوم و تجمعنا نسلم عليه هو وابوه اللي كان وياه يخلص اجرائات اوراق غيابه..
كريمه طلعت من المطبخ :
ــ أهااا.. علشان كذاااا....
جاسم منقهر وشوي بيصيح:
ــ مانا رايح.. لويه اروح.. ؟
عبدالحميد:
ــ آه يالملعون.. وتقول مانا لي هااا..يعني ويه؟ منت مودعنه؟ ماتقدر على فراقه؟ اووووه والله ماتوقعت العلاقه تصير بينكم بهالدرجه... و انا اقول يطالع فيني من بد الآساتذه كلهم في حفل توديعه طلع على شانك يدور عليك... اكو جى وياي
جاسم قام منفعل ولا هو مستوعب كلام ابوه و صار يصيح وبقهر:
ــ ما قال لي انه بيسافر .. سمعت من الصبيان .. لويه ماقال لي .. ها لويه.. مانا مودعنه .. مانا ..
الا يسمع صوت ورى ابوه ... وبنفس الوقت ابوه قال لكريمه:
ــ يالله يالله.. تفضل يا ابو بدر..
وصوت ابو بدر برى البيت ..
ــ لا تسلم بس بدر خله يشوف جاسم وبنمشي..

جاسم وقف مذهول.. الا ببدر بعكازاته يدخل و في عيونه دموع...و يسرع ناحية جاسم وهو يقول له:
ــ ماقلت ليهم انا بعد يمكن سمعوا من ابهاتهم لأن ابوي قال بالسوق انه بسافر.. ليش ويش هم بالنسبه لي علشان اقول ليهم و اخليك انت ياغبي يابهيم .. انا مابغى اروح اصلا ..
ويتعثر ويطيح ويركض له استاذ عبدالحميد الا بجاسم يركض له ويقعد عالأرض ويحضنه ويصير يصيح:
ــ لا.. روووح... انا اقول لك روووح.. روح وتعالج و ارجع لينا مثل لول.. خلينا نلعب مع بعض و نستانس.. اذا مارحت بزعل عليك ليوم القيامه ومابكلمك...

في المطبخ جنه و امها يصيحوا...
ابو بدر برى يسمع كلامهم و يمسح دموعه بغترته..
و عبدالحميد حضنهم ثنينهم و بهدوء :
ــ الهي لا يحرمكم من بعض ولا يغير عليكم.. وترجع يابدر بالسلامه...



العصر وفي مكتب المحاماه....
عباس و حسن و حسين يناقشو قضية حليمه مع محامي...
المحامي:
ــ من الأساس يا اخواني اذا كانت المتهمه ما قتلت بدافع الدفاع عن شرفها.. لنها قتلت بالأساس زوجها و تركت المجرم.. ولأن زوجها شريك في الجرم مع المجرم يرجع الأمر لأهله.. ابوه و اخوانه.. هم اللي يحددوا حكمها تاخذ حكم او تدفع ديه او لا شيء عليها.. اذا كانوا متأكدين من جرم ابنهم...
عباس:
ــ طيب مو هي اللي قتلته؟ قتله اخوها واللي يصير اخوه.. وهو مريض نفسيا معاه انفصام .. ثارت حميته على اخته فقتل اخوه
المحامي بأستغراب:
ــ لا اله الا الله.. يعني هو اخوه من ابوه مثلا وهي اخته من امه او العكس. ففضل اخته على اخوه و صار اللي صار...دوختوني وضحوا لي الله يرحم والديكم.
حسن:
ــ ايه عدل كلامك .. خصوصا ان بعد الله يرحمه مالينا نذكر سيئاته.. معروف المغدور بسوء سيرته.. و المجرم اللي كان معاه و ساس البلا مسجون الحين بتهمة تعاطي حشيش..
المحامي:
ــ اف اف .. شهالقضيه المشربكه..
حسين:
ــ والحل الله يسلمك؟

المحامي:
ــ خلوني هاليومين بس ارتب امور القضيه و ارفع دعوى قضائيه على المجرم و ارجع افتح القضيه ونتلاقى بالمحكمه ان شالله... انتوا بس جيبوا لي اوراق طبيه تثبت ان المدعو بشير مصاب بأنفصام و شهاده من احد اقربائه انه يعاني هالحاله اذا كان ارتكب الجريمه قبل الفحص ..

