نرجس
06-06-2006, 04:24 PM
أكثرالناس يخفون من الموت،لماذ
كان الموت دائما يتجسم كحيوان مرعب أمام بصر الأنسان،يشغل باله
ويسقم مذاقه.وليس فقط أن الأنسان يخشى من (اسم)الموت لخشيته
من القبر،ولذا:فهويجمل المقابر لينسى حقيتها
وآثارهذاالخوف: ظاهرة في الآداب المختلفة في العالم،حيث يشار إلى
الموت بتعابير مختلفة مثل: (قبضة الموت) ..وغيرها . وعندما يريد
إنسان أن يشير إلى شخص ميت ،فإنه يستخدم عبارات ليبعد الخوف
عن مخاطبه ؛ولكن يجب أن نفسر ونحلل لماذايخاف الإنسان من الموت؟
ولماذايوجد بعض الناس خلافا لذلك لا يخشون من الموت ؛ بل إنهم
يستقبلو نه مبتسمين بافتخار؟
نقرأفي التاريخ:بينمايجري البعض وراء إكسير الحياة ،فإن البعض الآخر
يتوجهون برحابة صدر إلى ميادين الجهاد وعلى شفاههم ، حتى إنهم أحيان
يشكون من طول العملر ، ويتمنون لقاء الله((سبحانه وتعالى))كمايلقى
الحبيب حبيبه،واليوم أيضانرى هذاالأمر بوضوح في جبهات الحق ضد الباطل ،
وكيف أنهم يحملون أرواحهم على أكف أيديهم.الدليل الأساس للخوف:
بدراسة دقيقة نصل إلى أن عامل الخوف لايعدوشيئين:
1- تفسير الموت بمعنى الفناء:
الإنسان يهرب دائما من العدم، ويفرمن المرض؛ لأنه يعني : عدم السلامة،
ويخشى الظلام؛ لأنه يعني: عدم وجود النور. ويستولي عليه الخوف في
الصحراء الخاليه؛لعدم وجود أحد هناك.
والعجيب: أنه يخاف من الميت ، مثلا:إنه غير مستعد للبقاء في غرفة مع جثة
ميت،بينما نجده كان يجالس ذلك الميت عندماكان حيا!!
ولنرالآن: لماذايخشى الإنسان من العدم ، الدليل واضح، فا لوجودله علاقة مع
الوجودوالمعرفة، ولايمكن أن ينسجم الوجود مع العدم؟إذا:فإنناغرباء مع العدم
تماما،وهذا شيءطبيعي.
ولو عرفناأن الموت يعني نهاية كل شيء ، وعتقدناأنه بالموت ينتهي كل شيء
فإن الحق سيكون معنا عند ما نخاف،ونخشى حتى من (اسمه)؛ لأن الموت
يسلب منا كل شيء.
ولكن إذا اعتبرنا الموت بداية حياة جديدة خالدة تطل على عالم كبير ،فإنه
سيكون من الطبيعي أن لانخافه ؛بل نبارك لأولئك الذين يخطون مرفوعي
الرأس نحوالموت.2- الأضابير السوداء:
نعرف بعض الأشخاص لايعتبرون الموت فناء،ولاينكرون الحياة بعد الموت،
ولكنهم رغم ذلك يخشون الموت؛لأن صحيفة أعمالهم سوداء ومظلمة، لدرجة أنهم
يخافون فيها من عقاب ما بعد الموت.وهؤ لاء لهم الحق أن يخافوا،وهم أشبه ما
يكونون بمجرمين خطرين يخشون الخروج من السجن ،لأنهم يعرفون أنهم إن
خرجوهم إنما ليذهبوابهم الإعدام.
أماأولئك الذين لايرون(فناء) ،وليست لهم أضابير سوداء فلماذا يخافون من الموت؟!
ولاشك: أنهم يريدون الحياة بكل وجودهم أيضا،ولكن ليتزودوا با لكثير لحيا تهم
الجديدة بعد الموت ، وهم يستقبلون الموت في سبيل الهدف والفخار ،ورضا الله سبحانه.
