نُون
03-10-2011, 05:20 AM
http://im2.gulfup.com/2011-03-10/1299723135361.jpg
رَحلتِ دُونَ أنْ تُشرعِي بَابَ صَدركِ علَى مِصرَاعيهِ ؛ مُتلقفًا يتْمنَا بِكِ ! . رَحلتِ وَ تركتِ جَدائِلي مفتُولَة الحنين . رَحلتِ وَ وَحدي بَقيتُ أتمنَّى علَى نَعشِ أمومتكِ وَ أرفضُ أنْ أفتَح عيني لأطفَأ شَمعةً تُزيِّنُ ذَيل قبركِ المُترَف بِصدركِ الدَّفْء . رَحلتِ وَ تركتِ طِفلَةً أخرَى تُطَوِّقُ جِيدي كُلَّ لَيلة بِأحلامِهَا الكَبيرة وَ تُعفِّر علَى صَدري حُزنها بِغيابكِ المُستمِّر ! . رَحلتِ دُون أنْ تَكترثِي بِرائحتكِ ال تَركتِها بِزوَايا البَيت ؛ بِخُبزِ مَائدتنَا ، بِالنَّجم ال عَلقتهِ لَيلةً بسمَاء غُرفتنا يَضيء عُتمَة أحلَامنَا ، بِتلابِيب أبِي ، بِشُرفةِ جَارتِنَا ! رَحلتِ وَ أودَعتِ عَيني حُلمًا لا يَمِلُّ التكرَار ؛ حُلمًا فيهِ أنتِ وَ حَكايَا السنَواتِ السَّبْع ال انصَرمتْ حَالَ لَيلةٍ مُرَّة أثْقلَ كَاهلها العَطَش فَ ذَوتْ علَى هَامشِ المَوجِ أمَانيها .
هذَا اللَّيل قَاسٍ عليَّ يَا أمِّي ؛ حَدَّ تشْويهَ ذَاكرتي صُوركِ وَ ابتسَامتكِ ال أحِب ، حَدَّ خَوفي سَقُوط خالكِ الأيسَر سهوًا ! حَدَّ تَعطيل دِفْء صَدري ؛ لأنَّ صَغيرةً لكِ قدْ كبُرتْ وَ مَا عُدتُ أقوَى علَى ترْويضِ عقلِها الصَّغير وَ إقنَاعها بِأنَّكِ تقطنينَ أحد مَنازلِ السَّماء القرِيبَة مِنَّا ! حَدَّ جَزَع أبِي بفقدكِ ؛ أبِي الطِّفل الذِّي يُطيلُ البُكَاء بِحضرةِ شوقه إليكِ دُونَ أنْ يَحتفِي بِصدُورنَا الهشَّة ، الطِّفل الذِّي يَرفضُ أنْ يكبُر خَوفَ الإيمَان وَ التَّصديق بِقرَارِ رَحيلكِ المُفَاجِئ ! . إيييه قاسٍ يَا أمِّي حَدَّ تقوّس ظَهري بِتَدليلِ سُكَّان مَنزلكِ الصَّغير ؛ مِنْ أروَاحهِ حتَّى جَمَاداتِه .
هلَّا أجَبتِ : حتَّى متَى أبقَى أغَنِّي لصغيرتكِ وَ أنَا لا أحَدَ يَتكلَّف حتَّى بِإسدَالِ غِطَاء شِتَاءٍ يُدمِي أطرَافي البَاردَة ؟ حتَّى متَى يَأتيني الحُلم بكِ ؟ .. كَمْ مِنْ مرَّةٍ فيْ اليَوم الوَاحِد سَأخبركِ أنِّي أحتاجُ كَفَّكِ وَ صَدركِ وَ زجرَكِ وَ قُبلكِ العَنيفة وَ أنِّي أعَاني انحِسَارَ أكسجين مَنزلنَا الخَالي منكِ لأنَّكِ مَا عُدتِ فيه ؟.
كَبرتُ يَا أمِّي وَحدِي ؛ قضَيتُ العُمرَ أمسحُ اليُتم مِنْ علَى رَأسِ أبي وَ أهَدهِدُ علَى نحرِي مَا تبقَّى مِنْ أغنياتكِ أسلِّي بهَا فقدنَا . كَبرتُ حتَّى تقَاطرَ مِنْ وَجهي الوَهَن ، وَ تقطَّعتْ بسَطحِ حنجَرتي أحبَال الكَلَام وَ تَناثرَ علَى وَجهي دَمعي ؛ وَ مَا مُدَّتْ لِيْ كَفّ أبي المشغُولة بمسحِ غُبَار قبركِ بِدمعه ، وَ لَا مُدَّتْ لِي كَفّ طِفلتُكِ الصُّغرَى لانشِغَالها بِترتيبِ مَلَامحكِ الغَائبَة .