حسين:
ــ طيب لو اثبتنا التهمه على المجرم و طلعت المتهمه من السجن ويش بيصير على بشير؟
ــ هالشي اذا كان مريض راح ينحكم ضمن القتل الغير متعمد بسبب المرض. وليس لسبب الدفاع عن شرف اخته لأن مافيه شهود على هالحادثه.. لأن لو بنتعبر السالفه شرف..كان كل من قتل احد وقال ادافع عن شرف اهلي... و لا تدروا هل صار اصلا اعتداء او ماصار هالشي ما ينحكم عليه بالكلام فقط... فراح ياخذ الحق العام فقط للقتل الغير متعمد و اذا طلب اهل القتيل ديه يدفع لهم لكن بما انهم اخوه و الأب متوفي فالأمر متروك حسب حالته الصحيه.. فجايز ينوخذ للمستشفى للعلاج و كسجن ايضا..
عباس:
ــ هيثم يحتاج استجواب.. على شنطه فيها اداة الجريمه انا شفت المتهمه و بشير يدفنوها ديك الليله بنخل وبعدها اختفت .. اخذها هو لأنه هدد باسم و طرف ثاني يكون ولد حسن من فتره بها...
المحامي:
ــ خلاص ان شالله مايصير الا الخير.. انا بنفسي راح اروح له السجن و احقق معاه... ونشوف ايش اللي يطلع معنا..المهم بيوم اللي نروح المحكمه جيبوا الشاهدين معاكم..



طلعوا من مكتب المحامي.. وكلهم امل و بنفس الوقت اسى على بشير ..

Princess
11-12-2011, 11:56 PM
وصلو بيت عباس دخلو لقو دم في الحوش وصحن فيه فواكه مابين مقشر ومقطع
عباس من شافه انصرع وصار ينادي...
ــ بااسم.. بشير.. وينكم !
و ركض على الغرفه اللي ينامو فيها.. لقاها فاضيه
حسن وحسين ركض يدورو ببقية الغرف لقوا غرفة عباس مقفله بعد من طقو الباب و صرخو:
ــ مين داخل .. باسم بشير؟؟
الا باسم يفتح الباب وهو ميت رعب و صياح وحالته حاله...
و عضده ينزف دم شكله من ضربة سكين..
من شافوه انصرعوا ويش صااااير..
باسم وهو يرتجف:
ــ بشير... بشير .. كنت قاعد اسولف وياه.. وهو يقشر تفاحه و ناكل .. بس قلت.. يبغى لي شنطه لو كيس كبير اجيب فيابي مره وحده من بيتنا لهنا بدل الروحه و الجيه.. الا بشير تبهدلت احواله وصار يصرخ فيني و ضربني... لويه مادريت ؟