نظرتان مختلفتان:
قلنا: إن الناس فئتان ، الأكثرية هي تلك الفئة التي تخشى من الموت ،والأقلية هي
الفئة التي ترحب بالموت في سبيل هدف كبير، كالشهادة في سبيل الله((عزوجل))
أوعلى الأقل : عند ما يشعرون بأن حياتهم الطبيعبة توشك على الانقضاء:فإنهم لا
يشعرون بالحزن على ذلك.الدليل هو: أنلهاتين الفئتين نظرتين مختلفتين:
الفئة الأولى:إماإنها لاتؤمن بعالم مابعد الموت ،وإن كان لها إيمان فإنهإيمان
متزعزع غيير ثابت، ولذا: فإنها تعتبر لحظة الموت : لحظة الوداع مع كل شيء،طبعا:
هذا شيء مخيف ،وإنه لمؤلم الخروج من الضياء والنور إلى ظلام القبر المطلق ،تمام
كالمجرم الذي يذهبون به إلى المحكمة وجريمته واضحة،ولذا: فإن الخوف يستولي عليه.
[size="3"]الفئة الثانية:ترى الموت ولادة جديدة ،خروجا من المحيط المحدود
والمظلم للدنيا، إلى عالم أوسع وأرحب وأكثر ضياء.
التحررمن قفص صغير وضيق، والتحليق في السماء الواسعة ، والخروج من بيئة هي
مركز النزاع والصراع والضلم والحقد والحروب ، والدخول إلى بيئة خالية من
كل تلك الصفات ؟ ولهذا: فمن الطبيعي أن لايخشى هؤلاء مثل هذالموت،ويقولون كما قال
الإمام علي((عليه السلام)): ((ابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه))
ولذا: ليس من باب الصدف أنلتقي في تاريخ الإسلام بأشخاص كا لإ مام
الحسين ((عليه السلام ))وأصحابه المضحين،الذين كلماقتربت شهادتهم فإن
وجوههم تشرق شوقا لرؤية ولقاء الحبيب.
ولهذا السبب أيضا:نقرأفي تاريخ ألإمام علي ((عليه السلام )) المليء بالفخار والمجد:
أنه عندما نزلت ضربة سيف ذلك المجرم على رأسه صالح:((فزت ورب الكعبه))!
من البديهي : أن مفهوم هذاالكلام ليس أن يلقي الإنسان بنفسه إلى التهلكة
ويغض الطرف عن الحياة : دون أن يستفيد منها في سبيل الأهدف الكبيرة،وإنما
المقصود هو الاستفادة من الحياة بصورة صحيحة ،دون الخشية من نهايتها،خاصة إذا
كانت النهاية في سبيل هدف سام.
من كتاب(أصول العقائد للشباب)
الشيخ
ناصر مكارم الشيرازي
ت ق ب ل و ت ح ي ا ت ي
نرجس
كان الموت دائما يتجسم كحيوان مرعب أمام بصر الأنسان،يشغل باله
ويسقم مذاقه.وليس فقط أن الأنسان يخشى من (اسم)الموت لخشيته
من القبر،ولذا:فهويجمل المقابر لينسى حقيتها
وآثارهذاالخوف: ظاهرة في الآداب المختلفة في العالم،حيث يشار إلى
الموت بتعابير مختلفة مثل: (قبضة الموت) ..وغيرها . وعندما يريد
إنسان أن يشير إلى شخص ميت ،فإنه يستخدم عبارات ليبعد الخوف
عن مخاطبه ؛ولكن يجب أن نفسر ونحلل لماذايخاف الإنسان من الموت؟
ولماذايوجد بعض الناس خلافا لذلك لا يخشون من الموت ؛ بل إنهم
يستقبلو نه مبتسمين بافتخار؟
نقرأفي التاريخ:بينمايجري البعض وراء إكسير الحياة ،فإن البعض الآخر
يتوجهون برحابة صدر إلى ميادين الجهاد وعلى شفاههم ، حتى إنهم أحيان
يشكون من طول العملر ، ويتمنون لقاء الله((سبحانه وتعالى))كمايلقى
الحبيب حبيبه،واليوم أيضانرى هذاالأمر بوضوح في جبهات الحق ضد الباطل ،
وكيف أنهم يحملون أرواحهم على أكف أيديهم.الدليل الأساس للخوف:
بدراسة دقيقة نصل إلى أن عامل الخوف لايعدوشيئين:
1- تفسير الموت بمعنى الفناء:
الإنسان يهرب دائما من العدم، ويفرمن المرض؛ لأنه يعني : عدم السلامة،
ويخشى الظلام؛ لأنه يعني: عدم وجود النور. ويستولي عليه الخوف في
الصحراء الخاليه؛لعدم وجود أحد هناك.
والعجيب: أنه يخاف من الميت ، مثلا:إنه غير مستعد للبقاء في غرفة مع جثة
ميت،بينما نجده كان يجالس ذلك الميت عندماكان حيا!!
