عبدالله خليف
04-13-2010, 12:33 AM
بينما القمر يتسلل إلى الحياة بهدوء وجمال ، كنت
أدعو بقلب خاشع وكفي إلى السماء بدموع منهمرة مناجية الرحمن بأن يغفر لي خطاي ويفتح لي أبواب الجنان ويغسل قلبي بأنهار الأيمان ، أتجهت نحو النافذة و أخذت مناديل بيضاء مع وعاء ماء وجلست أنظف الزجاج عن الغبار المتراكم عليه حينها لاحظت شاب ينظر إلي بصمت وهدوء غامض ، كنت خائفة جدا ولكن الشاب تلاشى أثره بعد أن نظرت إليه ، أغلقت النافذة وهبطت من السلم إلى الأسفل وأقفلت الأبواب بسرعة خاطفة ، صارت أنفاسي حادة ، وفجأة سمعت صوت شيء يتحطم ، أنظر هنا وهناك لم أر شيء لعل في الأمر سرا خطيرا ، بدأت سلسلة الغموض تتكاثر حولي ، نظرت إلى النافذة وجدت ورود حمراء معلقة عليها حينها تنفست الصعداء وفتحت النافذة وأخذت البطاقة الملتصقة على الورود وبخط أحمر مكتوب عليها ( رومانسية الربيع ) ، أهل المدينة في كل عام وفي أول يوم من أيام الربيع يقيمون احتفال كبير متلألأ بالشموع والورود والهدايا الرومانسية ، بداية الحفل كان صاخبا بضجيج الموسيقى الكلاسيكية ، تتوقد القلوب لهفة إلى الجنس الآخر ، يتأمله كنجمة بيضاء ، ينقله بلا شعور إلى عالم عجيب ، عالم يفترشه زهور النرجس ، حبيبي خجولا جدا لم يكن يرغب بالحضور للحفل ، ارتباك وشفافية وألف حيرة تبلل مشاعره كلما حاولت الأقتراب منه ترميه أشواك الخجل بألف وخزة وأعود للوراء ، أرتسمت ملامح متوترة في وجهه ، عدت ثانية كحارسة أقف على رأسه ، وأردفت : مابك ، هل أنت خائف ؟ ، إلتقطت أذنيه تلك الهمسات ومازال صامتا ، أردفت بغضب شديد : لقد أخفتني كثيرا اليوم ، مابك ؟ قل شيئا ، همس مبتسما :أنا أحبك لطالما أرغب في لمس يديك ، بعد تلك الهمسة غادرت الحفل لا أدري ماذا أصابني ، تطاردني النسمات ونجوم السماء كأنها تتساقط فوق رأسي و بينما أسير أتذكر همسته تطوف في ذاكرتي على طول الطريق ، فجأة غيرت مساري و عدت إلى الحفل ولكنني لم أره شعرت بالحزن أريد البوح بمشاعري له لم أعد أطيق الوجود دون روحه الصافية ،عدت إلى البيت ألملم بقايا دموع انسكبت على جسر أبيض صغير حينها سكبت معاناتي على رسالة قصيرة و قمت بإرسالها إلى هاتفه الصغير ، لكي يعلم مقدار الحب المكنون في قلبي ، ثلاثة أشهر مضت من الانتظار المؤلم ، اختفى دون أن أراه أو أسمع صوته ...