عباس يضرب على راسه:
ــ من طاري الشنطه.. من طاريها.. جته الحاله... الحين وينا هوووووو... كان ماقتل روحه.. آه ..ويلي .. ويلي
انهار عباس صار حسن يحاول يخليه يتماسك في حين حسين بسرعه صار يدور شي يلف فيه جرح باسم :
ــ لا لازم لك مستشفى.. لا يتلوث الجرح ...
حسن قام يدور بشير لقاه في المطبخ.. نايم و ايده ملطخه بالدم...
تقرب منه وهو خايف.. لقى في ايده اثار رمل ..
ــ بشير.. بشير...
فتح بشير عيونه وهو مذهول..
قعد قعود و عيونه تتحرك في عدة اتجاهات وميت رعب...
رفع ايده وصار ينفضها بخوف و يمسحها في الأرض...
حسن مسكه يحاول يهديه:
ــ ويش فيك؟ بشير اهدئ..
بشير يرتجف وبخوف ودموع:
ــ نذير... شفته نذير...
عباس واقف على باب المطبخ وقلبه يحسه بيطيح من الرعب:
ــ نذير.؟ لا تقول لي لأن باسم يشبه نذير قمت ضربته ؟
بشير دخل في حالة هستريا وصار يصارخ:
ــ اقول لك نذيرررررررررررررررر... نذير نذير...
ويشيل صفاري كانت جنبه ويفلتها صوب عباس اللي طلع منحاش من المطبخ ميت من الخوف... ويصرخ:
ــ لا.. لازم يتعاالج وصل لمرحله صار خطير فيها على اللي حواليه.. اسمح لي ياباسم حتى لو اخوك لازم نوديه المصح... مو حاله دي
ودوا باسم المستشفى.. اللي رفضوا يعالجوه قبل لا يعرفوا سبب هالضربه العميقه واللي كان مبين انها ضرربة سكين..
و مستعدين يتهموا عباس انه السبب بما انهم ساكنين عنده...
وبعد ما خبرهم حسين بالسالفه طلبوا اداة الجريمه للتحقيق .. الا انهم ماكانوا يدلوها ..
وبشير وقتها رجع لحالته الطبيعيه فلما استجوبوه. انكر وقال انه مايدري عن شي.. في حين قول باسم انه اخوه ضربه لنه مريض ما يتصدق بدون اداة الضرب..
ليتذكر حسن الرمل اللي شافه في ايد بشير,, ويرجع بسرعه مع عباس للبيت ويحفرو في الزراعه اللي بالحوش ليلقو السكين مدفونه..
حزتها عباس انهار على ركبه:
ــ الجريمه تنعاد مع باسم.. وبنفس تفاصيلها.. بس لأن يشبه نذير و لأنه طرى شنطه...
شالو السكين بخلق وودوها المستشفى للمحققين و اخذوا بشير يفحصوه.. لتثبت النتيجه انه مصاب بأنفصام شخصيه وفي مرحلة متطوره وصل لدرجة العنف و الهياج.. فأحتجزوه بالمستشفى للعلاج خصوصا ان فيه له بعد ملف من فتره وطالبين فيه من امه تجيبه لكنها ماجابته...
و استلم عباس شهادة طبيه تثبت حالة بشير .. توجه بها الى المحامي...



و بعد يومين....
بالمطار .. ابو بدر يودع حسين اللي وصلهم ..
شهاب:
ــ ماتوصي شي من هناك ياخوي..
ــ سلامتك تروح وترجع بالسلامه ومعافيين ان شالله...
ــ ما اوصيك و انت جار و اخو لا تقطعوا اهلي من زياره لو استفقاده
ــ افا عليك بدون وصايه .. روح ولا تحاتي ... اهلك حسبة اهلي..
ــ جزاك الله خير ماقصرت.. و الله يقويكم و يطلع فقيرة الله من هالسجن الحين ابو علي و عباس بالمحكمه.؟
ــ ايه شويات و اروح ليهم..
ــ سلم عليهم.. قلبي وياكم..

ركبوا الطياره .. و الأمل يرافقهم .. يتمنوا يرجعوا بالسلامه و الآماني تتحقق..


وبالمحكمه.....
وبعد ادلاء باسم و محمد بشهاداتهم تم استجواب هيثم ..... و اللي انكر علاقته بالقضيه طبعا... و بعد الأطلاع على اوراق بشير ... قرر القاضي استئناف القضيه بعد اسبوع... مع استمرار التحقيق مع هيثم ...