ولنرالآن: لماذايخشى الإنسان من العدم ، الدليل واضح، فا لوجودله علاقة مع
الوجودوالمعرفة، ولايمكن أن ينسجم الوجود مع العدم؟إذا:فإنناغرباء مع العدم
تماما،وهذا شيءطبيعي.
ولو عرفناأن الموت يعني نهاية كل شيء ، وعتقدناأنه بالموت ينتهي كل شيء
فإن الحق سيكون معنا عند ما نخاف،ونخشى حتى من (اسمه)؛ لأن الموت
يسلب منا كل شيء.
ولكن إذا اعتبرنا الموت بداية حياة جديدة خالدة تطل على عالم كبير ،فإنه
سيكون من الطبيعي أن لانخافه ؛بل نبارك لأولئك الذين يخطون مرفوعي
الرأس نحوالموت.2- الأضابير السوداء:
نعرف بعض الأشخاص لايعتبرون الموت فناء،ولاينكرون الحياة بعد الموت،
ولكنهم رغم ذلك يخشون الموت؛لأن صحيفة أعمالهم سوداء ومظلمة، لدرجة أنهم
يخافون فيها من عقاب ما بعد الموت.وهؤ لاء لهم الحق أن يخافوا،وهم أشبه ما
يكونون بمجرمين خطرين يخشون الخروج من السجن ،لأنهم يعرفون أنهم إن
خرجوهم إنما ليذهبوابهم الإعدام.
أماأولئك الذين لايرون(فناء) ،وليست لهم أضابير سوداء فلماذا يخافون من الموت؟!
ولاشك: أنهم يريدون الحياة بكل وجودهم أيضا،ولكن ليتزودوا با لكثير لحيا تهم
الجديدة بعد الموت ، وهم يستقبلون الموت في سبيل الهدف والفخار ،ورضا الله سبحانه.
نظرتان مختلفتان:
قلنا: إن الناس فئتان ، الأكثرية هي تلك الفئة التي تخشى من الموت ،والأقلية هي
الفئة التي ترحب بالموت في سبيل هدف كبير، كالشهادة في سبيل الله((عزوجل))
أوعلى الأقل : عند ما يشعرون بأن حياتهم الطبيعبة توشك على الانقضاء:فإنهم لا
يشعرون بالحزن على ذلك.الدليل هو: أنلهاتين الفئتين نظرتين مختلفتين:
الفئة الأولى:إماإنها لاتؤمن بعالم مابعد الموت ،وإن كان لها إيمان فإنهإيمان
متزعزع غيير ثابت، ولذا: فإنها تعتبر لحظة الموت : لحظة الوداع مع كل شيء،طبعا:
هذا شيء مخيف ،وإنه لمؤلم الخروج من الضياء والنور إلى ظلام القبر المطلق ،تمام
كالمجرم الذي يذهبون به إلى المحكمة وجريمته واضحة،ولذا: فإن الخوف يستولي عليه.
[size="3"]الفئة الثانية:ترى الموت ولادة جديدة ،خروجا من المحيط المحدود
والمظلم للدنيا، إلى عالم أوسع وأرحب وأكثر ضياء.
التحررمن قفص صغير وضيق، والتحليق في السماء الواسعة ، والخروج من بيئة هي
مركز النزاع والصراع والضلم والحقد والحروب ، والدخول إلى بيئة خالية من
كل تلك الصفات ؟ ولهذا: فمن الطبيعي أن لايخشى هؤلاء مثل هذالموت،ويقولون كما قال
الإمام علي((عليه السلام)): ((ابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه))
ولذا: ليس من باب الصدف أنلتقي في تاريخ الإسلام بأشخاص كا لإ مام
الحسين ((عليه السلام ))وأصحابه المضحين،الذين كلماقتربت شهادتهم فإن
وجوههم تشرق شوقا لرؤية ولقاء الحبيب.
ولهذا السبب أيضا:نقرأفي تاريخ ألإمام علي ((عليه السلام )) المليء بالفخار والمجد:
أنه عندما نزلت ضربة سيف ذلك المجرم على رأسه صالح:((فزت ورب الكعبه))!
من البديهي : أن مفهوم هذاالكلام ليس أن يلقي الإنسان بنفسه إلى التهلكة
ويغض الطرف عن الحياة : دون أن يستفيد منها في سبيل الأهدف الكبيرة،وإنما
المقصود هو الاستفادة من الحياة بصورة صحيحة ،دون الخشية من نهايتها،خاصة إذا
كانت النهاية في سبيل هدف سام.
من كتاب(أصول العقائد للشباب)
الشيخ
ناصر مكارم الشيرازي
ت ق ب ل و ت ح ي ا ت ي
نرجس