فرح
02-14-2010, 11:09 AM
السلام عليكم ..
صباحكم / مسائكم
بالورد والريحاااان
محمد الزهراني _ الدمام
http://www.alyaum.com/images/13/13388/736236_1.gif
http://www.alyaum.com/images/13/13388/736236_2.gif
لم ير علي صالح آل مدن النور.. ولم يميز الألوان .. ولكنه رأى ما هو أبعد من هذا وذاك، وأحس بما هو أجمل من الموجودات الحسية من حوله.. فهو رأى «الحب» وأحس بـ»الأخوة» وشرب جرعة الحياة من كأس التآلف الذي يعيش في كنفه بين أصدقائه وأحبابه في العمل.
صالح (55 عاماً) عاش كفيفاً منذ الأشهر الأولى من ولادته، وتعلم من فقدان بصره أن الحياة ليست في العين بقدر ماهي في القلب، وهذا ما نقله عنه الكثير من زملائه في العمل. ويقول أحدهم "لم نره إلا مبتسماً ولم نجلس معه إلا وتجاذبنا الفكاهات بيننا".
لم يعترف علي بعاهته، ونجح في التغلب على المصاعب من حوله بعزمه وإصراره على العمل والعلم، ويقول: "لم يحرمني فقدان البصر من مواصلة تعليمي، فأكملت الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ودرست في جامعة الملك سعود لمدة سنة، وكنت طموحاً لأن أواصل دراستي الجامعية، لولا ظروفي التي حالت دون مواصلتي إياها".
ويحكي علي عن نفسه وعن قريته "أنا متزوج ولدي ستة من الأبناء والبنات ولله الحمد، وأعيش في قرية القديح، تلك القرية التي شربتُ فيها طفولتي، ودرجت في حواريها متلمساً الحياة، ومتنفساً البساطة والحب"، مضيفاً "تأقلمت مع مجتمعي ولله الحمد بسرعة، ولم أعد أحس بأني كفيف، فأنا أتلمس الأماكن التي أسير فيها، وأحفظها من المرة الأولى، فقريتي التي عشت فيها لا زلت أذكرها، وأعرف أزقتها وحواريها، بل إن محافظة القطيف لم تغب عن إحساسي هي الأخرى، حيث أتنفس عبير مزارعها وأعرف شوارعها".
ومن المواقف الطريفة التي يذكرها "في ذات يوم كنت عائداً إلى مطار الظهران، ولما حطت الطائرة، نزلت منها، وركبت سيارة أجرة، فأخذت أتحدث مع صاحبها، وأوصف له الطريق، فقبل أن نصل إلى اللفة أذكره بأن هناك لفة يجب الدخول منها، وهكذا، إلى أن وصلنا إلى قريتي القديح والرجل في استغراب شديد من وضعي، بل قد ساوره الشك بأنني كفيف بالفعل".
وعن المواقف المحزنة يذكر "هناك موقف خاص بوالدتي يرحمها الله، والتي كانت أماً لكثير من أبناء القرية، كنت ذاهباً إلى المسجد، والتقيت أحد الزملاء وتجاذبنا أطراف الحديث، وجاءت سيرة والدتي التي مازالت عالقة في ذهني، فبكيت من أجلها، عندما تذكرتها، وتذكرت سيرتها الطيبة".ويستغرب علي من الكسل الذي أصبح سمة للكثير من الشباب في هذا الوقت "رغم صحتهم وسلامتهم، فتراهم متقاعسين عن العمل وينتظرون في بيوتهم إلى أن تأتيهم الفرصة، وهذا خلاف المطلوب، فعلى المرء أن يتحرك ليبحث عن العمل، وأن يثابر في سبيل الحصول على وظيفته بل عليه أن يطور ويحسن من مستواه، ولا يقنع بما هو عليه، حيث ينبغي عليه أن يتجدد ويواكب التطور الذي نعيشه في هذا الوقت".
وعن خلاصة ما استفاده علي من الحياة يقول "استفدت أموراً كثيرة، ولكن من أهم الأمور التي استفدتها هي سلامة الصدر والعفو عن الناس، كما أن مواكبة المجتمع وحب التعرف على الناس تعد هي الأخرى ثمرة من ثمار الحياة"، ويؤمن بـ"أن الخير باق في الناس وفيهم من يحب الخير والتعاون وهذا ما لمسته من زملائي في العمل وجميع من أعرفهم".
