احلام ضائعه
01-29-2010, 07:56 PM
http://www.sorah.org/id/e4e2e2f87ae876140b2668c7388c74e7.jpg
*الفنانة الطمراوية الكفيفة أميرة ذياب عاتبة على مجتمعها وتقول انه لا يحترم ذوي الاحتياجات الخاصة*نحن لسنا مهرجين لتسخروا منا*
عدة بلدات عربية احتضنت معارض لي ولكن بلدتي ترفض ذلك*
تقرير:إيناس مريح
ليس سهلا أن تدرك جزء من معاناة الكفيف، فهو ينتقل من عتمة إلى عتمة، ومن ظلام الدنيا إلى ظلام القهر في مواجهة مجتمع يحاول تهميشه ونبذه وفقط لأنه كفيف، فتجد منهم من يؤثر الحياة بمعزل قاتم اللون مسدلا ستائر حزينة على حياته، حابسا روحه وقدراته في غرفة كأنها قفص قابض على روح مبدع، وتجد منهم من يرفض اليأس ويسير خلف طيات نور يراه ببصيرته بعد أن فقد بصره، مثل الفنانة الكفيفة أميرة ذياب من طمرة والتي بعزيمتها وإرادتها الصلبة كسرت كل الحواجز التي نصبها المجتمع أمامها، لتثبت له أن ذوي القدرات الخاصة هم كغيرهم من البشر، يملكون الحق بالتعلم والاندماج في المجتمع.
حينما تشاهدها تتحسس الجدران بيديها وهي تتنقل من غرفة لأخرى، وتشرح لك عن أعمالها واللوحات الفنية التي قامت بتزيينها، لا تمتلك إلا أن تصفق لها إعجابا ،فقد استطاعت أن تقهر كل محاولات المجتمع في زجها في عتمة بين جدران البيت، كما ونجحت في أن تؤسس لها واقعا مغايرا لحياتها يتدفق بالأمل مثل النبع. فهي تمارس العديد من المواهب والأعمال الفنية، مثل الرسم على الزجاج، التطريز والزخرفة على اللوحات الفنية، تصميم وبناء أشكال عديدة من الفخار.
وقد ذكرت:” كانت نقطة البداية من نادي المكفوفين في شفاعمرو، حيث تعلمت دورات خاصة بموضوع الرسم على الزجاج، فغالبية أعمالي هي من وحي أفكاري، إلا أن الرسومات هي من إبداع الفنان عامر عواد، بحيث أطلب منه أن يرسم لي وفقا للفكرة التي تراودني، وهو بدوره يرسم لوحات وفقا لمتطلبات خاصة، أهمها أن تكون خطوط اللوحة بارزة حتى أستطيع الشعور بها بواسطة اليد كي أتمكن من تزينيها وزخرفتها، خاصة وأن مثل هذا النوع من الفنون بحاجة لدقة، كما وتعلمت التصميم وبناء أشكال من الفخار بمساعدة وارشاد الفنان عبد الله كنعان”.
وعن العمل الحالي الذي تقوم به الفنانة أميرة ذياب قالت:” اعمل اليوم على تزيين وزخرفة لوحة لكوخ صياد يسكن بجانب بحيرة، وعنصر الزمن في اللوحة هو وقت الغروب. أحاول أن أتقن مزيج ألوان الغروب المختلفة، خاصة وأن اللون الوحيد الذي كنت أراه في الماضي هو الأسود، لكن ومع بداية تحقيق أمنيتي بممارسة موهبتي الفنية وعرض انجازاتي، أصبحت اشعر بالألوان المختلفة الأخرى، وأحاول أن أتذكرها، خاصة وإنني لم أكن كفيفة بشكل مطلق عندما كنت طفلة”.
لماذا ينظرون إلى ذوي القدرات الخاصة وكأنهم مخلوقات غريبة وجدت للتهريج؟
تشتكي الفنانة أميرة ذياب من الواقع الذي يعيشه ذوو القدرات الخاصة، بسبب نظرة المجتمع السلبية ضدهم بشكل عام، فقد حدثتنا قائلة:” تشعر الغالبية من ذوي القدرات الخاصة بأنهم عبئ ثقيل على ذويهم، وبالمقابل يتعامل الأهل بشكل عام مع أقربائهم من ذوي القدرات الخاصة وكأنهم من عالم بعيد،ويفرضون عليهم الانزواء بين أربعة جدران. ولا يحق لهم الاندماج في المجتمع، ويحرمون من اتخاذ القرارات والتعبير عن الرأي، ويحكمون مسبقا بأن هذه الشريحة من الناس متخلفة عقلية، وقد وجدت للتسلية وللتهميش، وعندما يرون كفيفا يحمل عصا، يبدأون بالاستهزاء والسخرية وتعلو أصوات ضحكاتهم”.