:rose:
رَحلتِ دُونَ أنْ تُشرعِي بَابَ صَدركِ علَى مِصرَاعيهِ ؛ مُتلقفًا يتْمنَا بِكِ ! . رَحلتِ وَ تركتِ جَدائِلي مفتُولَة الحنين . رَحلتِ وَ وَحدي بَقيتُ أتمنَّى علَى نَعشِ أمومتكِ وَ أرفضُ أنْ أفتَح عيني لأطفَأ شَمعةً تُزيِّنُ ذَيل قبركِ المُترَف بِصدركِ الدَّفْء . رَحلتِ وَ تركتِ طِفلَةً أخرَى تُطَوِّقُ جِيدي كُلَّ لَيلة بِأحلامِهَا الكَبيرة وَ تُعفِّر علَى صَدري حُزنها بِغيابكِ المُستمِّر ! . رَحلتِ دُون أنْ تَكترثِي بِرائحتكِ ال تَركتِها بِزوَايا البَيت ؛ بِخُبزِ مَائدتنَا ، بِالنَّجم ال عَلقتهِ لَيلةً بسمَاء غُرفتنا يَضيء عُتمَة أحلَامنَا ، بِتلابِيب أبِي ، بِشُرفةِ جَارتِنَا ! رَحلتِ وَ أودَعتِ عَيني حُلمًا لا يَمِلُّ التكرَار ؛ حُلمًا فيهِ أنتِ وَ حَكايَا السنَواتِ السَّبْع ال انصَرمتْ حَالَ لَيلةٍ مُرَّة أثْقلَ كَاهلها العَطَش فَ ذَوتْ علَى هَامشِ المَوجِ أمَانيها .
هذَا اللَّيل قَاسٍ عليَّ يَا أمِّي ؛ حَدَّ تشْويهَ ذَاكرتي صُوركِ وَ ابتسَامتكِ ال أحِب ، حَدَّ خَوفي سَقُوط خالكِ الأيسَر سهوًا ! حَدَّ تَعطيل دِفْء صَدري ؛ لأنَّ صَغيرةً لكِ قدْ كبُرتْ وَ مَا عُدتُ أقوَى علَى ترْويضِ عقلِها الصَّغير وَ إقنَاعها بِأنَّكِ تقطنينَ أحد مَنازلِ السَّماء القرِيبَة مِنَّا ! حَدَّ جَزَع أبِي بفقدكِ ؛ أبِي الطِّفل الذِّي يُطيلُ البُكَاء بِحضرةِ شوقه إليكِ دُونَ أنْ يَحتفِي بِصدُورنَا الهشَّة ، الطِّفل الذِّي يَرفضُ أنْ يكبُر خَوفَ الإيمَان وَ التَّصديق بِقرَارِ رَحيلكِ المُفَاجِئ ! . إيييه قاسٍ يَا أمِّي حَدَّ تقوّس ظَهري بِتَدليلِ سُكَّان مَنزلكِ الصَّغير ؛ مِنْ أروَاحهِ حتَّى جَمَاداتِه .
هلَّا أجَبتِ : حتَّى متَى أبقَى أغَنِّي لصغيرتكِ وَ أنَا لا أحَدَ يَتكلَّف حتَّى بِإسدَالِ غِطَاء شِتَاءٍ يُدمِي أطرَافي البَاردَة ؟ حتَّى متَى يَأتيني الحُلم بكِ ؟ .. كَمْ مِنْ مرَّةٍ فيْ اليَوم الوَاحِد سَأخبركِ أنِّي أحتاجُ كَفَّكِ وَ صَدركِ وَ زجرَكِ وَ قُبلكِ العَنيفة وَ أنِّي أعَاني انحِسَارَ أكسجين مَنزلنَا الخَالي منكِ لأنَّكِ مَا عُدتِ فيه ؟.
كَبرتُ يَا أمِّي وَحدِي ؛ قضَيتُ العُمرَ أمسحُ اليُتم مِنْ علَى رَأسِ أبي وَ أهَدهِدُ علَى نحرِي مَا تبقَّى مِنْ أغنياتكِ أسلِّي بهَا فقدنَا . كَبرتُ حتَّى تقَاطرَ مِنْ وَجهي الوَهَن ، وَ تقطَّعتْ بسَطحِ حنجَرتي أحبَال الكَلَام وَ تَناثرَ علَى وَجهي دَمعي ؛ وَ مَا مُدَّتْ لِيْ كَفّ أبي المشغُولة بمسحِ غُبَار قبركِ بِدمعه ، وَ لَا مُدَّتْ لِي كَفّ طِفلتُكِ الصُّغرَى لانشِغَالها بِترتيبِ مَلَامحكِ الغَائبَة .
:rose: