موالية حيدر
10-15-2010, 09:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أوراق طالبة سعودية
الوهم والحقيقة
عند العرب ..إنجازات
وعند أهل الشرق الأقصى والغرب .. إنجازات
الفرق بين الإنجازين
أن الأول موجود في الإعلام
أما الثاني فهو موجود على أرض الواقع
وشتان بين الليل والنهار ...
تدرس في ليون وحضرت لقضاء الإجازة التي صادفت الشهر الكريم
سألتها عن الحال والأحوال
فقالت : أدرس بمدينة ليون
ولكن يجب عليا السفر لباريس كل ثلاثاء وجمعة
لأخذ ماده معينه في إحدى المعاهد **
تعجبت من كلامها
فباريس بعيدة عن ليون
وهل من أجل مادة دراسية يتعذب الإنسان بهذا الشكل
قالت : المسافة بين المدينتين 450 كم
وأحدث قطارات الخدمة سرعته 420 كم بالساعة
أنا أستقل القطار من ليون 6 صباحًا
يصل لوسط باريس 7:10
وآخذ مترو الأنفاق للمعهد الذي أصله 7:45
والمحاضرة من 8 - 10
وأعود للمحطة ويتحرك القطار في تمام 11
وأصل ليون 12:10
وأكون في الجامعة 12:40
وآخذ محاضرتين وأعود للمنزل
وكثير من أهل ليون يعملون في باريس والعكس
يذهبون ويعودون يوميا
تناولت إفطارها بالمنزل وخرجت
وعادت تناولت الغداء بالمنزل
وبين الإفطار والغداء قطعت حوالي 900 كم
وأخذت مقرراتها في مدينتين تفصل بينهما مسافة أبعد من مكة للمدينة
بالنسبة لنا هذه معجزة وأمر محال
وبالنسبة لها أمر اعتيادي يتم بكل يسر وسهولة
القطارات هي عصب حياة الشعوب
بدون وجودها لا توجد تنمية أو ازدهار
هكذا يكون الإنجاز الحقيقي وليس الإعلامي
الإنجاز الذي تراه وتلمسه وتعيشه ويؤثر في حياتك
وليس الذي تقرأه وتسمعه ولا تراه
إنجاز كهذا كم سيوفر علينا من مال وجهد وقبل ذلك أرواح
وزارة المواصلات سنويا تنفق مليارات على صيانة الطرق
مليارات تكفي لتغطية المملكة بأحدث شبكات السكك الحديدية
لو توفر مثل هذا الإنجاز لما وجدنا هذه الكثافه المروريه المخيفه في طرق السفر وداخل المدن
لو توفر هذا الإنجاز لوفرنا الحزن على مئات آلاف الأسر التي فقدت أبنائها في هذه الطرقات
الأمر من أسهل ما يكون
هناك شركات روسية المانية صينية على استعداد لعمل هذه الشبكات مقابل استثمارها لمدة 15 او 20 عام
فلماذا تجاهل هذا الأمر ؟
في وقت أهلك الحديد الناس
والخطوط السعودية عاجزة عن تلبية احتياجاتهم
وسما افلست وناس في الطريق
بعد 70 عام من ظهور البترول هل يعقل هذا الأمر ؟
بالعودة لمي
قالت : هل أخبرك بشيء غريب ؟
قلت : قولي
قالت : منذ وطأت قدمي ليون لم أستعمل أبدا المكياج
قلت : لماذا ؟
قالت : لا أدري .. لم أجد نفسي مهتمة له أبدا
قلت: ربما كنت تستعملينه من قبيل الشعور بالنقص
والآن أكتشفت بأنك إنسانه جديرة بأن تثق بنفسها
قالت : ربما
وأردفت : والأمر الأكثر غرابة أنني أصبحت التزم بأشياء
لم أكن أقوم بها
قلت : مثل ماذا ؟
أجابت بابتسامة ( فيها من الاستغراب والدهشة الكثير) :
أصبحت أصلي وأصوم وأقرأ القرآن بانتظام وصدق وتدبر
رغم كل المغريات من حولي
قلت : لا أدري .. ولكن ربما يكون بسبب شعورك بأنك إنسانه لك كامل الحرية في التفكير والاختيار دون ضغط أو إملاء
أجابت أيضا : ربما
سألتها : متى عودتك؟
قالت بشوق : بعد أسبوعين
سألتها ما الذي يشغل بالك؟
قالت : عندما تنتهي دراستي
أتمنى أن لا أعود
أتمنى أن اقضي بقية عمري في ليون
الحياة في ليون تعني لي الكثير
تعني لي الكرامة الإنسانية
الحياة في ليون أعطتني الفرصة أن أكتشف نفسي وقدراتي
الحياة في ليون أعطتني الفرصة للتأمل والقدرة على الفهم الصحيح للحياة ومعناها
الحياة في ليون أشعرتني بأنني إنسانة
قادرة على العطاء بلا حدود
من عطائي البريدي ...