توجه الفنانة الكفيفة أميرة ذياب رسالة للمجتمع العربي من خلال صحيفة “مع الحدث” ذكرت فيها :” نحن لسنا مهرجين لتسخروا منا، نحن نملك ما تملكون من حس وفكر وإبداع، ولنا الحق أن نعيش ونشارك ونندمج بمجتمعنا، فلماذا هذا الإجحاف بحقنا”.
وتلوم الفنانة أميرة ذياب إحدى المؤسسات الجماهيرية العامة في طمرة، والتي لم توافق على توفير قاعة لأجل إقامة معرض خاص بأعمالها، وأعمال بعض الفنانات أمثال الفنانة هدى زعبي من الناصرة، والتي ترسم لوحات فنية بواسطة الفم. ووفقا لأقوال ذياب فإن المؤسسة الجماهيرية اشترطت عليها أن تحضر لجنة خاصة كي تنظم المعرض، كذلك أن تكون عضوا في نادي خاص يعود لهذه المؤسسة الجماهيرية”.
وذكرت أميرة ذياب أنها توجهت لأحد الفنانين الطمراويين ليساعدها في تنظيم معرض خاص بها، إلا أنه اتهمها بأنها تسعى لتحقيق الشهرة رغم أنها تمارس الأعمال الفنية منذ إحدى عشرة عاما.
واقترحت الفنانة أميرة ذياب على الهيئات المسؤولة في البلدات المختلفة تنظيم معارض خاصة بأعمال ذوي القدرات الخاصة، للأهالي والطلاب كذلك توفير الفرصة لذوي القدرات الخاصة بتمرير أيام دراسية للطلاب ولأهالي بالمواضيع التي يبدع بها ذوو القدرات الخاصة”.
يشار إلى أن الفنانة أميرة ذياب شاركت بالعديد من المعارض خارج مدينة طمرة، في شفاعمرو والناصرة كذلك في معرض عربي يهودي نظمته جمعية مسارات، وقد حضنت هذه المعارض العديد من أعمالها المختلفة، كما وتم افتتاح معرض يضم أعمالا لنخبة من الفنانين من ذوي القدرات الخاصة من ضمنهم أعمال الفنانة أميرة ذياب عن طريق مركز مساواة”.
مماراااااق لي...
</b></i>
*الفنانة الطمراوية الكفيفة أميرة ذياب عاتبة على مجتمعها وتقول انه لا يحترم ذوي الاحتياجات الخاصة*نحن لسنا مهرجين لتسخروا منا*
عدة بلدات عربية احتضنت معارض لي ولكن بلدتي ترفض ذلك*
تقرير:إيناس مريح
ليس سهلا أن تدرك جزء من معاناة الكفيف، فهو ينتقل من عتمة إلى عتمة، ومن ظلام الدنيا إلى ظلام القهر في مواجهة مجتمع يحاول تهميشه ونبذه وفقط لأنه كفيف، فتجد منهم من يؤثر الحياة بمعزل قاتم اللون مسدلا ستائر حزينة على حياته، حابسا روحه وقدراته في غرفة كأنها قفص قابض على روح مبدع، وتجد منهم من يرفض اليأس ويسير خلف طيات نور يراه ببصيرته بعد أن فقد بصره، مثل الفنانة الكفيفة أميرة ذياب من طمرة والتي بعزيمتها وإرادتها الصلبة كسرت كل الحواجز التي نصبها المجتمع أمامها، لتثبت له أن ذوي القدرات الخاصة هم كغيرهم من البشر، يملكون الحق بالتعلم والاندماج في المجتمع.
حينما تشاهدها تتحسس الجدران بيديها وهي تتنقل من غرفة لأخرى، وتشرح لك عن أعمالها واللوحات الفنية التي قامت بتزيينها، لا تمتلك إلا أن تصفق لها إعجابا ،فقد استطاعت أن تقهر كل محاولات المجتمع في زجها في عتمة بين جدران البيت، كما ونجحت في أن تؤسس لها واقعا مغايرا لحياتها يتدفق بالأمل مثل النبع. فهي تمارس العديد من المواهب والأعمال الفنية، مثل الرسم على الزجاج، التطريز والزخرفة على اللوحات الفنية، تصميم وبناء أشكال عديدة من الفخار.