جريدة اليوم
صباحكم / مسائكم
بالورد والريحاااان
محمد الزهراني _ الدمام
http://www.alyaum.com/images/13/13388/736236_1.gif
http://www.alyaum.com/images/13/13388/736236_2.gif
لم ير علي صالح آل مدن النور.. ولم يميز الألوان .. ولكنه رأى ما هو أبعد من هذا وذاك، وأحس بما هو أجمل من الموجودات الحسية من حوله.. فهو رأى «الحب» وأحس بـ»الأخوة» وشرب جرعة الحياة من كأس التآلف الذي يعيش في كنفه بين أصدقائه وأحبابه في العمل.
صالح (55 عاماً) عاش كفيفاً منذ الأشهر الأولى من ولادته، وتعلم من فقدان بصره أن الحياة ليست في العين بقدر ماهي في القلب، وهذا ما نقله عنه الكثير من زملائه في العمل. ويقول أحدهم "لم نره إلا مبتسماً ولم نجلس معه إلا وتجاذبنا الفكاهات بيننا".
لم يعترف علي بعاهته، ونجح في التغلب على المصاعب من حوله بعزمه وإصراره على العمل والعلم، ويقول: "لم يحرمني فقدان البصر من مواصلة تعليمي، فأكملت الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ودرست في جامعة الملك سعود لمدة سنة، وكنت طموحاً لأن أواصل دراستي الجامعية، لولا ظروفي التي حالت دون مواصلتي إياها".
ويحكي علي عن نفسه وعن قريته "أنا متزوج ولدي ستة من الأبناء والبنات ولله الحمد، وأعيش في قرية القديح، تلك القرية التي شربتُ فيها طفولتي، ودرجت في حواريها متلمساً الحياة، ومتنفساً البساطة والحب"، مضيفاً "تأقلمت مع مجتمعي ولله الحمد بسرعة، ولم أعد أحس بأني كفيف، فأنا أتلمس الأماكن التي أسير فيها، وأحفظها من المرة الأولى، فقريتي التي عشت فيها لا زلت أذكرها، وأعرف أزقتها وحواريها، بل إن محافظة القطيف لم تغب عن إحساسي هي الأخرى، حيث أتنفس عبير مزارعها وأعرف شوارعها".
ومن المواقف الطريفة التي يذكرها "في ذات يوم كنت عائداً إلى مطار الظهران، ولما حطت الطائرة، نزلت منها، وركبت سيارة أجرة، فأخذت أتحدث مع صاحبها، وأوصف له الطريق، فقبل أن نصل إلى اللفة أذكره بأن هناك لفة يجب الدخول منها، وهكذا، إلى أن وصلنا إلى قريتي القديح والرجل في استغراب شديد من وضعي، بل قد ساوره الشك بأنني كفيف بالفعل".
وعن المواقف المحزنة يذكر "هناك موقف خاص بوالدتي يرحمها الله، والتي كانت أماً لكثير من أبناء القرية، كنت ذاهباً إلى المسجد، والتقيت أحد الزملاء وتجاذبنا أطراف الحديث، وجاءت سيرة والدتي التي مازالت عالقة في ذهني، فبكيت من أجلها، عندما تذكرتها، وتذكرت سيرتها الطيبة".ويستغرب علي من الكسل الذي أصبح سمة للكثير من الشباب في هذا الوقت "رغم صحتهم وسلامتهم، فتراهم متقاعسين عن العمل وينتظرون في بيوتهم إلى أن تأتيهم الفرصة، وهذا خلاف المطلوب، فعلى المرء أن يتحرك ليبحث عن العمل، وأن يثابر في سبيل الحصول على وظيفته بل عليه أن يطور ويحسن من مستواه، ولا يقنع بما هو عليه، حيث ينبغي عليه أن يتجدد ويواكب التطور الذي نعيشه في هذا الوقت".
وعن خلاصة ما استفاده علي من الحياة يقول "استفدت أموراً كثيرة، ولكن من أهم الأمور التي استفدتها هي سلامة الصدر والعفو عن الناس، كما أن مواكبة المجتمع وحب التعرف على الناس تعد هي الأخرى ثمرة من ثمار الحياة"، ويؤمن بـ"أن الخير باق في الناس وفيهم من يحب الخير والتعاون وهذا ما لمسته من زملائي في العمل وجميع من أعرفهم".
جريدة اليوم