من أوراق طالبة سعودية
الوهم والحقيقة
عند العرب ..إنجازات
وعند أهل الشرق الأقصى والغرب .. إنجازات
الفرق بين الإنجازين
أن الأول موجود في الإعلام
أما الثاني فهو موجود على أرض الواقع
وشتان بين الليل والنهار ...
تدرس في ليون وحضرت لقضاء الإجازة التي صادفت الشهر الكريم
سألتها عن الحال والأحوال
فقالت : أدرس بمدينة ليون
ولكن يجب عليا السفر لباريس كل ثلاثاء وجمعة
لأخذ ماده معينه في إحدى المعاهد **
تعجبت من كلامها
فباريس بعيدة عن ليون
وهل من أجل مادة دراسية يتعذب الإنسان بهذا الشكل
قالت : المسافة بين المدينتين 450 كم
وأحدث قطارات الخدمة سرعته 420 كم بالساعة
أنا أستقل القطار من ليون 6 صباحًا
يصل لوسط باريس 7:10
وآخذ مترو الأنفاق للمعهد الذي أصله 7:45
والمحاضرة من 8 - 10
وأعود للمحطة ويتحرك القطار في تمام 11
وأصل ليون 12:10
وأكون في الجامعة 12:40
وآخذ محاضرتين وأعود للمنزل
وكثير من أهل ليون يعملون في باريس والعكس
يذهبون ويعودون يوميا
تناولت إفطارها بالمنزل وخرجت
وعادت تناولت الغداء بالمنزل
وبين الإفطار والغداء قطعت حوالي 900 كم
وأخذت مقرراتها في مدينتين تفصل بينهما مسافة أبعد من مكة للمدينة
بالنسبة لنا هذه معجزة وأمر محال
وبالنسبة لها أمر اعتيادي يتم بكل يسر وسهولة
القطارات هي عصب حياة الشعوب
بدون وجودها لا توجد تنمية أو ازدهار
هكذا يكون الإنجاز الحقيقي وليس الإعلامي
الإنجاز الذي تراه وتلمسه وتعيشه ويؤثر في حياتك
وليس الذي تقرأه وتسمعه ولا تراه
إنجاز كهذا كم سيوفر علينا من مال وجهد وقبل ذلك أرواح
وزارة المواصلات سنويا تنفق مليارات على صيانة الطرق
مليارات تكفي لتغطية المملكة بأحدث شبكات السكك الحديدية
لو توفر مثل هذا الإنجاز لما وجدنا هذه الكثافه المروريه المخيفه في طرق السفر وداخل المدن
لو توفر هذا الإنجاز لوفرنا الحزن على مئات آلاف الأسر التي فقدت أبنائها في هذه الطرقات
الأمر من أسهل ما يكون
هناك شركات روسية المانية صينية على استعداد لعمل هذه الشبكات مقابل استثمارها لمدة 15 او 20 عام
فلماذا تجاهل هذا الأمر ؟
في وقت أهلك الحديد الناس
والخطوط السعودية عاجزة عن تلبية احتياجاتهم
وسما افلست وناس في الطريق
بعد 70 عام من ظهور البترول هل يعقل هذا الأمر ؟
بالعودة لمي
قالت : هل أخبرك بشيء غريب ؟
قلت : قولي
قالت : منذ وطأت قدمي ليون لم أستعمل أبدا المكياج
قلت : لماذا ؟
قالت : لا أدري .. لم أجد نفسي مهتمة له أبدا
قلت: ربما كنت تستعملينه من قبيل الشعور بالنقص
والآن أكتشفت بأنك إنسانه جديرة بأن تثق بنفسها
قالت : ربما
وأردفت : والأمر الأكثر غرابة أنني أصبحت التزم بأشياء
لم أكن أقوم بها
قلت : مثل ماذا ؟
أجابت بابتسامة ( فيها من الاستغراب والدهشة الكثير) :
أصبحت أصلي وأصوم وأقرأ القرآن بانتظام وصدق وتدبر
رغم كل المغريات من حولي
قلت : لا أدري .. ولكن ربما يكون بسبب شعورك بأنك إنسانه لك كامل الحرية في التفكير والاختيار دون ضغط أو إملاء
أجابت أيضا : ربما
سألتها : متى عودتك؟
قالت بشوق : بعد أسبوعين
سألتها ما الذي يشغل بالك؟
قالت : عندما تنتهي دراستي
أتمنى أن لا أعود
أتمنى أن اقضي بقية عمري في ليون
الحياة في ليون تعني لي الكثير
تعني لي الكرامة الإنسانية
الحياة في ليون أعطتني الفرصة أن أكتشف نفسي وقدراتي
الحياة في ليون أعطتني الفرصة للتأمل والقدرة على الفهم الصحيح للحياة ومعناها
الحياة في ليون أشعرتني بأنني إنسانة
قادرة على العطاء بلا حدود
من عطائي البريدي ...