المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اكتشف سجــــونــك !!!!!!



موالية حيدر
08-17-2010, 07:52 AM
بسم الله خير الأسماء


اكــــتــشــف سجـــــــــــــــونـــــــــــــــــــــــــــــك !




غالبا ما يعيش الإنسان داخل صندوق أو عدة صناديق يخترعها لنفسه أو يخترعها له غيره فيرتضيها هو متواطئا ضد حريته واستقلالية تفكيره دون أن يشعر بالذنب أو تأنيب الضمير، لأن عملية القبول والدخول في الصندوق تتم غالبا خارج الوعي.
هذه الصناديق هي في الواقع سجون ندخلها ونبقى فيها مأسورين مقيدي التفكير محجوبين عن إدراك حقيقة السجن الذي استسلمنا لسجانه فأسلمناه وعينا وإرادتنا ولم نعد نفكر في الخروج وفك القيود.
كثيرة هي السجون التي نعيش فيها وتفرض علينا نمط تفكيرنا وتحدد فهمنا ونظرتنا للكون من حولنا بما فيه من أشياء وأشخاص وأفكار، ونحن نحاول هنا أن نتطرق لبعضها تاركين الباقي لوعي المتلقي حيث يمكن لكل شخص أن يدرك أكثر من غيره أسماء وعناوين ومواصفات السجون التي يقبع فيها.
1- سجن الانتماءات: الانتماء بحد ذاته ليس مشكلة، بل نستطيع الادعاء بعدم وجود كائن خارج دائرة الانتماءات. المشكلة في تحول الانتماء إلى سجن حقيقي موصد الأبواب والنوافذ؛ فالانتماء إلى اللون الأبيض مثلا تضخم عند أصحابه في جنوب أفريقيا وتحول إلى تمييز وفصل عنصريين ضد السود أصحاب الأرض الأصليين، والانتماء للصهيونية جعل أصحابها شعب الله المختار الذي لا يُسأل عما يفعل من قتل وتدمير ونهب واغتيالات، والانتماء لدين أو مذهب أو طائفة أو عرق أو قبيلة أو حزب أو وطن أو قومية أو غيرها قد يصبح هو الآخر سجنا مستساغا حين يشل تفكير الإنسان ويمنعه من النظرة الموضوعية للآخر المختلف.
يحدثنا القرآن عن تضخم الانتماء الديني وتحوله إلى سجن يحسب المنتمي إليه أنه يمتلك امتيازات خاصة عن بقية البشر لمجرد الانتساب الاسمي: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾[1] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#a1) .
وقد تسبب هذا السجن في نفي الآخر نهائيا: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾.[2] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#a2)
وهكذا يحسب بعض السنة أن الشيعة ليسوا على شيء، ويحسب بعض الشيعة أن السنة ليسو ا على شيء، بل أكثر من ذلك حيث يصل الأمر إلى داخل الدائرة الضيقة فيحسب الشافعي أن الحنفي ليس على شيء والعكس أيضا، ويحسب الأصولي أن الأخباري ليس على شيء والعكس أيضا، ولا يقف الأمر عند هذا الحد إذ قد يصل التقوقع إلى داخل الداخل.
2- سجن البيئة الاجتماعية: فالإنسان ابن بيئته يتأثر بعاداتها وتقاليدها وأعرافها وأخلاقها، وفي ضوء هذا نفسر إجماع أهل تلك القرية التي ذكرها القرآن على البخل واللؤم: ﴿ فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾.[3] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#a3)
3- سجن المصالح: ومن هنا نفهم المعارضة التي أبداها (المترفون) بحسب المصطلح القرآني لكل الدعوات الإلهية لأنها تنشد تغيير الواقع وتحقيق العدالة التي تقوض المعادلات الاجتماعية الظالمة، وتتعارض بالتالي مع مصالح المترفين الذين يهمهم بقاء الوضع على ما هو عليه لما يدر عليهم من مكاسب وامتيازات: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴾.[4] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#a4)
4- سجن المفاهيم والتصورات الخاطئة: فالناس كما يتحدث القرآن كانت تصوراتهم الخاطئة لطبيعة الرسول الذي يبعثه الله مانعا لهم من الإيمان به واتباعه، فقد كانوا يتصورون أن النبي المرسل يجب أن يكون ملكا لا بشرا من جنسهم، واستسلموا لهذا التصور المخترع الذي ابتدعته عقولهم القاصرة: ﴿ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً ﴾.[5] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#a5)
5- سجن الذات بما تنطوي عليه من أمراض الحسد والغيرة والأنانية وحب الشهوات: والحديث في هذا طويل، تطرق له القرآن في آيات عدة منها: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴾[6] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#a6) ﴿ بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾[7] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#a7) ، ﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ﴾.[8] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#a8)
6- السجن العاطفي المتمثل في الحب والبغض، حيث يميل الإنسان كل الميل مع من يحب، وكل الميل ضد من يكره، وهو لا يدرك أن الخير قد يكون فيما يكره، وأن الشر قد يكون فيما يحب. ﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[9] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#a9) ، ومن هنا حذر القرآن من تأثير ما أطلق عليه (الشنآن) تأثيرا سلبيا عند تعاملنا مع من نكن لهم عداوة ما تمنعنا من العدل: ﴿ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾[10] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#a10)
هذه بعض السجون التي ربما نكون داخلها، فليفتش كل منا عن صناديقه أو سجونه وليحاول إطلاق سراح نفسه دون انتظار إذن من أحد.








