المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كبسولة تشيلي.. تحقق المستحيل وتنقذ «أهل الكهف»



عفاف الهدى
10-14-2010, 11:11 AM
بعد 68 يوماً قضوها تحت الأرض

كبسولة تشيلي.. تحقق المستحيل وتنقذ «أهل الكهف»

الوكالات ـ سان خوسيه


ابن فلورنثيو أفالوس يبكي غير مصدق أنه سيرى أباه قبيل دقائق من انتشاله أمس



حبس التشيليون أنفاسهم لساعات طويلة لكنهم كانوا سعداء وهم يتابعون منذ الساعة 23.20 من يوم الثلاثاء وحتى فجر اليوم الخميس (بتوقيت تشيلي) عمال المناجم الـ 33 الذين احتجزوا منذ 5 آب / أغسطس في قاع منجم سان خوسيه يخرجون واحدا تلو الآخر من عمق 622 مترا تحت سطح الأرض عبر “كبسولة” إنقاذ حديدية استغرق تصنيعها شهرا، وكانت تقل عاملا واحدا في كل ساعة تقريبا.
وكان فلورنثيو افالوس (31 عاما) أول من تم إنقاذه وصعد الى السطح عند الساعة 00.10 في عملية لم تواجه اي مشاكل واستمرت اقل من 15 دقيقة في كبسولة معدنية قطرها 53 سم تم سحبها من عمق 622 مترا بعد أن نزل بها أحد عمال الإنقاذ في الساعة 23.20 قبيل منتصف ليل الأربعاء بتوقيت تشيلي (02.20 بتوقيت جرينتش).
وضم افالوس أمام كاميرات التلفزيون التي كانت تبث الحدث مباشرة، ابنه البالغ من العمر سبع سنوات ثم زوجته مونيكا والرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا والعديد من مستقبليه عند فوهة البئر. ثم تم اقتياده سريعا الى مستشفى ميداني أقيم في المكان حيث سيخضع لسلسلة فحوصات. وقال رئيس تشيلي مبديا ارتياحه “أول عمالنا أصبح معنا” وأضاف “كنا على يقين أنهم على قيد الحياة واننا سننقذهم (..) قلنا اننا سنعثر عليهم وعثرنا عليهم. والآن نقول اننا سننقذهم سالمين وسنفعل”.
وغمرت الفرحة اسرة فلورنثيو افالوس بدون ان تنسى شقيقه رينان الذي لا يزال في جوف المنجم.
وتتالى اثر ذلك صعود العمال ليبلغ عدد من انقذ منهم بعد ساعتين ثلاثة ثم 16 حتى عصر أمس بتوقيت تشيلي. واذا ما تواصلت عملية الانقاذ بهذه الوتيرة فيتوقع ان تنتهي في غضون 24 ساعة. وكان دانييل هيريرا هو العامل رقم 16 الذي أخرج من منجم سان خوسيه للنحاس تحت صحراء أتاكاما، في أجواء من السرور والابتهاج، والوطنية والمشاعر الإنسانية. وكانت تجارب أجريت في آخر لحظة أخرت لعدة ساعات بدء عملية الانقاذ التي بدأت بوصول المنقذ مانويل غونزالس الى قاع المنجم حيث استقبله الـ 33 عاملا بالتصفيق أمام كاميرا تم نصبها في المكان. ثم تجمع العمال من حوله للاستماع الى توجيهاته في ورشة أقيمت تحت الأرض رفع فيها علم تشيلي. ثم بدا غونزاليس مساعدة اول العمال على اتخاذ موقعه في الكبسولة. وقد وضع المنقذون ترتيب صعود العمال مسبقا على قاعدة إعطاء الأولوية للأكثر “مهارة” ثم “الأضعف” وأخيرا “الأقوى” القادرين على تحمل طول الانتظار. وكان هبوط الكبسولة في بئر حفرت خلال 33 يوما يستغرق 15 دقيقة بيد انه مع تحضير كل رحلة يتطلب الأمر نحو ساعة لصعود كل عامل. وكان العمال وهم 32 تشيليا وبوليفي واحد، علقوا في منجم النحاس والذهب بسان خوسيه في صحراء اتاكاما (شمال)، في الخامس من آب/اغسطس اثر انهيار. وبالاضافة الى 800 شخص من اقارب واصدقاء العمال، تدفق اكثر من الفي صحافي من العالم بأسره الى الموقع لتغطية “النهاية السعيدة” لعملية نجاة تحت الارض غير مسبوقة. ووصل الرئيس البوليفي ايفو موراليس صباح أمس الى المكان لاستقبال مواطنه كارلوس ماماني لدى اخراجه من البئر.
وخلال شهرين اصبح العمال الـ 33 محل اهتمام عالمي حيث أرسلت لهم قمصان موقعة من نجوم عالميين لكرة القدم ومسبحات مباركة من البابا بنديكتوس السادس عشر واجهزة “اي بود” أهداهم اياها رئيس شركة آبل ستيف جوبز لمساعدتهم على تحمل معاناتهم التي اصبحت مصدر الهام لمخرجين سينمائيين. يذكر انه بعد سبعة ايام من حدوث الانهيار، اعتبر وزير المناجم لورنس غولبورني ان فرص العثور على العمال احياء “ضئيلة جدا”. لكن تحت ضغط الأهالي الذين اعتصموا في المكان غداة حدوث الانهيار، واصل رجال الانقاذ جهودهم حتى تمكن مسبار في 22 آب/اغسطس من التقاط رسالة كتبت على ورقة تحمل عبارة أصبحت شهيرة “نحن الـ 33 بخير جميعنا في الملجأ” تحت الأرض.
وأشادت الولايات المتحدة بعملية الانقاذ “الملفتة” في منجم سان خوسيه في تشيلي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي في رسالة على موقع تويتر للمدونات القصيرة “تهاني لتشيلي على عملية الانقاذ الناجحة لاول عمال المنجم. انه دليل أمل وكفاءة ملفت”. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن اطيب امنياته لتشيلي واشاد باللقطات “الرائعة” التي نقلها التلفزيون لعملية إنقاذ عمال المناجم.
وقال كاميرون أمام مجلس العموم البريطاني “كلي ثقة في أن الجميع يريدونني أن أرسل .. بالنيابة عنهم.. أفضل الامنيات للرئيس ( سيباستيان بينيرا) ولشعب تشيلي، وسط احتفالهم بخروج عمال المناجم العالقين الى سطح (الأرض) واللقطات الرائعة التي نشاهدها على شاشاتنا”.
وقد جاءت ردود أفعال العمال الذين خرجوا للنور متباينة، فالتزم بعضهم الصمت وتبدت عليه ابتسامة خفيفة، بينما مازح آخرون عمال الإنقاذ حتى قبل أن يبلغ السطح والبعض الآخر لا يزال راكعا يصلي لله شكرا، فيما أحضر بعضهم أحجارا تذكارية من عمق المنجم ووزعها كهدايا على عدد من الحضور.
وأجريت فحوص طبية في الموقع للعمال الذين التقوا لفترة وجيزة مع أسرهم ، وبعد ذلك نقلوا بواسطة مروحية للمستشفى الإقليمي في مدينة كوبيابو المجاورة حيث من المقرر أن يبقوا لمدة 48 ساعة لإجراء فحوص طبية شاملة وقضاء فترة نقاهة.