وفي بيت حسن و حسين..
فهيمه جالسه مع امها و فاطمه اختها...
ام عبدالله:
ــ وويش قررتوا يابتي ؟
فهيمه:
ــ ان شالله بس اولد بعد 5 شهور .. بنسافر لعلاج فيصل..
فاطمه:
ــ الله يسهل عليـﭻ..و تقومين بالسلامه... و يريح بالـﭻ ويطمن قلبـﭻ ...
ــ يالله ياكريم....
ساد الصمت شويه.... ليقطعه تساؤل من فهيمه:
ــ يمه..
ــ نعم أمي..
ــ يمه من متى خبرﭺ بأخوي..؟ ما اتصل ؟
تبدلت ملامح ام عبدالله و بأسى وهدوء :
ــ يمكن سنه ما سمعت صوته... و اتصلت اني مره و ردت علي خدامتهم قالت مو موجود قلت ليها تقول له اني اتصلت ولا يندرى...
فاطمه:
ــ يمكن نست؟
ابتسمت ام عبدالله وتنهدت:
ــ ما اعتقد نست.. يمكن مرت اخوش حدتها تنسى ولا تعلمه...
فهيمه:
ــ باط ﭽـبدي ما كأننا هله.. من خذاها حلايا ويهها هالشيفه و اهو مخترب
فاطمه:
ــ الله يهديه و يهديها.. ويخلف علينا على هالأخو ...
فهيمه:
ــ ويخلف عليه على مخه المخترش.. آنا بس لو تعطيني امي الصلاحيه اروح اكسر راسها و اطلقها منه و اعرسه بدالها فيه الف احلى منها و ابرك...
ام عبدالله بأسى..:
ــ هدي بالش يابتي... حتى لو سويتيها ما وحده بترضى فيه .. ليش ماحايلت فيه مفكره؟ ومحايلي كان سبب كراهية مرته لي ..
ــ ليش الف بنت وبنت تتمنى الستر.. ليش ماتبيه يعني.؟ على شان مطلق؟
تنهدت ام عبدالله:
ــ لا.. ويش بيدي عليه هالولد ... يمه اخوكم عقيم. ماقال لي الا لما تعب من حنتي عليه انه يتزوج... و مو مصبرنه على هالمرأه المتحكمه الا هالشي.. ان طلقها مين بتاخذه وهي تدري بحالته؟ بعد فيه بنات ناس اجاويد اذا عرسوا على واحد واكتشفوا قلة النسل منه يصبروا و يعيشوا وياه عالحلوه و المره.. لكن تدري به و تاخذه وهو كذا ما مره سمعت..
فاطمه و فهيمه صدمهم هالخبر...
فهيمه:
ــ يمه كل هالوقت تدرين وساكته.. ؟
ــ ويش بيدي .. غير اني اريح حياته التعبانه واجي هنا ليكم... لا ازيده هم على همه من هالمرأه بعد ان طلقها ويش بيدي عليه وويش باسوي له اني .. و ان تركها بتظل ليل ونهار تنكد عيشته طول ماني موجوده وياه... ... هي الحين صحيح زينه وياه بدوني بس متحكمه فيه ومخليتنه خاتم في صبعها... الله يكون بالعون بس.. شوفو لينا غير هالسيره..

في بيت ابو سلمان.. وبعد ما لم سلمان اغراضه...
دخل غرفة امه و ابوه... ووقف في نصها يتأملها...
فتح كبت امه لقاه فاضي.. فتح كبت ابوه ,, لفت نظره كرتون تحت في قاع الكبت.. وفوقه ملفات لعمل ابوه و اغراض مكركبه بحيث دافنه الصندوق الا من جزء بسيط ظاهر منه
طلعه وفتحه.. لقى فيه ثياب صغار.. كانت ثيابه..
صار يقلبها بعيون حزينه و ابتسامه :
ــ خاشنهم ابوي عنده...
وبين ماهو يقلبهم.. رفع تبان وفانيله زرقان .. صغار مره .. ابتسم و طواهم و رجعهم كلهم الكرتون و اخذه معاه مع ثوبين من ثياب ابوه للذكرى.. وترك البيت....

وعلى الساحل ..
ودع عيسى بعد ما تطمن عليه و حللوا و ابروا ذمات بعضهم...
ركب السفينه و مشت.. ولوح لعيسى وبصوت عالي:
ــ تعال وزورني في البحرين... بس اوصل برسل لك عنواني... لا تنساني من الدعاء ومابنساك انا.. مع السلامه ياخوي..
لوح له عيسى بالأيدين:
ــ مابنساااك.. انتبه لروحك... و اكيد لي زياره... سلم على معتووق ...
رجع عيسى البيت .. و الأفكار تتزاحم في راسه.. يفكر يبيع بيت ابوه و يرمم بفلوسه بيت خالته و يجدده و يخليها تستريح من تعليم الأطفال ,, ويروح المعهد المهني يتعلم له صنعه تفيده بما ان عندهم مصدر دخل الحين فما يحاتي لقمة اليوم ولا بكره ولا لسنين قدام... ابتسم وهو يحك راسه وفي باله:
ــ بني آدم طماع... والله ان الفلوس وصخ دنيا..!

بعد 3 ايام تقريبا و بالسجن...
جت السجانه تنادي حليمه.. و تأمرها تلبس عباتها.. رجال جاي يقابلها...
الى الملتقى