المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطفل والإعلام



عفاف الهدى
01-30-2011, 06:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الطفل والإعلام

كثُرت في الساحة الإعلامية قنوات فضائية وبرامج متخصصة ومسلسلات وأفلام كارتون ؛ تعمل وبشكل دؤوب على جذب مُتفنن واستحواذ مُتقنن على عقول وقلوب ومشاعر النفوس البريئة من أطفالنا وحتى من مراهقينا ذات مستوى فكري متدني؛ فالبعض منها يخلومن أية هدف تربوي سليم ولا أدنى قيمة ترتقي بأجيالنا ، والبعض الآخر - ونسبتها ليست بالقليلة - يتخللها سلوكيات خاطئة بما تحويه من إيحاءات لا تناسب مجتمعنا المحافظ وقِيَمَنا الإسلامية النزيهة، فمنها الخادش للحياء ، ومنها ما يُضعف فريضة جميلة في ديننا كأهمية الحجاب للبنت ، ومنها ما يحلل ويبسط أمور ظاهرها جميل وباطنها وبيل ؛ كعلاقة البنت والولد من باب الصداقة والتعارف ضاربه على الوتر الحساس في قلب الطفل والمراهق راسمة له درب وهمي لمقام الحرية والتحضر، محاكية لرغبات النفس معطلة لروح الفكر السليم ، فضلاً عن محاولتها لتغيير أفكار أبناؤنا عن بعض آداب الملبس والمأكل وسلوكيات عامة حرص الدين كل الحرص على أن نغرسها في نفوس الناشئة .

فما العمل إذن في وسط تزايدها ورغبة الأبناء في طلب التسلية والترفيه وقضاء الوقت ؟

عن رأيي - وهذا مأخوذ عن تجربة واستقصاء من بعض المربين والمهتمين - أن المنع والتشفير ليس الحل الفاعل لكل القنوات المنتشرة فغالبيتها تتستر وتتموه بصبغة إسلامية أوبعناوين ثقافية، أو بعروض تعليمية .

وأيضاً الرقابة من الوالدين أمر غيرمُتاح في كل زمان ومكان ، فما تستطيع مراقبته هنا في منزلك لا تتمكن منه هناك في منازل الآخرين كالأصدقاء والأقارب ، والنقطة المهمة أن الابن ينزعج من الرقابة ويمتعظ من المنع من دون مبررات واضحة تُقنع فضوله وشغفه للمعرفة والقاعدة المعروفة تقول كل شيء ممنوع مرغوب .

ومن هنا يأتي دور الأسلوب الأمثل لحلٍ أفضل وهو : تحفيز روح المراقبة الذاتية والحس الإنساني والفطرة السليمة في الأبناء ومن حداثة سنهم ،أجلس مع أبناؤك أيها الأب أيتها الأم جلسة عفوية عند عرض إحدى البرامج التي تجذبهم ( وترى فيها ما يُشوه الروح ويُفسد القلب ) وابدأ وبطريقة محببة بتحريك فكر الطفل ، وحَفّزْ عندهم التساؤلات وايقظ عقولهم وانقد ما يُعرض، وابرز رأي ديننا فيه . وأي مشهد حبكوا فيه الشر بصورة الخير ودسوا فيه السم في أغلفة الحلوى أكشفه أمامهم وبيّن الصورة السليمة التي تجمع بين هذا المشهد ورأي الإسلام القويم ، واكثر من استعمال أسلوب الإستفهام والتعجب، كنوعية هذه الأسئلة :

ماذا لو أستمر البطل في عمله المشين هذا ؟
ماذا لو أَبدلنا هذا العمل الغير ملائم لقيمنا بعمل يرضي الرب ويصلح العبد ؟
عَجَبي من هذه البطلة تبدي زينتها للقاصي والداني !!

وأمثال ذلك من أسئلة كفيلة بهز الوجدان وقطع الغفلة وكشف الوجة الآخر للهدف من عرض هذه البرنامج ، وأن تراعي في كلامك عمر الابن ومداركه فالحوار مع صاحب الست سنوات يختلف عن ذي العاشرة .

النتيجة
ستضمن بقاء هذا التحسس لأي موقف ومشهد وعرض وعمل سيَتعرض له مستقبلاً دون أن تكون له مُتابع ، فتكفيه النفس اللوامة التي بين جنبيه أن تحرك فيه روح النفور من مستقبح القول ومستقذر العمل ومُخالف الفطرة النقية ولو لُف في عسلٍ مُصفى ..


منى الرمضان

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

منقووووول