مقال أعجبني


لــ (( بدر شبيب الشبيب (http://r80.homeip.net/writers.php?id=1104) ))

مفتاح الآيات احبتي ..


[1] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#b1) المائدة 18
[2] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#b2) البقرة 113
[3] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#b3) الكهف 77
[4] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#b4) سبأ 34
[5] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#b5) الإسراء 94
[6] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#b6) النساء 54
[7] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#b7) البقرة 90
[8] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#b8) البقرة 247
[9] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#b9) البقرة 216
[10] (http://r80.homeip.net/artc.php?id=39485#b10) المائدة 8

قطرة عطاء
08-18-2010, 01:42 AM
ما أكثر الحجب التي تجعل الانسان لا يبصر طريقه رفقة سوء, ووهم علم ,وجهل مركب ,وعصبية عمياء وتعصب لعرق ولون وعشيرة ..... ولكن ما السبيل لفتح تلك السجون بمعنى انك اذا عرفت نفسك في عنبر وهم العلم فكيف تتخلص منه ؟ هناك عدة طرق للتخلص من هذا السجن فالعالم كل العالم من كان لعلمه متهم ولعلوم غيره محقق فاعقل الناس من جمع عقول الناس إليه ..... وكيف تتخلص من بقية السجون ؟ أنت بحاجة لخريطة وهذه الخريطة لن تفيدك لأنك بحاجة لمرشد مفسر لهذه الخريطة فما تمسكت " بحبل من الله (القرآن الكريم ) وحبل من الناس ( المعصومون ) فلن تضل الطريق "
أخت موالية بارك الله قلمكم ورزقكم شفاعة فاطمة

نبراس،،،
08-30-2010, 09:47 AM
في كثيرا من الاحيان يصنع الانسان لنفسه هذه السجون
ليكبل نفسه في داخلهاا حتى وإن صنع له بعض الاشخاص تلك السجون
إلا انه هو من تقبل ان يكون في داخلها وكثيرا من الاحيان لا يدرك الشخص انه
قد كبل نفسه في احد هذه السجون لذلك نحتاج بالفعل للتعرف على هذه السجون
لنختبر انفسنا ونستشعر هل هي مكبله ام ما زالت حره ودوون قيود
موضووع راائع اختي الكريمه كل الشكر لك ولهذا الطرح
اتمنى لك التوفيق الداائم

رنيم الحب
09-04-2010, 07:47 AM
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنـآآ بهم يا الله ..~

فعلآ .. قد نكون دآآخل السجن وتجيطناا القيود الحديدية ونحن لآندرك ذلك ..
وقد نستسلم لسجون فرضها علينا حدود الزمن والمكـآن
فتشل تفكيرنا وتحد من طموحنـآ وتضعف إرآدتنا
وذلك .. لأن مانتطلبه وماتريده أنفسنـآ خآآرج تلك القيود
فلآنتجرأ على تغييرها والوقوف ضدهـآآ لأنها في نظرنا قوآنين لآتقبل التغيير
وفروض يجب أن نسير عليها بحذآفيرهاا
وبالتـآآلي ..
نضيع أنفسنا .. ونقضي على إرآدتنا ..ونطمس أمانينا تحت الترآآب
لذآآ..
لآبد أن نحاول أن نتخطى تلك السجون التي تقيدنا وتقضي عليناا
ونبدأ من جديد ..
ونقود أنفسنا نحو الحرية الفكرية والعقلية

غـآليتي ..
**موآلية حيدر **
كل الشكر لطرحك القيم
فقد كان بمثآآبة دعوة لنا جميع لنطلق العنان لتفكيرنا
ونقضي على أي عقبة تقف في طريقنا

فجميل جدآآ أن نسعى للسير وفق آيآت كتاب الله
لننال رضآآ الله ورضا الذآآت
موفقة لكل خير ..
تحيـآآتي القلبية..
.×.رنيـ الحب ـم.×.

دمعة على السطور
09-26-2010, 01:11 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم وألعن من آذى فاطمة ..

قيودٌ قد ترهقنا .. وقد نجهل الكيفية في التخلص من ثقلها ..
حتى نبحث عمن يخلصنا من وجعها ..،
ولو علمنا أن نزعها وانتشالها بأيدينا هو أقرب من كل شيئ...
لسخرنا من سخرية القدرعلينا .....!!



موالية العزيزة ..
سافر بي بعيداً.....محتواكِ..
فـ شكراً لهاتيك الرحلة السارحة والفكر...

موفقة إن شاء الله تعالى
دمتِ بعين المولى الجليل

موالية حيدر
09-26-2010, 07:12 AM
بسمه تعالى ***

نعم ** أحبتي ***

وللأسف الشديد **
نحن من يتقوقع بنفسه
داخل تلك السجون
والزنزانات النفسية ***
وإن اجبرنا البعض عليها *** !!!
فلماذا ..
لا نطلب الحرية والخلاص ***



أحبتي ..
كانت وقفة جميلة معكم ..
ألا فليبعد الرحمن عنكم
جميع تلك السجون
لتستنشقوا عبير
الحرية **
في ولاء ونعيم دائم

تحياتي المفعمة بالخير لكم ...

موالية حيدر **

MOONY
09-26-2010, 03:24 PM
اعجبني طرحكِ للموضوع كثيراً
ربي يعطيكِ العافيه
تحياتي

موالية حيدر
09-27-2010, 07:30 AM
اعجبني طرحكِ للموضوع كثيراً
ربي يعطيكِ العافيه
تحياتي




وزادني إعجاباً
مروركِ هنا حبيبتي ...


moony


تحياتي
وفيض ودادي ...