تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام الحسن(ع): موعظة الحياة



نور الهدى
01-22-2010, 09:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين




التزوُّد بالتقوى:


قال له جنادة بن أبي أمية في مرضه الذي توفي فيه: "عظني يابن رسول الله، قال: نعم، استعدّ لسفرك ـ فها أنت تراني وأنا في بداية السفر نحو الآخرة، لأنني سوف أفارق الحياة بعد قليل، وها أنا ذا أستعدّ له، فخذ من تجربتي ما تفكّر فيه في ما تقبل عليه من تجربة ـ وحصّل زادك ـ فالدنيا مزرعة الآخرة، {وتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى} [البقرة:197] ـ قبل حلول أجلك، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك ـ فأنت تطلب الدنيا، وتكافح من أجل الحصول عليها، ولكن في كلّ يوم يمضي من الدنيا، ينقضي شيء من عمرك ـ ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه". ونحن نريد أن نفهم ذلك، فهل يريد الإمام(ع) أن يقول لهذا الرجل لا تخطّط للمستقبل، ولا تفكّر في همومه التي لا بدّ لك من أن تحضّر لها خطوطها من قبل أن يأتي؟! إن الإمام(ع) لا يريد ذلك، ولكنه يقول، لا تترك مسؤوليتك في يومك هذا على أساس أنك تعيش هموم المستقبل. فأنت تعيش في هذا اليوم، ولهذا اليوم مسؤوليات في عباداتك ومعاملاتك ومشاريعك، لذلك فكّر في همّ هذا اليوم قبل أن يأتي اليوم الآخر، لأنّ لليوم الآخر هماً تتكفّل لحظات الزمن في معالجته.



"واعلم أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلا كنت فيه خازناً لغيرك" فأنت تسعى إلى المال، وتستهلك جهدك العقليّ والعاطفي والحركي من أجل أن تحصل عليه، حتى إنّك تشقى بذلك في أكثر من جانب من جوانب الحياة. ولكن وجّه لنفسك سؤالاً: لِمَ المال؟ إن المال يطلب من أجل أن يحصل الإنسان على ملبسه ومشربه ومسكنه وما إلى ذلك، مما يتحرّك في حاجاته الحياتية كإنسان لا بدّ له من أن يلبّي حاجاته. أما ما زاد عن هذا المال، مما لا يحتاجه الإنسان في قوتك ـ والقوت عنوان لكلّ حاجات الإنسان ـ فإنّه يكون خازناً لغيره. فلماذا تهتم كثيراً بأن تختزن لغيرك، والله تكفّل برزق غيرك كما تكفّل برزقك؟
وليس معنى ذلك أن تهمل غيرك، بل معناه أن لا تتحرّك من دون ضوابط في مصيرك، لتترك المال من بعدك وقد خلطت حلاله بحرامه، وابتعدت عن مسؤولياتك من أجل أن تخزنه للآخرين.


"واعلم أن الدنيا في حلالها حساب ـ لأنّ للحلال حساباته في كلّ ما يأخذ به الإنسان من الكلمة والفعل والعلاقة والموقف، وذلك من أجل أن ينطلق الحلال من خلال الدقّة في الحساب، بحيث يكون صافياً ـ وفي حرامها عقاب ـ لأنّ الله سبحانه وتعالى توعّد المرتكبين للحرام بالعقاب في الآخرة ـ وفي الشبهات عتاب"، والشبهات هي التي لا يتضح فيها المقصود، فإن الله سوف يعاتبك: كيف تجرأت على الشبهات؟ وقد ورد في أكثر من حديث: "من ترك الشبهات نجا من المحرّمات، ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرّمات وهلك من حيث لا يعلم".
ثم يقول الإمام الحسن(ع) لجنادة: "فأنزل الدنيا بمنـزلة الميتة ـ فإذا كنت في حالة جوع، وليس هناك طعام يحفظ حياتك، ولم يكن هناك غير الميتة ـ فخذ منها ما يكفيك" ويسدّ جوعك.



"فإن كان ذلك حلالاً كنت قد زهدت فيها ـ أي اقتصرت على حاجاتك الضرورية ـ وإن كان حراماً لم يكن فيه وزر فأخذت منه ـ لأنك مضطرّ إليه ـ كما أخذت من الميتة ـ وأنت مضطرّ ـ وإن كان العتاب فالعتاب يسير"، فإنّ ما أخذته من الدنيا كان يسيراً.


ثم يعطي الإمام(ع) القاعدة الرائعة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري وكلّ ما يتصل بحياة الإنسان في الدنيا: "واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً". وهذا هو خطّ التوازن بين العمل للدنيا والعمل للآخرة.
إنّ الإمام الحسن(ع) لا يريد للإنسان أن يجلس ليندب حظّه وأمام عينيه قبره، فيترك عمل الدنيا على أساس أن الدنيا فانية...

نبراس،،،
01-23-2010, 10:19 PM
"واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"
ما اروع هذه الكلمات الجمييله التي تعطي الانسان الامل ليعييش
كل الشكر لك اختي على هذا الطرح الراائع
اتمنى لك مزيدا من التوفيق داائما

شذى الزهراء
01-24-2010, 01:13 AM
السلام على الامام الحسن بن علي المجتبى المسموم والمقتول ظلماً
هذا هو سبط النبي وريحانته كله حنكة وحكمة راائعه في كلماته واقواله وافعاله ..فسلام الله عليه حين ولد وحين أستشهد وحين يبعث حياً..
ورزقنا الله وإياكم في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته ..
وقضى الله حوائجنا وحوائجكم بحقه عند الله ..
عزيزتي ام محمد/
سلمتي ع الطرح القيَم المبارك
وجزاكِ الله الف خيراً
الله يعطيك العااافيه
تحيآاتي ودعواتي ..

نور الهدى
01-26-2010, 07:36 AM
"واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"
ما اروع هذه الكلمات الجمييله التي تعطي الانسان الامل ليعييش
كل الشكر لك اختي على هذا الطرح الراائع
اتمنى لك مزيدا من التوفيق داائما




اخي نبراس


كل الشكر لتواجدك الرائع

دمت بحفظ الرحمن

نور الهدى
01-26-2010, 07:39 AM
السلام على الامام الحسن بن علي المجتبى المسموم والمقتول ظلماً
هذا هو سبط النبي وريحانته كله حنكة وحكمة راائعه في كلماته واقواله وافعاله ..فسلام الله عليه حين ولد وحين أستشهد وحين يبعث حياً..
ورزقنا الله وإياكم في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته ..
وقضى الله حوائجنا وحوائجكم بحقه عند الله ..
عزيزتي ام محمد/
سلمتي ع الطرح القيَم المبارك
وجزاكِ الله الف خيراً
الله يعطيك العااافيه
تحيآاتي ودعواتي ..

يعافيش ويسلمش خيتو


كل الشكر لتواجدك


دمتي بحفظ الرحمن

ام الحلوين
02-14-2010, 09:12 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



السلام على نور الله وصفوة الله السلام على ريحانة رسول الله


وسبط البتول وابن سيد الأوصياء ووارث صفات أمه الزهراء


بلغنا الله وأياكم زيارة الحسن بالدنيا


وشفاعته يوم لا ينفع مالا ً ولا بنون

نسألكم الدعاء