وقد ذكرت:” كانت نقطة البداية من نادي المكفوفين في شفاعمرو، حيث تعلمت دورات خاصة بموضوع الرسم على الزجاج، فغالبية أعمالي هي من وحي أفكاري، إلا أن الرسومات هي من إبداع الفنان عامر عواد، بحيث أطلب منه أن يرسم لي وفقا للفكرة التي تراودني، وهو بدوره يرسم لوحات وفقا لمتطلبات خاصة، أهمها أن تكون خطوط اللوحة بارزة حتى أستطيع الشعور بها بواسطة اليد كي أتمكن من تزينيها وزخرفتها، خاصة وأن مثل هذا النوع من الفنون بحاجة لدقة، كما وتعلمت التصميم وبناء أشكال من الفخار بمساعدة وارشاد الفنان عبد الله كنعان”.
وعن العمل الحالي الذي تقوم به الفنانة أميرة ذياب قالت:” اعمل اليوم على تزيين وزخرفة لوحة لكوخ صياد يسكن بجانب بحيرة، وعنصر الزمن في اللوحة هو وقت الغروب. أحاول أن أتقن مزيج ألوان الغروب المختلفة، خاصة وأن اللون الوحيد الذي كنت أراه في الماضي هو الأسود، لكن ومع بداية تحقيق أمنيتي بممارسة موهبتي الفنية وعرض انجازاتي، أصبحت اشعر بالألوان المختلفة الأخرى، وأحاول أن أتذكرها، خاصة وإنني لم أكن كفيفة بشكل مطلق عندما كنت طفلة”.
لماذا ينظرون إلى ذوي القدرات الخاصة وكأنهم مخلوقات غريبة وجدت للتهريج؟
تشتكي الفنانة أميرة ذياب من الواقع الذي يعيشه ذوو القدرات الخاصة، بسبب نظرة المجتمع السلبية ضدهم بشكل عام، فقد حدثتنا قائلة:” تشعر الغالبية من ذوي القدرات الخاصة بأنهم عبئ ثقيل على ذويهم، وبالمقابل يتعامل الأهل بشكل عام مع أقربائهم من ذوي القدرات الخاصة وكأنهم من عالم بعيد،ويفرضون عليهم الانزواء بين أربعة جدران. ولا يحق لهم الاندماج في المجتمع، ويحرمون من اتخاذ القرارات والتعبير عن الرأي، ويحكمون مسبقا بأن هذه الشريحة من الناس متخلفة عقلية، وقد وجدت للتسلية وللتهميش، وعندما يرون كفيفا يحمل عصا، يبدأون بالاستهزاء والسخرية وتعلو أصوات ضحكاتهم”.
توجه الفنانة الكفيفة أميرة ذياب رسالة للمجتمع العربي من خلال صحيفة “مع الحدث” ذكرت فيها :” نحن لسنا مهرجين لتسخروا منا، نحن نملك ما تملكون من حس وفكر وإبداع، ولنا الحق أن نعيش ونشارك ونندمج بمجتمعنا، فلماذا هذا الإجحاف بحقنا”.
وتلوم الفنانة أميرة ذياب إحدى المؤسسات الجماهيرية العامة في طمرة، والتي لم توافق على توفير قاعة لأجل إقامة معرض خاص بأعمالها، وأعمال بعض الفنانات أمثال الفنانة هدى زعبي من الناصرة، والتي ترسم لوحات فنية بواسطة الفم. ووفقا لأقوال ذياب فإن المؤسسة الجماهيرية اشترطت عليها أن تحضر لجنة خاصة كي تنظم المعرض، كذلك أن تكون عضوا في نادي خاص يعود لهذه المؤسسة الجماهيرية”.
وذكرت أميرة ذياب أنها توجهت لأحد الفنانين الطمراويين ليساعدها في تنظيم معرض خاص بها، إلا أنه اتهمها بأنها تسعى لتحقيق الشهرة رغم أنها تمارس الأعمال الفنية منذ إحدى عشرة عاما.
واقترحت الفنانة أميرة ذياب على الهيئات المسؤولة في البلدات المختلفة تنظيم معارض خاصة بأعمال ذوي القدرات الخاصة، للأهالي والطلاب كذلك توفير الفرصة لذوي القدرات الخاصة بتمرير أيام دراسية للطلاب ولأهالي بالمواضيع التي يبدع بها ذوو القدرات الخاصة”.
يشار إلى أن الفنانة أميرة ذياب شاركت بالعديد من المعارض خارج مدينة طمرة، في شفاعمرو والناصرة كذلك في معرض عربي يهودي نظمته جمعية مسارات، وقد حضنت هذه المعارض العديد من أعمالها المختلفة، كما وتم افتتاح معرض يضم أعمالا لنخبة من الفنانين من ذوي القدرات الخاصة من ضمنهم أعمال الفنانة أميرة ذياب عن طريق مركز مساواة”.
مماراااااق لي...
</b></i>